
خالد الجندي: الأجواء القاسية تصلح أن تكون أبوابا لطاعة الله ودخول الجنة
الصيام في الشتاء
وأوضح الجندي، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الخميس، أن العبادة في أوقات المشقة تختلف في قدرها وقيمتها، مستدلًا بأن "الصيام في الحر ليس كالصيام في الشتاء، فالحر يرهق الجسد ويضاعف مشقة الصيام، وكذلك التصدق في حال الفقر أشد مشقة من التصدق حال الغنى، ومع ذلك فإن الأجر يكون أعظم كلما زادت المقاومة البدنية أو النفسية للطاعة".
واستشهد بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "سبق درهم مئة ألف درهم"، ليبيّن فضل من يتصدق وهو محتاج.
وأشار الجندي إلى أن أجر من يؤدي العبادات مع المشقة أكبر عند الله، كما في قوله تعالى: ﴿وأذّن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر﴾، موضحًا أن "الماشي إلى الحج في حر ومشقة غير الراكب، ولذلك قدمه الله في الآية"، مضيفًا: "شوفوا آية: ولا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله، هذه كلها صور للمشقة تُحتسب أجرًا عند الله".
وأكد على أهمية استثمار المشقة في الطاعة، داعيًا إلى التحمل والصبر، ومستشهدًا بقوله تعالى: ﴿واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين﴾، مؤكدًا أن الطاعة مع الصبر والتحدي أعظم أجرًا وأرفع درجة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


شبكة النبأ
منذ 19 دقائق
- شبكة النبأ
فلسفة الخطوة الحسينية: لماذا تسير الملايين؟ وماذا يكتشفون في درب الأربعين؟
هل فكرنا يوماً، ما سر هذا المد البشري الهادر؟ ما الذي يدفع هذه الحشود الجبارة إلى ترك بيوتها ومشاغلها، لخوض غمار هذه الرحلة المتعبة أحياناً، المتعبة بالجسد، ولكنها المريحة للروح؟ وهل هي مجرد طقوس تُؤدى، أم تجربةٌ عميقةٌ تكشف عن كنوز مخفية في أعماق النفس البشرية على درب الأربعين... في كل عام، ومع اقتراب أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام)، يتجدد مشهدٌ يهزّ الوجدان، وتتدفق الملايين من البشر من أقاصي الأرض، لا تلويها مسافات، ولا تثنيها صعاب، نحو بقعةٍ من الأرض قدسها التاريخ، كربلاء. هي مسيرةٌ ليست كأي مسيرة؛ لا سباقٌ فيها، ولا غايةٌ دنيويةٌ ظاهرة، بل تتقاطع فيها الطرق، وتتحد فيها القلوب، وتتآخى فيها الأرواح في دربٍ يمتد أميالاً طويلة. لكن هل فكرنا يوماً، ما سر هذا المد البشري الهادر؟ ما الذي يدفع هذه الحشود الجبارة إلى ترك بيوتها ومشاغلها، لخوض غمار هذه الرحلة المتعبة أحياناً، المتعبة بالجسد، ولكنها المريحة للروح؟ وهل هي مجرد طقوس تُؤدى، أم تجربةٌ عميقةٌ تكشف عن كنوز مخفية في أعماق النفس البشرية على درب الأربعين هذا، الذي بات أيقونةً للتضحية وشعلةً للقيم الإنسانية؟ وما الذي يكتشفه كل زائر في هذا المسير، وما هي الأبعاد التي تتجاوز المشي لتلامس أعماق الوجود الإنساني؟ امتداد لخط الأنبياء إن المسير الأربعيني ليس وليد اليوم، بل هو امتدادٌ وتجسيدٌ حيٌّ لروح المقاومة والتضحية التي حملها الأنبياء والأوصياء عبر العصور. الحسين (عليه السلام) هو وارث الأنبياء حقاً، وثورته هي تتويجٌ لمسيرة الأنبياء في مقارعة الظلم وإقامة العدل. هذا الدرب، الذي سار فيه الإمام الحسين (عليه السلام) وأهل بيته وصحبه شهداءَ إلى الله، أصبح بعد استشهاده محطاً للزيارة التي بدأت مع الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الأنصاري في أول أربعين، لتُرسّخ بذلك تقليداً يربط الأجيال المتعاقبة بنبض الثورة الحسينية. المسير اليوم هو إحياء لذاكرة الأمة، وتأكيد على هويتها التي لا تنفصل عن قيم العدالة والحرية والكرامة الإنسانية، وهو ليس مجرد ذكرى، بل هو تجديد للعهد بأن الظلم لن ينتصر مهما طال الزمان. سيكولوجية المشي نحو اليقين المشي لمسافات طويلة في درب الأربعين ليس مجرد حركة جسدية، بل هو عملية نفسية وروحية عميقة. التعب الجسدي الذي يختبره الزائر غالبًا ما يتحول إلى نوع من التحرر الروحي، تصفية للذهن، وفرصة للتأمل في أعماق الذات. إنه تمرين للصبر، وتجسيد لمعنى التضحية، وربط وجداني مباشر بين الزائر ومعاناة الإمام الحسين (عليه السلام) في سبيل الحق. كثيرون يجدون في هذه الرحلة نوعًا من العلاج الروحي والنفسي، متنفسًا للتغلب على ضغوط الحياة وتحدياتها الشخصية، كأنها رحلة تطهير ذاتي تُعيد ترتيب الأولويات وتُجدد الطاقات. مع كل خطوة، تتجلى الروابط الإنسانية في أبهى صورها، حيث تتشارك الأرواح تجربة جماعية فريدة تُنسج منها ذكريات قوية تدوم مدى الحياة. لقد أولى أهل البيت (عليهم السلام) أهمية بالغة لزيارة الإمام الحسين (عليه السلام)، مؤكدين على عظيم فضلها وأجرها. فقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) في فضل زيارته: من أتى قبر الحسين (عليه السلام) ماشياً، كتب الله له بكل خطوة ألف حسنة، ومحا عنه ألف سيئة، ورفع له ألف درجة". هذا الحديث الشريف ليس مجرد حثٍ على المشي، بل هو إشارة إلى القيمة الروحية والتحول الداخلي الذي تحدثه هذه الخطوات في نفس الزائر. إنه تأكيد على أن كل جهد يُبذل في هذا الدرب يُثمر تقرباً إلى الله تعالى وتطهيراً للروح. الزيارة المليونية ليست مجرد تجمع بشري، بل هي تجسيد للآلاف من الأرواح التي تسعى لتغذية إيمانها من نبع كربلاء، مستلهمة من الإمام الحسين (عليه السلام) قيم الثبات على الحق، والتضحية من أجل المبادئ السامية، ومقارعة الظلم. العمق الروحي والفردي: المسير رحلة داخلية للتأمل والتفكر، تتيح فرصة لمراجعة الذات والتطهّر، وتجديد العلاقة مع الله تعالى. ينمّي في الزائر صبرًا وتجلدًا وعزيمةً، ويعلمه قيمة المثابرة. يكتشف دروساً في الإيثار، والعطاء، والتواضع، والتآخي، وهي قيمٌ مستلهمةٌ من سيرة سيد الشهداء. التكافل الاجتماعي اللامحدود: تتجلى في هذا المسير أسمى صور التكافل الإنساني؛ فالمواكب الحسينية، بإدارة شعبية تطوعية غير مسبوقة، تقدم الطعام والشراب والمأوى والخدمات الطبية مجانًا للزوار. هذا المشهد، الذي يُعرف بـ "اقتصاد الكرم"، يدحض النظريات الاقتصادية التقليدية القائمة على الربح، ويُثبت أن العطاء اللامحدود يمكن أن يخلق نظامًا مستدامًا ومتكاملًا لإدارة الملايين دون تدخل مركزي كبير. وحدة تتجاوز الحواجز: تتلاشى الفروقات الاجتماعية والطبقية والقومية والمذهبية، ليتحول الجميع إلى "خادم" أو "زائر"، في علاقة إنسانية نقية تتجاوز الأدوار التقليدية. يعزز المسير الشعور بالوحدة والتضامن بين المشاركين، ويؤكد على أن المبادئ المشتركة أقوى من أي اختلافات سياسية أو اجتماعية. بعد تربوي وتكويني للشباب: المسير يعتبر منصة تربوية عملاقة لبناء الشخصية، وغرس قيم الشجاعة، والعدالة، ورفض الظلم في نفوس الشباب والأطفال منذ الطفولة. يشارك الأجيال الصاعدة بفاعلية في الخدمة والتنظيم، مما يصقل قدراتهم القيادية ويعزز حس المسؤولية لديهم، ويعلمهم قيمة العطاء غير المشروط. دبلوماسية شعبية عالمية: يمثل الأربعين شكلاً فريداً من الدبلوماسية الشعبية، حيث يجمع شعوباً من مختلف الأجناس والأديان والمذاهب، متجاوزاً خلافات السياسات والحكومات، ليجسد وحدة إنسانية عالمية. تنتقل رسالة الإمام الحسين (عليه السلام) الإصلاحية إلى العالم أجمع، مؤكدة على قيم الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية، بعيداً عن أي تسييس أو تحريف مقصود. إن المسير الأربعيني يمثل ظاهرة إنسانية فريدة، ومعجزة تنظيمية، ومدرسة قيمية متنقلة، تتجاوز حدود الزمان والمكان. إنه ليس مجرد طقس، بل هو نبض متجدد يغذي الروح ويعلم الدرس، ويثبت أن الإيمان الراسخ بالقيم قادر على تحقيق المستحيل. وبناءً على هذه القراءة المتعمقة، نوصي بـ: 1. التوثيق الشامل والعلمي: ضرورة توثيق هذه التجربة الفريدة من جميع جوانبها (الاجتماعية، الاقتصادية، الأمنية، النفسية، الفنية) من خلال البحوث الأكاديمية والدراسات الميدانية، وتقديمها للعالم بمنهجية علمية، لتكون نموذجاً يُحتذى به في إدارة الحشود والتكافل المجتمعي. 2. تعزيز البعد التربوي: استثمار الأبعاد التربوية العميقة للمسير بشكل منهجي في المناهج التعليمية والأنشطة الشبابية، لترسيخ قيم الحسين (عليه السلام) في الأجيال الناشئة. 3. تفعيل الدبلوماسية الشعبية: دعم الجهود الرامية لتعزيز التواصل بين هذه المسيرة والشعوب الأخرى، من خلال توظيف الإعلام الرقمي والتقليدي بشكل احترافي، لنقل الصورة الحقيقية للحدث بعيداً عن التسييس والتحريف. 4. بناء منصات تفاعلية: إنشاء منصات رقمية متعددة اللغات تتيح للزوار والمشاركين حول العالم مشاركة قصصهم وتجاربهم، مما يعمق الأثر الإنساني والمعرفي للزيارة. 5. التفكير في الاستدامة: وضع خطط مستقبلية تضمن استدامة نقاء وعفوية المسيرة مع تزايد أعداد الزوار، مع الحفاظ على روح العطاء والتطوع التي تميزها. إن فلسفة الخطوة الحسينية تكمن في أنها ليست نقطة نهاية، بل هي نقطة انطلاق في مسيرة متجددة من التزود الروحي والفكري والاجتماعي، مسيرة تبرهن للعالم أجمع أن الإيمان بالقيم السامية يملك القدرة على تحريك الجبال وتوحيد القلوب وإحياء الضمائر.


صدى البلد
منذ 10 ساعات
- صدى البلد
السعودية: أكثر من 60 مليون زائر للحرمين الشريفين خلال شهر المحرم 1447هـ
أعلنت الهيئة العامة للعناية بشؤون الحرمين الشريفين أن عدد زوار المسجد الحرام والمسجد النبوي خلال شهر المحرم 1447هـ تجاوز 60 مليون زائر (60,245,635)، بدعم من خدمات متكاملة تقدمها الهيئة والجهات المعنية لخدمة ضيوف الرحمن. وأوضحت الهيئة أن المسجد الحرام استقبل 27,531,599 مصلّيًا، منهم 47,823 في حجر إسماعيل، و7,857,270 معتمرًا. فيما بلغ عدد مصلي المسجد النبوي 21,576,200، منهم 1,122,368 في الروضة الشريفة، وقام 2,110,375 زائرًا بالسلام على النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه رضي الله عنهما. وأكدت الهيئة التزامها بتقديم خدمات عالية الجودة لتسهيل أداء العبادات بيسر وأمان، مع السعي لتعزيز الجهود وتذليل العقبات، تماشيًا مع توجيهات القيادة السعودية لخدمة الحرمين الشريفين بأفضل صورة.


صدى البلد
منذ 11 ساعات
- صدى البلد
ساعة إجابة الدعاء يوم الجمعة.. هل فاتتك بأذان المغرب؟.. لديك فرصتان
ساعة إجابة الدعاء يوم الجمعة لاشك أن ساعة إجابة الدعاء يوم الجمعة من الساعات التي لا ينبغي لعاقل تفويتها بأي حال من الأحوال وأيًا كانت الأسباب، لما لها من عظيم الفضل ، لعل ما يطرح السؤال عنها هو أذان المغرب، حين يسعى من فاته ساعة إجابة الدعاء يوم الجمعة لتعويضها فيتساءل هل فاتتك مع أذان المغرب وهل يستجاب الدعاء بعد صلاة المغرب ؟، فهو من الأمور التي تهم الكثيرين، خاصة وأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم قد أوصانا بتحري أوقات الإجابة واغتنامها بدعاء، في كثير من نصوص السُنة النبوية الشريفة، ولعل ساعة إجابة الدعاء يوم الجمعة لها من الأهمية ما يطرح سؤال هل فاتتك ساعة إجابة الدعاء يوم الجمعة مع أذان صلاة المغرب ؟ من قبل أولئك الحريصين على اتباع هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- وكذلك الذين لهم حوائج ويسعون لقضائها. اختلف العلماء في تحديد ساعة استجابة الدعاء يوم الجمعة، وانتهى البحث فيها إلى قولين تضمنتهما الأحاديث النبوية، وأحدهما أرجح من الآخر، القول الأول: أنها بين جلوس الإمام إلى انقضاء الصلاة، وحجة هذا القول ما روى مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ لِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ أَسَمِعْتَ أَبَاكَ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي شَأْنِ سَاعَةِ الْجُمُعَةِ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ؛ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: هِيَ مَا بَيْنَ أَنْ يَجْلِسَ الْإِمَامُ إِلَى أَنْ تُقْضَى الصَّلَاةُ». وروى الترمذي من حديث كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ الْمُزَنِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ فِي الْجُمُعَةِ سَاعَةً لَا يَسْأَلُ اللَّهَ الْعَبْدُ فِيهَا شَيْئًا إِلَّا آتَاهُ اللَّهُ إِيَّاه» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَيَّةُ سَاعَةٍ هِيَ؟ قَالَ: «حِينَ تُقَامُ الصَّلَاةُ إِلَى الِانْصِرَافِ مِنْهَا». والقول الثاني: أنها بعد العصر، وهذا أرجح القولين، وهو قول عبد الله بن سلام، وأبي هريرة، والإمام أحمد، وغيرهم، وحجَّة هذا القول ما رواه أحمد في مسنده عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَأَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ فِي الْجُمُعَةِ سَاعَةً لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فِيهَا خَيْرًا إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ وَهِيَ بَعْدَ الْعَصْرِ»، وما رواه أبو داود والنسائي عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَوْمُ الْجُمُعَةِ اثْنَتَا عَشْرَةَ سَاعَةً، لَا يُوجَدُ فِيهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللَّهَ شَيْئًا إِلَّا آتَاهُ إِيَّاهُ فَالْتَمِسُوهَا آخِرَ سَاعَةٍ بَعْدَ الْعَصْرِ». وقد اجتهد الكثيرون في استنباط وقت هذه الساعة، على أقوال كثيرة، ولعل أصح هذه الاجتهادات قولان، الأول: أنها من جلوس الإمام إلى انقضاء الصلاة، ودليله :عن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري قال: قال لي عبد الله بن عمر أسمعت أباك يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في شأن ساعة الجمعة؟،قال: قلت: نعم؛ سمعته يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «هي ما بين أن يجلس الإمام إلى أن تقضى الصلاة» أخرجه مسلم في صحيحه. فالقول الثاني فيها: أنها بعد العصر، وهذا أرجح القولين، وهو قول عبد الله بن سلام، وأبي هريرة، والإمام أحمد، وخلق. ودليله: عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن في الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله عز وجل فيها خيرا إلا أعطاه إياه وهي بعد العصر». وروى سعيد بن منصور في سننه عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، أن ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اجتمعوا، فتذاكروا الساعة التي في يوم الجمعة، فتفرقوا ولم يختلفوا أنها اخر ساعة من يوم الجمعة، وبناء عليه فإنه لا مانع أن يجمع المسلم بين الوقتين فيستمع للخطبة الثانية ويؤمن على دعاء الإمام فيها راجيا أن تكون هذه الساعة وأن يجتهد في الدعاء من بعد صلاة العصر حتى الغروب فيجمع بين الخيرين معا، مع مراعاة آداب الدعاء وضوابطه. فضل الدعاء يوم الجمعة رأى معظم العلماء أن ساعة استجابة الدعاء يوم الجمعة تكون بعد العصر، وقبل المغرب، يوم الجمعة هو من خير الأيام وأفضلها ويستحب للمسلم أن يكثر فيه من الدعاء لعله يوفق ساعة استجابة الدعاء فيوم الجمعة هذا اليوم الذي جاء في فضله ما ورد في صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ؛ فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ، وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا، وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ». فقد ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة قال: قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم: «في الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم قائم يصلي فسأل الله خيرا إلا أعطاه»، ورجاء إدراك فضيلة هذه الساعة أمر مرغوب فيه، هل الدعاء بعد صلاة المغرب مستجاب لا شك أن الدعاء هو لب العبادة ، بل إنه قد يكون عبادة، أمر الله تعالى بها في قوله تعالى: «وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ»، كما قد أوصى بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم - في كل وقت وعلى كل حال، كما أخبرنا بأن هناك أوقات استجابة ، وحث على تحريها، ومن هذه الأوقات بعد الصلوات المكتوبة ، وتأتي صلاة المغرب من بينها، لذا إذا كانت إجابة سؤال هل الدعاء بعد صلاة المغرب مستجاب ؟ بالإيجاب أي أن دعاء بعد صلاة المغرب مستجاب، لأنه من دعاء بعد الصلاة المكتوبة وهي صلاة المغرب، فينبغي التعرف على صيغة دعاء بعد صلاة المغرب الواردة بالسُنة النبوية الشريفة. أفضل دعاء مستجاب يوم الجمعة ⦁ جمعة مضت وجمعة أتت، اللهم اغفر لنا ما بينهما ويسر لنا ما يرضيك، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلّا الله، والله أكبر، ولله الحمد، وأستغفر الله عدد خلقه، ورضى نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته، اللهم اغفر للمسلمين جميعا الأحياء منهم والأموات وأدخلهم جناتك، وأعزّهم من عذابك، ولك الحمد، وصلّ اللهم على أشرف الخلق سيد المرسلين محمد صلى الله عليه سلم وعلى أهله وصحبه أجمعين. ⦁ الحمد لله الذى لا يرجى إلا فضله ولا رازق غيره، الله أكبر ليس كمثله شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع البصير. اللهم لا تصدّ عنا وجهك يوم نلقاك، اللهم لا تطردنا من بابك فمن لنا يا ربنا إن طردتنا يا رب العالمين ويا أرحم الراحمين. لا إله إلا الله إقرارًا بربو بيته سبحان الله، خضوعًا لعظمته ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. ⦁ اللهم لك الحمد حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، اللهم لك الحمد عدد خلقك ورضى نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك، اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد على الرضا. أدعية يوم الجمعة 1- يا غافر ذنب داود، ويا كاشف ضر أيوب، يا منجّي إبراهيم من نار النمرود، يا من ليس له شريك، ولا معه مقصود، يا من لا يخلف عن الموعود، يا من برّه ورزقه للعاصين ممدود، يا من هو برٌّ حليم ونعم المقصود، يا من هو ملجأ للملهوف والمطرود، يا من أذعن له جميع خلقه بالسجود. 2- يا من ليس عن باب جوده أحد مطرود، يا من ليس عن بابه أحد مغمود، يا من لا يحيف في حكمه ويحكم على الظالم الجحود، ارحم عبدًا ظالمًا مخطئا لم يوف بالعهود، إنّك فعّال لما تريد وأنت المقصود. 3- « يا الله، يا رب، يا رحمن، يا رحيم، يا ودود ارحمني برحمتك يا أرحم الراحمين يا رب يا معبود، اللهم إليك مددت يدي، وفيما عندك عظمت رغبتي، فاقبل توبتي، وارحم ضعف قوتي، واغفر خطيئتي، واقبل معذرتي، واجعل لي من كل خير نصيبًا، وإلى كل خير سبيلًا برحمتك يا أرحم الراحمين». 4- أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم غفار الذنوب، ذا الجلال والإكرام وأتوب إليه من جميع المعاصي كلها والذنوب والآثام، ومن كل ذنب أذنبته عمدًا أو خطأ ظاهرًا وباطنًا، قولًا وفعلًا، في جميع حركاتي وسكناتي وخطراتي وأنفاسي كلها، من الذنب الذي أعلم ومن الذنب الذي لا أعلم، عدد ما أحاط به العلم وأحصاه الكتاب وخطه القلم، وعدد ما أوجدته القدرة وخصصته الإرادة، ومداد كلمات الله كما ينبغي لجلال وجه ربنا وجماله وكماله وكما يحب ربنا ويرضى». 5- « يا حي يا قيوم، يا نور يا قدوس، يا حي يا الله، يا رحمن اغفر لي الذنوب التي تحل النقم، واغفر لي الذنوب التي تُورث الندم، واغفر لي الذنوب التي تحبس القِسم، واغفر لي الذنوب التي تهتِك العِصم، واغفر لي الذنوب التي تقطع الرجاء، واغفر لي الذنوب التي تُعجّل الفناء، واغفر لي الذنوب التي ترد الدعاء، واغفر لي الذنوب التي تمسك غيث السماء، واغفر لي الذنوب التي تُظلم الهواء، واغفر لي الذنوب التي تكشِف الغِطاء، اللهم إني أسألك، يا فارج الهم، يا كاشف الغم، مجيب دعوة المضطر، رحمن الدنيا والآخرة ورحيمها، أسألك أن ترحمني برحمةٍ من عندك تُغنني بها عن رحمة من سواك». 6- « اللهمّ إنّي أسألك عيش السّعداء، ونزل الشّهداء، ومرافقة الأنبياء، والنّصر على الأعداء، يا سميع الدّعاء، يا ذا قولٍ وعطاء، وجّهت وجهي للّذي فطر السماوات والأرض حنيفًا، وما أنا من المشركين، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله ربّ العالمين، لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين». 7- « اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وبك خاصمت وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وأنت المقدم وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت الأول والآخر والظاهر والباطن، عليك توكلت، وأنت رب العرش العظيم». 8- « ربّ إنيّ أسألك أن تريحَ قلبي وفكري وأن تصرف عني شتات العقل والتفكير، ربّ إنّ في قلبي أمورًا لا يعرفها سواك فحققها لي يا رحيم، ربّ كن معي في اصعب الظروف واريني عجائب قدرتك في أصعب الأيام». أفضل أعمال يوم الجمعة ورد أفضل أعمال يوم الجمعة التي أوصى بها رسول الله –صلى الله عليه وسلم-لاغتنام عظيم فضل يوم الجمعة، حيث إن أعمال يوم الجمعة تكون سببًا في أن يغفر الله تعالى بها ذنوب الأسبوع، ويعد الحرص على أعمال يوم الجمعة من مكفرات الذنوب الأسبوعية أي تغفر الذنوب من الجمعة إلى الجمعة، ومن هنا ينبغي معرفة أعمال يوم الجمعة والحرص عليها امتثالًا لسُنة النبي –صلى الله عليه وسلم-فمنها أيضًا: 1. قراءة سورة الكهف في ليلته أو في نهاره، ومن قرأها أنار الله له ما بين الجمعتين.2. قراءة سورة المنافقين أو الجمعة، أو الأعلى، أو الغاشية، أو ما تيسّر منهما أثناء الصلاة كما كان يفعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.3. قراءة كل من سورة الدخان، ويس في الليل، فمن فعل ذلك غفر الله له ذنبه.4. الإكثار من الصلاة على النبي -عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم-.5. التبكير في الخروج إلى صلاة الجمعة، فكلّما بكّر المسلم في الذهاب إلى المسجد يوم الجمعة بقصد أداء الصلاة، تضاعف أجره.6. قراءة سورة الكافرون، وسورة الإخلاص في صلاة المغرب.7. الاغتسال، وتقليم الأظافر، والتطيب، ولبس أفضل الثياب.8. الإكثار من الدعاء، سواء بالأدعية المأثورة من القرآن والسنة، أو بأي دعاء آخر مع الإكثار من الحمد، والتهليل، والتسبيح والابتهال، وإجلال الله عزّ وجل، والصلاة على نبيه الكريم.