التحقيق مع إعلاميين مصريين أساؤوا لأحمد فؤاد نجم وياسمين رئيس
قرر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر ، الخميس، التحقيق مع وسائل إعلام وإعلاميين أساؤوا للشاعر الراحل أحمد فؤاد نجم والفنانة ياسمين رئيس.
وقال المجلس إنه تلقى شكويين من كل من الصحافية نوارة الانتصار أحمد فؤاد نجم، الشهيرة بـ"نوارة نجم"، والفنانة ياسمين هاشم محمد رئيس المعروفة بـ"ياسمين رئيس" ضد بعض القنوات التلفزيونية والمواقع الإلكترونية.
ثقافة وفن أزمات بين فنانين مصريين انتهت بالصلح أو القضاء
كما أضاف في بيان رسمي أن نوارة نجم تقدمت بشكوى ضد إعلاميين مصريين "بتهمة معاودة التطاول" على والدها، الشاعر الراحل أحمد فؤاد نجم، ومحاميها.
حكم قضائي بحبس صحافي
وكانت نجم قد حصلت قبل أيام على حكم قضائي بحبس الصحافي محمد الباز شهراً "في القضية 891 لسنة 2025 جنح مالية" بتهمة سب وقذف والدها الراحل والخوض في سمعته وذمته المالية ووصفه بألفاظ بذيئة.
من جهتها تضررت ياسمين رئيس "من بث أخبار وتصريحات عنها بهدف الإساءة إليها وتجاهل حقها في الرد". وشملت التصريحات المنسوبة للفنانة تفاصيل حول علاقتها السابقة بطليقها وأسباب انفصالهما.
تأتي تلك التطورات ذلك بعد ساعات قليلة من قرار للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام استدعاء الممثلين القانونيين للمواقع الإلكترونية والوسائل الإعلامية التي تقدمت الإعلامية مها الصغير، طليقة الفنان أحمد السقا، بشكوى ضدها.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربية
منذ 3 ساعات
- العربية
اليمن تطالب واشنطن بإعادة النظر في قرار تقييد دخول مواطنيها
أعربت الحكومة اليمنية، عن بالغ قلقها وأسفها إزاء القرار الذي اتخذته الإدارة الأميركية مؤخراً، والقاضي بتقييد دخول مواطني اليمن إلى الولايات المتحدة ، ضمن مجموعة من الدول المشمولة بالقرار، مطالبة واشنطن بإعادة النظر. وقالت في بيان "تؤكد الحكومة اليمنية احترامها الكامل لحق الدول السيادي في اتخاذ ما تراه مناسباً من إجراءات لحماية أمنها القومي، فإنها ترى في هذا القرار، بصيغته الحالية، أثراً سلبياً بالغاً على آلاف اليمنيين، من بينهم طلاب وباحثون وأرباب أسر، كانوا ولا يزالون ملتزمين بالقوانين الأميركية". وأشادت بـ"الشراكة الإستراتيجية بين البلدين في ملفات متعددة، خاصة في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها اليمن نتيجة انقلاب ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني، وما ترتب عليه من معاناة إنسانية وأمنية واقتصادية جسيمة". وطالبت الحكومة اليمنية "الإدارة الأميركية بإعادة النظر في هذا القرار، واستثناء المواطنين اليمنيين منه، تقديراً للظروف الإنسانية الصعبة التي يعيشها الشعب اليمني..". وأكدت "حرصها على مواصلة التنسيق والتعاون مع الجهات الأميركية المختصة، لتعزيز إجراءات التحقق والمراجعة، وضمان استيفاء أعلى معايير الأمان المطلوبة، في إطار التنسيق الأمني بين البلدين..". أمر تنفيذي ويوم الأربعاء، أصدر الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمراً تنفيذياً يقضي بفرض حظر كامل على دخول مواطني 12 دولة إلى الولايات المتحدة، من بينها أربع دول عربية هي اليمن، ليبيا، الصومال، والسودان، في خطوة قال البيت الأبيض إنها تهدف إلى "حماية الأمن القومي" ومنع "دخول أشخاص يشكلون تهديداً محتملاً". وحسب ما ذكره البيت الأبيض فإن القرار جاء استجابة لمخاوف أمنية متزايدة، مشيراً إلى أن عدداً من الدول المشمولة بالقرار تفتقر إلى أنظمة تحقق موثوقة ولا تتعاون بشكل كافٍ مع الجهات الأمنية الأميركية. ومن المتوقع أن يدخل القرار الجديد حيّز التنفيذ يوم الاثنين القادم، الموافق 9 يونيو 2025، وسط مخاوف من أن يؤدي إلى تشتت جديد لليمنيين وأسرهم، خاصة أولئك الذين لا تزال معاملاتهم قيد النظر. وسبق أن اتخذ ترامب قراراً مشابهاً خلال فترته الأولى (2017 - 2021)، حيث حظر دخول مواطني عدد من الدول، من بينها اليمن، ما تسبب في تشتيت مئات الأسر، ومنع لمّ الشمل، وحرمان آخرين من دخول الولايات المتحدة.


الشرق السعودية
منذ 3 ساعات
- الشرق السعودية
"الحياة بعد سهام".. ماذا لو كانت حياتنا فيلماً؟
يتمكن المخرج المصري نمير عبد المسيح في فيلمه الوثائقي "الحياة بعد سهام"، الذي عرض ضمن برنامج ACDIE خلال فعاليات الدورة 78 لمهرجان كان السينمائي، بحساسية براقة وعفوية تجمع ما بين الطفولي والفطري، ومحبة جارفة للسينما تكاد توازي محبته لـ"سهام" أمه الراحلة، من الإمساك بمحاولة جادة ومؤثرة للإجابة على سؤال طالما أرقه وأرق الكثيرون من محبي الفن الجامع لكل ما سبقه من فنون؛ لو أن الحياة كانت فيلماً، هل توجد فرصة إذن لإعادة التصوير؟. التجربة التي استغرق إعدادها ما يقرب من 10 سنوات- يفصح فيها نمير عن جانب من أزمته الوجودية ليس فقط تجاه السينما! بل تجاه الحياة نفسها، هذا الأزمة التي ظن أنها بدأت عقب رحيل أمه في فرنسا عام 2015، ولكن رحلة صناعة الفيلم في محاولة إعادة إحياء الأم، وضعت أمام عدسة الكاميرا التي تتأرجح ما بين الذاكرة والوعي، أو بين الماضي والواقع؛ حقيقة أن الأزمة سابقة على رحيلها- الذي لم يكن الرحيل الأول كما تبين له- وأنه لكي يستوعب أنها لم تعد موجودة بجسدها أن يعيد بعثها مرة أخرى عبر الحكايات والصور ومقاطع الأفلام، والتي أصبحت تشكل الحضور المجازي – بل والحقيقي- للمرأة الأسطورية في حياته؛ "سهام". علاج للذاكرة من الصعب أن يلخص أحدنا حكاية هذا الفيلم! فبعد رحيل "سهام" والدة نمير التي شاركته بطولة فيلمه السابق "العذراء والأقباط وأنا" عام 2011، لا يجد سوى السينما لكي تواسي مشاعر الفقدان الرهيبة التي عانى منها، وتحفظ للأم وجودها الأثيري كجزء من حياتهم التي استمرت عقب غيابها الساخر- في البداية حين يريد أن يعلن لنا معلومة وفاتها نراها وهي جالسة في طائرة تحلق عالياً، تقرأ الجرائد كأنها تطلع على أخباره وأخبار العالم من تحتها ،كما كانت تداعبه قائله عندما ذهبت يوم أن تم تشخصيها بالمرض الذي أودى بحياتها. يفتتح نمير الفيلم بحضور ساحر لسهام/الأم والصديقة وصاحبة الفضل الإبداعي الكبير على مسيرته الفيلمية، ثم نراها في كادر واسع وهي تمضي مولية إياهم وإيانا ظهرها، ثم نرى جنازتها وجسدها الهش يرقد في التابوت الأنيق، وبينما تحدث الكاميرا في وجه نمير- الذي استدعى أحد أصدقائه لتصوير الجنازة- ويبدو أنه أدرك ساعتها أن رقدتها في التابوت ليست هي الصورة التي يريد أن يتذكرها بها، أو يستدعيها بها أحفادها الصغار، وأن هناك من الحكايات والمواد المصورة ما يجعلها أكثر نصاعة في الذاكرة، وأكثر حضورها حتى من وقت أن كانت بينهم بجسدها الذي رحل ومرض، دون روحها القوية التي التقطتها الكاميرا، فبقيت. "هل عندك علاج للذاكرة؟".. يقول "وجيه" والد نمير وهو يتجاوز الثمانين من عمره، الذي لم يظن أن يطول به كل هذا الأمد، كان يتصور أنه سيرحل قبل زوجته الحبيبة. فيرد نمير : الحاجة الوحيدة اللي عندي هي الكاميرا، حوار ذي كده- يقصد جلسته مع أبوه- لو نسيناه! بعد 20 سنة هيبقى قاعد متسجل، ده قصدي يعني! يكشف هذا الحوار، ضمن مجموعة حوارات ،و محاورات متكررة عبر الفيلم تجمع الأب والابن سوياً في حديث عن الأم الغائبة، أن نمير يضع الكاميرا كواحدة من الإجابات الجازمة، التي تخص سؤال الحياة والسينما! الكاميرا، التي ترصد وتلتقط وتسجل كل التفاصيل والإيماءات والأحاديث الجانبية والأزمنة الضعيفة، هي أكثر من مجرد ذاكرة، بل هي علاج للذاكرة، الكاميرا بطبيعتها التقنية والمجازية ضد النسيان، بل وضد التغاضي أو التحلل، بل وتتجاوز الكاميرا لدى نمير المُنَتج المباشر لها، أي الفيلم أو الصورة، لما هو أبعد وأعمق من هذا، فعندما يبدأ في الجلوس مطولاً مع أبيه من أجل أن ينعش ذاكرته البشرية المهمشة- تحت وطأة العمر أو الأسرار- لا يحتار في العثور على مادة مصورة لما يرويه الأب عن حياته حين بدأت قصته مع سهام، بل يستدعي قناع سينمائي شديد القوة والمتانة المجازية، مشاهد من أفلام يوسف شاهين التي تدور في نفس الحقبة التي التقى فيها الأب بالأم قبل أن يصير أباً وقبل أن تصير أماً، وذلك بناء على اختيار الأب نفسه لنجد نمير في حساسية مونتاجية تعيد إنتاج مادة أفلام "فجر يوم جديد" و"عودة الابن الضال" بسيناريو مأخوذ أو مركب على حياة "وجيه" و"سهام"، وكأنه يستعيض عن غياب الأرشيف العادي أو الطبيعي بأرشيف أكثر رهافة ودسامة بل وربما قرباً من الأحداث الحقيقية التي يرويها الأب، اعتقاله في الستينيات ثم إطلاق سراحة ولقاءه بالأم وهجرته إلى فرنسا ولحقاها به. بل أن نمير نفسه يعيد إنتاج ذاته وقت أن كان صغيراً متخذاً نفس القناع السينمائي، بإعادة تشكيل مشاهد الطفل الصغير من فيلم "فجر يوم جديد"، لتحكي جانباً من علاقته بأمه بعد أن أخرج حكاية تركها له من شرائط ذاكرة الأسرة الأب والعمة والخالات- صانعاً انعكاس درامي شعري ورائع بين هجرها له وهو صغير بسبب العودة إلى فرنسا مع الأب متخففين من حمله المادي والمعنوي – لم يكونا مؤهلين آنذاك لاستقبال وتنشأة طفل في المهجر- وبين رحيلها الجسدي بالموت بعد أن كانا على ما يبدو يعدان سوياً مشروع فيلمه الجديد. دراما الأجيال لا يتخذ نمير من فيلم "عودة الابن الضال" عباءة بصرية لحكاية أباه وأمه – "وجيه" هو "علي" و"سهام" هي "فاطمة"، وحكاياتهم المغزولة بخيط من السليولويد- بل يتجاوز الأستعارة المباشرة إلى مجاز أكثر عمقاً، ففيلم "عودة الابن الضال" يتحدث تحديداً عن ثلاثة أجيال، جيل الأب محمد المدبولي (محمود المليجي)، وجيل الابن علي (احمد محرز)، وجيل الحفيد إبراهيم (هشام سليم). وبالمثل، نجد "الحياة بعد سهام" يتحدث عن جيل الأب وجيه، والذي هاجر مطروداً من بلده لأسباب سياسية، وجيل الابن نمير، الذي نشأ في المهجر، وجيل الأحفاد أبناء نمير، الذي يكسب حضورهم الواقع الأسري بنبرة مستقبلية دافئة تمجد الاستمرار والتفتح، في مقابل جهامة الغياب وقتامة الافتقاد للأم/الجدة العزيزة، التي نراها في اللقطة المكررة لذهابها مولية الكاميرا ظهرها، بل يختصر نمير كامل العلاقة بين جيل الجد وجيل الحفيد في اللقطة التي يسقي فيها كل منهم الزهور على قبر الجدة، والزهور كالأطفال رمز لاستمرارية الحياة في لون جديد أكثر بهجة من رخام شاهد القبر الأسود. ولا يبتعد فيلم "فجر يوم جديد" عن نفس الصياغة المجازية الخصبة التي يكسو بها نمير فيلمه، لكنه يركز أكثر على تفاصيل العلاقة بين وجيه الذي يتجلى في شخصية طارق(سيف عبد الرحمن)، وسهام التي تقدم في صورة نائلة(سناء جميل)، ويكفي أن نشير إلى تلك الحكاية الخرافية التي يحكيها الأب عن زيارتهما لبرج القاهرة وتعطل المصعد الخاص به واضطرارهم للنزول على السلم إلى الأسفل واستغلال الأب لهذه الخلوة الإجبارية من أجل تقبيل الأم مرات لا تحصى، هذه الحكاية ترد بنفس الهيئة الرومانتيكة في الفيلم المنتج عام 65، عندما يذهب طارق ونايلة إلى البرج فيجدان المصعد معطل ويقرران أن يصعدا آلاف السلالم إلى أعلى على اقدامهم، متحدين قوانين الجاذبية والمجتمع – الذي يشدهم لأسفل بحكم التفاوت الطبقي والأجتماعي بل والعرقي بينهم- ليجد المتلقي نفسه أمام حيرة ممتعة حول أيهما استقى الحكاية من الآخر، هل استوحاها الفيلم الكلاسيكي من حدوتة عاطفية تشبه حكاية وجيه وسهام، أم أن ذاكرة الأب دمجت ما بين الفيلم وبين قصته مع سهام، فظن أن ما حدث على الشاشة هو الذي عاشه وليس أبطال يوسف شاهين؟ لا يفسر لنا نمير هذا الأمر، بل يترك سحره يسرى في تلقينا لجدلية العلاقة بين السينما والحياة، وبين المتخيل والمعاش، وبين وجيه وسهام الواقع وطارق ونايلة القناعين اللذان يحملان خلفهم أكثر من الواقع نفسه؛ الوجود. قبر وشاشة ربما يبدو "الحياة بعد سهام" مختلفاً بصورة واضحة عن تجربة نمير السابقة "العذراء والأقباط وأنا"، ولكن ثمة عناصر أسلوبية أو شعورية لا يترك نمير نفسه كي ينفلت منها، بل يعيد إنتاجها كأنما عن وعي أو قصدية، فكما كانت شخصية الأم/العذراء هي محور أساسي من محاول فيلمه السابق فإن الأم/سهام هي أيضاً منطلق فيلمه الجديد وركيزته النفسية والفكرية، وفي مقابل العلاقة الغائرة في وجدان العالم بين الأم وابنها – إيزيس وحورس ومريم والمسيح- لدينا نفس الرابط الأثيري في إسقاطه على العلاقة بين نمير وسهام، ولكن بشكل معكوس فالمسيح رحل قبل أمه التي شهدت على أحداث نهايته، ولكن في تجربة نمير الأم هي التي رحلت قبل وليدها الصغير. وكما كانت قرية الأم هي مسرح الأحداث الرئيسي في الفيلم السابق، يعود نمير إليها في هذه الفيلم، ليقتفي اثرها عبر الحكايات الشفوية وما تبقى من صور ومجازات، تحاول بناء دائرة من استمرارية الذكرى تتصل فيها جذور الأم في الصعيد بفروعها في فرنسا بشكل لا نهائي، يحاول من خلاله أن يضمن بقاء سيرتها حاضرة ما بين مسقط رأسها ومحط جسدها الأخير. ولكن يزيد على التجربة الجديدة حضور ثنائية الأب والابن – كما نراهما على بوستر الفيلم- وهي الثنائية المقدسة التي لا تنفك تتجلى في عشرات القصص التراثية والدينية والاجتماعية، حيث يدرك نمير أن قدرته على الحفاظ على ثنائية الأم والابن تحتاج إلى ما يدعمها في التجربة الجديدة، وأن أباه الذي لم يكن حاضراً في التجربة السابقة، يتقدم هذه المرة ليصبح دليلاً أو – منتور بلغة الدراما الإغريقية- ليأخذ بيد نمير عبر رحلته إلى حياة سهام قبل نمير. وكما يحدثنا وديع سعادة عن محاولة استعادة شخص ذائب، يبذل نمير جهداً تحفيزياً كبيراً أمام الكاميرا وخلفها، من أجل أن يفتح له أباه شاشات ذاكرته، كي يرى تجليات الأم المنعكسة عليها في حياتها المبكرة، متجاوزاً الحالة الفردية أو الموقف الشخصي إلى موقف وجودي وفلسفي أكثر عمومية وتماس مع الوجدان الجمعي للمشاهدين. فحين يطلب نمير من الأب أو يوجه كلمه إلى أمه الغائبة، يقوم بتقسيم الشاشة إلى نصفين في واحد منهم نرى وجيه وهو يتحدث إليها في غيابها، وفي الآخر نرى أمه في لقطة أرشيفية من تصويره، بينما يقوم بمونتاج الفيلم وكأنه يحاول إيصال صوت وجيه الأب إلى سهام الأم في عالمها البعيد القريب. أو كأن الشاشة تجمع بينهم بدلاً من القبر الذي يفرقهما. ولما كانت الشاشة تنبص بكل ما هو هو ومتحرك وحيوي ومستعاد وباق، يتجلى لنا هنا مجازها العميق، فالشاشة هي الحياة، والفيلم يحكي عن "الحياة بعد سهام"، أو على حد قول نمير الحياة بعد سهام وبعد وجيه وبعد نمير وبعدنا كلنا. ربما ندرك أن الحياة ليست فيلماً يمكن إعادة تصوير أجزاء منه مرة أخرى، لكنها تحتوي بالفعل عما يجعلها تنبض بشكل مستمر، نبضاً لا يكل من الحركة ولا يخفت مع غياب أو موت، وأن السينما – أو لنقل الفنون- هي واحدة من أكثر العناصر التي يمكن أن تجعل دائرة الحياة تتحرك في لانهائية عظيمة، لأنها أكثر من مجرد ذاكرة، بل هي وجه آخر من وجوه الحياة الرائعة، وهي التي على حد ما نسمع من نمير في تعليقه الأخير تجعلنا نشعر بأننا (كنا هنا.. وكان هذا جميلاً). * ناقد فني


العربية
منذ 4 ساعات
- العربية
التنظيمات المسلَّحة: هل من مخرج؟
أَبلغَ وزيرُ الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، المسؤولين اللبنانيين أنه قادمٌ إليهم في زيارةٍ، مجهولة المقاصد والأهداف. قابل عراقجي الرؤساءَ الثلاثة بالطبع، لكنّ الأهمّ في زيارات المسؤولين الإيرانيين للبنان منذ 30 عاماً وأكثر أنها تكون في الحقيقة إلى «حزب الله» ومسؤوليه، وليست للدولة اللبنانية. وإلى «الحزب»، وقبل المسؤولين اللبنانيين أيضاً، كانت تأتي الزيارة لسوريا الأسدية، كما كان المقصود في زيارة لبنان مقابلة حسن نصر الله فحسب. حدثت متغيراتٌ كثيرةٌ إذن، ومع ذلك لا يزال «الحزب» المسلح موجوداً، وكذلك بقي ولاؤه لإيران. وهو يجادل المسؤولين اللبنانيين في الأسابيع الأخيرة بأنه لن ينزع سلاحه وفق القرار الدولي رقم «1701» إلا إذا وفّى الإسرائيليون من جانبهم بشروط القرار أيضاً، وهم لم يفعلوا حتى الآن. أما الإيرانيون في تصريحاتهم فإنهم غير مهتمين بالقرار الدولي، بل هم مهتمون ببقاء المقاومة لإسرائيل. ويجادلهم خصومُ «الحزبِ» ومقاومتِه بأنّ ذلك لم يَعدْ مفيداً، فقد انكسر «الحزب» كسرةً لا تنجبر. ثم إن إسرائيل وأميركا معاً تهددان لبنان بالحرب يومياً؛ ليس فقط إن تحرك «الحزب» ضدهم، بل وإن بقي سلاحه معه وهو في أقاصي الهرمل. لماذا يأتي عراقجي؟ المحادثات النووية مع أميركا لا تجري جيداً، والتوتر يزداد، وإسرائيل وإيران تتبادلان التهديدات من دون انقطاع: فهل يحتاج الإيرانيون إلى سلاح «الحزب» من جديد إذا تبادلوا الضربات مع إسرائيل؟ وألا يخشى «العقل الشيعي الأعلى» حرباً مدمِّرةً على لبنان وإيران؟ «حزب الله» تنظيم مسلح كان يخدم منذ قيامه إيرانَ وسوريا. لكنه أيضاً صار يدّعي حفظ مصالح الشيعة ضمن النظام اللبناني. وقد حصلوا بالفعل على ميزات في سائر المؤسسات ومن خارج المؤسسات وفوقها. ولذلك؛ إلى جانب الارتباط بإيران، هناك الابتزازُ بالسلاح داخل الدولة. التنظيم المسلَّح داخل الدولة سوءٌ كلُّه، سواء في الحرب والسلم. ومنذ زمان يعرض النظام اللبناني على «الحزب» خطة يسميها: «الاستراتيجية الدفاعية لضم السلاح والعناصر الرئيسية إلى الجيش»، وكان «الحزب» يرفض أو يراوغ. والمسألة الآن ليست فقط ضغطَ النظام اللبناني على «الحزب»، بل وضغط أميركا وإسرائيل التي لا تزال تُغِير وتقتل كل يوم في جنوب لبنان وخارجه. في سوريا مشكلةُ ميليشياتٍ كبرى أيضاً إلى جانب الجيوش الأجنبية. وكانت التنظيمات بالعشرات، لكنها انحصرت الآن في: مَن مع النظام الجديد، ومَن ضده، ومَن هو تابع للجيوش التي على الأرض. ولدى النظام خطة وافق عليها الأميركيون تقول بدمج الميليشيات الموالية في الجيش الوطني الجديد، حتى لو كانوا أجانب أو متطرفين. لكن يبقى مسلحو الأكراد، وهم سوريون أو قادمون من تركيا وعددهم كبير. ثم هناك المسلحون التابعون للجيش الأميركي، والآخرون التابعون للجيش التركي. وقد لا يستطيع هؤلاء - بخلاف شراذم «داعش» - الصمود في وجه الضغوط، لكنّ الأمر يبقى صعباً، فقد تَعوّد هؤلاء على حمل السلاح وعلى التكسُّب به. لكن إذا أجمع العرب والأتراك والأميركيون على دعم النظام الجديد، فقد تنجح المحاولات لإنشاء جيش واحد، لكنّ ذلك يستغرق سنوات. فها هو العراق، الذي يحاول منذ أكثر من 5 سنوات استيعاب الميليشيات الشيعية الموالية لإيران ضمن الجيش، وقد أعطاهم مرتبات، وزعماؤهم منضوون في النظام، ما أمكَنَ له تحقيق الاندماج، وهؤلاء لا يتقاضون مرتبات فقط؛ بل ويسيطرون على نواحٍ ومرافق بالبلاد للكسب أيضاً. فكيف تريد الدولة العراقية الخلاص؟ ولنذهب إلى ليبيا التي تنتشر في غربها ووسطها عشرات الميليشيات التي زعمت أنها إنما قامت لتحقيق أهداف الثورة. ووَضْعُها مثل وضْعِ ميليشيات العراق، فهي تتقاضى رواتب، وإلى ذلك لها علاقات بجهات أجنبية أمنية وسياسية عدة. ولا يمضي شهر إلا وتتصارع بينها على الموارد والمساحات وأيها الأقرب إلى الآبار النفطية. من يجرد هذه الميليشيات من سلاحها؟ في غرب ليبيا لا يجرؤ أحدٌ على ذكر ذلك، وإنما يتحدث عن ذلك الدوليون وأعداؤهم في شرق ليبيا. هل إلى خروجٍ من سبيل؟ الحظوظ ليست كبيرة إلا بالتوافق، وهو لن يحدث بسبب صراع الغرب مع الشرق على السلطة والموارد. وهناك رهانَا اليمن والسودان على حاضر العرب ومستقبلهم. في اليمن الدولة الشرعية، ودولة ميليشيا الحوثي المسيطرة على العاصمة والسواحل بالشمال. وفي السودان حرب طاحنة بين الجيش وميليشيا «الدعم السريع» المسيطرة على إقليم دارفور والجوار. التنظيمات المسلحة التي لديها ادعاءاتٌ أو من دونها، تُظهرُ قدرةً على الاستمرار وعلى النزوع إلى القتال ضد السلطات؛ من أجل البقاء والاستيلاء، ولا دولة مع ميليشيا أياً تكن الأسباب. ما أصعب المخارج، وما أصعب استعادة الدولة إذا اضطرب المجتمع.