
التيار الوطني الحر… حيث تصمد الشعوب لا تسقط الأحزاب (بسام صراف)
من الشمال إلى عكار، في انتخابات بلدية واختيارية حملت الكثير من الرمزية لعام 2025، وقف اللبنانيون أمام صناديق الاقتراع لا ليختاروا مجالس بلدية فقط، بل ليعبّروا عن خيارات سياسية دفينة، وعن مواقف صريحة من واقعهم ومن القوى التي تمثّلهم.
ففي الشمال، وعكار تحديدًا، حيث تمرّدت الجغرافيا على الوعود وتآمرت السياسة على الحقيقة، جرت معركة انتخابية كشفت ما هو أعمق من الأرقام وما هو أثقل من المقاعد: كشفت معدن جمهور التيار الوطني الحر.
فبعد سنوات من الحملات المركزة، الشيطنة المنظمة، الحصار المالي والسياسي والإعلامي، راهن كثيرون على أن هذا التيار قد تفكّك، وأن جمهوره تسرّب أو تبخّر، وأن ساعته قد دقّت. ولكن النتائج جاءت صارخة: التيار الوطني الحر ما زال هنا، وجمهوره ما زال في الخنادق، لا تهزّه العواصف ولا تُخيفه المؤامرات.
النتائج أكدت ما يعرفه العارفون ويخشاه الخصوم: أن جمهور التيار صلب، متجذّر، عنيد، لا يتأثر بالحملات، ولا ينكسر تحت وطأة الترهيب الممنهج. ففي البترون، المعركة لم تكن بلدية فقط، بل وجودية. وهناك، حيث وُلد التيار، أثبت أنه لا يموت. كبّا، سلعاتا، إجدبرا، جران، ومدينة البترون نفسها، شكّلت ساحات انتصار جديدة للتيار، رغم كل ما جرى ويجري.
في الكورة، وعلى الرغم من حجم التحالفات العائلية والضغط السياسي والإعلامي، تمكّن التيار من تثبيت حضوره، لا بشعارات فضفاضة، بل بعمل ميداني، وناس صادقين، ومخاتير اختارهم الشارع كرموز ثقة.
زغرتا أعادت التأكيد أن التيار يعرف متى يقاتل، ومتى يتحالف. وبشراكة واقعية مع 'المردة'، دخل في معادلة توازن لا انكسار فيها، عنوانها احترام الواقع الانتخابي والتقدّم خطوة خطوة في بيئة صعبة.
وفي بشري، حيث السياسة تجري في العصب، كان اختراق التيار إنجازًا بحد ذاته، أكد أن المشروع لا يزال حياً، وأن الناس، حتى في أقسى البيئات، قادرة أن تستمع حين يكون الخطاب حقيقيًا.
أما عكار، المفاجأة الصاخبة، فقد قالت بوضوح إن التيار ليس ضيفًا في الأطراف بل شريك أصيل في القرار. من العوينات إلى ممنّع، مرورًا بقبولا وتلعباس، فاز التيار، لا بالعدد فقط، بل بالمعنى: معنى الحضور، والاستمرار، والرفض القاطع للإقصاء.
الرسالة السياسية الأهم؟
التيار الوطني الحر لم يُهزم شعبياً، بل أثبت أن جذوره أعمق من أي خطاب دعائي. فالخصوم الذين افترضوا أنه انتهى، صرفوا ملايين لتأكيد هذا الافتراض، فتحوّلت صناديق الاقتراع إلى مرآة عكسية: ما سقط هو رهاناتهم، لا التيار.
الأهم من ذلك، أن جمهور التيار، في كل منطقة، حافظ على التزامه، برغم الظروف الاقتصادية القاتلة، والانهيار المؤسسي، وانعدام الثقة بالدولة. وحده تيار عميق في وعي الناس، يمكنه أن يصمد تحت هذا الحصار، وأن ينتصر بأدواته، لا بأدوات خصومه.
ختاماً،
هذه الانتخابات ليست نهاية طريق، بل بداية مرحلة جديدة. مرحلة فيها جمهور صامد، ينتظر من قيادته أن تترجم هذا الصمود إلى فعل سياسي أكثر جرأة، وأكثر التصاقًا بالناس. لأن التيار الوطني الحر، في نهاية المطاف، ليس حزبًا تقوده المكاتب، بل شعبًا يصنع التاريخ.
وحيث تصمد الشعوب، لا تسقط الأحزاب… وهذا التيار شعبٌ قبل أن يكون حزبًا.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


LBCI
١٦-٠٥-٢٠٢٥
- LBCI
معوّض لـ"جدل": سنتعالى عن كلام النائب فرنجية و"آخر مرة بقطّعا"...ونريد أن نعيش معًا
أكد النائب ميشال معوّض أن لبنان قادر على أن يتحوّل إلى قاعدة لوجستية واستثمارية في المنطقة، لكن ذلك يتطلب الإسراع بتنفيذ الإصلاحات. وفي الشأن السياسي ضمن حديثه لبرنامج "جدل" عبر الـLBCI،، شدد معوّض على أنه "قبل الحديث عن السلام يجب تنفيذ القرارات الدولية واتفاق الطائف"، وأضاف: "لا أظنّ أن هناك من يُعارض مبدأ السلام، ولكن ما هي شروط السلام؟". وتطرق إلى التوتر الأخير مع النائب طوني فرنجية، فقال: "تعرّضتُ لكلام غير مقبول من قبل النائب فرنجية، والواضح أن هناك خطة للهروب من النقاش الإنمائي إلى افتعال حرب سياسية. ومعيب الكلام الذي قيل، ولا يمكنه أن يزايد علينا بالسيادة، فهو من يربط وجوده بالنظام السوري". وأضاف: "زميلي طوني فرنجية ذهب إلى أماكن ليست في مصلحته، وأنا آسف لهذا النوع من الكلام، وأدعو ممن يعتبر نفسه منتصرًا ألا يتوتر إلى هذا الحدّ. الأساس في النقاش أو في السياسة هو الوضوح". وحول نتائج الانتخابات البلدية، قال معوّض: "في زغرتا، الاتحاد يتكوّن من 25 بلدية وقد فزنا بـ13 منها". وفي ختام حديثه، أشار إلى أنه "سنتعالى عن كلام النائب فرنجية غير المقبول"، وأضاف: "آخر مرة بقطّعا، هذا ليس تهديدًا بل لأنني أُولي الاستقرار في زغرتا الزاوية أهمية تفوق أي نقاش. وكنت أتمنى أن تسود لغة من الاحترام بدل الانفعال، ونريد أن نعيش معًا في المنطقة".


LBCI
١٦-٠٥-٢٠٢٥
- LBCI
معوّض لـ "جدل": سنتعالى عن كلام النائب فرنجية "غير المقبول" و"آخر مرة بقطّعا" هذا ليس تهديدًا بل لأنني أُولي الاستقرار في زغرتا الزاوية أهمية تفوق أي نقاش وكنت أتمنى أن تسود لغة من الاحترام بدل الانفعال ونريد أن نعيش معًا في المنطقة
معوّض لـ "جدل": سنتعالى عن كلام النائب فرنجية "غير المقبول" و"آخر مرة بقطّعا" هذا ليس تهديدًا بل لأنني أُولي الاستقرار في زغرتا الزاوية أهمية تفوق أي نقاش وكنت أتمنى أن تسود لغة من الاحترام بدل الانفعال ونريد أن نعيش معًا في المنطقة آخر الأخبار مشاهدات عالية شارك


LBCI
١٢-٠٥-٢٠٢٥
- LBCI
نتائج الإنتخابات البلدية والإختيارية في قضاء زغرتا
نشرت وزارة الداخلية والبلديات اللبنانية نتائج الانتخابات البلدية والاختيارية للعام ٢٠٢٥ في قضاء زغرتا. للإطلاع على نتائج الانتخابات البلدية، إضغط هنا. للإطلاع على نتائج الانتخابات الاختيارية، إضغط هنا.