logo
وزارة الإعلام وبالتعاون مع طموح والجامعة الخليجية تُطلق مسابقة "نجم التعليق"

وزارة الإعلام وبالتعاون مع طموح والجامعة الخليجية تُطلق مسابقة "نجم التعليق"

ضمن مبادرات مختبر المبدعين وجائزة المواهب الإعلامية بوزارة الإعلام، التي تستهدف اكتشاف المواهب الإعلامية الشابة، وبالتعاون مع شركة طموح للإدارة الرياضية والجامعة الخليجية، أطلقت وزارة الإعلام ممثلة في قناة البحرين الرياضية مشروعًا فريدًا، ومسابقة هي الأولى من نوعها في المملكة تحت مسمى "نجم التعليق"، حيث يهدف المشروع إلى اكتشاف مواهب التعليق الرياضي، لتخريج كوكبة من المعلّقين البارزين الذين يخدمون القطاع الرياضي بمختلف الألعاب.
وبهذه المناسبة أكد سعادة الدكتور رمزان بن عبدالله النعيمي وزير الإعلام أن هذه المبادرة النوعية تعكس حرص الوزارة على دعم الشباب البحريني وتمكينهم في مختلف المجالات الإعلامية، مشيرًا إلى أن الوزارة حريصة على فتح آفاق جديدة للكفاءات الوطنية الشابة، وتمكينها من صقل مهاراتها وإبراز طاقاتها الإبداعية في المجال الإعلامي الرياضي، لا سيما في ظل ما تشهده مملكة البحرين من نهضة رياضية شاملة بفضل الدعم السامي الذي تحظى به من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، حفظه الله ورعاه، بمساندة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله.
وأعرب سعادة الوزير عن تمنياته بأن تسهم هذه المبادرة في إظهار مستويات متميزة في مجال التعليق الرياضي تعكس الوجه المشرق للشباب البحريني، وفي رفد الساحة الإعلامية الرياضية بكوادر وطنية موهوبة، متمنيًا لجميع المشاركين التوفيق والنجاح.
من جانبه أكد السيد علي عبدالحسين رضي مدير إدارة القناة الرياضية بوزارة الإعلام، أن مسابقة "نجم التعليق" تأتي في سياق المبادرات الإعلامية الرائدة لمختبر المبدعين وجائزة المواهب الإعلامية بوزارة الإعلام بناء على توجيهات سعادة وزير الإعلام، بهدف استكشاف ودعم المواهب البحرينية الإعلامية الشابة في مختلف المجالات، ومنها الإعلام الرياضي بما يعكس المكانة المتقدمة التي بلغها القطاع الرياضي في المملكة، مؤكدًا أن قناة البحرين الرياضية سوف تسخر كافة خبراتها وإمكاناتها الفنية والبشرية لدعم المتسابقين وإظهار المسابقة بأفضل صورة ممكنة لأننا على يقين بأن شباب البحرين لديه القدرة على الإبداع في كافة المجالات.
وثمّن السيد محمد عبداللطيف بن جلال رئيس مجلس إدارة شركة طموح للإدارة الرياضية الجهود الحثيثة التي يبذلها سعادة الدكتور رمزان بن عبدالله النعيمي وزير الإعلام في تطوير المحتوى المرئي في قنوات تلفزيون البحرين كافة، عبر البرامج التطويرية وسياسة التحديث المستمرة لمواكبة مختلف الأحداث سواء الرياضية أو غيرها، وذلك في خطوة تعكس المبادرات الجادة للوزارة في تقديم أجود الخدمات أمام الجمهور.
كما أشاد بن جلال بالجهود اللافتة التي تقدمها الجامعة الخليجية برئاسة البروفيسور د. مهند المشهداني، والنقلة المهمة التي حققتها في مجال التعليم المتميز، والإسهامات الإستراتيجية، من خلال تفاعلها الإيجابي ورعايتها للفعاليات المختلفة، وتقديم البرامج التي تستهدف الشباب من الجنسين، معربًا عن تقديره لما تطرحه الجامعة من مشاريع هادفة جعلتها في طليعة الجامعات المتطورة عالميًا.
وقال محمد بن جلال: إن رعاية شركة طموح لمسابقة "نجم التعليق" يأتي ضمن أهدافنا وحرصنا على تطوير العديد من الجوانب في القطاع الرياضي، وسعينا الدائم للمساهمة في إثراء الحركة الرياضية فيه، وخلق قاعدة قوية في مجال التعليق الرياضي مبنية على الكفاءة والطموح العالي، كونه من أبرز المجالات المهمة، لافتًا إلى أن شركة طموح ستواصل تقديم المبادرات النوعية خدمة للجمهور الرياضي في الداخل والخارج.
وأكد بن جلال على أهمية الشراكة مع وزارة الإعلام ممثلة في قناة البحرين الرياضية، وكذلك مع الجامعة الخليجية، وقال: هي خطوة جوهرية، ونقطة إيجابية في مسيرة شركة طموح التي واصلت عطاءها الدائم من خلال الكثير من الشراكات المثمرة، لافتًا إلى أنهم لن يدّخروا جهدًا في سبيل إنجاح هذه المسابقة وهذا المشروع الضخم الذي يخدم الحركة الرياضية في المملكة.
الإعلان عن المسابقة
وكشفت عبير الدوسري رئيس البرامج الأكاديمية والشراكات في شركة طموح للإدارة الرياضية عن تفاصيل المسابقة قائلة: سيتم يوم غدا الأثنين الخامس من مايو الجاري التدشين والإعلان الرسمي عن المسابقة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة في الصحف المحلية والحسابات الرياضية، وكذلك عبر الجهات المنظمة والراعية، على أن يتم البدء في تسجيل طلبات المشاركين عبر رابط رسمي سيتم طرحه يوم الخامس من مايو ولمدة أسبوعين حتى 20 من الشهر الحالي، ومن ثم سيتم التحضير لبدء تسجيل الحلقات الخاصة بالمسابقة واعتمادها بالشكل النهائي خلال المرحلة القادمة، على أن يتم البدء في عرضها الرسمي بداية من شهر سبتمبر القادم، مع تحديد موعد عرض الحلقة الختامية واختيار الفائزين.
وأضافت الدوسري: سيتم تسجيل 10 حلقات كاملة ومنفصلة للمسابقة مدة كل حلقة 20 دقيقة، على أن يتم تقييم هذه الحلقات من خلال لجنة مختصة تتضمن وجود إعلامي، ومعلق رياضي، وأكاديمي متخصص.
الحوافز المقدمة للفائزين
وقالت عبير الدوسري: هناك العديد من الحوافز التي اعتمدتها الجهات المنظمة والراعية للمسابقة من خلال منح الفائز بالمركز الأول فرصة الانضمام للتعليق في قناة البحرين الرياضية، مع تقديم جائزة مالية من شركة طموح، إضافة إلى منحة دراسية كاملة مقدمة من الجامعة الخليجية، كما سيحصل الفائزان بالمركزين الأول والثاني على جائزتين ماليتين، مع إخضاعهما لدورات تدريبية مكثفة ومتخصصة في مجال التعليق، مؤكدةً أن مسابقة "نجم التعليق" سيكون لها الأثر الكبير في إثراء المجال الرياضي بإيجاد كوكبة من المعلّقين البارعين الذين ينتظرون الفرصة للظهور.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الجدران التي قتلت أمي!
الجدران التي قتلت أمي!

الوطن

timeمنذ 8 ساعات

  • الوطن

الجدران التي قتلت أمي!

حكى الممثل الهندي جاكي شروف في إحدى المقابلات التلفزيونية قصة عن طفولته الحزينة وفقر عائلته الشديد حينها، وكيف كان ينام هو، وكل أفراد عائلته في غرفةٍ واحدةٍ فقط، قال يحكي بألم كيف كان كُلما سعُل في الليل تسبب سُعاله في سلب النوم من أمه التي كانت دائماً تنهض لتطمئن عليه، وتتأكد أنه بخير، وأنها بدورها كُلما سعُلت يسارع أبوه أو أخوه الصغير لإحضار الماء لها، قال بحزن «كبرت وحققت النجاح وأصبح لدي الكثير من المال، فبنيت جداراً بيني وبين أمي، وأصبحت أمي تمتلك غرفة خاصة بها تنام فيها هانئة بلا صوت سُعالي المزعج طوال الليل، لكن ما حدث أنها في أحد الأيام سعُلت كثيراً وتوفاها الله ولم أعي ما حدث لها إلا في الصباح، قال بحسرة «لو أنني لم ابنِ تلك الجدران لكنت سمعتها وسارعت بأخذها إلى المستشفى، الجدران منحتنا الخصوصية، وحرمتنا أنفاسنا المشتركة» قال بقلبٍ يعتصرهُ الألم «تلك الجداران قتلت أمي».أثرت قصته بي كثيراً، واستوقفتني تلك الكلمات التي كان ينطقها بألم وعينين تملؤهما الدموع، تذكرت كم من المرات كنا نحاول أن نتسلق السلم، فنسقط على الأرض بدل أن نرتقي؛ لأننا أخطأنا عد السلالم، كم مرة ظننا أننا نبني طريقنا نحو تحقيق أحلامنا ونحن في واقع الأمر كنا نبني حواجز تمنعنا من تحقيقها، كم مرة سمعنا النداء، لكننا آثرنا الصمت ظناً منا أننا في الطريق الصحيح، في حين كنا نمشي طريقاً مظلماً مليئاً بالعثرات، نظن أننا على صواب، ونكتشف بعد حين أننا كنا على خطأ.نقف كثيراً حائرين لا نعرف هل نفتح الباب، أو نتركه مغلقاً، وعلى مقدار ما شعرنا من ألم في السابق تتغير قناعاتنا، على سبيل المثال نحن قد نتعرض للكثير من المواقف المؤلمة، ولتلافي الوقوع في الخطأ نلجأ إلى العزلة التي نظن أنها ستحمينا من أن نتعرض لنفس الشعور، لا ندرك إلا بعد فوات الأوان إن قرار العزلة كان حاجزاً لا جسراً، أو كمن يفرح بتلقيه عرض عمل في دولة بعيدة فيغادر أرضه وأهله ظناً منه أنه بذلك سيبني لهم بيتاً وسوراً وحديقة، فيعود بعد سنوات يبحث عن ذلك المنزل فلا يجد من أثره إلا الجدران، ولا يشم من رائحة الحديقة إلا التراب.وفي حياتنا اليومية تأخذنا العاطفة غالباً، وتسيطر على قراراتنا، نغلق باب العقل، ونرتكز على هفوات القلب رغبةً منا في العيش برغد وسلام وطمأنينة نتغافل عن تلك الرسائل الصغيرة، إنها في الغالب رسائل الله لنا بضرورة التأني ليس كل ما هو متاح مقبول قد يتوفر الطعام في الوقت الذي أكون فيه ممتلئاً، وقد ينتهي عندما أجوع.الخلاصة: كثيرة هي الطرقات التي مشيناها ونحن نظن فيها أننا كنا على صواب، في حين أننا كنا على خطأ، دفعتنا رغباتنا في أن نحصل سريعاً على النجاح والمال والشهرة والاستقلالية نحوها، بلا تفكير منا مشيناها لم نتيقظ ولم نسمع نداءات التحذير أغمضنا أعيننا، ولم نقرأ تلك اللافتات التي حذرتنا مراراً أننا أمام جدران ستموت خلفها أحلامنا.

وفاة الفنانة السورية فدوى محسن نجمة باب الحارة
وفاة الفنانة السورية فدوى محسن نجمة باب الحارة

البلاد البحرينية

timeمنذ 12 ساعات

  • البلاد البحرينية

وفاة الفنانة السورية فدوى محسن نجمة باب الحارة

ودعت الساحة الفنية السورية مساء الإثنين إحدى أبرز أيقوناتها، الفنانة فدوى محسن، التي رحلت عن عمر ناهز 84 عامًا، مخلفة إرثًا فنيًا امتد لعقود طويلة، شكّل خلالها حضورها علامة فارقة في المسرح والتلفزيون والسينما. وقد أعلن عن وفاتها نقابة الفنانين في سوريا، حيث نشرت بيانًا عبر حسابها الرسمي على فيسبوك أكدت فيها الوفاة، وجاء في البيان: "ينعي فرع دمشق لنقابة الفنانين الزميلة الفنانة القديرة فدوى محسن". فيما نعاها ابنها هامي بكار برسالة مؤثرة على حسابه على إنستغرام، وقال: "أمي في ذمة الله. الله يرحمك يا أمي.. رحتي لعند أرحم الراحمين". من هي الفنانة فدوى محسن؟ وُلدت فدوى محسن عام 1941 في مدينة دير الزور، وكانت البدايات من خشبة المسرح، تحديداً ضمن عروض "المسرح الجوال"، حيث قدمت نصوصاً عالمية كلاسيكية من بينها أعمال لشكسبير وأخرى من الموروث العربي، وهي المرحلة التي شكّلت مدرسة حقيقية لصقل أدائها الفني. واصلت الفنانة فدوى محسن تقديم المزيد من الأعمال المسرحية الخالدة، ومنها الملك لير، والزير سالم، لتنتقل بعدها إلى عالم التلفزيون. في عام 1992، دخلت فدوى محسن البيوت السورية والعربية عبر الشاشة الصغيرة بمشاركتها في مسلسل "طرابيش"، لتتوالى بعد ذلك أعمالها الغنية والمتنوعة. خلال مسيرتها التلفزيونية، تنقلت الفنانة الراحلة بين الأعمال الكوميدية والتراجيدية وبين الاجتماعي والتاريخي، ولعل أبرز أدوارها وأكثرها شهرة شخصية "أم أبراهيم" في مسلسل باب الحارة، وقدمت فيه شخصية الأم الدمشقية الأصيلة. محطات فنية أخرى عزّزت من مكانتها في الدراما السورية، من بينها: "ما ملكت أيمانكم"، "قلوب صغيرة"، "العبابيد"، "أبناء القهر"، "عودة غوار"، "صرخة روح"، "درب التبان"، "كوابيس منتصف الليل"، و"بقايا صور". ولم تقتصر مسيرتها على الشاشة الصغيرة، فقد اقتحمت السينما أيضاً بأدوار مؤثرة، نذكر منها فيلم "رد القضاء – سجن حلب" عام 2016، وفيلم "أمينة" عام ، وأعمال أخرى. تميّزت فدوى محسن بوجهها الهادئ، وحضورها الوقور، وصوتها الذي كان يحمل شيئاً من الحنين الدافئ. وكانت تتقن لهجات متعددة، وهو ما منحها قدرة استثنائية على تجسيد شخصيات تنتمي إلى مختلف البيئات السورية، ما جعلها مقربة من جميع أطياف الجمهور. انضمت الراحلة إلى نقابة الفنانين السوريين عام 1975، وظلت فاعلة في الحراك الفني لسنوات طويلة، رغم فترات الانقطاع التي فرضتها ظروف صحية وشخصية. تم نشر هذا المقال على موقع

معرض أبوظبي الدولي للكتاب: تجسيد فلسفة الجمال في مجتمع المعرفة
معرض أبوظبي الدولي للكتاب: تجسيد فلسفة الجمال في مجتمع المعرفة

البلاد البحرينية

timeمنذ يوم واحد

  • البلاد البحرينية

معرض أبوظبي الدولي للكتاب: تجسيد فلسفة الجمال في مجتمع المعرفة

في كل دورة من دورات معرض أبوظبي الدولي للكتاب، يتجدد مفهوم الجمال الخلاق، مع فكرة عميقة تتجاوز مجرّد عرض الكتب والمطبوعات. هذه الفعالية الثقافية ليست مجرّد حَدَث سنويّ، بل هي محطة أساسية لبناء مجتمع معرفي حقيقي، يستند إلى ثقافة التفاعل والمثاقَفة. يعكس المعرض، الذي يحظى بشرف رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، وينظّمه مركز أبوظبي للغة العربية، التزاماً راسخاً بتعزيز المعرفة وتوسيع دائرة التفكير، ليس فقط في نطاق القارئ، بل في كل فرد في المجتمع العربي والعالمي. إن شعار الدورة الرابعة والثلاثين التي انقضت قبل أيام، تحت عنوان 'مجتمع المعرفة.. معرفة المجتمع'، كان بمثابة دعوة واضحة لبناء علاقة متجدِّدة بين الأفراد والمعرفة. هذا الشعار لم يكن مجرّدَ كلمات، بل هو ترجمة فلسفية لمفهوم الثقافة في عصرنا المعاصر. المجتمع الذي نتطلّع إلى بنائه هو مجتمع ينطوي فيه كل فرد على قدرة فكرية وإبداعية، قادر على الإنتاج والمشاركة الفاعلة في صياغة الأفكار وتبادلها. لقد كان المعرض في هذه الدورة أكثر من مجرد مزيج من الكلمات والطباعة على الورق؛ كان تجسيداً لفكرة عميقة حول الجمال، الذي يبقى ويتجدّد. إن الثقافة الجميلة، التي تميّز المجتمعات المتقدّمة، هي تلك التي تسعى لإثراء الفكر، وتدعو إلى التّجدّد المستمر، وتقدم المعلومة في قالب ينبض بالإيجابية والابتكار. 'الجمال في المحتوى'، كما يقول البعض، وهذا الجمال في معرض أبوظبي يتجسّد في كيف يقدّم المعرفة للناس وكيف يتفاعل معها الجميع، بعيداً عن كونه مجرد حدث ثقافي ضخم. لكن من أين يبدأ الجمال؟ يبدأ من أن كل فكرة وكل كلمة وكل عمل ثقافي، مهما كان بسيطاً، يجب أن يحمل قوة من التّجدّد والابتكار. كما أن الجمال لا يقتصر على المظهر فقط، بل هو في المضمون، في العرض، وفي التأثير الذي تتركه المعرفة في حياة الأفراد. فما هو جوهر المعرض، إن لم يكن تجسيدا لهذا الجمال الذي يبقى؟ إن الجمال هو الذي يجعل من هذا الحدث أكثر من مجرد مكان لشراء الكتب، بل هو الفضاء الذي يعيد خلق العلاقة بين الإنسان والمجتمع، وبين المعرفة والواقع. ولعلّ أروع تجسيد لهذا الجمال كان من خلال تسليط الضوء على شخصية المعرض هذا العام، ابن سينا. هذا الفيلسوف والطبيب الذي جسّد نموذجاً لفكر مستنير، استلهم من معرفته الإنسانية الأسس التي قامت عليها العديد من العلوم. ابن سينا، الذي كان له الفضل في نقل وتطوير الفلسفة اليونانية، يمثّل رمزا لإسهام الفكر العربي في صناعة حضارة عالمية. كذلك، فإن استحضار 'ألف ليلة وليلة' كان بمثابة العودة إلى الأدب العربي الذي يحمل في طيّاته جماليات إنسانية وثقافية تلامس وجدان الأفراد على مَرّ العصور. إن الثقافة القبيحة لا تلبث أن تختفي وتزول، بينما تبقى الثقافة الجميلة، التي هي بمثابة طاقة إيجابية تمنح الحياة قِيَماً وأهدافاً أسمى. الجمال الذي تقدّمه أبوظبي عاصمة دولة الإمارات في كل مسارٍ من مساراتها الثقافية يبقى، وتستمر الإمارات في تأسيس هذا الجمال في كل مشروع، وكل مسعى. ومن خلال المعرض، نعود دائماً إلى هذه الفلسفة، التي تقول إن البقاء للجمال، وإن الثقافة الجميلة هي التي تملأ العالم بالطاقة والتطور المستمر. وإذا كانت المعرفة، كما يقال، هي أساس المجتمع، فإن هذا المعرض يكرّس الفكرة عبر تعريف 'مجتمع المعرفة هو معرفة المجتمع'، في ضوء كون العام الحالي هو 'عام المجتمع' الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد تحت شعار 'يداً بيد'. إن هذه الرؤية تأخذنا إلى مفهوم أوسع عن الثقافة، التي يجب أن تكون شاملة للجميع، لا تقتصر على نخبة أو مجموعة صغيرة؛ من هنا كان حرصنا على أن تكون الدورة الرابعة والثلاثون من المعرض فرصةً حقيقّةً للتفاعل بين الأجيال المختلفة، من خلال الأنشطة المتنوعة التي قُدِّمَت خلاله، سواء كانت ورشاً أو ندوات أو جلسات حوارية؛ تشجيعاً على التفكير النقدي والمشاركة الفاعلة في إنتاج المعرفة، منطلقين في هذا السياق، من إيماننا أن المعرض بمثابة جسر بين الأجيال، يتفاعل فيه الشباب مع كبار المفكرين والكُتّاب، ويمثّل نقطة انطلاق لتحفيز الإبداع والابتكار في مجالات متعددة، بما في ذلك التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي. بجانب هذه الفعاليات، أتت دورة المعرض 34 لتُشكّل نقطة التقاء تفاعلية بين الجمهور وبين المعرفة، لا سيّما من خلال موضوعات ومواضيع تهمّ المجتمع العربي والعالمي، مثل التعايش والتسامح والانفتاح على الآخر. فالمعرض ليس مجرد تظاهرة ثقافية، بل هو جسر لتعارف وتبادل ثقافي يعكس قيم المحبة والاحترام بين الشعوب. في الختام، كان معرض أبوظبي الدولي للكتاب هذا العام تجسيداً حقيقياً للفلسفة التي يقوم عليها مركز أبوظبي للغة العربية: أن المعرفة ثقافة، وأن الثقافة هي منبع الجمال المستمر. وهو نهج مستقى من نبع المعرفة الذي خلفه لنا الأب المؤسس الشيخ زايد رحمه الله، الذي كان يرى أن جواهر الأشياء ومضامينها الراقية يجب أن تتزين بالتفاصيل الجميلة؛ وهي الفكرة التي لا يني يصوغها في أشكال مبتكرة في أشعاره، يقول -رحمه الله- في وصفه للوطن الذي اكتمل بناؤه حين اكتمل جماله وتزين وتزخرف: ومعرض هذا العام كان دعوة للجميع للمشاركة الفاعلة في فهم هذا النهج الداعي للنظر للجمال باعتباره قيمة أصيلة تُكسب الأشياء بقاءً وخلوداً. كما كان المعرض خطوة مهمة في خدمة هذا المجتمع الثقافي الذي يطمح إلى بناء مجتمع معرفي متجدد، مجتمع يزرع بذور التفكير النقدي والإبداعي في أجياله القادمة. الثقافة العربية، بمكانتها الرفيعة، لا تزال تقدّم للجميع نموذجاً رائداً للحوار الحضاري، والتفاعل الثقافي، الذي يحمل في طياته الوعي والمعرفة والمثاقَفة، ويمهد الطريق لمستقبل أفضل للجميع.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store