إعداد طلبة الجامعات لمتطلبات سوق العمل عبر الذكاء الاصطناعي
تشير تقارير دولية حديثة إلى أنّ الشركات حول العالم تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحسين الكفاءة، وخفض التكاليف، وابتكار منتجات وخدمات جديدة. ففي المجال الطبي، تُستخدم خوارزميات التعلّم الآلي لتشخيص الأمراض وتحليل صور الأشعة، بينما تعتمد المؤسسات المالية على تقنيات الذكاء الاصطناعي في رصد عمليات الاحتيال والتنبؤ بمؤشرات الأسواق. أما في قطاع الخدمات اللوجستية وإدارة سلاسل التوريد، فتستفيد الشركات من أنظمة تحليل البيانات لتوقّع الطلب، وتحسين مسارات الشحن، وتقليص وقت التسليم. هذا التنوّع في الاستخدامات يدفع أرباب العمل إلى البحث عن خرّيجين يمتلكون فهمًا عميقًا بأساسيات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته العملية.
لم تعد دراسة الذكاء الاصطناعي مقتصرة على كليات الهندسة وعلوم الحاسوب، بل بدأت العديد من الجامعات حول العالم بدمجه في مختلف التخصصات الأكاديمية. فقد أنشأت بعض المؤسسات التعليمية الكبرى أقسامًا متخصصة لتطوير هذه التقنية في مجالات الطب، والأعمال، والهندسة، وغيرها. فعلى سبيل المثال، طوّرت إحدى الجامعات الرائدة في الولايات المتحدة برنامجًا أكاديميًا شاملاً يضم العديد من المقررات في الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات، وهو متاح لطلاب العلوم الإنسانية والاجتماعية مثلما يستفيد منه طلاب التخصصات العلمية. وبالإضافة إلى ذلك، أصبح اجتياز مقررات في التعلّم الآلي وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي متطلبًا إلزاميًا لجميع الطلاب، انطلاقًا من رؤية تهدف إلى جعل المعرفة الرقمية مهارة أساسية، كإتقان اللغات أو مهارات التواصل.
يشير خبراء التعليم والتكنولوجيا حول العالم إلى مجموعة من المهارات والمقررات التي تعزّز جاهزية الطلبة لسوق العمل، من بينها تعلّم أساسيات الذكاء الاصطناعي والتعلّم الآلي باستخدام لغات برمجة سهلة مثل بايثون (Python)، والتدرب على تحليل البيانات عبر أدوات وتقنيات متقدمة، بالإضافة إلى الإلمام بأخلاقيات الذكاء الاصطناعي وأبعاده الإنسانية. كما يُنصح بالتركيز على التطبيقات العملية لهذه التقنية في تخصصات متنوعة، مثل تحليل الصور الطبية لطلبة الطب، وابتكار حلول متقدمة لإدارة سلاسل التوريد والخدمات اللوجستية لطلبة إدارة الأعمال، وصولًا إلى توظيف النماذج التوليدية (Generative AI) في مجالات التصميم والفنون. إلى جانب ذلك، يمكن للجامعات تشجيع الطلبة على الانخراط في مشاريع تخرج أو تدريبات ميدانية تتيح لهم التفاعل مع بيئات عمل حقيقية والتعاون مع شركات متخصّصة، مما يعزز فرص توظيفهم مستقبلًا.
وفي النهاية، يمكن القول أن هذه الجهود أثبتت فاعليتها في زيادة فرص التوظيف لدى الخريجين، إذ أفاد أرباب العمل في استطلاعات حديثة بأن المرشحين الذين يمتلكون مهارات رقمية وقدرة على توظيف التقنيات الذكية في حل المشكلات يتمتعون بأفضلية عند التوظيف. كما أن العديد من الشركات الكبرى أطلقت برامج توظيف مخصصة لاستقطاب خرّيجين لديهم معرفة تطبيقية بمفاهيم الذكاء الاصطناعي. وبذلك، يصبح دمج الذكاء الاصطناعي في المناهج الجامعية خطوة هامة لمواكبة التحولات السريعة في سوق العمل، وتمكين طلبة الجامعات من اكتساب المهارات اللازمة للاندماج في عالم رقمي متسارع التطور.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

عمون
منذ 10 ساعات
- عمون
بريزات: فنادق مغلقة في البترا وتسريح 700 موظف من منشآت سياحية
عمون - قال رئيس مجلس مفوضي سلطة إقليم البترا التنموي السياحي، فارس البريزات، إن واقع السياحة في البترا "سيء جدًا"، موضحًا أن أكثر من 32 فندقًا في المدينة مغلق، تضم ما يزيد على 2000 غرفة فندقية. وأضاف البريزات، أن الفنادق الشعبية، وعددها يزيد على 200 غرفة، جميعها مغلقة. وكشف في حديث له عبر "صوت المملكة" مساء الاثنين أن قرابة من 700 موظف تم تسريحهم من فنادق البترا نتيجة انخفاض أعداد الزوار، لافتًا إلى أن غالبية سكان المدينة يعتمدون على السياحة كمصدر دخل رئيسي. وأكد أن ضعف التمويل تسبب في توقف أغلب المشاريع الرأسمالية في منطقة البترا لموازنة العام الحالي. وأضاف أن الحرب على غزة أثّرت بشكل كبير على السياحة الوافدة، مشيرًا إلى أن 87% من زوار البترا في عام 2023 كانوا من الأجانب، لكنه نبّه إلى أن العمليات التسويقية في أوروبا ومناطق أخرى لن تجدي نفعًا في ظل التوتر الإقليمي. وحول الجنسيات الأكثر زيارة، أوضح أن الروس يحتلون المرتبة الثانية بعد الأميركيين لزيارة البترا العام الحالي، يليهم الفرنسيون، ثم الإيطاليون، والبريطانيون، والإسبان، مؤكدًا ضرورة تنويع الأسواق السياحية العالمية المستهدفة لتعويض التراجع الحالي. معدل إشغال الفنادق 5% فقط من جانبه، قال نائب رئيس جمعية الفنادق الأردنية، حسين هلالات، إن حديث وزارة السياحة عن نمو في القطاع "لم ينعكس إطلاقًا على أرض الواقع"، مؤكدًا أن مأدبا، البترا، ووادي رم هي أكثر المناطق تضررًا من انخفاض الحركة السياحية. وأشار إلى أن وزارة السياحة وعدت بعودة الطيران منخفض التكاليف في تشرين الأول المقبل، لكن انخفاض الحجوزات قد يمنع تحقيق ذلك. ولفت إلى وجود دول تعاني من تداعيات أقليمية بالمنطقة مثل مصر، لكنها ما زالت تستقبل سياحًا، ما يستدعي خطة بديلة لإنقاذ القطاع السياحي. وأكد أن أسعار الفنادق في البترا منخفضة جدًا، إلا أن الطلب شبه معدوم، مبينًا أن معدل إشغال الفنادق لا يتجاوز 5% في النصف الأول من العام الجاري، وهو رقم ينذر بالخطر على حد تعبيره. الوضع في البترا "سيء جدًا" بدوره، وصف رئيس جمعية فنادق البترا، عبد الله الحسنات، الوضع في البترا بأنه "سيء جدًا"، موضحًا أن التواصل مع وزارة السياحة وصل إلى "طريق مسدود"، رغم تفاقم الأزمة. وانتقد الحسنات برنامج "أردننا جنة"، معتبرًا أن تخصيص 20 ألف زائر للبترا خلال 5 أيام فقط، لا يُعد حلاً مستدامًا لتشغيل المنشآت الفندقية. وأوضح أن أكثر من 700 موظف تم تسريحهم في فنادق البترا مؤخرًا، مشيرًا إلى أن ظروف الفنادق "صعبة جدًا"، وأن 91 فندقًا في المدينة مملوكة بمعظمها لأبناء المنطقة، مما يزيد من حجم الضرر المحلي. السياحة ضحية التوترات الإقليمية رئيس لجنة الاقتصاد والاستثمار النيابية، خالد أبو حسان، أكد أن البترا هي العنوان السياحي الأول في الأردن، لكنها اليوم أكثر المناطق تضررًا من تداعيات الأوضاع الإقليمية. وأشار إلى أن وزارة السياحة تعترف بوجود "مشكلة حقيقية" في المدينة، مؤكدًا أن وقف الطيران منخفض التكاليف نتيجة التوتر الإقليمي لعب دورًا رئيسيًا في تراجع الحركة السياحية.. وبين أن الحرب الإسرائيلية الإيرانية التي تزامنت مع بداية الموسم السياحي، أثرت كثيرا على القطاع السياحي العام الحالي.

عمون
منذ 15 ساعات
- عمون
صفوة الإسلامي يطلق برنامج "Safwa Future Stars 2025" التدريبي لطلبة الجامعات
عمون - أطلق بنك صفوة الإسلامي وللعام السابع على التوالي، برنامجه التدريبي الصيفي "Safwa Future Stars"، الذي يهدف إلى تمكين طلبة الجامعات من مختلف أنحاء المملكة في المحافظات التي تغطيها شبكة فروع البنك، من اكتساب خبرات عملية في بيئة عمل مصرفية حقيقية، تعزيزاً لجاهزيتهم لسوق العمل بعد التخرج. ويمنح البرنامج المشاركين فرصة تدريب ميداني مكثف لمدة شهر كامل، يكتسبون خلاله مهارات عملية تُكمل معرفتهم الأكاديمية، من خلال الانخراط في بيئة مصرفية حقيقية، والتعرّف على آليات تقديم الخدمات المصرفية، خاصة الرقمية منها ويهدف البرنامج إلى تطوير كفاءاتهم الوظيفية وتعزيز جاهزيتهم لدخول سوق العمل بثقة وتميّز وكفاءة. ويأتي إطلاق النسخة السابعة من البرنامج ضمن جهود البنك لتجسيد مفاهيم الاستدامة بما يشمل مبادراته وبرامجه المنبثقة من استراتيجيته للمسؤولية المجتمعية، التي تركز في أهم محاورها على دعم الشباب وبناء جيل مصرفي مؤهل يمتلك المهارات والمعرفة لمواكبة احتياجات السوق المصرفية المعاصرة، إلى جانب تحفيز روح الابتكار والإبداع لديه بما ينعكس على تعزيز القطاع مستقبلاً ويسهم في تطويره. وفي تعليق له على هذا الشأن، صرح رئيس ادارة رأس المال البشري والخدمات الإدارية محمد الهواري: برنامج " Safwa Future Stars" هو أحد البرامج التي نعتز بها في بنك صفوة الاسلامي، ونسعى من خلاله لتجسير الفجوة بين الدراسة الأكاديمية وسوق العمل، بما يمكّن الشباب من دخول الحياة المهنية بثقة وكفاءة كما أننا نؤمن أن الاستثمار في الطاقات الشابة هو استثمار حقيقي في مستقبل الأردن خاصة وأننا نؤمن بأن الاستثمار في الشباب الذين يشكلون النسبة الأكبر من نسيج المجتمع هو استثمار في مستقبل الأردن. وقد استقطب البرنامج لهذا العام عدداً كبيراً من طلبات الانضمام إليه؛ وتم اختيار (57) طالباً ضمن الدفعة الجديدة، ليرتفع بذلك عدد متدربي البرنامج منذ انطلاقته إلى (300)، وسط تطلعات لتوظيف المزيد من خريجيه ضمن كوادر البنك، لينضموا إلى 25 خريجاً سابقاً يشغلون اليوم مواقع مختلفة ضمن كوادر البنك. ويُذكر أن البرنامج قد أصبح من أبرز المبادرات التدريبية المستدامة في القطاع المصرفي، نظراً لأثره في الاستثمار في طاقات الشباب الأردني، وصقل خبراتهم العملية تمهيداً لانطلاقهم المهني.

عمون
منذ 15 ساعات
- عمون
الخرابشة: مستعدون لاستقبال المبادرات الداعمة للثروة المعدنية
عمون - أكد وزير الطاقة والثروة المعدنية، الدكتور صالح الخرابشة، أن الوزارة مستعدة لاستقبال أي مقترحات أو مبادرات من شأنها دعم قطاع الثروة المعدنية وتطوير قواعد بياناته، بما يعزز الاقتصاد الوطني ويحقق أهداف رؤية التحديث الاقتصادي. جاء ذلك خلال رعايته ورشة نظمتها شعبة هندسة المناجم والتعدين والهندسة الجيولوجية والبترول في نقابة المهندسين، بالتعاون مع شعبة الهندسة الكيميائية، تحت عنوان: "الاستثمار في خامات النحاس والعناصر الأرضية النادرة في الأردن". وقال الخرابشة إن توقيت عقد الورشة يتزامن مع مراجعة الدولة الأردنية لما تحقق من رؤية التحديث الاقتصادي خلال الأعوام الثلاثة الماضية، في ضوء الورشات التي نظمها الديوان الملكي، بهدف ترسيخ الرؤية كوثيقة مرجعية وطنية شاملة، مبينا أن قطاع التعدين يمثل محركا رئيسيا للنمو الاقتصادي، ويستهدف ضمن الرؤية نموا بنسبة 10 بالمئة، وهي نسبة تفوق متوسط النمو الكلي البالغ 5.6 بالمئة. وشدد على أهمية الدراسات الحديثة التي تجريها الوزارة، والهادفة إلى مساعدة المستثمرين على التعرف على الفرص الاستثمارية الواعدة في قطاع التعدين، مشيرا إلى أن هذا القطاع يشكل أحد الحلول لمواجهة التحديات الاقتصادية التي يواجهها الأردن. من جانبه، دعا نقيب المهندسين، المهندس عبدالله غوشة، إلى إنشاء بنك معلومات وطني شامل ومحدث باستمرار حول الثروات المعدنية في الأردن، يشمل البيانات الجيولوجية والكميات التقديرية ونسب التمعدن والتراكيب الكيميائية وخيارات المعالجة، إضافة إلى الدراسات الاقتصادية والبيئية المرتبطة بها، مبينا أن وجود هذا البنك يشكل ركيزة أساسية في صنع السياسات، وتوجيه الاستثمارات، وربط البحث العلمي بالاحتياجات الفعلية للقطاع، وتعزيز الشفافية والثقة في هذا المجال الحيوي. وأكد استعداد النقابة لتقديم كل خبراتها وشعبها الهندسية للمساهمة في تطوير القطاع، من خلال دعم البحث العلمي، والتحليل الاقتصادي، وتطوير أنظمة الرقابة والتقييم. بدوره، قال عضو مجلس النقابة، رئيس شعبة هندسة المناجم والتعدين، المهندس صالح الغويري، إن الورشة تهدف إلى تسليط الضوء على الفرص الاستثمارية في قطاع التعدين، خاصة المتعلقة بالخامات ذات القيمة الاستراتيجية والاقتصادية، في ظل التحول العالمي نحو الاقتصاد الأخضر والاعتماد المتزايد على المعادن في التكنولوجيا الحديثة. وأشاد بجهود وزارة الطاقة في تحديث السياسات التعدينية، وتهيئة بيئة استثمارية جاذبة، بما يتماشى مع التوجيهات الملكية السامية، وبما يحقق قفزات في النمو ويوفر فرص عمل نوعية للأردنيين. من جهته، قال رئيس اللجنة التحضيرية للورشة، المهندس عمر الطاهات، إن الورشة تسعى إلى جمع أصحاب الخبرة والباحثين من مختلف الجهات، لدراسة الاستثمار في الخامات المكتشفة منذ خمسينيات القرن الماضي، مشيرا إلى وجود احتياطي مثبت من خامات النحاس يقدر بـ8 مليارات دينار، ما يستوجب استغلاله بأساليب مدروسة. وتضمنت الورشة جلسات ومحاضرات علمية تناولت مواضيع متنوعة، تتعلق باستكشاف ومعالجة معدن المونازايت من خامات دبيديب، وتحليل رواسب النحاس في فينان باستخدام تقنيات الصور الفضائية عالية الدقة، ودراسة تمعدن وتوزيع النحاس والعناصر الأرضية النادرة في وادي عربة وتأثيرها الاقتصادي، ومعالجة وتركيز خامات النحاس الأردني. وعلى هامش الورشة، أعلن عن تطبيق اخترعته المهندسة أديم عمر، يهدف إلى تخفيض النفقات في المناجم وضبطها.