
البابا فرنسيس.. الأسقف الأرجنتيني الذي أحدث ثورة في الكنيسة الكاثوليكية
توفي البابا فرنسيس، الأسقف الأرجنتيني الذي أحدث ثورة في الكنيسة الكاثوليكية، بعد أن عانى من عدة مشاكل صحية بسبب تداعيات آلام الركبة والظهر، وكان يتنقل على كرسي متحرك.
خورخي ماريو بيرغوليو، المعروف عالميا باسم البابا فرنسيس، توفي يوم الاثنين 21 أبريل عن عمر يناهز 88 عاما، في مقر إقامته في كازا سانتا مارتا بالفاتيكان.
وكان رئيس الكنيسة الكاثوليكية يعاني من "التهاب رئوي ثنائي" ترافق مع "عدوى متعددة الميكروبات". ففي أوائل فبراير، أصيب البابا بنزلة برد شديدة أدت إلى صعوبة في التنفس، مما اضطره إلى مقاطعة قراءة العظة داخل الفاتيكان. وعلى الرغم من شعوره بعدم الراحة، إلا أنه واصل حضوره لجميع الفعاليات المدرجة على جدول أعماله.
وفي السنوات الأخيرة، عانى البابا فرنسيس من مشاكل صحية متكررة، أبرزها الآلام المزمنة في الركبة والظهر، ما أجبره على استخدام كرسي متحرك للتنقل. وفي ديسمبر من العام الماضي، تعرض لحادث منزلي تسبب في كدمة ظاهرة على رقبته.
"إثارة الفوضى"
وقد عُرف فرنسيس بقربه من الشباب الذين وصفهم مرارا بأنهم "أمل لمستقبل أفضل". وتبقى مشاركته في اليوم العالمي للشباب في البرازيل في يوليو 2013 من أبرز المحطات في حبريته، حيث كانت تلك أول رحلة دولية له بصفته رأس الكنيسة الكاثوليكية. وهناك، أمام حشد كبير من الشباب من مختلف أنحاء أمريكا اللاتينية، كتب عبارته الشهيرة "أحدثوا ضجة"، وأعرب عن رغبته في رؤية الكنيسة "في الشوارع" إلى جانب الناس.
وأظهر البابا دائمًا ولعه بالرياضة، ولم يتوقف عن التعبير عن حبه لنادي "سان لورينزو دي ألماغرو" الأرجنتيني، الذي أسسه الكاهن الساليزياني لورينزو ماسا عام 1908، رغم المسافة الجغرافية التي فصلته عنه.
وخلال فترة حبريته، زار البابا فرنسيس أكثر من خمسين دولة، حاملاً رسالة سلام وتواضع وتناغم اجتماعي واحترام للقيم الديمقراطية. وقد تميزت فترته بإدانته لعدم المساواة الاجتماعية، وانتقاداته الصريحة للنظام الرأسمالي، ورفضه القاطع للجرائم الجنسية داخل الكنيسة.
وبفضل نهجه الإصلاحي، سعى فرنسيس إلى كسر الهياكل التقليدية للكنيسة الكاثوليكية، ليس فقط من خلال خطبه، بل أيضا عبر سياسات عملية تبناها كأعلى سلطة دينية.
ومنذ وصوله إلى الكرسي الرسولي، شدد القوانين الخاصة بمكافحة الاعتداءات الجنسية، وألزم هرمية الفاتيكان بالإبلاغ عن أي حالات يتم اكتشافها.
كما أجرى للمرة الأولى منذ أربعين عامًا تعديلات على قانون الكنيسة، بما سمح رسميًا للنساء بتولي أدوار أكبر داخل المؤسسة الكنسية. وأعرب عن تأييده للاتحادات المدنية بين المثليين، مؤكدا أنهم "أبناء الله ولهم الحق في تكوين أسرة".
ومع ذلك، أوضح الفاتيكان لاحقا أن الكنيسة "غير مسموح لها" بمنح البركة لهذه العلاقات.
أول بابا من الأمريكيتين
وانتُخب خورخي ماريو بيرغوليو بابا في 13 مارس 2013، بعد استقالة سلفه بنديكتوس السادس عشر، الكاردينال الألماني جوزيف ألويس راتزينغر، ليصبح بذلك أول بابا من الأمريكتين وأول عضو في الرهبنة اليسوعية يتولى هذا المنصب. وقد اختار اسم فرنسيس تكريمًا للقديس فرنسيس الأسيزي، مؤسس الرهبنة الفرنسيسكانية. وكان قد قدم استقالته قبل عامين من منصبه كرئيس لأساقفة بوينس آيرس بعد بلوغه سن الخامسة والسبعين، إلا أن البابا بنديكتوس رفضها آنذاك.
وُلد بيرغوليو في 17 ديسمبر 1936 في حي فلوريس بمدينة بوينس آيرس، لعائلة بسيطة من أصول إيطالية من منطقة بيمونتي. كان والده يعمل في السكك الحديدية، فيما كانت والدته ربة منزل.
تلقى تعليمه في مدرسة حكومية، وتخرج كفني كيميائياً، ثم أكمل دراسته في العلوم الإنسانية في تشيلي عام 1963. وبعد عودته إلى الأرجنتين، انضم إلى جمعية يسوع، حيث حصل على درجة البكالوريوس في الفلسفة، وكان حينها في الثانية والعشرين من عمره.
ومن عام 1964 إلى 1966، عمل أستاذًا للأدب وعلم النفس في مدارس دينية بمدينة بوينس آيرس. ثم درس اللاهوت في كلية سان خوسيه من 1967 إلى 1970، ونال درجة البكالوريوس في اللاهوت.
وفي عام 1969، رُسم كاهنًا، وفي سن السادسة والثلاثين عُيّن رئيسًا وطنيًا للرهبنة اليسوعية في الأرجنتين، وظل في هذا المنصب لست سنوات.
وفي منتصف الثمانينيات، سافر إلى ألمانيا لاستكمال أطروحة الدكتوراه، لكنه عاد إلى الأرجنتين ليعمل كاهنًا عاديًا في مدينة مندوزا. وبعد فترة قصيرة، أُرسل إلى مدينة قرطبة ليعمل مرشدًا روحيًا ومعرّفًا في جمعية يسوع.
وفي 20 مايو 1992، عيّنه البابا يوحنا بولس الثاني أسقفًا لأبرشية أوكا وأسقفًا مساعدًا لأبرشية بوينس آيرس. ثم أصبح مساعدًا لرئيس أساقفة المدينة في عام 1997، وبعد وفاة الكاردينال أنطونيو كواراسينو في عام 1998، تولى منصب رئيس أساقفة بوينس آيرس.
ومنذ ذلك الحين، أصبح بيرغوليو شخصية بارزة في مؤتمر الأساقفة الأرجنتيني، وترأسه لمدة ست سنوات بين عامي 2005 و2011.
بيرغوليو والسياسة الأرجنتينية
وخلال تلك الفترة، دخل في صدام حاد مع حكومتي نيستور كيرشنر (2003-2007) وزوجته كريستينا فرنانديز (2007-2015)، بسبب انتقاداته المتكررة لما وصفه بـ"الاستعراضية والدعاية المكثفة" ولفقر البلاد الذي بلغ مستويات قياسية في عام 2002. كما عارض بشدة قانون زواج المثليين الذي تبنته حكومة كيرشنر، واصفًا إياه بأنه "ادعاء مدمر لتصميم الله".
وبعد وفاة نيستور كيرشنر في عام 2010، استمر التوتر السياسي، حيث تجنبت كريستينا فرنانديز، كما فعل زوجها سابقًا، حضور قداس التهليل، وهو احتفال ديني تقيمه الكنيسة الأرجنتينية سنويًا في كاتدرائية بوينس آيرس في 25 مايو بمناسبة ذكرى الثورة المؤدية للاستقلال.
لكن بعد انتخابه بابا في 2013، حضرت الرئيسة كريستينا فرنانديز مراسم تنصيبه في الفاتيكان، والتقت به لاحقا في ست مناسبات أخرى، سادها جو من الود وحتى الصداقة.
كما عبّر البابا عن تضامنه معها بعد محاولة اغتيالها في أغسطس 2022، حين حاول رجل إطلاق النار عليها باستخدام مسدس.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البلاد البحرينية
منذ يوم واحد
- البلاد البحرينية
رئيس مجلس النواب يهنئ وزيرة الصحة بمناسبة انتخابها نائبًا لرئيس جمعية الصحة العالمية
أكد معالي السيد أحمد بن سلمان المسلم رئيس مجلس النواب، أن استمرار تحقيق الإنجازات الدولية لمملكة البحرين في كافة المسارات والمجالات في ظل المسيرة التنموية الشاملة، يعكس المكانة الرفيعة التي وصلت لها المملكة، والثقة العالية التي حصدتها على المستوى الإقليمي والدولي، بفضل الرعاية الملكية السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، ودعم ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله. مشيدا معاليه بما تتمتع به مملكة البحرين من كفاءات وطنية متميزة، وتمثيل مشرف في المحافل الدولية، وحضور فاعل في المنظمات الدولية، في كافة القطاعات، وخاصة القطاع الصحي الذي أثبت وبجهود "فريق البحرين" التقدم البارز والتطور الشامل الذي تشهده المنظومة الصحية في مملكة البحرين. ومهنئا معالي رئيس مجلس النواب، سعادة الدكتورة جليلة بنت السيد جواد حسن، وزيرة الصحة، بمناسبة انتخابها نائبًا لرئيس جمعية الصحة العالمية، ومشيرا إلى أن هذا الإنجاز الدولي يؤكد جهود مملكة البحرين في توفير رعاية صحية متكاملة وشاملة، وفقاً لأعلى المعايير المعتمدة، والتقدير الدولي للدور الرائد لمملكة البحرين في دعم المبادرات الصحية العالمية، والتزامها المستمر بالتعاون البنّاء مع منظمة الصحة العالمية، وكافة المنظمات والهيئات الصحية الدولية.


البلاد البحرينية
منذ 2 أيام
- البلاد البحرينية
انتخاب وزيرة الصحة نائباً لرئيس جمعية الصحة العالمية
ترأست سعادة الدكتورة جليلة بنت السيد جواد حسن وزيرة الصحة وفد مملكة البحرين المشارك في افتتاح أعمال جمعية الصحة العالمية الثامنة والسبعين، بمقر قصر الأمم المتحدة بجنيف، بحضور ممثلي الدول الأعضاء. حيث تم انتخاب وزيرة الصحة نائباً لرئيس الجمعية. وخلال جلسة المناقشة العامة لجمعية الصحة العالمية تحت عنوان: " عالم واحد من أجل الصحة"، ألقت وزيرة الصحة بيان مملكة البحرين، والذي أكّدت فيه تقدير مملكة البحرين لمنظمة الصحة العالمية وجهودها الرامية لضمان فرص متساوية لحياة آمنة وصحية للجميع والتصدي للتحديات الصحية الراهنة والمستقبلية، والتي تُبرز ضرورة تعزيز التكاتف والتضامن الدولي ومواكبة المستجدات والتطورات العلمية لبناء أنظمة صحية تسهم في تمكين الشعوب من المضي قدماً نحو تحقيق الأهداف والتطلعات التنموية وبشكل مستدام. وأشارت الوزيرة في كلمتها إلى أن مملكة البحرين في ظل العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، وبتوجيهات من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، تجدد التزامها الراسخ بمواصلة توفير رعاية صحية متكاملة وشاملة، انطلاقاً من رؤيتها المستندة إلى ضمان حصول جميع أفراد المجتمع على أفضل خدمات الرعاية الصحية ووفقاً لأعلى المعايير المعتمدة. وفي هذا السياق، لفتت سعادتها إلى إعلان حضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المعظم، أيده الله، خلال القمة العربية الثالثة والثلاثين التي استضافتها مملكة البحرين مايو من العام الماضي، والتي تهدف إلى توفير الخدمات التعليمية والصحية للمتأثرين من الصراعات والنزاعات في المنطقة، حيث تمثل أنموذجاً رائداً للعطاء الإنساني، بما يعكس حرص المملكة على دعم مسيرة العمل العربي المشترك، وتعزيز التضامن الإقليمي والعالمي في مواجهة التحديات الصحية المتزايدة، لا سيما في المناطق الأكثر احتياجًا. مشيرةً إلى أن هذه المبادرة الطموحة تسعى إلى تحقيق الأمن الصحي العربي عبر تنمية القدرات في مجال تصنيع الأدوية واللقاحات، وضمان استمرارية توفير العلاج، وذلك بالتعاون مع جامعة الدول العربية ومنظمة الصحة العالمية. وأعربت وزيرة الصحة عن فخر واعتزاز مملكة البحرين بالإنجازات والمبادرات التي تم تنفيذها على صعيد تحقيق أهداف التنمية المستدامة، مؤكدةً حرص واهتمام المملكة بدعم القضايا الجوهرية لتحقيق الاستقرار والسلام للجميع مع تعزيز سبل تقديم الخدمات الصحية للمتأثرين من الصراعات والنزاعات في العالم. انطلاقاً من إيمانها بأن تحقيق "الصحة للجميع" يتطلب تضافر الجهود وتكاتف المجتمع الدولي من أجل دعم بناء نظم صحية مستدامة قادرة، على مواجهة كافة التحديات الصحية العالمية. كما أشارت وزيرة الصحة في كلمتها إلى أن مملكة البحرين وفي إطار سعيها لضمان التغطية الصحية الشاملة لجميع أفراد المجتمع، تواصل تنفيذ وتعزيز الخطط الوقائية والعلاجية وخطط التأهب والاستجابة وتقديم خدمات الرعاية الصحية الشاملة في مختلف المراحل العمرية وبناء القدرات من الكوادر بما يهدف إلى تأمين الحماية اللازمة للجميع وبالجميع. وعلى هامش مشاركتها في الاجتماع، عقدت سعادة وزيرة الصحة عدداً من اللقاءات والاجتماعات ثنائية مع كل من معالي السيد فهد بن عبد الرحمن الجلاجل وزير الصحة بالمملكة العربية السعودية الشقيقة، ومعالي الدكتور هلال بن علي السبتي، وزير الصحة العماني. ومعالي البروفسور أوراتسيو شيلاتسي وزير الصحة في الجمهورية الايطالية، وسعادة الدكتور مصعب نزال العلي وزير الصحة بالجمهورية العربية السورية الشقيقة، وسعادة الدكتور أحمد روبله عبد الله وزير الصحة بجمهورية جيبوتي، ومعالي الدكتورة حنان بلخي المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية والدكتورة ليزا ستيفنز مدير قسم برنامج العمل لعلاج السرطان بالوكالة الدولية للطاقة الذرية.


البلاد البحرينية
منذ 3 أيام
- البلاد البحرينية
التمريض.. عمل إنساني رائع للبشرية
منذ فترة بسيطة احتفل العالم باليوم العالمي للتمريض، وهو اليوم الذي تم اختياره للاحتفاء بأبناء تلك المهنة الإنسانية وإعطائهم دفعة لمواصلة العطاء والتميز. والحقيقة أن التمريض من أكثر المهن التي تحتاج لهذا الاحتفاء وهذا الدعم لما يقدمه المنتسبون لهذه المهنة من عمل إنساني رائع للبشرية، ولابد أن ندعمهم ونشد على أيديهم كما نشد على أيدي الجيوش التي تحمي الحدود ورجال الأمن الذين يحرسون الأمن، فهم أيضًا يقدمون لنا شيئًا عظيمًا. واليوم العالمي للتمريض يهدف إلى تسليط الضوء على هذه المهنة الشريفة والمنتسبين إليها والاحتفاء بهم وتشجيعهم على المزيد من العطاء، وإعطائهم دفعة معنوية جديدة، ومعرفة ما لديهم من مشكلات ومتاعب للعمل على تذليلها، ولكي يستطيعوا أن يواصلوا عملهم الإنساني في بيئة عمل تحفظ لهم كرامتهم وراحتهم. وفي هذا اليوم يجري تكريم الممرضات والممرضين ممن أدوا عملهم بتفان وإخلاص وتوجيه رسالة تحية ودعم للمنتسبين لهذه المهنة على مستوى العالم. ونحن في مملكة البحرين نوجّه هذه الرسالة إلى المنتسبين إلى هذا القطاع الذي يشكل العمود الفقري للمهن الطبية ويسهر على راحتنا، ونشد على أيديهم جميعًا ونقول لهم إنكم تستحقون منا الكثير من الشكر والتقدير، ويبقى التقدير والمكافأة لمهنتكم ولكل المهن الإنسانية من عند الله.