
الصين تختبر مركبتها الأرضية المسيرة VU-T10
وبحسب موقع Army Recognition، أجرت شركة الصناعات الشمالية الصينية Norinco مؤخراً، تجارب على مركبتها الأرضية الثقيلة المسيرة الجديدة VU-T10، لتمثل بذلك خطوةً أخرى في دمج الروبوتات في عمليات القتال البري.
وكُشف الشركة، النقاب عن هذا النظام للمرة الأولى في معرض تشوهاي الجوي في عام 2024، لكنه يحظى الآن باهتمام متزايد، بعد نشر لقطات رسمية على مواقع التواصل الاجتماعي قبل أيام، تُظهر المركبة البرية المسيرة خلال عملها.
وتُظهر اللقطات، المركبة VU-T10، خلال مناورتها عبر تضاريس وعرة، وتهاجم الأهداف بمدفعها الرئيسي من عيار 30 ملم.
وعلى الرغم من أن شركة Norinco، لم تُعلن نتائج محددة للاختبار، إلا أن الصور تُشير بوضوح إلى نية الشركة استخدام المنصة كأداة دعم ناري مُتحكم بها عن بُعد للقوات البرية.
قيادة وتحكم عن بُعد
وتُدار المركبة VU-T10، المُجهزة بهيكل مُجنزر، عن بُعد، من مركبة للقيادة والتحكم.
ويبلغ طول المركبة المسيرة الصينية 3.8 متر، فيما يصل عرضها إلى 2.4 متر، وارتفاعها مترين، ووزنها حوالي 12 طناً.
ويتضمن تسليحها القياسي، مدفعاً من عيار 30 ملم، ومدفعاً رشاشاً محورياً من عيار 7.62 ملم، وما يبدو أنه صواريخ مضادة للدبابات.
كما يمكن تزويدها بصواريخ Red Arrow 12 الموجهة المضادة للدبابات، ما يُمكّنها من إصابة أهداف بعيدة عن متناول مدفعها، ويوسع نطاقها التشغيلي.
وتُعزز قاذفات القنابل الدخانية التي تُفعّل كهربائياً، قدرتها على الدفاع عن النفس في البيئات المتنازع عليها.
وتُشبه مركبة VU-T10 وظيفياً، مركبة قتال المشاة IFV، وهي مصممة لتوفير دعم ناري مباشر للقوات البرية ذات القدرة المحدودة على التنقل.
استخدامات متعددة
ويعكس اختيار مدفع من عيار 30 ملم كسلاح رئيسي، تركيزاً على تعدد الاستخدامات، إذ يمكنها تعطيل المركبات المدرعة الخفيفة، والاشتباك مع الأهداف غير المحمية، واختراق الهياكل غير المحصنة، وتهديد الأهداف الجوية منخفضة الارتفاع مثل الطائرات المسيرة.
وقالت شركة Norinco، إن المركبة تعمل بالكهرباء وقادرة على الوصول إلى سرعة قصوى على الطرق تبلغ 60 كيلو متراً في الساعة.
ويتيح هذا الدفع الكهربائي، إلى جانب قابلية التنقل على الطرق الوعرة، للنظام العمل بكفاءة في البيئات عالية الكثافة حيث تُعد الاستجابة وتقليل البصمات الصوتية والحرارية أمراً بالغ الأهمية.
وإلى جانب VU-T10، تعمل Norinco على تطوير مجموعة أوسع من المنصات الأرضية المسيرة، بما في ذلك مركبة برية مسيرة لوجستية 8×8 تُعرف باسم mule، وهي مصممة لنقل الإمدادات إلى مواقع القتال الأمامية.
وتُشكل هذه الأنظمة معاً، خط إنتاج متماسكاً، يستهدف استبدال الأساطيل القديمة بمركبات ذاتية القيادة تُلبي متطلبات القتال الحديثة.
وتعد أبرز خصائص VU-T10، هي ميزتها التنافسية على المركبات البرية المسيرة المسلحة الأخرى، فإلى جانب قوتها النارية وسهولة تركيبها، صُممت لتكون جزءاً من بنية أوسع لـ"الحرب الخوارزمية" التي تروج لها شركة Norinco.
معدات الحروب المسيرة
كما تعرض اللقطات، أنظمة أخرى طورتها الشركة، مثل روبوت Machine Wolf، رباعي الأرجل، وطائرات مسيرة متنوعة، وأسلحة مضادة للطائرات بدون طيار تعمل بالليزر، وصواريخ أرض-جو، ومدافع هاوتزر، وقاذفات صواريخ متعددة، تعمل جميعها بالتنسيق مع منصات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع.
واعتبرت صحيفة Global Times الصينية، أن هذا العرض يعكس جهود الصين لتنفيذ سلسلة كاملة من معدات الحرب المسيرة بموجب مبدأ MUM-T (التعاون بين المأهول وغير المأهول)، بهدف زيادة مدى ودقة الضربات من خلال دمج الأنظمة معاً.
وأكد متحدث باسم شركة Norinco، أن الشركة أعادت تخصيص موارد كبيرة لتطوير مركبات برية وجوية مُسيّرة، بالإضافة إلى أنظمة مضادة للطائرات المُسيّرة، بما يتماشى مع التوجهات العقائدية الأوسع نطاقاً، التي تُركز على المعلوماتية والذكاء الاصطناعي، والحرب القائمة على الشبكات.
ويُظهر نشر أنظمة مثل VU-T10، سعي الصين إلى إحداث تغيير هيكلي في نهجها في القتال البري.
وحتى الآن، لم تعلن شركة Norinco، عن أي عقود تصدير مؤكدة لمركبات VU-T10.
ومع ذلك، روّجت الشركة لمنصاتها للمركبات البرية المسيرة UGV، في العديد من المعارض الدفاعية في الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا، ما يُشير إلى استراتيجية تصدير نشطة.
وتبرز مركبة VU-T10 كمنصة "ثورية" في مجال المركبات البرية المسيرة.
وتشير قوتها النارية، وتكوينها المعياري، وتكاملها مع شبكات الحرب القائمة على الخوارزميات، وموقعها ضمن مجموعة أوسع من الأنظمة الأرضية الروبوتية، إلى تحول مدروس في نهج الصين تجاه الروبوتات العسكرية.
ومن خلال هذا التطور، تواصل بكين التأكيد على اهتمامها الاستراتيجي بالقدرات ذاتية التشغيل، ونيتها التأثير على سوق الدفاع العالمي سريع التطور.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


عكاظ
منذ 7 ساعات
- عكاظ
سباق الفضاء يشتعل.. أمريكا تخطط لقاعدة قمرية بطاقة نووية
في خطوة تؤكد تصاعد التنافس الفضائي العالمي، أعلن وزير النقل الأمريكي والقائم بأعمال مدير وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» شون دافي، خطةً طموحةً لتسريع بناء مفاعل نووي على سطح القمر بحلول عام 2030. ويأتي إعلان المسؤول الأمريكي البارز في سياق «سباق فضائي» محموم مع الصين، إذ تسعى الولايات المتحدة لتأمين وجود دائم على القمر كجزء من برنامج «أرتميس» الطموح، ومع ذلك، فإن نجاح هذا المشروع يعتمد على التغلب على التحديات السياسية والتقنية، في وقت تسعى فيه الصين ودول أخرى لتحقيق أهداف مماثلة. وخلال مؤتمر صحفي عقد في مقر ناسا بواشنطن، أكد دافي أن الطاقة هي العامل الحاسم لإقامة قاعدة قمرية مستدامة، مشيرًا إلى أن «الطاقة النووية ستكون العمود الفقري لعملياتنا على القمر، خاصة خلال الليل القمري الذي يستمر أسبوعين»، مضيفاً: «نحن في سباق مع الصين للوصول إلى مواقع رئيسية على القمر تحتوي على جليد وموارد طاقة، وسنستخدم الطاقة الشمسية في بعض المناطق، لكن المفاعل النووي سيضمن استمرارية العمليات». مشروع المفاعل النووي.. طموح استراتيجي وتمثل الخطة الأمريكية التي تهدف إلى بناء مفاعل نووي بقدرة 100 كيلوواط، ترقية عن خطط سابقة لمفاعل بقدرة 40 كيلوواط، ووفقًا لناسا، سيتم فتح باب تقديم المقترحات من الشركات الخاصة خلال 60 يومًا، مع تعيين مسؤول تنفيذي للإشراف على المشروع خلال 30 يومًا، حيث يُعد المفاعل جزءًا أساسيًا من استراتيجية الوكالة لتأمين مصدر طاقة موثوق يدعم المهمات القمرية طويلة الأمد، بما في ذلك استخراج الموارد وإنتاج الوقود لاستكشاف المريخ. السياق السياسي والتنافسي يأتي هذا الإعلان وسط مخاوف أمريكية متزايدة من تقدم الصين في برنامجها الفضائي، الذي يتضمن خططًا لإقامة محطة بحث قمرية بالتعاون مع روسيا بحلول 2036، وقد حذر دافي من أن التأخر في الوصول إلى المناطق الغنية بالجليد على القطب الجنوبي للقمر قد يتيح للصين فرض «منطقة محظورة»، مما يعزز دوافع ناسا لتسريع الخطة. ومع ذلك، يواجه دافي انتقادات داخلية بسبب توليه منصبي وزير النقل ومدير ناسا في آن واحد، وهو ما أثار جدلًا في الكونجرس حول تضارب المصالح، حيث كان تعيينه كقائم بأعمال مدير ناسا قد جاء بعد سحب ترشيح جاريد إيزاكمان بشكل مفاجئ في يوليو 2025، مما زاد من الضغوط على الوكالة لتحقيق أهدافها الطموحة. وتُعد خطة المفاعل النووي جزءًا من رؤية أوسع لناسا تهدف إلى إعادة رواد الفضاء إلى القمر بحلول 2028، وإقامة قاعدة دائمة تدعم الاستكشاف العلمي واستغلال الموارد القمرية، كما أصدر دافي توجيهًا لتسريع استبدال محطة الفضاء الدولية بمحطات تجارية، مما يعكس تحولًا نحو الشراكات مع القطاع الخاص لدعم طموحات أمريكا الفضائية. أخبار ذات صلة


الشرق للأعمال
منذ 10 ساعات
- الشرق للأعمال
الصين تنافس أميركا على سوق الذكاء الاصطناعي البالغة 4.8 تريليون دولار
في الوقت الذي كانت فيه الروبوتات الشبيهة بالبشر تتصارع داخل حلبة ملاكمة خلال مؤتمر الذكاء الاصطناعي الصيني الأبرز في شنغهاي، كانت معركة موازية تدور ضمن فصول الحرب التكنولوجية بين الصين والولايات المتحدة، لكن ببزّات رسمية، في سباق محموم على من يضع قواعد الذكاء الاصطناعي. جاء رد الصين على هذا التحدي عبر إطلاق منظمة عالمية جديدة تهدف إلى توحيد الجهود الدولية لضمان الاستخدام الآمن والشامل لهذه التكنولوجيا الجديدة القوية. فخلال مؤتمر الذكاء الاصطناعي العالمي السنوي الذي عُقد نهاية الأسبوع، حذّر رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ من مخاطر "احتكار" الذكاء الاصطناعي، داعياً المسؤولين الأجانب الحاضرين في القاعة، وغالبيتهم من الدول النامية، إلى التعاون في مجال الحوكمة. تجسّد المنظمة الجديدة، التي تحمل اسم المنظمة العالمية للتعاون في الذكاء الاصطناعي، خطة الصين لمنافسة الولايات المتحدة على النفوذ العالمي، عبر تقديم نفسها كداعم للذكاء الاصطناعي للجميع. ومن شأن القواعد التنظيمية الأكثر ملاءمة أن تمنح الشركات الصينية دفعة عالمية في سباقها مع نظيراتها الأميركية في بيع المعدات والخدمات ضمن سوق يُتوقّع أن تصل قيمتها إلى 4.8 تريليون دولار بحلول عام 2033. الذكاء الاصطناعي ساحة تنافس جيوسياسي رغم هيمنة الولايات المتحدة على سوق رقائق الذكاء الاصطناعي المتقدمة، تمكّنت الشركات الصينية من تقديم حلول تنافسية تلقى رواجاً لدى العديد من الدول المشاركة في المؤتمر. وبهذا الصدد، قال إريك أولاندر، من مشروع "الصين والجنوب العالمي" (China-Global South Project)، إن "الصينيين يأتون بمزيج مختلف كلياً من منتجات الذكاء الاصطناعي، سيكون جذاباً للغاية بالنسبة للدول منخفضة الدخل التي تفتقر إلى البنية التحتية الحوسبية والكهربائية اللازمة لتشغيل أنظمة ذكاء اصطناعي شبيهة بتلك التي تطورها "أوبن إيه آي" (OpenAI) على نطاق واسع". اقرأ أيضاً: الصين تقود إنشاء منظمة دولية لتطوير الذكاء الاصطناعي وسط سباق مع أميركا بحسب وزارة الخارجية الصينية، شهد المؤتمر مشاركة أكثر من 800 شركة متخصصة في الذكاء الاصطناعي، تمثل أكثر من 70 دولة ومنطقة حول العالم. تتبنى بكين نهجاً قائماً على استخدام التكنولوجيا كأداة ترويج ووسيلة جذب في آنٍ واحد، مستعيدة تجربتها السابقة ضمن مبادرة طريق الحرير الرقمي، التي وضعت الشركات الصينية في قلب شبكات الاتصالات العابرة للقارات. على مدى سنوات، سعت الصين إلى صياغة المعايير العالمية للتقنيات الناشئة، مثل شبكات الجيل الخامس، في محاولة واضحة لتوجيه مسار التطوير التكنولوجي وفتح المجال أمام شركاتها للفوز بحصة في الأسواق الخارجية. وقد أصبح الحضور القوي لشركة "هواوي تكنولوجيز" (Huawei Technologies) داخل الكيانات التي تضع المعايير الدولية موضع تدقيق من قبل الحكومة الأميركية، التي فرضت قيوداً صارمة على استخدام معدات الشركة. أصبحت الحوكمة العالمية للذكاء الاصطناعي ميداناً جديداً للمنافسة بين القوى الكبرى، فكل من الولايات المتحدة والصين تعتبر أن هذه التكنولوجيا أداة حيوية ليس فقط لاقتصادها، بل للأمن القومي كذلك. وقد أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأسبوع الماضي أن بلاده "ستفعل كل ما يلزم" لتتولى ريادة الذكاء الاصطناعي من خلال خطة تتضمن التصدي للنفوذ الصيني المتنامي داخل الهيئات الدولية المعنية بالحوكمة. بكين تروج لحوكمة آمنة للذكاء الاصطناعي في ظل غياب قواعد دولية ملزمة لتطوير الذكاء الاصطناعي، تدفع الصين بخطة طموحة تركز على تعزيز البنية التحتية الرقمية المعتمدة على الطاقة النظيفة، وتوحيد معايير القدرة الحوسبية. كما تؤكد بكين دعمها لدور الشركات في صياغة معايير فنية متعلقة بالأمن والصناعة والأخلاقيات. لم يتم الإفصاح عن تفاصيل كثيرة بشأن الكيان الصيني الجديد، ومقره شنغهاي. ففي تصريح مقتضب قبل مغادرة الصحفيين من القاعة، قال المسؤول الكبير في وزارة الخارجية الصينية ما تشاو شيو إن المنظمة ستركز على وضع معايير وأطر حوكمة للذكاء الاصطناعي، مضيفاً أن الصين ستناقش التفاصيل مع الدول الراغبة في الانضمام. أميركا مهددة بخسارة سباق الذكاء الاصطناعي مع الصين بسبب الكهرباء.. التفاصيل هنا. ومع احتدام السباق بين الشركات الأميركية والصينية لتطوير أنظمة ذكاء اصطناعي قد تضاهي، أو تتفوق على، القدرات البشرية، دفعت المخاوف بشأن السلامة أيضاً إلى المطالبة بوضع ضوابط صارمة. وفي هذا الإطار، عبّر جيفري هينتون، أحد رواد الذكاء الاصطناعي، خلال مشاركته في الحدث الصيني، عن دعمه لتعاون الهيئات الدولية في معالجة قضايا السلامة المرتبطة بهذه التكنولوجيا. الصين تراهن على دعم الجنوب العالمي يبدو أن جزءاً من استراتيجية بكين في مجال الذكاء الاصطناعي يستند إلى توجهها الدبلوماسي بدعم دول الجنوب العالمي لتعزيز حضورها في الساحة الدولية. وخلال كلمته الافتتاحية يوم السبت الماضي، شدد لي تشيانغ على ضرورة مساعدة هذه الدول في بناء قدراتها في مجال الذكاء الاصطناعي. وشكّلت تلك الدول الغالبية العظمى من أكثر من 30 دولة تمت دعوتها للمشاركة في اجتماعات الحوكمة رفيعة المستوى، من بينها إثيوبيا وكوبا وبنغلاديش وروسيا وباكستان. كما شاركت مجموعة محدودة من الدول الأوروبية مثل هولندا وفرنسا وألمانيا، إلى جانب الاتحاد الأوروبي وعدد من المنظمات الدولية. في المقابل، لم ترصد "بلومبرغ نيوز" وجود أي لافتة باسم الولايات المتحدة، فيما رفضت السفارة الأميركية في بكين التعليق على ما إذا كان هناك تمثيل رسمي للولايات المتحدة في الحدث. من جانبه، قال أحمد أديتيا، المستشار الخاص لنائب رئيس إندونيسيا، الذي حضر الاجتماع، لـ"بلومبرغ نيوز" إن مبادرة الصين "تحظى بتقدير كبير من الحكومة الإندونيسية". وأضاف أن بلاده تُعد مناهج دراسية مخصصة للذكاء الاصطناعي لتطبيقها في نحو 400 ألف مدرسة، وتُدرب 60 ألف معلم على هذه التقنية. يبدو أن تركيز بكين على مفهوم "الانفتاح"، وهي كلمة وردت 15 مرة في خطة عملها للحوكمة، يستند إلى نجاح شركة الذكاء الاصطناعي الناشئة "ديب سيك" (Deepseek) مطلع هذا العام، حين أدهشت العالم عبر إطلاق نماذج ذكاء اصطناعي تضاهي في قدراتها تلك التي طورتها "أوبن إيه آي" مع إتاحتها للجميع مجاناً وقابليتها للتعديل دون قيود. اقرأ أيضاً: رئيس "إنفيديا" الأميركية: "ديب سيك" الصيني مذهل وسارعت شركات صينية أخرى إلى تبنّي النموذج نفسه، حيث أطلقت أسماء عملاقة مثل "علي بابا" (Alibaba)، ولاعبون جدد مثل "مون شوت" (Moonshot) نماذج لغوية ضخمة متطورة ومفتوحة المصدر. ويكتسب هذا التوجه أهمية خاصة بالنسبة للدول النامية، التي غالباً ما تفتقر إلى الموارد اللازمة لتجميع قواعد بيانات ضخمة أو تطوير نماذجها الخاصة للذكاء الاصطناعي من الصفر، وهي عملية تتطلب رقائق إلكترونية مرتفعة التكلفة من شركات مثل "إنفيديا" (Nvidia). التنافس على مستقبل الذكاء الاصطناعي كما تولي الصين أهمية كبيرة لمفهوم "سيادة الإنترنت"، وهو ما قد يجذب الأنظمة ذات الطابع السلطوي حول العالم. وجاء في مبادرة الصين لحوكمة الذكاء الاصطناعي العالمية الصادرة عام 2023 أنه "ينبغي احترام سيادة الدول الأخرى والامتثال التام لقوانينها عند تزويدها بمنتجات وخدمات الذكاء الاصطناعي". في المقابل، تنص خطة الذكاء الاصطناعي التي طرحها ترمب على أن الحكومة الأميركية لن تتعاون إلا مع المهندسين الذين "يضمنون أن أنظمتهم موضوعية وخالية من التحيّز الأيديولوجي المفروض من الأعلى". هذا التنافس بين الولايات المتحدة والصين يضع العديد من الدول أمام معضلة مألوفة تتمثل في الشعور بالضغط لاختيار أحد الجانبين، إلا أن وزير الاتصالات والتكنولوجيا الرقمية في جنوب أفريقيا، سولي مالاتسي، رفض الانجرار وراء هذه الثنائية. وقال مالاتسي من المؤتمر: "الأمر لا يتعلق باختيار نموذج على حساب الآخر، بل يتعلق بدمج أفضل ما في النموذجين".


الشرق السعودية
منذ 13 ساعات
- الشرق السعودية
في ظل التخلف عن روسيا والصين.. هل ينشر البنتاجون أول صاروخ فرط صوتي؟
يخطط الجيش الأميركي لنشر أول بطارية صواريخ فرط صوتية في الربع الثالث من السنة المالية 2025، وفقاً للتقييم السنوي لمنظومة الأسلحة الصادر عن مكتب المحاسبة الحكومية. وقالت مجلة The National Interest، إن الصاروخ Dark Eagle بعيد المدى الفرط صوتي، هو نظام يُطلق من الأرض، مصمم لاستهداف أسلحة بعيدة المدى معادية وأهداف حساسة عالية القيمة. ويعمل هيكله الانزلاقي الفرط صوتي بمعزز صاروخي ثنائي المراحل طورته البحرية الأميركية. وتُوصف الأسلحة الفرط صوتية بأنها أنظمة مناورة تنطلق بسرعات تتخطى 5 ماخ، وهي مدرجة على قائمة الأسلحة التي يرغب بها الجيش الأميركي منذ أوائل القرن الحادي والعشرين. ولم تتحقق جهود نشر الصواريخ الفرط صوتية فعلياً، حيث ركزت واشنطن على متطلبات أخرى، ولم تتبلور الحاجة إلى هذه الأسلحة إلا بعد أن نشرت كل من الصين وروسيا أسلحة فرط صوتية خلال السنوات القليلة الماضية. تعثر أميركي وحسب مجلة The National Interest، يستخدم أخطر خصوم الولايات المتحدة، سواء روسيا أو الصين، أنظمة فرط صوتية متعددة متاحة بالفعل في الخدمة، وجرى إطلاق بعضها بواسطة موسكو في ساحة القتال بأوكرانيا. ويُجري الروس أبحاثاً على هذه التكنولوجيا منذ ثمانينيات القرن الماضي، ولديهم تقدم واضح. واستخدمت روسيا بالفعل صاروخ Kinzhal، وهو صاروخ باليستي مناور يُطلق جواً ضد القوات الأوكرانية، ويبدو أنها تجهز صاروخها Oreshnik للقتال. وتحتفظ روسيا أيضاً ببرنامجين آخرين قيد التطوير هما مركبة Avangard الانزلاقية فرط الصوتية، وصاروخ Tsirkon كروز فرط صوتي يُطلق من منصة بحرية. وأشار تقرير صادر عن دائرة أبحاث الكونجرس إلى 4 برامج صينية نجحت في اختبار أو ربما نشر أسلحة فرط صوتية وهي الصاروخ الباليستي متوسط المدى DF-17، الذي يطلق مركبات انزلاقية فرط صوتية؛ والصاروخ الباليستي العابر للقارات DF-41، الذي يمكنه حمل مركبة انزلاقية تفوق سرعة الصوت تقليدية أو نووية؛ ومركبة الانزلاق DF-ZF الفرط صوتية؛ والنموذج الأولي للمركبة النووية فرط الصوتية Starry Sky 2. طموحات البنتاجون أشار تقرير مركز أبحاث الكونجرس نفسه أيضاً إلى أن الولايات المتحدة تعمل على تطوير ونشر الأسلحة الفرط صوتية في المدى القريب، بسبب القلق بشأن القدرات الروسية والصينية. وأكد البنتاجون أن مشروع ميزانية الرئيس الأميركي دونالد ترمب لعام 2026 خصص 6.5 مليار دولار للذخائر التقليدية والفرط صوتية، و3.9 مليار دولار لأبحاث الأسلحة فائقة السرعة. ولا يقتصر هذا الطلب على تمويل مشروع Dark Eagle التابع للجيش، بل يُعيد أيضاً تشغيل سلاح الرد السريع المُطلق جواً (ARRW) المُعلق لدى القوات الجوية الأميركية. وأوقفت القوات الجوية الأميركية البرنامج في عام 2023، بعد 5 سنوات من التطوير، نظراً لأن بعض الاختبارات المبكرة لم تُحقق الأداء المأمول، رغم أنها أظهرت نتائج واعدة في المستقبل. واستخدم برنامج ARRW تقنية الانزلاق التكتيكي التابعة لوكالة مشاريع الأبحاث الدفاعية المتقدمة (DARPA) لتطوير نموذج أولي لمركبة انزلاقية فرط صوتية يتم إطلاقها من الجو وقادرة على تحقيق سرعات تتراوح بين 6.5 ماخ و8 ماخ. وأكد رئيس أركان القوات الجوية الأميركية ديفيد ألفين في يونيو الماضي، أن طلب ميزانيته سيتضمن 387.1 مليار دولار لبرنامج ARRW. وتعمل القوات الجوية الأميركية أيضاً على صاروخ كروز الهجومي الفرط صوتي، وهو صاروخ تقليدي يُطلق من الجو ويمكن أن تحمله مقاتلة من طراز F-15، ومن المفترض أيضاً مقاتلة F-35. ويُعد المُعزز الذي يُشغل Dark Eagle جزءاً من برنامج "الضربة السريعة التقليدية" التابع للبحرية الأميركية، والذي يشترك أيضاً في هيكل الانزلاق الفرط صوتي المُشترك لنظام الجيش، وسيتم نشره على السفن السطحية والغواصات. متى سينشر Dark Eagle؟ يستعد الجيش الأميركي لنشر صاروخ Dark Eagle الفرط صوتي هذا العام ، وإن كان ذلك بعد 18 شهراً من الموعد المخطط له. وأُجريت تجربة طيران شاملة، بما في ذلك منصة الإطلاق، بنجاح في الربع الأول من السنة المالية 2025. ومن المقرر نشر البطارية الثانية المكونة من 8 صواريخ في الربع الأخير من السنة المالية 2026. وتبدو إعادة إطلاق برنامج ARRW التابع لسلاح الجو الأميركي، وتمويل جهود البحرية المقابلة له بشكل قوي، "خطوة واعدة"، فبعد سنوات من التردد، يبدو أن الإدارة والبنتاجون أقرا بهذا النقص الكبير في القدرات الهجومية الأميركية.