
هل خافت فاتن حمامة من المسرح والـجمهور؟
رسمت صورة للمرأة المصرية فى القرن العشرين
فى ذكرى مولد فاتن حمامة (27 مايو 1931) أتذكر مدرسة البراءة فى فن الأداء التمثيلى.. لا أعرف كيف أصف البراءة والتلقائية.. لا أعرف كيف أكتب عن الفطرة والمشاعر الصافية الرقيقة فى وجه فاتن حمامة المشرق فى كل الحالات وجسدها النحيل، مثل راهبة وصلت إلى أقصى درجات العبادة فى محراب الفن، وهو ما يجعل الكاتب يتوقف طويلا، أو قل يعجز، أو على الأقل يتردد كثيراً، وهو يكتب عن هذا الوجه، ناهيك عن وعى فاتن حمامة الذى جعلها تختار ليس فقط أدوارا صعبة ومتباينة، بل جسدت من خلال الشخصيات التى أدتها على شاشة السينما صورا حية لمراحل تحولات المرأة المصرية فى القرن العشرين، بكل صورها .
عرفت الفن السينمائى وفاتن حمامة معاً، وأحببت هذا الفن.. وفاتن حمامة نجمة كبيرة، وأيضا كبرت ودرست الفن، واشتغلت به وهى لا تزال نجمة، وكانت عندى قناعة وما زالت بأنه لا سينما بدون فاتن حمامة، منذ أن شاهدتها مع محمد عبد الوهاب وهو يداعبها طفلة جميلة ومتحمسة فى فيلم «يوم سعيد»، وغنى لها عبد الحليم حافظ وفريد الأطرش. وقدمت كل الأدوار فى السينما (أكثر من مائة فيلم).. وهذا ما جعلها تختلف عن بنات جيلها وعمن سبقوها ومن لحقوا بها.. فليست هناك فاتن حمامة واحدة، هناك عديدات، الفتاة الرومانسية الرقيقة، والفتاة البائسة، والفقيرة القاسية، والفلاحة المقهورة فى فيلم «الحرام»، والمغامرة، والفتاة البورسعيدية التى قاومت الفساد وناضلت ضد الاحتلال فاطمة، ونعمت المصرية الكادحة فى «أفواه وأرانب».. كانت شريكا فى تاريخ السينما وشاهدا على مراحل تطور هذا الفن، شاركت الجميع وشاركوها، أحبت وهجرت وهُجرت، استمتعت بالحب، وعانت من مرارة الغدر، فهى آمنة فى «دعاء الكروان» التى أحبت وانتقمت وأبدعت فى الحب والانتقام.
ما يميز فاتن حمامة عن الأخريات أنها ليس النجمة التى تغرى الجمهورى بالأنوثة، بأدوات الإغراء المعتادة، فاتن حمامة، تغرى الجميع ببراءتها، بوجهها الملائكى، فهى الأستاذة والفلاحة والرومانسية والمناضلة، والمنتقمة والمظلومة واليتيمة والشقية، وتقريباً أدت كل الأدوار التى تمثل السيدة المصرية، وجسدت قضاياها ومشاكلها على الشاشة.. ناقشت قضايا الزواج والطلاق فى «أريد حلا» وجعلت بعد هذا الفيلم قانون الأحوال الشخصية قضية رأى عام، فمن أول أفلامها مع محمد كريم وهى طفلة فى فيلم «يوم سعيد»، وحتى آخر أفلامها «أرض الأحلام» مع داوود عبدالسيد وهى تقدم فى كل فيلم وجهاً جديداً من وجوه فاتن حمامة التى تحصي، فلم تحبس نفسها فى صورة واحدة كما فعلت أخريات.
وفى مراحل حياتها العمرية كانت تعرف ماذا تقدم وماذا يناسبها، ففى المرحلة الأولى من حياتها كانت الفتاة المصرية فى شتى صورها فى عشرات الأفلام التى يمكن من خلالها دراسة وضع المرأة فى المجتمع المصرى فى مراحل مختلفة، فمن دور الفتاة المسكينة البائسة، سواء الفقيرة اليتيمة أو بنت الباشا، أو ابنة الطبقة المتوسطة، برعت فاتن حمامة فى تجسيد مراحل الفتاة المصرية فى تلك الحقبة، ثم السيدة القوية التى تناقش القضايا الشائكة سواء فى «الباب المفتوح» من خلال رواية لطيفة الزيات أو «لا تطفئ الشمس» لإحسان عبد القدوس، بالإضافة إلى فيلم «أريد حلا»، ثم ناقشت وضع المرأة فى ظل التغيرات السياسية، بعد الحقبة الناصرية التى غادرت فيها مصر، ثم عادت لتناقش أزمة الانفجار السكانى فى فيلم «أفواه وأرانب»، وقدمت صورة حية لأرملة الانفتاح الاقتصادى فى فيلم «يوم مر ويوم حلو» من إخراج خيرى بشارة، لتجسد صورة المرأة المصرية فى ظل التحولات الاجتماعية التى أصابت المجتمع المصرى فى سبعينيات القرن الماضى، وتقدم صورة حية أخرى للمرأة من خلال قضايا الهجرة فى تسعينيات القرن الماضى مع داوود عبدالسيد فى «أرض الأحلام»، فتاريخ وعمر فاتن حمامة ليس فقط تاريخ تطور السينما المصرية فى مراحلها المختلفة، بل جعلت من تاريخها السينمائى شريكاً فاعلاً وشاهداً على تغيرات المراحل المختلفة التى مر بها المجتمع المصرى فى مراحل سياسية واجتماعية متعددة!.. وذلك من خلال القضايا التى تناولتها فى أعمالها والتى تجسد تطور المجتمع المصرى أيضاً.
حياة فاتن حمامة كما ذكرت لا تشبه حياة أى فنانة، فكل مخرج كان يراها فى صورة مختلفة وكأنها بئر عميقة من المواهب والإمكانات، وكل مخرج يرى ما لا يراه الآخرون.. اختارها يوسف يوهبى فى فيلم «ملاك الرحمة»، ثم يوسف شاهين فى «بابا أمين» عام 1950 فى دور الفتاة الساذجة، ليختلف الأمر مع صلاح أبوسيف فى «لك يوم يا ظالم» 1952 فى صورة البنت المصرية التى تمثل نموذج فتاة الحارة الطيبة، وتتوالى أعمالها «صراع فى الوادى» مع عمر الشريف لتدخل مرحلة جديدة فى الحياة والفن، ثم يأتى «دعاء الكروان» عن رواية طه حسين وإخراج هنرى بركات، ليبرز مواهبها الأدائية فى دور «آمنة»، هذا الدور المركب الذى مر بمراحل متعددة من الفتاة القادمة من حضن الجبل والتى تخاف من القطار كأنه من الجن مع أمها وأختها، إلى الفتاة التى بهرتها الحياة المدنية، وبعد مأساة اختها وصدمة المجتمع الذى صفعها بتقاليده، قررت الانتقام لتدخل مرحلة جديدة، ثم تنتهى بالحب.. أربع مراحل مرت بها فى «دعاء الكروان»، وبالفعل كان هذا الفيلم نقطة تحول فى حياتها الفنية، حيث خرجت من نموذج البنت الفقيرة البائسة أو بنت الباشا فى المدينة، لتعيش فى واقع آخر، تتغير معه شخصيتها من خلال «دعاء الكروان»، ليقدمها هنرى بركات مرة أخرى عام 1965 فى أجمل أدوارها «عزيزة» فى فيلم «الحرام» من تأليف يوسف إدريس، ومن خلال هذه الأعمال جسدت فاتن حمامة صورة الفتاة المصرية كما ذكرت فى شتى مراحلها مع تطور المجتمع المصري، بالإضافة إلى الصورة الجميلة للفنانة المصرية، حيث قدمت فاتن حمامة صورة مختلفة للمرأة المصرية كفنانة يندر أن تتكرر، حيث أثبتت للجميع عبر ستة عقود من الأداء السينمائى أن الفنانة ليست جسدا جميلا فقط، بل روح وثقافة تتجليان فى هذا الجسد.
لم تقدم فاتن حمامة الأفلام التاريخية.. ولم تتحدث اللغة العربية الفصحى.. ولم تقف على خشبة المسرح.. أدت فى السينما بالعامية المصرية أدوارالمثقفة والفلاحة والفتاة السواحلية والقادمة من الدلتا والصعيدية.. قدمت كل شيء، كل الأدوار، لكنها لم تؤد بالفصحى، ولم تقف على خشبة المسرح منذ ظهورها مع عبد الوهاب 1940 فى فيلم «يوم سعيد» واختيار يوسف وهبى لها بعد ذلك فى «ملاك الرحمة» وهو عميد المسرح العربى.. لم تقترب من المسرح، رغم أنها بدأت حياتها التمثيلية فى لحظة تاريخية كان يعيش فيها المسرح المصرى ذروة مجده.. فهل كانت تخاف من المسرح؟.. تخاف ان تواجه الجمهور مباشرة؟.. تخاف على البراءة والتلقائية من التكرار اليومى على خشبة المسرح؟.. تخاف أن تستبدل الطفولة الدائمة التى ظلت معها حتى رحيلها 15 يناير 2015، منذ مولدها فى 27 مايو 1931؟!
نعم كانت تخاف المسرح.. حتى إنها لم تحاول دخوله فى بداية حياتها أو حتى فى ذروة المجد والشهرة، فالكاميرا كائن خرافى عجيب وغريب لكنه صامت.. لا يرى، لا يسمع، لا يجادل.. تقبل الكاميرا أن تعيد المشاهد مرات عديدة من اجل التجويد، لكن المسرح حالة أخرى.. مواجهة الجمهور ليست أمراً سهلاً، لا أعرف بالتحديد لماذا لم تجرب فاتن حمامة المسرح، ولا أقول تنغمس فيه على حساب السينما، فهناك كثير من النجمات قدمن أدواراً عابرة فى المسرح ولم يكملن الطريق، أما فاتن حمامة فلم تفكر فيه! وهذا ما يدعو للدهشة. ولم تؤد بلغة غير اللهجة العامية المصرية بشتى أطيافها، الصعيدى والقاهرى وفلاحى الدلتا وأهل السواحل.. أدت كل اللهجات المصرية، فيما عدا الفصحى! وهذه علامة استفهام أخرى.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بوابة ماسبيرو
منذ 11 ساعات
- بوابة ماسبيرو
هل خافت فاتن حمامة من المسرح والـجمهور؟
رسمت صورة للمرأة المصرية فى القرن العشرين فى ذكرى مولد فاتن حمامة (27 مايو 1931) أتذكر مدرسة البراءة فى فن الأداء التمثيلى.. لا أعرف كيف أصف البراءة والتلقائية.. لا أعرف كيف أكتب عن الفطرة والمشاعر الصافية الرقيقة فى وجه فاتن حمامة المشرق فى كل الحالات وجسدها النحيل، مثل راهبة وصلت إلى أقصى درجات العبادة فى محراب الفن، وهو ما يجعل الكاتب يتوقف طويلا، أو قل يعجز، أو على الأقل يتردد كثيراً، وهو يكتب عن هذا الوجه، ناهيك عن وعى فاتن حمامة الذى جعلها تختار ليس فقط أدوارا صعبة ومتباينة، بل جسدت من خلال الشخصيات التى أدتها على شاشة السينما صورا حية لمراحل تحولات المرأة المصرية فى القرن العشرين، بكل صورها . عرفت الفن السينمائى وفاتن حمامة معاً، وأحببت هذا الفن.. وفاتن حمامة نجمة كبيرة، وأيضا كبرت ودرست الفن، واشتغلت به وهى لا تزال نجمة، وكانت عندى قناعة وما زالت بأنه لا سينما بدون فاتن حمامة، منذ أن شاهدتها مع محمد عبد الوهاب وهو يداعبها طفلة جميلة ومتحمسة فى فيلم «يوم سعيد»، وغنى لها عبد الحليم حافظ وفريد الأطرش. وقدمت كل الأدوار فى السينما (أكثر من مائة فيلم).. وهذا ما جعلها تختلف عن بنات جيلها وعمن سبقوها ومن لحقوا بها.. فليست هناك فاتن حمامة واحدة، هناك عديدات، الفتاة الرومانسية الرقيقة، والفتاة البائسة، والفقيرة القاسية، والفلاحة المقهورة فى فيلم «الحرام»، والمغامرة، والفتاة البورسعيدية التى قاومت الفساد وناضلت ضد الاحتلال فاطمة، ونعمت المصرية الكادحة فى «أفواه وأرانب».. كانت شريكا فى تاريخ السينما وشاهدا على مراحل تطور هذا الفن، شاركت الجميع وشاركوها، أحبت وهجرت وهُجرت، استمتعت بالحب، وعانت من مرارة الغدر، فهى آمنة فى «دعاء الكروان» التى أحبت وانتقمت وأبدعت فى الحب والانتقام. ما يميز فاتن حمامة عن الأخريات أنها ليس النجمة التى تغرى الجمهورى بالأنوثة، بأدوات الإغراء المعتادة، فاتن حمامة، تغرى الجميع ببراءتها، بوجهها الملائكى، فهى الأستاذة والفلاحة والرومانسية والمناضلة، والمنتقمة والمظلومة واليتيمة والشقية، وتقريباً أدت كل الأدوار التى تمثل السيدة المصرية، وجسدت قضاياها ومشاكلها على الشاشة.. ناقشت قضايا الزواج والطلاق فى «أريد حلا» وجعلت بعد هذا الفيلم قانون الأحوال الشخصية قضية رأى عام، فمن أول أفلامها مع محمد كريم وهى طفلة فى فيلم «يوم سعيد»، وحتى آخر أفلامها «أرض الأحلام» مع داوود عبدالسيد وهى تقدم فى كل فيلم وجهاً جديداً من وجوه فاتن حمامة التى تحصي، فلم تحبس نفسها فى صورة واحدة كما فعلت أخريات. وفى مراحل حياتها العمرية كانت تعرف ماذا تقدم وماذا يناسبها، ففى المرحلة الأولى من حياتها كانت الفتاة المصرية فى شتى صورها فى عشرات الأفلام التى يمكن من خلالها دراسة وضع المرأة فى المجتمع المصرى فى مراحل مختلفة، فمن دور الفتاة المسكينة البائسة، سواء الفقيرة اليتيمة أو بنت الباشا، أو ابنة الطبقة المتوسطة، برعت فاتن حمامة فى تجسيد مراحل الفتاة المصرية فى تلك الحقبة، ثم السيدة القوية التى تناقش القضايا الشائكة سواء فى «الباب المفتوح» من خلال رواية لطيفة الزيات أو «لا تطفئ الشمس» لإحسان عبد القدوس، بالإضافة إلى فيلم «أريد حلا»، ثم ناقشت وضع المرأة فى ظل التغيرات السياسية، بعد الحقبة الناصرية التى غادرت فيها مصر، ثم عادت لتناقش أزمة الانفجار السكانى فى فيلم «أفواه وأرانب»، وقدمت صورة حية لأرملة الانفتاح الاقتصادى فى فيلم «يوم مر ويوم حلو» من إخراج خيرى بشارة، لتجسد صورة المرأة المصرية فى ظل التحولات الاجتماعية التى أصابت المجتمع المصرى فى سبعينيات القرن الماضى، وتقدم صورة حية أخرى للمرأة من خلال قضايا الهجرة فى تسعينيات القرن الماضى مع داوود عبدالسيد فى «أرض الأحلام»، فتاريخ وعمر فاتن حمامة ليس فقط تاريخ تطور السينما المصرية فى مراحلها المختلفة، بل جعلت من تاريخها السينمائى شريكاً فاعلاً وشاهداً على تغيرات المراحل المختلفة التى مر بها المجتمع المصرى فى مراحل سياسية واجتماعية متعددة!.. وذلك من خلال القضايا التى تناولتها فى أعمالها والتى تجسد تطور المجتمع المصرى أيضاً. حياة فاتن حمامة كما ذكرت لا تشبه حياة أى فنانة، فكل مخرج كان يراها فى صورة مختلفة وكأنها بئر عميقة من المواهب والإمكانات، وكل مخرج يرى ما لا يراه الآخرون.. اختارها يوسف يوهبى فى فيلم «ملاك الرحمة»، ثم يوسف شاهين فى «بابا أمين» عام 1950 فى دور الفتاة الساذجة، ليختلف الأمر مع صلاح أبوسيف فى «لك يوم يا ظالم» 1952 فى صورة البنت المصرية التى تمثل نموذج فتاة الحارة الطيبة، وتتوالى أعمالها «صراع فى الوادى» مع عمر الشريف لتدخل مرحلة جديدة فى الحياة والفن، ثم يأتى «دعاء الكروان» عن رواية طه حسين وإخراج هنرى بركات، ليبرز مواهبها الأدائية فى دور «آمنة»، هذا الدور المركب الذى مر بمراحل متعددة من الفتاة القادمة من حضن الجبل والتى تخاف من القطار كأنه من الجن مع أمها وأختها، إلى الفتاة التى بهرتها الحياة المدنية، وبعد مأساة اختها وصدمة المجتمع الذى صفعها بتقاليده، قررت الانتقام لتدخل مرحلة جديدة، ثم تنتهى بالحب.. أربع مراحل مرت بها فى «دعاء الكروان»، وبالفعل كان هذا الفيلم نقطة تحول فى حياتها الفنية، حيث خرجت من نموذج البنت الفقيرة البائسة أو بنت الباشا فى المدينة، لتعيش فى واقع آخر، تتغير معه شخصيتها من خلال «دعاء الكروان»، ليقدمها هنرى بركات مرة أخرى عام 1965 فى أجمل أدوارها «عزيزة» فى فيلم «الحرام» من تأليف يوسف إدريس، ومن خلال هذه الأعمال جسدت فاتن حمامة صورة الفتاة المصرية كما ذكرت فى شتى مراحلها مع تطور المجتمع المصري، بالإضافة إلى الصورة الجميلة للفنانة المصرية، حيث قدمت فاتن حمامة صورة مختلفة للمرأة المصرية كفنانة يندر أن تتكرر، حيث أثبتت للجميع عبر ستة عقود من الأداء السينمائى أن الفنانة ليست جسدا جميلا فقط، بل روح وثقافة تتجليان فى هذا الجسد. لم تقدم فاتن حمامة الأفلام التاريخية.. ولم تتحدث اللغة العربية الفصحى.. ولم تقف على خشبة المسرح.. أدت فى السينما بالعامية المصرية أدوارالمثقفة والفلاحة والفتاة السواحلية والقادمة من الدلتا والصعيدية.. قدمت كل شيء، كل الأدوار، لكنها لم تؤد بالفصحى، ولم تقف على خشبة المسرح منذ ظهورها مع عبد الوهاب 1940 فى فيلم «يوم سعيد» واختيار يوسف وهبى لها بعد ذلك فى «ملاك الرحمة» وهو عميد المسرح العربى.. لم تقترب من المسرح، رغم أنها بدأت حياتها التمثيلية فى لحظة تاريخية كان يعيش فيها المسرح المصرى ذروة مجده.. فهل كانت تخاف من المسرح؟.. تخاف ان تواجه الجمهور مباشرة؟.. تخاف على البراءة والتلقائية من التكرار اليومى على خشبة المسرح؟.. تخاف أن تستبدل الطفولة الدائمة التى ظلت معها حتى رحيلها 15 يناير 2015، منذ مولدها فى 27 مايو 1931؟! نعم كانت تخاف المسرح.. حتى إنها لم تحاول دخوله فى بداية حياتها أو حتى فى ذروة المجد والشهرة، فالكاميرا كائن خرافى عجيب وغريب لكنه صامت.. لا يرى، لا يسمع، لا يجادل.. تقبل الكاميرا أن تعيد المشاهد مرات عديدة من اجل التجويد، لكن المسرح حالة أخرى.. مواجهة الجمهور ليست أمراً سهلاً، لا أعرف بالتحديد لماذا لم تجرب فاتن حمامة المسرح، ولا أقول تنغمس فيه على حساب السينما، فهناك كثير من النجمات قدمن أدواراً عابرة فى المسرح ولم يكملن الطريق، أما فاتن حمامة فلم تفكر فيه! وهذا ما يدعو للدهشة. ولم تؤد بلغة غير اللهجة العامية المصرية بشتى أطيافها، الصعيدى والقاهرى وفلاحى الدلتا وأهل السواحل.. أدت كل اللهجات المصرية، فيما عدا الفصحى! وهذه علامة استفهام أخرى.


الدستور
منذ 2 أيام
- الدستور
تعرف على أبرز الكتب الصادرة حديثًا عن القارة السمراء
يحتفل العالم في شهر مايو، بيوم إفريقيا، لاستكشاف الثقافة ذات الأصول الإفريقية، ونستعرض في التقرير التالي، مجموعة من الكتب التاريخية والأدبية والعلمية حول إفريقيا وسكانها وحكايات شعوبها. حكايات شعبية من اللغة السواحيلية وبحسب بيان الناشر عن الكتاب: "يتضمن الكتاب حكايات من التراث الشعبي السواحيلي، من قصص تاريخية، وخيالية، وملاحم بطولية، وشعر، وأمثال، وأحاجي متنوعة، تنوعت عناوينها من حكايات السلاطين والملوك، سواء ملوك في ممالك واقعية، أو مماك خيالية، كما تتنوع شخصياتها بين شخصيات بشرية مثل السلطان مجنون، ومحمد الكسول وكريم حسيب الدين، أو شخصيات من غير البشر مثل ملك الثعابين والغزال الأرنب والأسد والقرد، ومنها القصص البطولية مثل قصة ليونجو الشخصية الإفريقية المشهورة. كتاب "الأديان الإفريقية والفلسفة" الكتاب من إصدارات المركز القومي للترجمة، وتأليف جون إس مبيتى وترجمة إيناس طه، ويناقش الكتاب مواقف واتجاهات العقل والُمعتقد والتي تطورت في كثير من المجتمعات الإفريقية، حيث قام المؤلف بتحديث مادته لتشمل قضايا جديدة؛ كاستغراق النساء في الدين، والوحدة الممكنة التي يمكن أن نجدها فيما كان يعتقد من قبل أنها تكتل من الأديان المنفصلة تمامًا. كتاب حكايات شعبية أفريقية من تأليف روجر د. ابراهامز، وترجمة عزت عامر، والكتاب عبارة عن مجموعة من الحكايات الشعبية الأفريقية التي تلقى الضوء على التراث القديم لرواية القصص الأفريقية، من أعماق الغابات وأرض السافانا الاستوائية الشاسعة، ومن مواقع التخييم، والقرى الصغيرة المحاطة بالحواجز، وقرى أكثر من أربعين قبيلة. كتاب الهلال الأسود يتناول الكتاب عدد من تجارب الأفارقة المسلمين فى الأمريكتين، وقدم الكتاب الإسلام بين هؤلاء الشعوب الأفارقة فى العالم الجديد، والجاذبية التاريخية والمعاصرة لهذا الدين بين أفارقة الشتات، بالإضافة إلى أن الكتاب يقدم معلومات هامة من مجموعات كبيرة من المصادر، كما يعطي الكتاب الأولوية لشمال وغرب إفريقيا وحركة نقل العبيد إلى البرازيل والكاريبى وأيضا أمريكا الشمالية. كتاب "نهضة إفريقيا الزراعية" الكتاب من تأليف أودوسولا، وترجمة الدكتور أسامة محمد رسلان، ويتناول الكتاب دراسة علمية مؤيدة بالنماذج والأرقام والإحصاء عن أمل هذه القارة في مستقبل يليق بإمكانياتها ويعود بالنفع على سكانها، ألا وهو قطاع الزراعة، ويبدأ الكتاب برصد الواقع، مرورًا بعرض التجارب الزراعية البازغة في القارة، وانتهاء بالتنظير، المؤصل بالحقائق والبرهان، نحو منظومات إقليمية تشمل القارة كلها تحقيقًا للاكتفاء واستدرارًا للموارد. رواية "يوم سعيد" الكتاب من تأليف الروائي الكيني، ومن أهم كتّاب الأدب السواحلي والأفريقي "كين واليبورا"، وترجمة خالد بكري، أستاذ اللغات الإفريقية، وهي من روايات السيرة الذاتية التي تتناول قضية النسب وما يصاحبها من مشكلات أسرية واجتماعية، وما يرتبط بها من فساد وجريمة، وسحر وسرقة. وتدعو الوراية إلى الصبر والتفاؤل وعدم الأستسلام، كما تدعو إلى التمسك بالقيم والمباديء الأجتماعية والأخلاقية في أسلوب سردي ماتع.


عالم المال
منذ 6 أيام
- عالم المال
العامل في السينما.. «شقيان-متسول-مزيكاتي في الأفراح»
عيد العمال 2025، جسدته السينما فى عدد من أعمالها الفنية، ولعل أشهرها فيلم 'الأيدي الناعمة'، الذي يعتبر الأبرز في هذه المناسبة، كونه يعرض قيمة العمل من الكسل إلى تحمل المسئولية، وقام ببطولته أحمد مظهر وصلاح ذو الفقار وصباح ومريم فخر الدين، وكان من تأليف توفيق الحكيم وإخراج محمود ذو الفقار. «عطلة طويلة».. ما موعد إجازة عيد العمال للقطاع الخاص؟ الأفلام التي تناول العامل والموظف فريد شوقي مدير عام يلجأ إلى التسول في فيلم الموظفون في الأرض محمود مرسي وكيل الوزارة الذي يلجأ إلى الأفراح بسبب مرتبه الوظيفي المتدني في فيلم حد السيف فريد شوقي العامل المتمرد في فيلم الأسطى حسن نجيب الريحانى صاحب أكبر نظرية نصب لأراضي الوقف في فيلم أبو حلموس حسن مصطفى موظف ضرائب مرتشى في فيلم مرجان محمود يس مفتش جمرك مرتشى في السادة المرتشون عادل إمام يختلس مرتبات الموظفين فى فيلم رمضان فوق البركان يوسف وهبي يتجه إلى المال الحرام بسبب الغلاء في فيلم مال ونساء سمير صبري مدير فاسد فى فيلم احترس من الخط (ارحم دموعى، الاحتياط واجب، الورشة، العامل، والعزيمة) أفلام تناولت قضايا العمال (المصرى افندى، و لو كنت غني) الموظف المتمرد يعود إلى رشده فيلم 'مراتى مدير عام': يعد من أبرز الأفلام التي بثت الحماسة في نفوس العمال من أجل تقديم الأفضل، مجسداً الروح الطيبة التي يجب أن تسود بين أفراد العمل من المدير وحتى أصغر موظف، حيث قدمت الفنانة شادية تقديم شخصية المدير العمال، وشاركها زوجها المهندس المعماري 'صلاح ذو الفقار'، بجانب آخرون مثل شفيق نور الدين، وتوفيق الدقن. المرأة العاملة في فيلم 'أفواه وأرانب': تناول هذا الفيلم دور المرأة المصرية في العمل، ومهارتها وإخلاصها وحرصها على جلب المال نظير التعب، سواء في المصانع أو جني محصول العنب، فبرعت فاتن حمامة في ثوب 'الفلاحة' التى تعمل بكل جدية وحب، والفيلم من بطولة محمود ياسين وفريد شوقي ورجاء حسين. إدارة المصانع الإنتاجية في فيلم 'ارحم دموعى' الفيلم من بطولة فاتن حمامة و يحيى شاهين وشكري سرحان ورشدي أباظة وزهرة العلا وعبدالوارث عسر وسراج منير.. ويدور الفيلم حو المصانع الانتاجية، من خلال صاحب المصنع الذى يسعى للمنافسة الشريفة فى السوق، رغم العراقيل التى تقف أمامه وتحاول افساد عمله. العمل مصدر السعادة في فيلم 'المصري افندي': وهو بطولة حسين صدقى ومديحة يسرى واسماعيل يس ولولا صدقى، ويدور حول محمد المصرى الموظف الذى يتمرد على وضعه ولا يقتنع بالسعادة التى وهبها له الله بالزوجة الصالحة والبنين، وإنما يتمنى المال بأى ثمن، وبالفعل يصبح ثريا ولكنه يفقد اولاده ما بين الموت والمرض، واخيرا يختفى ابنه الكبير حسن، وهنا يدرك المصرى افندى قيمة السعادة فى وجود الأبناء وليس المال، وتمر السنوات ويلتقى بأحد موظفى الشركة الذى يذكره بشبابه، فهو موظف فقير متزوج أنعم الله عليهما بعدد من الأولاد، إلا أن الموظف يتمرد على فقره ايضا، هنا يكتشف المصرى أن هذا الموظف الشاب ما هو إلا حسن ابنه الضائع، وتصل الرسالة الى الجميع، بأن السعادة فى القناعة وليست فى المال والثراء. العمل زي الكتاب ما بيقول في 'الاحتياط واجب' الفيلم إنتاج 1983، وبطولة احمد زكي ومديحة كامل، ويدور حول حسان مشرف فى إحدى الإصلاحيات، يقابل نماذج مختلفة من الشباب المنحرف داخل الإصلاحية، ويكتسب صداقة النزلاء الذين يتحسن سلوكهم، وخلال الاحداث يتمكن 'حسان' بمساعدة شباب الإصلاحية من إنقاذ مصنع من الإفلاس، ثم يطلب فى مذكرة للمسئولين بخروج النزلاء إلى الحياة والعمل بالمصنع فتتم الموافقة. إضراب العمال في 'لو كنت غني' الفيلم إنتاج 1942م، وبطولة بشارة واكيم وعبد الفتاح القصري ويحيي شاهين، ويتناول ظروف العمال الاجتماعية والنفسية واضرابات العمال، وابتزاز صاحب العمل لهؤلاء العمال. 'العامل' ضد صاحب العمل وهو إنتاج 1943، وبطولة حسين صدقي، ومن تأليف محمد عبدالجواد وحسين صدقي، وإخراج أحمد كمال مرسى، ويدور حول أحمد عامل شاب متحمس يدافع عن حقوق ذويه لدى أصحاب المصانع وشركات الإنتاج، ويتكبد هذا العامل الكثير من المتاعب والمآزق، حيث يتآمر عليه صاحب المصنع، ويحاول الإيقاع به وتلويث سمعته أمام العمال المؤمنين به والواقفين خلفه. العمال المهمشين في فيلم 'العزيمة': هذا الفيلم يعتبر من أوائل وأهم أفلام الواقعية المصرية التى تعرضت لطبقة العمال والمهمشين، قد تناول لأول مرة فى السينما أزمة المتعطلين التى تسيطر حتى الآن على الشباب، حيث يبحث ألوف الشباب عن عمل ولكنهم لا يجدون وظائف، وفى لقطات متتابعة قدم المخرج قصاصات من الصحف تكشف عن الأزمة ومنها عنوان تحقيق فى إحدى الصحف جاء فيه '600 جامعى يتقدمون لوظيفة فراش'. عمال اليومية في فيلم 'الورشة': وهو بطولة عزيزة أمير ومحمود ذو الفقار وإستفان روستي وأنور وجدي وعز الدين ذو الفقار وعبد السلام النابلسي ونجمة إبراهيم وثريا فخري، ويدور الفيلم حول اهمية العمل الحر، من خلال ورشة الميكانيكا، والاسطى أو 'الصنايعية'، والادارة الرشيدة للورش.