
الشامي يزف «خبرا تاريخيا».. خطوبة أم مفاجأة موسيقية؟
أشعل الفنان الصاعد الشامي مواقع التواصل الاجتماعي بعد نشره منشورًا غامضًا عبر حسابه الرسمي على "إنستغرام"، أرفقه بصور جديدة له وكتب: "في خبر تاريخي بهل يومين.. شو برأيكم هو؟"، لتنهال التعليقات والتكهنات من متابعيه، في انتظار كشف التفاصيل.
وسرعان ما انتشر المنشور بشكل واسع، وسط سيل من التخمينات التي تنوعت بين إعلان ارتباط عاطفي، أو تحضير مفاجأة موسيقية ضخمة، بينما ذهب آخرون للربط بين تصريحاته واحتمال مشاركته في برامج مواهب كبرى مثل "ذا فويس". وعلّق البعض مازحين: "أكيد رح تخطب"، فيما كتب آخرون: "اسم الشامي لحاله تاريخ.. فنان كسر الدنيا في مصر".
ويأتي هذا التفاعل بعد النجاح الكبير الذي حققه الشامي في مهرجان العلمين يوم الجمعة الماضي، حيث أطلّ على المسرح أمام حشود جماهيرية ضخمة، وقدم باقة من أشهر أعماله، من بينها: "جيناك"، "ساميتك سما"، "صبرا"، "يا ليل يا عين"، "ليلي"، "خذني"، و"وين".
وفي لفتة تفاعل معها الجمهور بقوة، أعاد الشامي أداء أغنيته "وين" بعد مطالبة الجماهير بها، وقال بعفوية: "شرف لي أول مرة أغني في مصر"، في إشارة إلى عمق تأثيره في السوق المصري رغم حداثة تجربته.
ولم تخلُ الأمسية من خفة دم الشامي، حيث مازح الجمهور قائلاً: "أنا بخلص الحفلة وهروح آكل كشري"، ما أضفى أجواء مرحة على الحفل وقرّبه أكثر من جمهوره المصري.
وعلى صعيد الإنجازات، يواصل الشامي كتابة اسمه في تاريخ الموسيقى، إذ دخل رسميًا موسوعة غينيس للأرقام القياسية كأصغر فنان يتصدّر قائمة Billboard Arabia Artist 100، وذلك بعمر 22 عامًا و55 يومًا، اعتبارًا من 27 يوليو 2024 — في إنجاز لافت يعكس سرعة صعوده وتنامي شعبيته عربيًا.
aXA6IDE4NS4xOTguMjQ0LjIwIA==
جزيرة ام اند امز
IT
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الإمارات اليوم
منذ يوم واحد
- الإمارات اليوم
«ديب دايف» يروي قصة دبي من تحت سطح الماء
في قلب مدينة دبي، حيث تلتقي الطموحات المعمارية بالرؤى الثقافية، ينهض مشروع «ديب دايف دبي» كصرح فريد من نوعه، لا يشبه مراكز الغوص التقليدية، بل يتجاوزها ليصبح تجربة شاملة تحاكي الغوص في مدينة مائية غامضة، تُعيد إلى الذاكرة حكايات البحر، وتفتن الزائر بمزيج مذهل من الابتكار، والفن، والتقنية. افتُتح المركز في يوليو 2021، ليُتوَّج بعدها رسمياً بلقب «أعمق حوض غوص في العالم» حسب موسوعة غينيس للأرقام القياسية، بعمق يبلغ 60.02 متراً، متفوّقاً بذلك على أقرب منافسيه العالميين. ويقع في منطقة ند الشبا، وهي منطقة سكنية هادئة يسهل الوصول إليها من وسط دبي، ما يجعله وجهة قريبة ولكنها تنقلك إلى عالم بعيد تماماً عن ضوضاء المدينة. ويحتوي الحوض على 14 مليون لتر من المياه العذبة، وهي كمية تعادل قرابة ستة مسابح أولمبية، محاطة بتصميم معماري مدهش مستوحى من شكل محارة عملاقة، تكريماً لتراث الإمارات البحري، ولتاريخ الغوص من أجل اللؤلؤ، الذي كان يوماً ما ركيزة الاقتصاد المحلي قبل النفط. هذا الربط الرمزي بين الماضي والابتكار المعاصر، يجعل «ديب دايف دبي» أكثر من منشأة رياضية، إذ يُعد معلماً ثقافياً وسياحياً يروي قصة المدينة من تحت سطح الماء. وتتميّز التجربة داخل الحوض بأنها لا تقتصر على الغوص العادي، بل تُقدَّم كرحلة درامية داخل «مدينة غارقة» متكاملة، تضم مباني مهجورة، وممرّات مظلمة، ومكتبة، وغرفة معيشة، ومطبخاً، وغرفة موسيقى، ومرآب سيارات، وحتى شوارع صغيرة، صُممت كلها بطريقة سينوغرافية مُتقنة، لتمنح الغوّاص شعوراً بأنه يعيش داخل فيلم سينمائي. وتسمح مستويات العمق المختلفة بممارسة الغوص الحر أو غوص السكوبا (الأسطوانات)، ضمن بيئة تحاكي سيناريوهات واقعية أو خيالية، يستمتع بها المبتدئون كالمحترفين. ولأسباب تتعلق بالأمان وجودة التجربة، لا يُسمح بالدخول إلى «ديب دايف دبي» دون حجز مسبق عبر الموقع الرسمي، حيث تُحدَّد التجربة بناءً على مستوى الزائر. وتبدأ الأنشطة من سن 10 سنوات، وتشمل مستويات مختلفة: من الغطس السطحي البسيط لمن لا يجيد السباحة، إلى الغوص الحر لمن لديهم قدرة على حبس النفس، وصولاً إلى الغوص باستخدام الأسطوانات تحت إشراف مدرّبين معتمدين. ويوفّر المركز برامج تدريبية مكثفة للحصول على شهادات غوص دولية معترف بها، مع تجهيزات حديثة وغرف تبديل واسعة ومريحة. من الناحية التقنية، يُعد «ديب دايف دبي» من أكثر المنشآت المائية تطوراً على مستوى العالم. فهو مزوّد بنظام تنقية فائق الدقة مستوحى من تقنيات «ناسا»، قادر على ترشيح مياه الحوض بالكامل كل ست ساعات، باستخدام مزيج من الأشعة فوق البنفسجية والأنظمة الميكانيكية لضمان أعلى معايير النظافة. كما تنتشر أكثر من 56 كاميرا مراقبة داخل الحوض، لمتابعة حركة الغوّاصين بدقة عالية، ما يعزّز مستوى الأمان بشكل استثنائي. إضافة إلى ذلك، يحتوي المركز على غرفة ضغط طبي جاهزة لأي طارئ، وتُستخدم أيضاً لأغراض تدريبية ومحاكاة مهنية. ويُقدّم «ديب دايف» تجربة متكاملة لا تنتهي عند الخروج من الماء؛ إذ يضم المبنى مرافق خدمية متنوّعة، منها مطعم ومقهى بإطلالة مباشرة على الحوض، عبر نوافذ زجاجية تُتيح للزوّار غير المشاركين مشاهدة الغوّاصين في الأعماق. وهناك أيضاً متجر متخصص في معدات الغوص، وصالات للاستراحة، وغرف لعقد ورش العمل أو التدريب النظري، إضافة إلى استوديو تصوير احترافي يُوثّق مغامرة الغوص بالفيديو والصور الفوتوغرافية العالية الجودة. نافذة على مستقبل الترفيه في مشروع «ديب دايف»، تبرز فلسفة دبي في تقديم مفهوم مغاير للترفيه: ليس فقط بإبهار العين، بل بخلق تجارب لا تُنسى، تجمع بين الجرأة والتقنية والخيال. فالحوض ليس نزهة عابرة، بل مغامرة داخل مدينة تحيا تحت الماء. وهو ليس وجهة للغوص فقط، بل نافذة على مستقبل الترفيه في المدينة، التي باتت تتقن اللعب على التضاد: تعانق السماء بناطحات السحاب، وتغوص في الأرض بهذا الحوض الأسطوري. وما بين القاع والقمة، تواصل دبي رسم ملامحها كمدينة تكتب روايتها الخاصة بلغة لا يفهمها إلا الذين يجرؤون على الغوص في العمق، سواء كان ذلك بالمجاز أو بالحقيقة. . 60.02 متراً، عمق الحوض. . الوجهة تقدّم رحلة درامية داخل «مدينة غارقة» متكاملة، تضم مباني مهجورة، وممرّات، ومكتبة، وغرفة معيشة. . نظام تنقية فائق الدقة مستوحى من تقنيات «ناسا»، قادر على ترشيح مياه الحوض بالكامل كل ست ساعات.


صحيفة الخليج
منذ 2 أيام
- صحيفة الخليج
سيرينا الشامي: التمثيل هوايتي.. والأولوية لعائلتي
القاهرة: حسام عباس بين السينما والمسرح والتلفزيون توزِّع الممثلة اللبنانية سيرينا الشامي نشاطها الفني ويعرض لها حالياً في صالات السينما اللبنانية فيلم «كوبرا» للمخرج دانيال حبيب بمشاركة مجموعة من النجوم من بينهم وسام صليبا، جوي حلاق، سعيد سرحان وفؤاد يمين وكان آخر ظهور تلفزيوني لها في مسلسل «ع أمل» الذي عرض في الموسم الرمضاني 2024.. الشامي التي تحضِّر لعملين الأول تلفزيوني والثاني مسرحي أكَّدت على تقدم المسرح على حساب السينما حيث أصبح الناس يتابعون أفلامهم المفضلة على المنصات، موضحة أنها تقدم في فيلمها الجديد دور فتاة شريرة بعد أن اعتاد الناس عليها بأدوار الخير والبراءة ومشددة على أنها راضية عن كل ما حققته على الشاشة الصغيرة لأن الأولوية عندها للعائلة. * كيف تتحدثين عن فيلم «كوبرا» الذي يعرض حالياً في صالات السينما و دورك فيه؟ - انتهينا من تصوير الفيلم العام الماضي وكنت حاملاً بابني الثاني جاد والفيلم من كتابة وإخراج دانيال حبيب الذي تعجبني طريقته في العمل وقد تواصل معي ومع عدد من الممثلين وكان يُفترض أن يكون فيلماً قصيراً لأن ميزانية الأفلام كما هو معروف عالية جداً.. هذا النوع من الأفلام نادر جداً في لبنان ولكنه منتشر ومعروف عالمياً وهو من نوع الأكشن وتدور قصته حول المافيات والعصابات والانتقام وطريقة إخراجه غريبة جداً عن الأفلام اللبنانية وألعب فيه دور فتاة شريرة مع أن الناس عادة يعرفونني بأدوار الفتاة البريئة لأن وجهي يوحي بالبراءة ولكن شخصيتي في «كوبرا» غامضة وتاريخها ليس نظيفاً. * يعتبر الكثيرون أن السينما فقدت الكثير من رصيدها بوجود المنصات.. ما رأيك؟ - الدنيا تغيرت وفي حين أننا كنا نعتقد أن هناك ثوابت معينة لا يمكن أن تتغير تبيّن أن لا شيء ثابتاً في الحياة. السينما تراجعت وتحول عرض الأفلام من الصالات إلى المنصات التي تشتري الأفلام ويشاهدها الناس في بيوتهم ولكن هذا الأمر أفقد السينما بريقها ولم نعد نشاهد الأفلام في الصالات وعلى شاشات كبيرة ولكنني لا أعرف ما إذا كان هناك إمكانية للعودة مجدداً إلى الحالة السينمائية التي كنا نعرفها ونحبها ولكن في نفس الوقت فإن هذا الأمر يؤكد على أهمية المضمون بعيداً عن الشكل أي مكان العرض والشعور الجميل الذي نعيشه عندما نشاهد الأفلام على الشاشة الكبيرة والمؤثرات الصوتية التي تملأ المكان، لكن الناس يدركون أهمية الأفلام ولذلك هم يسارعون إلى مشاهدتها على المنصة. تجربة «ع أمل» * برعتِ في دورك في مسلسل «ع أمل» وهو آخر عمل شاركتِ فيه تلفزيونياً، ولكن هل تشعرين أنك مظلومة تلفزيونياً؟ - لا شك أن مسلسل «ع أمل» الذي عرض قبل عامين شكَّل ظاهرة فنية كبيرة، حتى أن الممثلين الذين شاركوا فيه أكدوا أنهم ذاقوا من خلاله طعم نجاح مختلفاً وأكبر من النجاح الذي لمسوه في أعمالهم السابقة، لأن الناس تعاطفوا مع المسلسل ومع شخصياته بطريقة جنونية وكانت تصلني يومياً رسائل من الناس تسألني عن الدور ومصير «رهف»، كما كانوا يرسلون لي الفيديوهات على «إنستغرام» وهم يبكون لأنهم تأثروا كثيراً لموتها، ومرحلة «ع أمل» كانت فترة جميلة جداً ومفعمة بالمشاعر بالنسبة لنا جميعاً، لكنني لا أشعر أنني مظلومة تلفزيونياً ولا أحب استخدام هذه الكلمة حتى في الحياة العادية ولا من يلصق بنفسه تهمة المظلومية، أنا أؤمن بأن الإنسان قادر على تحقيق كل ما يريده وما يتمناه وبعد مرور فترة بأس بها على وجودي في المجال يمكنني القول إنني حققت كل ما أريده منه لأنني امرأة تحب الحياة العائلية ولذلك أعطيت الأولوية لعائلتي ولو أنني كنت أرغب فعلاً بالوصول لأدوار البطولة والحضور أكثر من غيري على الساحة لكنت سعيت لتحقيق هذا الهدف لأن هذه المسألة تحتاج إلى الكثير من المثابرة والجهد سواء على مستوى «السوشيال ميديا» أو المعارف ويوجد لدي إصرار على الوصول إليه ولكنني لا أفكر بهذه الطريقة وهذا ليس هدفي بل الأفضلية هي لحياتي العائلية التي أعطيتها الأولوية وأنجبت ابني الأول قبل نحو سبع سنوات ونصف وأمضيت الكثير من الوقت معه ثم أنجبت ابني الثاني قبل عدة أشهر وهما يأخذان الكثير من وقتي والكل يعرف أن العائلة تحتاج إلى الكثير من الجهد والوقت وأيضاً الكثير من التركيز وصحيح أنني أركز على عملي أيضاً ولكن تركيزي الأكبر يصب في مصلحة العائلة لأن التمثيل هوايتي في الحياة والعمل الذي أحب أن أمارسه، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى أنا أفضِّل المسرح على أي مجال آخر. الأعمال المعربة * ما رأيك بمستوى الأعمال المعربة؟ - أحياناً أنا لا أفهم سبباً لتعريب هذه الأعمال؛ لأن قصصها من واقع المجتمع التركي وأفضل عليها المشاركة في عمل يعكس واقع مجتمعاتنا العربية.. صحيح أن المشاكل يمكن أن تكون مشتركة بين المجتمعات ولكن هناك فرقاً في تفاصيل صغيرة تمنح كل مجتمع خصوصية معينة. * ما هي مشاريعك للفترة المقبلة؟ - يوجد عمل تلفزيوني يتم التحضير له وعمل مسرحي جديد للعام المقبل.. كل مشاريعي قيد التحضير وأنا لدي طفل صغير ولا أريد أن أقصِّر في شيء.


الاتحاد
منذ 6 أيام
- الاتحاد
مهرجانات الرطب وحفاوتنا بالنخيل
مهرجانات الرطب وحفاوتنا بالنخيل مع إكمال مهرجان ليوا للرطب دورتَه الـ21 وتنظيم 3 مهرجانات أخرى في دبي والذيد وعجمان، خلال الصيف الجاري، لم أستغرب هذه الحفاوة الإماراتية بالشجرة المباركة وثمارها الطيبة، فلقد شكلت النخلة رمزاً للخير في وجداننا وركناً من أركان الهوية، وركيزةً للأمن الغذائي. ومثل هذه المهرجانات تجسّد نهجَ الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، بترسيخ الهوية الوطنية وغرس القيم التراثية الأصيلة في نفوس أبناء المجتمع، كما تعكس المكانة التاريخية للنخيل وتؤكد ضرورة المحافظة عليه، وتعزز رؤية الإمارات في دعم الموروث كمصدر إلهام مجتمعي. لا شك في أن النخلة لها شأن عظيم، فقد ذُكرت في القرآن الكريم وفي السنّة النبوية وتناولها الشعراء في أشعارهم، وارتبطت بالحضارات الأولى قبل نحو 5000 سنة، والتمر يشكل أهم مصدر غذائي في المناطق الصحراوية. والنخلة يؤكل ثمرها رطباً ويابساً، ويستخدم جذعها وأوراقها كمواد للبناء، وتستعمل أوراقها في صناعة السلال والحصير، وألياف النخلة تستخدم في صنع الحبال، ونواتها تستخدم كطعام للبهائم ويمكن أن تستخدم كوقود. فهي إذن مصدر للغذاء والكساء ومواد البناء، عاش عليها آباؤنا وأجدادنا وما زلنا نعيش نحن على رطبها في الصيف وتمرها في الشتاء. ومنذ عصور قديمة اعتبر العربي النخلةَ صديقتَه التي وقفت إلى جانبه على مر العصور، في مواجهة صعوبات الحياة وقسوة المناخ، فكانت مصدر الخير له، ووسيلته للحصول على الطعام والمواد التي كان يستخدمها في حياته. ويقول المؤرخ و. بارفيلد: «لو لم يوجد نخيل البلح، لكان تمدد الجنس البشري وتوسعه نحو المناطق القاحلة والحارة من العالم أكثر صعوبة، فالبلح لم يؤمّن الغذاء والطاقة بشكل يسهل تخزينه وحمله ونقله خلال رحلات طويلة في الصحراء فحسب، بل خلق موطناً للناس للعيش، عبر تأمين الظل والحماية من رياح الصحراء. كل أجزاء النخلة لها فائدة معينة». والإمارات من أكثر دول العالم اهتماماً بزراعة النخيل، حيث دخلت موسوعة «غينيس» في عام 2009 بأكثر من 40 مليون نخلة، كما حلّت في المرتبة الثالثة عالمياً في تصدير التمور عام 2021، بإجمالي صادرات بلغ 261.42 ألف طن، بقيمة تقارب المليار درهم. والأرقام في تصاعد، فالرطب والتمور الإماراتية تشهد إقبالاً متزايداً في الأسواق العالمية، وقد أصبحت من المنتجات الزراعية الوطنية التي يتم تصديرها إلى العديد من الدول حول العالم. ووفق مصادر الأمم المتحدة، يوفر امتلاك 10 أشجار من نخيل التمر دخلاً حده الأدنى 500 دولار أميركي للزيادة المطّردة في استهلاك التمور حول العالم، ومن ثمّ أصبح التمر محصولاً مدرّاً للمال الوفير في مناطق إنتاجه. ما سبق يؤكد أن زراعة النخيل لم تعد مجرد موروث ثقافي أو تراثي انتقل إلينا من الأجيال السابقة، بل أصبحت اليوم من الأعمدة الاقتصادية الحيوية التي تسهم بشكل مباشر في دعم صادرات الدولة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة. ويمثل الرطب عنصراً مهماً وفق رؤية الدولة وخططها المستقبلية، إذ يُصنف التمر من بين 18 صنفاً غذائياً أساسياً حددتها الإستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي 2051، بناءً على معايير تشمل القدرة على الإنتاج والتغذية والحاجة المحلية. واللافت أن المهرجانات لا تحتفي بالرطب فقط، بل تدعم المزارعين اقتصادياً، وتوفر منصات مهمة لتصريف الإنتاج وإبرام الصفقات، إلى جانب الجوائز المجزية والمسابقات التي تحفّز التنافس والإبداع الزراعي، كما تُعد ملتقيات علمية تسهم في تطوير المعرفة والخبرة في مجال زراعة النخيل من خلال ورش العمل والبرامج التثقيفية. لا شك في أن الحدثَ يشكل رسالةً اجتماعيةً ووطنيةً، تهدف إلى ترسيخ ارتباط الإنسان بأرضه، وبالموروث الذي هو جزء كبير من هويته، ويسهم في إرساء قيم التعاون والانتماء من خلال أنشطته التي تهدف لصون التراث ونقله للأجيال الجديدة. ولأن النخلة تُعد رمزاً للهوية، وضعت الإمارات صورتها على إحدى عملاتها النقدية واختارتها بعض الدول العربية كشعار لها، مثل السعودية وموريتانيا، كما تسعى العديد من دول المنطقة إلى ضم النخيل إلى قائمة التراث الثقافي غير المادي لليونسكو. النخلة إذن ليست مجرد شجرة، بل رمز للكرم والجذور والارتباط بين الأجيال، وهي حاضرة دائماً في منازلنا، وخلف كل نخلة شامخة، وكل ثمرة رطب طيبة، حكايةٌ تُروى عن وطن آمن بأن الزراعة حضارة، وأن الحفاظ على التراث هو استثمار في الهوية. إن مهرجانات الرطب لم تعد مجرد فعاليات موسمية، بل أصبحت أعياداً وطنية لتمجيد النخلة، وتكريم مَن يغرسها، والاحتفاء بمن يرعاها، وتمكين مَن يبني بها مستقبل الغذاء والاقتصاد في بلادنا.