
إنفاق أسر أردنية على الهاتف الذكي يتجاوز تكاليف حاجات أساسية
الغد-عبد الرحمن الخوالدة
رغم أنه يعتمد على هاتفه الذكي لإنجاز كثير من مهام العمل وشؤون حياته اليومية، فأن الموظف الحكومي عمران خليل يشتكي من ارتفاع كلفة إنفاقه الشهري على الهاتف النقال التي تتزايد شهرا بعد شهر.
وفي وقت باتت فيه كلفة استخدام الهاتف النقال تتقدم على الحاجات الأساسية الأخرى في بعض الأحيان، لم يعد الهاتف الذكي في زمننا مجرد وسيلة ترفيه أو تواصل، بل تحول إلى جزء لا يتجزأ من نسيج الحياة اليومية وهو يفرض حضوره كـ"ضرورة حياتية" لا غنى عنها في كل بيت.
ومع تصاعد كلف المعيشة وتآكل أجور كثير من الأسر، يثير متوسط ما تنفقه الأسر الأردنية شهريا على الهواتف الذكية تساؤلات حول شكل أولويات الإنفاق، وما إذا كان هذا الإنفاق يعكس ضرورات حقيقية أم تحولا ثقافيا استهلاكيا.
أحدث المعطيات الإحصائية الرسمية الصادرة عن دائرة الإحصاءات العامة تشير إلى أن متوسط إنفاق الأسر الأردنية على الهواتف الذكية بلغ 23.3 دينار شهريا في عام 2023 وذلك يشمل استخدام الإنترنت وصيانة الجهاز وكذلك كلف استبداله.
فيما أظهرت البيانات أن 91.2 % من الأسر أصبح لديها خدمة الإنترنت في المنزل، ما يعكس تحولا في أنماط الحياة نحو الاعتماد الكامل على الإنترنت.
الأربيعينة مريم سالم، التي تقدر إنفاقها الشهري على خدمات الهاتف بنحو 35 دينارا، ترى أن الهاتف الذكي لم يعد خيارا بل ضرورة، وتقول: " المعاملات الحكومية كافة باتت إلكترونية، لذا يجب أن يكون لديك اشتراكات" إنترنت" و"خدمات رقمية"، وهذا يتطلب جزءا ليس بالقليل من الدخل الذي أصبح مخصصا لتلك الاشتراكات، عدا عن اشتراكات الاتصالات".
الخمسيني أبو عمر، الذي كان يستخدم الهاتف الأرضي قبل 20 عاما ولم يعد يتذكر قيمة تكلفته آنذاك يقول: " في زمن الهواتف الأرضية كان الدفع لمرة واحدة ، لكن مع الهواتف الذكية حاليا الدفع متكرر ومكلف".
ويضيف، " أدفع شهريا نحو 70 دينارا لخدمات الإنترنت واشتراكات الهواتف الشهرية لي ولزوجتي وأبنائي الاثنين في الجامعة" معتبرا هذا الأمر من الأعباء الاقتصادية التي يواجهها حاليا.
الطالب الجامعي محمد عبد الحليم لا يرى الهاتف الذكي مجرد وسيلة للتواصل، بل يؤكد أنه يعد من الأدوات الدراسية والتعلمية التي يستخدمها باستمرار، ويقول: "منذ دخولي للسنة الدراسية الثانية بدأت العمل بشكل جزئي والدافع من ذلك رغبتي في تقليص بعض الأعباء التي تتكبدها أسرتي من بينها الإنفاق على الإنترنت والهواتف الذكية، فلدي ثلاث شقيقات يدرسن في الجامعة ما يعني حاجة الأسرة شهريا إلى مبلغ وقدره للإيفاء بفواتير اشتراكات الهواتف والإنترنت".
المبالغة في الإنفاق على الاتصالات والإنترنت
من جانبه، قال الخبير في الاقتصاد الاجتماعي حسام عايش "استخدام الهواتف الذكية والإنترنت حاجة ضرورية، إذ إن الإنترنت وهذه الأجهزة جزء من إنجاز الأعمال المهنية والإجتماعية والعلاقات البينية في المجتمع عدا عن الخدمات الحكومية".
وأضاف، في ذات الوقت "هناك نوع من المبالغة في الإنفاق على الاتصالات والإنترنت من قبل بعض الأسر من خلال اللجوء إلى أكثر من اشتراك إنترنت وحمل أكثر من جهاز ذكي" داعيا إلى ضرورة التعقل في الإنفاق على الأجهزة الذكية ومستلزماتها.
وشدد عايش على أنه في ظل التطور الهائل للتكنولوجيا والاعتماد المتزايد عليها فإن من الضروري أن تعمل الحكومة وشركات القطاع الخاص على تطوير تقنيات جديدة للإنترنت عند استخدامه للغايات الخدمات الحكومية، حيث يكون أقل كلفة.
الهواتف الذكية لم تعد ترفا بل ضرورة معيشية وتعليمية ومهنية
بدوره، يرى ممثل قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في غرفة تجارة الأردن م.هيثم الرواجبة أن أسعار الإنترنت وتكاليف الاتصالات في الأردن " تعد في متناول اليد مقارنة بكلفتها في العديد من دول المنطقة".
واعتبر الرواجبة أن التكلفة الحالية للإنترنت والاتصالات في الأردن منطقية ومبررة، نظير جودة الخدمة من ناحية سرعة الإنترنت ونوعية الاتصال محليا والتي تعد متقدمة نسبيا. وقال الرواجبة "الإنفاق على الهواتف الذكية وخدمات الإنترنت لم يعد إنفاقا ترفيهيا، بل أصبح ضرورة يومية لا غنى عنها" مشيرا إلى أن متوسط إنفاق الأسر الأردنية على الهاتف الذكي والإنترنت يعكس هذا التحول.
وأضاف، "عندما تنفق الأسرة في المتوسط 23.3 دينار شهريا على الهاتف الذكي، فهذا ليس رقما متواضعا إذا ما قورن بمتوسط الدخل، لكنه منطقي بالنظر إلى الاعتماد الكبير على هذه الأجهزة في مجالات متعددة".
وأوضح الرواجبة أن النسبة المرتفعة لاستخدام الأسر الأردنية للإنترنت والتي تصل إلى نحو 91 % تعكس تحول الإنترنت إلى حاجة أساسية تشبه الكهرباء والماء، خاصة مع الاستخدام المتزايد في التعليم والعمل والخدمات الحكومية والمالية والصحية.
ولفت الرواجبة إلى أن امتلاك معظم الأردنيين للهواتف الذكية يشير إلى اندماج هذه الوسائل الرقمية بالكامل في أنماط الحياة اليومية، إذ لم يعد الإنترنت والهواتف جزءا من الكماليات، بل من ضرورات البقاء والمشاركة في المجتمع المعاصر.
معطيات إحصائية
نتائج مسح تكنولوجيا المعلومات في المنازل في عام 2023 الذي أصدرته الاحصاءت العامة مؤخرا، يؤكد أن 91.2 % من الأسر يتوفر لديها خدمة الإنترنت في المنزل، وأن 3.8 % من الأسر تستخدم محطات المعرفة وعند البحث عن أسباب استخدام الأسر لتلك المحطات ظهر أن 69.2 % كان السبب لاستخدام الإنترنت
و35.2 % للتدريب و11.8 % تقديم طلبات مثل، طلبات جامعة أو معونة وطنية و13.2 % للتعليم عن بعد، أما لمجال الحكومة الإلكترونية فقد بلغت 9.2 %. وأشار المسح إلى أن 18.4 % من الأسر تتعامل مع خدمة البريد الخاص و5 % تتعامل مع خدمة البريد الأردني، إذ بلغ متوسط إنفاق الأسر الشهري على تلك الخدمات 5 دنانير أردني و23 دينارا أردنيا على التوالي.
وبحسب الإحصاءات العامة، بلغت نسبة امتلاك الأسر للهاتف المحمول والتلفاز
98 %على التوالي، في حين أن 29 % من الأسر تمتلك جهاز حاسوب.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

الدستور
منذ 23 دقائق
- الدستور
انخفاض مستوردات المملكة من النفط بنسبة 6.4 % في الربع الأول
عمان - أعلنت دائرة الإحصاءات العامة، أن قيمة مستوردات المملكة من النفط الخام ومشتقاته والزيوت المعدنية، سجلت انخفاضاً في الربع الأول من العام الحالي 2025، مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق. وبحسب بيانات تقرير التجارة الخارجية ورصدته وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، بلغت قيمة مستوردات المملكة من النفط الخام ومشتقاته 721 مليون دينار في الربع الأول من هذا العام، مقارنة بـ770 مليون دينار للفترة المماثلة من العام الماضي، ما يعكس تراجعاً بنسبة 6.4 بالمئة. وعليه، فقد بلغت قيمة انخفاض الفاتورة النفطية في الربع الأول من العام الحالي، بمقدار 49 مليون دينار، مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي. ووفقا للبيانات الإحصائية، أسهم انخفاض الفاتورة النفطية للمملكة في الربع الأول لهذا العام، بصورة مباشرة في الحد من ارتفاع إجمالي قيمة مستوردات المملكة. أما عن قائمة مستوردات المملكة من المشتقات النفطية في الربع الأول لهذا العام، فقد استحوذت الوقود والزيوت المعدنية على الحصة الكبرى بقيمة 274 مليون دينار، تلاها النفط الخام "بترول" بمقدار 212 مليون دينار، فيما بلغت مستوردات المملكة من أرواح النفط "بنزين" حوالي 98 مليونا، وديزل "سولار" بنحو 124 مليون دينار، إضافة إلى زيوت التشحيم بقيمة 9 ملايين، والكاز بنحو 4 ملايين دينار. --(بترا)


أخبارنا
منذ 2 ساعات
- أخبارنا
اتفاقية لتمويل شراء مركبات لتشغيل الشباب في المحافظات
أخبارنا : وقع صندوق التنمية والتشغيل وشركة البريد الأردني الخميس في وزارة العمل، اتفاقية لتمويل شراء سيارات وسكوترات في جميع محافظات المملكة، لتشغيل الأردنيين. وبحسب بيان لوزارة العمل، وقّع الاتفاقية عن صندوق التنمية والتشغيل مديره العام منصور وريكات، وعن البريد الأردني مديرته العامة هنادي الطيب، بحضور وزير العمل الدكتور خالد البكار، ورئيس مجلس إدارة شركة البريد سامي الداود. وقال البكار، إن الاتفاقية تأتي انسجامًا مع أهداف المرحلة الثانية من خطة الوزارة لتنظيم سوق العمل، التي تتضمن التركيز على تدريب وتأهيل الشباب وتوفير فرص عمل لهم، مشيرًا إلى أن هذه الاتفاقية ستوفّر في مرحلتها الأولى 250 فرصة عمل. وأضاف، إن الاتفاقية تنسجم مع رؤية التحديث الاقتصادي وخطتها التنفيذية التي تُعدّ من الركائز الأساسية ضمن مسار الإصلاح الشامل الذي تنفّذه الحكومة برؤية ملكية، مبينًا أن الاتفاقية تتناغم مع الأهداف الوطنية في مختلف المجالات، وبما يكفل توفير فرص عمل للأردنيين والأردنيات. وأوضح أن صندوق التنمية والتشغيل خصص مليون دينار لهذه الاتفاقية، قابلة للزيادة في حال زاد الطلب من الفئة المستهدفة من الأردنيين للفئة العمرية بين 18 و45 عامًا. من جانبه، قال الداود إن طالبي التمويل من خلال منصة البريد "منصة التشغيل بريد جو" سيحصلون على تدريب مجاني لدى الأكاديمية التابعة لشركة البريد، لتأهيلهم للعمل ومتطلباته قبل منحهم التمويل المقدم من صندوق التنمية والتشغيل. وأضاف، إن هذه الأكاديمية، الفريدة من نوعها في الشرق الأوسط، ستُسهم في تدريب الشباب المستفيدين من هذه الاتفاقية على آليات العمل، واستخدام التطبيق الخاص بعمل البريد. ولفت إلى أن رئيس الوزراء وجّه بتوفير فرص عمل للشباب من خلال هذه الاتفاقية المشتركة، بالتعاون مع وزارة العمل، وصندوق التنمية والتشغيل، وشركة البريد الأردني، مبينًا أن البريد سيوفر لهم الطلبات البريدية، لتوفير دخل يساعدهم في الاستفادة من حجم التجارة الإلكترونية الذي تطور بشكل كبير. من جهته، قال وريكات إن حجم التمويل للقرض الواحد يصل بحده الأقصى إلى 15 ألف دينار، بحسب وسيلة النقل، بفترة سماح تصل إلى 3 شهور، وفترة سداد تمتد حتى 72 شهرًا، وبسعر مرابحة تفضيلي وشروط ميسّرة. وأضاف، إن الصندوق يسعى إلى تعزيز السياسات الحكومية الرامية إلى تحفيز الشباب الرياديين القادرين على إدارة مشاريعهم الخاصة، للحد من معدلات الفقر والبطالة. --(بترا)

عمون
منذ 2 ساعات
- عمون
الصبيحي يتوقع ارتفاع حصة الضمان من أرباح الشركات لـ 190 مليون دينار
عمون - قال خبير التأمينات والحماية الاجتماعية موسى الصبيحي، إنه من المتوقع أن تصل حصة صندوق استثمار أموال الضمان الاجتماعي من التوزيعات النقدية لأرباح الشركات التي يساهم فيها بنسبة 1% فأكثر عن السنة المالية 2024 إلى حوالي ( 190 ) مليون دينار من ضمنها ( 65.6 ) مليون دينار من توزيعات شركة الفوسفات الأردنية وحدها، أي بنسبة ( 34.5 % ) من إجمالي ما سيحصل عليه الصندوق من التوزيعات النقدية لأرباح حوالي ( 50 ) شركة مساهمة عامة. وذكر الصبيحي في إدراج عبر الفيسبوك، أن حصة الضمان من التوزيعات النقدية للشركات عن السنة المالية 2023 والتي تم تحويلها للصندوق خلال السنة الماضية 2024 بلغت (160) مليون دينار. أي أن حصة الضمان من التوزيعات النقدية ارتفعت آخر سنتين بنسبة (20%) تقريباً.