
رونالدينيو يوصّف أزمة البرازيل: لم نترك نظاماً سيستمر بعدنا!
واقع مؤلم يعيشه المنتخب البرازيلي لكرة القدم؛ أبطال العالم خمس مرات يدورون في دوامة من الأزمات منذ نحو عقدين من الزمن، والمدة مرشّحة لأن تطول أكثر في ظل تطوّر الأسلوب التكتيكي الحديث الذي تنتهجه أغلب مدارس الساحرة المستديرة حول العالم، والذي لم تجد أرض السامبا فيه ضالّتها لمواكبة التطوّر أو العودة إلى "سحرتها".
لطالما شكّل "سيليساو" مرجعاً في جمال كرة القدم وفي حقب مختلفة، ولا سيما في الثمانينيات والتسعينيات وصولاً إلى عام 2002، حين نسج جيل رونالدو نازاريو ورونالدينيو وريفالدو وروبرتو كارلوس وكافو النجمة العالمية الخامسة على القميص الأصفر. وبعد هذا الجيل، لم يخرج منتخب "السامبا" من قمقم الخيبات، برغم بعض الألقاب الجيدة، التي لم تصل إلى مصاف كأس العالم.
الخسارة الأخيرة المذلة أمام الغريم التقليدي الأرجنتيني 1-4 ضاعفت المحنة، فانصرفت إدارة اللعبة إلى البحث عن اسم "ضحية جديدة" من المدربين لقيادة الفريق بعد إقالة المدرب دوريفال جونيور، في حين باشرت منتخبات أخرى بالتحضير لنهائيات كأس العالم في أميركا الشمالية، منها "ألبي سيليستي" الساعي مع أيقونته ميسي للدفاع عن لقبه العالمي الذي أحرزه على الأراضي القطرية.
ولعل أفضل من وضع "الإصبع على الجرح" هو "الساحر" رونالدينيو، الذي أدلى بتصريحات وصّفت واقع المنتخب البرازيلي، بقوله: "أنا لا أحسد ميسي. أحترم مسيرته أكثر مما يتصوّر أحد. نعم، كنت ساحراً وصنعت لحظات لا تُنسى، لكن ما فعله ليو مع الأرجنتين كان شيئاً مختلفاً تماماً". وأضاف: "لقد بنى إرثاً خالداً، ليس بالألقاب فحسب، بل بفريق عرف كيف يفوز حتى من دون ظله. هذا ليس ضعفاً من جانبي، بل اعتراف بالواقع".
ورأى نجم برشلونة وميلان السابق أنّ ميسي ليس مجرّد لاعب أسطوري "بل قائد استثنائي تمكن من تحويل مجموعة موهوبة إلى عائلة مقاتلة". وتابع: "نحن البرازيليين كنا مهرّجين عظماء صنعنا السحر وأمتعنا العالم، لكننا لم نترك نظاماً سيستمر بعدنا".
ولفت رونالدينيو إلى أنّ ميسي غرس ثقافة الفوز لدى زملائه"، مقارناً: "هل يؤلمني هذا؟ بالطبع! لأنني أتمنى لو كان للبرازيل ميسي خاص بها، إذ نحتاج شخصاً يُكرّس روحه لبناء شيء أعظم منه". وختم تصريحاته اللاذعة: "كرة القدم ليست منافسة بين الأجيال، بل قصة جميلة تكتبها كل أمة بطريقتها الخاصة. الأرجنتين تكتب حالياً أجمل فصولها، البرازيل... ربما تحتاج إلى استعادة روحها المفقودة". مردفاً: "البرازيل... ستعود يوماً ما. لكن عليها أوّلاً أن تتعلم من ميسي: أنّ العظمة لا تُبنى بالرقص وحده، بل بالتضحية والوحدة".
يرى البرازيليون في كرة القدم بأنها وسيلة للتمرّد ضد النظام، أو للثراء السريع بعد الفقر المدقع، وربما هذا الأمر أدخل اللعبة الشعبية في البلاد بحال من الفوضى، إذ لم تعد الملاعب المحلية ترضي طموح النجوم الهاربين نحو أوروبا سعياً للنجومية والمال في آن. دخل المنتخب في مرحلة الفوضى، وخلال التصفيات المونديالية الحالية أشرف على تدريب الفريق ثلاثة مدربين بدءاً برامون مينيزيس، مروراً بفيرناندو دينيز، وأخيراً دوريفال جونيور، الذين خلفوا المدرب تيتي الذي غادر بعد مونديال 2022.
تغيير فني يعكس الأزمة، حيث تفتقد روح الإبداع والأسلوب الممتع، وضعف الهوية الفنية. وعلى الرغم من مواصلة إنتاج المواهب المميزة، فإنّ مواكبة تطوّر اللعبة وأساليبها مهمل بالكامل، حيث كان ينتظر أن تخرج من كبواتها التاريخية، ولا سيما من السقوط المريع على أرضها وبين جماهيرها أمام ألمانيا 1-7 في مونديال 2014. لكن القرارات الجذرية للإصلاح في الكيان المتآكل غابت، ولهذا فإنّ المخرج الأساسي هو إعادة صياغة الأولويات وتمتين القاعدة الصلبة للبناء؛ لهذا يطمح الاتحاد الجديد للعبة إلى التعاقد مع مدرب يدرك ماهية الأزمة وابتكار حلول لها. وتطرح على الطاولة سير ذاتية لأسماء قديرة، بينها الإيطالي كارلو أنشيلوتي، والبرتغالي جورجي جيزوس، وحتى الإسباني بيب غوارديولا، لكن الجماهير تتطلع إلى استنساخ تجربة الأرجنتيني ليونيل سكالوني مع منتخب بلاده.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


النهار
منذ ساعة واحدة
- النهار
جيمي فاردي أسطورة ستُخلد في إنكلترا
في كثير من الأحيان، لا تُقاس العظمة بعدد الجوائز أو الألقاب فقط، فلكل فريق "أسطورته" التي تمثل رمزاً خاصاً للجماهير. شخصية استثنائية لا تتكرّر مهما تغيرت الأجيال. كل مشجع ينظر إلى "أسطورته" من منظوره الخاص، بعيداً من الأرقام والاحصائيات. وفي خضم الجدل الطويل حول الأعظم بين اللاعبين، برز اللاعب الإنكليزي جيمي فاردي كنموذج استثنائي يُلهم الجميع. حالة فريدة لا تحتاج إلى التصنيفات أو المقارنات، رمز مختلف في عالم كرة القدم لا يتكرّر. فاردي، الذي أعطى نادي ليستر سيتي قطعة من قلبه وروحه، أعلن اعتزاله كرة القدم في عمر الثامنة والثلاثين، تاركاً لحظة لا تنسى لدى جماهير "الثعالب". لم تكن النهاية مجرّد ختام لموسم مميز؛ بل طي لصفحة امتدت 13 عاماً، زُرعت خلالها قيم الولاء والشغف الحقيقي في اللعبة. خلال مسيرته مع ليستر سيتي، خاض فاردي 500 مباراة سجل خلالها 200 هدف. ومع بلوغه المباراة الأخيرة أمام نادي إيبسويتش تاون، كان في رصيده 499 مباراة و199 هدفاً. واختار أن يُنهي قصته بلمسة استثنائية، محققاً هدفه المئتين في المباراة ذاتها، من دون خوض اللقاء الأخير من الموسم أمام بورنموث. كانت لحظات وداعه مؤثرة للغاية، إذ حظي بتكريم مميز من زملائه عبر ممر شرفي عندما غادر الملعب في الدقيقة 80. لم يكن فاردي مجرّد قائد لفريقه؛ بل كان رمزاً للكفاح والإلهام لكل من واجه الظروف الصعبة. بدأ حياته بالعمل في مصنع الفحم وهو لم يتجاوز السادسة عشرة من عمره، ليصبح في ما بعد أسطورة خالدة في تاريخ ليستر سيتي. جسّد بقصته كيف يمكن للإصرار أن يتغلب على المصاعب، وكيف للعزيمة أن تسبق كل الإنجازات والأرقام عندما يتعلق الأمر بتأثير اللاعب داخل المستطيل الأخضر وخارجه. تجاوز فاردي كونه لاعباً تمسّك بولاء فريقه إلى أبعد الحدود؛ بل أصبح رمزاً لكرة القدم البسيطة، بعيداً من "هوس" التسويق والأرقام. نقش اسمه بين عظماء اللعبة بأحرف ذهبية ليس في قلوب عشاق ناديه فحسب، بل أيضاً في تاريخ كرة القدم بشكل عام. يبقى فاردي "معجزة" كروية تأسر القلوب وأسطورة خُلقت لتُلهم أجيالاً وتُخلد عبر التاريخ، وتثبت أنّ الأحلام ليست مستحيلة مهما بدت بعيدة المنال، إذا امتلك الإنسان الإصرار والإرادة الحقيقية.


النهار
منذ 5 ساعات
- النهار
"نريده ولو لمباراة!"... نيولز يحلم باستعادة ميسي
ما زال نادي نيولز أولد بويز الأرجنتيني يُعبر عن حلمه الأبدي، وهو رؤية ليونيل ميسي يعود يوماً ما لارتداء قميص النادي الذي بدأ فيه خطواته الأولى في عالم كرة القدم، حتى ولو لمباراة واحدة فقط. في تصريحات إذاعية لإذاعة "كادينا 3"، أكد رئيس النادي إغناسيو أستور أن نيولز مستعد لاستقبال ميسي بأي شكل، قائلاً: "ستظل المؤسسة ترغب دائماً في أن يلعب ميسي، حتى لو كانت بطولة واحدة فقط، ثماني مباريات، ست، أربع، مباراة واحدة... بقميص نيويلز، هذا هو الواقع، ونحن نسعى دائماً لتحقيق ذلك". عقد ميسي يقترب من النهاية وانضم ميسي إلى إنتر ميامي صيف 2023 بعقد لمدة عامين ونصف، ومن المتوقع أن ينتهي بنهاية عام 2025، وبينما يأمل النادي الأميركي في تمديد العقد حتى مونديال 2026، تبقى الأحاديث قائمة حول مستقبل "البرغوث"، لا سيما بعد تصريحات رئيس نيولز. أستور أشار إلى تعقيدات قد تعيق هذه العودة، مثل وضع العائلة والمدارس وغيرها من الظروف، مؤكداً أن الأمر لا يتعلق فقط برغبة اللاعب: "يجب إيجاد النقاط، علينا أن نرى ما إذا كان لدى ميسي شرط جزائي، عقد محدد، وهل من الممكن تلبية شروط عائلته... هناك 27 مليون مشكلة لا تعتمد أحياناً على اللاعب نفسه". بداية لا تنسى لطالما كان نادي نيولز أولد بويز جزءاً من الرواية العاطفية لحياة ميسي، إذ لعب في صفوفه خلال فترة الطفولة قبل أن يسافر إلى إسبانيا ويلتحق بأكاديمية برشلونة، ومن هناك بدأت واحدة من أعظم المسيرات في تاريخ كرة القدم. ومع تقدمه في السن وبلوغه 37 عاماً، لا تزال فكرة "العودة للجذور" محل ترحيب من اللاعب والنادي على حد سواء، رغم التحديات اللوجستية والالتزامات الحالية. في الوقت الحالي، يستعد ميسي للعودة إلى المنافسات مع إنتر ميامي بمواجهة نادي فيلادلفيا يونيون في الدوري الأميركي، لكن في روزاريو، تبقى الأمنية حية: أن يختم ميسي مسيرته على أرضٍ شهدت بداياته، وأحلامه الأولى.


النهار
منذ يوم واحد
- النهار
هل يصبح لامين يامال أصغر فائز بالكرة الذهبية؟
يعتبر لامين يامال، النجم الشاب الصاعد في صفوف برشلونة، واحداً من أبرز المرشحين للفوز بجائزة الكرة الذهبية لعام 2025، في ظل الأداء الاستثنائي الذي يقدّمه مع الفريق الكاتالوني وهو في مقتبل العمر. وتزداد التكهنات بشأن إمكانية أن يصبح يامال أصغر لاعب في تاريخ الكرة الذهبية يتوّج بهذه الجائزة المرموقة، مما يفتح الباب أمام نقاش واسع حول مكانته بين أصغر اللاعبين الذين توجوا بالجائزة عبر تاريخها. ومنذ إطلاق جائزة الكرة الذهبية عام 1956، شهدت اللعبة ظهور عدد من النجوم الذين توّجوا بها قبل بلوغهم سن الـ 25 عاماً، ومن بينهم أساطير مثل يوهان كرويف، ماركو فان باستن، يوسيب بيبيتو، وكريستيانو رونالدو. ومع ذلك، لم يكن هؤلاء ضمن قائمة أصغر اللاعبين سناً الذين حصلوا على الكرة الذهبية. وفي ما يأتي نستعرض قائمة أصغر خمسة لاعبين فازوا بجائزة الكرة الذهبية على مرّ التاريخ: 1 - رونالدو نازاريو – 21 سنة، 3 أشهر و5 أيام يحتفظ النجم البرازيلي رونالدو نازاريو بالرقم القياسي كأصغر لاعب فاز بالكرة الذهبية، وذلك منذ عام 1997. في ذلك العام، تألق رونالدو بشكل مذهل مع نادي برشلونة، إذ سجل 47 هدفاً في 49 مباراة بمختلف البطولات، مما جعله يتفوّق بفارق كبير على منافسيه في سباق الكرة الذهبية. وبعد أن حلّ ثانياً في عام 1996 خلف ماتيس سامر، استطاع رونالدو في 1997 أن يثبت جدارته بالفوز بالجائزة بسهولة، محققاً بذلك إنجازاً لم يتكرّر منذ ذلك الحين. وهذه المرحلة من مسيرته شهدت تألقه اللافت قبل انتقاله إلى إنتر ميلان، مما جعل رقمه القياسي كأصغر فائز بالجائزة صامداً حتى اليوم. 2 - مايكل أوين – 22 سنة و4 أيام نال الإنكليزي مايكل أوين الكرة الذهبية عام 2001 بعد موسم استثنائي مع نادي ليفربول. وفي ذلك الموسم، تحت قيادة المدرب جيرارد هوليهير، برز أوين كمهاجم نجم، حيث سجل 24 هدفاً، وحقق مع فريقه عدة ألقاب مهمة، منها كأس الاتحاد الإنكليزي، كأس رابطة الأندية الإنكليزية، كأس الدرع الخيرية، كأس السوبر الأوروبية، وكأس الاتحاد الأوروبي، وأصبح أوين ثاني أصغر لاعب يحقق الكرة الذهبية في التاريخ. 3 - ليونيل ميسي – 22 سنة، 5 أشهر و7 أيام فاز ليونيل ميسي بأول كرة ذهبية له عام 2009 بعد موسم حافل بالنجاحات مع برشلونة، إذ قاد الفريق لتحقيق أول ثلاثية في تاريخه (الدوري الإسباني، كأس الملك، ودوري أبطال أوروبا). وتحدّث ميسي بعد الفوز بالجائزة معبراً عن مفاجأته بفوزه بفارق كبير قائلاً: "كنت أعلم أنني من بين المرشحين، لكن لم أتوقع الفوز بهذا الفارق الكبير". هذا الفوز جعل ميسي ثالث أصغر لاعب يتوّج بالكرة الذهبية. ومع ذلك، فإنّ ميسي يتمتع بطول عمر كروي استثنائي، حيث توّج بالجائزة ثماني مرات، وأصبح ثاني أكبر لاعب يفوز بها بعمر الـ 36 عاماً، مما يؤكد عظمته واستمراره في القمة. 4 - جورج بيست – 22 سنة، 7 أشهر و2 يوم كان نجم مانشستر يونايتد الأسطوري جورج بيست أصغر لاعب يفوز بالكرة الذهبية حتى عام 1997، عندما كسره رونالدو نازاريو. وفاز بيست بالجائزة عام 1968 بعد موسم مبهر، حيث كان جناح الفريق الذي لا يُقهَر، وأحد ألمع المواهب في تاريخ كرة القدم. 5 - أوليغ بلوخين – 23 سنة، 1 شهر و25 يوماً توّج الأوكراني أوليغ بلوخين بالجائزة عام 1975، في منافسة شديدة مع أساطير مثل فرانز بيكنباور ويوهان كرويف، اللذين حلّا في المركزين الثاني والثالث توالياً. كان بلوخين لاعباً في صفوف دينامو كييف، وحقق في ذلك العام إنجازات كبيرة تشمل الفوز بالدوري السوفياتي الممتاز، وكأس الفائزين بالكؤوس الأوروبية، وكأس السوبر الأوروبية. كانت هذه الإنجازات محل تقدير كبير، وبلغ بلوخين من العمر 23 عاماً وشهراً واحداً وخمسة وعشرين يوماً عند استلامه الكرة الذهبية، مما جعله من بين أصغر الفائزين بالجائزة.