logo
"أرض نوح".. اكتشاف شبكة من الأنهار المفقودة على المريخ

"أرض نوح".. اكتشاف شبكة من الأنهار المفقودة على المريخ

شفق نيوزمنذ 5 أيام
شفق نيوز- متابعة
ما زال كوكب المريخ يفاجئ علماء الفضاء بمفاجآت جديدة، كان آخرها صورة حديثة في قلب المناطق المرتفعة الجنوبية للمريخ، حيث تتناثر الفوهات البركانية كندوب على وجه الكوكب الأحمر.
ومن خلال تحليل الصور عالية الدقة التي التقطتها مركبات مدارية حول المريخ، تمكن العلماء من تحديد آثار جيولوجية لنحو 16 ألف كيلومتر من المجاري المائية القديمة التي يعود تاريخها إلى أكثر من 3 مليارات سنة.
وبعض هذه القنوات قصيرة نسبيا، بينما تشكل أخرى شبكات متشعبة تمتد لأكثر من 160 كيلومترا.
وتروي هذه الشبكة المائية المتحجرة قصة مناخ مختلف جذريا عن المريخ الجاف الذي نعرفه اليوم. وما يجعل هذا الاكتشاف أكثر إثارة هو موقعه في منطقة Noachis Terra، أو "أرض نوح"، وهي من أقدم التضاريس المريخية وأكثرها بدائية.
ولطالما شكلت هذه المنطقة لغزا لعلماء الكواكب. فعلى الرغم من أن النماذج المناخية تشير إلى أن هذه المنطقة كان يجب أن تشهد هطول أمطار غزيرة في الماضي، إلا أن عدم وجود أدلة واضحة على مجاري مائية جعل العلماء في حيرة من أمرهم.
واليوم، وبفضل التقنيات الحديثة في تحليل الصور الفضائية، تمكن العلماء أخيرا من سد هذه الفجوة المعرفية.
Degradation of Craters in Noachis TerraSmall impact craters usually have simple bowl shapes, but in some cases surface properties or processes can alter this shape in unusual ways.More: https://t.co/P1fBswey88 NASA/JPL-Caltech/University of Arizona #Mars #science #NASA pic.twitter.com/QD0QvGDtrO
— HiRISE: Beautiful Mars (NASA) (@HiRISE) June 4, 2025
وبحسب العلماء، فإن التفسير الأكثر ترجيحا لهذا النظام النهري الواسع، هو وجود دورة مائية نشطة تشمل هطولا مطريا منتظما أو تساقطا ثلجيا. وهذا الاستنتاج يحمل تداعيات عميقة على فهمنا لتطور مناخ المريخ، حيث يشير إلى أن الكوكب شهد ظروفا مناخية مستقرة لفترات كافية لاستدامة أنظمة نهرية بهذا الحجم.
وتأتي الأدلة الجيولوجية الداعمة لهذا الاكتشاف على شكل "نتوءات نهرية ملتوية"، وهي ظاهرة فريدة تتشكل عندما تترسب المواد التي تحملها الأنهار في قاع المجرى، ثم تصبح أكثر مقاومة للتآكل من الصخور المحيطة بها. وبمرور الزمن، وعندما تتعرض المنطقة لعوامل التعرية، تبرز هذه القنوات الصلبة كأشرطة ملتوية مرتفعة عن سطح الأرض المحيط. وبعض هذه القنوات يصل عرضها إلى أكثر من كيلومتر ونصف، بينما تمتد لعشرات الكيلومترات، ما يدل على تدفقات مائية غزيرة ومستمرة.
وفي مشهد مثير خاص، تظهر إحدى الصور الملتقطة نهرين قديمين يتدفقان إلى داخل فوهة بركانية كبيرة، حيث تجمعت المياه لتحول الفوهة إلى بحيرة مؤقتة قبل أن تفيض وتكمل مسارها. ومثل هذه التفاصيل الدقيقة تقدم لمحات نادرة عن الديناميكيات الهيدرولوجية التي كانت تعمل على سطح المريخ في عصوره المطيرة.
وهذا الاكتشاف لا يغير فقط تصوراتنا عن الماضي المائي للمريخ، بل يفتح أيضا آفاقا جديدة في البحث عن آثار حياة قديمة. فوجود نظام نهري بهذا الاتساع لفترة طويلة نسبيا يوفر بيئات مثالية محتملة لنشوء الحياة وتطورها. كما يثير تساؤلات مهمة عن المدة التي استغرقتها عملية تحول المريخ من عالم رطب إلى الصحراء المتجمدة التي نعرفها اليوم.
وفي سياق أوسع، تعزز هذه النتائج الفرضيات القائلة بأن فقدان المريخ لمياهه كان عملية تدريجية ومعقدة، وليس حدثا كارثيا مفاجئا. كما تدعم الأدلة المتزايدة على وجود خزانات مائية جوفية ضخمة ما تزال مختبئة تحت سطح الكوكب، وهو ما قد يكون له آثار كبيرة على جهود استكشاف المريخ المستقبلية، وربما حتى استيطانه البشري.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أقمار صغيرة تزور الأرض وتذهب في رحلة حول الشمس
أقمار صغيرة تزور الأرض وتذهب في رحلة حول الشمس

شفق نيوز

timeمنذ 16 ساعات

  • شفق نيوز

أقمار صغيرة تزور الأرض وتذهب في رحلة حول الشمس

شفق نيوز- متابعة ما زال عالم الفضاء البعيد مليء بالأسرار التي لم تكتشف بعد، لكن الغريب هي الاكتشافات القريبة من الأرض ولعل أقربها تلك الآتية من القمر، حيث كشفت دراسة حديثة عن ظاهرة فلكية غريبة، حيث تبين أن قطعا صغيرة من القمر قد تدور حول الأرض لفترات وجيزة قبل أن تستمر في رحلتها حول الشمس. وهذه الأجسام الصغيرة التي يطلق عليها اسم "الأقمار المصغرة" تشكل تحديا كبيرا لعلماء الفلك بسبب صغر حجمها وسرعتها الكبيرة التي تجعل رصدها مهمة صعبة. وعندما تصطدم النيازك بسطح القمر، فإنها تسبب انطلاق شظايا مختلفة الأحجام إلى الفضاء. ومعظم هذه الشظايا لا يتجاوز حجمها مترين، وتتحرك بسرعة كبيرة. وبينما تجذب الشمس معظم هذه المواد بسبب جاذبيتها القوية، إلا أن بعض القطع قد تنحرف عن مسارها لتقع مؤقتا في مدار حول الأرض قبل أن تعود إلى مدار الشمس. وفي عام 2016، تمكن تلسكوب "بان-ستارز1" في هاواي من رصد جسم غريب أطلق عليه اسم "كامو أواليفا". وبعد دراسات متعمقة، تبين أن هذا الجسم هو في الواقع قطعة من القمر انفصلت عنه قبل ملايين السنين نتيجة اصطدام كوني أدى إلى تكون فوهة "غوردانو برونو" على سطح القمر. وهذا الاكتشاف المثير دفع العلماء إلى إعادة النظر في فهمهم لمصادر الأقمار المصغرة. ومن خلال استخدام نماذج محاكاة حاسوبية متطورة، تمكن فريق البحث من تقدير عدد هذه الأجسام القمرية التي قد تدور حول الأرض في أي وقت. وتشير النتائج إلى وجود نحو ستة أو سبعة من هذه الأقمار المصغرة في أي لحظة، مع العلم أن هذه الأجسام تتغير باستمرار. وفي المتوسط، يستغرق كل قمر مصغر نحو تسعة أشهر ليكمل دورته حول الأرض قبل أن يغادر إلى الفضاء البعيد. لكن العلماء يحذرون من أن هذه التقديرات ما تزال غير دقيقة بسبب العديد من العوامل المجهولة. وصغر حجم هذه الأجسام وسرعتها الكبيرة يجعل رصدها مهمة شاقة حتى باستخدام أقوى التلسكوبات الحديثة. فعند تصويرها، تظهر هذه الأجسام كخطوط طويلة بدلا من نقاط واضحة بسبب حركتها السريعة، ما يصعب عملية التعرف عليها بواسطة برامج الكمبيوتر. وعلى الرغم من هذه التحديات، يرى العلماء فرصا واعدة في دراسة هذه الأقمار المصغرة. ومن الناحية العملية، قد تمثل هذه الأجسام هدفا مثاليا للبعثات الفضائية المستقبلية، حيث أنها تتطلب وقودا أقل للوصول إليها مقارنة بالسفر إلى الكويكبات البعيدة. كما أن دراستها قد تقدم معلومات قيمة عن تاريخ القمر وتكوينه، بالإضافة إلى مساعدتنا على فهم أفضل لآثار الاصطدامات الكونية التي شكلت نظامنا الشمسي.

"أرض نوح".. اكتشاف شبكة من الأنهار المفقودة على المريخ
"أرض نوح".. اكتشاف شبكة من الأنهار المفقودة على المريخ

شفق نيوز

timeمنذ 5 أيام

  • شفق نيوز

"أرض نوح".. اكتشاف شبكة من الأنهار المفقودة على المريخ

شفق نيوز- متابعة ما زال كوكب المريخ يفاجئ علماء الفضاء بمفاجآت جديدة، كان آخرها صورة حديثة في قلب المناطق المرتفعة الجنوبية للمريخ، حيث تتناثر الفوهات البركانية كندوب على وجه الكوكب الأحمر. ومن خلال تحليل الصور عالية الدقة التي التقطتها مركبات مدارية حول المريخ، تمكن العلماء من تحديد آثار جيولوجية لنحو 16 ألف كيلومتر من المجاري المائية القديمة التي يعود تاريخها إلى أكثر من 3 مليارات سنة. وبعض هذه القنوات قصيرة نسبيا، بينما تشكل أخرى شبكات متشعبة تمتد لأكثر من 160 كيلومترا. وتروي هذه الشبكة المائية المتحجرة قصة مناخ مختلف جذريا عن المريخ الجاف الذي نعرفه اليوم. وما يجعل هذا الاكتشاف أكثر إثارة هو موقعه في منطقة Noachis Terra، أو "أرض نوح"، وهي من أقدم التضاريس المريخية وأكثرها بدائية. ولطالما شكلت هذه المنطقة لغزا لعلماء الكواكب. فعلى الرغم من أن النماذج المناخية تشير إلى أن هذه المنطقة كان يجب أن تشهد هطول أمطار غزيرة في الماضي، إلا أن عدم وجود أدلة واضحة على مجاري مائية جعل العلماء في حيرة من أمرهم. واليوم، وبفضل التقنيات الحديثة في تحليل الصور الفضائية، تمكن العلماء أخيرا من سد هذه الفجوة المعرفية. Degradation of Craters in Noachis TerraSmall impact craters usually have simple bowl shapes, but in some cases surface properties or processes can alter this shape in unusual NASA/JPL-Caltech/University of Arizona #Mars #science #NASA — HiRISE: Beautiful Mars (NASA) (@HiRISE) June 4, 2025 وبحسب العلماء، فإن التفسير الأكثر ترجيحا لهذا النظام النهري الواسع، هو وجود دورة مائية نشطة تشمل هطولا مطريا منتظما أو تساقطا ثلجيا. وهذا الاستنتاج يحمل تداعيات عميقة على فهمنا لتطور مناخ المريخ، حيث يشير إلى أن الكوكب شهد ظروفا مناخية مستقرة لفترات كافية لاستدامة أنظمة نهرية بهذا الحجم. وتأتي الأدلة الجيولوجية الداعمة لهذا الاكتشاف على شكل "نتوءات نهرية ملتوية"، وهي ظاهرة فريدة تتشكل عندما تترسب المواد التي تحملها الأنهار في قاع المجرى، ثم تصبح أكثر مقاومة للتآكل من الصخور المحيطة بها. وبمرور الزمن، وعندما تتعرض المنطقة لعوامل التعرية، تبرز هذه القنوات الصلبة كأشرطة ملتوية مرتفعة عن سطح الأرض المحيط. وبعض هذه القنوات يصل عرضها إلى أكثر من كيلومتر ونصف، بينما تمتد لعشرات الكيلومترات، ما يدل على تدفقات مائية غزيرة ومستمرة. وفي مشهد مثير خاص، تظهر إحدى الصور الملتقطة نهرين قديمين يتدفقان إلى داخل فوهة بركانية كبيرة، حيث تجمعت المياه لتحول الفوهة إلى بحيرة مؤقتة قبل أن تفيض وتكمل مسارها. ومثل هذه التفاصيل الدقيقة تقدم لمحات نادرة عن الديناميكيات الهيدرولوجية التي كانت تعمل على سطح المريخ في عصوره المطيرة. وهذا الاكتشاف لا يغير فقط تصوراتنا عن الماضي المائي للمريخ، بل يفتح أيضا آفاقا جديدة في البحث عن آثار حياة قديمة. فوجود نظام نهري بهذا الاتساع لفترة طويلة نسبيا يوفر بيئات مثالية محتملة لنشوء الحياة وتطورها. كما يثير تساؤلات مهمة عن المدة التي استغرقتها عملية تحول المريخ من عالم رطب إلى الصحراء المتجمدة التي نعرفها اليوم. وفي سياق أوسع، تعزز هذه النتائج الفرضيات القائلة بأن فقدان المريخ لمياهه كان عملية تدريجية ومعقدة، وليس حدثا كارثيا مفاجئا. كما تدعم الأدلة المتزايدة على وجود خزانات مائية جوفية ضخمة ما تزال مختبئة تحت سطح الكوكب، وهو ما قد يكون له آثار كبيرة على جهود استكشاف المريخ المستقبلية، وربما حتى استيطانه البشري.

عرض أكبر قطعة من المريخ سقطت على الأرض للبيع في مزاد علني
عرض أكبر قطعة من المريخ سقطت على الأرض للبيع في مزاد علني

شفق نيوز

time٠٧-٠٧-٢٠٢٥

  • شفق نيوز

عرض أكبر قطعة من المريخ سقطت على الأرض للبيع في مزاد علني

شفق نيوز - متابعة أعلن دار "سوذبي" للمزادات، عن عرض أثقل قطعة من المريخ تم اكتشافها على الأرض في 16 تموز/يوليو، حيث يبلغ وزن هذه العينة النادرة 24.67 كيلوغراما، ويطلق عليها تسمية NWA-16788. وقد تُباع أثقل قطعة من المريخ عُثر عليها على الأرض بما يصل إلى 4 ملايين دولار أمريكي في مزاد "سوثبي" في 16 تموز/يوليو، كما قال موقع ScienceAlert الإلكتروني تم تقييم القطعة بين 2 و4 ملايين دولار. ويزن النيزك NWA-16788 24.67 كيلوغراما. وقد اكتشفه أحد صيادي النيازك في تشرين الثاني/نوفمبر 2023 في منطقة أغاديز بصحراء النيجر، المعروفة أكثر بحفرياتها الغنية بالديناصورات. وأكّد متحف شنغهاي الفلكي الأصل المريخي لهذا الحجر، وذلك بناء على تحليل عينة صغيرة أُرسلت إليه. وقد تمّ الآن تقييم هذه القطعة الأثرية الفضائية بقيمة نقدية. ووفقا لوصف كتالوج "سوذبي"، فإن النيزك أظهر حدّا أدنى من الأضرار الناتجة عن اختراق الغلاف الجوي، مما يشير إلى أن تركيبه الفيزيائي والكيميائي لم يتغير بشكل كبير منذ سقوطه في الصحراء الكبرى. وبعبارة أخرى، يُحتمل أن يكون النيزك المعروف باسم NWA-16788 جسمًا حديث العهد نسبيًّا على سطح الأرض، سقط من الفضاء في زمن غير بعيد. وبفضل محتواه العالي من معدن الماسكيلينيت، بالإضافة إلى وجود أجزاء عدة تعرّضت للصهر الناتج عن الاصطدام، يُستنتج أن هذه الصخرة ربما قُذفت من سطح كوكب المريخ نتيجة اصطدام كويكب قوي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store