
دمشق تحث الهجري لتغليب مصلحة بلده و عدم إستخدام سلطته لصالح جهات خارجية
وقال في تصريحات إعلامية ، "نأمل من الهجري أن يغلب مصلحة سوريا على المصالح الضيقة". واعتبر أن "سلوكه هو من تسبب بمأساة لأهله"، وفق قوله.
كما أضاف أن "الهجري يناقض نفسه حيث يستخدم سلطته الدينية للتحكم بقرارات سياسية، وهو ما يتنافى مع قاعدة الدين لله والوطن للجميع".
وأوضح أن "القضية في سوريا ليست مشكلة مع الدروز"، قائلا: "هناك دروز في جرمانا وصحنايا وهم منخرطون في الدولة كما هو حال كل مكونات الشعب عكس ما يجري في السويداء التي تكمن معضلتها في "أجندة شخصية وارتباطات خارجية".
كذلك أشار إلى أن القوات الأمنية دخلت المحافظة لتأمينها وتوفير المساعدات وليس هناك من حصار على السويداء بل ضبط أمني.
إلى ذلك، أكد الدالاتي أنه "جاهز للمساءلة بشأن أي انتهاكات قد تكون حصلت في السويداء". وشدد على أن الحكومة السورية تسعى لعلاج هواجس الثقة عبر الحوار.
كانت وزارة العدل السورية، أعلنت الأسبوع الماضي تشكيل لجنة للتحقيق في أحداث السويداء الأخيرة.
أتى ذلك، بعدما شهدت المحافظة الشهر الماضي قتالا بين الدروز ومجموعات مسلحة من العشائر، أسفرت عن سقوط مئات القتلى والجرحى ونزوح عشرات الآلاف من سكانها.
لتتمكن الحكومة لاحقا من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الجانبين، إلا أن هذا الاتفاق تعرض لبعض الخروقات مؤخراً، قبل أن تضبط القوى الأمنية الوضع وتعيد فتح ممر بصرى الشام الإنساني بريف درعا جنوب غربي البلاد بعد تأمين المنطقة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صوت العدالة
منذ ساعة واحدة
- صوت العدالة
رحيل والد الدكتور حفيظ ليونسي يخيم بالحزن على الوسط الجامعي بسطات.
بقلوب خاشعة ومؤمنة بقضاء الله وقدره، تلقّى الوسط الأكاديمي بجامعة الحسن الأول بسطات، ومعه كل من يعرف الأستاذ الدكتور حفيظ ليونسي، نبأ وفاة والده المشمول برحمة الله. الفقيد وافته المنية مخلفا حزنا عميقا في قلوب أسرته ومعارفه، حيث يعد والد الدكتور ليونسي أحد الوجوه التي عرفت بطيبة الخلق وحسن السيرة. وبهذه المناسبة الأليمة، تتقدم أسرة تحرير الموقع، وكل الأطر الأكاديمية بكلية العلوم القانونية والسياسية بسطات، بأصدق عبارات التعازي والمواساة للأستاذ الفاضل حفيظ ليونسي ولكافة أفراد أسرته الكريمة. سائلين الله عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، ويرزق ذويه الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون.


LE12
منذ 9 ساعات
- LE12
هل ردت «الأوقاف» على مغالطات ابن كيران في أكادير بخطبتي جمعة متتاليتين؟
ربط متتبعون تخصيص وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية خطيبتي جمعة متتاليين حول حقوق المرأة في الإسلام، بجنوح عبد الاله ابن كيران، أمين حزب العدالة والتنمية عن الصواب حين دعا إلى أخير في أكادير المرأة إلى الزواج وعدم السعي وراء طلب العلم. أكادير – فاطمة السوسي le12 ربط متتبعون تخصيص وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية خطيبتي جمعة متتاليين حول حقوق ويعتقد متتبعون، أن إمعان ابن كيران، الذي يغلف خطابه بلبوس ديني وعظي، في إهانة المرأة المغربية ومصادرة حقها في العلم، لا يتطلب رد مجتمع فقط بل مؤسسات في الدولة. ويرى البعض، أن تخصيص وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية خطبتي جمعة متتاليين حول حقوق المرأة في الإسلام، قد لا يكون صدفة، بقدر ما قد يكون رد على مغالطات ابن كيران. وفيما يلي النص الكامل لخطبتي الجمعة الاخيرتين: خطبة الجمعة ليوم الجمعة 14 صفر 1447هـ الموافق لـ 8 أغسطس 2025م، تحت عنوان: 'حقوق المرأة في الإسلام'، تطرق الخطيب إلى هذا الموضوع انطلاقا من الحديث النبوي الشريف: «من كان له ثلاث بنات، يؤويهن، ويكفيهن، ويرحمهن، فقد وجبت له الجنة البتة» حيث ذكر الخطيب بأن الشريعة الإسلامية بينت حقوق المرأة وأنصفتها مما اعتراها من ظلم وحيف في الجاهلية، وأبطلت كل الأعراف المنحرفة عن دين الحق في بعض المجتمعات. ثم أشار الخطيب إلى أن المرأة لها الحق في تلقي التربية وأن تُكفى حاجتها وهي بنت، ولها ثلاثة أرباع البر وهي أم، وحقها مقدم على حق الأب، ولها حق في المعاشرة الحسنة والصداق والنفقة والسكنى وهي زوجة، ولها حق كامل في الأخوة والصلة، والمعاملة بالمثل مع إخوانها وهي أخت، كما أن للمرأة عموما حق المشورة وإبداء الرأي، في الشؤون الخاصة والعامة، وحق التملك والتصرف في مالها بيعا وشراء وتبرعا كتصرف الرجل تماما. خطبة حقوق المرأة في الإسلام بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه خطبة ليوم 14 صفر 1447هـ الموافق لـ 8 أغسطس 2025م حقوق المرأة في الإسلام الحمد لله الذي تولى بيان حقوق العباد بنفسه، وحرم هضمها على خلقه، نحمده تعالى على نعمة الإسلام والإيمان، ونشهد أن لا إله إلا الله العظيم الشأن، ونشهد أن سيدنا محمدا عبد الله ورسوله، ومصطفاه من خلقه وخليله، صلوات ربي وتسليماته عليه ما توالى الليل والنهار، وعلى آله الأطهار، وصحابته الأخيار، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد؛ معاشر المؤمنين والمؤمنات، فقد تناولت الخطبة الماضية تكريم المرأة في الإسلام بما خصها به من العناية والتنويه؛ لما تتحمله من المسؤوليات الجسام، وتأتي خطبة اليوم لبيان حقوقها التي منحتها إياها شريعة الإسلام، إنصافا لها مما اعتراها من ظلم وحيف في الجاهلية، وإبطالا لما عليه بعض الأعراف المنحرفة عن الدين الحق في بعض المجتمعات. فعظم الله وجودها في الحياة، وذم الذين يستاؤون من البنت إذا ولدت لهم فقال جل من قائل: «وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِالُانثىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ يَتَوَٰرىٰ مِنَ اَ۬لْقَوْمِ مِن سُوٓءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَىٰ هُونٍ اَمْ يَدُسُّهُ فِي اِ۬لتُّرَابِۖ أَلَا سَآءَ مَا يَحْكُمُونَۖ» [1]. ومدح من كانت له بنات فأحسن إليهن، ووعده بالجنة قطعا فقال ﷺ: «من كان له ثلاث بنات، يؤويهن، ويكفيهن، ويرحمهن، فقد وجبت له الجنة البتة». فقال رجل من بعض القوم: وثنتين، يا رسول الله؟ قال: «وثنتين»[2]. فحق البنات في التربية وكفاية حاجتهن عظيم؛ وهن ستر من النار لمن قام بحقهن وبإكرامهن؛ وبحسن تربيتهن تحصل صحبة ومرافقة رسول الله ﷺ في الجنة. كما أوجب الإسلام حق الأم وقدمه على حق الأب، كما في قول النبي ﷺ، لمن سأله: يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟ فقال: «أمك قال ثم من؟ قال: 'أمك' قال ثم من؟ قال: 'أمك' قال ثم من؟ قال: 'أبوك'» [3]. فقد أعطى النبي ﷺ ثلاثة أرباع البر للأم، وأعطى للأب ربعا واحدا. قال القاضي عياض رحمه الله: 'فيه تأكيد حق الأم وأمانة مبرتها على مبرة الأب؛ لكثرة تكلفها له من الحمل، ومشقة الوضع، ومعاناة الرضاع والتربية'[4]. وأوجب كذلك حق الزوجة، في المعاشرة الحسنة والصداق والنفقة والسكنى، وغير ذلك مما سبق الحديث عنه في خطبة سابقة. وأوصى بالرفق بها وبناء العلاقة الزوجية على المكارمة، وعلى الفضل والاعتراف بالجميل وليس على المكايسة. كما أعطى الشارع الحكيم للأخت حقها كاملا في الأخوة والصلة، والمعاملة بالمثل مع إخوانها الذكور، وعدم حرمانها من الإرث، كما يحدث للأسف عند بعض من لا يفقهون من الشريعة شيئا، فيحرمون أخواتهم المتزوجات من الإرث، ويعتبرون طلبَها حقَّها من قلة الأدب ومن أسباب قطيعة الرحم، وهم أولى بهذا اللوم. ألا فاتقوا الله، عباد الله، وامتثلوا أمره ونهيه في التعامل مع ذوي القربى والأرحام، واعلموا أن الله تعالى سائل كل واحد منا عما استرعاه حفظ أم ضيع. نفعني الله وإياكم بقرآنه المبين وبحديث سيد الأولين والآخرين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. الخطبة الثانية الحمد لله الملك الحق المبين، والصلاة والسلام على إمام الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين. عباد الله؛ ومن حقوق المرأة في الإسلام حقها في المشورة وإبداء الرأي، في الشؤون الخاصة والعامة، لقول الله تعالى: «فَإِنَ اَرَادَا فِصَالاً عَن تَرَاضٍ مِّنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا»[5]. فهذه الآية الكريمة شرعت المشاورة بين الزوجين في شأن فطام مولودهما للوصول إلى الحالة الفضلى للطفل مع احترام حق كل منهما. ومن ذلك في الشأن العام استشارة النبي لأم سلمة رضي الله عنها يوم الحديبية، لما أمر الصحابة أن يتحللوا من عمرتهم، فأبوا لكونهم لم يصلوا إلى مكة ولم يطوفوا ولم يسعوا، فغضب النبي ﷺ لذلك. فأشارت عليه أم سلمة رضي الله عنها، أن لا يكلمهم وأن ينحر هديه ويحلق رأسه. فلما رأوه ﷺ فعل ذلك، تتابعوا في نحر الهدي والحلق، ونجاهم الله من المخالفة بسبب إشارة أم سلمة وحكمتها رضي الله عنها. وفي هذا ما يكذب دعوى أن المرأة لا تستشار، أو ما اشتهر على ألسنة الناس من قولهم: 'شاوروهن وخالفوهن'. وهذا ليس بحديث بل هو كلام باطل مكذوب على النبي ﷺ. ومن حق المرأة كذلك التملك والتصرف في مالها بيعا وشراء وتبرعا كتصرف الرجل تماما. ومن حقوقها كذلك حقها في العمل والكسب واعتلاء المناصب المختلفة، والمشاركة في تدبير الشأن العام. وحقوق أخرى لا يتسع المقام لذكرها، وفيما ذكر الكفاية. وقد أكدت التجارب اليوم أن المرأة أعطت نتائج باهرة في جميع الميادين. وبالعودة إلى العهد النبوي الزاهر وعهد الصحابة الكرام، نجد أن دور المرأة كان كبيرا في جميع مجالات الحياة، حيث حققن نتائج جليلة في خدمة الدين والأمة، فمنهن الطبيبات، والفقيهات، والمحدثات، والحافظات، والمحتسبات، والمجندات، وغير ذلك من الوظائف والمهن. ألا فلنتق الله تعالى، رجالا ونساء، ولنتمسك بهدي السلف الصالح من هذه الأمة، فالخير كله في اتباع تعاليم القرآن والسنة، فإنه لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها، كما قال الإمام مالك رحمه الله. هذا، وأكثروا من الصلاة والتسليم على ملاذ الورى وشفيع الأنام، سيدنا محمد، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد، كما صليت وسلمت على سيدنا إبراهيم، وعلى آل سيدنا إبراهيم، وبارك على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد، كما باركت على سيدنا إبراهيم، في العالمين، إنك حميد مجيد. وارض اللهم عن ساداتنا الحنفاء، الأربعة الخلفاء؛ أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن الصحابة الكرام من المهاجرين والأنصار، وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. وعنا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين يا رب العالمين. وانصر اللهم عبدك الخاضع لجلالك وسلطانك، المؤيد بفضلك وامتنانك، مولانا أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمدا السادس، نصرا تعز به الدين، وتعلي به راية الإسلام إلى يوم الدين. اللهم أسبغ عليه أردية الصحة والعافية، واحفظه اللهم بحفظ كتابك في السر والعلانية، وأقر عين جلالته بولي عهده المحبوب، صاحب السمو الملكي الأمير الجليل مولانا الحسن، وشد أزره بشقيقه السعيد، مولانا رشيد، وبباقي أفراد الأسرة الملكية الشريفة، إنك سميع مجيب. وارحم اللهم بواسع رحمتك الملكين الجليلين، مولانا محمدا الخامس، ومولانا الحسن الثاني، اللهم طيب ثراهما، وأكرم مثواهما، مع المنعم عليهم من النبيئين، والصديقين والشهداء والصالحين. اللهم ألف بين قلوبنا وأصلح ذات بيننا، واجعلنا هداة مهديين، غير ضالين ولا مضلين، ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين، واجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين. [1] – النحل 58-59. [2] – البخاري في الأدب المفرد، باب من عال جاريتين أو واحدة 1/41. [3] – صحيح البخاري، كتاب الأدب، باب من أحق الناس بحسن الصحبة، 8/2. رقم الحديث بمنصة محمد السادس للحديث النبوي الشريف: 4387 [4] – إكمال المعلم في شرح مسلم كتاب البر والصلة والآداب، باب بر الوالدين وأنهما أحق به، 8/5. [5] – البقرة 231. خطبة الجمعة ليوم 7 صفر 1447هـ الموافق لـ 1 غشت 2025م تحت عنوان: ' تكريم المرأة في الإسلام '. تطرق الخطيب إلى موضوع تكريم حفي الإسلام انطلاقا من قوله سبحانه وتعالى: «وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِےٓ ءَادَمَ وَحَمَلْنَٰهُمْ فِے اِ۬لْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَٰهُم مِّنَ اَ۬لطَّيِّبَٰتِ وَفَضَّلْنَٰهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٖ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاٗۖ» وانطلاقا من قوله صلى الله عليه وسلم: «استوصوا بالنساء خيرا». ذكر الخطيب بأن الله سبحانه وتعالى كرم المرأة في الإسلام وبين بيانا شافيا في كتابه وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وسلم أنها أخت الرجل في الأحكام، وقرينته في استحقاق الحقوق وتحمل الواجبات، وأنهما أمام خطاب الشرع سواء، وزادها تكريما خاصا في عدة مظاهر، منها: حمايتها من مظالم الجاهلية التي سلبتها كثيرا من حقوقها، والتخفيفُ عنها في كثير من الأمور، والإنفاق عليها مدى الحياة، والاعتراف بجهودها المختلفة في خدمة الدين الإسلامي عبر التاريخ. ثم أشار الخطيب إلى أنه يجب على الجميع تقدير جهد المرأة وحسن معاملتها والاعتراف بجميل صنيعها، امتثالا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وخياركم خياركم لنسائكم». وفي الختام ذكَّر الخطيب بأن المرأة لم يكرمها شرع ولا اجتهاد بشري مثل ما أكرمها القرآن الذي كان سباقا في إكرامها، وأن قضية الحياء هي مسؤولية الجميع فكما أوصى الرجل بغض بصره فقد أوصى المرأة بذلك أيضا، وخلق الحياء ناتج عن تربية الأولاد ورعاية الأسر. تكريم المرأة في الإسلام بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه خطبة ليوم الجمعة 7 صفر 1447هـ الموافق لـ 1 غشت 2025م تكريم المرأة في الإسلام الحمد لله رب العالمين، نحمده سبحانه وتعالى على التكريم والتفضيل، وهو القائل: وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِےٓ ءَادَمَ وَحَمَلْنَٰهُمْ فِے اِ۬لْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَٰهُم مِّنَ اَ۬لطَّيِّبَٰتِ وَفَضَّلْنَٰهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٖ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاٗۖ([1] ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، القائل صلى الله عليه وسلم: «استوصوا بالنساء خيرا»[2] صلى الله عليه وسلم صلاة وسلاما تامين دائمين بدوام ملك الله. وعلى آله الطيبين الطاهرين، وصحابته الغر الميامين، ومن تبعهم وسلك نهجهم القويم إلى يوم الدين. أما بعد؛ معاشر المؤمنين والمؤمنات، فيقول الله تعالى في معرض الامتنان والتذكير بمسؤولية الإنسان: ]يَٰٓأَيُّهَا اَ۬لنَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الذِے خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٖ وَٰحِدَةٖ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاٗ كَثِيراٗ وَنِسَآءٗۖ وَاتَّقُواْ اُ۬للَّهَ اَ۬لذِے تَسَّآءَلُونَ بِهِۦ وَالَارْحَامَۖ إِنَّ اَ۬للَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباٗۖ([3]. عباد الله؛ لقد كرم الله تعالى المرأة في الإسلام وبين بيانا شافيا في كتابه وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وسلم أنها أخت الرجل في الأحكام، وقرينته في استحقاق الحقوق وتحمل الواجبات، وأنهما أمام خطاب الشرع سواء. وزادها الله تعالى تكريما خاصا في مظاهر عدة، نذكر منها: أولا: حمايتها من مظالم الجاهلية التي سلبتها كثيرا من حقوقها، فقد كانت المرأة في الجاهلية تورث كما يورث المتاع، وتحرم من حقها في الإرث والزواج وغير ذلك، فقال الحق سبحانه مدافعا عن حقها في ذلك كله: ]يَٰٓأَيُّهَا اَ۬لذِينَ ءَامَنُواْ لَا يَحِلُّ لَكُمُۥٓ أَن تَرِثُوا اُ۬لنِّسَآءَ كَرْهاٗۖ وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُواْ بِبَعْضِ مَآ ءَاتَيْتُمُوهُنَّ([4]. قال ابن عباس رضي الله عنه: كانوا في الجاهلية إذا مات الرجل كان أولياؤه أحق بامرأته؛ إن شاؤوا تزوّجها أحدهم، وإن شاؤوا زوَّجوها من غيرهم، وإن شاؤوا منعوها التزوُّج، فنزلت الآية في ذلك'[5]. والعضل في الآية؛ هو منع المرأة من الزواج من أجل استغلالها والاستحواذ على ثروتها. فحرم الله ذلك وجعل لها نصيبها من الإرث تتصرف فيه كما تشاء، وأعطاها الحق في التملك مثل الرجل سواء بسواء. وعلى هذا لا يجوز لأحد رجلا كان أو امرأة أن يمنع بنته أو أخته من الزواج طمعا في أجرتها أو ميراثها أو مالها أيا كان مصدره. كما حرم الله تعالى وأْد البنات، أي دفنهن حيات، وعقوق الأمهات، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات، ومنعاً وهات، ووأد البنات، وكره لكم: قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال»[6]. ثانيا: التخفيف عنها، فمما خص الإسلام به المرأة التخفيفُ عنها في أمور كثيرة، منها: تراخيص زمن حيضتها، ولها من الأجر في كل ذلك مثل ما للرجل من غير أن ينقص من أجرها شيئا؛ وذلك إكراما لها من أجل الرسالة التي تتحملها من الحمل والولادة والرضاع وأعباء التربية التي لا يطيقها الرجل بحال. ثالثا: التنويه بما تتحمله المرأة من المسؤوليات الأسرية والاجتماعية، كما قال الله تعالى: ]وَوَصَّيْنَا اَ۬لِانسَٰنَ بِوَٰلِدَيْهِۖ حَمَلَتْهُ أُمُّهُۥ وَهْناً عَلَىٰ وَهْنٖۖ وَفِصَٰلُهُۥ فِے عَامَيْنِۖ أَنُ اُ۟شْكُرْ لِے وَلِوَٰلِدَيْكَۖ إِلَيَّ اَ۬لْمَصِيرُۖ([7]. فقد وصَّى الحق سبحانه في هذه الآية ببر الوالدين معا، ثم خص الأم بالتذكير بما أصابها من التعب والألم من أجل الحمل والوضع والرضاع، حتى يستشعر الناس حقوقها العظيمة على المجتمع عامة والأسرة خاصة. رابعا: أن الله تعالى أوجب لها النفقة في حياتها كلها، على أبيها بنتا وعلى زوجها زوجة وعلى أولادها أما وعلى ذوي رحمها وقرابتها ثم على المجتمع، إذا لم يكن لها أحد من هؤلاء، وذلك صونا لكرامتها وحفظا لعرضها من الامتهان. وهكذا إخوة الإيمان، أكرم الله تعالى المرأة في نصوص كثيرة، وأوجب لها العناية الكافية عملا بما تزخر به الآيات الكريمة والأحاديث النبوية، وما تمثله مواقف كثيرة من السيرة النبوية الشريفة. نفعني الله وإياكم بقرآنه المبين، وبحديث سيد الأولين والآخرين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. الخطبة الثانية الحمد لله الكريم المنان، المتفضل على عباده بمحض الفضل والإحسان، والصلاة والسلام على نبيه المصطفى من ولد عدنان، وعلى آله وذريته وصحابته وكل من اتبعه في السر والإعلان. أيها الإخوة المؤمنون والأخوات المؤمنات؛ ومن تكريم الله تعالى للمرأة في الإسلام الاعتراف بجهودها المختلفة في خدمة الدين الإسلامي عبر التاريخ، فقد ذكر سبحانه في القرآن الكريم على سبيل التنويه والثناء: مريم ابنة عمران، وآسية امرأة فرعون، وحنة امرأة عمران، وأم موسى وغيرَهن، ونوه بإيمانهن وتعلقهن بالله تعالى والعمل بمقتضى شرعه. كما نوَّه بأمهات المؤمنين ورفع مكانتهن لمنزلتهن من الرسول صلى الله عليه وسلم، فقال سبحانه: ]يَٰنِسَآءَ اَ۬لنَّبِےٓءِ لَسْتُنَّ كَأَحَدٖ مِّنَ اَ۬لنِّسَآءِ انِ اِ۪تَّقَيْتُنَّۖ( [8] فهذه أم سلمة رضي الله عنها، قالت يا رسول الله، يذكر الرجال بالهجرة والجهاد ولا يذكر النساء؟ فأنزل الله تعالى: ]اِنَّ اَ۬لْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَٰتِ وَالْمُومِنِينَ وَالْمُومِنَٰتِ وَالْقَٰنِتِينَ وَالْقَٰنِتَٰتِ وَالصَّٰدِقِينَ وَالصَّٰدِقَٰتِ([9]. كما أنزل سبحانه في الموضوع نفسه: ]فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمُۥٓ أَنِّے لَآ أُضِيعُ عَمَلَ عَٰمِلٖ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ اَوُ ا۟نث۪ىٰۖ بَعْضُكُم مِّنۢ بَعْضٖۖ([10]. فبين الحق سبحانه وتعالى أنه لا يضيع أجر من أحسن عملا، وإن كان الخطاب للتذكير في غالب القرآن، فإنه من باب التغليب والاختصار، وليس من باب التمييز والاحتقار. وهكذا، إخوة الإيمان؛ نصر الإسلام المرأة، ونصرتْ المرأة الإسلام وخَدمته، كما فعلت أم المؤمنين خديجة الطاهرة العفيفة أول من أسلم وآمن بالرسول صلى الله عليه وسلم، وأم سلمة الراوية، وعائشة الفقيهة، وحفصة الحافظة، وزينب المنفقة في سبيل الله رضي الله عنهن، وكلّ واحدة منهن وما ميزها الله به من خصال البر والإحسان. وعلى أثرهن سارت النساء المؤمنات في هذا البلد المبارك، فنافسن الرجال في بناء المساجد وحفظ القرآن وإشاعة روح التضامن والتكافل، ونشر العلم والثقافة المسئولة، وكن مدارس للتربية والتنشئة على المكارم والفضائل. فكان فضلها على المجتمع كبيرا، مما يوجب على الجميع تقدير جهدها وحسن معاملتها والاعتراف بجميل صنيعها، امتثالا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وخياركم خياركم لنسائكم»[11]. أيها المؤمنون، ما أكرم المرأة شرع ولا اجتهاد بشري مثلما أكرمها القرآن، وكان سباقا إلى ذلك في عصور كان لا يُعترف للمرأة حتى بانتمائها للإنسانية. أما في عصرنا هذا فقد شكك المغرضون في هذه المكانة محتجين بمعاملات تعامل بها المرأة في بلاد المسلمين، وما هي إلا تصرفات جاهلية لم تُصحح أو سلوكات أنانية من بعض الرجال لا يجوز أن تنسب إلى دين الإسلام، دين المساواة. ولا بد أن نستحضر أن مسألة الحياء هي مسئولية الرجل ومسئولية المرأة، وقد أمر الله تعالى المؤمنين بغض البصر ثم أمر المؤمنات، وهذه المسئولية تتوقف على تربية الأولاد والبنات برعاية الأسر. هذا، وأكثروا من الصلاة والسلام على سيد الورى وشفيع الأنام سيدنا محمد، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد، عدد خلقك، ورضى نفسك، وزنة عرشك، ومداد كلماتك، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين؛ أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن باقي الصحب أجمعين. وعن التابعين وتابعيهم في كل وقت وحين. وانصر اللهم من وليته أمر عبادك، وبسطت يده في أرضك وبلادك، مولانا أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمدا السادس نصرا عزيزا تعز به دينك وأولياءك من عبادك، اللهم أسبغ عليه أردية الصحة والعافية، وابسط عليه ألطافك الخفية، وأقر عين جلالته بولي عهده المحبوب، صاحب السمو الملكي الأمير الجليل مولانا الحسن، مشدود الأزر بصنوه السعيد، الأمير الجليل مولانا رشيد، وبباقي أفراد الأسرة الملكية الشريفة. وتغمد اللهم بواسع رحمتك، وكريم فضلك وجودك، الملكين الجليلين، مولانا محمدا الخامس، ومولانا الحسن الثاني، اللهم طيب ثراهما، وأكرم مثواهما، واجزهما خير ما جزيت محسنا عن إحسانه. اللهم أصلح أحوالنا في الأمور كلها، وارزقنا بر أمهاتنا، وحسن تربية بناتنا، وحسن معاشرة أزواجنا، وحسن معاملة أخواتنا، واجعلنا جميعا ممن خافك واتقاك، ويرعى حقوق الآخرين سعيا في رضاك. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين. [1] – الإسراء 70. [2] – صحيح مسلم، كتاب الرضاع، باب الوصية بالنساء 2/1091. رقم الحديث بمنصة محمد السادس للحديث النبوي الشريف 5973. [3] – النساء 1. [4] – النساء 19. [5] – تفسير ابن جزي 1/247. [6] – صحيح البخاري، كتاب الأدب، باب عقوق الوالدين من الكبائر 8/4. رقم الحديث بالمنصة 2896. [7] – لقمان 13. [8] – الأحزاب 32. [9] – الأحزاب 35. [10] – آل عمران 195. [11] – مسند أحمد 16/ 114. رقم الحديث بالمنصة 9513.


صوت العدالة
منذ 15 ساعات
- صوت العدالة
وفاة زوجة الزميل الصحفي مصطفى صفر
إنا لله وإنا إليه راجعون ببالغ الحزن والأسى، تلقّينا خبر ، بعد معاناة مع المرض لم تمهلهـا طويلًا. وبهذه المناسبة الأليمة، نتقدّم إلى الزميل الكريم وكافة أفراد أسرته وذويه بخالص التعازي والمواساة، سائلين المولى عز وجل أن يتغمّد الفقيدة بواسع رحمته ويسكنها فسيح جناته، وأن يلهم أهلها وذويها جميل الصبر وحسن العزاء. رحم الله الفقيدة رحمة واسعة، وإنا لله وإنا إليه راجعون