
الدولار يتراجع بينما يسجل الذهب ذروة تاريخية بفعل انخفاض الثقة بالاقتصاد الأميركي
تراجع الدولار في التعاملات الآسيوية، اليوم الجمعة، وسط انخفاض ملحوظ في الثقة بالاقتصاد الأميركي، الأمر الذي دفع المستثمرين إلى التخلي عن الأصول الأميركية لصالح الملاذات الآمنة مثل الفرنك السويسري، الين الياباني، اليورو، إضافة إلى الذهب الذي سجل مستوى قياسيا جديدا، إذ شهدت بورصة وول ستريت موجة بيع حادة يوم أمس الخميس، لتتخلى عن مكاسبها التي حققتها في الجلسة السابقة بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعليق الرسوم الجمركية على عشرات الدول، ما أثار مخاوف بشأن استقرار السياسات الاقتصادية.
وفي ذات الصدد، تشهد سندات الخزانة الأميركية طويلة الأجل عمليات بيع مكثفة، حيث تتجه عوائد السندات لأجل 10 سنوات نحو تحقيق أكبر قفزة أسبوعية منذ عام 2001، حيث ذكر كريس ويستون، رئيس قسم الأبحاث في شركة "بيبرستون"، إن "الأسواق الأميركية تعرضت لعمليات بيع واسعة، فيما اتجهت رؤوس الأموال نحو أصول الملاذ الآمن التقليدية، وسط تراجع في جاذبية الدولار".
وأضاف أن "التحركات الحالية تعكس تدفقات لإعادة رؤوس الأموال الأجنبية، في ظل المخاوف من ارتفاع مخاطر النظام الاقتصادي، خاصة مع قرارات الرئيس ترامب المترددة بشأن السياسات التجارية".
وتراجع الدولار بنسبة 1.2% أمام الفرنك السويسري ليصل إلى 0.81405 فرنك، في أدنى مستوى له منذ يناير 2015، بينما انخفض بنسبة 1.1% مقابل الين الياباني إلى 142.88 ين، وهو أدنى مستوى منذ أواخر سبتمبر الماضي.
كذلك ارتفع اليورو بنسبة 1،7% ليصل إلى 1،13855 دولار، مسجلا أعلى مستوياته منذ فبراير 2022، بينما صعد الجنيه الإسترليني بنسبة 0،5% أمام الدولار. فيما تراجع مؤشر الدولار الأميركي بنحو 1،2% ليهبط إلى ما دون مستوى 100 للمرة الأولى منذ يوليو 2023.
بالمقابل، واصل الذهب صعوده ليسجل زيادة بنسبة 1،4%، ويبلغ مستوى تاريخيا غير مسبوق عند 3219.23 دولارا للأونصة.

Try Our AI Features
Explore what Daily8 AI can do for you:
Comments
No comments yet...
Related Articles


Buratha News
17 minutes ago
- Buratha News
الهبوط الصامت... العوامل الخفية التي أسقطت الدولار في بغداد
شهد شهر أيار 2025 واحدة من أكثر مراحل التقلب استثنائية في سعر صرف الدولار مقابل الدينار العراقي، حيث تراجع سعر الدولار بشكل تدريجي ومثير، ما أثار موجة من التساؤلات في السوق، ودفع المختصين إلى تفكيك الأسباب التي تقف خلف هذا التحول المفاجئ. في هذا السياق، قدم أستاذ الاقتصاد في جامعة جيهان بمحافظة دهوك، نوار السعدي، اليوم الثلاثاء (27 أيار 2025)، تحليلًا مفصلًا لـ"بغداد اليوم" حول هذا التراجع، مبينًا أنه لا يمكن اختزال الظاهرة في سبب واحد، بل إنها نتيجة تراكب عوامل نقدية وتجارية وسلوكية وحتى سياسية إقليمية. تشبع السوق بالدولار.. من أين جاء الفائض؟ يقول السعدي إن أبرز ما يُلاحظ هو أن "المعروض من الدولار أصبح أعلى من المعتاد، لكن ليس بسبب ارتفاع إيرادات النفط كما يُعتقد، بل نتيجة عوامل أخرى، من أبرزها تزايد التحويلات المالية من الشركات الأجنبية، والاستثمارات غير النفطية، إضافة إلى عمليات تهريب الدولار العكسي من دول مجاورة تواجه شحًا في العملة الصعبة". هذا "الفيض المؤقت" من الدولار – بحسب وصفه – خلق حالة من التشبع في السوق العراقية، ما جعل الدولار متوفرًا بشكل يفوق الطلب عليه، وبالتالي دفع بسعره نحو الانخفاض. تحول سلوك المواطن.. هل فقد الدولار مكانته في الادخار؟ لكن المشهد لا يُفسّر فقط بمعادلة العرض والطلب التقليدية، بل أيضًا بسلوك الناس، كما يوضح السعدي، مضيفًا أن "المواطن العراقي بدأ يفقد الثقة بالدولار كأداة ادخار، ليس لأنه ضعيف عالميًا، بل لأن الدينار بدأ يُظهر استقرارًا ومكاسب ملموسة". هذا التحول دفع كثيرين إلى بيع ما لديهم من دولارات، وتحويلها إلى الدينار أو الذهب، ما ساهم في زيادة المعروض من الدولار وتقليل الطلب عليه، وبالتالي دعم الدينار بشكل غير مباشر. البنك المركزي يتدخل.. ويمتص السيولة يرى السعدي أن "سياسة البنك المركزي العراقي لعبت دورًا محوريًا في المشهد"، موضحًا أن المؤسسة النقدية قامت بـخفض الكتلة النقدية من الدينار بأكثر من 6 تريليونات دينار خلال أشهر قليلة، في خطوة تندرج ضمن ما يُعرف بـ"امتصاص السيولة". وهذه السياسة، بحسب تحليله، أدت إلى تقليل كمية الدينار المتاح في السوق، ما زاد من قيمته أمام الدولار، وخلق بيئة انكماشية ساعدت على ضبط التضخم وتعزيز ثقة المواطن بالعملة المحلية. انكماش الاستيراد.. وتبدل خارطة التجارة وبحسب السعدي، فإن جانبًا مهمًا من انخفاض سعر الصرف يرتبط كذلك بتراجع الاستيراد من بعض الدول الكبرى مثل الهند وتركيا والولايات المتحدة، رغم وجود استثناء ملحوظ في الواردات القادمة من الصين. ويُفسّر هذا التراجع إما بانخفاض الاستهلاك المحلي، أو بإعادة ترتيب أولويات الإنفاق. وفي كلا الحالتين، ينخفض الطلب على الدولار المستخدم في تسديد أثمان الواردات، ما يخلق فائضًا نسبيًا في السوق المحلية، ويضغط على السعر نزولًا. مفاوضات خلف الكواليس.. هل خفّ الطلب على الدولار في تجارة إيران؟ اللافت في قراءة السعدي هو تحليله لما سمّاه "العامل الإقليمي الصامت"، حيث يشير إلى احتمال وجود مفاوضات غير معلنة بين طهران وواشنطن خففت من وطأة القيود المالية، ما أدى إلى تراجع حاجة بعض التجارات غير الرسمية (بين العراق وإيران) إلى الدولار. وهذا التراجع، بحسب قوله، قلّص الطلب على العملة الصعبة التي كانت تُستخدم في تمويل أنشطة ظلّية وغير شفافة، ما انعكس على السوق المحلي بوفرة الدولار وتراجع قيمته. هل يستمر الانخفاض؟.. المستقبل مرهون بعنصرين رغم هذا التراجع اللافت، لا يُجزم السعدي بأن الاتجاه سيستمر طويلًا، مبينًا أن مستقبل سعر الدولار في العراق "مرهون بعنصرين": استمرار السياسة النقدية الحالية بصرامة واستقرار، وقدرة السوق العراقية على الحفاظ على تدفق العملة الصعبة بعيدًا عن المضاربات أو الأزمات الإقليمية. ويختتم السعدي تحليله بالتحذير من أن أي اهتزاز في هذه المعادلات قد يُعيد السوق إلى نقطة الصفر، مؤكدًا أن "الثقة لا تُبنى فقط بالسياسات، بل أيضًا بالاستمرارية والشفافية".


Shafaq News
5 hours ago
- Shafaq News
بعد انخفاض الصباح.. الدولار يعاود الارتفاع في بغداد وأربيل
شفق نيوز/ شهدت أسعار صرف الدولار الأمريكي إزاء الدينار العراقي ارتفاعاً في أسواق العاصمة بغداد وفي أربيل عاصمة إقليم كوردستان، مع إغلاق البورصات مساء اليوم الثلاثاء. وأفاد مراسل وكالة شفق نيوز، بأن سعر الدولار سجل عند إغلاق بورصتي الكفاح والحارثية ببغداد 140750 ديناراً مقابل 100 دولار، بعدما كان في ساعات الصباح 140350 ديناراً. وفي الأسواق المحلية ببغداد، بلغ سعر البيع 141750 ديناراً، وسعر الشراء 139750 ديناراً لكل 100 دولار. أما في أربيل، عاصمة إقليم كوردستان، فسجل سعر البيع 140900 دينار، وسعر الشراء 140750 ديناراً مقابل 100 دولار أمريكي. وتراجعت أسعار الدولار في العراق خلال الأسابيع الماضية بشكل تدريجي لتنخفض هذا اليوم تحت 140 ألف دينار مقابل 100 دولار، وفقاً لمراسل وكالة شفق نيوز. ونفى عضو اللجنة المالية جمال كوجر أن تكون إجراءات الحكومة وراء انخفاض سعر صرف الدولار، مؤكداً لوكالة شفق نيوز، أن التراجع يعود لكساد التجارة، وتوقف المشاريع، وتأخر مستحقات المقاولين، إضافة إلى انخفاض الطلب في السوق الموازي نتيجة التوتر الشعبي.


Shafaq News
7 hours ago
- Shafaq News
المالية النيابية توضح أسباب انخفاض أسعار الدولار: لا تعود للإجراءات الحكومية
شفق نيوز/ اعتبر عضو اللجنة المالية النيابية جمال كوجر، يوم الثلاثاء، أن الحديث عن إجراءات اتخذتها الحكومة ساهمت في انخفاض سعر صرف الدولار أمام الدينار العراقي "غير صحيح". وقال كوجر، لوكالة شفق نيوز، إن "هناك أسباباً عديدة أدت إلى هذا الانخفاض"، مشيراً إلى أن "أبرز تلك الأسباب يعود إلى كساد التجارة وانخفاض الطلب على الدولار في السوق الموازي". وأضاف أن "توقف المشاريع عن العمل وعدم صرف مستحقات المقاولين من قبل الحكومة، بالإضافة إلى التوتر المتزايد لدى الشارع العراقي، أدى بشكل أساسي إلى انخفاض طلب شراء الدولار في السوق". وتراجعت أسعار الدولار في العراق خلال الأسابيع الماضية بشكل تدريجي لتنخفض هذا اليوم تحت 140 ألف دينار مقابل 100 دولار، وفقاً لمراسل وكالة شفق نيوز. ومع تصاعد الأزمات الاقتصادية في عدد من دول العالم، وتزايد القيود الجمركية وتراجع حركة التجارة العالمية، انعكست هذه الاضطرابات على الأسواق العراقية، بحسب المراقبين للشأن الاقتصادي، حيث أدى ضعف الطلب العالمي إلى تراجع الحاجة للدولار في عمليات الاستيراد، ما ساهم بشكل مباشر في انخفاض سعره محلياً.