
ثقافة : نجمة أغسطس.. رواية صنع الله إبراهيم عن بناء السد العالي
نافذة على العالم - صنع الله إبراهيم ليس مجرد روائيٌّ مصري، بل هو كاتب يُغرِّد خارج السرب، سُجن في عصر "جمال عبد الناصر"، وبالرغم من ذلك يقدر التجرِبة الناصرية، وسخَّر مشوارَه الأدبي في الحديث عن هموم الوطن، وقد وُلد "صنع الله" في القاهرة عام 1937م، وكان لوالده أثرٌ كبير على شخصيته؛ فقد زوَّده بالكتب والقصص وحثَّه على الاطِّلاع، فبدأت شخصيتُه الأدبية في التكوين منذ الصِّغَر، درس الحقوق، لكنه سرعان ما انصرف عنها إلى الصحافة والسياسة، ورحل عن عالمنا منذ أيام قليلة وتحديدًا يوم الأربعاء 13 أغسطس الجاري، تاركًا وراءه إرثًا أدبيًا ثريًا امتد لعقود، وقلوب عشاق الأدب حائرة بين الألم على فراقه والامتنان لما قدّمه من نصوص صارت جزءًا من التاريخ الثقافي، ومن بين رواياته "نجمة أغسطس".
رواية نجمة أغسطس
"قال بعد لحظة إنه يريد أن يكتب شيئًا يُعبِّر به عن الإنسان الجديد الذي وُلد مع السد العالي، وإنه فكَّر أمسِ في سيناريو للسينما؛ مهندس يأتي إلى السد ويترك فَتاتَه الثَّرِية في القاهرة على مَضض، ويوشك أن يعود إليها بعد أن عجَز عن احتمال الحر والإرهاق والوَحْشة، لكن العمل ما يلبث أن يغيِّره، فيترك الفتاة ويستقر في أسوان السد".
بناء السد العالي
تسافر بنا هذه الرواية في رحلة بديعة إلى أسوان أثناء بناء السد العالي، وتُطلِعنا على التفاصيل الدقيقة التي تجعلنا نعيش الحدث وكأنه جزء منَّا، مع الإشارة إلى الكثير من المعاني الإنسانية، والمواقف اليومية التي لا ترويها كتبُ التاريخ، وإنما توثِّقها أقلامُ الأدباء الذين يملكون عيونًا ترى الهامش أكثر ممَّا ترى المتن، فتُعطيه حقَّه، وتتحدَّث بلسانه، وتروي حكايته؛ فتحدَّثت الرواية عن أحوال البلاد، والمعتقَلات، والعمَّال الفاعلين الحقيقيين في بناء السد، وقُرى النوبة التي غرقت نتيجةً له، والطريقة العبقرية التي نُقل بها معبد "أبو سمبل"، فجاءت الرواية صورةً حية ونابضة لبناء السد العالي؛ الحدثِ الأهم في تاريخ مصر الحديث.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الدستور
منذ 13 ساعات
- الدستور
الجزائرية ربيعة جلطى: روايات صنع الله إبراهيم أرشيف مضاد للتاريخ الرسمى
لم يقتصر أثر الكاتب الروائي، صنع الله إبراهيم، والذي غادرنا قبل أيام، على المبدعين أو القراء المصريين فقط، بل امتد حتى الكتاب في المنطقة العربية بأكملها، وحول هذا الأثر، والرؤية التي كان يرى بها صنع الله إبراهيم، تحدثت الكاتبة الروائية، الأكاديمية ربيعة جلطي، في تصريحات لـ 'الدستور'. الكاتبة الروائية الأكاديمية ربيعة جلطي ربيعة جلطي: صنع الله إبراهيم أعاد تعريف وظيفة الرواية واستهلت 'جلطي' حديثها مشيرة إلى أنه: 'منذ أن اكتشفتُ عالم صنع الله إبراهيم، أحد أبرز الروائيين العرب الذين أعادوا تعريف وظيفة الرواية، ومنذ أن قرأت أول عمل له قبل سنوات، وجدت رؤيتُه صداها في نفسي وتجربتي في الكتابة السردية'. واضافت: 'كانت تساير هوى مترسخًا في إيماني الأدبي القويّ بأن الرواية ليست مجرد حكاية تروى لإمتاع العابرين، بل هي أفق للتفكير، وأداة للمساءلة، ومرآة تكشف ما يخفى خلف الواقع والتاريخ، فالحكاية قد تسلي، غير أن الأدب الحق هو ما يفتح فينا جرح السؤال ويدفعنا إلى مواجهة أنفسنا والعالم". روايات صنع الله إبراهيم أرشيف مضاد للتاريخ الرسمي ولفتت 'جلطي' إلى:" كم اغتبطت بطريقة صنع الله إبراهيم في السرد واستبشرت إنها تشكل نقيضًا للرأي التقليدي السائد في القراءة العربية للرواية، الذي يحصرها في إطار الحكاية والحدث والشخصية، بينما هي في حقيقتها ـ كما تكشفها تجربته ـ مختبر معرفي وجمالي يتجاوز تلك الحدود. لقد حوّلها من فضاء للتسلية والحكاية التقليدية إلى أداة مقاومة سياسية وأرشيف مضاد للتاريخ الرسمي. فكل عمل من أعماله الكبرى يقوم على توظيف الوثيقة داخل النص الأدبي، وإدماج التقرير والإحصاء وغزله بمهارة في النسيج السردي، بحيث تتحول الرواية إلى ما يمكن تسميته، وفقًا لجاك دريدا، بـ «الأرشيف المضاد Contre archive»، في سعيه إلى تقويض الرواية الرسمية التي تنتجها السلطة السياسية والتاريخية. بين يديْ صنع الله إبراهيم ينكسر القالب النمطي للرواية وشددت 'جلطي' على أنه: بهذا المعنى، يصبح الأدب عند صنع الله إبراهيم، منذ روايته «تلك الرائحة» إلى «نجمة أغسطس»، أداة لمساءلة السلطة والواقع معًا، لا مجرد حكاية متخيلة، بل نصًا أدبيًا يتجاوز السرد الكلاسيكي إلى مساءلة السلطة والمعرفة معًا. بين يديْ صنع الله ينكسر القالب النمطي، فلا تعود الرواية شكلًا جامدًا، بل فنًّا حيًّا متحولًا، ليست مجرد حكاية تروى، وإنما فضاء للتجريب المعرفي والجمالي معًا، يحوّل السرد إلى أرشيف مقاوم يعيد كتابة التاريخ، ويتجدد باستمرار ليواكب أسئلتنا الكبرى عن الحرية والذاكرة والسلطة والمعرفة. وهذا ما يجعل صنع الله مبدعًا مختلفًا، يقف شامخًا في خريطة الأدب العالمي، حيث تتجاوب نصوصه بطرائق متباينة مع أعمال كتاب عالميين كبار شكّلوا بدورهم ذائقتي السردية، مثل كافكا وأورويل ودوس باسوس وسولجنتسين وإيكو وبورخيس وغيرهم.


نافذة على العالم
منذ يوم واحد
- نافذة على العالم
ثقافة : نجمة أغسطس.. رواية صنع الله إبراهيم عن بناء السد العالي
الأحد 17 أغسطس 2025 11:50 صباحاً نافذة على العالم - صنع الله إبراهيم ليس مجرد روائيٌّ مصري، بل هو كاتب يُغرِّد خارج السرب، سُجن في عصر "جمال عبد الناصر"، وبالرغم من ذلك يقدر التجرِبة الناصرية، وسخَّر مشوارَه الأدبي في الحديث عن هموم الوطن، وقد وُلد "صنع الله" في القاهرة عام 1937م، وكان لوالده أثرٌ كبير على شخصيته؛ فقد زوَّده بالكتب والقصص وحثَّه على الاطِّلاع، فبدأت شخصيتُه الأدبية في التكوين منذ الصِّغَر، درس الحقوق، لكنه سرعان ما انصرف عنها إلى الصحافة والسياسة، ورحل عن عالمنا منذ أيام قليلة وتحديدًا يوم الأربعاء 13 أغسطس الجاري، تاركًا وراءه إرثًا أدبيًا ثريًا امتد لعقود، وقلوب عشاق الأدب حائرة بين الألم على فراقه والامتنان لما قدّمه من نصوص صارت جزءًا من التاريخ الثقافي، ومن بين رواياته "نجمة أغسطس". رواية نجمة أغسطس "قال بعد لحظة إنه يريد أن يكتب شيئًا يُعبِّر به عن الإنسان الجديد الذي وُلد مع السد العالي، وإنه فكَّر أمسِ في سيناريو للسينما؛ مهندس يأتي إلى السد ويترك فَتاتَه الثَّرِية في القاهرة على مَضض، ويوشك أن يعود إليها بعد أن عجَز عن احتمال الحر والإرهاق والوَحْشة، لكن العمل ما يلبث أن يغيِّره، فيترك الفتاة ويستقر في أسوان السد". بناء السد العالي تسافر بنا هذه الرواية في رحلة بديعة إلى أسوان أثناء بناء السد العالي، وتُطلِعنا على التفاصيل الدقيقة التي تجعلنا نعيش الحدث وكأنه جزء منَّا، مع الإشارة إلى الكثير من المعاني الإنسانية، والمواقف اليومية التي لا ترويها كتبُ التاريخ، وإنما توثِّقها أقلامُ الأدباء الذين يملكون عيونًا ترى الهامش أكثر ممَّا ترى المتن، فتُعطيه حقَّه، وتتحدَّث بلسانه، وتروي حكايته؛ فتحدَّثت الرواية عن أحوال البلاد، والمعتقَلات، والعمَّال الفاعلين الحقيقيين في بناء السد، وقُرى النوبة التي غرقت نتيجةً له، والطريقة العبقرية التي نُقل بها معبد "أبو سمبل"، فجاءت الرواية صورةً حية ونابضة لبناء السد العالي؛ الحدثِ الأهم في تاريخ مصر الحديث.


نافذة على العالم
منذ 2 أيام
- نافذة على العالم
أبرزهم المخرج خالد يوسف والمسلماني.. شخصيات فنية وثقافية في عزاء صنع الله إبراهيم
صنع الله إبراهيم أحمد خالد شهد عزاء الأديب الكبير صنع الله إبراهيم بمسجد عمر مكرم بميدان التحرير، حضور عدد من المثقفين والشخصيات الفنية على رأسهم وزير الثقافة و المخرج خالد يوسف، وأحمد المسلماني رئيس الهيئة الوطنية للإعلام أبرز حضور عزاء صنع الله إبراهيم كما شهد العزاء تواجد الكاتب الصحفي خالد البلشي نقيب الصحفيين، و الصحفي محمود كامل رئيس اللجنة الثقافية بنقابة الصحفيين، والكاتب الصحفي عبد الحليم قنديل، والروائي الكبير عزت القمحاوي، والمخرج المسرحي الكبير أحمد إسماعيل، والناشر محمد البعلي، والدكتور كمال مغيث، والشاعر أحمد الجعفري. كما حضر عزاء صنع الله إبراهيم، الناقد الكبير حسين حمودة، الدكتور أحمد بهي الدين رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، الكاتب محمد ناصف مستشار الهيئة العامة لقصور الثقافة، والكاتب الكبير محمود الورداني، والشاعر الكبير إبراهيم داود، بالإضافة إلى الشاعر علاء عبد الهادي رئيس اتحاد كتاب مصر، والشاعر إبراهيم عبد الفتاح، والشاعر الكبير زين العابدين فؤاد، والدكتور محمد أبو الغار، الناشر إبراهيم المعلم، الكاتب الصحفي سيد محمود. مسيرة إبداعية لـ صنع الله إبراهيم يشار إلى أن الأديب صنع الله إبراهيم أحد أبرز الروائيين المصريين والعرب، حيث اشتهر بمواقفه الفكرية الجريئة وإبداعه المختلف، وترك بصمة واضحة في الرواية العربية الحديثة.