
الدبلوماسية السعودية ومفهوم القيادة الإقليمية
تتمتع المملكة العربية السعودية بدبلوماسية نشطة وفعّالة، تعكس مكانتها كقوة إقليمية وعالمية مؤثرة. تعتمد الدبلوماسية السعودية على عدة ركائز، منها: الموقع الجيوسياسي، والقيادة الدينية، والاستقرار السياسي والاقتصادي، والدفاع عن القضايا الإسلامية، وتعزيز الاستثمارات والشراكات الاقتصادية.
تطورت الدبلوماسية السعودية بشكلٍ ملحوظ في السنوات الأخيرة، خاصةً تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان. وقد أصبحت أكثر تنوعاً بين الاقتصاد والسياسة والأمن، لكنها لا تزال تواجه تحدياتٍ تتطلب موازنةً دقيقةً بين المصالح المحلية والضغوط الدولية، إضافةً إلى الحاجة لتعزيز الدبلوماسية العامة (أي الصورة الخارجية).
إلا أن ما يميّز الدبلوماسية السعودية هو مرونة التعامل مع التحولات الدولية (مثل علاقاتها المتنوعة مع الشرق والغرب)، واستخدام الاقتصاد والثقافة كأدوات نفوذ فعّالة، إضافة إلى القدرة على التكيّف مع المتغيرات الإقليمية.
تُعدّ السعودية أقوى مرشحٍ للقيادة الإقليمية حاليّاً، بفضل ما تتمتع به من مرونة إستراتيجية؛ فقد نجحت في بناء تحالفات متعددة (مثل تحالفاتها مع الغرب من جهة، والصين وروسيا من جهة أخرى) دون الاصطدام بأي طرف. كما تمتلك أدوات اقتصادية فاعلة، مثل استخدام النفط ومنظومة «أوبك+» كرافعة سياسية، إضافة إلى استثمارات صندوق الاستثمارات العامة في مشاريع عالمية. كما تعزز مكانتها ودورها الديني ونفوذها الروحي، بدءًا من إدارة الحرمين الشريفين، وصولاً إلى ريادتها في منظمة التعاون الإسلامي.تُجسّد الدبلوماسية السعودية نموذجاً فريداً للقيادة الإقليمية، حيث تجمع بين العمق الإستراتيجي والمرونة في التعامل مع المتغيرات الدولية. بفضل ركائزها المتينة - من قوة اقتصادية، ونفوذ ديني، وشراكات سياسية متنوعة - وقد تمكّنت المملكة فعلياً من ترسيخ مكانتها كفاعل رئيسي في المشهدين الإقليمي والعالمي. ومع ذلك، فإن تحقيق القيادة الإقليمية بشكل كامل يتطلب تعزيز الدبلوماسية العامة، ومواصلة التكيف مع التحديات الناشئة، مثل التوازن بين التحالفات المتنافسة وضغوط الرأي العام الدولي.
في المستقبل، ستظل السعودية لاعباً محورياً بفضل أدوات نفوذها المتعددة، لكن نجاحها سيعتمد على قدرتها على توظيف هذه الأدوات بذكاء، مع الحفاظ على استقرارها الداخلي وصورتها الخارجية. بتوفيق الله، المملكة تملك مقومات القيادة الإقليمية الفاعلة، شرط أن تحوِّل هذه المقومات إلى تأثيرٍ ملموسٍ في صنع السياسات الدولية وتعزيز الأمن والتنمية في المنطقة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة سبق
منذ ساعة واحدة
- صحيفة سبق
نائب أمير مكة المكرمة يستقبل وزير الحج للاطلاع على الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن
استقبل الأمير سعود بن مشعل بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة مكة المكرمة، نائب رئيس اللجنة الدائمة للحج والعمرة في مقر الإمارة بمشعر منى، معالي وزير الحج والعمرة الدكتور توفيق الربيعة. واستمع نائب أمير منطقة مكة المكرمة إلى شرح عن أعمال وزارة الحج والعمرة خلال حج هذا العام، وما قُدِّم من خدمات حتى الآن لضيوف الرحمن في المشاعر المقدسة، وما أثمره التكامل بين الجهات المشاركة في تنفيذ الخطط والخدمات.


الشرق الأوسط
منذ ساعة واحدة
- الشرق الأوسط
أحزاب مصرية تستغل تجمعات العيد للترويج لمرشحيها البرلمانيين
استغلت أحزاب سياسية مصرية تجمعات صلاة عيد الأضحى، الجمعة، للترويج لمرشحيها في الانتخابات البرلمانية المقبلة، عبر توزيع الهدايا، وتعليق لافتات تهنئة من المرشحين المحتملين بالقرب من المساجد الكبرى. بينما جاءت التجمعات بوقت لا تزال قوى المعارضة منقسمة بشأن المشاركة في انتخابات مجلسي «النواب» و«الشيوخ»، والمقرر إجراؤها في الربع الأخير من العام الحالي. ووزعت أحزاب من بينها «مستقبل وطن» و«حماة الوطن» هدايا على المواطنين بمناسبة العيد مع التقاط صور تذكارية ونشرها عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، بينما قدم حزب «مستقبل وطن» الهدايا للمواطنين باسم «هدية الرئيس»، وهو الحزب صاحب الأغلبية بمجلس النواب (البرلمان) الحالي. حزب «مستقبل وطن» صاحب الأغلبية البرلمانية يقيم احتفالية للمواطنين بمناسبة العيد ومع قرب الانتخابات (الحزب - فيسبوك) ويقضي الدستور المصري بإجراء انتخابات البرلمان بغرفتيه قبل 60 يوماً من انتهاء مدة ولايته، وهو ما يعني الدعوة لانتخابات مجلس الشيوخ في أغسطس (آب) المقبل، يلي ذلك إجراء انتخابات مجلس النواب في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. ولم تتخذ معظم أحزاب المعارضة حتى الآن قراراً نهائياً بالموقف من الانتخابات سواء بالمشاركة أم المقاطعة وسط نقاشات وتصورات عدة يُفترض أن تُحسم قريباً، بينما كان لافتاً غياب غالبية أحزاب المعارضة عن تنظيم فعاليات عقب الصلاة. وعدَّ رئيس حزب «الإصلاح والنهضة» هشام عبد العزيز تحركات الأحزاب طبيعية بوصفها جزءاً من مشاركتها في المناسبات الاجتماعية المختلفة، مشيراً لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الأمر قد يكون بارزاً بشكل أكبر خلال العيد الحالي كونه آخر عيد قبل الانتخابات البرلمانية لمجلسي النواب والشيوخ نهاية العام الحالي. وأضاف أن النشاط الحزبي يهدف لتعريف المواطنين بالأنشطة التي تقوم بها الأحزاب المختلفة، وهو نوع من أنواع الأنشطة الاجتماعية التي تعد جزءاً من طبيعة النشاط الحزبي، لافتاً إلى أنهم يستغلون التجمعات للتعريف بأفكار الحزب وأنشطته المختلفة. لكن أمين الشؤون السياسية المركزية بحزب «حماة الوطن» سماء سليمان تقول لـ«الشرق الأوسط» إن النشاط الحزبي عقب صلاة العيد يتكرر كل عام ومنذ سنوات من دون وجود أي ارتباط بالانتخابات، لافتة إلى حرصهم على التواجد مع المواطنين بالعديد من المناسبات والفعاليات بوصفها فرصة للحوار المباشر. وأضافت أن الحزب يحرص على التواجد في مثل هذه المناسبات عادة بوصفها مواعيد تجمع للجمهور الذي يستهدفه، وبالتالي وجودهم وتجهيزاتهم لها أصبحا جزءاً من برنامج سنوي يعد للفعاليات التي سيكونون حاضرين خلالها. مواطنون يحملون هدايا الأحزاب (حزب حماة الوطن) رأي يعارضه الخبير بمركز «الأهرام للدراسات» عاطف سعداوي، والذي يرى أن حجم الفعاليات التي جرى تنظيمها هذا العيد أكبر بكثير إذا ما تمت مقارنتها بالأعياد السابقة، الأمر الذي يرى أنه مرتبط بالعملية الانتخابية المرتقبة بشكل مباشر، منتقداً اكتفاء الأحزاب بتوزيع الهدايا والمساعدات بدلاً من إجراء مناقشات سياسية حول القضايا التي تهم المواطنين. وأضاف سعداوي لـ«الشرق الأوسط» أن «الأحزاب السياسية في مصر تحاول الظهور في المناسبات عبر توزيع المساعدات، وهو أمر لا يرتبط بدورها الأساسي الذي يُفترض أن تقوم بالتركيز عليه، والمرتبط بالأوضاع السياسية والاجتماعية، وإحداث حراك سياسي فاعل»، لافتاً إلى أن «النشاط الاستثنائي مؤخراً مرتبط بقرب الانتخابات، وبعدها ستتراجع مثل هذه الفعاليات». ولا يرى رئيس حزب «الإصلاح والنهضة» مشكلة في قيام الأحزاب بتوزيع الهدايا على المواطنين على أساس أن الأمر يأتي في إطار مناسبة وأجواء تسيطر عليها الاحتفالات المختلفة ما دامت هذه الهدايا البسيطة تقدَّم بكرامة ومن دون استغلال احتياج المواطنين. وهنا تشير سماء سليمان، وهي عضو بمجلس الشيوخ أيضاً، إلى أن الأنشطة الحزبية متنوعة، ولا تقتصر فقط على التواجد بصلاة العيد، أو توزيع المساعدات، لكن ربما ربطها البعض، هذه المرة، بمناسبة قرب الانتخابات، لافتة إلى أن المواطنين تكون لديهم القدرة على الاختيار بشكل صحيح لمرشحيهم في الانتخابات، ويتذكرون من تواجد معهم باستمرار، ومن يظهر فقط أيام الانتخابات.


الأنباء السعودية
منذ 6 ساعات
- الأنباء السعودية
حج / وزير الشؤون الإسلامية يستقبل مفتي ولايتي بينانج وسلانجور الماليزيتين ضمن برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين
منى 11 ذو الحجة 1446 هـ الموافق 07 يونيو 2025 م واس استقبل معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، بمقر الوزارة في مشعر منى، أمس، مفتي ولاية بينانج الماليزية الشيخ محمد شوقي عثمان، ومفتي ولاية سلانجور الدكتور أنهار أوبير، وذلك ضمن برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة الذي تنفذه الوزارة. ورحّب معاليه في مستهل اللقاء بالضيفين، متمنيًا لهما حجًا مبرورًا وسعيًا مشكورًا، وأن يتقبّل الله منهما مناسكهما، مؤكدًا أن استضافة الشخصيات الإسلامية البارزة تأتي في إطار ما توليه القيادة الرشيدة من عناية واهتمام بخدمة الإسلام وتعزيز التواصل مع علماء ودعاة الأمة. من جانبهما، عبّر الضيفان عن بالغ الشكر والتقدير لقيادة المملكة على ما يُقدَّم من عناية ورعاية لضيوف الرحمن، وما لمساه من تنظيم متميز أسهم في أداء المناسك بكل يسر وسهولة. وأشاد الضيفان بالدور الريادي للمملكة في خدمة الإسلام والمسلمين، وبالجهود المتواصلة التي تبذلها وزارة الشؤون الإسلامية، في نشر قيم الاعتدال والوسطية وتعزيز الصورة الحقيقية للإسلام، مؤكدَين أن المملكة كانت وما زالت أنموذجًا يُحتذى في هذا المجال.