logo
أفغانستان طبيعة ساحرة وتحسن الأمن ينهض بالسياحة

أفغانستان طبيعة ساحرة وتحسن الأمن ينهض بالسياحة

الجزيرة٣٠-٠٤-٢٠٢٥

كابل- تشهد أفغانستان، البلد صاحب التاريخ العريق والطبيعة الخلابة، تحسنا ملحوظا في القطاع السياحي في السنوات الأخيرة، حيث بدأت تجذب أنظار السياح الأجانب والمحليين على حد سواء. ورغم عقود من الصراعات، تبرز البلاد اليوم كوجهة واعدة تجمع بين التراث الثقافي العميق والجمال الطبيعي الساحر، مدعومة بتحسن الأوضاع الأمنية وجهود متزايدة لتطوير القطاع.
تتمتع أفغانستان بطبيعة تجعلها وجهة مثالية لمحبي الجمال الطبيعي، حيث تمتد سلاسل جبال الهندوكوش عبر البلاد، موفرة مناظر بانورامية تخطف الأنفاس، وتضم البلاد الوديان الخضراء والبحيرات الصافية، مثل تلك التي توجد في "بند أمير" (وسط البلاد) في تنوع بيئي نادر، كما تضفي الأنهار الجارية والغابات في مناطق مثل نورستان (شمال شرق) على البلاد طابعا ساحرا يجذب المغامرين والباحثين عن الهدوء.
التاريخ والطبيعة
تتميز أفغانستان بتنوع معالمها التي تعكس تاريخها الغني، ففي مدينة بلخ شمالي البلاد، التي تُعدّ من أقدم المدن في العالم، يمكن للزوار استكشاف بقايا المواقع الأثرية مثل "مسجد التسع قباب". وأما مدينة هرات فتشتهر بقلعتها التاريخية "اختيار الدين" ومسجد الجمعة العريق، اللذين يجذبان عشاق التاريخ. وفي غزنة جنوب غربي العاصمة كابل تبرز المآذن التاريخية التي تعود للعصر الغزنوي (بين القرن الثامن والعاشر الميلادي) كرمز للعظمة المعمارية القديمة.
وأما كابل، فتقدم مزيجا من الحداثة والتراث مع حدائق "باغ بابر" التي أسسها الإمبراطور المغولي ظاهر الدين بابور، بينما تُعدّ بست في ولاية هلمند (جنوب غرب) موطنا لقلعة "قالا بست" الأثرية. وفي ولاية باميان، تظل المنحدرات التي كانت تحتضن تماثيل بوذا الضخمة (قبل تدميرها على يد حركة طالبان في عام 2001) والبحيرات الزرقاء في "بند أمير"، المدرجة ضمن التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة (يونسكو) نقطة جذب رئيسية.
وفي ولاية بدخشان شمالي أفغانستان، نجد الجبال الشاهقة والمناظر الطبيعية.
أفضل المواسم
يُعتبر فصل الربيع (من مارس/آذار إلى مايو/آيار) وفصل الخريف (من سبتمبر/أيلول إلى نوفمبر/تشرين الثاني) أفضل الأوقات لزيارة أفغانستان، حيث تكون الأجواء معتدلة والطبيعة في أوج جمالها، ففي الربيع تتفتح الأزهار وتخضرّ الوديان، بينما يوفر الخريف ألوانا دافئة وجوًا منعشا لاستكشاف المعالم والتنزه في الجبال.
مراحل تطور السياحة
مرت السياحة في أفغانستان بعدة مراحل تاريخية، ففي بداية القرن العشرين كانت البلاد وجهة متميزة، حيث كانت تجذب المسافرين الأوروبيين والآسيويين الذين كانوا يتطلعون لاكتشاف تاريخها العريق وطبيعتها الجميلة. ومع اندلاع الصراعات في السبعينيات والثمانينيات تدهورت السياحة بشكل كبير، مما جعل البلاد وجهة غير مرغوب فيها للسياح.
ومع بداية القرن الحادي والعشرين كانت أفغانستان خاضعة لضغوط اقتصادية وأمنية، إلا أن جهودا استثنائية بذلت في السنوات الأخيرة لتحسين الأوضاع الأمنية والإصلاحات الحكومية، مما ساهم في انتعاش قطاع السياحة. وبدءا من عام 2021 ومع التحسن النسبي في الأمن عادت الحياة لقطاع السياحة، وقد أطلقت الحكومة برامج تهدف لجذب المزيد من الزوار الأجانب والمحليين، مما أدى إلى زيادة أعداد السياح في السنوات الأخيرة.
فمنذ عودة طالبان إلى الحكم في أغسطس/آب 2021، اختفت الاشتباكات المسلحة في معظم المناطق الأفغانية، ما شجع السياح على زيارة البلاد التي كانت تُعتبر في السابق "منطقة خطر". هذا التحول أتاح للحكومة الترويج للمواقع السياحية وتشجيع الاستثمارات في هذا القطاع، كما وضعت سلطات البلاد خطط لدعم انتعاشة السياحة، ومنها تحسين البنية التحتية مثل بناء وتحديث الطرق والفنادق، بالإضافة إلى تطوير مشاريع سياحية جديدة.
كما تهدف الحكومة إلى الحفاظ على المعالم التاريخية وتعزيز دورها في جذب السياح الدوليين، مع التركيز على تسهيل الإجراءات الخاصة بالتأشيرة، وتعزيز الأمان في جميع أنحاء البلاد. علاوة على ذلك، تعمل الحكومة على الترويج لأفغانستان كوجهة عبر الحملات الإعلامية والاتفاقات مع شركات السياحة العالمية لجذب المزيد من الزوار.
ماذا تقول الأرقام؟
تشير التقارير إلى ارتفاع مطرد في أعداد السياح الأجانب خلال السنوات الأخيرة، ففي عام 2024 سجلت أفغانستان زيارة أكثر من 6 آلاف سائح أجنبي وفقا لإحصائيات وزارة الثقافة والإعلام، مقارنة بقرابة ألفي شخص فقط في عام 2021.
وذكر مسؤولون في وزارة الثقافة والإعلام الأفغانية في تصريحات للجزيرة نت أن عدد السياح الأجانب والمحليين زاد في عام 2024، إذ زار البلاد أكثر من 6 آلاف أجنبي، في حين سجلت الوزارة أكثر من 9 ملايين سائح داخلي. ويُعزى هذا النمو إلى تحسن الأوضاع الأمنية واستمرار جهود الحكومة لدعم قطاع السياحة. كما أشار المسؤولون أنفسهم إلى أن هذا التطور في القطاع السياحي لم يقتصر فقط على زيادة أعداد الزوار، بل شمل أيضا تنشيط العديد من الشركات السياحية في مختلف أنحاء البلاد، مع تسجيل حوالي 3 آلاف شركة سياحية.
وقدمت وزارة الثقافة والإعلام الأفغانية خططا لتطوير السياحة تشمل توسيع وتحديث المنشآت السياحية، مثل بناء فنادق جديدة في مناطق سياحية مشهورة، إضافة إلى تحسين تسهيلات السفر مثل تبسيط إجراءات التأشيرة وتهيئة بيئة آمنة للسياح. كما تعمل سلطات كابل على تعزيز تسويق أفغانستان كوجهة عبر الحملات الإعلامية بالتعاون مع شركات السياحة العالمية.
على لسان سياح
أعرب عدد من السياح الإيطاليين الذين جاؤوا لزيارة المعالم التاريخية في ولاية بلخ (شمال غرب) عن رضاهم عن الأمن الذي تم فرضه في هذه الولاية. وقد عبر لوكا وهو سائح إيطالي وصل إلى بلخ مع مجموعة من تسعة أشخاص، عن اهتمامه بتقاليد وعادات الشعب الأفغاني قائلاً "أشعر براحة كبيرة. أجد نفسي مرتاحا جدا في الملابس الأفغانية. هذه الملابس جيدة جدا في الطقس الحار، حقا هذه الملابس مصممة بما يتناسب مع مناخ أفغانستان".
وأضاف لوكا "عندما أعود إلى إيطاليا سأخذ هذه الملابس معي أيضا"، وقد زارت المجموعة التي كان ضمنها لوكا -منذ بدء زيارتهم لأفغانستان قبل 10 أيام- باميان وهرات وكابل قبل أن يصلوا إلى بلخ.
ويقول روبرتو، وهو سائح إيطالي آخر، إنه "حقا سعيد للغاية لأنني جئت إلى هنا في هذا البلد الجميل، البلد الذي يتمتع بتاريخ طويل وثقافة قديمة جدا".
تحديات قائمة
رغم التقدم، تواجه السياحة في أفغانستان تحديات كبيرة، ومن أبرزها البنية التحتية الضعيفة، بما في ذلك الطرق غير الممهدة والفنادق المحدودة، وهو ما يعيق تجربة السياح. إضافة إلى ذلك فإن تحذيرات السفر التي تصدرها الدول الغربية والعقوبات الدولية على البلاد تؤثر على الاستثمار وتطوير قطاع السياحة.
ويتوقع المراقبون أن تستمر السياحة في النمو، إذا استثمرت الحكومة في تحسين البنية التحتية وتعزيز الترويج الدولي، ومن خطط تحسين هذه البنية مشروع إعادة تطوير منطقة كابل القديمة، والذي يهدف إلى إنعاش المناطق التاريخية وجذب المزيد من الزوار إلى العاصمة الأفغانية.
عير أن الطرق الريفية غير الممهدة تجعل التنقل بين المدن صعبا، كما ان الفنادق غالبا متواضعة وقليلة العدد خارج العاصمة كابل ومدينة هرات. مع ذلك بدأت شركات سياحية محلية بالظهور لتلبية الطلب المتزايد، وهناك خطط لتحسين مطار كابول الدولي لاستقبال رحلات أكثر.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أفغانستان طبيعة ساحرة وتحسن الأمن ينهض بالسياحة
أفغانستان طبيعة ساحرة وتحسن الأمن ينهض بالسياحة

الجزيرة

time٣٠-٠٤-٢٠٢٥

  • الجزيرة

أفغانستان طبيعة ساحرة وتحسن الأمن ينهض بالسياحة

كابل- تشهد أفغانستان، البلد صاحب التاريخ العريق والطبيعة الخلابة، تحسنا ملحوظا في القطاع السياحي في السنوات الأخيرة، حيث بدأت تجذب أنظار السياح الأجانب والمحليين على حد سواء. ورغم عقود من الصراعات، تبرز البلاد اليوم كوجهة واعدة تجمع بين التراث الثقافي العميق والجمال الطبيعي الساحر، مدعومة بتحسن الأوضاع الأمنية وجهود متزايدة لتطوير القطاع. تتمتع أفغانستان بطبيعة تجعلها وجهة مثالية لمحبي الجمال الطبيعي، حيث تمتد سلاسل جبال الهندوكوش عبر البلاد، موفرة مناظر بانورامية تخطف الأنفاس، وتضم البلاد الوديان الخضراء والبحيرات الصافية، مثل تلك التي توجد في "بند أمير" (وسط البلاد) في تنوع بيئي نادر، كما تضفي الأنهار الجارية والغابات في مناطق مثل نورستان (شمال شرق) على البلاد طابعا ساحرا يجذب المغامرين والباحثين عن الهدوء. التاريخ والطبيعة تتميز أفغانستان بتنوع معالمها التي تعكس تاريخها الغني، ففي مدينة بلخ شمالي البلاد، التي تُعدّ من أقدم المدن في العالم، يمكن للزوار استكشاف بقايا المواقع الأثرية مثل "مسجد التسع قباب". وأما مدينة هرات فتشتهر بقلعتها التاريخية "اختيار الدين" ومسجد الجمعة العريق، اللذين يجذبان عشاق التاريخ. وفي غزنة جنوب غربي العاصمة كابل تبرز المآذن التاريخية التي تعود للعصر الغزنوي (بين القرن الثامن والعاشر الميلادي) كرمز للعظمة المعمارية القديمة. وأما كابل، فتقدم مزيجا من الحداثة والتراث مع حدائق "باغ بابر" التي أسسها الإمبراطور المغولي ظاهر الدين بابور، بينما تُعدّ بست في ولاية هلمند (جنوب غرب) موطنا لقلعة "قالا بست" الأثرية. وفي ولاية باميان، تظل المنحدرات التي كانت تحتضن تماثيل بوذا الضخمة (قبل تدميرها على يد حركة طالبان في عام 2001) والبحيرات الزرقاء في "بند أمير"، المدرجة ضمن التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة (يونسكو) نقطة جذب رئيسية. وفي ولاية بدخشان شمالي أفغانستان، نجد الجبال الشاهقة والمناظر الطبيعية. أفضل المواسم يُعتبر فصل الربيع (من مارس/آذار إلى مايو/آيار) وفصل الخريف (من سبتمبر/أيلول إلى نوفمبر/تشرين الثاني) أفضل الأوقات لزيارة أفغانستان، حيث تكون الأجواء معتدلة والطبيعة في أوج جمالها، ففي الربيع تتفتح الأزهار وتخضرّ الوديان، بينما يوفر الخريف ألوانا دافئة وجوًا منعشا لاستكشاف المعالم والتنزه في الجبال. مراحل تطور السياحة مرت السياحة في أفغانستان بعدة مراحل تاريخية، ففي بداية القرن العشرين كانت البلاد وجهة متميزة، حيث كانت تجذب المسافرين الأوروبيين والآسيويين الذين كانوا يتطلعون لاكتشاف تاريخها العريق وطبيعتها الجميلة. ومع اندلاع الصراعات في السبعينيات والثمانينيات تدهورت السياحة بشكل كبير، مما جعل البلاد وجهة غير مرغوب فيها للسياح. ومع بداية القرن الحادي والعشرين كانت أفغانستان خاضعة لضغوط اقتصادية وأمنية، إلا أن جهودا استثنائية بذلت في السنوات الأخيرة لتحسين الأوضاع الأمنية والإصلاحات الحكومية، مما ساهم في انتعاش قطاع السياحة. وبدءا من عام 2021 ومع التحسن النسبي في الأمن عادت الحياة لقطاع السياحة، وقد أطلقت الحكومة برامج تهدف لجذب المزيد من الزوار الأجانب والمحليين، مما أدى إلى زيادة أعداد السياح في السنوات الأخيرة. فمنذ عودة طالبان إلى الحكم في أغسطس/آب 2021، اختفت الاشتباكات المسلحة في معظم المناطق الأفغانية، ما شجع السياح على زيارة البلاد التي كانت تُعتبر في السابق "منطقة خطر". هذا التحول أتاح للحكومة الترويج للمواقع السياحية وتشجيع الاستثمارات في هذا القطاع، كما وضعت سلطات البلاد خطط لدعم انتعاشة السياحة، ومنها تحسين البنية التحتية مثل بناء وتحديث الطرق والفنادق، بالإضافة إلى تطوير مشاريع سياحية جديدة. كما تهدف الحكومة إلى الحفاظ على المعالم التاريخية وتعزيز دورها في جذب السياح الدوليين، مع التركيز على تسهيل الإجراءات الخاصة بالتأشيرة، وتعزيز الأمان في جميع أنحاء البلاد. علاوة على ذلك، تعمل الحكومة على الترويج لأفغانستان كوجهة عبر الحملات الإعلامية والاتفاقات مع شركات السياحة العالمية لجذب المزيد من الزوار. ماذا تقول الأرقام؟ تشير التقارير إلى ارتفاع مطرد في أعداد السياح الأجانب خلال السنوات الأخيرة، ففي عام 2024 سجلت أفغانستان زيارة أكثر من 6 آلاف سائح أجنبي وفقا لإحصائيات وزارة الثقافة والإعلام، مقارنة بقرابة ألفي شخص فقط في عام 2021. وذكر مسؤولون في وزارة الثقافة والإعلام الأفغانية في تصريحات للجزيرة نت أن عدد السياح الأجانب والمحليين زاد في عام 2024، إذ زار البلاد أكثر من 6 آلاف أجنبي، في حين سجلت الوزارة أكثر من 9 ملايين سائح داخلي. ويُعزى هذا النمو إلى تحسن الأوضاع الأمنية واستمرار جهود الحكومة لدعم قطاع السياحة. كما أشار المسؤولون أنفسهم إلى أن هذا التطور في القطاع السياحي لم يقتصر فقط على زيادة أعداد الزوار، بل شمل أيضا تنشيط العديد من الشركات السياحية في مختلف أنحاء البلاد، مع تسجيل حوالي 3 آلاف شركة سياحية. وقدمت وزارة الثقافة والإعلام الأفغانية خططا لتطوير السياحة تشمل توسيع وتحديث المنشآت السياحية، مثل بناء فنادق جديدة في مناطق سياحية مشهورة، إضافة إلى تحسين تسهيلات السفر مثل تبسيط إجراءات التأشيرة وتهيئة بيئة آمنة للسياح. كما تعمل سلطات كابل على تعزيز تسويق أفغانستان كوجهة عبر الحملات الإعلامية بالتعاون مع شركات السياحة العالمية. على لسان سياح أعرب عدد من السياح الإيطاليين الذين جاؤوا لزيارة المعالم التاريخية في ولاية بلخ (شمال غرب) عن رضاهم عن الأمن الذي تم فرضه في هذه الولاية. وقد عبر لوكا وهو سائح إيطالي وصل إلى بلخ مع مجموعة من تسعة أشخاص، عن اهتمامه بتقاليد وعادات الشعب الأفغاني قائلاً "أشعر براحة كبيرة. أجد نفسي مرتاحا جدا في الملابس الأفغانية. هذه الملابس جيدة جدا في الطقس الحار، حقا هذه الملابس مصممة بما يتناسب مع مناخ أفغانستان". وأضاف لوكا "عندما أعود إلى إيطاليا سأخذ هذه الملابس معي أيضا"، وقد زارت المجموعة التي كان ضمنها لوكا -منذ بدء زيارتهم لأفغانستان قبل 10 أيام- باميان وهرات وكابل قبل أن يصلوا إلى بلخ. ويقول روبرتو، وهو سائح إيطالي آخر، إنه "حقا سعيد للغاية لأنني جئت إلى هنا في هذا البلد الجميل، البلد الذي يتمتع بتاريخ طويل وثقافة قديمة جدا". تحديات قائمة رغم التقدم، تواجه السياحة في أفغانستان تحديات كبيرة، ومن أبرزها البنية التحتية الضعيفة، بما في ذلك الطرق غير الممهدة والفنادق المحدودة، وهو ما يعيق تجربة السياح. إضافة إلى ذلك فإن تحذيرات السفر التي تصدرها الدول الغربية والعقوبات الدولية على البلاد تؤثر على الاستثمار وتطوير قطاع السياحة. ويتوقع المراقبون أن تستمر السياحة في النمو، إذا استثمرت الحكومة في تحسين البنية التحتية وتعزيز الترويج الدولي، ومن خطط تحسين هذه البنية مشروع إعادة تطوير منطقة كابل القديمة، والذي يهدف إلى إنعاش المناطق التاريخية وجذب المزيد من الزوار إلى العاصمة الأفغانية. عير أن الطرق الريفية غير الممهدة تجعل التنقل بين المدن صعبا، كما ان الفنادق غالبا متواضعة وقليلة العدد خارج العاصمة كابل ومدينة هرات. مع ذلك بدأت شركات سياحية محلية بالظهور لتلبية الطلب المتزايد، وهناك خطط لتحسين مطار كابول الدولي لاستقبال رحلات أكثر.

لوفيغارو: حكومة طالبان تعتمد على السياحة للتخفيف من عزلتها
لوفيغارو: حكومة طالبان تعتمد على السياحة للتخفيف من عزلتها

الجزيرة

time٢٣-١٢-٢٠٢٤

  • الجزيرة

لوفيغارو: حكومة طالبان تعتمد على السياحة للتخفيف من عزلتها

قالت صحيفة لوفيغارو الفرنسية في تقرير بقلم مراسلتها في كابل مارغو بن، إن عدد الزوار الأجانب في أفغانستان ارتفع من 691 زائرا عام 2021 إلى 7000 العام الماضي حسب الإحصاءات الرسمية. ورأت الصحيفة أن حث المنظمات غير الحكومية للدول على إعادة التواصل مع حكومة طالبان بدأ يكتسب المزيد من الزخم، رغم أن البلد لا يزال مبعدا بشكل أو بآخر عن الساحة الدبلوماسية. ورغم مشاركة حكومة حركة طالبان في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ الأخير "كوب 29" (COP29)، فإن البلاد لا تزال مستبعدة بشكل عام من المجتمع الدولي، ومع ذلك نجحت في جذب السياح من جميع أنحاء العالم، حتى من المؤثرين الذين يمتدحون السلامة التي يشعرون بها أثناء سفرهم إلى البلاد. عوامل مشجعة وتقول السائحة الألمانية الشابة آنا عند وصولها إلى مطار كابل "جئت لأنني مفتونة بآسيا الوسطى، وقرأت على الإنترنت أن حركة طالبان تدعو السياح لزيارة هذه البلدان"، وأضافت "غدا سأذهب لرؤية عاصمة طالبان"، وهي تعني مدينة قندهار مهد الحركة وحيث يقيم زعيمها هيبة الله آخوند زاده. وسألت آنا وهي تجلس في أحد المطاعم الراقية مرشدها الذي كان يعمل في ظل النظام السابق في منظمة تعمل على تعزيز الحوار بين المجموعات العرقية المختلفة: "هل تعتقد أنني سأتمكن من مقابلة أمير طالبان؟"، وزادت "لكنني لا أعرف ماذا أقول له"، وقد أخبرها أن الرجل لا يظهر أبدا في الأماكن العامة. ولا يبدو أن التحديات اللوجستية تثبط من حرص المصطافين على رؤية المواقع التاريخية والثقافية في أفغانستان، رغم أن تأشيرات الدخول باهظة الثمن والعديد من السفارات الأفغانية في كثير من الدول الغربية أغلقت أبوابها. مناخ جيد ولكن بعض الشركات نجحت في تنشيط هذا المجال، مثل "إنتايمد بوردرز" المتخصصة في السياحة في ما يسمى بالمناطق المعرضة للخطر، كما ظهرت أيضا وكالات سفر محلية مثل وكالة المترجم السابق مسعود، الذي أصبح وسيطا للصحفيين الأجانب. يقول مسعود للوفيغارو: "كان هناك عدد قليل من وسائل الإعلام ولكن عدد السياح في تزايد. في سنة واحدة استقبلت نحو 100 مسافر. عملائي يأتون من آسيا، لكن معظمهم يأتون من الغرب من المملكة المتحدة وألمانيا وبولندا وسويسرا. تبلغ تكلفة الإقامة لمدة أسبوع ما بين 100 و3 آلاف دولار للشخص الواحد". وتابعت الصحيفة الفرنسية أنه إذا بدا أن حكام كابل نجحوا في جذب السياح، مع عدد من المؤثرين الذين سارعوا إلى وصف المناخ الأمني ​​الجيد للغاية، وكرم الضيافة الذي تتمتع به حركة طالبان، إلا أنه في معظم المقاهي والمطاعم لا يتم الترحيب بالنساء إلا برفقة قريب ذكر. ففي سلايس، وهو مقهى عصري يبيع الكعك والكابتشينو للطبقة الوسطى في كابل، خصصت مساحة مظلمة صغيرة للنساء وفي مكان غير بعيد منه، تجتمع الشابات لالتقاط صور شخصية والاسترخاء قليلا في الحديقة الجميلة في المناطق "المخصصة للعائلات"، ويوجد استثناء في زيافات حيث تعمل نادلات.

5 مدن ساحرة على نهر الراين لم تسمع بها سابقا
5 مدن ساحرة على نهر الراين لم تسمع بها سابقا

الجزيرة

time٠٤-١١-٢٠٢٤

  • الجزيرة

5 مدن ساحرة على نهر الراين لم تسمع بها سابقا

السياحة في ألمانيا لا تعني التجوال فقط في المدن الكبرى، فهناك بلدات ومدن صغيرة تملك ما يكفي من المقومات السياحية لتكون مقصدا للزوار، خصوصا للراغبين في تفادي الازدحام وغلاء أسعار الفنادق في المدن الكبرى. نأخذكم في جولة على نهر الراين الذي يعبر غرب ألمانيا، حيث يمكنكم قيادة السيارة أو ركوب القطار، والخيار الأفضل ركوب السفينة، لاكتشاف بعض المدن والبلدات الصغيرة، القاسم المشترك الأول بين تلك المدن أنها تطل على نهر الراين، والثاني أنها تتيح لك زيارتها في رحلة واحدة قد لا تتجاوز يومين. مدينة بينغن وفي مدينة بينغن بولاية راينلند بالاتينات بإمكانك قضاء استراحة خاصة جدا، فإذا كنت من عشاق الصور البانورامية، فهذا المكان لك، وإذا أحببت، يمكنك تأجير دراجة هوائية لتكتشف الجمال الذي يحيط بالمدينة، ومن ذلك الغابات والمروج وحدائق العنب والإطلالات المتعددة على نهر الراين. تُعرف بينغن أكثر بالمعلم التاريخي، برج الفأر، الذي يقف على شبه جزيرة صغيرة على ضفاف الراين، هذا البرج هو منبع أساطير عن تاريخ الراين، لكن الحقيقة المؤكدة أن بناؤه يعود إلى عام 1300، لأغراض تخص المراقبة. دُمر البرج خلال ما عرف بحرب الثلاثين عاما (حرب دينية شاركت فيها جلّ قوات أوروبا حينها ووقعت معظم المعارك في أراضي ألمانيا)، لكن أعيد ترميمه لاحقا، واستخدم لاحقا في الملاحة البحرية. تحتضن بينغن معلمًا آخر هو قلعة كلوب، وهي أعلى بناء في المدينة المصنفة ضمن التراث الثقافي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو)، شيدت القلعة في القرن الثالث عشر، لأغراض تخص الحواجز الجمركية للتجارة النهرية للسلالة التي كانت تحكم المنطقة، لكنها تعرضت للتدمير عدة مرات، وتحولت إلى أنقاض في القرن الـ19، غير أن جهودا محلية أعادت بناءها، وهي اليوم متاحة للزيارة مجانا. التوأم سانكت غوار-سانكت غوارهويزن وبعد زيارة بينغن تكمل طريقك نحو الشمال، وبعد حوالي 30 كيلومترا، تصل إلى مدينتين صغيرتين، الأولى هي سانكت غوار، وهي الأكبر، ثم شقيقتها التي أضيفت لها كلمة "هويزن"، يفصل بينهما نهر الراين، فعلى اليسار ستجد سانكت غوار، وعلى يمينها شقيقتها الصغرى. يمكن التنقل بين المدينتين بواسطة العبارة، حيث تسحرك القلاع المحيطة بها، والأشهر هي قلعة راينفيلس، وهي من أكبر القلاع في غرب ألمانيا، حيث يمكنك الدخول بـ 6 يوروهات لكل فرد، مع مجانية الدخول للأطفال أقل من 5 سنوات، ويوجد بالقلعة فندق يحمل اسمها يوفر إقامة بأسعار معقولة. بُنيت هذه القلعة في القرن الـ13، وتطورت هندستها ومعمارها على مدار قرون، وبقيت صادمة خلال الحروب التي ضربت البلد، وفيها قلعة جميلة اسمها كاتس، لكنها مغلقة أمام الزوار، والسبب أنها بيعت لمستثمر ياباني بغرض تحويلها إلى فندق، لكن المشروع لم ير النور وبقيت القلعة مغلقة. مدينة بوبارد ربع ساعة شمال سانكت غوار، تجد نفسك في بوبارد، وتختزل هذه المدينة ذاكرة من التاريخ الروماني التي شهدته مناطق نهر الراين، واسمها القديم مشتق من كلمة الحصن، الذي أقامه الرومان هنا. لا تزال لحد الآن القلعة الرومانية في المدينة شاهدة على هذا التاريخ، إذ يمكنك زيارتها مجانا واكتشاف أطلال بقيت صامدة لقرون، وتعد الآن أفضل ما تبقى من القلاع الرومانية في ألمانيا، إذ ترتفع أسوارها بعلو 9 أمتار. كجل المدن التاريخية، لدى بوبارد مدينة قديمة، وسوق مركزي، لكن ما تتفرد به هو منظرين طبيعيين من الأجمل على الإطلاق في نهر الراين، الأول هو منظر "جيديونس إيك"، الذي سمي على اسم الشاعر جيديون فون دير هايد، حيث ستجد مطعما يحمل الاسم نفسه، والثاني هو "فير زين بليك" هذا المكان الخاص يتيح لك مشاهدة ما يعرف بـ "حلقة نهر الراين"، أي ما يظهر كأنها جزيرة تحيط بها حلقة مائية للنهر. ريماغن بعد خمسين دقيقة، على الشمال أيضا، ستصل إلى ريماغن. إذا كنت قد تابعت بعض أحداث نهاية الحرب العالمية الثانية ستكون سمعت بهذه المدينة، فهي معروفة بأطلال جسر لودندورف الذي استولى عليه الجنود الأميركيون في مارس/آذار 1945، ووصفه الجنرال حينها أيزنهاور بقوله "الجسر يساوي وزنه ذهبا". تسببت المعارك الطاحنة في انهيار الجسر خلال نهاية الحرب، ولم تنجح محاولات ترميمه، ليتحول إلى أطلال للذكرى، وإلى متحف يذكر الزوار بتاريخ هذا الجسر الذي يعود بناؤه للحرب العالمية الأولى في عهد القيصر فيلهلم الثاني. لكن ليس هذا وحده الذي سيدعوك إلى زيارة ريماغن، حيث تحتضن هذه المدينة الصغيرة أطلال قلعة رولاندسيك التي أسست في القرن الثاني عشر، والتي لم يبق منها سوى قوس إحدى النوافذ، لكنه اليوم رمز للصورة الرومانسية في نهر الراين، وقرب القوس هناك مطعم يحمل الاسم نفسه. خصوصية ريماغن أنها تأتي على الحدود الشمالية لولاية راينلند بالاتينات، ما يجعلها تطل على ولاية شمال الراين ويستفاليا، الولاية الأكثر اكتظاظا بالسكان، والتي تحتضن مدن كبرى ككولونيا ودوسلدورف. كونيغس فينتر بعيدا عن ريماغن بحوالي 40 دقيقة من قيادة السيارة نحو الشمال، ستكتشف مدينة أخرى صغيرة بالغة الجمال، هي كونيغس فينتر، الواقعة في ولاية شمال الراين ويستفاليا، يعود تاريخها الحديث على أقل تقدير للقرن 14، عندما سميت رسميا بهذا الاسم، لكنها أقدم بكثير ويعود النشاط البشري فيها لما قبل الميلاد. تعرف هذه المدينة برمز التنين، والسبب هو احتضانها لجبل باسم دغاخن فيلز (صخرة التنين)، ضمن سلسلة جبال تحيط بالمدينة معروفة باسم "زيبن بورغه" (الجبال السبعة). في قمة أحد هذه الجبال ستجد أنقاض قلعة تحمل الاسم نفسه (زيبن بورغه)، وقد شهدت هذه القلعة معارك كبيرة لأجل السيطرة عليها، لكن إذا كانت الأطلال لا تكفي لتلبية نهمك، يمكنك زيارة قلعة دراخينبورغ، الموجودة على سفح الجبل نفسه، وهي قلعة حديثة نسبيا تعود للقرن الثامن عشر، وانتقلت من الملكية الخاصة إلى العام، وحاليا هي مفتوحة للزيارة بأسعار جد مناسبة. ولكن أجمل ما في المدينة، هو قطارها العتيق الذي يأخذ إلى قمة جبل دغاخن فيلز، والذي يعد أقدم قطار يسير على سكك حديدية مسننة في ألمانيا، شيد عام 1883، يأخذ إلى القمة ذهابا وإيابا بـ12 يورو. لكن إذا كنت تفضل ممارسة الرياضة والوصول إلى القمة على الأقدام، فستكون تجربة لن تنساها، إذ يقصد عشاق تسلق الجبال (الهايكينغ) منطقة الجبال السبعة لما توفره من طرق مخصصة للمشاة. لا يبعد مطار فرانكفورت الدولي، أكبر مطار في ألمانيا، عن المنطقة التي تضم المدن الخمسة سوى بقرابة 100 كيلومتر، ويمكن الوصول إلى هذه المدن من هذا المطار برحلة على متن القطار تستغرق ما بين ساعة ونصف وساعتين. الفنادق ليست غالية السعر، حيث تبدأ من 70 يورو لليلة الواحدة لغرفة مخصصة لشخصين، وفي حال لم تعجبك الفنادق في هذه المدن الصغيرة، يمكن التوجه مثلا إلى المدن الكبيرة القريبة منها كمدينة كوبلنز، أو مدينة بون.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store