logo
«تطوير القطاع المالي».. إنجازات 2024 تعزز الرؤية وتؤسس لمستقبل اقتصادي مرن

«تطوير القطاع المالي».. إنجازات 2024 تعزز الرؤية وتؤسس لمستقبل اقتصادي مرن

الرياض١٣-٠٧-٢٠٢٥
شهد عام 2024 محطات بارزة في مسيرة برنامج تطوير القطاع المالي بالمملكة العربية السعودية، عكست التزام الجهات المعنية بتحقيق مستهدفات رؤية 2030 الرامية إلى بناء قطاع مالي متنوع وفاعل، يدعم الاقتصاد الوطني ويعزز تنافسيته إقليميًا ودوليًا، وقد وثّق التقرير السنوي للبرنامج أبرز الإنجازات التي تحققت في هذا العام، حيث تميزت بالتكامل المؤسسي، والابتكار التقني، وتعزيز الشمول المالي، إلى جانب تسارع وتيرة الإصلاحات التشريعية والتنظيمية.
ركيزة التحديث والتحول
وكانت بوابة الإصلاح المؤسسي منطلق الجهود في 2024، حيث عملت الجهات المنظمة للقطاع المالي على تحديث الأنظمة واللوائح بما يواكب التغيرات العالمية، ويعزز كفاءة الأسواق المحلية، وتم اعتماد سياسات مرنة تحفظ الاستقرار وتدعم النمو، مع التركيز على رفع جودة الخدمات المالية، وحماية حقوق المستثمرين والمستهلكين، وتمكين التقنيات الحديثة، وشهد العام اعتماد لوائح جديدة لتسهيل إصدار الصكوك والسندات، وتفعيل الأنظمة المساندة للتمويل العقاري، وترخيص منصات التداول البديل، مما أسهم في تعميق السوق المالية وزيادة السيولة وتحسين البيئة الاستثمارية.
توسع في العمق والانتشار
ومثّلت التقنية المالية أحد أبرز محاور الأداء في عام 2024، إذ ارتفع عدد شركات الفنتك إلى 261 شركة مرخصة، مقارنة بـ216 في 2023، و147 في 2022، و14 فقط في عام 2020، وساهم هذا النمو في خلق أكثر من 11,000 وظيفة مباشرة في القطاع، منها 8,500 وظيفة في الشركات الخاضعة لإشراف البنك المركزي السعودي.
كما تجاوز إجمالي الاستثمارات الجريئة في شركات التقنية المالية 7.6 مليارات ريال، مما يعكس جاذبية المملكة لهذا النوع من الاستثمارات عالية النمو، وتم دعم هذا الحراك ببرامج تدريبية متخصصة تهدف إلى بناء كفاءات وطنية في مجالات الذكاء الاصطناعي، والبلوك تشين، والمدفوعات الرقمية، والتحليلات المالية، ومن أبرز الإنجازات المباشرة، بدء مزاولة بنك «دال 360» أعماله المصرفية كأول بنك رقمي سعودي مرخص، بما يمثّل تحولا نوعيًا في هيكلة الخدمات البنكية.
تنمية شاملة واستقطاب استثمارات
واستمر برنامج تطوير السوق المالية في تنمية البنية التحتية وتحسين جاذبية التداول، إذ تم إدراج 44 شركة جديدة في السوق المالية السعودية، ليصل إجمالي الشركات المدرجة إلى 353 شركة، كما تم إطلاق أول صناديق مؤشرات متداولة تتبع أداء الأسواق الصينية، مثل بورصتي شنغهاي وشنتشن، ما يعكس التوجه نحو تنويع المنتجات الاستثمارية.
وفي ذات الإطار، اعتمدت هيئة السوق المالية تعليمات طرح شهادات المساهمات العقارية، كما دشنت السوق المالية منصة «تداول بديل»، بهدف تنشيط الأسواق الثانوية، وتوفير أدوات تمويلية جديدة للمستثمرين، خاصة المنشآت الصغيرة والمتوسطة.
توسيع آفاق السيولة والاستثمار
وعلى مستوى أدوات الدين؛ شهد العام إطلاق منتجات جديدة من أبرزها «صكوك الادخار» المخصصة للأفراد، وتوسيع برنامج إصدار السندات الحكومية بالدولار الأميركي، وتم تعزيز الحوكمة التنظيمية في هذا القطاع، بما يتيح فرصًا أوسع أمام المستثمرين المؤسساتيين والأفراد على حد سواء، وفي قطاع التمويل، نما إجمالي أصول شركات التمويل بنسبة 5 % خلال التسعة أشهر الأولى من 2024، كما تم تمويل ودعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة، وأطلقت الشركة السعودية لرأس المال الجريء استراتيجية استثمارية ضخمة بمبلغ تجاوز 1.1 مليار ريال، ركزت على الملكية الخاصة، والديون الخاصة، وتمويل الابتكار التقني.
دعم موجه ونمو ملموس
وشهد عام 2024 إطلاق 18 مبادرة نوعية لدعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة، في مقدمتها برنامج «كفالة» الذي أسهم منذ تأسيسه في ضمان تمويلات تجاوزت 107.2 مليارات ريال، كما تم إطلاق مبادرة «تمويلك في يومين» التي تهدف إلى تسريع وتيرة التمويل وتبسيط إجراءاته، إذ تسعى المملكة إلى رفع مساهمة هذه المنشآت في الناتج المحلي إلى 35 % بحلول عام 2030، عبر تقديم حلول مالية مبتكرة، وتوسيع قاعدة الضمانات التمويلية، وتطوير أدوات التقييم الائتماني، وتمكينها من الانخراط في الاقتصاد الرقمي.
تكامل تنظيمي ونمو مستدام
واتخذ قطاع التأمين خطوات استراتيجية في عام 2024، تمثّلت في اعتماد منتج «تأمين سندات الكفالة» لصالح صندوق الاستثمارات العامة، وترخيص فروع شركات جديدة لمزاولة أنشطة التأمين وإعادة التأمين، وسجل عدد شركات التأمين المرخصة في المملكة نموًا بنسبة 56 % مقارنة بالعام السابق، ما يعكس تطور السوق وزيادة الطلب على المنتجات التأمينية المتخصصة، كما أطلقت هيئة التأمين بيئة تجريبية لاحتضان شركات التقنية التأمينية، في إطار سعيها إلى توفير بيئة مرنة وجاذبة للابتكار في هذا القطاع الحيوي، الذي يعد أحد مكونات الاستقرار المالي.
بناء الوعي وتعزيز القدرات
وأولى البرنامج اهتمامًا كبيرًا بتعزيز الثقافة المالية لدى أفراد المجتمع، حيث أطلقت الأكاديمية المالية عددًا من المبادرات، أبرزها «المبادرة الوطنية لزيادة عدد حاملي شهادة المحلل المالي المعتمد»، ومبادرات تثقيف الأطفال في المدارس بمهارات إدارة الموارد المالية.
وشملت الفعاليات أيضًا برامج تدريبية لرفع كفاءة موظفي القطاع المالي، وورش عمل تفاعلية حول إدارة الأصول، والحوكمة، والتحول الرقمي، استفاد منها أكثر من 52,000 متدرب خلال العام، ويأتي ذلك انسجامًا مع رؤية 2030 التي تضع بناء القدرات البشرية في صميم التنمية الاقتصادية.
ريادة إقليمية ودعم للابتكار
وتصدرت المملكة منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من حيث حجم الاستثمار الجريء في عام 2024، وهو مؤشر يعكس نجاح بيئة الأعمال المحلية في استقطاب رؤوس الأموال المغامرة، لا سيما في قطاعات التقنية المالية، والصحة الرقمية، والتجارة الإلكترونية، كما أطلقت الشركة السعودية لرأس المال الجريء مبادرة جديدة لتمويل الابتكار، بالشراكة مع مستثمرين محليين ودوليين، وتحديثًا لمنتجاتها الاستثمارية لتلبية احتياجات السوق. وتأتي هذه المبادرات في إطار تمكين الشركات الناشئة من النمو والتوسع، وتعزيز دورها في تنويع الاقتصاد الوطني.
تطلعات 2025 وترسيخ الاستدامة
وتضمن التقرير تطلعات البرنامج لعام 2025، والتي شملت استكمال مشاريع الرقمنة في الخدمات المالية، وزيادة نسب الشمول المالي إلى 90 %، وتعميق التعاون الإقليمي مع الأسواق المالية الخليجية والعربية، فضلًا عن تطوير منظومة إصدار العملات الرقمية بالتنسيق مع البنك المركزي، وما تحقق في عام 2024 ما هو إلا محطة في رحلة مستمرة لبناء قطاع مالي مرن، متنوع، ومستدام، يخدم التنمية الوطنية، ويوفر فرصًا اقتصادية واعدة لجميع فئات المجتمع، حيث يعكس التقرير السنوي لبرنامج تطوير القطاع المالي للعام 2024 نموذجًا استراتيجيًا في إدارة التحول الاقتصادي المستند إلى التخطيط طويل المدى، والمشاركة المؤسسية، والتكامل بين القطاعين العام والخاص، إذ تتجه المملكة بخطى ثابتة نحو بناء منظومة مالية رائدة، قادرة على التكيّف مع المتغيرات العالمية، وداعمة لطموحات المواطنين والمستثمرين على حد سواء، فيما يرسخ مكانتها كوجهة مالية أولى في المنطقة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بلومبرغ: السعودية تستعد لتوقيع اتفاقيات تجارية مع سوريا بقيمة 4 مليارات دولار
بلومبرغ: السعودية تستعد لتوقيع اتفاقيات تجارية مع سوريا بقيمة 4 مليارات دولار

العربية

timeمنذ 16 دقائق

  • العربية

بلومبرغ: السعودية تستعد لتوقيع اتفاقيات تجارية مع سوريا بقيمة 4 مليارات دولار

أفادت وكالة "بلومبرغ" أن وفداً سعودياً يضم مسؤولين حكوميين ورجال أعمال وصل إلى سوريا اليوم الأربعاء لتوقيع اتفاقيات بقيمة تقارب 4 مليارات دولار، من المتوقع أن تكون معظمها مذكرات تفاهم ومشاريع مشتركة. وذكرت وكالة الأنباء السعودية "واس" أن وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح و120 مستثمراً من قطاعات مختلفة يشاركون في الوفد. ومن المتوقع توقيع صفقات بقيمة تزيد عن 15 مليار ريال (4 مليارات دولار). وكانت وزارة الاستثمار السعودية قد أعلنت في وقت سابق أنها ستعقد منتدى استثمارياً سعودياً سورياً في دمشق بمشاركة القطاعين العام والخاص. كما أعلنت الوزارة أنها ستعمل مع الجهات المعنية السورية لتذليل العقبات التي تعترض الاستثمار في سوريا، التي دمرتها سنوات من الحرب الأهلية. وستشهد الزيارة افتتاح مصنع للأسمنت الأبيض في ريف دمشق، وفقاً لوكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا). وتحرص السعودية على مساعدة سوريا على التعافي الاقتصادي. وفي فبراير، أجرى الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع محادثات في الرياض مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان حول التعاون الاقتصادي بين البلدين. وناقش الزعيمان "خططاً مستقبلية واسعة النطاق" في مجالات الطاقة والتكنولوجيا والتعليم والصحة، وفقاً لوسائل الإعلام الرسمية السورية.

إطلاق أعمال المسح الاجتماعي الاقتصادي لسكان مكة المكرمة .. مقابلات مع شرائح واسعة من المواطنين والمقيمين
إطلاق أعمال المسح الاجتماعي الاقتصادي لسكان مكة المكرمة .. مقابلات مع شرائح واسعة من المواطنين والمقيمين

صحيفة سبق

timeمنذ 16 دقائق

  • صحيفة سبق

إطلاق أعمال المسح الاجتماعي الاقتصادي لسكان مكة المكرمة .. مقابلات مع شرائح واسعة من المواطنين والمقيمين

أطلقت الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، المسح الاجتماعي الاقتصادي للسكان، ضمن أعمال المرصد الحضري لمدينة مكة المكرمة، والذي يستمر حتى أكتوبر القادم، في إطار جهودها لتعزيز التخطيط الحضري المستدام، وتحسين جودة الحياة، ورفع كفاءة الخدمات. ويستهدف المسح إجراء مقابلات ميدانية مباشرة مع شرائح واسعة من المواطنين والمقيمين، تشمل مختلف الأحياء السكنية في مدينة مكة المكرمة. وتُنفَّذ المقابلات على فترتين يوميًا: من الساعة 10 صباحًا حتى الـ 1 ظهرًا، ومساءً من الساعة 4 حتى 9 مساءً، بما يراعي خصوصية السكان وأنماط حياتهم اليومية. ويُنفَّذ هذا المسح من قبل فريق ميداني مؤهل من الباحثين والباحثات الحاصلين على تدريب متخصص، يحملون بطاقات تعريفية رسمية صادرة عن الهيئة، بما يعزز ثقة المجتمع المحلي ويضمن المصداقية والموثوقية في جمع البيانات. ويمثل هذا المشروع ركيزة أساسية في بناء قاعدة بيانات حضرية دقيقة تُسهم في تحديث المنظومة المعلوماتية للمدينة، وإنتاج مؤشرات اجتماعية واقتصادية تعكس واقع السكان، وتدعم اتخاذ القرار، وتُسهم في توجيه السياسات العامة والمشروعات التنموية ذات الأولوية. وأكدت الهيئة الملكية أن هذا الجهد يأتي ضمن رؤية متكاملة لرصد الواقع الحضري لمكة المكرمة، ومواءمة الجهود المحلية مع أفضل الممارسات الدولية في مجال التخطيط العمراني والتحول الحضري الذكي تحقيقًا لأهداف رؤية المملكة 2030.

"التمويل الدولي": الاقتصاد المصري يظهر صموداً غير معتاد رغم تصاعد التوترات
"التمويل الدولي": الاقتصاد المصري يظهر صموداً غير معتاد رغم تصاعد التوترات

العربية

timeمنذ 25 دقائق

  • العربية

"التمويل الدولي": الاقتصاد المصري يظهر صموداً غير معتاد رغم تصاعد التوترات

قال معهد التمويل الدولي إن الاقتصاد المصري أظهر مرونة واضحة في مواجهة التصعيد العسكري الأخير بين إسرائيل وإيران، مشيرا إلى أن الأثر السلبي على السوق المصرية كان مؤقتًا ومحدودًا. وأضاف المعهد أن الجنيه المصري تراجع لفترة وجيزة في بداية الأزمة، لكنه ما لبث أن استعاد بعض قوته، مستأنفًا مساره الانخفاضي التدريجي، في حين بقيت علاوة المخاطر السيادية قرب أدنى مستوياتها منذ خمس سنوات. وأشار التقرير إلى أن رد فعل الأسواق المالية كان متواضعا نسبيا، وهو ما يُعزى جزئيًا إلى ما وصفه بـ"تبلد" المستثمرين تجاه التطورات الجيوسياسية في المنطقة، بعد عامين من النزاعات الممتدة في غزة ولبنان وسوريا والبحر الأحمر. كما لفت إلى أن هذا الثبات يعكس أيضًا تحسنًا ملموسًا في الأساسيات الاقتصادية المصرية. وأوضح أن تدفقات المحافظ المالية ظلت مستقرة نسبيا، رغم أن مصر عُرفت تاريخيًا بتقلب هذه التدفقات، وخاصة الأموال الساخنة الداخلة إلى سوق أذون الخزانة، حيث كان المستثمرون ينجذبون للعوائد المرتفعة، ثم ينسحبون فور بروز أي خطر. وكشف المعهد أن مصر كانت من بين أكثر الدول تعرضًا لعمليات خروج كبيرة من المحافظ المالية منذ عام 2006، إلى جانب تركيا وباكستان والفلبين، لكنه أشار إلى أن حجم الانسحابات من السوق المصرية في هذه الحالات كان عادة أكبر من نظيراتها. وأظهر تحليل البيانات أن مصر واجهت عددًا أكبر من موجات الخروج التي تجاوزت انحرافًا معياريًا واحدًا مقارنة بدول ناشئة أخرى. وأضاف التقرير أن الإصلاحات التي أُطلقت في مارس 2024 أسهمت في كسر النمط التقليدي للتقلبات الحادة، حيث شهدت أدوات الدين المصرية موجة قوية من تدفقات المستثمرين الأجانب، مدفوعة بعوائد بلغت 27.75%. وأوضح أن البيانات الصادرة عن البورصة المصرية تظهر أن البلاد لم تشهد منذ ذلك الحين سوى أربعة أشهر من صافي تدفقات خارجة من أدوات الدين، وقد كانت هذه التدفقات محدودة واستُوعبت سريعًا في الأشهر اللاحقة. ولفت إلى أن الاستقرار الأخير يعكس تحسنًا في ثقة المستثمرين، نتيجة عدة عوامل، أبرزها الابتعاد التدريجي عن الاعتماد على تدفقات المحافظ لتمويل عجز الحساب الجاري، مقابل تفضيل الاستثمار الأجنبي المباشر والتمويل الرسمي، إضافة إلى دعم واضح من صندوق النقد الدولي ودول مجلس التعاون الخليجي. كما أشار المعهد إلى أن عدم تدخل البنك المركزي في سوق الصرف ساهم في تعزيز مرونة العملة المحلية وقدرتها على امتصاص الصدمات، موضحًا أن هذا النهج عزز ثقة المستثمرين بوجود سوق صرف سائل ومستقر. وقال التقرير إن الأداء المالي القوي ساهم بدوره في دعم الاستقرار، مشيرًا إلى أن الأداء القوي في جانب الإيرادات مكّن مصر من الاستمرار في استهداف فائض أولي يبلغ 3.5% من الناتج المحلي للعام المالي 2024/2025، رغم تراجع إيرادات قناة السويس. وأكد المعهد أن القناة ما تزال تمثل أحد مواطن الضعف في الوضع الخارجي للبلاد، حيث أشار إلى أن الشركات العالمية العاملة في الشحن البحري لن تعود إلى استخدام المسار التقليدي عبر قناة السويس قبل مرور ثلاثة أشهر متتالية من الهدوء الأمني في البحر الأحمر، وهو ما يجعل من غير المرجح تعافي إيرادات القناة قبل مطلع 2026. وفيما يتعلق بالطاقة، أشار التقرير إلى أن توقف مؤقت لصادرات الغاز من إسرائيل في يونيو أجبر السلطات المصرية على قطع إمدادات الكهرباء عن المصانع، لا سيما في قطاعات الحديد والأسمدة، مع إعطاء الأولوية للاستهلاك المنزلي. وأضاف أن هذا الإجراء كان مؤقتًا، لكن دخول فصل الصيف، بالتزامن مع انخفاض الإنتاج المحلي وتراجع الواردات، قد يؤدي إلى اتخاذ قرارات سياسية صعبة في الفترة المقبلة. وحذر التقرير من أن السياحة، رغم صمودها في العامين الماضيين، لا تزال عرضة للتأثر في حال تصاعد الصراع، خاصة في حال تعرض إسرائيل لهجمات مباشرة نظرًا لقربها الجغرافي من المراكز السياحية المصرية. وأشار أيضًا إلى أن أكبر تهديد داخلي يتمثل في التراجع عن تنفيذ الإصلاحات، موضحًا أن صندوق النقد الدولي قرر تأجيل مراجعته الخامسة ودمجها بالمراجعة السادسة المقررة في الخريف، وهو ما يعكس قلقًا متزايدًا بشأن بطء التقدم في برنامج الخصخصة. ولفت إلى أن هذا البرنامج يُعد محورًا رئيسيًا في هيكل التمويل الدولي الموجه لمصر من كل من صندوق النقد ودول الخليج. وعلى صعيد سوق الدين، قال التقرير إن الضغوط على المالية العامة مستمرة، مشيرًا إلى أن العوائد المرتفعة على أدوات الدين المحلية لا تزال تمثل عبئًا قصير الأجل. وأوضح أن السلطات تسعى إلى تمديد آجال استحقاق الدين عبر تقليل الاعتماد على أذون الخزانة القصيرة الأجل وزيادة إصدار السندات، لكن بيانات المزادات الأخيرة تشير إلى أن هذه العملية تسير بوتيرة أبطأ من المتوقع. وأضاف أن عوائد الأذون لم تنخفض بنفس وتيرة انخفاض سعر الفائدة الأساسي، كما أن التوترات الأخيرة أضافت علاوة مخاطر إقليمية مؤقتة، ظهرت في ارتفاع العوائد خلال يونيو، قبل أن تتراجع مجددًا. وحذر من أن أي تصعيد جديد في المنطقة قد يعيد هذه العلاوة مجددًا، ما قد يعوق محاولات الدولة خفض كلفة الدين.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store