
صراع النووى وحرب التصريحات.. هل تنهار الهدنة بين طهران وتل أبيب؟
في الوقت الذي تتصاعد فيه حدة التصريحات المتبادلة بين الولايات المتحدة وإيران، بات التساؤل المطروح اليوم: هل الهدنة الحالية بين طهران وتل أبيب مجرد محطة مؤقتة قبل جولة جديدة من المواجهة؟
الواقع يشير إلى أن المشهد بات أكثر تعقيدًا، خاصة بعد التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي لوّح فيها مجددًا بإمكانية توجيه ضربات جديدة إلى إيران، مؤكدًا أنه لن يسمح لها بامتلاك اليورانيوم المخصب.
إيران: لا تعاون مع "جروسي".. وتفكيك الثقة مع الوكالة الدولية
في تصعيد لافت، أعلنت إيران يوم السبت حظر دخول المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل ماريانو جروسي إلى أراضيها، متهمة إياه بـ"التجسس لصالح إسرائيل"، ومساهمته في "شرعنة الضربات ضد المنشآت النووية الإيرانية".
وبموجب قانون جديد أقره البرلمان الإيراني، تم منع دخول أي مفتش دولي تابع للوكالة، كما تم حظر أي تعاون حكومي مع جروسي، الذي وُصف من قبل مسؤولين إيرانيين بـ"الجاسوس".
وردّ جروسي ببيان أعرب فيه عن قلقه البالغ من قرار طهران، مؤكدًا أن إيران لا يمكنها من طرف واحد تعليق التعاون، كونها دولة موقعة على معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية.
في جنازة رسمية.. خامنئي يتوعد ويعلن "النصر"
تزامن هذا التصعيد مع تشييع رسمي حاشد لضحايا الغارات الإسرائيلية على طهران، حيث شارك عشرات الآلاف في مراسم الجنازة، وسط أجواء مشحونة بالغضب والتحدي.
وفي أول منشور له منذ بدء الهدنة، كتب المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي عبر منصة "إكس": "على الأمة الإيرانية أن تعلم أن سبب الصراع مع أمريكا هو رغبتهم في استسلام إيران، الأمريكيون ارتكبوا هذه الإهانة الكبرى، ولن يحدث مثل هذا الحدث أبدًا".
ورغم عدم ظهوره العلني، أرسل خامنئي رسالة مسجلة أعلن فيها أن الولايات المتحدة "لم تحقق أي إنجاز" بانضمامها للحرب، مؤكدًا أن ما حدث هو "انتصار لإيران".
ترامب يرد: "أنقذت خامنئي من موت مُذل"
في المقابل، شنّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هجومًا حادًا على خامنئي، في منشور عبر منصته "تروث سوشيال"، قال فيه: "خامنئي يعلم أن تصريحه كاذب.. إيران دُمرت وتم محو 3 من مواقعها النووية بالكامل".
وأضاف ترامب: "كنت أعلم مكان اختبائه، ولم أسمح لإسرائيل أو القوات الأمريكية بإنهاء حياته.. أنقذته من موت بشع ومذل، وليس عليه أن يشكرني".
وفي ظل هذا التصعيد، علّق وزير الخارجية الإيراني بأن على واشنطن "التخلي عن نبرتها العدائية" إذا كانت ترغب في العودة إلى اتفاق نووي، مما زاد من الشكوك حول أي تقدم دبلوماسي محتمل.
هدنة هشة ومخاوف من انزلاق جديد
في هذا السياق، أكد عمرو أحمد، مدير وحدة إيران بالمنتدى الاستراتيجي، أن الهدنة القائمة بين إيران وإسرائيل تُعد "هشة للغاية"، ولا توجد أي ضمانات حقيقية لاستمرار وقف التصعيد.
وأوضح أحمد، في تصريح خاص لـ"الدستور"، أن الحديث عن إمكانية عودة إيران إلى طاولة المفاوضات يواجه عقبة رئيسية تتمثل في أزمة ثقة عميقة بين طهران وواشنطن، مشيرًا إلى أن جذور هذه الأزمة تعود إلى محطتين بالغتي الأهمية.
وأضاف أحمد: "الأولى كانت أثناء التحضيرات لجولة مفاوضات جديدة بشأن الاتفاق النووي في سلطنة عمان، حيث شهدت تلك الفترة تزامنًا مع قصف إسرائيلي، أعقبه تصريح من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أعلن فيه منح إيران مهلة أسبوعين لتحديد موقفها من المشاركة في المفاوضات، ثم جاءت الضربة الجوية ضد المنشآت النووية بعد يومين فقط، وهو ما دفع إيران للتشكيك في جدية أي مفاوضات مستقبلية".
إيران تبحث عن ضامن في المفاوضات
وأضاف، أن إيران تسعى في الوقت الراهن إلى إيجاد طرف ضامن لأي عملية تفاوض مقبلة، قد يكون روسيا أو الصين، لتفادي تكرار ما حدث خلال "حرب الـ12 يومًا".
وتابع أحمد: "اليوم، نحن نشهد حربًا من التصريحات النارية المتبادلة بين الولايات المتحدة وإيران، وكل طرف يوظّف تلك الخطابات لإظهار الحسم والقوة في إدارة الملف، وإقناع جمهوره الداخلي بأنه حقق انتصارًا في المعركة الأخيرة، سواء كان ذلك في واشنطن أو طهران".
وأشار إلى أن هذه الدائرة المغلقة من التصعيد اللفظي لا تبشّر بانفراجة قريبة، بل تعكس استمرارًا لمرحلة استقطاب حاد قد تنزلق مجددًا إلى المواجهة المفتوحة إذا لم يتم احتواؤها بضمانات واضحة وموثوقة من جميع الأطراف.
الباحث الإيراني أحمد محمد فاروق: الهدنة ليست تهدئة بل محطة مؤقتة في حرب مستمرة
من ناحيته، قال الباحث الإيراني أحمد محمد فاروق، إن ترامب ربط بوضوح بين الضربات العسكرية الأخيرة ومحاولات إيران استئناف تخصيب اليورانيوم، خاصة بعد استهداف منشآت نووية حساسة مثل فوردو وأصفهان ونطنز، والتي تتفاوت التقديرات بشأن حجم الضرر الذي لحق بها.
وأوضح فاروق في تصريح خاص لـ"الدستور"، أن التقارير الحديثة تشير إلى بدء إيران عملية إزالة الركام من مداخل وفتحات تلك المنشآت النووية، في خطوة تمهيدية لإصلاح الأضرار واستعادة نشاطها.
وأشار إلى أن ما يُطلق عليه "هدنة" في الوقت الراهن لا يُعدّ هدنة بالمعنى التقليدي، بل هو "التقاط أنفاس مؤقت" بين الجانبين، مردفًا: "بينما تنظر إسرائيل إلى هذا التوقف باعتباره فرصة لإعادة ترتيب صفوفها والإعداد لجولة جديدة من الهجمات، مع التركيز على العمق الإيراني، وخاصة العاصمة طهران"، في ظل انكشاف المجال الجوي الإيراني جزئيًا.
وحذّر فاروق من أن هذه الاستراتيجية تهدف إلى تقويض أسس إيران، وزعزعة استقرارها من الداخل، معتبرًا أن التصعيد الإسرائيلي لا يزال مستمرًا بأشكال متعددة، وأن المنطقة "تظل على شفا تصعيد أوسع ما لم يتم كبح جماح إسرائيل، التي تسعى إلى فرض معادلة عسكرية تهدد أمن المنطقة وتشعل مزيدًا من الحروب".
واختتم حديثه بالتأكيد على أن الصراع لم ينتهِ بعد، بل ينتقل من جولة إلى أخرى، وكل استراحة تُوظّف من الأطراف المتصارعة لتحسين موقعها في المعركة المقبلة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوفد
منذ 44 دقائق
- الوفد
نجل الرئيس الأمريكي يلمح إلى إمكانية ترشحه للانتخابات الرئاسية
أعرب إريك ترامب نجل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه يمكنه الترشح لمنصب الرئاسة دون صعوبات تذكر. ونقلت صحيفة "فاينانشال تايمز" عن ترامب الابن قوله: "السؤال هنا هو: هل أريد جر أفراد آخرين من العائلة إلى هذا الأمر؟ هل أتمنى أن يعيش أطفالي التجربة نفسها التي عشتها خلال العقد الماضي؟ إن كانت الإجابة نعم، فأعتقد أن الطريق السياسي (للرئاسة الأمريكية) سيكون سهلا، بمعنى أنني أعتقد أنني قادر على تحقيق ذلك". وأكد إريك ترامب أن أفراداً آخرين من عائلته يمكنهم أيضا الترشح للرئاسة الأمريكية. وعلى عكس شقيقيه الآخرين، دونالد جونيور وإيفانكا ترامب، ابتعد إريك، البالغ من العمر 41 عاما، عن السياسة في أغلب الأحيان، مُركزا على إدارة أعمال العائلة منذ تولي والده الرئاسة عام 2017. ومع ذلك، يبدو أنه ركّز على السياسة طوال هذه الفترة، قائلا إنه وجد نفسه "غير مُعجب تماما بنصف السياسيين" الذين يراهم، وإنه قادر على أداء المهمة "بكفاءة عالية". ومن المتوقع أن يكون نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، أبرز المرشحين للفوز بترشيح الحزب الجمهوري، ولكن عندما سُئل عما إذا كانت انتخابات 2024 ستكون آخر انتخابات يُرشح فيها ترامب، قال إريك ترامب: "لا أعرف.. سيُظهر الوقت ذلك. لكن هناك أشخاص آخرون غيري". وأضاف: "السؤال هو: هل تريد أن تفعل ذلك؟ وهل تريد أن تُخضع من تُحبهم لوحشية هذا النظام؟ ولست متأكدا مما إذا كنت أستطيع الإجابة عن هذا السؤال بعد". كما تناول نجل الرئيس الانتقادات الموجهة لعائلته بشأن تربحها من الرئاسة. وعندما سُئل عما إذا كان البيت الأبيض قد أصبح وسيلة أخرى لكسب المال لدى عائلته، أصر على نفي ذلك، وقال: "إذا كانت هناك عائلة واحدة لم تستفد من السياسة، فهي عائلة ترامب". وكشف في المقابلة أن ثروة العائلة كانت ستكون أكبر بكثير لو لم يترشح دونالد ترامب للرئاسة، حيث أنفقوا نحو 500 مليون دولار للدفاع عن أنفسهم ضد الاتهامات الزائفة بالتدخل الروسي المزعوم في انتخابات 2016. واختتم قائلا "في الواقع، كنت سأقول إننا كنا سنوفر الكثير من الأصفار لو لم يترشح والدي في المقام الأول. لقد كانت تكلفة الفرصة البديلة، والتكلفة القانونية، والثمن الذي تكبدته عائلتنا باهظا للغاية".


الوفد
منذ 44 دقائق
- الوفد
ترامب: الولايات المتحدة لن تتسامح مع مواصلة محاكمة نتنياهو
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب السبت إن الولايات المتحدة "لن تتسامح" مع مواصلة محاكمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتهم فساد. وكتب ترامب على منصة "تروث سوشال" التابعة له "تنفق الولايات المتحدة الأميركية مليارات الدولارات سنويا، أكثر بكثير من أي دولة أخرى، على حماية إسرائيل ودعمها. لن نتسامح مع هذا". ووصف ترامب نتنياهو بأن "بطل حرب"، مضيفا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي "قام بعمل رائع بالعمل مع الولايات المتحدة لتحقيق نجاح كبير في التخلص من التهديد النووي الخطير في إيران. والأهم من ذلك، أنه الآن بصدد التفاوض على صفقة مع حماس، والتي ستتضمن استعادة الرهائن". ويوم الخميس الماضي، أبدى ترامب استياءه من محاكمة نتنياهو في بلاده، داعيا إلى إلغاء هذه المحاكمة. وذكر ترامب في منشور على "تروث سوشال"، أن "الولايات المتحدة أنقذت إسرائيل، والآن ستكون هي من ينقذ بيبي نتنياهو"، كما يحب أن يسمي رئيس الوزراء الإسرائيلي. وأضاف الرئيس الأميركي: "صدمت لسماع أن دولة إسرائيل، التي شهدت للتو واحدة من أعظم لحظاتها في التاريخ، والتي يقودها بقوة نتنياهو، تواصل حملتها السخيفة ضد رئيس وزرائها في زمن الحرب العظمى".


مستقبل وطن
منذ ساعة واحدة
- مستقبل وطن
ترامب يسعى لإنهاء الحرب في غزة ونتنياهو يخطط لزيارة واشنطن لبحث السلام
أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، نقلًا عن مصدر سياسي رفيع، بأن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أبدى رغبته في إنهاء الحرب في قطاع غزة في أقرب وقت ممكن، في إطار محاولاته للعب دور سياسي فاعل على الساحة الدولية، مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية الأمريكية. وأشار المصدر إلى أن هناك مقترحًا بتقليص الإطار الزمني الخاص بخطة المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف بشأن الوضع في غزة، وذلك لتسريع التوصل إلى حل سياسي أو تهدئة طويلة الأمد. الجيش الإسرائيلي: العملية البرية توشك على الانتهاء في تطور ميداني لافت، نقلت القناة 13 الإسرائيلية عن مسؤولين عسكريين أن: العملية البرية في غزة "شارفت على نهايتها". مواصلتها في هذا التوقيت قد تعرض حياة الأسرى الإسرائيليين في غزة للخطر. هذا الموقف يعكس تغيرًا في أولويات المؤسسة العسكرية، خاصة مع تصاعد الضغوط الداخلية في إسرائيل. نتنياهو سيبحث "وقف الحرب" واتفاقات سلام في واشنطن نقلت القناة نفسها عن مسؤولين سياسيين أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو: يعتزم زيارة البيت الأبيض خلال الأسبوعين المقبلين. سيتناول خلال الزيارة مسألة إنهاء القتال في غزة. كما سيبحث سبل التوصل إلى اتفاقات سلام جديدة في المنطقة. هذه التصريحات تأتي وسط ضغوط دولية وأمريكية متزايدة لإنهاء الحرب، بالتوازي مع تحركات شعبية داخل إسرائيل.