
8 مشكلات صحية شائعة يواجهها الصائمون في رمضان
حدد أطباء مختصون ثمانية أعراض ومشكلات صحية شائعة قد يواجهها الصائمون خلال شهر رمضان، قد تؤثر في صحتهم إذا لم يتم التعامل معها بشكل سليم، وأكدوا أن الصيام من العبادات التي تحمل فوائد صحية كثيرة للجسم، منها الوقاية من الاضطرابات العصبية التنكسية، مثل مرضَي «ألزهايمر» و«باركنسون»، إلا أن هناك بعض التحديات الصحية بسبب التغيرات المفاجئة في مواعيد الطعام والشراب، وهو ما يتطلب الانتباه والاحتياط لتفادي هذه المشكلات، وضمان صيام صحي ومفيد.
وأوضحوا لـ«الإمارات اليوم» أن تلك المشكلات والأعراض تشمل الجفاف، والصداع، وانخفاض مستوى الطاقة، والخمول والتعب، ومشاكل الجهاز الهضمي، مثل عسر الهضم، والانتفاخ، والارتجاع المعدي المريئي، والإمساك، إضافة إلى الحوادث والإصابات، ونوبات السكر لمرضى السكري الصائمين، والتسمم الغذائي في بعض الحالات، وزيادة الوزن.
صيام آمن
وتفصيلاً، أكدت استشارية أمراض الغدد الصماء والسكري، الدكتورة هدون جبري، أن الصيام في شهر رمضان يُعتبر آمناً بشكل عام للأفراد الأصحاء، إلا أنه قد يشكل بعض المخاطر الصحية لبعض الفئات، خصوصاً إذا لم يتم اتباعه بشكل صحيح، موضحة أن من أبرز المشكلات الصحية التي قد يواجهها الصائمون الجفاف، نتيجة لساعات الصيام الطويلة التي تؤدي إلى فقدان الجسم للسوائل، والتعب والدوخة والصداع، خصوصاً للمدخنين والأشخاص الذين اعتادوا شرب الشاي أو القهوة بشكل يومي، مؤكدة أهمية شرب كميات كافية من الماء خلال فترة الإفطار لتجنب تلك المشكلة.
وأضافت أن اضطرابات الجهاز الهضمي تعد من المشكلات الشائعة أيضاً، حيث قد يؤدي تناول وجبات ثقيلة أو دهنية عند الإفطار إلى حدوث ارتجاع الحمض (الحموضة)، كما أن قلة تناول الألياف، مع الجفاف، قد تؤدي إلى الإمساك، ويمكن أن يتسبب تناول الطعام بسرعة بعد فترة الصيام في حدوث الانتفاخ وعسر الهضم. وأوصت بتناول وجبات متوازنة، تحتوي على البروتينات والألياف والدهون الصحية، للحفاظ على استقرار مستويات الطاقة، فضلاً عن تناول الطعام ببطء، وتجنب السكريات والأطعمة المقلية التي قد تؤدي إلى اضطرابات في الجهاز الهضمي والطاقة.
وأكدت أن الإفراط في تناول الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية خلال شهر رمضان يؤدي إلى زيادة الوزن، مؤكدة أهمية مراقبة الحالة الصحية بشكل دوري، وفي حال وجود أمراض مزمنة أو شعور بأي أعراض خطرة، يجب استشارة الطبيب فوراً.
تغييرات وتأثيرات
من جانبه، قال طبيب عام ورئيس قسم طوارئ، الدكتور نشأت هنداوي، إنه خلال شهر رمضان يعاني العديد من الأشخاص بعض المشكلات الصحية، نتيجة التغيرات في نمط الحياة، خصوصاً في ما يتعلق بالتغذية ونظام النوم، مشيراً إلى أن أقسام الطوارئ بشكل عام تشهد سنوياً زيادة في عدد المراجعين خلال هذا الشهر، وذلك بسبب التأثيرات المرتبطة بالصيام.
وأوضح أن من أبرز المشكلات الصحية، التي يتم التعامل معها في قسم الطوارئ خلال رمضان، الجفاف الذي قد يؤدي إلى إجهاد حراري في أوقات الصيف، أو انخفاض في ضغط الدم، ما يتسبب في شعور المصاب بالدوار والضعف العام، موضحاً أن الجفاف يعود في جزء كبير منه إلى نقص السوائل وزيادة التعرق خلال ساعات النهار، مشدداً على ضرورة تعويض الجسم بالسوائل خلال فترة الإفطار، وشرب كميات كافية من الماء بين الإفطار والسحور. وأشار إلى أن نوبات السكري تعتبر من أبرز المشكلات الصحية الشائعة في رمضان، حيث يحتاج مرضى السكري إلى مراقبة مستويات السكر في الدم بشكل مستمر، خصوصاً أثناء الصيام، حيث قد يتعرض البعض لانخفاض حاد أو ارتفاع مفاجئ في مستويات السكر، ما يتطلب تدخلاً طبياً سريعاً لتجنب المضاعفات الخطرة، ناصحاً مرضى السكري، سواء من النوع الأول أو الثاني، بضرورة استشارة الطبيب قبل الصيام لتعديل جرعات الأدوية أو الأنسولين حسب احتياجاتهم، وعدم الصيام من دون استشارة طبية ومراقبة مستوى السكر باستمرار.
وأضاف أن ارتفاع ضغط الدم ومشكلات القلب من الحالات الشائعة أيضاً، حيث يُسهم التغير المفاجئ في مواعيد الطعام والشراب في تفاقم هذه المشكلات، خصوصاً لدى الأشخاص الذين يعانون أمراضاً قلبية مزمنة، كما أن نقص السوائل وزيادة مستويات التوتر قد يؤديان إلى مضاعفات صحية حادة، موضحاً أن التغيرات في مواعيد تناول الطعام قد تؤدي أيضاً إلى تقلبات في مستويات الأملاح والمعادن في الجسم، ما يزيد من خطر الإصابة بمشكلات صحية.
أقسام الطوارئ
وتابع أن أقسام الطوارئ تشهد أيضاً حالات من التسمم الغذائي وعسر الهضم، نتيجة تناول كميات كبيرة من الأطعمة الدسمة والعصائر المحلاة خلال وجبتَي الإفطار والسحور، داعياً إلى ضرورة التأكد من تخزين الطعام في درجات حرارة مناسبة، والابتعاد عن الإفراط في تناول الأطعمة الدسمة أو المقليات، خصوصاً في حال وجود مشكلات صحية مسبقة، مثل ارتفاع الكولسترول أو أمراض الجهاز الهضمي، كما لفت إلى أن تخزين الطعام بشكل غير صحيح قد يؤدي إلى حالات تسمم غذائي.
وفي ما يخص الحوادث والإصابات، أشار إلى أن أقسام الطوارئ تشهد أيضاً زيادة في عدد الحوادث، حيث يواجه بعض الأفراد مشكلات نتيجة الإرهاق أو التشتت أثناء الصيام، مثل الحروق أو الإصابات البسيطة في المطبخ أثناء تحضير الطعام، وذلك نتيجة السهر والإجهاد الذي يصاحب شهر رمضان.
بدوره، أشار أخصائي أمراض الجهاز الهضمي، الدكتور محروس الرجال، إلى أن من المشكلات التي قد يواجهها الجسم نتيجة الصيام تأثيره على المعدة والكتلة العضلية، حيث إن الصيام قد يؤدي إلى فقدان بعض الكتلة العضلية والقدرة البدنية، خصوصاً إذا لم يتم تناول كميات كافية من البروتين والسعرات الحرارية خلال فترة الإفطار.
وأشار الدكتور محروس أيضاً إلى أن زيادة إفراز حمض المعدة من التأثيرات التي قد تحدث بسبب نقص الطعام والشراب، ما قد يزيد من تهيّج القرحة، ويسبب حرقة المعدة، كما قد يؤدي الصيام إلى بطء إفراغ المعدة، ما يسبب تراكم حمض المعدة، ويزيد من أعراض حرقة المعدة.
فوائد صحية عديدة
أكد أخصائي أمراض الجهاز الهضمي، الدكتور محروس الرجال، أنه على الرغم من بعض المشكلات الشائعة التي يواجهها الصائم خلال رمضان، إلا أن هناك فوائد صحية عديدة، منها الوقاية من الاضطرابات العصبية التنكسية، مثل مرضَي «ألزهايمر» و«باركنسون»، حيث يساعد الصيام الجسم في التخلص من الخلايا التالفة وإنتاج خلايا جديدة، كما يسهم الصيام في إعادة توزيع العناصر الغذائية الضرورية للجسم بشكل أفضل، ويساعد في تحليل الخلايا غير الضرورية وإعادة تدويرها، ما يؤدي إلى التخلص من السموم المخزنة في الخلايا الدهنية.
ولفت الرجال إلى أن الصيام قد يساعد في خفض ضغط الدم والكوليسترول، كما يُحسن حساسية الأنسولين، ويعزز قدرة الجسم المناعية، كما يساعد الصيام على تحسين وظائف الجهاز الهضمي بشكل عام، ويُسهم في إعادة توازن البكتيريا النافعة في الأمعاء، ما قد يُخفف من أعراض بعض أمراض الجهاز الهضمي، مثل القولون العصبي، مؤكداً أيضاً على أن الصيام يعزز صحة الغشاء المخاطي في الأمعاء، الذي يُعد أكبر عضو في جهاز المناعة، ويسهم في تحسين انتشار الفلورا المعوية في الجسم.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العين الإخبارية
منذ 4 أيام
- العين الإخبارية
هل تنام أكثر من 9 ساعات يوميا؟ دماغك في خطر
كشف علماء من جامعة تكساس للعلوم الصحية أن الإفراط في النوم قد يكون ضارا بصحة الدماغ، تماما كما هو الحال مع قلة النوم. وأظهرت الدراسة أن النوم لمدة 9 ساعات أو أكثر في الليلة مرتبط بتسريع شيخوخة الدماغ وزيادة خطر التدهور المعرفي في وقت لاحق من الحياة. وبحسب النتائج، فإن الأشخاص الذين ينامون بمعدل 9 ساعات يوميا كان لديهم تقدّم في عمر الدماغ يعادل 6 سنوات ونصف، مقارنة بمن ينامون أقل. ووصفت الدراسة هذا النمط من النوم بـ"عامل خطر مبكر وقابل للعكس" للإصابة بالخرف. شملت الدراسة 1,853 شخصا تتراوح أعمارهم بين 27 و85 عاما، وتم تتبّع حالتهم على مدار عقدين، مع تقييم الوظائف المعرفية لديهم كل 4 سنوات باستخدام اختبارات معيارية للذاكرة والاستجابة والقدرات البصرية واللفظية. وتبين أن الذين اعتادوا النوم لفترات طويلة سجلوا أداء أضعف في جميع الاختبارات، حتى في حال عدم وجود أعراض اكتئاب، وهو ما يشير إلى تأثير النوم المفرط بحد ذاته. ومع ذلك، أظهرت النتائج أن التدهور المعرفي كان أوضح لدى من يعانون من أعراض الاكتئاب، وهي حالة معروفة بأنها تدفع إلى النوم الزائد. وأوضح البروفيسور يانغ يونغ، أحد المشرفين على الدراسة، أن "الاضطرابات في مدة النوم وأنماطه تسهم في زيادة خطر التدهور المعرفي ومرض ألزهايمر". وتتسق هذه النتائج مع دراسات سابقة، من بينها دراسة نُشرت في مجلة "سيكتري ريسيرش"، وجدت أن النوم لأكثر من ثماني ساعات يوميا يزيد خطر الإصابة بالخرف بنسبة تصل إلى 64%. ويُعتقد أن السبب قد يكمن في تأثير النوم المفرط على الساعة البيولوجية، أو بسبب ضعف قدرة الدماغ على التخلص من السموم أثناء النوم النهاري. وأثار هذا الاكتشاف تساؤلات حول ما إذا كان النوم الزائد علامة مبكرة على تلف الدماغ، أم سببا في حد ذاته. وتأتي هذه النتائج في وقت تؤكد فيه دراسات أخرى أن ما يقارب نصف حالات ألزهايمر يمكن الوقاية منها عبر تعديلات نمط الحياة، مثل تحسين السمع، وخفض الكوليسترول، وممارسة التمارين الرياضية، حسبما أفاد تقرير نُشر في مجلة "ذا لانسيت". aXA6IDE5NC4xMDIuMjE2LjE2MCA= جزيرة ام اند امز RO


العين الإخبارية
منذ 6 أيام
- العين الإخبارية
أول فحص دم لتشخيص ألزهايمر.. خطوة ثورية في مجال الصحة
أعلنت السلطات الصحية الأمريكية، إجازة أول فحص دم يمكنه تشخيص مرض ألزهايمر، في خطوة تعدّ تقدمًا كبيرًا في مجال مكافحة المرض. ويُتيح هذا الاختبار للمرضى فرصة البدء بالعلاج في مراحل مبكرة، مما قد يبطئ تقدم المرض ويمنحهم جودة حياة أفضل. وطورت شركة "فوجيريبيو داياغنوستيكس" هذا الفحص المبتكر، الذي يعتمد على قياس مستويات بروتينين محددين في الدم. وهذه البروتينات ترتبط بوجود لويحات بيتا أميلويد في الدماغ، وهي من السمات الرئيسية لمرض ألزهايمر. حتى الآن، كان الكشف عن هذه اللويحات يتطلب تقنيات معقدة مثل مسح الدماغ أو تحليل السائل النخاعي. وأكد مارتي ماكاري، من إدارة الغذاء والدواء الأميركية، أهمية هذه الخطوة بالنظر إلى الانتشار الواسع للمرض. وأوضح أن ألزهايمر يؤثر على 10% ممن تجاوزوا سن الخامسة والستين، مع توقعات بتضاعف هذا الرقم بحلول عام 2050. وحاليًا، يوجد دواءان مرخصان لعلاج ألزهايمر، هما "ليكانيماب" و"دونانيماب"، يستهدفان اللويحات النشوية ويبطئان التدهور المعرفي، وإن كان تأثيرهما محدودًا. يُعتقد أن هذه الأدوية تكون أكثر فاعلية عند استخدامها في المراحل المبكرة من المرض، وهو ما يجعل الاختبار الجديد ذا أهمية كبيرة. وأظهرت التجارب السريرية للاختبار الجديد دقةً مماثلة لفحوص الدماغ المتقدمة وتقنيات تحليل السائل النخاعي، مما يعزز من موثوقيته. ووصفت ميشيل تارفر، من مركز الأجهزة والصحة الإشعاعية في الهيئة الصحية الأمريكية، هذه الموافقة بأنها "محطة مهمة لتسهيل تشخيص ألزهايمر ووضعه في متناول المرضى بشكل أكبر". ويستهدف الاختبار الجديد المرضى الذين تظهر عليهم علامات التدهور الإدراكي، مع ضرورة أخذ النتائج في سياق التاريخ الطبي العام للمريض. aXA6IDgyLjI1LjIzMy4yMiA= جزيرة ام اند امز FR


العين الإخبارية
١٤-٠٥-٢٠٢٥
- العين الإخبارية
هل تجلس لوقت طويل يوميا؟ أنت معرض للإصابة بألزهايمر
كشفت دراسة حديثة أن الجلوس أو الاستلقاء لفترات طويلة يومياً قد يرفع خطر الإصابة بمرض ألزهايمر، حتى بين من يمارسون الرياضة بانتظام. ورغم التوصيات الطبية بممارسة 150 دقيقة من النشاط البدني أسبوعياً، إلا أن باحثين من مركز "فاندربيلت الطبي" في ناشفيل بالولايات المتحدة، أوضحوا أن النشاط الرياضي وحده لا يكفي إذا كان مصحوبا بسلوك نمطي خامل يعتمد على الجلوس المطول. الدراسة التي نُشرت في دورية "الخرف وأزهايمر"، تابعت أكثر من 400 شخص فوق سن الخمسين لا يعانون من الخرف، وارتدوا أجهزة قابلة للارتداء تقيس مستويات نشاطهم خلال أسبوع كامل، ثم خضعوا لاختبارات معرفية وفحوصات دماغية على مدى 7 سنوات. النتائج أظهرت أن الأشخاص الذين قضوا وقتا أطول في الجلوس أو الاستلقاء سجلوا أداءً أضعف في اختبارات الذاكرة والتفكير. كما ظهرت لديهم علامات تقلص في منطقة "الحُصين" بالدماغ، وهي منطقة أساسية في عمليات التعلم والتذكر، وترتبط مباشرة بمرض ألزهايمر. واستمر ظهور هذه المؤشرات السلبية، حتى بين من التزموا بمعدلات النشاط البدني الموصى بها، خاصة لدى من يحملون الجين الوراثي "APOE-e4"، المعروف بارتباطه بزيادة خطر الإصابة بألزهايمر بما يصل إلى عشرة أضعاف. وقالت الباحثة الرئيسية، الدكتورة ماريسا غوغنيات: "تقليل خطر ألزهايمر لا يقتصر على التمارين الرياضية، بل يتطلب تقليل الوقت الذي نقضيه في الجلوس خلال اليوم". وأوضحت أن الجلوس المفرط قد يؤثر على تدفق الدم إلى الدماغ بمرور الوقت، ما قد يُحدث تغيرات هيكلية مرتبطة بظهور المرض. من جهتها، أكدت الأستاذة المشاركة في الدراسة أنجيلا جيفرسون على أهمية "التحرك المتكرر خلال اليوم، خاصة لكبار السن المعرضين جينيا لخطر المرض". مرض ألزهايمر يمثل السبب الأكثر شيوعا للخرف في المملكة المتحدة، حيث تؤثر أعراضه تدريجيا على الذاكرة واللغة والتفكير، وقد بلغ عدد الوفيات الناتجة عنه في عام 2022 أكثر من 74 ألف حالة، مما يجعله القاتل الأول في البلاد. aXA6IDQ2LjIwMy4xOTAuMjM0IA== جزيرة ام اند امز UA