
بين الدعم والمنافسة... كيف تخطط مصر لاستقطاب شركات تجميع السيارات؟
وعلى رغم الأزمات التي واجهها قطاع السيارات في مصر منذ الربع الأول من 2022 بعد الإعلان عن هرب أموال ساخنة بقيمة تتجاوز 20 مليار دولار، بدأت السوق تتعافى بصورة تدريجية منذ بداية العام الماضي. وحققت الواردات المصرية من سيارات الركوب ارتفاعاً كبيراً بنهاية عام 2024، قياساً بالواردات خلال 2023.
ووفق بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء بلغ إجمال واردات مصر من سيارات الركوب خلال العام الماضي نحو 2.611 مليار دولار، مقارنة مع 2.135 مليار دولار خلال العام الماضي، بزيادة بلغت نسبتها 22.3 في المئة.
ارتفاع نسبة المكون المحلي في تصنيع السيارات
ووفق التقرير الصادر عن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء المصري شهدت مصر زيادة في استثمارات مصنعي المعدات الأصلية في توسيع إنتاج السيارات المحلي خلال الأعوام الأخيرة، إذ تعتقد "فيتش" أن هذا الاتجاه مدفوع بسياسات حكومية داعمة للقطاع، إلى جانب تزايد الاستقرار الاقتصادي الكلي.
وفي مايو (أيار) الماضي وافق مجلس الوزراء المصري على برنامج جديد لحوافز إنتاج السيارات، يتماشى مع الإستراتيجية الوطنية لصناعة السيارات، ويهدف إلى تعزيز الإنتاج المحلي من خلال رفع نسبة المكون المحلي إلى 60 في المئة بدلاً من 45 في المئة.
وتسعى الحكومة المصرية إلى زيادة الطاقة الإنتاجية الإجمالية لتتجاوز 400 ألف وحدة سنوياً، مع تصدير نحو ربع هذا الإنتاج عبر تقديم حوافز للشركات المصدرة. وعلى رغم النظرة المتفائلة لهذا القطاع، فمن المتوقع أن يتطلب تحقيق هذا الهدف الاستثماري بحلول عام 2030 ضخ استثمارات كبيرة.
تراجع تقلبات العملة وانخفاض معدلات التضخم
واستند تقرير مجلس الوزراء المصري إلى البيانات التي أعلنتها وكالة "فيتش"، والتي أشارت إلى أن استمرار استقرار البيئة الاقتصادية الكلية خلال عام 2024 يدعم أيضاً تدفق الاستثمارات إلى مصر، متوقعة أن يسهم انخفاض تقلبات العملة، وتراجع معدلات التضخم، في تعزيز الاستثمار بقطاع السيارات، من خلال توفير قدر أكبر من اليقين للمصنعين.
وتوقعت الوكالة الدولية أن تصبح مصر سوقاً متزايدة الجاذبية لشركات صناعة السيارات الصينية الراغبة في التصدير لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الأوسع.
وأشارت إلى أن عدة شركات مصنعة أعلنت عن خطط لتعزيز الإنتاج المحلي في مصر، وذلك عقب إطلاق الحكومة المصرية إستراتيجيتها الوطنية لصناعة السيارات عام 2022.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ولفتت "فيتش" في تقريرها حول الاستثمارات المرتبطة بإنتاج السيارات إلى أن مصر استحوذت على أكبر عدد من الاستثمارات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال عام 2024، إذ أعلن عن 14 مشروعاً في السوق المصرية، مما يمثل نحو 28 في المئة من إجمال المشروعات الاستثمارية التي جرى تتبعها ضمن مراجعتها. وجاءت المغرب في المرتبة التالية مباشرة، بفضل موقعها الجغرافي الإستراتيجي وسياساتها الحكومية الداعمة أيضاً.
وأوضحت أن أبرز المشاريع في مصر، الشراكة المعلنة بين شركة "دي إي آي سي" الصينية المتخصصة في السيارات الكهربائية وشركة "ألكان أوتو" لإنشاء مصنع محلي لتجميع السيارات الكهربائية بطاقة إنتاجية أولية تبلغ 20 ألف وحدة سنوياً، وأعلنت "نيسان" عن عزمها زيادة استثماراتها في الإنتاج المحلي في مصر، لتصل الطاقة الإنتاجية السنوية إلى نحو 30 ألف وحدة بحلول عام 2025.
وأعلنت العلامة المحلية "النصر" في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 عن خطط لاستئناف إنتاج الحافلات والحافلات الكهربائية الصغيرة بعد توقف دام 15 عاماً، واعتباراً من الربع الأول من عام 2025 أعلنت الشركة عن زيادة استثماراتها لتوسيع إنتاج سيارات الركاب بطاقة إنتاجية سنوية تبلغ 20 ألف وحدة.
توسع الشركات الصينية في مصر
وخلال فترة التوقعات الطويلة الممتدة حتى عام 2034، من المرجح أن يشهد قطاع إنتاج السيارات في مصر توسعاً كبيراً مدفوعاً بزيادة استثمارات مصنعي المعدات الأصلية، مشيرة إلى سعي الحكومة المصرية إلى الاستفادة من الموقع الإستراتيجي للبلاد كبوابة إلى أفريقيا والشرق الأوسط، إذ توفر مصر فرصاً تصديرية كبيرة، وهو ما يشكل دافعاً رئيساً لاستثمارات شركات السيارات الصينية.
وأشارت وكالة "فيتش" إلى أن التزام الحكومة المصرية تعزيز القطاع من خلال دعم السيارات الكهربائية وتطوير البنية التحتية الخاصة بها سيدفع عجلة النمو الطويل الأمد، ومن المنتظر أن تسهم الشراكات بين المصنعين المحليين والشركات العالمية في نقل التكنولوجيا وتطوير المهارات وتعزيز القدرات الإنتاجية، مما يضع مصر في موقع محوري في السوق الإقليمية للسيارات.
لكن وفق الوكالة الدولية تظل هناك تحديات كبيرة تعترض تطوير الإنتاج المحلي، إذ أشارت "فيتش" إلى أن تطوير صناعة المكونات محلياً وزيادة معدلات التصنيع سيتطلبان استثمارات كبيرة أيضاً في التدريب الفني، ومن ناحية أخرى، قد يوفر التحول نحو تكنولوجيا السيارات الكهربائية فرصة للشركات المحلية لتعزيز حصتها السوقية على المدى الطويل.
وأوضحت "فيتش" أن مصر ستواجه منافسة من أسواق شمال أفريقيا الأخرى، بما في ذلك المغرب والجزائر، في جذب استثمارات الشركات المصنعة للمعدات الأصلية. ويعد المغرب حالياً المنتج الأكبر في المنطقة من جهة حجم الإنتاج، غير أن الأسواق الثلاثة ستواصل التنافس في هذا المجال، بخاصة في ظل تقارب المزايا الجغرافية، قرب أوروبا، وقوة السياسات الصناعية التي تعتمدها كل دولة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


رواتب السعودية
منذ 24 دقائق
- رواتب السعودية
الذهب ينخفض إلى أدنى مستوى في نحو أسبوعين
نشر في: 28 يوليو، 2025 - بواسطة: خالد العلي انخفضت أسعار الذهب, اليوم, إلى أدنى مستوياتها في نحو أسبوعين. وهبط سعر الذهب في المعاملات الفورية 0.1 % إلى 3332.39 دولار للأوقية، بعد أن لامس أدنى مستوى له منذ 17 يوليو، فيما تراجعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب 0.1% إلى 3332.50 دولارًا للأوقية. وفي شأن المعادن النفيسة الأخرى، ارتفع سعر الفضة في المعاملات الفورية 0.1% إلى 38.17 دولارًا للأوقية, في حين زاد البلاتين 0.9% إلى 1413.50 دولارًا، وارتفع البلاديوم 0.5% إلى 1225.25 دولارًا. المصدر: عاجل


صحيفة عاجل
منذ ساعة واحدة
- صحيفة عاجل
الذهب ينخفض إلى أدنى مستوى في نحو أسبوعين
انخفضت أسعار الذهب, اليوم, إلى أدنى مستوياتها في نحو أسبوعين. وهبط سعر الذهب في المعاملات الفورية 0.1 % إلى 3332.39 دولار للأوقية، بعد أن لامس أدنى مستوى له منذ 17 يوليو، فيما تراجعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب 0.1% إلى 3332.50 دولارًا للأوقية. وفي شأن المعادن النفيسة الأخرى، ارتفع سعر الفضة في المعاملات الفورية 0.1% إلى 38.17 دولارًا للأوقية, في حين زاد البلاتين 0.9% إلى 1413.50 دولارًا، وارتفع البلاديوم 0.5% إلى 1225.25 دولارًا.


سفاري نت
منذ 2 ساعات
- سفاري نت
إطلاق رحلات مباشرة ومنتظمة بين الدمام ومطار هيثرو بلندن
سفاري نت – متابعات أعلنت الخطوط الجوية السعودية عن إطلاق رحلات جوية مباشرة ومنتظمة بين مطار الملك فهد الدولي في الدمام ومطار هيثرو في العاصمة البريطانية لندن، لتصبح الدمام خامس مدينة سعودية تُسيّر رحلات مباشرة إلى مطار هيثرو، بعد الرياض، جدة، المدينة المنورة، ونيوم. ومن المقرر أن تنطلق أولى الرحلات في 5 نوفمبر 2025، بمعدل ثلاث رحلات أسبوعيًا ذهابًا وإيابًا. حيث تُغادر الرحلات من الدمام أيام الثلاثاء والخميس والسبت، فيما تنطلق من لندن أيام الإثنين والأربعاء والجمعة. ومن المتوقع تشغيل هذه الرحلات باستخدام طائرات من طراز بوينج 787-9 دريملاينر. وتأتي هذه الخطوة في إطار استراتيجية الخطوط السعودية لتوسيع شبكة وجهاتها الدولية، وتعزيز الربط الجوي بين المملكة العربية السعودية والمراكز العالمية، وذلك تماشيًا مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، وبرنامج الربط الجوي الذي تُشرف عليه الهيئة العامة للطيران المدني. وتُعد الدمام من أكبر الأسواق غير المخدومة مباشرة إلى لندن، حيث سجلت أكثر من 73 ألف مسافر بين المدينتين في عام 2024 عبر رحلات تتضمن توقفًا في مدن أخرى، بمتوسط سعر تذكرة تجاوز 1200 دولار. ما يجعل من هذا الخط الجديد إضافة استراتيجية لتعزيز حركة السفر والسياحة والأعمال بين المملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة.