logo
ميرة القاسم: الكتابة والرسم لغتان لقلب واحد

ميرة القاسم: الكتابة والرسم لغتان لقلب واحد

الاتحادمنذ 6 أيام
فاطمة عطفة
أضاء وهج قصيدتها مسارات شعرية متعددة في تجربتها الإبداعية، ومن الكلمة التي صنعت بها اسماً وحضوراً متميزاً في المشهد الشعري، إلى اللوحة والفرشاة ليمتد وهج موهبتها إلى الظلال والألوان. تجربة الشاعرة والتشكيلية ميرة القاسم، تؤكد أن فنون الإبداع جميعها تنبثق من نبع وجداني وفكري وتأملي واحد، وإن تعددت الأدوات واختلفت الأشكال. وفي حديثها لـ«الاتحاد»، تروى القاسم بلغتها الشعرية المكثّفة رحلتها ما بين الشعر والرسم، وأين تجد حضورها الجمالي في فضاءات الكلمة، أم في لغة اللون وحوار الضوء والظلال؟.
بداية، تجيب القاسم عن سؤال الكتابة والرسم، تلون حروفها وترسم ظلالاً تشير إليها وحدها، تقول: «أكتبُ.. أرسم.. أطيرُ مثل طائرة ورقية علّقها طفل على شجرة عالية. لا استقرار لي. حياتي فواصل كتب مبعثرة، وصفحات بيضاء حوّلتها إلى لوحات بالفحم حيناً، وبألوان الزيت حيناً آخر. الأكريليك.. عاشق قديم يداعب راحة يديّ، لأجدني فجأة أمام أقلام الرصاص التي تُنشأ عوالم الظلال على الورق.. كل شيء يلمس روحي يصير مادة للتشكيل.. زهور جافّة علّقتها على حائط الذاكرة، قصاصات ورقية التقطتها من بقايا 'بروجكت' (لعمل مدرسي لأطفالي، بقايا أقمشة بالية.. كل شيء مهمّش قابل لأن يكون جزءاً من الجمال، حتى قهوتي الباردة حين تنسكب دون قصد على قماش الطاولة تصبح تشكيلاً آخر)».
تصمت ميرة القاسم قليلاً، ترسل عينيها خلف شرود عميق ثم تقول: «البداية كانت في أزقة الكتب.. أرسم على الحواف وكأنني أخبئُ أسراري بين السطور. تلك المساحات الصغيرة صارت (موزاييك) روحي. ألهث وراء الأشياء الدافئة المتناهية في الصغر: لوحة مصغّرة داخل رواية، وجه غامض يطلّ من زاوية صفحة. تلك الفواصل تمثل الكون كله.. تضعها كلحظة فاصلة بينك وبين القراءة.. لحظة أنيقة، تتوقف لشرب فنجان قهوة، أو للذهاب بعيداً حين عودة. وجوه لا أعرفُها تمرّ بي.. لكنها تعرفني. أشباحٌ صغيرة مدفونة في الذاكرة تستيقظ فجأة عبر لوحة كبيرة كانت أو صغيرة، تخرج من علب الألوان تولد من جديد. أرسمُها بالفحم، وربما ألوان زاهية حين تشتهي الحياة.. قد يقف نص على جانبها فصحى أو عاميتي التي أحب.. هي الكتابة مثلُ الفحم والأكريليك لغتان لقلب واحد. أكتبُ قصيدة نثر فتصير لوحة تجريدية وأذهب نحو القصة القصيرة فتشبه بورتريه واقعياً ونهاية مفتوحة كسماء لا قيود.. كلّ التجارب ممكنة كالأغنيات ممتعة.. وبهية».
الشعر والموسيقى
متحدثة عن معرضها المشترك، تقول القاسم: «المشاركة الأبهى كانت في المعرض الثلاثي: أنا والصديقان وليد علاء الدين وحسن زكي.. هكذا تشاركنا اللون والشعر والموسيقى.
الفنون تتحدث لغة واحدة.. لغة الجمال.. أما الموسيقى، فتلك التي أرتبط بها من خلال كلماتي التي ذهبت كنصوص غنائية علمتني أن الحياةَ تستحق أن تُحب حتى في لحظاتِ تشقق اللون.
أطمح أن أشارك هنا.. وهناك.. في كلّ مكان يسمح للروح بالانفلاتِ. حتى زهوري المجففة ستُسمعُ صوتها يوماً. ربما في معرض مرتقب، أو بين سطور مجموعة قصصية أحلم بنشرها.
كل شيء حولي يتشكل! صارت لوحاتي أكبر، وكلماتي أجرأ.. ومع ذلك أحب تلك المساحات الصغيرة فالفن يبدأ من التفاصيل الدافئة»…
تختتم ميرة القاسم شهادتها على تجربتها قائلة: «أكتب كمن يزرع بذوراً في حقل من رماد. تنمو قصيدة كياسمينة متسلقة على جدار الذاكرة، وأحياناً تتكسر الجمل كآنية خزفية سقطت من يدي.
لا شيء يخيفني أكثر من البياض.. أوراقي مثل غابة موقوتة.. بها قصائد نثر تشبه طيوراً بلا أجنحة، وقصص قصيرة كقطط مشردة.. وطني هو تلك اللغة المتشظية.. أركض بين لهجاتها كطفلة بعد يوم ماطر».
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

فنان سوري معروف: "نظام بشار حكمني إعدام بسبب صورة مع فلسطينيين من الـ48"
فنان سوري معروف: "نظام بشار حكمني إعدام بسبب صورة مع فلسطينيين من الـ48"

الإمارات اليوم

timeمنذ 6 أيام

  • الإمارات اليوم

فنان سوري معروف: "نظام بشار حكمني إعدام بسبب صورة مع فلسطينيين من الـ48"

كشف فنان سوري معروف أنه في عهد النظام السوري السابق كان على "قائمة المطلوب إعدامهم نتيجة تقرير ملفق عنه". وقال أنه حسب التقرير كان متهماً بالتقاط صورة جمعته مع اسرائيليين. وأعرب المطرب السوري مجد القاسم عن تطلعه للغناء في بلده، "لكن بعد استقرار الأوضاع"، لافتا إلى أن سقوط النظام السابق "كان متوقعا بعد الفساد الذي رافق سنوات حكمه". وقال القاسم في حوار صحفي "كنت أغني في حفل بأحد فنادق الهرم في مصر، وجاء عدد من الجمهور لالتقاط صورة معي، وادعى كاتب التقرير في تقريره للأمن السوري أنهم إسرائيليون، بينما كانوا فلسطينيين من عرب 48". وقال الفنان السوري إنه وقع ضحية لنظام "ظالم وفاسد"، مضيفا: "كنت واحدا ممن نالهم هذا الظلم، فقد ظللت 9 سنوات لا أستطيع السفر إلى سوريا، لأن أحدهم كتب تقريرا ملفقا جعلني على قائمة المطلوب إعدامهم في ظل نظام فاشي ودموي، وعشت فترة كلها قلق وخوف". وكان القاسم منخرطا في الثورة عبر أغنياته الحماسية، حيث أوضح قائلا: "قدمت 7 أغنيات لسوريا من وقت الثورة، ثلاثا منها بعد سقوط نظام بشار الأسد، وهي أغنيات: بحبك يا سوريا، يا جنة من عند الرب، وسوريين". ولفت مجد القاسم إلى تطلعه للغناء في سوريا مجددا بالقول: "أنا متفائل بطبيعتي، لكن المهم استقرار الأوضاع أولا، وبعدها أتمنى الغناء في دمشق، وأتمنى لسوريا حكماً ديمقراطيا يعامل الناس سواسية، وأن يعيش السوريون في أمان بعد سنوات الخوف والرعب والفقد، وأن يتحسن الاقتصاد وتعود الحريات لأن الناس تعبت بما يكفي". جدير بالذكر أن اسم المطرب السوري اقترن بمشروع فيلم يتناول قصة حياة الفنان الراحل فريد الأطرش كان نقاد يرونه الأقدر والأنسب لبطولته، وهو فيلم كتبه الناقد السوري رفيق الصبان، غير أنه تعثر إنتاجيا. وتعليقا على ذلك، قال القاسم موضحا: "كان مشروعا لفيلم ثم قمنا بتحويله لمسلسل، وكنت متحمسا للغاية له، لأن حياة فريد الأطرش ثرية بالإنجازات الفنية والوقائع الدرامية، كما كان ورثة الفنان متحمسين، وعلى رأسهم فيصل بن فؤاد الأطرش، وقد حزنت لتوقف المشروع، لكن الخيرة فيما يختاره الله". وأضاف: "ما زلت متحمسا له، وأحتفظ بالسيناريو عندي، لأن اسم فريد الأطرش سيظل خالدا، وسيرته تستحق أن تُروى".

ميرة القاسم: الكتابة والرسم لغتان لقلب واحد
ميرة القاسم: الكتابة والرسم لغتان لقلب واحد

الاتحاد

timeمنذ 6 أيام

  • الاتحاد

ميرة القاسم: الكتابة والرسم لغتان لقلب واحد

فاطمة عطفة أضاء وهج قصيدتها مسارات شعرية متعددة في تجربتها الإبداعية، ومن الكلمة التي صنعت بها اسماً وحضوراً متميزاً في المشهد الشعري، إلى اللوحة والفرشاة ليمتد وهج موهبتها إلى الظلال والألوان. تجربة الشاعرة والتشكيلية ميرة القاسم، تؤكد أن فنون الإبداع جميعها تنبثق من نبع وجداني وفكري وتأملي واحد، وإن تعددت الأدوات واختلفت الأشكال. وفي حديثها لـ«الاتحاد»، تروى القاسم بلغتها الشعرية المكثّفة رحلتها ما بين الشعر والرسم، وأين تجد حضورها الجمالي في فضاءات الكلمة، أم في لغة اللون وحوار الضوء والظلال؟. بداية، تجيب القاسم عن سؤال الكتابة والرسم، تلون حروفها وترسم ظلالاً تشير إليها وحدها، تقول: «أكتبُ.. أرسم.. أطيرُ مثل طائرة ورقية علّقها طفل على شجرة عالية. لا استقرار لي. حياتي فواصل كتب مبعثرة، وصفحات بيضاء حوّلتها إلى لوحات بالفحم حيناً، وبألوان الزيت حيناً آخر. الأكريليك.. عاشق قديم يداعب راحة يديّ، لأجدني فجأة أمام أقلام الرصاص التي تُنشأ عوالم الظلال على الورق.. كل شيء يلمس روحي يصير مادة للتشكيل.. زهور جافّة علّقتها على حائط الذاكرة، قصاصات ورقية التقطتها من بقايا 'بروجكت' (لعمل مدرسي لأطفالي، بقايا أقمشة بالية.. كل شيء مهمّش قابل لأن يكون جزءاً من الجمال، حتى قهوتي الباردة حين تنسكب دون قصد على قماش الطاولة تصبح تشكيلاً آخر)». تصمت ميرة القاسم قليلاً، ترسل عينيها خلف شرود عميق ثم تقول: «البداية كانت في أزقة الكتب.. أرسم على الحواف وكأنني أخبئُ أسراري بين السطور. تلك المساحات الصغيرة صارت (موزاييك) روحي. ألهث وراء الأشياء الدافئة المتناهية في الصغر: لوحة مصغّرة داخل رواية، وجه غامض يطلّ من زاوية صفحة. تلك الفواصل تمثل الكون كله.. تضعها كلحظة فاصلة بينك وبين القراءة.. لحظة أنيقة، تتوقف لشرب فنجان قهوة، أو للذهاب بعيداً حين عودة. وجوه لا أعرفُها تمرّ بي.. لكنها تعرفني. أشباحٌ صغيرة مدفونة في الذاكرة تستيقظ فجأة عبر لوحة كبيرة كانت أو صغيرة، تخرج من علب الألوان تولد من جديد. أرسمُها بالفحم، وربما ألوان زاهية حين تشتهي الحياة.. قد يقف نص على جانبها فصحى أو عاميتي التي أحب.. هي الكتابة مثلُ الفحم والأكريليك لغتان لقلب واحد. أكتبُ قصيدة نثر فتصير لوحة تجريدية وأذهب نحو القصة القصيرة فتشبه بورتريه واقعياً ونهاية مفتوحة كسماء لا قيود.. كلّ التجارب ممكنة كالأغنيات ممتعة.. وبهية». الشعر والموسيقى متحدثة عن معرضها المشترك، تقول القاسم: «المشاركة الأبهى كانت في المعرض الثلاثي: أنا والصديقان وليد علاء الدين وحسن زكي.. هكذا تشاركنا اللون والشعر والموسيقى. الفنون تتحدث لغة واحدة.. لغة الجمال.. أما الموسيقى، فتلك التي أرتبط بها من خلال كلماتي التي ذهبت كنصوص غنائية علمتني أن الحياةَ تستحق أن تُحب حتى في لحظاتِ تشقق اللون. أطمح أن أشارك هنا.. وهناك.. في كلّ مكان يسمح للروح بالانفلاتِ. حتى زهوري المجففة ستُسمعُ صوتها يوماً. ربما في معرض مرتقب، أو بين سطور مجموعة قصصية أحلم بنشرها. كل شيء حولي يتشكل! صارت لوحاتي أكبر، وكلماتي أجرأ.. ومع ذلك أحب تلك المساحات الصغيرة فالفن يبدأ من التفاصيل الدافئة»… تختتم ميرة القاسم شهادتها على تجربتها قائلة: «أكتب كمن يزرع بذوراً في حقل من رماد. تنمو قصيدة كياسمينة متسلقة على جدار الذاكرة، وأحياناً تتكسر الجمل كآنية خزفية سقطت من يدي. لا شيء يخيفني أكثر من البياض.. أوراقي مثل غابة موقوتة.. بها قصائد نثر تشبه طيوراً بلا أجنحة، وقصص قصيرة كقطط مشردة.. وطني هو تلك اللغة المتشظية.. أركض بين لهجاتها كطفلة بعد يوم ماطر».

فقد 70 من عائلته.. الفنان مجد القاسم يروى مأساته فى السويداء
فقد 70 من عائلته.. الفنان مجد القاسم يروى مأساته فى السويداء

العين الإخبارية

time١٨-٠٧-٢٠٢٥

  • العين الإخبارية

فقد 70 من عائلته.. الفنان مجد القاسم يروى مأساته فى السويداء

كشف الفنان السوري مجد القاسم عن مأساة إنسانية ألمّت بعائلته في محافظة السويداء جنوبي سوريا، على خلفية الاشتباكات المسلحة التي اندلعت مؤخرًا بين قوات الجيش السوري والأمن الداخلي من جهة، ومجموعات مسلحة من جهة أخرى، مخلفةً عشرات الضحايا بين المدنيين. وقال القاسم، المقيم في مصر منذ سنوات، في تصريحات صحفية: "فقدت أكثر من 70 شخصًا من عائلتي وأقاربي، أغلبهم من الأطفال والشيوخ، نتيجة الأحداث الدامية التي تشهدها السويداء"، مضيفًا أن منزله العائلي دُمّر بالكامل إلى جانب منازل أخرى تعود لأفراد الأسرة. وأشار الفنان إلى أن المأساة لم تقتصر على الأرواح، بل طالت الممتلكات، موضحًا أن بعض المنازل تعرضت للسرقة قبل أن تُستهدف بالرصاص. ووصف ما يحدث في قريته بأنه "خرق إنساني كبير"، مدينًا ما يتعرض له المدنيون من أهوال. وسرعان ما انتشرت القصة المأساوية لمجد القاسم على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تداول رواد المنصات الخبر وسط حالة من الحزن والتضامن، عبّر خلالها كثيرون عن دعمهم الكامل للمطرب السوري، الذي فُجع بأهله وبلدته. وتشهد محافظة السويداء منذ أيام تصعيدًا خطيرًا في التوترات الأمنية، في ظل استمرار القتال داخل الأحياء السكنية، ما دفع الكثير من المدنيين إلى الهروب من مناطقهم، وسط مناشدات بوقف العنف وتجنيب السكان ويلات الحرب. aXA6IDQ1LjEzMS45My4xMTMg جزيرة ام اند امز CY

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store