
تقرير يتوقع خسائر اقتصادية هائلة لأفريقيا بفعل تغير المناخ
وأشار التقرير إلى أن استمرار تغير المناخ على مساره الحالي سوف يؤدي إلى خفض إنتاج المحاصيل في أفريقيا بنسبة 2.9% في عام 2030، وبنسبة من 18 إلى 30% بحلول عام 2050. فيما قد يواجه حوالي 200 مليون شخص خطر المعاناة من الجوع الشديد بحلول عام 2050.
وأظهر التقرير أن خسارة عائدات المحاصيل التي تبلغ حوالي 30% سوف تتسبب في ارتفاع معدلات الفقر بنسبة تتراوح بين 20% و30% مقارنة بسيناريو عدم تغير المناخ، كما يمكن أن يبقى 50 مليون شخص بدون مياه إذا استمر التدهور المناخي الراهن.
وحسب التقرير، يعمل 42.5% من الطبقة العاملة في أفريقيا بالقطاع الزراعي، وستنخفض مداخيل هؤلاء العمال، ومعظمهم من الريفيين، ومن المرجّح أن يدفع تراجع القطاع الزراعي المزيد من الناس إلى براثن الفقر المدقع، وتوقع التقرير انخفاضا طويل الأمد في الناتج المحلي الإجمالي لأفريقيا بنسبة 7.12%.
وقال مُعد التقرير فيليب كوفي أدوم إن انخفاض الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 7.12% سيؤثر على إمكانات تكوين الثروة في الاقتصاد بشدة، وإذا استمر تغير المناخ بالوتيرة الحالية تشير التوقعات على مستوى الدول إلى إمكانية خسائر اقتصادية أكبر بكثير في الناتج المحلي الإجمالي، تتراوح بين 11.2% و26.6% على المدى الطويل.
وجمع فيليب كوفي أدوم، الخبير الاقتصادي في مجال البيئة والطاقة، في هذا التقرير سنوات عديدة من الأبحاث التي أجراها علماء وباحثون في مجال تغير المناخ، ووجد أن غرب أفريقيا وشرقها سيكونان الأسوأ حالا جراء تبعات التغير المناخي.
وأشار أدوم إلى أنه في المناطق الأكثر تضررا بأفريقيا عندما يتقلص حجم الاقتصادات، قد تُغلق الشركات أبوابها، وستُدمر بعض الوظائف، ولن تُخلق وظائف جديدة، خصوصا وأنه من المتوقع أن يتجاوز عدد سكان القارة ملياري نسمة في السنوات المقبلة، ويُعتبر سكانها الأكثر شبابا في العالم ويحتاجون إلى الوظائف.
كما أكد أن الحديث عن وقف تدهور المناخ، يعني تطوير العمل المجتمعي أو الجماعي، ومن البديهي أن الحكومات هي اللاعب الرئيسي، حيث يتعيّن عليها تعزيز جهود التغيير المطلوبة من خلال دعم المبادرات الخاصة في مجال التكيف مع تغير المناخ والتخفيف من آثاره، إما بشكل مباشر أو من خلال برامج الحوافز.
ويُعد القطاع الزراعي الركيزة الاقتصادية الأساسية لمعظم اقتصادات أفريقيا، ويشكّل التغير المناخي خطرا جسيما عليه، وقد يُسبب حالة من الضائقة الاقتصادية الدائمة إذا لم يتم التحرك بسرعة وعلى نطاق واسع، حسب التقرير.
وشدد أدوم على أن تغير المناخ يعد أزمة بيئية مستمرة وخطيرة، لكن الفرصة ما زالت سانحة للتحرك قبل وقوع ما لا يمكن الرجوع عنه، حسبه، وبذل جهود استباقية لمكافحة تغير المناخ والتخفيف من آثاره.
وكان تقرير آخر للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية قد أشار إلى أن أفريقيا تعد من أكثر مناطق العالم عرضة للظواهر المناخية المتطرفة، بما في ذلك الفيضانات والجفاف وموجات الحر والأعاصير المدارية والعواصف الشديدة والأمطار الغزيرة وحرائق الغابات، و60% من السكان لا تشملهم أي نظم للإنذار المبكر.
وفي حين أن القارة مسؤولة عن أقل من 4% من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري في العالم، فإن دولها تخسر في المتوسط ما بين 2% و5% من ناتجها المحلي الإجمالي، كما يُحول العديد من دول القارة ما يصل إلى 9% من ميزانياتها للاستجابة للظواهر المناخية المتطرفة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 5 ساعات
- الجزيرة
حقل الشرارة النفطي في ليبيا عند أعلى مستوى إنتاج منذ 2018
ذكرت شركة أكاكوس المشغلة لحقل الشرارة (أكبر حقول النفط في ليبيا) أن الحقل سجل أعلى مستوى إنتاج منذ 2018 بواقع 310 آلاف و970 برميلا يوميا. وبلغ إنتاج ليبيا من النفط 1.4 مليون برميل في 31 يوليو/تموز الماضي، في حين بلغ إنتاجها من المكثفات 52 ألفا و428 برميلا، وإنتاج الغاز 2.55 مليار قدم مكعب. وليبيا هي ثاني أكبر منتج للنفط في أفريقيا وعضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، لكنها تعاني من اضطرابات أدت في كثير من الأحيان إلى إغلاق حقول. شركتان يشار إلى أن المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا قالت الشهر الماضي إن شركتي النفط بي بي وشل اتفقتا معها على إجراء دراسات لاستكشاف وتطوير الهيدروكربونات في 3 حقول نفطية ليبية. وأعلنت شركات نفط كبرى مثل إيني الإيطالية و"أو إم في" النمساوية وبي بي وريبسول الإسبانية استئناف أنشطة الاستكشاف في ليبيا العام الماضي بعد توقف دام نحو 10 سنوات. وقالت المؤسسة الوطنية للنفط إن شركة بي بي ستعيد فتح مكتبها في طرابلس خلال الربع الأخير من العام الجاري. وذكرت أنها وقعت مذكرة تفاهم مع شركة بي بي لدراسة "تقييم الإمكانات المحتملة للاستكشاف وإنتاج الهيدروكربونات في حقلي المسلة والسرير وبعض مناطق الاستكشاف المحيطة بهما". ومن المقرر أن تدرس بي بي إمكانات النفط والغاز "غير التقليدية" على نطاق أوسع داخل البلاد، مما يشير إلى استخراج الهيدروكربونات من التكوينات الصخرية المسامية، وهو ما يتطلب تقنيات استخراج متخصصة مثل التكسير الهيدروليكي. وعادت شركة النفط البريطانية العملاقة إلى ليبيا في 2007 باتفاق استكشاف وتقاسم إنتاج يغطي منطقتي استكشاف بريتين ومنطقة بحرية مع المؤسسة، والذي تم تعليقه لاحقا بسبب إعلان حالة القوة القاهرة. وفي 2022، استحوذت إيني على 42.5% وتولت تنفيذ الاتفاق، في حين احتفظت بي بي بحصة 42.5%، بينما تمتلك المؤسسة الليبية للاستثمار النسبة المتبقية البالغة 15%، وتم رفع حالة القوة القاهرة رسميا في 2023، مما سمح باستئناف أعمال الاستكشاف البرية.


الجزيرة
منذ 7 ساعات
- الجزيرة
رئيس ليبيريا يشكل لجنة للتحقيق في ارتفاع الأسعار
أعلن الرئيس الليبيري جوزيف بوياكي تشكيل لجنة رئاسية مؤقتة للتحقيق في أسباب استمرار ارتفاع أسعار السلع والخدمات في الأسواق المحلية، رغم تراجع تكاليف الاستيراد، بما في ذلك رسوم الشحن والجمارك. ويأتي هذا القرار في إطار جهود حكومية تهدف إلى احتواء الأزمة الاقتصادية المتفاقمة، وسط تصاعد الضغوط المعيشية على المواطنين. وجاء الإعلان خلال خطاب الرئيس بمناسبة الذكرى الـ178 لاستقلال البلاد، الذي ألقاه في العاصمة مونروفيا، حيث أقر بوجود "تناقض اقتصادي" يستدعي تدخلا عاجلا من السلطات. دعوات لمراجعة السياسات الاستثمارية وفي السياق ذاته، دعا المبعوث الرئاسي الخاص للشراكات والعمل الخيري، إيميت إل. دان، إلى إعادة النظر في السياسات الاقتصادية المعتمدة، مشددا على ضرورة تفعيل سياسة "ليبيريَنة الاقتصاد" التي تهدف إلى قصر بعض القطاعات الحيوية على المواطنين الليبيريين. واقترح دان أن تتضمن اتفاقيات الاستثمار الأجنبي بنودا تلزم بمنح المواطنين حصصا في المشاريع، سواء عبر الملكية الفردية أو من خلال التعاونيات والمؤسسات المجتمعية، بما يعزز استقلال الاقتصاد المحلي ويحدّ من الاعتماد على المصالح الخارجية. وفي ختام خطابه، أعلن الرئيس بوياكي عن خطة لإنشاء نصب تذكاري وطني يحمل رمزية المصالحة، ويخلّد ذكرى ضحايا الحروب الأهلية وقوات حفظ السلام، مؤكدا أن المصالحة الوطنية تمثل ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة. كما اقترح تخصيص يوم 30 يوليو/تموز ليكون يوما وطنيا للصلاة، بهدف تعزيز الوحدة الوطنية والتضامن الاجتماعي في ظل التحديات الاقتصادية الراهنة.


الجزيرة
منذ يوم واحد
- الجزيرة
الحرب تدمر مصنع الأطراف الصناعية بالخرطوم وتزيد معاناة المصابين
حلّ الدمار بمصنع الأطراف الصناعية في الخرطوم، الذي ظل لسنوات يوفر أطرافا بديلة لمن بترت أطرافهم أو أصيبوا بالحرب، وقد أضحى المصنع أنقاضا بعد عمليات القصف والاشتباكات. اقرأ المزيد