أحدث الأخبار مع #طموح


مجلة سيدتي
منذ 11 ساعات
- صحة
- مجلة سيدتي
الفرق بين الطموح والضغط النفسي لدى الفتيات في عمر الجامعة
في قلب الحياة الجامعية، بين المحاضرات والمشاريع والامتحانات، تعيش كثير من الفتيات رحلة معقدة بين الطموح والرغبة في الإنجاز من جهة، والضغوط النفسية والقلق من جهة أخرى. ومع أن الطموح يُعَدُّ قوة دافعة نحو التميز؛ فإن تحميله فوق طاقته قد يتحول إلى عبء ثقيل على الصحة النفسية. التقت "سيدتي" كوتش لياقة عاطفية وقيادة تغيرية، صديقة كبي، للحديث حول التفرقة بين الطموح والضغط النفسي وكيفية التعامل مع هذه المشاعر المختلطة التي تواجهها معظم الفتيات خلال المرحلة الجامعية. قالت في مستهل حديثها إن الذكاء العاطفي يلعب دوراً بارزاً كعامل جوهري في التمييز بين الدافع الصحي والضغط الضار. إعداد:إيمان محمد تقول كبي إن الطموح هو "تلك الطاقة الإيجابية التي تدفع الإنسان إلى السعي، التعلم، النمو، وتحقيق الذات. بالنسبة للفتيات في عمر الجامعة، يُترجم الطموح غالباً إلى أهداف مثل التفوق الأكاديمي، النجاح المهني، المساهمة المجتمعية، والاستقلال الذاتي". عندما يكون الطموح صحياً، يكون مصحوباً بمشاعر الحماس، الثقة، والرغبة في التطور. تشعر الفتاة أن لديها سبباً للاستيقاظ كل صباح، وتستمتع بالرحلة رغم صعوباتها. ويظهر الذكاء العاطفي هنا في القدرة على إدارة المشاعر المرتبطة بالطموح، كالتوتر أو الحماس المفرط، وتحويلها إلى طاقة منتجة من دون أن تتحول إلى ضغط. ما الضغط النفسي؟ تصف كبي الطموح المفرط أو غير الواقعي بأنه أول سبيل إلى الضغط النفسي. وتوضح "حين تشعر الفتاة بأنها مضطرة لإثبات ذاتها باستمرار، أو أنها لا تملك الحق في الخطأ أو التراجع، تبدأ بالانزلاق نحو القلق، جلد الذات، وربما الاكتئاب". علامات تميز الضغط النفسي الضغط النفسي قد يتخفى في مظاهر متعددة مثل: الخوف المستمر من الفشل. الإحساس بعدم الكفاية رغم الإنجازات. القلق من نظرة الآخرين وتوقعاتهم. صعوبة الاستمتاع بأي إنجاز. هنا يظهر خلل في الجانب العاطفي، حيث تصبح المشاعر عبئاً لا محفزاً. ويُعَدُّ غياب الوعي الذاتي عنصراً أساسياً في تعميق هذا الخلل. الذكاء العاطفي السبيل للفصل بين الطموح والضغط وتُعرف كبي الذكاء العاطفي بأنه هو "القدرة على فهم مشاعرنا ومشاعر الآخرين، وإدارتها بطريقة واعية وفعَّالة. ومن خلاله يمكن للفتيات الجامعيات التمييز بين ما هو نابع من شغف حقيقي، وبين ما هو ناتج عن توقعات اجتماعية أو مقارنات سامة". وحددت كبي دور الذكاء العاطفي في تعزيز الطموح وعدم الوقوع في فخ الضغط النفسي. الوعي الذاتي اسألي نفسكِ: لماذا أريد هذا الإنجاز؟ هل هو نابع من شغفي أو لأنني أخشى الفشل أو لا أريد خيبة أمل من الآخرين؟ التعرف إلى النية الحقيقية خلف الطموح يساعد على تقليل التوتر، ويوجه الطاقة نحو ما يُشعرك بالرضا الشخصي، لا فقط بالقبول الاجتماعي. إدارة المشاعر المواقف الصعبة، مثل الرسوب في مادة أو رفض فرصة تدريب، قد تُثير مشاعر سلبية. وهنا تأتي أهمية القدرة على تهدئة الذات، والتعامل مع المشاعر المؤلمة من دون إنكارها أو الاستسلام لها. التعاطف مع الذات ليس كل يوم سيكون مثالياً. من الذكاء العاطفي أن تمنحي نفسك مساحة للتعب، للخطأ، وللتعلُّم. القسوة على الذات لن تصنع منكِ إنسانة أقوى، بل قد تكسرك من الداخل. المهارات الاجتماعية مشاركة مشاعركِ مع صديقة أو مرشدة أو حتى مجموعة دعم، يساعد على تخفيف العبء النفسي. التحدث بصراحة عن الضغط الذي تشعرين به لا يقلل من شأنك، بل يُظهر وعيك وإدراكك لقيمتك الإنسانية. كيف نُربي الطموح من دون أن نحصد الضغط؟ ضعي أهدافاً مرنة: بدلاً من التركيز على الكمال، ركزي على التقدُّم. قيمي نفسك بمعاييرك الخاصة: المقارنات المستمرة مع الآخرين تُضعف الثقة وتزيد القلق. اختاري معارككِ بعناية: ليس عليكِ الفوز بكل شيء. مارسي الامتنان: التقدير لما حققتِه بالفعل يُخفف من ضغط ما لم يُنجز بعد. خذي استراحات عاطفية: راجعي مشاعركِ، اكتبيها، تأملي فيها، ثم عودي للحياة بطاقة جديدة. وتنهى المدربة صديقة كبي حديثها مع "سيدتي" قائلة: "الطموح قوة جميلة ومضيئة حين يُدار بذكاء عاطفي. أما الضغط النفسي؛ فهو نداء داخلي يدعونا لإعادة التوازن. للفتيات في عمر الجامعة، التحدي الحقيقي ليس فقط في تحقيق الأحلام، بل في البقاء صحيَّات من الداخل في أثناء ذلك". الذكاء العاطفي ليس ترفاً، بل ضرورة في زمن يمجد الإنجاز على حساب الإنسان. كوني طموحة، نعم، ولكن كوني أيضاً لطيفة مع نفسك. النجاح الحقيقي يبدأ من الداخل. اقرئي أيضاً:


مجلة هي
منذ 16 ساعات
- ترفيه
- مجلة هي
المرأة بين الطموح والحب..كيف يمكنها تحقيق التوازن؟
لم تعد أحلام المرأة تقتصر على الحب والزواج وتكوين أسرة فقط، فقد وصل طموحها اليوم عنان السماء، وأصبحت تسعى لتحقيق طموحاتها في العمل والتعليم والنجاح المهني. لكن يظل السؤال الأهم مطروحًا: هل يمكن للمرأة أن تجمع بين الطموح والحب؟ هل تستطيع أن تكون ناجحة تتبادل الحب مع شريك حياتها دون أي منغصات؟ صحيح أن المرأة عاطفية بطبيعتها، وتحب أن تُحب، ولكن اليوم بات الطموح رفيقًا أصيلًا لها، لا تستطيع التنازل عنه حتى ولو كان تضحيتها بالحب مقابل هذا الطموح. في هذا المقال نريد أن نكشف عن الأمور التي تحقق التوازن بين الطموح والحب حتى لا تضطر المرأة الطموحة في يوم من الأيام للمفاضلة بينهما مع أهمية كل منهما. الطموح ليس نقيضًا للحب غالبًا ما يُنظر إلى الطموح على أنه عدوًا للحب، ولكنه ليس كذلك. ليس على المرأة أن تحرم نفسها الحب والزواج بسبب الطموح، عليها فقط أن تختار الشريك الذي يحبها، والذي يساعدها على تحقيق طموحها وأحلامها، لأن الحب الحقيقي قد يكون داعمًا لطموحها، ومحفزًا لها على النجاح. كما أن التوازن بين الاثنين لن يكون صعبًا في هذه الحالة. ما هي التحديات التي تواجه المرأة بين الطموح والحب؟ تواجه المرأة سلسلة من التحديات عند وقوعها في الحب، إذ يبدأ الصراع بين حب ملأ قلبها، وطموح تمكن من عقلها، ومن أبرز هذه التحديات ما يلي: التوقعات الاجتماعية بعض الثقافات تقيّد المرأة بأدوار تقليدية، إذ تراها راعية للأسرة والزوج والأبناء فقط مما يجعل طموحها يبدو غريبًا أو غير مرغوب فيه. الضغوط العاطفية تحتاج العلاقات العاطفية إلى وقت وجهد للاهتمام بالحبيب وشريك الحياة، وهو ما قد يتعارض مع متطلبات النجاح المهني. انعدام الدعم من الشريك كثير من النساء يتنازلن عن طموحاتهن من أجل شريك لا يؤمن بقدراتهن، مما يؤدي إلى الإحباط وفقدان الثقة بالنفس. الإرهاق النفسي والجسدي الجمع بين العمل والحياة العاطفية والأسرة يتطلب جهدًا مضاعفًا وطاقة كبيرة، وبخاصة مع وجود شريك حياة متطلب. اختيار الشريك الداعم لطموح المرأة يساهم في تحقيق التوازن بين الطموح والحب كيف تحقق المرأة التوازن بين الطموح والحب؟ إن تحقيق التوازن بين الطموح والحب ليس مستحيلاً، بل يعتمد على الوعي والاختيارات الحكيمة. إليكِ بعض الخطوات الفعالة بحسب داليا شيحة خبيرة العلاقات الزوجية والأسرية. اختيار الشريك المناسب من أهم مفاتيح النجاح التي تسهل على المرأة تحقيق التوازن بين الطموح والحب، حسن اختيارها للشريك المناسب لها التوازن، إذ أنه لابد أن تختار المرأة شريكًا يتفهم طموحها ويدعمها بدلًا من تقييدها. إدارة الوقت بذكاء تقسيم الوقت بين العمل والعائلة والشريك بطريقة مرنة يساعد على تقليل التوتر ويعزز الاستقرار العاطفي والمهني، ويجعل مسألة التوازن بين الحب والطموح والتوازن. التواصل الصريح تحتاج المرأة إلى الحديث بصراحة عن تطلعاتها وطموحاتها، لتوضح مكانة الحب والطموح في حياتها دون تردد أو معاناة من أي مخاوف، لأن الخوف هو العدو الددود لكل من الطموح والحب. الثقة بالنفس الثقة هي حجر الأساس في حياة كل امرأة ناجحة، بها تصل المرأة إلى طموحها، ومن خلالها تخطو خطوات سريعة نحو مستقبلها، وهي أيضًا التي تمكنها من الحرص على أن تكون حبيبة وشريكة ناجحة، وداعمة لشريكها كلما احتاج إليعا الدعم العاطفي والاجتماعي وجود شبكة من الدعم، سواء من الأسرة أو الأصدقاء أو الشريك، يخفف من الضغوط ويساعد المرأة في تحقيق التوازن بين الطموح والحب، خاصة مع انعدام الضغوط الاجتماعية التي تسببها توقعات المحيطين بها. متى يصبح الحب عائقًا أمام طموح المرأة؟ صحيح أن هناك كثير من النماذج الملهمة لنساء استطعن إثبات أن المرأة بين الطموح والحب ليست مجرد عنوان، بل واقع يمكن تحقيقه. منهن من أصبحن رائدات أعمال وأمهات في آن واحد، أو قياديات ناجحات لديهن علاقات مستقرة، مما يدل على أن النجاح والحب لا يتعارضان، بل يمكن أن يكون أحدهما دافعًا للآخر. ولكن في حالات أخرى، قد تواجه المرأة حبًا سامًا يعوق مسيرتها، خاصة إذا كان الشريك يشعر بالتهديد من نجاحها أو يحاول تقليص طموحاتها. في هذه الحالة، يكون الابتعاد عن العلاقة قرارًا صعبًا لكنه ضروري للحفاظ على كيانها الشخصي ومسارها المهني. خلاصة القول: ختامًا، يمكن القول إن المرأة بين الطموح والحب ليست حائرة، لأنها تعرف ما تريد تحقيقه جيدًا، صحيح أن تريد الحب، ولكن طوحها من الصعب أن يكون كبش فداء لقصة حب قد تنجح أو تفشل. تستطيع المرأة أن تمضي في الاتجاهين الطموح والحب، ما يهم هو دور شريكها في مسيرة كفاحها تحقيقًا لطموحها. تذكري غاليتي الرقيقة: السر وراء تحقيق التوازن بين الطموح والحب هو تقدير الشريك لأحلامك وطموحاتك، فالحب لا يجب أن يكون عقبة أمام طموحك، بل جناحًا يحلّق به عاليًا في السماء. الآن ماذا عنكِ أنتِ عزيزتي قارئة "هي" الطموح أم الحب، وإذا رغبتِ بكل منهما، كيف يمكن تحقيق التوازن؟


الجزيرة
منذ يوم واحد
- ترفيه
- الجزيرة
دروس من حياة الجرادة
هل رأيت جرادة ذات يوم؟ ما الذي أثارك فيها؟ أهو شكلها الغريب؟ أم قفزتها المضحكة؟ أم نهمها الذي لا يكفّ؟ أم طيرانها الناقص؟ إن في هذه الجرادة حكمة لا تخطر على بال كثيرين، فما هي تلك الحكمة؟ في صمت الحقول، قد تسمع صوتًا خافتًا قد يفزعك، ليس وراء ذلك الصوت سوى جرادة تلتهم طعامها في صمت، وإذا تأملت في شكلها المدهش فستجبرك على التوقف، لا لأنك تحبها، بل لأنها أثارت فيك دهشة ما. فما هي الدروس التي تريد أن تعلمنا إياها هذه الحشرة الغريبة؟ دعونا نستمع لخفقة المعاني التي ينطوي عليها هذا الكائن العجيب. كم مرةٍ خشينا القفز، وكم مرةٍ أعاقنا الخوف عن بلوغ النجاح! وأنت تعلم أن النجاح يحتاج إلى شيء من المغامرة المحسوبة، فلماذا نرهب المجهول؟ الجرادة تقفز ولا تتردد، فلِمَ لا نحارب التردد في داخلنا؟ قفزات أم زحف؟ تقفز الجرادة مسافةً تساوي طولها مضاعَفًا عشرين مرة، بواسطة قوائمها الخلفية القوية، سواء للهرب أو للتحليق أو للبحث عن الغذاء، فماذا نتعلم من هذا القفز؟ بعضنا يقفز في مسارات حياته، والبعض يسير زاحفًا، ورغم أن الزحف آمن والقفزات خطيرة، فإن الزحف بطيء وممل، بينما القفز يحقق الانتشاء والإنجاز، ويختصر عليك المسافات.. فماذا تختار الجرادة؟ الجرادة لا تتسلل، بل تفاجئك بقفزة غير متوقعة، وتصل إلى هدفها وتطحن ما تراه أمامها. بعض البشر يخترقون السكون بقفزات جريئة، لذلك يصنعون فارقًا ويبلغون القمم! فأي المشيتين تختار؟ في بعض الأحيان يحاصرك الزمن، ولتبلغ طموحك يلزمك تكنيك القفز المتوالي؛ فالتردد أو الزحف يقتل الهمة ويُفشل المشاريع. فلماذا نمارس الزحف في تكوين العلاقات وفي بناء الطموح، ونحن نعلم أن الحياة لا تكافئ الزاحفين؟! قفزات نحو النجاح الجرادة لا تزحف، بل تنطلق بوثبةٍ تختصر المسافة والزمن.. في قفزتها جرأة، وفي قصر المسافة حكمة.. تحدد الهدف ثم تندفع في الهواء لتصل برشاقة. يا صاحبي، كم مرةٍ خشينا القفز، وكم مرةٍ أعاقنا الخوف عن بلوغ النجاح! وأنت تعلم أن النجاح يحتاج إلى شيء من المغامرة المحسوبة، فلماذا نرهب المجهول؟ الجرادة تقفز ولا تتردد، فلِمَ لا نحارب التردد في داخلنا؟ يا صاحبي، احسم أمرك ثم اقفز؛ فإنّ خلية النحل من نصيب الجَسور، والجرادة إذا قررت قفزت، فمن طبيعتها اختصار المسافة بقفزة، وفي غريزتها ترجيح "متى" و"أين"، ثم تقفز. يا صاحبي، كم خطوة ترددت فيها ولا تزال في مكانك؟ والحكمة تقول: إذا عقلت فتوكل، والحنكة ترى في اختصار المسافات مكسبًا. إننا نعيش في عالم الجراد، عالم يصفَّق فيه لمن حضر في النهاية، ويُنسى من حمل أتعاب البدايات على ظهره. عالم الجرادة، عالم الظهور بلا بذل، عالم القطف دون تعب! ورغم كونه مؤلمًا فإنه حقيقي! أجنحة بلا طيران للجرادة فشل، فرغم امتلاكها الأجنحة لا تطير، فلِمَ لا تحلق وأنت تمتلك الأجنحة؟ لديك الأدوات والإمكانات، ومع ذلك تقتفي سلوك الجراد والجنادب! إنّ الطيران أجدى من القفز القصير والمعتاد، فهل فكرت بالتحليق؟ إن لديك أجنحة ولكنك لا تطير! تحتاج لتذكير، وشحذ، وشيء من المساندة حتى نراك في العلياء.. أفستقتفي أثر الجراد أم تطير؟ لماذا نتشبث بالتراب، ونعشق الكسل؟ نتعذر بالحجج، ونراوغ بالظروف، وكل الظروف مواتية لسباق الطيران، ومع ذلك نفضل القفز البسيط. لقد اكتشفنا مكمن الخلل، الخلل ليس في الأجنحة، بل في عدم الإصرار على التحليق! الزراعة أم الحصاد؟ هناك درس آخر في فشل الجرادة، فهي تحصد ولا تزرع! والأسوأ أنها تجور على ما زرعه الغير، فهي عاطلة باطلة لا تعرف الإنتاج. فهل يرضيك أن تكون عالة وقد كرّمك الله بالموهبة؟ لماذا لا تمتلك الاكتفاء الذاتي؟ فرق شاسع بين النحلة التي تصنع غذاءها بعرق جبينها، وبين الجراد الذي يحيل مواسم بأكملها إلى طيف ذكرى في لحظات! إنها حكاية بشرية بامتياز، ففي جميع المؤسسات، وفي جميع المجتمعات، هناك من يحصد دون أن يزرع، هناك من يظهر على خشبة المجد بينما يُدفن آخرون خلف الكواليس. فلِمَ نقتفي أثر الجراد في أسوأ حالاته؟ إعلان صدقوني.. إننا نعيش في عالم الجراد، عالم يصفَّق فيه لمن حضر في النهاية، ويُنسى من حمل أتعاب البدايات على ظهره. عالم الجرادة، عالم الظهور بلا بذل، عالم القطف دون تعب! ورغم كونه مؤلمًا فإنه حقيقي، فمتى نسحق هذا الوباء؟ كن مستعدًا للمفاجآت، واحسب لأسوأ الاحتمالات حسابًا؛ فقبل أن تغامر اتخذ لك صندوق طوارئ، ووسادة حماية، وخطة بديلة في التكاتف قوة لو قلنا: مَن أضعف المخلوقات؟ لوجدنا الجراد ضمن القائمة، حيث لا يملك إبرة ولا شوكة، لكنه يملك حكمة الاتحاد؛ فإذا غزا دولة أهلك محاصيلها وقلبها رأسًا على عقب! هذا الفرد الضئيل، الذي لا يخيف أحدًا، إذا تجمع في موجة أو سرب أصبح ماردًا يُحسب له ألف حساب، فإنه إذا بلغ حقلًا أكل الأخضر واليابس! لو كانت أعداده محدودة، لكان من السهل القضاء عليه، ولكن تكاتف أفراده جنبًا إلى جنب جعل القضاء عليه مستحيلًا.. هذا هو الدرس المثالي لمعنى قوة الاتحاد، فهل سنستفيد منه؟ إن تراكم الدراهم يولد ثروة، وتراكم الغيث يولد الطوفان.. فهل أدركت الدرس وبلغت ما بمقدورك أن تفعله به؟ هكذا يصنع الضعفاء الأعاصير حين يجتمعون.. إذا أهملنا الضعفاء، فسيولّدون الكارثة! والحكمة: لا تستهِن بالصغار إذا تكاثروا، فإنهم سيخلفون الحطام.. وكم من حشدٍ بسيط هزّ مدنًا بأكملها! يا صاحبي، لا تستهِن بالسرب، فما بعده إلا الدمار. مفاجآت الأيام في هذه الحياة، مفاجآت تأتي دون سابق إنذار، تهجم عليك كسرب جراد لا يعرف الرحمة، يأكل ثرواتك وأنت في قمة الويل والثبور، تقف أمام المنظر مندهشًا دون حراك! ماذا ستفعل لمزرعتك إذا غزتها أسراب الجنادب؟ هناك أمور فجائية تأتي كالصفعة، كالعاصفة، لا تمنحك فرصة للتأهب، تأتي دون إشعار، دون تمهيد.. يحل الدمار فجأة دون أي تنبيه، كما يفعل الجراد تمامًا، يحل في ضيافتك فجأة، فماذا تفعل؟ لا نرى لهذه الكوارث حلًّا، كمفاجآت الطريق، وكزَلّات القدم من بقعة زيت أو قشرة موز. فقط نقول: كن مستعدًا للمفاجآت، واحسب لأسوأ الاحتمالات حسابًا؛ فقبل أن تغامر اتخذ لك صندوق طوارئ، ووسادة حماية، وخطة بديلة. نهم لا يتوقف من طبيعة الجرادة النهم طيلة الوقت، فهي تأكل على الدوام، تأكل ولا تشبع، خلقها الله هكذا، تولد جائعة، وتعيش جائعة، وتموت جائعة! فهل نحن مثلها؟ إعلان إننا جراد في هيئة بشر إذا دخلنا فخ الحياة الاستهلاكية؛ نشتري أكثر مما نحتاج، نأكل أكثر مما نهضم، نلهث خلف المزيد دون وعي، لا نفرق بين ما نحتاج وما لا نحتاج. إنّ الرواتب تتبخر في لحظات، فهل تساءلنا لماذا؟ لأننا -ببساطة- تحولنا إلى جراد لا يعرف الشبع. يا صاحبي، الوفرة لا تعني التخمة، والشهية التي لا تتوقف ليست نعمة، بل هي طوفانٌ ينتظر لحظةً لينفجر! هل رأيت أسنانًا لا تهدأ، وفمًا لا يتوقف عن الأكل؟ إنها الجرادة يا صاحبي، فلا تتقمص دورها، واحذر من فخ الاستهلاك قبل أن يرديك! حساسية فائقة من الدروس الجيدة في الجراد أنّ لديه مقدرة باهرة على التكيف، والتلوّن بألوان البيئة؛ فقد ترى الحشرة خضراء فوق العشب، وصفراء فوق الجذع، وقد تراها بنّية داكنة أو زهرية فاتحة؛ إنها تنتخب فساتينها بحذر وعناية.. فهل فطنت لحماية نفسك من الأخطار كما تفعل الجرادة؟ إنها تتقافز هنا وهناك، ومن الصعب اصطيادها، إنها تعرف متى تتوقف، ومتى تهرب، ومتى تصمت، ومتى يحلو لها وقت الطرب والغناء! فهل نمتلك هذه الحساسية في حياتنا؟ هل نتقن فن انتقاء الأوقات والأفعال؟ أم إننا نفعل الأمور كيفما اتفق دون تمحيص أو دراية؛ فنأكل في أي وقت، وننام دون نظام، ونتجول دون تخيّر، وهكذا نسير في حياة بلا حكمة ولا بوصلة؟ فمتى سنتعلم فن الانتقاء ونتقن الدرس؟ خراب بلا ندم بعض بني البشر أمرهم غريب، يتقمصون أدوار الجراد في التخريب والتدمير! ألم تسمع بآفة الجراد؟ ألم تشاهد كيف أحالت أسرابه المزارع الخضراء المثمرة قاعًا صفصفًا؟ هذا ما يفعله بعض البشر، يفسدون كل ما يجدونه أمامهم، حتى البحر المتلاطم لم يسلم من تلويثهم. فهل يعتذرون؟ إنهم يتقمصون سلوك الجراد الفاتك، فهل يعتذر الجراد بعد الاجتياح؟ بالطبع لا يعتذر من يسري في عروقه دماء الجراد! هؤلاء البشر لا يقتصرون على الإفساد المادي، بل لهم مع الإفساد حكاية لا تنتهي؛ فهم يخربشون العلاقات، وينشرون القلاقل، ويقوضون الأمن، ويحيلون ما يلمسونه إلى رماد. هم وباء بشري مستشرٍ في كل المجتمعات، إنهم أبناء الجراد، يفسدون ولا يندمون ولا يعتذرون، فهل يندم من نُزِع الضمير من جوفه؟ نقول إن حياة الجراد مليئة بالدروس: في البقاء، وفي التمويه، وفي الصبر، وفي الاتحاد، وفي غيرها.. تحتاج فقط إلى عين ثاقبة تميّز بين الخير والشر، بين الصواب والخطأ. فهل نستمع؟ أم نتكبر على كائن ضعيف قد يُسحق بوطأة حذاء؟ الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.


عكاظ
منذ يوم واحد
- عكاظ
بحلول 2028.. السعودية الوُجهة الأولى للسياحة.. قيادة ملهمة ورؤية طموحة
تابعوا عكاظ على بحلول 2028.. السعودية الوُجهة الأولى للسياحة.. قيادة ملهمة ورؤية طموحة أخبار ذات صلة .embed-vodplatform { position: relative; padding-bottom: 67%; height: 0; overflow: hidden; max-width: 100%; } .embed-vodplatform iframe, .embed-vodplatform object, .embed-vodplatform embed { position: absolute; top: 0; left: 0; width: 100%; }


عكاظ
منذ 4 أيام
- ترفيه
- عكاظ
شاب سعودي يجمع بين شهادتين في يوم التخرج.. كيف فعلها؟
في وقت تتسع فيه طموحات السعوديين كما تتسع رؤيتهم للمستقبل، يبرز مشعل محمد العرينان كصوتٍ صادق لمرحلة سعودية جديدة، لا تُقاس فيها الإنجازات بعدد السنوات فقط، بل بعدد الساعات التي قُدّمت فيها الهمة على الراحة، والانشغال على الأعذار. مشعل، أحد أبناء منطقة حائل، خرج في يوم التخرج حاملًا شهادتين جامعيتين بمرتبة الشرف، من جامعتين مختلفتين، وفي تخصصين لا يجتمعان إلا في عقل منظم وقلب مؤمن بالتحدي: بكالوريوس في الصيدلة الإكلينيكية من جامعة حائل، بكالوريوس في إدارة اللوجستيات وسلاسل الإمداد من الجامعة السعودية الإلكترونية. أكمل 260 ساعة دراسية، بين دوام صباحي يمتد لثماني ساعات في الصيدلة، وآخر مسائي لست ساعات في اللوجستيات، متوازناً بين المعمل والمنهج، والالتزام والإصرار. لكن الطموح لدى مشعل لم يقف عند حدود القاعات الدراسية، فشارك ضمن فريق بحثي متميز في مؤتمر دوفات الدولي للصيدلة والتكنولوجيا في دبي، محققاً مركزاً متقدماً، كما نال جائزة الشيخ عبدالله الحبيّب للتفوق العلمي في نسختها الخامسة، والتي أُقيمت برعاية صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم. ورغم ازدحام الجدول الأكاديمي، قدّم مشعل أكثر من 140 ساعة تطوعية، يقول عنها: سعيت من خلالها لزيادة وعي المجتمع في مجالات صحية ومجتمعية متنوعة، وحرصت رغم انشغالي أن أكون مساهماً فعلياً في تحقيق أحد مستهدفات رؤية المملكة 2030، بالوصول إلى مليون متطوع. أخبار ذات صلة وحين يتحدث عن دافعه الأعمق، يشير بكل فخر إلى سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله، قائلاً: «تعلمت أن الطموح لا ينتظر التفرغ، وأن خدمة الوطن تبدأ حين نؤمن أن كل ساعة تُبنى بإخلاص، هي لبنة في مستقبل هذا الوطن». مشعل العرينان قصة تخرج في سيرة وطنية مصغّرة لشاب جمع بين الانضباط الأكاديمي، والمسؤولية المجتمعية، والوعي برسالة الجيل في بناء وطن طموح، وإنسان فاعل.