logo
72 مليار دولار للوظائف السيئة

72 مليار دولار للوظائف السيئة

سعورس٠٢-٠٣-٢٠٢٥

في بداية يناير أعلنت الحكومة السعودية عن برنامج اسمه المصافحة الذهبية، وهو يهتم بموظفي الأجهزة الحكومية، الأقل تأهيلا، وتحديداً من يشغلون وظائف حكومية مستهدفة بالإلغاء، ويحفزهم على الاستقالة الطوعية مقابل مكافأة مليونية لمرة واحدة، وبلا راتب تقاعدي، والسبب أن الزمن قد تجاوزها بفعل الأتمتة أو غيرها، والبرنامج مدروس بعناية على ما يبدو، لأنه لا يقبل إلا بمن استنفدوا خيارات الإصلاح الوظيفي، بالنقل أو الإعارة أو إعادة بناء المهارات، ولا يستقبل من وصلوا لسن التقاعد المبكر أو النظامي، وإنما الذين أمضوا في الوظيفة العامة أقل من 25 عاماً، وهؤلاء لن يعودوا إلى العمل الحكومي مجدداً إذا دخلوا في المصافحة، وبصورة تضمن خفض نسبة الوظائف السيئة، والتي قال عنها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في فترة سابقة، إنها تشكل ما نسبته 50 % من إجمالي الوظائف العامة، وأن سموه سيعمل على تقليصها، وسيرفع نسبة الوظائف الجيدة إلى 80 %.
بالإضافة لما سبق سيخفض البرنامج مخصصات الرواتب والأجور في موازنة الدولة، وسيفيد في الإبقاء على الكفاءات الأفضل في العمل العام، ويعالج مشاكل تراجع الإنتاجية، ويحسن من الكفاءة التشغيلية والبشرية، وستستمر فترته الأولى لمدة ثلاثة أعوام ما بين 2025 و2027، وقد تم إقرار ميزانية خاصة به قدرها 12 مليارا و750 مليون ريال، أو ما يعادل ثلاثة مليارات و400 مليون دولار، وحصة العام الجاري من هذا الرقم، تصل لخمسة مليارات و500 ألف ريال، أو قرابة مليار و330 مليون دولار، ولكنه في نفس الوقت، وبحسب المختصين، سيؤدي إلى فجوة في المعرفة المؤسسية، سببها مغادرة الموظفين من ذوي الخبرة، ما سيربك سير العمل ويؤثر في جودة الخدمات، ولا بد من وضع ضوابط وشروط تكفل العدالة والشفافية في اختبار المستفيدين، وتحول دون تسرب أو تطفيش المؤهلين، وبالأخص من تم تهميشهم لأسباب شخصية ترتبط بقياداتهم.
مؤشر (ميرسر) العالمي لأنظمة المعاشات التقاعدية في 2022، ضم 44 دولة تمثل ما نسبته 65 % من دول العالم، بالنظر لأفضلية أنظمتها التقاعدية، وجاءت المملكة في المرتبة 27، لأن خيارت التقاعد فيها تحتوي على ميزات جيدة، ومجموعتها تضم دول من نوع أميركا وفرنسا وهونغ كونغ، وربما ساهم نظام الاستقالة الاختيارية وما يشتمل عليه من حوافز، في ارتفاع ترتيبها على المؤشر اعتبارا من هذا العام، ونظام المصافحة الذهبية، استخدم في شركتي الاتصالات والكهرباء السعوديتين، وبمسميات مختلفة، من أمثلتها، الشيك الذهبي والمواءمة والعرض الخاص، وكلها عبارة عن مبلغ يعادل مجموع رواتب الموظف لمدة خمسة أعوام، وبحد أقصى مليون ريال، أو 375 ألف دولار، ويكون لمرة واحدة، ولا يتم إنهاء خدمات الموظف، إلا بعد قبوله العرض واستلامه المكافأة، والمصافحة لا تبتعد كثيرا.
المستفيد الأكبر من برنامج المصافحة الذهبية الجديد هو القطاعات الخدمية، لأنه سيخفض من التزاماته المالية، ويوقف وظائف البطالة المقنعة، والوظائف الهامشية التي تعتبر مصدرا للهدر المالي والبشري، والموظفون الحكوميون سيستفيدون من الحوافز المالية، ومن فرص التدريب والتطوير المتاحة لهم، والمصافحة تقدم نموذجا متفرداً، لإعادة هيكلة القطاعات الحكومية المدنية، لأن الاستغناء عن الموظفين في أوروبا وأميركا، يتم بدون توفير دعم مباشر، أو تمويل لفاقدي الوظائف، بخلاف مستحقات الضمان، التي تصرف لمن لا يعملون، وهذه لا تصل لمستوى الكفاية فيما يتعلق بالتعويض المالي.
الموظف العام الذي يخرج بالمصافحة الذهبية، يمكنه العمل في القطاع الخاص، والحصول على مبلغ تقاعدي من التأمينات الاجتماعية، بعد تقاعده في سن الستين، إلا أن عداد أعوام الخدمة سيتم تصفيره، والمعنى أن الخدمة الحكومية القديمة لن تدخل فيه، والإشكالية في طريقة تعامل البرنامج مع أصحاب الوظائف المستهدفة بالإلغاء، ممن لديهم التزامات بنكية، أو قروض طويلة الأجل، خصوصا وأن انتظار سداد مديونياتهم بالكامل، سيعطل خطة الإلغاء والإحلال الوظيفي، إذا كانت أعدادهم كبيرة، وما دامت لائحة البرنامج التنفيذية لم تصدر، فالأنسب وضع السابق في قائمة أولوياتها.
المختصون يرجحون تركيز المصافحة على قطاعات حكومية معينة في بدايتها، وتحديداً التي لديها كثافة عالية من الموظفين، كالتعليم العام والجامعات والقطاع الصحي، وبحيث تعطى الفرصة لإعادة هيكلتها وتطويرها، بما يتناسب والظروف المستقبلية، وتقدر أعداد موظفي القطاع العام في المملكة، بنحو مليون و200 ألف موظف، باستثناء القطاع العسكري، وذلك وفق أرقام مؤسسة التأمينات الاجتماعية لعام 2024، والدولة تنفق حوالي 40 % من إجمالي موازنتها على الرواتب وتعويضات العاملين، أو ما قيمته 544 مليار ريال، وهو يزيد على 145 مليار دولار، والمبلغ عال عند مقارنته بأعداد الموظفين العامين، والمطلوب على الأقل استثماره فيما يعود بالمنفعة على العمل العام، لأنه وطبقا لكلام القيادة السعودية، فما يتم صرفه على الوظائف السيئة، يقدر ب272 مليار ريال، أو 72 مليارا و500 مليون دولار.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

هيئة الربط الكهربائي الخليجي تنضم إلى تحالف الحياد الكربوني
هيئة الربط الكهربائي الخليجي تنضم إلى تحالف الحياد الكربوني

سعورس

timeمنذ 42 دقائق

  • سعورس

هيئة الربط الكهربائي الخليجي تنضم إلى تحالف الحياد الكربوني

وأكد المهندس أحمد الإبراهيم، الرئيس التنفيذي لهيئة الربط الكهربائي، أن انضمام هيئة الربط الكهربائي الخليجي إلى تحالف الحياد الكربوني يعكس التزامها الراسخ بحماية البيئة وتطوير الطاقة المستدامة، مضيفا، أن انضمام هيئة الربط الكهربائي إلى UNEZA يشكل دليلاً على التزامها بأهدافها الاستراتيجية في دعم الاستدامة البيئية وتطوير بنية الطاقة التحتية في الخليج، ومن خلال هذه العضوية، تعزز الهيئة دورها في تسهيل التحول نحو اقتصاد منخفض الكربون من خلال التعاون الإقليمي والابتكار والتقنيات المتقدمة. وأضاف، تفتح هذه الشراكة المجال أمام الهيئة للتعاون مع قادة قطاع الطاقة عالميًا، وتبادل أفضل الممارسات، وتنفيذ حلول فعّالة تعزز من كفاءة وموثوقية واستدامة أنظمة الطاقة، كما تُعزز من موقعها كأحد المساهمين الرئيسيين في الجهود العالمية لمكافحة تغير المناخ وتحقيق أهداف الحياد الكربوني. وتأسس تحالف UNEZA خلال مؤتمر الأطراف COP28، تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة المتجدد (IRENA) وبالتعاون مع المبعوثين رفيعي المستوى لتغير المناخ التابعين للأمم المتحدة ، ويضم هذا التحالف العالمي نخبة من شركات المرافق والطاقة الرائدة، ويهدف إلى تسريع التحول في مجال الطاقة من خلال مضاعفة كفاءة استخدام الطاقة ثلاث مرات وزيادة قدرة الطاقة المتجددة إلى ثلاثة أضعاف بحلول عام 2030، مع هدف جماعي يتمثل في تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050. ويضم التحالف أكثر من 50 جهة عضو، بإجمالي قيمة سوقية تقارب تريليون دولار أمريكي، ويخدم أكثر من 340 مليون مستهلك حول العالم، ويركز UNEZA على محاور رئيسية تشمل: تقليل المخاطر في سلاسل التوريد، دعم الأطر التنظيمية والسياسات، وتعبئة التمويل لتحديث البنية التحتية للشبكات الكهربائية ودمج مصادر الطاقة المتجددة.

العوهلي ل"الرياض": منظومة توطين متقدمة في الصناعات العسكرية
العوهلي ل"الرياض": منظومة توطين متقدمة في الصناعات العسكرية

سعورس

timeمنذ 42 دقائق

  • سعورس

العوهلي ل"الرياض": منظومة توطين متقدمة في الصناعات العسكرية

وأضاف في تصريحات صحافية - عقب حفل تدشين معاليه اليوم شركة "بي إيه إي سيستمز العربية للصناعة"، أقيم في مقر الشركة الجديد بالرياض ، بحضور عدد من أصحاب المعالي والسعادة وكبار المسؤولين في قطاع الصناعات الدفاعية- أن تدشين الشركة الجديدة جاء نتاجاً لعملية اندماج شركتين وطنيتين رائدتين، هما "بي إيه إي سيستمز السعودية للتطوير والتدريب" المتخصصة في بناء وتوفير القدرات، و"الشركة السعودية للصيانة وإدارة خطوط الإمداد" الرائدة في مجال إدارة سلاسل الإمداد والخدمات الفنية، واصفاً تلك الخطوة، بالمحورية في مسار توطين الصناعات العسكرية، ضمن الجهود الحثيثة لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، في توطين 50% من الإنفاق العسكري المحلي. وأشار معاليه أن نسبة التوطين المحلي الخاصة بعام 2024م سيتم الإعلان عنها قريباً. وأضاف أن الهيئة العامة للصناعات العسكرية تقدم العديد من الحوافز للشركات، وأهم هذه الحوافز ما يتعلق بالسياسات والتنظيمات والتشريعات، إضافة للاتفاقيات الإطارية التي بموجبها، تقوم الجهات العسكرية والأمنية بالشراء من المصانع المحلية فقط دون الرجوع إلى الهيئة. وشدد على أن هناك حافز كبير تم تقديمه للشركات المحلية والعالمية، يتمثل في الضريبة الصفرية لما يتم تصنيعه داخل المملكة، إضافة إلى دعم خاص يتعلق بالحصول على تقنيات نوعية خارجية، وكذلك التيسير باستقدام الكوادر البشرية المؤهلة من الخارج. مختتماً تصريحه بالقول: " إن دعم القيادة الرشيدة، ودعم سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان رئيس مجلس الإدارة، وسمو نائبه الأمير خالد – يحفظهم الله – ستكون نسبة التوطين بنهاية 2030 أكبر من 50%". وفي تصريحه لوسائل الاعلام أكد الدكتور عبداللطيف آل الشيخ، الرئيس التنفيذي لشركة بي إيه إي سيستمز العربية للصناعة، أن إطلاق هذا الكيان المتكامل يمثل تحولًا نوعيًا في مسار دعم وتطوير الصناعة الوطنية، قائلاً: " إننا نطلق اليوم منصة وطنية متكاملة تهدف إلى التنمية الصناعية، ونقل المعرفة، وتعزيز الاستقلالية للمملكة في المجال الدفاعي، مستعينين بخبراتنا وتاريخنا الذي يمتد لأكثر من ربع قرن في تطوير الكوادر الوطنية وضمان سلاسل الامداد في هذا القطاع الحيوي والهام." وفي إطار دعمها لمجتمعها المحلي، تطبق الشركة عددًا من المبادرات النوعية، من أبرزها برنامج سفير STEM الذي يهدف إلى تنمية مهارات طلاب المرحلتين المتوسطة والثانوية في مجالات العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات ، إلى جانب برنامج "مُلهمة" (AGDAR) لتمكين القيادات النسائية، ولجنة ABLE التي تُعنى بتطوير بيئة العمل لذوي الإعاقة. وتقدم الشركة خدماتها عبر ثلاثة محاور رئيسية مترابطة، تشمل سلسلة الإمداد التي تدير أكثر من 110,000 قطعة ضمن المنصات الدفاعية المختلفة، وتتعامل مع أكثر من 13,000 طلب شراء سنويًا، بدقة وموثوقية عالية. كما توفر الشركة خدمات فنية ولوجستية متقدمة تدعم ست منصات دفاعية رئيسية. أما على صعيد تمكين القدرات، فتعمل الشركة على نشر أكثر من 5,000 متخصص بأعلى مستويات التدريب لدعم المنظومات الجوية والبحرية وغالبيتهم من الكوادر الوطنية المؤهلة عبر أكاديميات الشركة. وفي مجال التدريب، تُعد الشركة من الجهات الرائدة في تقديم برامج تدريبية معتمدة دوليًا من هيئات مثل EASA، وGACA، وCity & Guilds، وBTEC، وتشمل مجالات الطيران والعمليات البحرية والسلامة والمعايرة، وتُخرّج الشركة سنويًا أكثر من 1,400 متدرب جاهزين للمشاركة الفاعلة في دعم القطاع. إن إطلاق الشركة الجديدة يأتي في وقت تتسارع فيه وتيرة التطوير في قطاع الصناعات العسكرية السعودي، حيث تمثل بي إيه إي سيستمز العربية للصناعة نموذجًا فعّالًا للتكامل بين الخبرات الدولية والتوجهات الوطنية، واستثمارًا مباشرًا في بناء مستقبل صناعي مستدام يقوده أبناء وبنات الوطن. هذا وتُوظف الشركة أكثر من 5,500 موظف يعملون في 12 موقعًا داخل المملكة تشمل الرياض ، الظهران ، الجبيل ، جدة ، تبوك ، الطائف ، خميس مشيط ، الخرج ، المجمعة وغيرها، إضافة إلى موقعين في المملكة المتحدة ، وتبلغ نسبة التوطين في الشركة 83%، ما يعكس التزامها الجاد ببناء قاعدة وطنية من الكفاءات والقيادات في القطاع الدفاعي.

مليارديرات ألمانيا وسويسرا وبريطانيا يسيطرون على السوق الأوروبية
مليارديرات ألمانيا وسويسرا وبريطانيا يسيطرون على السوق الأوروبية

سعورس

timeمنذ 42 دقائق

  • سعورس

مليارديرات ألمانيا وسويسرا وبريطانيا يسيطرون على السوق الأوروبية

تتصدر ألمانيا دول أوروبا الغربية في عدد المليارديرات بواقع (117) مليارديرًا، تليها سويسرا بواقع (85)، ثم المملكة المتحدة بواقع (82)، ثم إيطاليا (62) مليارديرًا، وفرنسا (46)، والسويد (28)، وإسبانيا بواقع (27) مليارديرًا. وكشف التقرير الذي نقلته منصة ياهو فاينانس، بأن المملكة المتحدة شهدت نقص ملياردير واحد في عام (2024)، ومع ذلك ارتفعت الثروات المجمعة لأغنياء بريطانيا بنسبة (9.7)% من (380.6) مليار دولار في عام (2023) إلى (417.5) مليار دولار في (2024). ويشير التقرير إلى أن الاقتصاد البريطاني شهد نموًا غير متوقع خلال الربع الأول من 2025، مدفوعًا إلى حد كبير بقطاع الخدمات على الرغم من نمو الاستثمار التجاري ونمو الإنتاج بشكل كبير بعد فترة من التراجع. انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store