logo
توم كروز بعد الستين

توم كروز بعد الستين

العربي الجديدمنذ 5 ساعات

تتميّز أدوار الممثل الأميركي (ذي الشعبية الواسعة) توم كروز، بخفّة الجسد، أو بالحفاظ على الحدود العليا للقفز بهذا الجسد البشري للولوج إلى الخوارق، وهو، في جميع ما يمكن مشاهدته من أفلام له، مُطالَب بأن يكون جسده شاباً، حتى حين تجاوز عمر الستّين، أو هذا ما اجتهدت فيه المؤثّرات والتقنيات لكي يظهر عليه في آخر أفلامه "الحساب النهائي"، وهو واحد من سلسلة "مهمّة مستحيلة"، التي بدأها كروز منذ أكثر من 30 عاماً. يمكن الحديث هنا أيضاً أن التحوّل نحو أدوار الاستعراض العضلي والخفّة والغموض جاء بعد دوره في فيلم "رجل المطر"، الذي أُنتج في أواخر الثمانينيّات، برفقة الممثل داستن هوفمان، الذي حاز فيه جائزة أفضل ممثل عن دوره في تشخيص نفسية كهلٍ مصاب بالتوحّد، إذ أدّى كروز دور شاب مرفّه ابن ثري، اكتشف بعد موت والده أن لديه أخاً مريضاً مودعاً في مركز خاص لذوي الهمم، وعليه أن يعتني به، ولكنّه يفشل في تحمّل هذه المهمّة الإنسانية بعد مواقف عديدة في الفيلم المثير، فيُرجع في النهاية أخاه إلى مأواه الصحّي. ولا تتأتى إثارة "رجل المطر" من المشاهد العضلية الخارقة التي سارت عليها لاحقاً أفلام توم كروز، إنّما من تمازج المواقف الحياتية بالبعد الإنساني. تحوّل هذا الشاب الكسول الاتكالي في هذا الفيلم إلى ما يشبه متسلّق الجبال والمنزلقات في الأدوار اللاحقة.
يدور الجزء الثامن من سلسلة "مهمّة مستحيلة"، من إخراج كريستوفر ماكويري، حول عالم الذكاء الاصطناعي، ولكن هذه المرّة في المنطقة الأكثرخطورة، أي منطقة الفناء البشري، حين يتطوّر الذكاء في غفلة من البشر وصراعاته، ويتمكّن من أن يستحوذ على جميع أزرار الأسلحة النووية في الدول التسع التي تمتلكها. ولأن أفلام توم كروز لا يمكن أن تخلو من دعاية عسكرية أميركية، فقد تكفّلت الحكومة الأميركية في هزيمة الذكاء الاصطناعي في هذا الجانب، وكلّفت الشاب "إيثان هانت"، الذي يتمتّع بقدرات عضلية وعقلية خاصّة، حولت توم كروز الستّيني (1962) إلى صاحب قدرات شابّة فتية، استطاع، نظراً إلى طبيعة المهمّة الصعبة المنوطة به، أن يغوض في أعماق المحيطات ويخوض في الكتل الثلجية ويقاتل هنا وهناك... وفي عديد من لقطات الفيلم، نرى أن المخرج تعمّد أن يظهر كروز شابّاً قويّاً، من طريق تعريض عضلات جسده لما يشبه الفحص المجهري من كاميرا التصوير، إذ كثيراً ما ظهر في لقطات الفيلم حتى بلا قميص داخلي، وكأنّ ضمن رسالة هذا الجزء من الفيلم، المبني على الغموض، أن يقول لنا ضمناً إن كروز ما زال في كامل حيويته وشبابه، ويستطيع من ثم أن يمثّل حتى تلك الأفلام التي تُخصَّص عادة لممثّلين شبابٍ (بين عقدَي العشرين والثلاثين). تدخّلات تقنية كثيرة، ولكن بدت مكشوفةً تركّز في هذا الجانب الزمني في جسد الممثل الأعلى أجراً في العالم (25 مليون دولار دفعة مقدّمة لبطولة أيّ فيلم).
هذا الجزء من سلسلة "مهمّة مستحيلة" كلّف إنتاجه 400 مليون دولار، ولكنّه حقّق أرباحاً مهولة. ففي أوّل أسبوعين جنى 200 مليون دولار. وفي مسقط، حيث شاهدتُ الفيلم، كانت القاعة مليئةً رغم مرور وقت غير قصير على عرضه في مختلف قاعات العرض التجارية، التي عادة ما تكون في المجمّعات التجارية الكُبرى بالعاصمة.
بدت الشحنات الميلودرامية لهذا الجزء واضحةً، إلى جانب الشحنات النفسية، إذ كان سادة السلاح النووي في العالم يتصارعون فيما بينهم (خاصّة أميركا وروسيا كما في الفيلم) للاستحواذ على قيادة العالم نووياً. وفي الخفاء، كان ما سمّي في الفيلم بـ"الكيان"، ويقصد به الذكاء الاصطناعي، يسعى هو الآخر إلى امتلاك زمام أزرار الفناء البشري، إذ تطوّر الذكاء بصورة مهولة ليستحوذ على المقدرات النووية في العالم. والتدخّل الأميركي، الذي يتخيّله الفيلم بصورة دعائية واضحة، هو من سيحسم الأمر، وذلك حين يتمكّن "إيثان" من تتبع آثار غواصة روسية نووية غارقة في القطب المتجمد ليدخل إليها في أعماق البحار، ويجلب من هناك ما يشبه المفتاح السحري، الذي بموجبه يمكن للحكومة الأميركية أن تهزم الذكاء الاصطناعي، وتتحكّم في مصير العالم.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

توم كروز بعد الستين
توم كروز بعد الستين

العربي الجديد

timeمنذ 5 ساعات

  • العربي الجديد

توم كروز بعد الستين

تتميّز أدوار الممثل الأميركي (ذي الشعبية الواسعة) توم كروز، بخفّة الجسد، أو بالحفاظ على الحدود العليا للقفز بهذا الجسد البشري للولوج إلى الخوارق، وهو، في جميع ما يمكن مشاهدته من أفلام له، مُطالَب بأن يكون جسده شاباً، حتى حين تجاوز عمر الستّين، أو هذا ما اجتهدت فيه المؤثّرات والتقنيات لكي يظهر عليه في آخر أفلامه "الحساب النهائي"، وهو واحد من سلسلة "مهمّة مستحيلة"، التي بدأها كروز منذ أكثر من 30 عاماً. يمكن الحديث هنا أيضاً أن التحوّل نحو أدوار الاستعراض العضلي والخفّة والغموض جاء بعد دوره في فيلم "رجل المطر"، الذي أُنتج في أواخر الثمانينيّات، برفقة الممثل داستن هوفمان، الذي حاز فيه جائزة أفضل ممثل عن دوره في تشخيص نفسية كهلٍ مصاب بالتوحّد، إذ أدّى كروز دور شاب مرفّه ابن ثري، اكتشف بعد موت والده أن لديه أخاً مريضاً مودعاً في مركز خاص لذوي الهمم، وعليه أن يعتني به، ولكنّه يفشل في تحمّل هذه المهمّة الإنسانية بعد مواقف عديدة في الفيلم المثير، فيُرجع في النهاية أخاه إلى مأواه الصحّي. ولا تتأتى إثارة "رجل المطر" من المشاهد العضلية الخارقة التي سارت عليها لاحقاً أفلام توم كروز، إنّما من تمازج المواقف الحياتية بالبعد الإنساني. تحوّل هذا الشاب الكسول الاتكالي في هذا الفيلم إلى ما يشبه متسلّق الجبال والمنزلقات في الأدوار اللاحقة. يدور الجزء الثامن من سلسلة "مهمّة مستحيلة"، من إخراج كريستوفر ماكويري، حول عالم الذكاء الاصطناعي، ولكن هذه المرّة في المنطقة الأكثرخطورة، أي منطقة الفناء البشري، حين يتطوّر الذكاء في غفلة من البشر وصراعاته، ويتمكّن من أن يستحوذ على جميع أزرار الأسلحة النووية في الدول التسع التي تمتلكها. ولأن أفلام توم كروز لا يمكن أن تخلو من دعاية عسكرية أميركية، فقد تكفّلت الحكومة الأميركية في هزيمة الذكاء الاصطناعي في هذا الجانب، وكلّفت الشاب "إيثان هانت"، الذي يتمتّع بقدرات عضلية وعقلية خاصّة، حولت توم كروز الستّيني (1962) إلى صاحب قدرات شابّة فتية، استطاع، نظراً إلى طبيعة المهمّة الصعبة المنوطة به، أن يغوض في أعماق المحيطات ويخوض في الكتل الثلجية ويقاتل هنا وهناك... وفي عديد من لقطات الفيلم، نرى أن المخرج تعمّد أن يظهر كروز شابّاً قويّاً، من طريق تعريض عضلات جسده لما يشبه الفحص المجهري من كاميرا التصوير، إذ كثيراً ما ظهر في لقطات الفيلم حتى بلا قميص داخلي، وكأنّ ضمن رسالة هذا الجزء من الفيلم، المبني على الغموض، أن يقول لنا ضمناً إن كروز ما زال في كامل حيويته وشبابه، ويستطيع من ثم أن يمثّل حتى تلك الأفلام التي تُخصَّص عادة لممثّلين شبابٍ (بين عقدَي العشرين والثلاثين). تدخّلات تقنية كثيرة، ولكن بدت مكشوفةً تركّز في هذا الجانب الزمني في جسد الممثل الأعلى أجراً في العالم (25 مليون دولار دفعة مقدّمة لبطولة أيّ فيلم). هذا الجزء من سلسلة "مهمّة مستحيلة" كلّف إنتاجه 400 مليون دولار، ولكنّه حقّق أرباحاً مهولة. ففي أوّل أسبوعين جنى 200 مليون دولار. وفي مسقط، حيث شاهدتُ الفيلم، كانت القاعة مليئةً رغم مرور وقت غير قصير على عرضه في مختلف قاعات العرض التجارية، التي عادة ما تكون في المجمّعات التجارية الكُبرى بالعاصمة. بدت الشحنات الميلودرامية لهذا الجزء واضحةً، إلى جانب الشحنات النفسية، إذ كان سادة السلاح النووي في العالم يتصارعون فيما بينهم (خاصّة أميركا وروسيا كما في الفيلم) للاستحواذ على قيادة العالم نووياً. وفي الخفاء، كان ما سمّي في الفيلم بـ"الكيان"، ويقصد به الذكاء الاصطناعي، يسعى هو الآخر إلى امتلاك زمام أزرار الفناء البشري، إذ تطوّر الذكاء بصورة مهولة ليستحوذ على المقدرات النووية في العالم. والتدخّل الأميركي، الذي يتخيّله الفيلم بصورة دعائية واضحة، هو من سيحسم الأمر، وذلك حين يتمكّن "إيثان" من تتبع آثار غواصة روسية نووية غارقة في القطب المتجمد ليدخل إليها في أعماق البحار، ويجلب من هناك ما يشبه المفتاح السحري، الذي بموجبه يمكن للحكومة الأميركية أن تهزم الذكاء الاصطناعي، وتتحكّم في مصير العالم.

السبب وراء حذف "أن بي سي" حلقة عن ديدي
السبب وراء حذف "أن بي سي" حلقة عن ديدي

العربي الجديد

timeمنذ 12 ساعات

  • العربي الجديد

السبب وراء حذف "أن بي سي" حلقة عن ديدي

في 11 مايو/ أيار الماضي، عرضت شبكة أن بي سي التلفزيونية الأميركية حلقة من برنامج "ديت لاين" تصف التعقيدات القانونية السابقة حول قضية مغني الراب الأميركي شون جون كومز، المعروف بلقب "ديدي". بعد أقل من شهر، اختفت الحلقة من موقع "أن بي سي" الإلكتروني ومن منصة البث " بيكوك " التابعة لها. يأتي هذا الحذف في الوقت الذي تواجه فيه "أن بي سي" و"بيكوك" دعوى تشهير رفعها كومز بسبب فيلم وثائقي إخباري منفصل. ووصفت مقدمة حلقة "ديت لاين" بأنها تقرير عن حياة كومز، يلخص رحلة صعوده إلى الشهرة وسلسلة مشاكله القانونية السابقة، والتي بلغت ذروتها بالمحاكمة الحالية بتهم الابتزاز، والاتجار بالجنس، والنقل لممارسة الدعارة . وينكر ديدي التهم الموجهة إليه ورفض صفقة إقرار بالذنب. وحُذفت الحلقة، التي تحمل عنوان "شون كومز في المحاكمة"، بالكامل من منصات البث الرسمية للشبكة، ولم يتبقَّ سوى المواد الترويجية المتناثرة على الإنترنت، مثل مقطع دعائي ومنشورات رسمية على مواقع التواصل الاجتماعي. وصرح متحدث باسم "أن بي سي" لموقع إنترسبت للتحقيقات بأنه بمجرد بدء المحاكمة في 12 مايو/أيار، أصبحت حلقة "ديت لاين" التي عُرضت في اليوم السابق قديمة. ولم تُفصّل "أن بي سي" أي أجزاء من الحلقة أصبحت قديمة واستدعت حذفها، لأن معظم البرنامج لا يتناول المحاكمة الحالية. فقط الدقائق الثلاث الأولى والأخيرة من الحلقة، التي تبلغ مدتها 41 دقيقة، تُركز على لائحة اتهام ديدي الحالية. سوشيال ميديا التحديثات الحية ديدي.. اسم يغذي نظريات المؤامرة والتضليل في مواقع التواصل كما رفضت "أن بي سي" التعليق على ما إذا كانت حلقات "ديت لاين" تُحذف بسبب قدمها، أو على عدد مرات حذفها، وما هي المعايير المُستخدمة قبل حذف أي برنامج من منصات "أن بي سي"، خصوصاً وأنه لا يبدو أن حلقات "ديت لاين" التي تُعرض قبل المحاكمات تُحذف فعلاً من منصات الشبكة. مثلاً تُركز إحدى الحلقات على كارين ريد، المتهمة بقتل صديقها. عُرضت الحلقة في 18 أكتوبر/تشرين الأول 2024، أي بعد حوالى ثلاثة أشهر من إعلان بطلان محاكمة ريد الأولى. ديدي رفع دعوى ضد "أن بي سي" في فبراير/شباط، رفع ديدي دعوى قضائية ضد "أن بي سي" و"بيكوك"، مطالباً بتعويض لا يقل عن مائة مليون دولار أميركي بتهمة نشر تصريحات كاذبة وتشهيرية مزعومة ضده في فيلم وثائقي آخر على شاشة الشبكة بعنوان "ديدي: صناعة فتى سيئ". وقُدمت الشكوى قبل ثلاثة أشهر من بث حلقة "شون كومز في المحاكمة" عبر برنامج "ديت لاين". ولم تُعلق "أن بي سي" رسمياً على ما إذا كان حذف حلقة "ديت لاين" مرتبطاً بدعوى التشهير .

جينك أويغور: المنصات الرقمية كسرت احتكار الإعلام
جينك أويغور: المنصات الرقمية كسرت احتكار الإعلام

العربي الجديد

timeمنذ 12 ساعات

  • العربي الجديد

جينك أويغور: المنصات الرقمية كسرت احتكار الإعلام

جينك أويغور كاتب ومعلق سياسي وناشط أميركي من أصل تركي، يُعدّ من أبرز وجوه الإعلام التقدمي في الولايات المتحدة. وُلد في تركيا وانتقل إلى الولايات المتحدة في سن الثامنة، حيث نشأ وتلقى تعليمه، قبل أن يحصل على الجنسية الأميركية لاحقاً. بدأ مسيرته المهنية في مجال المحاماة، حيث عمل في واشنطن ونيويورك، لكنه ما لبث أن تحوّل إلى العمل الإعلامي والسياسي. برز جينك أويغور بوصفه المؤسس المشارك والمقدّم الرئيسي لبرنامج The Young Turks (الشبان الأتراك)، وهو برنامج تعليق سياسي واجتماعي ليبرالي يُبث عبر الإنترنت، وقد تحوّل مع الوقت إلى شبكة إعلامية مستقلة تُعرف باسم TYT Network. أطلق البرنامج في 13 فبراير/شباط 2002 مستهدفاً جمهوراً ليبرالياً معتدلاً، فجمع بين الطابع السياسي والترفيهي، وسرعان ما أصبح أول برنامج إخباري مرئي على الإنترنت. حقّق The Young Turks انتشاراً واسعاً، إذ حصد أكثر من مليار مشاهدة على يوتيوب، وتجاوز عدد مشتركيه المليون، ليصبح بذلك واحداً من أكبر المنصات الإخبارية الرقمية في العالم. كما بُثّ لفترة على شبكة الراديو الفضائي "سيريوس". في مقابلة مع "العربي الجديد"، يتحدث جينك أويغور عن تغوّل المال السياسي، وتحالف واشنطن مع إسرائيل، وحرية التعبير. عملك في "ذا يونغ تركس" مذهل بالفعل. أعتقد أن لك جمهورًا واسعًا في العالم العربي، هل لاحظت ذلك؟ لاحظت ذلك قليلًا، نعم. نحن محظوظون بجمهور واسع حول العالم. أتمنى لو أن الجميع في الشرق الأوسط يشاهدوننا، لأننا نمثل صوتًا في الولايات المتحدة يعكس وجهة نظر المسلمين - وهو أمر نادر جدًّا في الإعلام الأميركي. هل تعتقد أن هذا بسبب ما يحدث في المنطقة، أم حتى من قبل ذلك؟ لا، نحن نقول الحقيقة منذ اليوم الأول، وتعرضنا لمعارضة من بقية الإعلام الأميركي منذ البداية. كنا من بين برنامجين فقط على المستوى الوطني عارضا دخول العراق . نحن أقدم برنامج في تاريخ الإنترنت. كنا موجودين قبل حرب العراق، وكنا نصرخ: "لا تدخلوا، لا تدخلوا!". لذلك، من المحبط جدًّا أن تقول الحقيقة في الإعلام الأميركي، فيُحسب ذلك ضدك. لأننا عندما قلنا "لا تدخلوا العراق"، ظنوا أننا راديكاليون. الآن، الجميع يدرك أننا كنا على حق. لكن رغم ذلك، عندما تظهر قضية جديدة ونقول: "لا تهاجموا إيران"، يقال عنا إننا مجانين. بالطبع يجب أن نهاجم إيران، إسرائيل أمرتنا بذلك. أعني، لم تأمرنا، بل طلبت منا بلطف أن نهاجم إيران. لذا، من الواضح أننا يجب أن نفعل ذلك من أجل "حليفتنا المميزة". ثم أطرح أسئلة تُعتبر مثيرة للجدل في أميركا، لكنها في الواقع بسيطة جدًّا. مثل: لماذا إسرائيل هي حليفتنا المميزة؟ ماذا قدمت لنا إسرائيل؟ لقد أخذت 300 مليار دولار من أميركا. على ماذا حصلنا مقابل ذلك؟ لماذا نهاجم كل أعداء إسرائيل؟ لماذا نستخدم الجنود الأميركيين وأموال الأميركيين لمهاجمة أعداء إسرائيل، وليس أعداءنا نحن؟ هل تعتقد أن الإدارة الجديدة قد تنظر إلى ذلك بوصفه عبئًا الآن؟ أعتقد أن (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو، للمرة الأولى، فَقَد زمام اللعبة. لسوء الحظ، نتنياهو، على الرغم من شرّه، بارع جدًّا في السياسة. إذا نظرت إلى القائمة الأصلية للمحافظين الجدد الذين دفعوا أميركا نحو الحرب في العراق، فستجد اسم نتنياهو عليها. لقد كان جزءًا كبيرًا من السبب وراء دخولنا العراق. وإذا عدت إلى أرشيف صحيفة نيويورك تايمز، فستجد مقالات تقول إن العراق لم يكن عدوًّا حقيقيًّا لأميركا، لكنه كان العدو الأول لإسرائيل. مع ترامب، ربما وجد من يماثله. لأن ترامب ماكر بقدر ما هو نتنياهو، وأناني بالقدر نفسه. وماذا عن حرية التعبير؟ هل تعتقد أن الأقنعة سقطت الآن؟ لا أعلم إن كانت الأقنعة قد سقطت، أو... أعني لعبة المعايير المزدوجة هذه... نعم. لا، لا. حرية التعبير في الولايات المتحدة كانت دائمًا مشروطة. لديك حرية التعبير، لكن لا يُسمح لك بانتقاد السياسيين، أولًا وقبل كلّ شيء. وهذا أمر كبير. جميعهم يأخذون المال من المتبرعين، للأسف. أنا أحب أميركا، لكنها أصبحت أكثر الدول فسادًا في العالم، لأننا قمنا بتقنين الرشوة. يمكنك ببساطة إعطاء المال للسياسيين. يمكنك منحه لحملاتهم. لم يتبقَّ أي قوانين بعد الآن. لذا، الجميع يرشو السياسيين الأميركيين لأن ذلك أصبح قانونيًّا. وحتى اليوم، لا يمكنك قول ذلك في الإعلام الأميركي السائد. إذا قلت ذلك، يتم إلغاؤك، أعلم ذلك من تجربتي. كنت مقدم برامج على قناة MSNBC، إحدى أكبر شبكات الأخبار في البلاد، وكنت أقول إنّ السياسيين فاسدون، وكانوا يكرهون ذلك. هذا نوع من الرقابة الذاتية... بالضبط. وعلى صعيد إسرائيل، بالطبع، لا يُسمح لك تقريبًا بقول أي شيء. ولهذا يصورونني شخصًا متطرفًا فقط لأنني أقول أكثر الأمور بديهية - التي يعتقد بها معظم الأميركيين اليوم أيضًا - وهي: لقد أعطيناهم 300 مليار دولار، فماذا كانت النتيجة؟ عالم مليء بالأعداء. لم يعطونا شيئًا. مع حلفاء كهؤلاء، لا تحتاج إلى أعداء. إسرائيل تخلق لنا أعداء بلا نهاية، وتطالبنا بأموال لا نهاية لها. وعندما تسأل السؤال البسيط: لماذا؟ لماذا نعطيهم كل هذا المال؟ لماذا علينا أن نفعل ما يطلبونه بينما نحن من يدفع لهم، وليس العكس؟ ومع وجود متطرفين في السلطة حاليًّا، هل تعتقد أن الأمر مجرد مسألة جيوسياسية، أم أن هناك جوانب أخرى؟ لا أعلم ما هي الجوانب الأخرى. الناس يريدون السلطة دائمًا. إسرائيل تريد السلطة، والسياسيون الأميركيون يريدون السلطة، والشركات الأميركية تريد السلطة - وغالبًا ما يتنافسون في ما بينهم. لكن إسرائيل قامت بشيء ذكي. لقد ربطت مصالح المجمع الصناعي العسكري - أي شركات الدفاع الأميركية - بمصالحها الخاصة. إسرائيل تأخذ المال من دافعي الضرائب الأميركيين، ثم تمنحه لشركات مثل "بوينغ" و"لوكهيد مارتن" و"رايثيون" وغيرها من شركات الدفاع. وهؤلاء سعداء جدًّا. لذلك، يرشون السياسيين ليكونوا مؤيدين لإسرائيل، لأن المال في النهاية يصل إليهم. وعندما تدفع إسرائيل أميركا إلى بدء حرب في الشرق الأوسط، ترتفع أسعار النفط. فتصبح شركات النفط سعيدة جدًّا. ثم يضارب المصرفيون على ذلك - فيصبحون سعداء جدًّا. لذا، عندما تكون شركات النفط، والبنوك، وشركات السلاح، وإسرائيل في صف واحد - فأنت في ورطة. في الولايات المتحدة، هذا يعني أموالًا طائلة - كلها تصب في الحروب في الشرق الأوسط وضد العدالة، وغيرها. لكن في الوقت الحالي، بدأ هذا التماسك بالانهيار. إنهم يفقدون قبضتهم. الآن، العديد من البرامج اليسارية واليمينية والمستقلة على الإنترنت تقول: لا، لم نعد نصدق الكاذبين. أنت تُقدّم عرضًا رقميًّا. هل تعتقد أن الإعلام الرقمي يمكن أن يساهم في تصحيح هذا الفهم الخاطئ؟ الإعلام الرقمي لديه مشكلاته الخاصة. لكن الشيء الرائع فيه هو أننا لم نعد سجناء الإعلام السائد. سجن CNN، ونيويورك تايمز، وواشنطن بوست، وMSNBC، وفوكس نيوز - كلهم يكذبون مرة بعد مرة. إسرائيل دائمًا على حق. إسرائيل ضحية. إسرائيل ملاك. أما الفلسطينيون، والمسلمون، وسكان الشرق الأوسط، فهم دائمًا "إرهابيون". دائمًا "همج". دائمًا "يريدون العنف". لقد سئمت من عنصريتهم. وهم يتظاهرون بأنهم ليسوا عنصريين، بينما هم في الواقع عنصريون بشدة ضد المسلمين. صحيح. أنا أدينهم جميعًا. وعندما أفعل ذلك، يزداد عدد مشاهدينا، لا ينقص. ولهذا السبب يكرهون الإعلام الرقمي. هل تعلم لماذا يحاولون حظر منصة تيك توك؟ ليس بسبب الصين، بل لأن ميت رومني، السيناتور الجمهوري، ومارك وارنر، السيناتور الديمقراطي، يريدان السيطرة عليها. سوشيال ميديا التحديثات الحية إيفان هينشو ــ بلاث: تويتر انحرف عن رؤيته الأصلية نعم، لقد صرّحا بذلك علنًا. قال رومني: "كانت إسرائيل بارعة في السيطرة على الرسالة الإعلامية". ثم أضاف: "لكنها لم تعد كذلك". ولذا فهم يريدون أن نحظر "تيك توك". قالها صراحة: "لأن الناس يرون جثث الأطفال الفلسطينيين، وهذا يجعلهم يشعرون بعدم الارتياح". فقالت إسرائيل: "احظروهم. لا تسمحوا لأحد برؤية الحقيقة حول ما نقوم به". وهناك نقطة أخرى بخصوص الرؤية المتفائلة: لو أن ترامب فرض حل الدولتين، وبحلول نهاية ولايته كان هناك فلسطين مستقلة وإسرائيل مستقلة، وأُعيد إعمار غزة - لحصل على جائزة نوبل للسلام، ولبُنيت له تماثيل في جميع أنحاء الشرق الأوسط. هو لا يدرك ذلك، لأن جميع من حوله تقريبًا فاسدون. لو أنّ صوتًا صادقًا واحدًا قال له: "أتعلم؟ ستكون أعظم بطل في العالم إن منحت الفلسطينيين دولة، وجلبت السلام للطرفين، وحققت السلام في الشرق الأوسط كله. ستكون بطلًا تاريخيًّا". ولو فهم ذلك، فسيحاول فعليًّا تحقيقه، لأنه يعشق تضخيم ذاته. وهذه طريقة جيدة لإرضاء غروره - عندما يكون ذلك مستحقًّا. وإن جلب السلام للشرق الأوسط، فسيكون قد استحقه فعلًا. ما رسالتك لكل الأصوات المستقلة في العالم؟ هناك جزآن. الجزء الأول: دائمًا قل الحقيقة. لا تكذب، حتى لو كان ذلك لصالح فريقك. لا تفعل ذلك. ستخسر الثقة. لا تخسر الثقة. دائمًا التزم بالحقيقة - مهما كانت النتيجة. القاعدة الثانية: ابقَ قويًّا. ستكون الأمور صعبة. لكن إن واصلت قول الحقيقة، فستنتصر في النهاية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store