
إبراهيم الحساوي: السينما السعودية تعيش نهضة تستحق التوثيق
في كل دورة من دورات مهرجان أفلام السعودية، يحرص القائمون على الاحتفاء بشخصية بارزة أثرت في المشهد السينمائي المحلي، وفي هذا الموسم، وقع الاختيار على الفنان القدير إبراهيم الحساوي، الذي يُعد من الأسماء الراسخة في الفن السعودي بمختلف مجالاته، من المسرح إلى التلفزيون وصولاً إلى السينما.
هو ليس ضيفًا على المهرجان، بل أحد أبنائه المخلصين منذ انطلاقته، التقيناه على هامش تكريمه، وكان لنا معه هذا الحوار الذي يجمع بين الفخر، والذكريات، والنظرة المتفائلة نحو المستقبل.
بداية نبارك لك هذا التكريم المستحق.. كيف كان شعورك عندما علمت أنك ستكون الشخصية المكرمة لهذا الموسم؟
في الحقيقة، تفاجأت كثيرًا عندما علمت بأمر التكريم. كنت في الرياض برفقة الصديق العزيز ومدير المهرجان أحمد الملا، نحضر مناسبة فنية ومؤتمر "منتدى الأفلام"، وهناك تم الإعلان عن الشخصية المكرمة، فإذا بي أُفاجأ باسمي، شعرت حينها بفخر واعتزاز كبيرين، لا سيما أنني أعتبر نفسي من أوائل أصدقاء هذا المهرجان، فقد رافقته منذ دورته الأولى وحتى اليوم، وبالتالي فهذا التكريم يحمل طابعًا خاصًا وعاطفيًا بالنسبة لي.
ما الذي يعنيه لك مهرجان أفلام السعودية؟
هو مهرجان عزيز جدًا على قلبي، ويمثل لي الكثير، ليس فقط كحدث فني، بل كجزء من رحلتي ومسيرتي الإبداعية، لقد كنت شاهدًا على تطوره، وأسهمت في عدة دورات منه، أعتبره مهرجانًا صادقًا، وداعمًا حقيقيًا لصنّاع الأفلام، وهو يُسهم بصدق في نمو وتطور السينما السعودية.
كيف ترى حال صناعة السينما السعودية اليوم؟
أشعر بسعادة كبيرة لما وصلت إليه صناعتنا السينمائية، الجيل الجديد محظوظ جدًا، فبين أيديهم أدوات لم تكن متوفرة لنا في الماضي: صالات عرض، دعم مؤسسي، هيئة أفلام، مهرجانات محلية كبرى كأفلام السعودية والبحر الأحمر، أرى أنهم يعيشون عصرًا ذهبيًا، وأتمنى أن يستغلوا هذه الفرص لإنتاج محتوى يعبّر عنهم وعن بيئتهم وهمومهم.
هل تلاحظ تحسنًا في جودة الأفلام السعودية؟
بالتأكيد.. منذ تأسيس هيئة الأفلام، ومنذ بدأ الدعم الحقيقي من مختلف الجهات، لاحظنا تحسنًا كبيرًا في جودة الإنتاجات. أصبحت هناك أفلام تحمل هوية سعودية واضحة، سواء من حيث الموضوع أو الأسلوب، على سبيل المثال، شاهدنا في العام الماضي فيلم "أوبال" المميز، وأنا شخصيًا شاركت في فيلم "هجان"، وهذه السنة أشارك في فيلم "هوبال" الحراك واضح، والتقدم ملموس.
هل تمكنت من حضور عروض المهرجان هذا العام؟
للأسف، لم أتمكن من حضور يوم الافتتاح بسبب التزامات مسبقة، كما كان لدي ندوة وتوقيع كتاب في اليوم الثاني، ومع ذلك، بدأت مؤخرًا بمشاهدة بعض الأفلام، بالأمس شاهدت فيلم "الإسعاف" واليوم شاهدت فيلمًا قصيرًا بعنوان "لحاف" مدته ست دقائق وكان رائعًا، كذلك سمعت ردود فعل مميزة عن أفلام مثل "السويدي" و"هَبّال"، والمهرجان مزدحم بالعروض، وأحيانًا يصعب التوفيق بين مشاهدة هذا الفيلم أو ذاك، لكن الجميل أن هناك عروضًا متكررة للأفلام القصيرة، مما يتيح فرصة المشاهدة في وقت لاحق.
ما رأيك في الفرق بين الفيلم القصير والطويل؟ وأيهما تفضّل؟
أنا لا أُفرّق بينهما، ما يهمني أولًا هو جودة النص، إذا كان الورق جيدًا، أشارك سواء في فيلم قصير أو طويل. أما الجمهور، فقد يميل اليوم أكثر إلى الأفلام الطويلة، بحكم طبيعة السوق والعرض، لكن يبقى للفيلم القصير مكانة مهمة، خاصة عندما يقدم محتوى فنيًا عميقًا.
كيف ترى الجيل الجديد من صناع السينما؟
ثمة أسماء بارزة بدأت تترك أثرًا حقيقيًا، مثل محمد المفرج وهناء العمير، وغيرهما كثير. كما أن هناك كتّاب سيناريو أثبتوا جدارتهم وقدموا أعمالًا أصبحت تُباع وتُشاهد جماهيريًا، هذه مؤشرات على أن الصناعة تنمو في الاتجاه الصحيح.
برأيك، ما هو التحدي الأكبر الذي ما زال يواجه صناعة السينما السعودية؟
أرى أن التحدي الأكبر حاليًا هو التوزيع، لدينا صناع أفلام، ولدينا منتجون جيدون، وبعض الأحيان المخرج نفسه يكون المنتج، ولكن بعد الانتهاء من صناعة الفيلم، نواجه تحديًا في إيصال الفيلم إلى الجمهور. لذلك، نحتاج إلى شركات توزيع تتبنى هذه الأعمال، وتساعد في نشرها داخل وخارج المملكة. مسألة التوزيع ما بعد الإنتاج هي ما نفتقده اليوم، لكنها مسألة وقت فقط، وسنصل إلى حلول إن شاء الله.
وفي الختام، أكد الفنان إبراهيم الحساوي أن السينما بالنسبة له ليست مجرد مهنة، بل شغف وحياة، وقال: "رسالتي لكل صانع فيلم شاب أن يعمل بشغف، أن يقدّم قصة صادقة تشبهه وتشبه بيئته، وألا ينتظر الفرص بل يخلقها، المستقبل مفتوح، والدعم موجود، وما ينقصنا سوى الإيمان بقدرتنا على تقديم سينما تليق بنا وتصل إلى العالم".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الاقتصادية
منذ 3 أيام
- الاقتصادية
استوديوهات «فيلم العُلا» السعودية تستعد لاستقبال أول إنتاج سينمائي
تستعد استوديوهات "فيلم العُلا"، التي افتُتحت العام الماضي، لاستقبال أول إنتاج سينمائي، وذلك بعد أن باتت جاهزة بالكامل، بحسب ما قاله زيد شاكر المدير التنفيذي المكلف لمؤسسة "فيلم العُلا"، في تصريحات لمجلة هوليوود ريبورتر الأمريكية. وأوضح شاكر أن صناعة السينما السعودية تعيش ازدهارا مع تزايد أعداد دور العرض إلى أكثر من 800 صالة في السعودية، إذ يمثل صناع الأفلام السعوديين " جوهرة التاج" في صناعة السينما في السعودية. يشار إلى مؤسسة "فيلم العُلا" تعدّ وكالة الإنتاج الفني للأعمال التلفزيونية والسينمائية التابعة للهيئة الملكية للأفلام في العلا، وتم تأسيسها لتعزيز ودعم الإنتاج السينمائي والتلفزيوني، وتتمثل مهمتها في ترسيخ مكانة العلا كوجهة فنية جديدة وفعالة من حيث الكلفة أمام الصناعة العالمية، وتطوير منظومة مناسبة لهذا القطاع. وفيما يتعلق بدعم الكوادر الوطنية، أفاد أن المؤسسة تركز بشكل كبير على توظيف الكفاءات السعودية، إضافة إلى تقديم ورش عمل ودورات تدريبية لرفع جودة العمل، فمثلا في فيلم "نورة" - أول فيلم سعودي يُعرض في مهرجان كان- شكّل السعوديون 40% من طاقم العمل، وفي "سوار"، الذي افتتح مهرجان أفلام السعودية، وصلت نسبة الكوادر المحلية إلى 80%. المدير التنفيذي المكلف للمؤسسة أكد أن دعم المبدعين وتمكينهم من سرد قصصهم يُعد من أهم أهداف، باعتباره الوسيلة الأبرز لتصدير الثقافة السعودية إلى العالم. واستشهد بفيلم "هوبال"، الذي لم يصور في العلا لكنه كان إنجازا كبيرا ومهما للسينما السعودية. وفي ختام حديثه، أعرب شاكر عن فخره بما تحقق في فترة وجيزة، والمشاركة المتزايدة للأفلام السعودية في المهرجانات الدولية، مؤكدا أن السعودية باتت تمثل اليوم 42% من إيرادات شباك التذاكر في الشرق الأوسط . وتعدُّ العلا منطقة طبيعية وثقافية مهمة للغاية، وتتميز بوجود مجموعة من أكثر المناظر إثارة على مستوى العالم، نظراً لتاريخها الممتد لأكثر من مائتي ألف عام، بما في ذلك مدينة الحِجر القديمة (مدائن صالح)، أول موقع تراثي في المملكة يتم إدراجه على قائمة المواقع التراثية العالمية لمنظمة اليونسكو. وتبلغ مساحة المنطقة 22,500 كيلومتر، وتمتاز بتضاريسها المتنوعة وتكويناتها الصخرية الجميلة، وتنتشر فيها الحفر البركانية، كما توجد واحة رائعة وحياة برية متنوعة وتتخللها الأودية الطويلة من الحجر الرملي. وتشكل هذه المناظر الاستثنائية خلفية مثالية لمجموعة واسعة من الأفلام على اختلاف أنواعها، مثل الملاحم التاريخية والمغامرات الخيالية.


مجلة هي
١٢-٠٥-٢٠٢٥
- مجلة هي
4 أسباب وراء تصدر المسلسل السعودي "أمي" قائمة الأعلى مشاهدة.. بينها الطفلة ترف العبيدي
يتصدر مسلسل "أمي" السعودي قائمة أكثر الأعمال الدرامية مشاهدة على منصة شاهد خلال الفترة الحالية، وبعد ما يقارب عرض 10 حلقات من المسلسل، الذي قد يمتد لما يقارب الـ90 حلقة، نجحت النسخة السعودية المعربة في أن تجذب الجمهور على المستوى الخليجي والعربي، وهذا ما ظهر بوضوح من ردود الفعل التي صاحبت عرض العمل في الأيام الماضية، ويعود هذا النجاح الكبير إلى مجموعة من النقاط، أبرزها الأداء الملفت للطفلة ترف العبيدي، وكذلك الكوكبة المشاركة في العمل من أبرز نجوم المملكة والخليج بشكل عام. الطفلة ترف العبيدي نجمة مسلسل "أمي" منذ عرض الحلقة الأولى من مسلسل "أمي" على كل من منصة شاهد وشبكة MBC، توهجت الطفلة ترف العبيدي على الشاشة، فهي الطفلة التي لم تتجاوز الـ10 سنوات، وقد نجحت بشكل ملفت في أن تتصدر المشهد، لاسيما أن الحلقة الأولى والثانية تركزتا على يومياتها والمعاناة التي تعيشها بسبب العنف الأسري، كونها ضحية تعيش مأساة إنسانية بسبب والدتها سهام وزوجها عبيد. الطفلة ترف العبيدي نجمة مسلسل "أمي" ترف العبيدي التي قدمت في المسلسل شخصيتي "نسمة" و"حلا"، كانت النقطة الأبرز في أدائها التلقائية، التي شكلت العنصر الأهم؛ فقد كان أداؤها طبيعيا خطف القلوب، وكأنها بالفعل تعاني من تلك المآسي الإنسانية، بفضل ملامح وجهها ونبرة صوتها وطريقتها في التفاعل كطفلة طبيعية، وهذا ما أبرز قوة العمل، وجعل ترف العبيدي من أبرز العناصر الرئيسية في المسلسل بشكل عام، لذلك ظهر الاندفاع الواضح لمشاهدته، وتعد ترف العبيدي من المواهب التي لفتت الأنظار مؤخرا، بسبب مشاركتها في أكثر من عمل فني، آخرها فيلم "هوبال"، كما ظهرت في مجموعة كبيرة من الإعلانات التجارية التي ساهمت بقوة في إبراز موهبتها. ترف العبيدي السير على خطى النسخة التركية واليابانية مسلسل "أمي" من الأعمال المعربة والمأخوذة عن نسخ تحمل نفس الاسم، تم إنتاجها في اليابان وكذلك تركيا، وقد اعتمدت النسخة السعودية على التفاصيل الأبرز في تلك النسخ، دون إدخال عناصر تؤثر على القصة وسير أحداثها، بل إن كثيرا من الشخصيات والأحداث التي ظهرت في النسخة التركية حضرت بقوة في النسخة العربية، لذلك نجح المسلسل في أن يظهر بأداء متماسك فيما يخص القصة، التي قدمت بما يناسب المجتمعات العربية، مع التركيز على أبرز التفاصيل القادرة على إقناع المشاهد، وهي جميعها عناصر ساهمت بشكل واضح في تماسك النص وارتباط الجمهور به، بعد عرض 10 حلقات منه على منصة شاهد، وإن كانت بعض التساؤلات بدأت تطرأ حول احتمالية التمرد على النسخة الأجنبية فيما يخص النهاية، وهل ستشبه نهاية النسخة التركية. السير على خطى النسخة التركية واليابانية توهج نجوم السعودية في مسلسل "أمي" مسلسل "أمي" جمع مجموعة كبيرة من نجوم السعودية، الذين شكلوا العنصر الأبرز في العمل، وكان الملفت هو الأداء المتوهج من خلال النجوم، تتصدرهم بطلة المسلسل الفنانة العنود سعود، التي أظهرت من خلال دور "مريم"، التطور الواضح في الشخصية، بداية من سيدة كانت تحلم بالاستقلالية والهروب من ماضٍ يشكل عبئا واضحا على حياتها، إلى سيدة منقذة لطفلة تعاني من العنف الأسري والإهمال الذي يوشك أن ينهي حياتها، نجحت العنود في الخروج من تلك المعضلة بأداء متطور وسلس، جعل الجمهور يشعر بهذا التطور والارتباط بمريم الأم، التي تسعى لبناء حياة جديدة مع ابنتها "حلا"، وأيضا كسيدة تفضل الاستقلالية في قراراتها واختياراتها. العنود سعود تركي اليوسف، الفنان السعودي الذي ترك بصمة مهمة في الدراما الخليجية طوال السنوات الماضية، عاد أيضا ليقدم ملامح لشخصية شرير، حيث يتركز دور "عبيد"، الذي يقدمه في العمل، على مدى استغلاله لجميع من حوله، وفي مقدمتهم "نسمة" أو "حلا"، الطفلة الصغيرة التي تواجه العنف منه، لكونه زوج والدتها سهام التي تقوم بدورها الفنانة رنا جبران، التي تصدرت أيضا بطولة المسلسل، وتعد من أبرز الوجوه السعودية فيه، لاسيما أن الشخصية التي قدمتها حملت بعدا نفسيا قاسيا، نجحت في تقديمه بالشكل الملائم، الذي أثار حيرة الجمهور ما بين التعاطف معها بسبب الاكتئاب الذي تعاني منه، أو كراهيتها بسبب طريقتها في التعامل مع ابنتها، وشكلت رنا جبران وتركي اليوسف ثنائية ملفتة من ناحية عناصر الشر في المسلسل، مما جعل الجمهور في شوق لمعرفة كيف سيكون مصيرهما، وكذلك مستقبل علاقتهما مع "حلا" و"مريم" بعدما وصلا إلى الرياض وتركا جيزان. توهج نجوم السعودية في مسلسل "أمي" جيزان تزين مسلسل "أمي" استطاع مسلسل "أمي" أن يلفت الأنظار كذلك من خلال الصور التي قدمها من منطقة جيزان في المملكة العربية السعودية، وتقديمها كواجهة سياحية جاذبة للسياح من داخل المملكة أو خارجها، فقد كشفت الحلقات الأولى من المسلسل عن الطبيعة الخلابة التي تسيطر على المنطقة، من جبال خضراء وأجواء دافئة، هذا بالإضافة إلى الطيور المهاجرة التي تمر بالمنطقة، وقد ظهر هذا بوضوح مع شخصية "مريم"، التي كشفت عن موهبتها بالتصوير، وزيارتها العديد من الوجهات في المملكة العربية السعودية من أجل توثيق تحركات الطيور المهاجرة، التي تمر أيضا على جيزان، وكانت المشاهد معبرة بشكل واضح عن البيئة الخلابة التي تتمتع بها المنطقة، والترويج لها كواجهة سياحية مهمة، وهذا ما جعل الكثير من جمهور المسلسل يبحث عن أجمل الأماكن فيها. جيزان تزين مسلسل "أمي" يذكر أن مسلسل "أمي"، النسخة السعودية المعربة، انطلق عرضه بداية من 4 مايو، بمشاركة نخبة من النجوم، يتصدرهم الفنان السعودي تركي اليوسف، إلى جانب العنود سعود، وزهرة عرفات، ورنا جبران، وسناء يونس، وكذلك فايز بن جريس ونايف الظفيري، وغيرهم من النجوم. الصور من حسابات صناع العمل وشاهد على انستجرام وفيس بوك.


مجلة هي
٠٦-٠٥-٢٠٢٥
- مجلة هي
إبراهيم الحساوي لـ"هي": تكريمي بمهرجان "أفلام السعودية" استثنائي وأحضر لمشروع مسرحي كبير
تحدث الفنان السعودي إبراهيم الحساوي في حوار خاص لـ"هي"، عن شعوره بعد تكريمه خلال فعاليات الدورة الـ11 لمهرجان أفلام السعودية، بعد مسيرة فنية بدأها في ثمانيات القرن الماضي، حيث أكد الحساوي أن طموحه وشغفه الفني لا يزال عالياً، وأشار الحساوي في حواره معنا الى أن "السينما السعودية"، لفتت النظر عالمياً، وأن الأعمال الفنية قادرة على إظهار الهوية السعودية. الحساوي الذي قدم العديد من الأعمال عبر مختلف الوسائط الفنية، أكد اشتياقه للوقوف على خشبة المسرح، بعد انشغاله لسنوات بالسينما والتلفزيون، حيث يعكف حالياً على التحضير لمشروع مسرحي كبير سيقدمه قريباً. وشارك الحساوي في مجموعة كبيرة من الأعمال الفنية بالسينما والتلفزيون والمسرح من بينها مسلسلات "باب الريح"، و"ممنوع الوقوف"، و"سيلفي 3"، و"سناب شاف"، و"بدون فلتر"، و"الشهد المر"، و"خيوط المعازيب"، وأفلام من بينها "عايش"، و"هوبال"، و"هجان"، وغيرها من الأعمال الفنية. في البداية حدثنا عن شعورك خلال تكريمك في الدورة الـ11 من مهرجان "أفلام السعودية"؟ شعور الفخر والاعتزاز.. تكريمي في المهرجان الأحب والأقرب إلى قلبي، تكريم استثنائي بحضور صّناع الأفلام والصديقات والأصدقاء في المشهد الفني والسينمائي، شكرا جزيلا لـ"جمعية السينما"، المنظمة للمهرجان، ولإدارة مهرجان "أفلام السعودية"، ولـ"مركز إثراء"، ولـ"هيئة الأفلام"، والشكر موصول لكل من ساهم في هذا المهرجان الرائع. الفنان إبراهيم الحساوي بمناسبة شعار "سينما الهوية" ما هي أكثر أعمالك التي تناولت تفاصيل عن الوطن؟ في السينما لي فيلم "هجان"، والذي يتحدث عن "سباق الهجن"، حيث سلط الضوء على هذه الرياضة العريقة التي تشتهر بها المملكة العربية السعودية منذ القدم، وكذلك فيلم "هوبال"، الذي يتحدث عن عائلة بدوية تعيش في الصحراء واستعرض الفيلم في سياق روائي درامي حياة البادية، وعلى صعيد الدراما التلفزيونية مسلسل "خيوط المعازيب"، والذي تم تصويره في محافظة الإحساء وسط الضوء على عالم "حياكة البشوت"، ونقل شيئا من هوية الإحساء. ما الذي لفت انتباهك هذا العام في فعاليات مهرجان "أفلام السعودية"؟ منذ دورته الأولى في عام 2008 وإدارة المهرجان تحرص أن تكون هناك إضافة جديدة، سواء على مستوى الورش والمشاريع الجديد، وعلى مستوى السيناريو الغير منفذ أو استضافة أفلام عالمية كما حصل في الدورة الـ11، حيث شاركت السينما اليابانية بأهم الأفلام التي أحدثت تحولاً كبيراً في صناعة السينما، وشاهدنا أفلام سعودية وخليجية وعربية جديد عرضت لأول مرة في مهرجان "أفلام السعودية". هل ترى أن حال "السينما والدراما بالسعودية" في أبهى صورهما خلال السنوات الأخيرة؟ عندما تأسست "هيئة الأفلام"، شهدنا تطوراً ملحوظاً في الفيلم السعودي، حيث بدأنا في إنتاج الأفلام الطويلة، وعندما حظي الفيلم السعودي بالدعم انعكس ذلك على جودة وتطور الفيلم، ولا زال المشوار أمامنا طويلا حتى نقفز بأفلامنا إلى مصاف السينما العالمية، وإن كنا لفتنا النظر في مشاركاتنا الخارجية في بعض المهرجانات العالمية، مثل مهرجان "كان السينمائي"، ومهرجان "تورنتو"، وبعض المهرجانات العربية مثل مهرجان "القاهرة السينمائي"، و"مهرجان الجونة". بعد مسيرة فنية حافلة قاربت من الـ45 عاماً ما هي الفكرة التي تطمح لتقديمها مجدداً؟ الأفكار كثيرة والطموح لا زال عاليا، ولا زال الشغف والحب يصاحبني في كل تجربة فنية جديدة، وبالتأكيد لن ينخفض مستوانا في قادم الأيام والسنوات، وسنظل بالمستوى العالي، وسبق وإن قدمنا أفكاراً منوعة سواء في المسرح أو السينما أو التلفزيون. الملصق الترويجي لمسلسل خيوط المعازيب عملت في المجال الفني بكل أنواعه فما الذي تغير في الوسط بالوقت الحالي؟ مع إطلاق رؤية السعودية 2030 أشياء كثيرة تغيرت، أصبح للفنان جهات ومؤسسات رسمية يعود إليها عندما تواجهه بعض الصعوبات، مثل "هيئة الأفلام"، و"هيئة المسرح"، و"هيئة الفنون البصرية"، و"هيئة الترفية"، و"هيئة الموسيقى"، في وقت سابق كنا نواجه تحديات كبيرة وصعبة حتى ننتج مسلسل تلفزيوني أو فيلم سينمائي أو ننظم مهرجان. هل ترى أن الأعمال الفنية قادرة على إظهار الواقع السعودي بشكل أكبر لكل الناس بالخارج؟ بكل تأكيد، الأعمال الفنية قادرة على إظهار ولو شيئاً يسيراً من واقعنا وهويتنا وثقافتنا، كما هو الحال في السينما العربية والسينما العالمية. إبراهيم الحساوي يتصدر الملصق الترويجي لفيلم هجان فكرت في تقديم السيرة الذاتية لشخصية ما.. وما رأيك بتقديم سيرة الشخصيات الشهيرة بالأعمال الفنية بشكل عام؟ السيرة المصورة سواء كانت وثائقية أو روائية تختصر الكثير للتعرف على بعض الشخصيات والتي تمتلك مخزوناً كبيراً من الإرث الفني والثقافي وقد سبق أن أنتجنا بعض أفلام السيرة لبعض الشخصيات التي كرمت في مناسبات ثقافة أو فنية، ونعمل حاليا على إنتاج بعض أفلام السيرة لشخصيات مؤثرة وهامة في المشهد الثقافي والفني. الفنان إبراهيم الحساوي ما هو العمل الذي تعتبره علامة هامة في مشوارك؟ على مستوى السينما يبقى فيلم "عايش"، للمخرج عبد الله آل عياف هو الأحب، وهذا ليس تقليلا من بقية أفلامي الأخرى والتي أتشرف وأعتز بها، فجميعها فاز بجوائز محلية وخليجية وعربية وعالمية، لكن يبقى "عايش"، بوابة دخولي لعالم السينما. هل عرض عليك المشاركة بأعمال فنية خارج حدود الوطن؟ شاركت في بعض المسلسلات العربية في مصر وسوريا، وعرض علي المشاركة في بعض الأفلام العالمية، لكنني اعتذرت عنها مفضلا الانطلاق من الداخل إلى الخارج. هل ترى أن مهنة الفن متعبة وتسرق العمر مثلما يقول بعض النجوم؟ بالتأكيد كل مهنة لا تخلوا من المتاعب، ونحن في المجال الفني نواجه هذا التعب بالاستمتاع بما نقدم وبالحب المشترك في روح الفريق، وعلى كل حال يبقى التوازن بين الحياة الخاصة والحياة العملية شيء مهم ومطلوب. ما جديدك الفني القادم؟ أحضر حاليا لمشروع مسرحي كبير، حيث إنني لم أقدم أعمالا مسرحية منذ فترة ليست بالقصيرة وذلك بحكم انشغالي في تصوير الأعمال التلفزيونية والأفلام. إضافة لقراءاتي لبعض الروايات والقصص المحلية لنرى إمكانية تحويل بعضها إلى عمل بالتلفزيون أو السينما. الصور خاصة من الفنان السعودي إبراهيم الحساوي لـ موقع "هي"