logo
ضغوط عسكرية تحاصر طهران وتدفعها نحو التفاوض

ضغوط عسكرية تحاصر طهران وتدفعها نحو التفاوض

سكاي نيوز عربيةمنذ 5 ساعات

وسط هذا المشهد المعقد، تبرز تساؤلات جوهرية حول مدى استعداد إيران للتفاوض من موقع الضعف، وما إذا كانت الضربات الإسرائيلية ستحقق هدف إجبار طهران على المرونة، أم أنها ستؤدي إلى مزيد من التصعيد والتعقيد.
الخيارات المحدودة.. إيران بين المطرقة والسندان
يرى الخبراء أن إيران تواجه اليوم خيارات محدودة وصعبة للغاية. وفقاً لأستاذ القانون الدولي في الجامعة الأميركية بالإمارات عامر فاخوري، فإن "الإيرانيين أمام خيارين إما أن يعودوا إلى طاولة المفاوضات وهذا هو الخيار الأفضل، أو أن يستمر القصف الإسرائيلي بدعم مباشر أو غير مباشر من الولايات المتحدة".
فاخوري شدد خلال حديثه إلى سكاي نيوز عربية على أن "الضغوط التي يتعرض لها الإيرانيون هي ضغوط بالمعايير الطبيعية ليست ضغوطاً تستطيع أي دولة أن تحتملها"، مضيفا أن "الإيرانيين ليس لديهم الكثير من الأوراق لكي يحركوها على الساحة الدولية".
من أبرز التحديات التي تواجه إيران هو التحدي النفسي والسياسي المتمثل في العودة للمفاوضات وهي تحت القصف. يوضح فاخوري أن "العودة إلى المفاوضات يعني أنها تعود وهي لديها الشعور بالانهزام ولديها الشعور أنها مضغوط عليها دولياً".
ويؤكد أن "الفصل بين المشهد الحربي العسكري وبين المشهد الدبلوماسي أعتقد بالنسبة للإيرانيين سوف يكون موضوع صعب جداً"، مشيراً إلى أن إيران "تحتاج أن تحافظ على ماء الوجه".
قدم الكاتب والباحث السياسي مبارك آل عاتي تحليلاً نقدياً لسلوك إيران، مؤكداً أن "أزفت الآزفة تأخروا كثيراً كان هناك فرص كبيرة جداً لإيران لتلتقطها". ويضيف أن "الـ60 يوماً التي وضعها الرئيس ترامب كانت فرصة كافية جداً لإيران بأن تأمن على برنامجها النووي".
ويتابع آل عاتي: "بالفعل أضاعوا الفرصة... لأنهم يجيدون دائماً التلاعب بالوقت ويجيدون دائماً أخذ المفاوضات، يعتقدون أن الرئيس ترامب كالرئيس أوباما".
يسلط فاخوري الضوء على الاستراتيجية الإسرائيلية طويلة الأمد، موضحاً أن "عقيدة بيغن تقول باختصار أن بعض الدول في الشرق الأوسط والشرق الأوسط بالمجمل يجب أن يكون شرق أوسط خالي من الأسلحة النووية باستثناء إسرائيل".
ويشير إلى أن "تطبيقاً لعقيدة بيغن قامت إسرائيل عام 1981 بقصف المفاعل النووي العراقي تموز ثم بعد ذلك قامت بقصف 2007 المفاعل النووي السوري"، مضيفاً أن إسرائيل تسعى الآن "للقضاء على البرنامج النووي الإيراني".
تؤكد مديرة مكتب صحيفة الشرق الأوسط في واشنطن هبة القدسي أن "الرئيس ترامب أعطى الضوء الأخضر للضربات الإسرائيلية" بهدف "إجبار إيران على إبداء المرونة في المفاوضات وإجبارها على المجيء إلى طاولة المفاوضات من منطلق الطرف الضعيف".
وتضيف القدسي أن "الضربات الإسرائيلية كانت ضربات مفاجئة ودقيقة وصادمة للداخل الإيراني"، مشيرة إلى أن إدارة ترامب "تقدم ببعض المقترحات التي تحفظ ماء الوجه للجانب الإيراني وتحقق لإيران بعض المكاسب المالية من خلال رفع العقوبات مقابل التوقف عن تخصيب اليورانيوم".
العقد الجوهرية.. اليورانيوم وحق السيادة
يحدد فاخوري النقاط الأساسية للخلاف في المفاوضات، موضحاً أن "الخلاف كان على نقطتين أساسيتين: النقطة الأولى متعلقة بتخصيب اليورانيوم والنقطة الأخرى متعلقة بماذا نفعل بكميات اليورانيوم التي تم تخصيبها في إيران".
ويؤكد أن "الإيرانيين مصممون أن لديهم حقاً بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية الحق بتخصيب اليورانيوم وهذا الحق يعتبره حق مقدس وحق سيادي"، مشيراً إلى أن "نسبة التخصيب التي وصل إليها الإيرانيون حوالي 60 بالمائة، يعني هم ليسوا بعيدين عن النسبة المطلوبة ل تخصيب اليورانيوم لغايات عسكرية".
يبرز آل عاتي الجهود الخليجية في الوساطة، مؤكداً أن "الجهود الآن تنصب على مجلس التعاون الخليجي والاجتماع الوزاري الذي انعقد اليوم البيان شديد اللهجة الذي صدر من كل العواصم الخليجية".
ويشير إلى أن "الاتصالات الهاتفية التي أجراها سمو ولي العهد السعودي مع الرئيس الأميركي ومع الرئيس الإيراني ورئيس الوزراء البريطاني والرئيس الفرنسي كل ذلك بالفعل يدل على أن السعودية ومعها المنظومة الخليجية تسعى لأن تخلق حالة من الأجواء التي تسمح بفتح مسارات للتهدئة".
الخطوط الحمراء.. نقاط اللاعودة
يحذر فاخوري خلال حديثه من تجاوز إيران لما يسميه "الخطوط الحمراء"، موضحاً أن هذا يشمل "إغلاق المياه الدولية" أو "الاعتداء على القواعد الأمريكية في المنطقة" أو "الانسحاب من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية".
ويؤكد أن "هذه الخطوط الحمراء إذا تجاوزتها إيران نكون نحن في مرحلة أستطيع أن أسميها اللاعودة أو على الأقل العودة لكن بعد سنوات طويلة جداً".
التوقيت الحرج.. نافذة ضيقة للحل
يرى آل عاتي أن التوقيت عامل حاسم، مشيراً إلى أن "القواعد العسكرية الإسرائيلية الآن التي تعمل لضرب إيران تحتاج على الأقل إلى أسبوع ليتم إسكاتها"، مضيفاً أن "القادة العسكريين لن يسمعوا للسياسيين قبل مضي أسبوع أو أسبوعين".
ويؤكد ضرورة "تحقيق توازن جديد على الأقل أن تبدو إيران مهزومة" كشرط لبدء أي مفاوضات جدية.
مستقبل غامض بين الحرب والدبلوماسية
تقف إيران اليوم أمام مفترق طرق حاسم، حيث تتقاطع الحسابات العسكرية مع الضرورات الدبلوماسية في معادلة معقدة تحدد مستقبل المنطقة. فبينما تشير كل المؤشرات إلى أن الضغوط المتزايدة قد تدفع طهران نحو المفاوضات، تبقى المسألة الأساسية هي قدرة الأطراف المختلفة على الفصل بين المسار العسكري والمسار الدبلوماسي.
إن نجاح أي مفاوضات مستقبلية لن يعتمد فقط على مرونة إيران أو شروط الولايات المتحدة، بل على قدرة المجتمع الدولي على إيجاد صيغة تحفظ كرامة جميع الأطراف وتضمن الأمن الإقليمي.
وفي ظل التعقيدات الحالية، يبدو أن الطريق نحو حل دبلوماسي مستدام لا يزال محفوفاً بالتحديات والمخاطر، مما يتطلب حكمة استثنائية من جميع الأطراف المعنية لتجنب انزلاق المنطقة نحو صراع أوسع قد تكون تداعياته كارثية على الجميع.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بيرس مورغان، ما يجري : 'غير مبرر، غير مقبول، ربما غير قانوني، يجب أن يتوقف'
بيرس مورغان، ما يجري : 'غير مبرر، غير مقبول، ربما غير قانوني، يجب أن يتوقف'

ارابيان بيزنس

timeمنذ 19 دقائق

  • ارابيان بيزنس

بيرس مورغان، ما يجري : 'غير مبرر، غير مقبول، ربما غير قانوني، يجب أن يتوقف'

تالا ميشيل عيسى- أريبيان بزنس: في عدد خاص من مجلة أرايبيان بزنس ، يهاجم المذيع الشهير بيرس مورغان سياسات الغرب في الشرق الأوسط. ويوضح مورغان سبب تغير موقفه من سياسات الشرق الأوسط، وكيف تخطئ وسائل الإعلام بتغطية مايجري. قال المذيع بيرس مورغان في مقابلة حصرية مع أراببيان بزنس إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هو 'الوحيد' الذي يمتلك نفوذًا كافيًا لإنهاء الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة. وقال مقدم البرامج التلفزيونية الصريح، الذي يعرف ترامب منذ سنوات عديدة، إنه يعتقد أن صبر الرئيس على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بدأ ينفد. وقال مورغان لـ أرايبيان بزنس: 'أعتقد أنه الوحيد الذي يملك القوة، عسكريًا وماليًا، لإيقاف نتنياهو وحكومته. وأعتقد أنه يجب أن يهدد بذلك'. وأضاف: 'أعتقد أنه يجب أن يقول: 'عليكم العودة إلى وقف إطلاق النار، والعودة إلى التفاوض على إطلاق سراح الرهائن''. مورغان، الذي دافع بشراسة سابقًا عن حق إسرائيل في الرد على هجمات حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول، ازداد انتقاده لأفعال الحكومة الإسرائيلية في غزة، واصفًا الحملة العسكرية الحالية بأنها 'غير مبررة، وغير مقبولة، وربما غير قانونية – ويجب أن تتوقف'. وتأتي تعليقاته في الوقت الذي تجاوز فيه عدد القتلى في غزة 50,500 فلسطيني، وفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية. وأشار المذيع إلى أوائل عام 2025 كنقطة تحول في تقييمه، مشيرًا إلى الحصار الإنساني باعتباره مثيرًا للقلق بصورة خاصة. وقال: 'يبدو أنها محاولة متعمدة ومروعة ومنهجية لتجويع الشعب الفلسطيني. ولا أعتقد أنه يمكن اختلاق أي شيء آخر'. ووجّه مورغان انتقادات لاذعة للقيود الإسرائيلية على الإعلام، التي منعت الصحفيين الدوليين من التغطية داخل غزة. وقال مورغان: 'دعوا الصحفيين يدخلون. إذا لم يكن لديكم ما تخفونه، فدعوهم يدخلون'، مضيفًا أنه بدون وجود صحفيين على الأرض، 'يمكن لإسرائيل ببساطة أن تهدم كل شيء'. وأشار إلى أن منظوره المتطور يعكس تحولات أوسع في الرأي العام الدولي، بما في ذلك بين حلفاء إسرائيل التقليديين. وقال مورغان: 'الأمر لا يقتصر على أشخاص مثلي. أعتقد أن الأمر يشمل أيضًا قادة بعض أكبر حلفاء إسرائيل، المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا، وحتى رؤساء وزراء إسرائيل السابقين، الذين يتهمون الحكومة الإسرائيلية بارتكاب جرائم حرب. هذا أمر خطير للغاية'. ومع ذلك، رفض الاتهامات بأنه غيّر موقفه في الصراع. قال: 'لا أريد أن يعتقد الناس أنني انقلبت على موقفي، لأن ذلك يعني أنني كنتُ في صفّ طرفٍ ما أصلاً، وهو ليس كذلك. لم أكن يومًا في صفّ إسرائيل ضدّ الفلسطينيين. والآن، لستُ في صفّ الفلسطينيين ضدّ إسرائيل'. وأشار مورغان إلى التصريحات الأخيرة لوزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش حول إجلاء الفلسطينيين من غزة، كدليل على نوايا مُقلقة داخل الحكومة. وقال: 'بعض أعضاء تلك الحكومة يُفكّرون جدّيًا في ارتكاب إبادة جماعية، وهذه جريمة، ولا يُمكن السماح باستمرارها'. وأضاف أن نتنياهو ربما يُطيل أمد الصراع لتجنّب المُحاسبة. 'أحد أسباب رؤيتكم له وهو يُواصل الحرب دون عجلةٍ لحلها هو أنه بمجرد انتهاء هذه الحرب، سيُحاسبه الشعب الإسرائيلي على سماحه بحدوث أحداث السابع من أكتوبر'. نُشرت مقابلة مورغان الكاملة في العدد الأخير من مجلة أرايبيان بزنس ويمكن الإطلاع عليها في النسخة الإنكليزية من موقع أريبيان بزنس.

إيران تعلن استهداف مركز للموساد في تل أبيب
إيران تعلن استهداف مركز للموساد في تل أبيب

صحيفة الخليج

timeمنذ 23 دقائق

  • صحيفة الخليج

إيران تعلن استهداف مركز للموساد في تل أبيب

أعلن الحرس الثوري الإيراني، الثلاثاء، أنه استهدف مركزاً لجهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي (موساد) في اليوم الخامس من المواجهة العسكرية مع إسرائيل. وفي بيان تُلي عبر التلفزيون الرسمي، قال الحرس الثوري: «إنه ضرب مركزاً للاستخبارات العسكرية لجيش الكيان الصهيوني أمان ومركز تخطيط العمليات الإرهابية للنظام الصهيوني للموساد في تل أبيب وتندلع النيران في المركز راهناً». وشدد الحرس الثوري على أن موجة جديدة من الهجمات الصاروخية التي نفذتها القوة الجوفضائية التابعة للحرس انطلقت قبل لحظات وكانت أشد قوة وسحقاً من سابقاتها. وانطلقت صافرات الإنذار مرتين فجر الثلاثاء في مناطق عدة في إسرائيل، خاصة في الشمال، بعدما أعلن الجيش رصده صواريخ أطلقت من إيران باتجاه الأراضي الإسرائيلية. ووفق مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أسفرت الهجمات الإيرانية على إسرائيل عن مقتل 24 شخصاً على الأقل منذ الجمعة. وأسفرت الضربات الإسرائيلية التي استهدفت طهران خاصة، عن مقتل 224 شخصاً على الأقل، وإصابة أكثر من ألف آخرين في إيران. وأعلن الهلال الأحمر الإيراني مقتل ثلاثة من عناصره في ضربة إسرائيلية، خلال أدائهم عملهم في العاصمة طهران الاثنين، فيما انقطع بث التلفزيون الوطني الإيراني لفترة وجيزة بسبب هجوم إسرائيلي.

ترامب: لم أتواصل مع إيران لإجراء محادثات سلام..وأريد استسلاماً كاملاً
ترامب: لم أتواصل مع إيران لإجراء محادثات سلام..وأريد استسلاماً كاملاً

صحيفة الخليج

timeمنذ ساعة واحدة

  • صحيفة الخليج

ترامب: لم أتواصل مع إيران لإجراء محادثات سلام..وأريد استسلاماً كاملاً

أكَّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الثلاثاء، أنه لم يتواصل مع إيران من أجل إجراء محادثات سلام بأي وسيلة أو شكل أو صيغة. وأضاف ترامب عبر منصته للتواصل الاجتماعي (تروث سوشيال): «كان يتعين على إيران قبول الاتفاق المطروح على الطاولة». وأكد ترامب أنه يسعى إلى «نهاية حقيقية» للصراع في إيران، متعهداً بعدم السماح لها بحيازة أسلحة نووية، مؤكداً تطلعه لما هو أفضل من وقف لإطلاق النار خلال الحرب المتواصلة منذ خمس أيام مع إسرائيل. وشدد ترامب على أنه طهران تقترب جداً من امتلاك سلاح نووي، مبدية رغبته في «استسلام كامل» منها وقال: «إذا كانت إيران تريد الحديث فهم يعلمون كيف يتواصلون معي». وحذر ترامب إيران من استهداف المصالح الأمريكية قائلاً: «سنرد بحزم، وسنطلق العنان لقواتنا إذا استهدفت إيران مصالحنا» وأكد الرئيس الأمريكي أنه يفكر في إرسال نائبه جي دي فانس ومبعوثه للسلام ستيف ويتكوف بغرض التفاوض مع إيران.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store