
«مِديم».. أسر مستقرة وسعيدة
مبادرة «مديم» التي أطلقتها دائرة تنمية المجتمع - أبوظبي، في إبريل 2024، تستلهم رسالتها من قيم القائد المؤسس، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه. وتهدف المبادرة التي تدعم أهداف استراتيجية أبوظبي لجودة حياة الأسرة، إلى بناء أسر مستقرة وسعيدة ومسلحة بالمعرفة والمهارات، عبر حزم من الخدمات التي تستهدف الشباب المقبلين على الزواج، والمتزوجين حديثاً، والأسر والآباء، والقائمين على الصناعات المرتبطة بحفلات الزفاف.
تستمد «مِديم» اسمها من كلمة إماراتية تعكس معاني الاستمرارية والديمومة، مستوحاة من الدعاء الإماراتي الأصيل «يعلّه مِديم ومتبارك»، الذي ينطوي على أمنيات صادقة بدوام الفرح والسعادة، وجاء اختيار هذا الاسم ليعبر عن الهدف الأساسي للمبادرة، وهو تعزيز مكانة الأسرة وتشجيع بناء حياة زوجية مستقرة تقوم على أسس من المودة والرحمة، وتغمرها البركة والفرح.
كما تهدف إلى توجيه الشباب المقبلين على الزواج، وتعزيز مفاهيم الزواج السعيد والمستدام، وتأسيس الأسر المستقرة التي تسهم في خلق مجتمع متماسك ومزدهر، بالتشجيع على اتخاذ قرارات حكيمة، والعودة إلى حفلات الزفاف الإماراتية الأصيلة التي تتبنّى الاعتدال، وتدعم القيم الوطنية، وتبتعد عن البذخ والمغالاة. كما تقدم خدمات لتأهيل المقبلين على الزواج والإرشاد الأسري للشباب والمتزوجين حديثاً والأسر.
خدمتان
وتضم مديم خدمتين أساسيتين معنيتين بتأهيل الشباب المقبلين على الزواج وخلق بيئة مشتركة من التفاهم الإيجابي، فضلاً عن نموذج مديم لأعراس النساء الذي أطلق في يوليو 2024 يقدم دليلاً توجيهياً عن إقامة حفلات زفاف تتّسم بالأصالة والبساطة وتحتفي بالعادات والتقاليد.
وتهدف «مديم» إلى تشجيع الشباب الإماراتي في إمارة أبوظبي على استلهام القيم الإماراتية الأصيلة التي تتّسم بالاعتدال والتواضع في ممارسات حفلات الزفاف، بدعوتهم للتفكير بحكمة عند التخطيط لكل ما يتعلق بحياتهم الزوجية المقبلة، بما في ذلك تجهيزات الزواج وتوجيههم وإرشادهم وغيرها من الأمور المرتبطة بالاستعداد للزواج وتكوين أسرة مستقرة. وعند إطلاق المبادرة في يوليو الماضي، قال الدكتور مغير خميس الخييلي، رئيس دائرة تنمية المجتمع إن النموذج يأتي تماشياً مع التوجهات الحكيمة لقيادتنا الرشيدة، الساعية دوماً نحو تحفيز الشباب على الزواج وتكوين الأسر كونها اللبنة الأساسية لبناء المجتمع واستقراره، واستكمالاً للجهود المبذولة في سبيل تيسير إجراءات الزواج على شباب الوطن، عبر تصميم نموذج يُحاكي أصالة أعراس الماضي وأناقة أعراس الحاضر دون مبالغة أو تحمل أعباء مالية كبيرة ستؤثر في سعادة الزوجين واستقرارهما.
وأكد، أن الدائرة، لم تدخر جهداً للتعرف إلى التحديات التي تواجه الشباب لبدء رحلة بناء الأسرة، حيث عملت مع الشركاء على تطوير البرامج والمبادرات التي تعزز جاهزيتهم ليكونوا آباء الغد، فأطلقت العام الماضي استراتيجية أبوظبي لجودة حياة الأسرة التي تتضمن محور الشباب، واليوم تأتي «مديم» لتكون إحدى الأدوات الداعمة لهذه الرؤية، عبر تزويد الشباب بالمعارف والمهارات اللازمة لبناء أساس قوي للأسرة.
ممارسات إيجابية
وأوضح أن النموذج الجديد يدعم تبنّي الممارسات الإيجابية، فيما يخص التخطيط المالي عبر توجيه المجتمع نحو فكرة إقامة حفلات أكثر سهولة وتوازناً تمزج بين شيم الكرم والاعتدال والتواضع، وبين الأصالة والحداثة، بحيث تكون الحفلات مستمدة من ثقافتنا الإماراتية الأصيلة، مع ضمان توفر العناصر العصرية الأنيقة، ومنح الزوجين فرصة للاختيار والتعبير عن آرائهم وأذواقهم الشخصية مع تجنّب المغالاة والبذخ. وأشار إلى أن الأعراس الباذخة تؤدي إلى الصرف الزائد والهدر في الأموال، وهو ما نود أن يبتعد عنه شبابنا، كي ينعموا بحياة تسودها المودة والمحبة والبركة.
إنجازات
منذ إطلاق المبادرة سجلت أرقام متميزة تعكس نجاحاً مستمراً في تقديم الخدمات، فقد استقبل مركز «مديم لإعداد الأسرة» 1300 طلب حتى الآن، حيث بدأ 700 رحلتهم الزوجية باختيار باقات الأعراس المتنوعة.
وفي إطار جهوده المستمرة لإعداد الأسرة، سجل المركز حضور 1180 مشاركاً في ورش تركز على سبل الزواج الناجح، كما نظّمت 750 جلسة فردية و260 جلسة مشتركة.
وعبر برنامج «المزايا والمنافع»، استطاعت «مديم» بناء شراكات استراتيجية مع أكثر من 30 شريكاً، ما أسهم في تعزيز أثره وتوسيع نطاق خدماته، وقد وصل عدد بطاقات «مديم» المستلمة إلى 248 مع شراكات واسعة مع القطاعين الحكومي والخاص، حيث تضم الشراكات 30 شريكاً من القطاع الحكومي و20 من القطاع الخاص في مجالات السياحة والفنادق والأعراس.
بناء المجتمع
مبادرة «مِديم» تسعى إلى تيسير عملية الزواج، عبر تنظيم حفلات زفاف تتميز بالأصالة والاعتدال بكُلف تراعي احتياجات المقبلين على الزواج وتمكنهم من بدء حياة زوجية بلا ضغوط مالية، بهدف المساهمة في تأسيس أسر يعمُّها الاستقرار والسعادة، بمجموعة من المبادرات والأدوات الداعمة، لبناء مجتمع آمن ومستقر، كما تسهم عبر برنامج تأهيل المقبلين على الزواج وبرامج الاستشارات الأسرية المقدمة في المركز لإعداد الأسرة على تمكين الشباب بالمعرفة اللازمة لتكوين الأسرة على أسس متينة ومستقرة، والحفاظ على نموها وازدهارها.
وتقدم «مِديم» الإرشاد والتوجيه والدعم للشباب والآباء والأسر خلال مختلف مراحل الحياة الأسرية، عن طريق برامج توعوية وإرشادية مقدمة في المركز. كما تقدم نموذج مديم لأعراس النساء الذي يشجع على استلهام القيم الإماراتية الأصيلة، وإقامة حفلات زفاف تتّسم بالبساطة والأصالة عبر تقديم مجموعة من باقات منظمي الأعراس والقاعات ذات الكُلفة المعقولة وتكون في متناول الجميع. كما تقدم برنامج المزايا والمنافع عبر بطاقة «مديم».
باقات متنوعة
يوفر مركز «مِديم» باقة متكاملة من الخدمات والبرامج الموجهة للمواطنين سواء المقبلين على الزواج أو الأسر في إمارة أبوظبي، وتقدّمها نخبة مؤهلة من الأخصائيين والخبراء في العلاقات الزوجية والأسرية والمستشارين النفسيين. كما يقدم المركز خدماته عبر ثلاث مراحل وفق إطار زمني محدد تتضمن الكثير من الخدمات منها: برنامج تأهيل المقبلين على الزواج، والإرشاد الأسري، والوساطة الأسرية، واستشارات ما بعد الطلاق، ورؤية المحضون.
وتسعى «مِديم» إلى حثّ الشباب الإماراتي على العودة إلى العادات والتقاليد الأصيلة في حفلات الزفاف، التي تعكس قيم الاعتدال وتحافظ على الموروث الثقافي للمجتمع. كما تدعوهم للابتعاد عن مظاهر البذخ والتفاخر في الأعراس، والتركيز على جوهر الزواج الحقيقي، الذي يتمحور حول بناء علاقة متينة ومستقرة، لا مجرد مظاهر احتفالية.
تعزيز الوعي
تسعى «مِديم» إلى توعية المجتمع بأهمية التحضير الواعي للزواج وبناء أسرة مستقرة، وتعمل على تأهيل الشباب عبر برامج متخصصة يقدمها خبراء في العلاقات الزوجية والأسرية، مع اعتماد أساليب مبتكرة تناسب احتياجات الأزواج الجدد.
وتؤمن بأن جمال حفلات الزفاف يكمن في الاعتدال والأصالة، لذلك، تقدم إرشادات تساعد على تنظيم حفلات زفاف عصرية مستوحاة من التراث الإماراتي، بعيداً من الكُلف الباهظة.
وعن حفل الزفاف، حسب نموذج «مديم» لأعراس النساء، فإنه يدعم حفلات الزفاف التي تُعقد خلال وقت ما بعد الظهيرة (بعد صلاة العصر) وتستمر 2 إلى 3 ساعات. كما يمكن إقامة حفل الزفاف في أي يوم من أيام الأسبوع. كما يجب الالتزام بعدد المدعوين بما لا يتجاوز 250، والالتزام بالكُلفة الإجمالية للعرس بما لا يتجاوز 100 ألف درهم..

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البوابة
منذ ساعة واحدة
- البوابة
وفاة والد السيناريست إياد صالح والجنازة اليوم من مسجد مصطفى محمود
أعلن السيناريست إياد صالح عن وفاة والده، عبر حسابه الرسمي بموقع "فيس بوك"، حيث كتب: "إنا لله وإنا إليه راجعون.. انتقل إلى رحمة الله تعالى والدي، الأستاذ صالح يوسف شرف الدين.. صلاة الجنازة اليوم الإثنين بعد صلاة الظهر بمسجد مصطفى محمود بالمهندسين". آخر أعمال إياد صالح ؟ قدم السيناريست إياد صالح فيلم "الحريفة"، الذي دارت أحداثه، حول شخصية "ماجد" الذي يجبر على ترك حياة الرخاء والانتقال من مدرسته الخاصة إلى مدرسة حكومية، فيكتسب بمرور الوقت احترام زملائه بسبب مهارته الكبيرة في كرة القدم؛ فينضم إلى فريق المدرسة في مسابقة على أمل الفوز بجائزة كبرى. شارك في فيلم "الحريفة" كل من، نور النبوي، كزبرة، أحمد غزي، نور إيهاب، خالد الذهبي، وغيرهم، والفيلم من تأليف إياد صالح، وإخراج رؤوف السيد.


الاتحاد
منذ 4 ساعات
- الاتحاد
نهيان بن مبارك يكرّم الفائزين بجوائز «أبوظبي للثقافة والفنون»
أبوظبي (الاتحاد) كرّم معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، راعي مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، خمسة من الفائزين بجوائز المجموعة إلى جانب 22 من خريجي برنامج «القيادات الإعلامية الشابة»، أحد برامج التطوير المهني التي تنظمها المجموعة ضمن برنامجها التعليمي المجتمعي «رواق المعرفة» والذي يهدف إلى تمكين الجيل المقبل من الكفاءات الوطنية في مجال الصناعات الإبداعية، وتعزيز مساهمتهم في المشهد الثقافي والإعلامي في الدولة. مكانة الشباب قال معاليه: «يسرّنا اليوم أن نشارك في هذا الاحتفاء المشرّف بنخبة من القيادات الإعلامية والثقافية، وهي مناسبة تؤكد التزامنا الثابت بتعزيز مكانة الشباب في مختلف قطاعات التنمية، وتجسد رؤيتنا المستنيرة في الاستثمار في الإنسان باعتباره الثروة الحقيقية للوطن. ونحن إذ نكرّم هذه الكوكبة المتميزة من شبابنا، فإنما نكرّم الطموح، والجدارة، والعطاء، ونحتفي بقصص النجاح التي تروي حكاية الإمارات في سعيها المستمر نحو التقدّم والريادة». وأضاف معاليه: «إن ما نشهده اليوم هو ثمرة للنهج الراسخ الذي أرساه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وتواصل قيادتنا الرشيدة بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ترسيخه، من خلال دعم المواهب الوطنية، وتهيئة البيئات الداعمة للإبداع والتميّز. إن عام 2025 الذي نحتفل فيه بقيم عام المجتمع يشكّل مناسبة مهمة لترسيخ معاني الترابط المجتمعي وتعزيز التلاحم الوطني، وخلق مساحات مستدامة للحوار والعمل المشترك، ونقل الخبرات بين الأجيال بما يحفظ الإرث الثقافي ويطوره». وتابع معاليه: «إن ما تقوم به مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون من مبادرات رائدة وشراكات استراتيجية فاعلة يسهم بشكل مباشر في تأهيل جيل جديد من الشباب الإماراتي القادر على التعبير عن الهوية الوطنية بلغة الفن والثقافة والإعلام الحديث، ويمنحهم الأدوات التي تؤهلهم ليكونوا سفراء لقيم الإمارات في المحافل الدولية. ونحن اليوم نكرّم 27 شاباً وشابة أظهروا تميزاً لافتاً في مجالات الفنون والتصميم والإعلام، ونفخر بأنهم ثمرة لبرامج التدريب والتطوير التي تفتح لهم آفاق الابتعاث والخبرة العالمية». واختتم معاليه بالقول: «نحن في دولة الإمارات ننظر إلى الثقافة والإعلام والفنون بوصفها أدوات للتنمية الإنسانية، ورسائل للسلام، ووسائل لتعزيز الهوية وبناء الجسور مع مختلف شعوب العالم». تقدير التميّز من جهتها، قالت هدى إبراهيم الخميس، مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، المؤسس والمدير الفني لمهرجان أبوظبي: «يأتي تكريم الفائزين بجائزة الإبداع والفنون البصرية والتصميم المستدام وتصميم المجوهرات من مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، تجسيداً لالتزامنا بالاستثمار في الشباب وتنمية مساراتهم المهنية وتحقيق أحلامهم وطموحهم في قطاعات الصناعات الإبداعية والإعلام وتمكينهم من مواكبة التغيرات المتسارعة في مجالات الرقمنة والذكاء الاصطناعي». وأضافت: «تكريم 27 شاباً وشابةً من شباب الإمارات يأتي انسجاماً مع مبادئ وقيم عام المجتمع في التكاتف المجتمعي، وحماية التراث والاعتزاز بالثقافة والهوية، وتشجيع الابتكار والريادة، وترجمةً لإيماننا بأهمية تعزيز الابتكار وتقدير التميّز والاحتفاء بالفكر الحر المتجدد، ونتاجاً لتعاوننا الوثيق وشراكاتنا الثقافية الوطنية مع الجامعات والمراكز التعليمية عبر الإمارات».


الاتحاد
منذ 5 ساعات
- الاتحاد
قمة الإعلام العربي 2025 واستشراف المستقبل
قمة الإعلام العربي 2025 واستشراف المستقبل تُعد دولة الإمارات العربية المتحدة نموذجاً رائداً في تطوير قطاع الإعلام، حيث تبنّت رؤية استراتيجية شاملة تهدف إلى ترسيخ مكانتها كمركز إعلامي عالمي. وفي ظل تسارع التحولات الرقمية، باتت صناعة الإعلام في قلب التغيرات التكنولوجية، تبحث عن التوازن بين المصداقية التقليدية والانبهار الرقمي الجديد. وفي هذا السياق، تبرز «قمة الإعلام العربي 2025» التي تحتضنها دبي، ليس كمجرد فعالية سنوية، بل كمؤشر واضح على تحولات استراتيجية تعيد رسم ملامح الإعلام العربي.تنطلق فعاليات «قمة الإعلام العربي 2025» في مركز دبي التجاري العالمي خلال الفترة من 26 إلى 28 مايو 2025، برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وينظمها نادي دبي للصحافة. وتُعدّ هذه القمة من أبرز الفعاليات الإعلامية في العالم العربي؛ إذ تجمع تحت مظلتها مبادرات ومنتديات تهدف إلى تعزيز الحوار وتطوير قطاع الإعلام في المنطقة. ما يميز دورة هذا العام هو تعدد محاورها وتكامل مبادراتها. فهي لم تعد مجرد حدث سنوي يضم متحدثين وورش عمل، بل تحوّلت إلى منصة استراتيجية شاملة. وإلى جانب «منتدى الإعلام العربي» الذي يناقش قضايا الصحافة التقليدية، تتضمن القمة «المنتدى الإعلامي العربي للشباب»، و«جائزة إبداع»، التي تركز على دعم المواهب الصاعدة، بالإضافة إلى «قمة رواد التواصل الاجتماعي» التي تعكس إدراكاً متزايداً بأن الإعلام لم يعد حكراً على المؤسسات، بل بات فضاءً مفتوحاً للمؤثرين الرقميين وصنّاع المحتوى. وهذا التنوع في الفعاليات يُجسّد واقع الإعلام العربي المتعدد، ويؤكد أن تطوير هذا القطاع يتطلب انفتاحاً على أدوات التأثير الحديثة، بما يشمل الرقمنة، والشباب، والمنصات البديلة. تركز القمة في نسختها الحالية على محاور استراتيجية، أبرزها: التحول الرقمي، وتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في خدمة الإعلام، وتعزيز التعاون الإقليمي لتبادل الخبرات. كما تسلط الضوء على التحولات الجذرية في العمل الصحفي، بدءاً من السياسات التحريرية وصولاً إلى غرف الأخبار المدعومة بالتقنيات الذكية، مع التأكيد على أهمية تعزيز الهوية الثقافية العربية في ظل تحديات إعلامية وجيوسياسية متنامية. وتتناول القمة أيضاً الحاجة إلى تحديث أخلاقيات المهنة في ظل صعود صحافة الروبوتات والخوارزميات، لضمان التوازن بين الابتكار والمسؤولية. تبرز أهمية الإعلام بشكل خاص في أوقات الأزمات، مثل الحروب والكوارث الطبيعية والأزمات الصحية، حيث يتحول من ناقل للمعلومة إلى عنصر فاعل في تشكيل الاستجابة المجتمعية وتوجيه الرأي العام. وفي هذا الإطار، تطرح «قمة الإعلام العربي 2025» تساؤلات جوهرية حول مدى جاهزية المؤسسات الإعلامية العربية للقيام بدورها خلال الظروف الاستثنائية، من حيث الالتزام بالمصداقية، والسرعة، ومراعاة البعد الإنساني في التغطيات. كما تناقش القمة تحديات التضليل الإعلامي وانتشار الأخبار الزائفة في أوقات الفوضى، والحاجة إلى بناء منظومات إعلامية قادرة على مقاومة التلاعب المعلوماتي، مع الحفاظ على قيم المهنية والحياد. فالإعلام، في لحظات الأزمات، لا يؤدي فقط دوراً إخبارياً، بل يصبح صمام أمان مجتمعياً يُسهم في بناء الثقة وتوجيه السلوك العام نحو التضامن والوعي. هذا وتُشير التقديرات إلى أن قيمة سوق الإعلام والترفيه في الشرق الأوسط بلغت نحو 30.34 مليار دولار في عام 2020، ومن المتوقع أن تتجاوز 47 مليار دولار بحلول عام 2026، بمعدل نمو سنوي مركب يصل إلى 7.4% بين 2021 و2026. وفي هذا السياق، تعمل دولة الإمارات على تعزيز إسهامات الإعلام في اقتصادها الوطني من خلال بيئة تشريعية مرنة تواكب المستجدات التقنية، بما يدعم نمو وازدهار القطاع ويعزز من مكانة الدولة على خارطة الإعلام العالمية. تمثل «قمة الإعلام العربي 2025» فرصة فريدة لاستشراف مستقبل الإعلام في المنطقة، مع التركيز على الابتكار، والتكنولوجيا، ودعم الكفاءات الشابة. وهي تجسيد عملي لالتزام الإمارات بتطوير قطاع الإعلام، وتعزيز دوره في التنمية الاقتصادية والاجتماعية. ومن خلال تبنّي التقنيات الحديثة، ودعم المواهب المحلية، تسعى الدولة إلى ترسيخ مكانتها كمركز إعلامي عالمي مؤثر على الساحتين العربية والدولية. *صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.