
صبحة الخييلي: البادية علمتنا السعادة والرضا بأقل الأشياء
أكدت الشيخة صبحة الخييلي أن حياة أهل الإمارات قديماً، رغم صعوبتها وقسوتها في بعض الأحيان، إلا أن الناس كانوا فيها سعداء، ويتمتعون بالرضا والقناعة، معربة عن إيمانها بأن أكثر ما يبعث السعادة في نفس الإنسان هو وجوده بين أهله وعائلته وأصدقائه، وأن تربطه بهم علاقات محبة صادقة، وشددت على أنه لا يوجد مستحيل، لذا على الإنسان أن يسعى لترك بصمة وأثر في الحياة من حوله.
وأضافت الشيخة صبحة الخييلي - خلال الجلسة الحوارية التي نظمها جناح «بحر الثقافة»، ضمن مشاركته في معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2025، تحت عنوان «الإبداع في أدب الشيخة صبحة الخييلي.. حكايات وتفاصيل»، وقدمتها الشيخة حمدة بنت سعيد بن حمدان آل نهيان - عن اتجاهها للكتابة، أن الدافع الذي قادها لذلك هو رغبتها في توثيق حياة البادية التي ولدت ونشأت فيها، وتسجيل ملامح تلك الحياة وما تضمنته من عادات وتقاليد وسمات أهلها وأخلاقهم الأصيلة، وللاحتفاء بالجذور وبالأجداد والآباء الذين زرعوا في الأجيال القيم والأخلاق الأصيلة، وعلموهم المهارات و«السنع» من دون مدارس.
وكشفت عن أن ما شجعها على ذلك هو دعم الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، لها منذ البداية، وكذلك تشجيع حفيدتها الشيخة اليازية بنت نهيان آل نهيان، أول سفيرة للثقافة العربية لدى منظمة «الألكسو»، على تدوين مذكراتها وطباعتها، فكان أول كتاب لها بعنوان «وين الطروش؟» الذي قدمت منه نسختين، ثم قدمت مجموعة من الكتب، منها «وين الخيل.. دا العليل»، و«نهيان بن مبارك.. رجل التسامح»، و«عقد اللؤلؤ».
وتابعت الشيخة صبحة الخييلي: «ولدت وترعرعت في البادية، وأتذكر جيداً أهم المعالم في كل مكان في البادية، وأميز أشجارها شجرةً شجرة، وعراقيبها عرقوباً عرقوباً، وأغلبها لايزال موجوداً إلى الآن، وبعض هذه الأشجار كان كبيراً وقوياً، فكنا نستخدمها أوتاداً نربط بها البيوت لنسندها، وأشجار الغاف كانت مثمرة بالخريط، وكنا نأخذ منها ونطعم حلالنا، ولطالما لعبنا تحتها وجلسنا نستظل بظلها وقت القيلولة، كما كانت الغنم تقيل تحتها».
واستعرضت مزيداً من ملامح حياة البادية كما ارتسمت في ذاكرتها: «كانت أياماً جميلة رغم ما حملته من قساوة، إلا أنها كانت عادية، وليست متعبة بالنسبة لأجدادنا، ونحن الصغار كنا نساعدهم أيضاً في هذه الأعمال الشاقة، فكنا نجلب الحطب من بعيد، ونجلب الماء من البئر في القرب، فتأقلمنا على هذا الوضع حتى لم نعد نشعر بمشقته، كما أننا كنا نستمتع بعد الانتهاء من هذه الأعمال ونحس بالإنجاز الكبير.
وكنا نمشي على الرمال ونحن نرتدي الزرابيل (الجوارب) المصنوعة من صوف الأغنام، والتي تحمينا من البرد في الشتاء، ومن الرمضاء (سخونة الرمل) في الصيف. وكانت تسعدني وأطفال جيلي أبسط الأشياء وأقلها كلفة، كالمطر، الذي يحمل طقوساً وأجواء فرح خاصة به، كانت سعادتنا بالمطر تعم الجميع، صغاراً وكباراً، حيث الكبار يعدون وجبة الأرز المحمر بالتمر (البرنيوش)، احتفالاً بهذه الرحمة، وفي الجانب الآخر، الصغار يتعقبون حشرة جميلة، لونها أحمر مخملي، تنزل مع مياه الأمطار، وكنا نطلق عليها اسم (بنت المطر)».
القراءة.. سبب سعادتي
قالت الشيخة صبحة الخييلي إنها منذ الطفولة كانت تحب التعلم، وعلمت نفسها القراءة بالإصرار والعزيمة، فكانت تجمع الحرف إلى جانب الحرف لتنطق الكلمات، وكلما وقعت في يدها جريدة أو مجلة كانت تقرأها بالكامل، وكان إتقانها القراءة والكتابة سبباً في سعادتها، وأضافت: «شعرت بأنني قد وجدت نفسي، وأثبتت شخصيتي، وأشبعت ما في نفسي، واستمررت في الكتابة سنوات عديدة، وكلما شعرت بأنني أرغب في الكتابة، دونت كل ما يدور في ذهني، سواء كانت أبياتاً شعرية أو من تجارب حياتي، فقد كتبت الكثير من الشعر والقصص والأناشيد النبوية، وعلى مر السنين أصدرت كتباً، وديوان مدائح نبوية، وأحب هذا الديوان كثيراً، لأنه يحتوي على مدائح لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم».
صبحة الخييلي:
. لا يوجد مستحيل، وعلى الإنسان أن يسعى لترك بصمة وأثر في الحياة من حوله.
. ولدت وترعرعت في البادية، وأتذكر جيداً أهم المعالم بكل مكان فيها.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الإمارات اليوم
٠٥-٠٥-٢٠٢٥
- الإمارات اليوم
«بحر الثقافة» على خطى سيدة الحكي.. في «أبوظبي للكتاب»
يشهد معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الـ34، التي تختتم فعالياتها اليوم، مشاركات فاعلة من العديد من الجهات الرسمية والمجتمعية والثقافية في الدولة، إذ تسابق كل منها إلى تنظيم أنشطة وفعاليات تعبر عنها. وضمن المشاركات تبرز مؤسسة بحر الثقافة، التي نجحت خلال الدورة الحالية من المعرض، كما في الإطلالات السابقة لها على مدى 12 عاماً، في إيجاد حالة مميّزة من الحراك الفكري، وليس الثقافي فقط، إذ تنوعت الموضوعات والقضايا التي يطرحها جناح المؤسسة، لتجمع بين الفنون والثقافة وعلم الاجتماع وعلم النفس والإعلام، عبر استضافة كوكبة من المثقفين والمفكرين والفنانين. وأعربت الشيخة روضة بنت محمد بن خالد آل نهيان، رئيسة مؤسسة بحر الثقافة لـ«الإمارات اليوم»، عن سعادتها بالمشاركة في المعرض، وتقديم إضافة حقيقية لبرنامجه، وامتنانها لكل من دعم المؤسسة منذ اليوم الأول عندما كانت مجموعة قراءة صغيرة حتى وصلت إلى مؤسسة حاضنة للفكر والكلمة، ورافد في المسيرة الثقافية في الدولة. وأوضحت أن مؤسسة بحر الثقافة «واصلت هذا العام احتفاءها بالحكاية، كما تحتفي القلوب بالدهشة، إذ فتحت آفاقها ضمن فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2025، لتقدم جلسات فكرية وثقافية تعانق القضايا الراهنة من زوايا غير تقليدية، بروح عربية تنبض بالحوار والإبداع». وأضافت: «كأننا نسبح في فصل جديد من (ألف ليلة وليلة) لنستنطق الحكاية، لا لنسرد فقط، بل لنوقظ المعنى من بين السطور، هذا نهجنا منذ 20 عاماً ونحن نقتفي أثر سيدة الحكي شهرزاد، لكن بطريقتنا الخاصة، إذ يتحاور عشاق الكلمة والمعرفة» من جهتها، أشارت الشيخة شيخة بنت محمد بن خالد آل نهيان، إلى أن المؤسسة حرصت في مشاركتها الحالية على ترجمة شعار «مجتمع المعرفة.. معرفة المجتمع» الذي حمله المعرض بالتزامن مع «عام المجتمع»، واستلهام رؤية وتوجيهات صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، المؤكدة أن المعرفة هي أساس التقدم للمجتمعات، والمعرفة هي عنوان التواصل الحضاري والانفتاح على العالم، والتلاحم، والتعايش الإنساني. وتابعت: «هذه الرؤية التي اتخذتها مؤسسة بحر الثقافة تُعدّ مرتكزاً استراتيجياً تنطلق منه نحو خدمة المجتمع في مجال نشر المعرفة، وتوزيع المحتوى الثقافي لأفراد المجتمع، لتصبح مؤسستنا رائداً وطنياً في ترسيخ وبناء التراكم الثقافي للأجيال حاضراً ومستقبلاً، والعمل على توثيق المعرفة المتنوعة بين مجالات الحياة لكل أطياف المجتمع ومستوياتهم التعليمية والثقافية. وفي (بحر الثقافة) نعي هذا الدور تماماً، وهذا ما يجعلنا نتقدَّم عاماً بعد عام في تفعيل وتنظيم الخدمات والفعاليات والأنشطة الثقافية والمعرفية والاجتماعية التي نسعى من خلالها إلى التكامل مع المؤسسات الوطنية في تنويع الحراك الثقافي في دولة الإمارات». توقيع 5 إصدارات قالت الشيخة حمدة بنت سعيد بن حمدان آل نهيان، إن أعضاء مؤسسة بحر الثقافة كان لهن دور في إثراء المشهد الثقافي، فلم تتوقف مشاركتهن على تلقي الفكر والثقافة، ومناقشة الكتب والإصدارات المختلفة، بل قدمن إنتاجهن الخاص، فشهد جناح المؤسسة هذا العام توقيع خمسة إصدارات لخمسة من الأعضاء تناولت موضوعات مختلفة. روضة بنت محمد: . ممتنون لكل من دعم المؤسسة منذ أن كانت مجموعة قراءة صغيرة، حتى وصلت إلى مؤسسة حاضنة للفكر والكلمة. شيخة بنت محمد: . نسعى في «بحر الثقافة» إلى التكامل مع المؤسسات الوطنية بتنويع الحراك الثقافي في دولة الإمارات.


الاتحاد
٠٤-٠٥-٢٠٢٥
- الاتحاد
أيمن زيدان في «رحلة الوصول إلى عقل هادئ»
فاطمة عطفة (أبوظبي) تابعت مؤسسة «بحر الثقافة»، أول أمس، برنامجها في معرض أبوظبي للكتاب بجلسة بعنوان «رحلة الوصول إلى عقل هادئ»، استضافت فيها الفنان السوري أيمن زيدان، وأدار الحوار معه الأديب ناصر الظاهري، الذي بدأ الندوة بقوله: «طاب مساؤكم في هذا المكان الدافئ بالحب، المؤنّق والمتألق دائماً (بحر الثقافة)، والشكر الطيب لجميع العاملين في هذا المحفل الثقافي، وسعيد جداً بأن نكون بصحبة قامة فنية وأدبية وإنسانية، العزيز والغالي أيمن زيدان. حينما تقرأون (حواجز عابرة)، لا بد أن تقولوا بعد تلك الكلمة المرئية: هكذا سيعبر بكم أيمن زيدان في سهول مدارج مدنه الجميلة، ومدينته الوحيدة التي تسكن شطره الشمالي، دمشق». وتحدث الفنان أيمن زيدان قائلاً: «مساء الخير، مساء الإبداع والألق، لي الشرف أن أكون في هذه المدينة الرائعة، ويشرفني أن ألتقي مع هؤلاء الرائعين المسكونين بشغف الإبداع والثقافة، نحن مررنا - كما يعرف الجميع - بعشر سنوات كانت قاسية على الوطن. وفي الزمن الصعب والزمن الموجع، تطرح دائماً أسئلة جديدة يبحث عبر هذه الأسئلة كل من هو مسكون بالشأن العام عن إجابات، أو أن يعكس صدى البحث عن إجابات»، مؤكداً أن الحرب أوجعته وحاول أن يجيب ببعض الأفلام السينمائية التي قدمها كمخرج أو كممثل، إضافة إلى عدد من المسرحيات حاول أن يقارب فيها كل ما مرت به سوريا من أوجاع. وأوضح قائلاً: «ثم وجدت إجابتي عن كل ما أحس به من أوجاع أن أرميه على هذه الصفحات، وبعد مجموعتي الأولى (ليلة رمادية) كتبت مجموعة (وجوه) و(أوجاع)، و(تفاصيل)، وبعد ذلك توكأت على عصا الذكريات وكتبت (سأصير ممثلاً)، ثم كتبت (حواجز عابرة)، وكنت أريد أن تكون هذه الحواجز مقاربة وجدانية لمجموعة من الوجوه التي أدمتها الحرب، لمجموعة من أولئك الذين ما زالوا يتكئون على عصا ذكرياتهم ليسيروا وهم ينشدون مستقبلاً أكثر إشراقاً». يذكر أن قصص أيمن زيدان في كتابه «حواجز عابرة» الأخير الذي وقعة في دار نبطي للنشر، قصيرة ومكثفة ومحملة بالدلالات والرمزية.


الاتحاد
٣٠-٠٤-٢٠٢٥
- الاتحاد
الإبداع في أدب صبحة الخييلي.. حكايات وتفاصيل
فاطمة عطفة (أبوظبي) تابعت مؤسسة بحر الثقافة برامجها الثقافية في معرض أبوظبي الدولي للكتاب، حيث نظمت عدداً من الجلسات الثقافية عكست غنى البرنامج الثقافي والفني للمؤسسة برئاسة الشيخة روضة بنت محمد بن خالد آل نهيان، ومن بينها جلسة «الإبداع في أدب الشيخة صبحة الخييلي: حكايات وتفاصيل»، التي أدارتها حمدة بنت سعيد، حيث تحدثت في الجلسة الشيخة صبحة الخييلي عن حياة البادية قائلة: «أحتفظ بالكثير من المشاعر والذكريات الجميلة، ولدت وترعرعت في البادية، وأتذكر جيداً أهم المعالم فيها، وأميّز أشجارها شجرةً شجرة، وأغلبها لا يزال موجوداً، وبعض هذه الأشجار كانت كبيرة وقوية، فشجرة الغاف كانت مثمرة بالخريط، وكنّا نأخذ منها ونطعم حلالنا، ولطالما لعبنا تحتها وجلسنا نستظل بظلها وقت القيلولة، كما كانت الغنم تقيل تحتها». وأشارت إلى أنها سكنت وتنقلت مع أهلها في مناطق عدة في بادية أبوظبي، من أهمها: «سويحان، بدع سلمى، بدع مسفر، أم البناديق، الختم، والحفار». وأضافت أنهم سكنوا في ثلاثة موارد، أهمها أم البناديق، مؤكدة أنها كانت أياماً جميلة رغم ما فيها من قسوة وشقاء. وكان الصغار يساعدون الأجداد في الأعمال الشاقة، حيث كانوا يجلبون الحطب من بعيد، ويجلبون الماء من البئر في القرب. وقالت «كنا نمشي على الرمال ونحن نرتدي الزرابيل (جوارب) المصنوعة من صوف الأغنام، والتي تحمينا من البرد في الشتاء، ومن الرمضاء (سخونة الرمل) في الصيف». وأضافت حول تجربتها في القراءة والكتابة: «بدأت بتعليم نفسي بنفسي القراءة بالإصرار والعزيمة وحب المطالعة، جمعت من هذا حرفاً ومن ذاك حرفاً وبنيت لنفسي طريقاً إلى المعرفة، وبحبي للقراءة مهدت الطريق، ووقفت على عتباته، وهذا ما قد فعلته أيضاً مع الكتابة، فأنا أحب الكتابة كثيراً، وأشعر بالفرح عندما أقوم بالكتابة، وهداني ربي لطريق الكتابة، والحمد لله فقد شعرت بأنني قد وجدت نفسي، وأثبت شخصيتي، وواصلت في الكتابة لسنوات عديدة، وكلما شعرت بأنني أرغب في الكتابة، دوّنت كل ما يدور في ذهني، سواء أكانت أبياتاً شعرية أو من تجارب حياتي، وقمت بإعطاء نفسي فرصة للتعبير عن خواطرها، فقد كتبت الكثير من الشعر والقصص والأناشيد النبوية، وعلى مر السنين أصدرت كتباً وديوان مدائح نبوية، وأحب هذا الديوان كثيراً، لأنه يحتوي على مدائح لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم».