
سيناء... ماذا قد يخط بناني!
كل عام، وبالتحديد يوم الخامس والعشرين من أبريل، تهل علينا نسائم ذكرى عزيزة على كل قلب مصري حر، وقد لا أكون مبالغًا إذا قلت ذكرى عزيزة على قلب كل عربي تجري في عروقه دماء العروبة.
ذكرى تحمل ما تحمله من ذكريات ماض أليم شهدت عليه رمال هذه البقعة المباركة من أرض الوطن، ماض دنست فيه الأرض المباركة؛ حيث وطأته أخبث من أنجبت الإنسانية، أعداء البشرية، هؤلاء الصهاينة الملاعين محتلين حبيبتنا سيناء غدرًا ومكرًا وعمالة.
إلا أن الآلام تحولت إلى آمال؛ بعدما حررنا الوطن من رجس هؤلاء الأبالسة حفدة القردة والخنازير، بعدما طردناهم شر طردة، فأخرجناهم منها أذلة وهم صاغرون.
من خلال أبطال حملوا أرواحهم فوق أكتافهم مؤمنين بقدسية قضيتنا العادلة التي مفادها (الدار لنا، الأرض لنا)، صدقوا ما عاهدوا الله تعالى عليه فصدقهم الله تعالى (وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ)، فكان النصر حليفهم (وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ).
فعادت سيناء لنا، وعاد ما تبقى منها تحت وطأة المحتل الغاشم وفق بنود اتفاقية السلام التي تلقفتها تل أبيب تلقفًا، ورفعت راياتنا فوق كل سيناء الحبيبة، وفوق طابا بعد مفاوضات دامت نحو 7 سنوات لكن بفضل الله تعالى، وبفضل هيئة قضائية محنكة تم المراد.
وبدأت مسيرة البناء وتحولت الرمال الصفراء إلى منتجعات جاذبة للسياح، فأصبحت سيناء مزارات سياحية، وشدت إليها الرحلات السياحية الترفيهية، وكذلك السياحة العلاجية، ولا يزال التعمير مستمرًا ولم لا وسيناء جزء من كل، جزء أصيل من أرض الوطن فصارت واقعًا ملموسًا نحياه.
ولا يزال البناء والتعمير مستمرًا فسيناء باتت شغل القيادة الشاغل ومن حق أهلها أن ينعموا بكل مقومات الحياة المدنية الحديثة.
جميعنا يحتفل بهذه الذكرى العظيمة كل حسب رؤيته وحسب إمكانياته وحسب أدواته المتاحة، فهناك أشعار الشعراء التي تلقى في الأمسيات الثقافية التي تعقد في مثل هذه المناسبات، وهناك الندوات وهناك المهرجانات التي تكرم فيها أسر الشهداء.
وهناك تقام الاحتفالات كل حسب إمكانياته ولو حتى من يمسك بعلم يسير به في الشوارع، المهم الجميع يعبر عما يجيش بخلده حول هذه المناسبة الجليلة.
لكن في اعتقادي أن الاحتفال هذا العام سيكون مختلفًا بعض الشيء، وذلك لعدة أسباب مهمة أولها: التجرؤ والتطاول علينا الذي حدث من أمريكا، عبر ما يمكن أن نطلق عليه فرض سياسة الأمر الواقع عبر إملاءات علينا، وكأنهم أوصياء علينا أو أننا أداة في أيديهم نفعل ما يأمروننا به، من استقبال الإخوة الفلسطينيين إلى سيناء الحبيبة.
وكأن سيناء ملك يمينهم يدخلون من يشاؤون إليها وقتما يشاؤون ويخرجون من يشاؤون في أي وقت يشاؤون.
لكن هيهات هيهات أنى لهم هذا، فقد أعلنها القائد مدوية لا للتهجير، ونعم للإعمار متحديًا الجميع، ففرضنا رأينا على الجميع، ولم لا ونحن أصحاب أرض وأصحاب حق.
ثانيتها، عندما أعلنها فخامة الرئيس، قائلًا سيناء خط أحمر، ولنضع آلاف الخطوط تحت هذه العبارة، فخط أحمر؛ لأن رمالها الفيروزية محناة بدماء الأبطال، ومن ثم فالتفريط في حبة رمل منها حرام على الرجال.
كذلك سيناء خط أحمر؛ فجميعنا مستعدون للدفاع عنها بدمائنا وقد قالها الرئيس من فعلها قبل ذلك مستعد أن يفعلها مرات ومرات.
ثالثتها، حملات التأييد من جموع الشعب الهادرة التي ملأت شوارع مصر في صلاة عيد الفطر، معلنة الوقوف خلف القائد في الذود والدفاع عن سيناء، فلا تفريط.
فضلًا عن المظاهرات التي حملت الأعلام في رفح الحبيبة، معلنة أننا نحن هنا (حرس سلاح - خلي السلاح صاحي)، مما أربك الصهاينة، فجابت مظاهراتهم ربوع تل أبيب، وعلت أصواتهم لن نوجه بنادقنا ناحية مصر.
رابعها، تصريحات الصحف العبرية والإعلام العسكري الصهيوني أن الجيش المصري خرق بنود كامب ديفيد بنشره فرقًا من الجيش في سيناء، وزيادة بناء القواعد العسكرية، ودخول الأسلحة الثقيلة، ولم لا، هل نترك أراضينا هملًا بدون حماية.
خامسها، المناورات العسكرية الأخيرة بين مصر والصين أليست خير دليل على براعة وقدرة قواتنا المسلحة، وتلك رسالة مهمة للجميع أن مصر تأتي إليها جميع دول العالم للاستفادة من خبرات قادتها العسكريين.
سادسها، زيارة الرئيس الفرنسي لمصر وتجوله بأريحية في شوارع مصر وزيارته الميدانية لمستشفيات العريش ورفح، وتفقد حال الجرحى الغزاويين ومرافقة طائرات الرافال الفرنسية التي تحمل علم مصر، وعودته إلى بلاده مسبحًا بحمد مصر وكرم ضيافة مصر والتقدم التقني لمصر، مما دفعه إلى القول سنعترف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس في غضون شهور.
إن الاحتفال بذكرى تحرير سيناء هذا العام يحمل ما يحمله من المسرات والبشارات ليس لمصر وحدها بل لكل العالم.
فهنيئًا لكم أيها المصريون بسيناء، هنيئًا لكم يا عرب سيناء بسيناء، فأنتم مصر ومصر أنتم.
أستاذ الفلسفة بآداب حلوان

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فيتو
منذ 36 دقائق
- فيتو
نعي مؤثر ودعوة إلى الوعي، كيف تفاعلت المؤسسات الدينية مع ضحايا حادث الطريق الإقليمي
حرصت المؤسسات الدينية ممثلة في الأزهر الشريف ودار الإفتاء ووزارة الأوقاف على نعي فتيات قرية كفر السنابسة بالمنوفية ضحايا حادث الطريق الإقليمي الذي وقع أمس الجمعة. وفي البداية نعى فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، ببالغ الحزن والأسى، فتيات قرية كفر السنابسة التابعة لمركز منوف بمحافظة المنوفية، اللائي لقين ربهنَّ في حادثٍ أليمٍ أدمى قلوبنا، وقع صباح أمس على الطريق الدائري الإقليمي، وأسفر عن وفاة 18 فتاة وسائقًا، وإصابة أخريات. وأعرب فضيلته عن خالص تعازيه لأهالي القرية وأسر بناتنا اللائي ارتقين في هذا الحادث الأليم، وخالص عزائه لأسرة السائق، داعيًا لاتخاذ الإجراءات اللازمة للحيلولة دون تكرار هذه الحوادث، سائلًا المولى -عز وجل- أن يتغمَّدهم جميعًا بواسع رحمته ومغفرته، وأن يُلهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان، ويمنَّ على المصابات بالشفاء العاجل، وأن يحفظ مصر وأهلها من كل مكروه وسوء. ﴿إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ﴾. مفتي الجمهورية ينعى ضحايا حادث الطريق الإقليمي ويشدد على قدسية النفس الإنسانية ومن جانبه نعى أ.د نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، ضحايا الحادث المأساوي الذي وقع على الطريق الإقليمي، والذي خلّف عددًا من الأرواح البريئة في مشهد يوجع القلب ويدمي الفؤاد. وتقدَّم مفتي الجمهورية، بخالص العزاء إلى أسر الضحايا وذويهم، راجيًا من الله أن يربط على قلوبهم، ويرزقهم السكينة والرضا، وأن يشمل شهداء لقمة العيش بواسع رحمته ورضوانه، ويمنّ على المصابين بالشفاء العاجل، مؤكدًا أن من أولى أولويات الشريعة الإسلامية، حماية النفس البشرية وصون حرمتها، وأن التهاون في اتباع إجراءات الأمان والسلامة يعد تفريطًا في أمانة شرعية ومسؤولية أخلاقية، لا يجوز التهاون فيها، لِما يترتب على ذلك من عواقب وخيمة قد تودي بحياة الأبرياء، وتنال من قدسية النفس التي عظّمها الله وجعل حفظها من مقاصد دينه. أسأل الله العلي العظيم أن يحفظ مصر وأهلها، وأن يُجنّب شعبها كل سوء ومكروه، وأن يعم الأمن والسلام أرجاء الوطن. (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ). وزير الأوقاف ينعى ضحايا حادث تصادم الطريق الإقليمي بدوره نعى الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، ببالغ الحزن والأسى ضحايا حادث التصادم الأليم الذي وقع على الطريق الإقليمي، وأسفر عن عدد من الوفيات والمصابين. ويتقدّم الوزير باسمه، ونيابة عن جميع أبناء الأوقاف، بخالص العزاء والمواساة لأسر الضحايا، سائلًا الله تعالى أن يرحم المتوفين رحمة واسعة، وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان، وأن يرزق المصابين الشفاء العاجل. وفي هذا السياق، يؤكد الوزير أن الوعي المروري والالتزام بقواعد المرور من صميم مقاصد الشرع الحنيف؛ لما فيه من حفظ الأنفس التي كرمها الله تعالى، وأن الإهمال أو الاستهتار أو السير عكس الاتجاه؛ يمثل اعتداءً على حق الآخرين في الحياة. مؤكدًا أن من فرّط في الحفاظ على أرواح الناس فقد خالف تعاليم الدين قبل مخالفة القانون، حتى وإن لم تسفر المخالفة عن أي ضرر؛ منبّهًا أن استمراء المخالفة استخفاف بما أمر الله به أن يُحفَظ ويُكرَم ويُطاع. والدعاء موصول -أبدًا- أن يحفظ الله مصر وأبناءها من كل مكروه وسوء، وأن يوفق الجميع لما فيه خير البلاد والعباد. (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ) ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.


نافذة على العالم
منذ ساعة واحدة
- نافذة على العالم
تقارير مصرية : الأزهر للفتوى: الغش في الامتحانات سلوك محرم يهدر الحقوق ويهدم تكافؤ الفرص
الأحد 22 يونيو 2025 02:30 مساءً نافذة على العالم - أكد مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية أن الغش في الامتحانات سلوكٌ مُحرَّم، يُهدِر الحقوق، ويهدمُ مبدأ تكافؤ الفُرص، ويُؤثّر بالسّلب على مصالح الفرد والأمة، وتابع: حثّ الإسلامُ على طلب العلم، ورغّب في تحصيله بجدّ واجتهاد، وبيَّن أن لطالبِ العلم آدابًا لا بد وأن يتحلَّى بها كالإخلاص لله، وتقواه عز وجل، ومراقبته في السر والعلن، والتَّحلي بمكارم الأخلاق، والبعد عن كل ما يُغضِب اللهَ سبحانه ويُنافي الفضائلَ والمحامد. وشدد علي ان الغش في الامتحانات سلوك مُحرَّم يُهدر الحقوق، ويمنحها لغير أَكْفَاء، ويُسوي بين المُجدِّ المُتقِن والكسلان المُهمل، ويهدم مبدأ تكافؤ الفُرص؛ الأمر الذي يُضعف من هِمَّة المُجدِّين عن مواصلة طلب العلم، ويُوسِّد الأمور إلى غير أهلها؛ ومِن ثمَّ يُضعف الأمم وينال من عزمها وتقدُّمها؛ فحق العالم هو التقديم والرِّفعة؛ قال سبحانه: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} [المجادلة: 11]، وقال أيضًا: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ}. [الزمر: 9] واضاف جعل الإسلامُ المُعاونةَ على الإثم إثمًا، وشراكةً لصاحب الجريمة في جرمه، وقضى ألا تكون الإعانة إلَّا على معروف؛ قال الله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }. [المائدة: 2] ونفى سيدُنا رسولُ الله ﷺ عن الغشَّاش كمال الإيمان، وتبرأ من صفة الغش التي لا ينبغي أن يتصف بها مُسلمٌ مُنتسب لسنته ودينه؛ فقال ﷺ: «مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنِّي» [أخرجه مسلم]، وهذا الحديث عام يشمل كل أنواع الغش في الامتحانات وغيرها.


النهار المصرية
منذ ساعة واحدة
- النهار المصرية
المجلس القومي للمرأة ينعى ضحايا حادث المنوفية: 18 زهرة رحلن في صمت
يتقدم المجلس القومي للمرأة برئاسة المستشارة أمل عمار وجميع عضواته وأعضائه ونائبته بخالص التعازي والمواساة الى أسر ضحايا حادث المنوفية الأليم، الذى راح ضحيته 18 فتاة. ويعرب المجلس عن بالغ حزنه وألمه لهذا الحادث المأساوي ، مؤكداً تضامنه الكامل مع أسرهن في هذه اللحظات العصيبة. رحم الله الضحايا وأسكنهن فسيح جناته، وألهم ذويهن الصبر والسلوان.