logo
"الزرفة".. كوميديا سعودية تحطم الأرقام القياسية في شباك التذاكر

"الزرفة".. كوميديا سعودية تحطم الأرقام القياسية في شباك التذاكر

الجزيرةمنذ 4 أيام
يواصل الفيلم السعودي "الزرفة: الهروب من جحيم هنهوينا" تسجيل نجاحات لافتة في صالات العرض المحلية، بعدما تجاوزت إيراداته في الأيام الثلاثة الأولى من طرحه في يوليو/تموز الماضي 7.9 ملايين ريال سعودي.
وبحسب بيانات شباك التذاكر، فقد تمكن العمل مع نهاية أسبوعه السادس من تحقيق إنجاز غير مسبوق، إذ أصبح الفيلم الأعلى إيرادًا في تاريخ السينما السعودية، بعد أن تخطت مبيعات تذاكره حاجز 600 ألف تذكرة.
وتفوق "الزرفة" بذلك على فيلم "شباب البومب 2" الذي يُعد من أبرز الأعمال الجماهيرية في الخليج، إلى جانب عدد من الأفلام العالمية التي تُعرض حاليًا وتحظى بإقبال واسع.
هذا الإنجاز ارتبط بعدد من العناصر الفنية التي ساعدت في تعزيز حضور الفيلم وجذب شرائح مختلفة من الجمهور، ويمكن تلخيص أبرزها في ما يلي:
فريق تمثيلي واسع الانتشار
عمل منتجو الفيلم على استقطاب أسماء تحظى بمتابعة جماهيرية ملحوظة داخل السعودية والخليج، عبر التعاقد مع ممثلين معروفين مثل إبراهيم الخير الله، وأحمد الكعبي، ومحمد شايف، وخالد عبد العزيز، إلى جانب مجموعة من الوجوه الشابة من بينها أضواء بدر، وزياد العمري، وحامد الشراري.
كما شهد العمل مشاركة البطل الرياضي عبد الله الربيعة في أول تجربة له أمام الكاميرا، إضافة إلى أسماء أخرى سبق لها الظهور في أعمال كوميدية ناجحة أو عبر محتوى قصير على منصات التواصل الاجتماعي.
والمفاجأة الكبرى كانت حضور الممثل الأميركي روبرت نبر كضيف شرف، في أول مشاركة له ضمن عمل سينمائي عربي، وهو ما لفت الانتباه منذ طرح الإعلان الترويجي الرسمي.
وقد حضر نبر العرض الخاص الأول للفيلم في الرياض مرتديا الزي الخليجي، ما أضفى بعدا تسويقيا إضافيا وأسهم في جذب الاهتمام الإعلامي. ويُعرف نبر لدى الجمهور العربي بدوره في السلسلة التلفزيونية العالمية "الهروب من السجن" (Prison Break).
كوميديا من واقع المجتمع
تتناول أحداث الفيلم قصة 3 شبان يتعرفون إلى بعضهم عبر إحدى الألعاب الإلكترونية، قبل أن يجمعهم العمل في مطعم تابع لمجموعة شركات يمتلكها رجل أعمال بارز.
وتتطور الأحداث عندما يُطلب منهم سرقة قطعة فنية نادرة من متحف يملكه نفس الرجل، لتتصاعد المواقف وصولا إلى اعتقالهم وزجهم في سجن الجفرة، حيث يشرعون في وضع خطة للهروب ضمن إطار كوميدي يتخلله قدر من التشويق والمواقف الطريفة.
ورغم بساطة الحبكة مقارنة بأعمال كوميدية مشابهة، فإن القصة، التي كتبها إبراهيم الخير الله ومحمد القرعاوي، تحمل بعدا واقعيا يعكس جوانب من التحديات التي يواجهها الشباب العربي، ما أضفى على العمل طابعا قريبا من الجمهور.
يعالج الفيلم بشكل غير مباشر ظاهرة الهروب من الواقع التي باتت منتشرة لدى شريحة واسعة من الشباب، من خلال الإفراط في قضاء الوقت داخل الألعاب الإلكترونية.
كما يتطرق إلى الضغوط المجتمعية التي يواجهها الشباب سواء من الأسرة أو بيئة العمل، في إطار السعي لفرض صورة مثالية تتماشى مع التوقعات، وهو ما قد يقود بعضهم إلى الانفصال الوجداني عن محيطهم. وكذلك يتناول العمل نقدا للبيروقراطية والتعقيدات الإدارية عند التعامل مع المؤسسات الرسمية.
ويُسجَّل للمؤلفين اعتماد لغة شبابية معاصرة في الحوارات، ما ساعد في تقريب الفيلم من جمهوره المستهدف، حتى أن بعض الجمل الواردة في الأحداث تحولت إلى عبارات دارجة على منصات التواصل الاجتماعي وتداولها المستخدمون على شكل نكات وتعليقات.
إخراج وتجربة أولى لافتة
قدّم المخرج عبد الله ماجد في أولى تجاربه مع الأفلام الطويلة رؤية إخراجية متماسكة، اتسمت بالواقعية في رسم الشخصيات، واستخدام لقطات تحمل دلالات غير مباشرة أضافت بعدا فكريا للأحداث، إلى جانب إيقاع سريع حافظ على اهتمام المشاهد وتجنب الإطالة غير المبررة، ما أسهم في تقريب الجمهور من العمل، ومنحهم شعورًا بالمشاركة في المواقف الكوميدية والتشويقية.
تم إنجاز تصوير الفيلم خلال 32 يومًا فقط، موزعة على 10 مواقع مختلفة في مدينة الرياض، مع إبراز خاص للمناطق الترفيهية، في خطوة تنسجم مع جهود دعم السياحة الداخلية في المملكة. ويأتي هذا التوجه ضمن أهداف صندوق "بيغ تيم" الذي يعد من أبرز الجهات الممولة لإنتاج العمل.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بعدسة نسائية.. كيف وثّقت المرأة القضية الفلسطينية؟
بعدسة نسائية.. كيف وثّقت المرأة القضية الفلسطينية؟

الجزيرة

timeمنذ يوم واحد

  • الجزيرة

بعدسة نسائية.. كيف وثّقت المرأة القضية الفلسطينية؟

تتعدد الأفلام التي تناولت القضية الفلسطينية من زوايا مختلفة، لكنها تلتقي عند جوهر واحد هو الصراع مع الاحتلال والبحث عن الهوية والذاكرة. فمن خلال تجارب شخصية وطرائق فنية متباينة، تعكس هذه الأعمال حجم الألم الإنساني وتكشف كيف تتحول السينما إلى وسيلة مقاومة ورواية بديلة للتاريخ الرسمي. يذكر أن السينما الفلسطينية ليست مجرد مرآة للصراع مع الاحتلال، بل فضاء تتجلى فيه المرأة كصوت مقاوم وذاكرة حية. ففي قلب المأساة، تتعدد صورها بين أم تزرع الأمل في جيل جديد، وشابة تواجه القيود المجتمعية والسياسية، وأسيرة أو لاجئة تقبض على خيوط الحكاية كي لا تضيع في زحمة النسيان. ما يجمع هذه التجارب البصرية أن الكاميرا لم تكتف برصد الحرب والتهجير، بل التقطت نبض النساء تحت خط النار، واعتبرت الأمومة فعلا ثقافيا يتجاوز حدود البيولوجيا ليغدو شكلا من أشكال المقاومة. ملح هذا البحر وأزمة الهوية المزدوجة ثريا شابة فلسطينية ولدت في أميركا، تقرر العودة إلى الوطن من أجل البحث عن إرث عائلتها وحقها في الأرض، مما يقودها إلى رحلة لم تكن بالحسبان تلتقي خلالها بشاب محلي، في وقت تكشف فيه الوجه القبيح للاحتلال والتهجير وما يتعرض له الفلسطينيون من ضغوط وقيود سواء على مستوى الحياة والمعيشة اليومية أو العمل. هذا ما يدور حوله فيلم "ملح هذا البحر" (Salt of This Sea) لمخرجته ومؤلفته آن ماري جاسر، التي قدمت معالجة شاعرية للحكاية مزجت بين البعد السياسي والرومانسية، في ظل تداخل المناظر الطبيعية بفنية مع الواقع القاسي للشخصيات. ومع أن الحوار الذي كتب بعناية يعكس الهوية المزدوجة للبطلة، إلا أن الموسيقى التصويرية نجحت في خلق حالة من الإحساس بالانتماء المفقود. "ملح هذا البحر" فيلم عن امرأة تواجه سلطة الاحتلال وقيود المجتمع الذكوري على حد سواء، وفي الوقت نفسه تمثل جيلا من الفلسطينيات اللاتي تمزق وجدانهن بين الجذور والمنفى. البرج وحلم العودة الأزلي فيلم "البرج" هو إنتاج مشترك بين النرويج والسويد وفرنسا، أخرجه المخرج النرويجي ماتس غرورد بعد أن قضى عامًا كاملا داخل المخيم، ساعيًا إلى معايشة اللاجئين عن قرب والتشبع بحكاياتهم وتجاربهم اليومية. اعتمد الفيلم على تقنية إيقاف الحركة (Stop Motion)، وشارك في عدد من المهرجانات البارزة، من بينها مهرجان آنسي الدولي لأفلام التحريك في فرنسا، ومهرجان لندن لأفلام فلسطين، ومهرجان مراكش السينمائي، إضافة إلى مهرجان القاهرة السينمائي. تدور أحداث العمل حول وردة، طفلة تقيم في مخيم برج البراجنة بلبنان، تنطلق في رحلة للبحث عن مفتاح منزل عائلتها المفقود منذ النكبة، لتلتقي خلالها بأفراد من أسرتها يروون لها حكايات أربعة أجيال من اللاجئين الفلسطينيين، في سردية تمزج بين الذاكرة والواقع. ومع أن وردة تمثل جيلا جديدا من الفتيات اللاتي لم يتخلين عن الأمل رغم العثرات وأشباح الماضي، فإن الفيلم يؤكد دور الأمهات والجدات في توريث الذاكرة وحلم العودة عبر الأجيال غير مكتفيات بالإنجاب وطرق التربية المعتادة. "البرج" فيلم صدر عام 2018، ورغم أنه رسوم متحركة، فإنه نجح في مخاطبة الكبار من حيث المضمون، في حين سمح للأطفال بالتماهي مع بطلته كونها طفلة من أعمارهم، وقد تميز العمل بالحرية البصرية والموسيقى المؤثرة، مما عزز تأثيره العاطفي. ناجيات من الرماد الفيلم الأخير في هذه القائمة هو الوثائقي القصير "ناجيات من الرماد" للمخرجة ناهد أبو طعيمة، وقد أُنجز بدعم من مؤسسة "سي آي إس إس" (CISS) الإيطالية وإنتاج الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية. استغرق تصويره نحو ستة أشهر لتوثيق 200 يوم من الحرب من خلال شهادات مباشرة وإحصاءات صادمة تكشف حجم المأساة. يركّز العمل على معاناة نساء قطاع غزة خلال الحرب، بين من فقدن أحبتهن، ومن يعانين نقص الغذاء وفقر المأوى في خيام مؤقتة تفيض بالحزن والألم، وأخريات يواجهن تجربة النزوح أو العيش تحت وطأة القصف المستمر. كما يوثّق الفيلم الواقع الصحي المتردي والنقص الحاد في الدواء بما ينذر بكارثة إنسانية تهدد حياة الفلسطينيين، إلى جانب فضح أشكال العنف الجسدي والجنسي الذي تتعرض له النساء المعتقلات. ما يميز الفيلم هو إسناد البطولة للمرأة الفلسطينية في مختلف تجاربها، إذ اختارت المخرجة أن تجعلها محور السرد. هذا المزج بين الوقائع والإحصاءات منح العمل طابعًا أقرب إلى شهادة نسوية مركبة على الحرب، وفي الوقت نفسه حمل بعدًا عاطفيا وإنسانيا يجعل منه وثيقة تختزل جانبًا من مأساة المرأة الغزية في زمن الحرب، لكنها أيضًا شهادة على صمودها وتحديها كأنها صرخة مقاومة وجودية في وجه المحو. في المحصلة، تظهر هذه الأفلام كيف تتحول السينما الفلسطينية إلى مساحة مقاومة بديلة، حيث تصبح المرأة مركز السرد لا بوصفها ضحية فقط، بل باعتبارها حاملة للذاكرة وفاعلة في صياغة الحكاية، في وقت تتجسد فيه صورة نساء فلسطين وهن يكتبن تاريخهن بأصواتهن، في مواجهة محاولات الطمس والإقصاء. وهكذا، فإن هذه الأعمال لا تعكس المأساة الفلسطينية فحسب، بل تسلط الضوء على قوة المرأة في تحويل الألم إلى فعل مقاومة ومعنى إنساني خالد.

أطفال الأوسكار.. نجاحات مضيئة وانكسارات حياتية صامتة
أطفال الأوسكار.. نجاحات مضيئة وانكسارات حياتية صامتة

الجزيرة

timeمنذ 3 أيام

  • الجزيرة

أطفال الأوسكار.. نجاحات مضيئة وانكسارات حياتية صامتة

كانوا صغارا لكنهم حملوا على أكتافهم وهج الأضواء وثقل الحلم؛ أطفال الأوسكار الذين دخلوا شاشة السينما كما يدخل العطر نسيم الصباح، مبهورين بالتصفيق ومدهوشين بالسحر. مضت السنوات، وتشعبت الحكايات، منهم من ظل يركض في دروب المجد، يلمع اسمه كنجمة لا تنطفئ، ومنهم من تعثّر تحت ثقل التجربة أو انحنى أمام رياح الحياة، فتراجع خطوة أو ابتعد عن الخشبة. وهناك من واصل السير، لكن من دون أن يبلغ القمم التي عرفها في البدايات. نفتح هنا دفاترهم، لنقرأ فصول التحول والدهشة والانكسار، ونصغي إلى الإيقاع الإنساني الذي شكّل ملامح مسيرتهم. لعل تجربة الطفل الأشهر ماكولي كلكين تعد مثالا حيا على تلك التحولات الدرامية في حياة أطفال النجومية، رغم عدم فوزه بالأوسكار. فبعد أن أسعد الملايين بدوره في فيلم "وحدي في المنزل" Home Alone) 1990)، واجه تدهورا نفسيا واجتماعيا نتيجة الشهرة المفاجئة والضغط النفسي، مما أدى إلى توقفه عن التمثيل فترات طويلة وابتعاده عن الأضواء، قبل أن يحاول العودة مرة أخرى في مسار فني مختلف. وفي المقابل، فإن نموذجا مثل جودي فوستر التي لمعت في التاسعة من عمرها ورشحت للأوسكار، استطاعت أن تستمر في طريق الأضواء، في حين تعثر بعض هؤلاء وبهتت موهبتهم، كأنها ارتبطت فقط ببراءة الطفولة. أوسكار في العاشرة تعد تاتوم أونيل ممثلة ومؤلفة أميركية من أصغر الفائزين بجائزة أوسكار، فقد نالت جائزة أوسكار أفضل ممثلة مساعدة في سن العاشرة عن دور آدي لوغينز في فيلم "قمر ورقي" (Paper Moon) عام 1973. الفيلم، الذي شارك في بطولته والدها رايان أونيل، أطلقها نحو النجومية فورا، وجعلها من أبرز ممثلات الأطفال في عصرها. بعد نجاحها المبكر، واصلت أونيل التمثيل في أفلام مثل "دببة الأخبار السيئة" 1976(Bad News Bears) و"المخمل الدولي"1978 (International Velvet)، إلا أن حياتها المهنية والشخصية غالبا ما طغت عليها طفولة مضطربة، وحياة عائلية اتسمت بالشهرة، ومعاناتها مع الإدمان، وسلطت وسائل الإعلام الضوء على علاقاتها بوالدها وزوجها السابق نجم التنس جون ماكنرو. في العقد الأول من القرن 21، بدأت أونيل الكتابة بصراحة عن حياتها. فمذكراتها "حياة من ورق" (A Life of Paper)، المنشورة عام 2004، تناولت بالتفصيل طفولتها وعلاقتها المتوترة مع والدها، وأثارت جدلا واسعا. ومنذ ذلك الحين، ظهرت في أدوار تلفزيونية متنوعة، وكانت مدافعة عن التعافي من الإدمان، وشاركت رحلتها مع الجمهور. ولا يزال إرثها قصة معقدة لنجمة طفلة حققت نجاحا باهرا في بداياتها، لكنها واجهت تحديات شخصية عميقة في نظر الجمهور. واشتهرت آنا باكين، الممثلة النيوزيلندية من أصل كندي، عالميا في 11 من عمرها فقط، إذ فازت بجائزة الأوسكار لأفضل ممثلة مساعدة عن أدائها المؤثر لشخصية فلورا ماكغراث في فيلم "البيانو" (The Piano) عام 1993. مما جعلها هذا الفوز ثاني أصغر فائزة بجائزة الأوسكار في التاريخ، لتنطلق في مسيرة فنية امتدت عقودا في السينما والتلفزيون والمسرح. قدمت باكين مجموعة متنوعة من الأدوار الناجحة في أفلام مثل "الطيران بعيدا عن المنزل" 1996 (Fly Away Home) و"مشهورة تقريبا" 2000 (Almost Famous)، حيث أظهرت براعة ميزتها عن أقرانها من نجوم الأطفال. ولعل الأشهر لدى الجمهور المعاصر دورها الرئيسي في دور النادلة سوكي ستاكهاوس في مسلسل "دماء حقيقية" (True Blood)، ونالت عنه جائزة غولدن غلوب لأفضل ممثلة في مسلسل درامي عام 2009، ولا تزال آنا باكين تجمع بين التمثيل والإنتاج حتى الآن. كانت أبريل كينيدي زميلة آنا باكين في مسلسل "الدم الحقيقي" هي أيضا ممثلة، لكن مسارها المهني كان مختلفا تماما. وتشتهر كينيدي في المقام الأول بأعمالها على المسرح وفي الأفلام المستقلة، مع تركيز خاص على أدوار الشخصيات التي تتعمق في حالات نفسية معقدة. واكتسبت شهرة واسعة لأدائها في مسرحية "الغرفة الهادئة" (The Quiet Room)، فقد نالت إشادة النقاد لتجسيدها المكثف والدقيق لامرأة تعاني من فقدان الذاكرة. ورغم أنها لا تحظى بشهرة عالمية واسعة كنظيرتها في "الدم الحقيقي"، فإن كينيدي بنت سمعة طيبة كممثلة تحظى باحترام كبير في المشهد المسرحي في نيويورك. غالبا ما تستكشف أعمالها السينمائية مواضيع الهوية والذاكرة، وهي معروفة بروحها التعاونية، حيث تعمل باستمرار مع مخرجين وكتاب ناشئين. شيرلي تيمبل.. اكتشاف متأخر اكتشفت الممثلة والمغنية والراقصة الأميركية شيرلي تيمبل شغفها بعد نجاحها في عالم مختلف عنه تماما. كانت قد أصبحت أشهر نجمة طفلة في تاريخ السينما. وبرزت خلال فترة الكساد الكبير، وكانت ابتسامتها ذات الغمازات، وشعرها المجعد، وتفاؤلها المعدي مصدر أمل وتسلية للملايين. ولعبت دور البطولة في أكثر من 40 فيلما بين عامي 1934 و1940، منها أفلام شهيرة مثل "عيون مشرقة" و"العقيد الصغير" و"القمة المجعدة". ولا تزال أغنيتها المميزة "على متن السفينة الصالحة" جزءا لا يتجزأ من ثقافة البوب. وبعد أن حصلت على جائزة الأوسكار الخاصة بالأطفال عام 1935 لإسهامها المتميز كممثلة شابة تراجعت. اعتزلت شيرلي تيمبل التمثيل السينمائي في سن 22. وفي فصل ثان مميز، انطلقت في مسيرة مهنية في الخدمة العامة والدبلوماسية. وتحت اسم شيرلي تمبل بلاك أصبحت شخصية سياسية جمهورية بارزة، وشغلت منصب سفيرة الولايات المتحدة لدى غانا وتشيكوسلوفاكيا، ورئيسة المراسم في الولايات المتحدة. قصة حياتها قصة فريدة لطفلة نابغة نجحت في تحويل شهرتها إلى إرث من العمل السياسي والإنساني. بدأت تاتيانا ماسلاني التمثيل في المسرح المحلي والإنتاج التلفزيوني خلال طفولتها، وقد وفّر لها عملها المبكر في المسلسلات التلفزيونية والأفلام الكندية تجربة أساسية، ودفعتها مسيرتها التمثيلية بعد الطفولة إلى دائرة الضوء العالمية. وجاءت انطلاقة ماسلاني مع مسلسل الخيال العلمي "أورفان بلاك" 2013-2017 (Orphan Black) الذي نال استحسان النقاد. وفي عرض رائع لتنوعها جسّدت شخصيات متعددة ومتميزة، لكل منها سلوك ولهجات فريدة ومشاهد عاطفية مميزة. بهذا الأداء المتميز نالت جائزة إيمي برايم تايم لأفضل ممثلة رئيسية في مسلسل درامي عام 2016، معززا سمعتها كواحدة من أكثر الممثلات موهبة في جيلها. وانضمت ماسلاني لاحقا إلى عالم مارفل السينمائي بدور البطولة في فيلم "شي-هالك: حامية" (She-Hulk: Attorney). مواجهة الوحوش رشحت جودي فوستر لجائزة الأوسكار في سن 14 عن دورها في "سائق التاكسي" (Taxi Driver)، لكنها لم تفز بجائزة الأوسكار، واستمرت في مسيرتها ممثلة ومخرجة، وحققت نجاحا كبيرا. أما هايدي جيه غولدفينغ فقد رشحت لجائزة الأوسكار لأفضل ممثلة مساعدة عن دورها في فيلم "الشجاعة الحقيقية" 2010 (True Grit) في عمر 13 سنة، ولم تفز بالجائزة لكنها استمرت في مسيرة فنية متكاملة تجمع بين التمثيل والغناء. وتركت الممثلة الأميركية كوفينزاني واليس بصمة لا تُمحى في تاريخ السينما بأدائها المذهل في أول ظهور لها. ففي السادسة من عمرها فقط اختيرت لدور البطولة في فيلم "وحوش البرية الجنوبية" (Beasts of the Southern Wild) عام 2012، وهو لفتاة صغيرة تخوض غمار عالم خيالي زاخر بالتحديات، لما اتسمت به من مشاعر عفوية ونضج عميق. أدى هذا الأداء المتميز إلى إنجاز تاريخي، حيث أصبحت واليس في التاسعة من عمرها أصغر ممثلة تُرشح لجائزة الأوسكار لأفضل ممثلة على الإطلاق، ورسّخت هذه اللحظة الرائدة مكانتها كموهبة فنية بارزة، وواحدة من أشهر الممثلات الشابات في جيلها. واصلت واليس مسيرتها الفنية في فيلم "آني" المقتبس عن المسرحية الموسيقية الكلاسيكية عام 2014، حيث أظهرت مهاراتها في الغناء والرقص في الدور الرئيسي. واصلت منذ ذلك الحين مسيرتها المهنية في السينما والتلفزيون، بما في ذلك أداء الأصوات والظهور في أعمال مثل المسلسل الدرامي "سكر" (Sugar). وإلى جانب التمثيل، أصبحت أيضا مؤلفة لكتب الأطفال، وتشهد مسيرتها المهنية على موهبتها الفذة التي أسرت قلوب الجماهير والنقاد منذ ظهورها الأول على الشاشة.

غزة كما لم تُروَ من قبل.. وثائقيات تكشف الحصار والتجويع والمجازر
غزة كما لم تُروَ من قبل.. وثائقيات تكشف الحصار والتجويع والمجازر

الجزيرة

timeمنذ 3 أيام

  • الجزيرة

غزة كما لم تُروَ من قبل.. وثائقيات تكشف الحصار والتجويع والمجازر

صُنعت وعرضت العديد من الأفلام عن غزة، بعضها يروي قصصا حقيقية، وأخرى تتناول أحداثا خيالية. أفلام تُظهر الاعتداءات الإسرائيلية، وأخرى تحكي عن الفلسطينيين الذين يحاولون العيش ومواجهة الحياة مثل أي أناس من جنسية أخرى. أغلب هذه الأفلام أخرجها وصنعها مخرجون عرب تشكلت هوياتهم بالقضية الفلسطينية، غير أن هذه القضية عامة وغزة خاصة أثّرتا أيضا على صناع أفلام أجانب واستمالت قدراتهم الفنية، فأصبحوا أصواتا عالية تنقل أوجاع الفلسطينيين للعالم. نستعرض هنا مجموعة من الأفلام الوثائقية العالمية التي وثّقت المجازر وأشكال العنف التي عانى منها سكان غزة على مر السنوات، لتشكّل أرشيفا حقيقيا لما يجري هناك مهما حاول العالم غضّ الطرف عنه. عام من الحرب في غزة "عام من الحرب في غزة" (One Year of War in Gaza) فيلم وثائقي من إنتاج "بي بي سي" (BBC) متاح على منصتها الخاصة وعلى يوتيوب بشكل مجاني، يوثق الحرب الجارية على قطاع غزة بعد عام من اندلاعها، وقد بدأ عرضه في أكتوبر/تشرين الأول 2024. "عام من الحرب في غزة" فيلم صنعه أربعة فلسطينيين يعيشون زمنا استثنائيا، فمنذ الأيام الأولى للحرب، بدأ كل من خالد وآية وآدم وأسيل -وهم مواطنون عاديون من غزة- في تصوير حكاياتهم بأنفسهم، موثّقين ما يمرون به من غارات وقصف، وعمليات نزوح متكررة، وافتراق العائلات ولقائها من جديد، وفقدان أحبة، وحتى استقبال مولود جديد وسط الفوضى، وقد أنجبت أسيل طفلتها حياة خلال نزوحها. يوثق الفيلم شهادات مؤلمة لمن يعيشون الحرب حتى اليوم ويواجهون الهجمات المستمرة والقصف الذي لا يتوقف، واضعا أمام المتفرج الصورة الكاملة لتأثير الصراع المباشر على حياتهم عبر قصص عن الموت واليأس والصدمات التي ما زالت تلاحقهم. يرصد الفيلم أيضا مشاهد النزوح المستمر، والبحث الدائم عن الطعام درءا لشبح الجوع، وخطر الموت في كل لحظة، وغياب مظاهر الحياة الحديثة، حتى إن سكان غزة -على حد قولهم- عادوا إلى مرحلة أشبه ببدايات التاريخ البشري. غزة يحمل فيلم "غزة" (Gaza) توقيع المخرجين الأيرلنديين غاري كين وأندرو ماكونيل، وقد شهد أول عرض له على منصة مهرجان صندانس السينمائي، حيث لفت الأنظار برؤيته الإنسانية للمدينة المحاصرة. يرسم العمل صورة إنسانية لحياة سكان غزة اليومية بعيدا عن ضجيج السياسة وأصوات الحرب. رشّح الفيلم ليمثل أيرلندا في المنافسة على جائزة أفضل فيلم دولي في الدورة الـ92 للأوسكار، لكنه لم يتمكن من بلوغ القائمة النهائية. يكشف الفيلم الجوانب المتعددة للحياة داخل غزة قبل طوفان الأقصى وبين عامي 2014 و2023، فعلى الرغم من الحصار والقيود التي تخنق تفاصيل حياة الفلسطينيين اليومية، فإنهم يبحثون في كل لحظة عن الهدوء والاطمئنان مثل غيرهم من البشر، يستمتعون بصحبة عائلاتهم الممتدة، ويجدون في البحر منفذهم الوحيد الذي يحتضن أحلامهم ومخاوفهم. يعكس الفيلم مشهدا يوازي ما يحدث الآن من دمار في غزة، حيث تحولت حتى الحدود الدنيا من مقومات الحياة، التي كانت ترضي سكان القطاع سابقا، إلى مجرد أحلام في ظل صراعهم اليومي مع الموت، سواء بسبب القصف أو الجوع. احتلال العقل الأميركي أُنجز فيلم "احتلال العقل الأميركي" (The Occupation of the American Mind) عام 2016 في الولايات المتحدة، وأخرجه كل من لوريتا ألبير وجيريمي إيرب، في حين أضفى الفنان البريطاني روجر ووترز صوته على السرد. يسعى العمل إلى كشف الكيفية التي يوظف بها الاحتلال الإسرائيلي وجماعات الضغط المؤيدة له نفوذهم في الإعلام الأميركي لتشكيل الرأي العام تجاه سيطرته على الضفة الغربية وقطاع غزة، وتبرير جرائم الحرب التي يرتكبها ضد الفلسطينيين. يفتتح الفيلم بسرد وقائع حرب غزة عام 2014، حيث يذكر أن إسرائيل أمطرت القطاع بآلاف الأطنان من المتفجرات على مدى 51 يومًا، في حصيلة مأساوية أودت بحياة ما يزيد على ألفي فلسطيني وأصابت عشرات الآلاف، معظمهم من المدنيين. يمضي الفيلم في خطين متوازيين: الأول عرض الحقائق الميدانية لما يحدث في الضفة وغزة، والثاني تحليل ردود الفعل الأميركية التي يصوغها اللوبي الصهيوني بكلمات مدروسة لتضليل الرأي العام العالمي وإظهار الفلسطينيين في موقع المعتدي. واجه الفيلم عراقيل في مشواره نحو الجمهور، إذ تسببت احتجاجات جماعات مؤيدة للصهيونية في تقليص زمن عرضه بأحد العروض إلى 49 دقيقة فقط، مما دفع منتجيه لاحقًا لطرحه عبر يوتيوب بنسختيه الكاملة والمختصرة. ولدت في غزة يحمل فيلم "ولدت في غزة" (Born in Gaza) توقيع المخرج الإيطالي الأرجنتيني هيرنان زين، وقد صُوِّر بعد فترة وجيزة من حرب 2014 ليغوص في آثار العنف على طفولة الفلسطينيين عبر شهادات عشرة أطفال يستعيدون تفاصيل أيامهم تحت وطأة القصف. نال الفيلم مكانًا في القائمة القصيرة لجوائز الأوسكار، مما ضمن له انتشارًا واسعا، خاصة مع توفره على منصتي "نتفليكس" (خارج الشرق الأوسط) و"آبل تي في بلس"، لكن حضوره العالمي لم يحل دون تكرار المأساة نفسها التي شهدتها غزة عام 2014 بحق الأطفال وسط صمت دولي. وبالرغم شهرته، لم يغير الفيلم من الواقع شيئا، ولم يذكّر العالم بما حدث في 2014 من عنف ضد الأطفال وتجويع ممنهج يتكرر الآن بلا رادع. إعلان تظهر الكاميرا وجوه الأطفال لتكشف بوضوح آثار الصدمات النفسية قبل الجسدية، وجروحا خارجية وداخلية، وبراءة سُرقت منهم حين شاهدوا بأعينهم أحباءهم يتمزقون تحت القصف.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store