logo
صحف عالمية: رفض احتلال غزة يتزايد في إسرائيل ونزع سلاح حزب الله يهدد استقرار لبنان

صحف عالمية: رفض احتلال غزة يتزايد في إسرائيل ونزع سلاح حزب الله يهدد استقرار لبنان

الجزيرةمنذ 12 ساعات
قالت صحف عالمية إن إسرائيل وصلت إلى منعطف حرج بعد قبول الجانب الفلسطيني وقف إطلاق النار المطروح حاليا، في حين أكدت أخرى أن فرض نزع سلاح حزب الله يمثل تهديدا لاستقرار لبنان.
فقد نشر الكاتب بن درور يميني مقالا في صحيفة "يديعوت أحرونوت" مقالا قال فيه إن أمام إسرائيل فرصة لوقف الانهيار وإتمام صفقة لتبادل الأسرى، مشيرا إلى أن قبول حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وقف إطلاق النار "وضع تل أبيب عند منعطف حرج".
ورأي الكاتب أن رفض إسرائيل للمقترح الحالي سيخدم مصلحة حماس الدبلوماسية بعد أن وصلت مكانة تل أبيب العالمية إلى أسوأ لحظة في تاريخها، وأصبحت تواجه خطر التدهور بشكل أكبر.
كما كتبت صحيفة "جيروزاليم بوست" في افتتاحيتها أن إسرائيل "لا يمكنها أخلاقيا إهدار فرصة تحرير بعض الرهائن (الأسرى) المتبقين على الأقل"، وأن على قيادتها "استغلال الفرص والتكيف مع الأوضاع المتغيرة بسرعة".
وحثت الصحيفة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية – على "إظهار مسؤولية حقيقية واغتنام الفرصة لاستعادة 10 أرواح حية على شفا الموت".
تزايد رفض الحرب في إسرائيل
أما "وول ستريت جورنال"، فقالت إن توسيع رقعة الحرب في غزة "يواجه غضبا متزايدا داخل إسرائيل"، مشيرة إلى أن استطلاعات الرأي أظهرت أن نحو 80% من الإسرائيليين يريدون وقف القتال.
ووفقا للصحيفة، فإن بعض الأسرى الأحياء يعتقد أنهم متواجدون في مدينة غزة ، وهو ما يشعر ذويهم بالخوف من أن يعرض أي غزو محتمل حياتهم للخطر.
وفي السياق نفسه، قالت صحيفة "التايمز" إن بعض جنود الاحتياط الإسرائيليين "أبدوا معارضتهم توسيع العمليات في غزة، وقالوا إن إرسال جنود للموت من أجل وهم سياسي لا تؤمن به حتى القيادة العسكرية هو خيانة للجمهور وللجنود الذين ضحوا كثيرا".
وحسب الصحيفة، فقد شكك هؤلاء الجنود في جدوى الاستيلاء على مدينة غزة وفرض حكم عسكري غير محدد المدة فيها.
وفي موقع "ذا هيل"، كتب أبراهام شاما، مقالا قال فيه إن الفلسطينيين "يستحقون دولة ذات سيادة في قطاع غزة والضفة الغربية"، وإنهم يمتلكون الآن الزخم السياسي والأخلاقي اللازم لتحقيق هذا الهدف.
واعتبر شاما، أن فشل نتنياهو أدى إلى اعتقاد جزء كبير من المجتمع الدولي بأن الحرب في غزة "لم تعد انتقاما من حماس"، وأنها "صارت حربا للقضاء على شعب بأكمله".
ومن هذا المنطلق، يرى الكاتب أن المجتمع الدولي "سيصوت لصالح منح الاستقلال لفلسطين ، ولقد حان الوقت للولايات المتحدة للانضمام إلى هذا المسار".
مخاطرة نزع سلاح حزب الله
وفي الشأن اللبناني، قال الكاتب ألكسندر لانغلوا، إن نزع سلاح حزب الله"سيكون مهمة أسهل بكثير إذا انسحبت إسرائيل من الأراضي اللبنانية".
وأضاف في مقال بمجلة "ناشيونال إنترست"، أن فرض نزع السلاح دون مراعاة الوضع السياسي الداخلي للبنان"يعد مخاطرة ستؤدي إلى زعزعة استقراره".
وختم بالتأكيد على ضرورة تركيز النقاش على التكامل والوحدة الوطنية، وأن على واشنطن تبني هذا النهج "إذا كانت جادة في دعم قادة المنطقة لبناء مستقبل ناجح".
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الحرب على غزة مباشر.. 43 شهيدا بنيران الاحتلال و21 دولة أوروبية تدين خطط الاستيطان
الحرب على غزة مباشر.. 43 شهيدا بنيران الاحتلال و21 دولة أوروبية تدين خطط الاستيطان

الجزيرة

timeمنذ 27 دقائق

  • الجزيرة

الحرب على غزة مباشر.. 43 شهيدا بنيران الاحتلال و21 دولة أوروبية تدين خطط الاستيطان

في اليوم 686 من حرب الإبادة على قطاع غزة استشهد 43 فلسطينيا بنيران الاحتلال الإسرائيلي في مناطق متفرقة من القطاع منذ ساعات فجر أمس، فيما ردت كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) باستهداف تجمعات جنود الاحتلال وآلياته بصواريخ رجوم على محور صلاح الدين وغرب رفح.

"إنهاء الحرب أم استمرارها".. ماذا تعني تصريحات نتنياهو الغامضة؟
"إنهاء الحرب أم استمرارها".. ماذا تعني تصريحات نتنياهو الغامضة؟

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

"إنهاء الحرب أم استمرارها".. ماذا تعني تصريحات نتنياهو الغامضة؟

أثارت تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن البدء بمفاوضات فورية لإطلاق سراح الأسرى وإنهاء الحرب على قطاع غزة وفق "الشروط المقبولة لتل أبيب" موجة من التساؤلات بشأن السيناريو المتوقع خلال الفترة المقبلة. ولم يوضح نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية – موقفه من المقترح الذي وافقت عليه حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مكتفيا بتأكيد أن إسرائيل"في مرحلة الحسم"، تزامنا مع زيارته قيادة فرقة غزة للموافقة على خطط احتلال مدينة غزة. وتعني هذه التصريحات أن نتنياهو لا يريد الذهاب إلى إبرام صفقة حاليا، بل الاستمرار في الحرب واحتلال القطاع والتفاوض على شروط وقف إطلاق النار، حسب حديث الخبير في الشؤون الإسرائيلية مهند مصطفى لبرنامج "مسار الأحداث". كما تؤكد أن نتنياهو تخلى عن فكرة "الصفقات الجزئية" ويفضل حاليا الخيار العسكري وتدمير مدينة غزة، مثلما جرى في مناطق مختلفة شمالي القطاع وجنوبيه. ويعني إصرار الحكومة الإسرائيلية على دخول مدينة غزة وتهجير قرابة مليون من سكانها "انتهاء المسار السياسي والتفاوضي"، إذ لا يمكن الجمع بينهما، في وقت يؤكد فيه خبراء إسرائيليون -حسب مصطفى- أن العملية الجديدة لن تُخضع حماس ولن تدفعها للاستسلام. وبعد ساعات من تلك التصريحات، نقلت القناة الـ12 الإسرائيلية عن مقربين من نتنياهو قولهم إن "المفاوضات تتعلق بصفقة شاملة وفق شروط المجلس الوزاري وليس الصيغة الحالية". "غطاء أميركي" ويتفق الكاتب والباحث في الشؤون الدولية حسام شاكر مع ما ذهب إليه الخبير في الشؤون الإسرائيلية، مؤكدا وجود حملة ضارية تريد التخلص من الشعب الفلسطيني في القطاع ومسح مدينة غزة من الوجود. وتستند إسرائيل في ذلك إلى الدعم الأميركي، إذ وفر الرئيس دونالد ترامب غطاء علنيا للحملة العسكرية الإسرائيلية -وفق شاكر- مشيرا إلى أن قيادة البيت الأبيض الحالية لا تمانع في الفتك بالشعب الفلسطيني. لكن الدعم الأميركي لنتنياهو يتعلق بتحقيق شرطين أساسيين، كما يقول المحلل الإستراتيجي في الحزب الجمهوري الأميركي أدولفو فرانكو، وهما التخلص من حركة حماس كقوة عسكرية وسياسية، وإطلاق سراح كافة الأسرى المحتجزين. ومع ذلك، فإن شاكر يؤكد صعوبة الموقف الإنساني بغزة، ولذلك -برأيه- قدم المفاوض الفلسطيني مرونة كبيرة لإنهاء الحرب، في حين لا يملك المقاتل سوى الاستمرار في المواجهة والتصدي، مؤكدا أن الأمر لن يستقر لإسرائيل حتى لو احتلت كامل القطاع. وعلى أرضية الميدان، تؤكد كافة الشواهد بدء العملية العسكرية الإسرائيلية لاحتلال مدينة غزة، في ظل استهداف أطرافها الشمالية والجنوبية (جباليا و حي الزيتون)، كما يقول الخبير العسكري اللواء فايز الدويري. ورجح الخبير العسكري بدء القوات الإسرائيلية في دخول بطيء ومتدرج تحت أحزمة نارية مكثفة لإجبار الغزيين على النزوح جنوبا. وفي تلك الحالة، سيعمق جيش الاحتلال توغله إلى "المناطق الحاسمة التي لم يسبق أن دخلها في المرات السابقة"، لكن الدويري رجح أن العملية العسكرية الجديدة "لن تنجح في لي ذراع حماس"، مستدلا بهجوم القسام الأخير في خان يونس جنوبا. وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد ذكرت أن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس ورئيس الأركان إيال زامير صدّقا على خطط احتلال مدينة غزة بناء على القرار الأخير للمجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت).

الإبادة في غزة وتقويض الديمقراطية في عالم رأسمالي
الإبادة في غزة وتقويض الديمقراطية في عالم رأسمالي

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

الإبادة في غزة وتقويض الديمقراطية في عالم رأسمالي

من المفارقات أن يستمر تدفق الأسلحة إلى إسرائيل رغم الضغط الشعبي والالتزامات القانونية للدول. يجري هذا نتيجة لإستراتيجية متعمدة للتضليل الحكومي، والنزعات المناهضة للديمقراطية المتأصلة في النظام الرأسمالي الذي يُعطي الأولوية لتراكم الربح الخاص على السلطة العامة، وقمع المعارضة لإسرائيل بزعم معاداة السامية، والتأثير المتغلغل لصناعة أسلحة قوية تُشكل السياسات لتحقيق مكاسبها الخاصة. هذه العوامل مجتمعة تقوض الشفافية والمساءلة والاستجابة اللازمة لسلطة عامة فعالة خاضعة لرقابة شعبية، كما تؤدي إلى تهميش الأصوات المعارضة. ولكن كيف تعمل هذه الآليات؟ والجواب أنه يبدأ أولا من خلال الخداع الحكومي، والانتهاكات القانونية فيما يتعلق بصادرات الأسلحة. انخرطت الحكومة الكندية- على سبيل المثال- في خداع منهجي وحيلة اتصالية لتضليل الرأي العام بشأن الدعم العسكري المستمر لإسرائيل. وعلى الرغم من الادعاءات المتكررة لوزيرة الخارجية السابقة جولي ورئيس الوزراء السابق ترودو، ورئيس الوزراء الحالي مارك كارني بأن كندا قيدت أو أوقفت صادرات الأسلحة، فقد تم الكشف عن تدفق مستمر للسلع العسكرية إلى إسرائيل. قلَل المسؤولون الكنديون من خطورة البضائع المصدرة، وابتكروا لبعض المعدات العسكرية تصنيفا "غير قاتل"- على الرغم من أنه لا أساس قانونيا له- لتضليل الرأي العام. ويهدف هذا التعتيم إلى جعل كندا تخرق قوانينها بتسليح إسرائيل، حتى مع شحن مواد قاتلة بلا شك، مثل 175 ألف رصاصة عسكرية. أفادت التقارير بأن الحكومة الكندية قامت بتسريع الموافقات على التصاريح لعدد قياسي من صادرات الأسلحة إلى إسرائيل قبل الالتزام علنا بالتوقف، ثم قامت بهدوء بتقويض هذا الالتزام من خلال الاستثناءات والثغرات. فعلى سبيل المثال، استمرت شحنات الخراطيش من شركة "جنرال ديناميكس" في كيبيك حتى بعد أن تعهد وزير الخارجية علنا بمنع مثل هذه الصادرات. هذا النمط من التضليل الإعلامي يعني أن الحكومة فشلت في توفير الشفافية والمساءلة، وهما أمران أساسيان للرقابة الشعبية. ولا توجد عملية واضحة للتحقق من كيفية وأماكن استخدام الجيش الإسرائيلي الذخائر كندية الصنع. هناك جهود حثيثة لإسكات الانتقادات الموجهة لإسرائيل، غالبا من خلال مساواتها بمعاداة السامية. وهذه "المكارثية"- كما هو الحال في فرنسا، وألمانيا، والولايات المتحدة- تدفع إلى الخوف والرقابة الذاتية بين المثقفين والسياسيين، مما يؤدي إلى تقويض حرية التعبير التي تعد حجر الزاوية في الديمقراطية. تنتهك كندا، من خلال الاستمرار في إرسال الأسلحة، قانونها المحلي (قانون تصاريح التصدير والاستيراد، EIPA) والتزاماتها بموجب القانون الدولي (معاهدة تجارة الأسلحة، ATT)، التي تحظر عمليات النقل إذا كان هناك خطر كبير من استخدامها في انتهاكات خطيرة للقانون الإنساني الدولي. وقد ألزمت محكمة العدل الدولية الحكومات بمنع الجريمة بعد أن وجدت أدلة معقولة تتعلق بالإبادة الجماعية في غزة، وحث خبراء الأمم المتحدة مرارا وتكرارا على فرض حظر كامل على توريد الأسلحة إلى إسرائيل. إن التكامل العميق بين مصنعي الأسلحة في أميركا الشمالية والمجمع الصناعي العسكري الإسرائيلي يعني أن التقنيات المصنوعة في كندا والولايات المتحدة مدمجة في منصات الأسلحة المستخدمة في الغارات الجوية الإسرائيلية التي تسببت في مجازر مستمرة في غزة. ويتضمن ذلك المكونات الهيكلية والاختبارية والملاحية الرئيسية لطائرات "إف-35" المقاتلة، التي توصف بأنها "أداة ذبح" تُستخدم ضد السكان المدنيين. يشكل موقف الحكومة الكندية وغيرها من الحكومات الغربية رفضا صارخا لاحترام القانون الدولي وتطبيقه، مما يقوِض سلطة الأطر القانونية الدولية والنظام القانوني الداخلي ذاته. الرأسمالية آكلة لحوم البشر تُعرِف نانسي فريزر- الفيلسوفة النسوية الشهيرة ذات الأصول اليهودية- "الرأسمالية آكلة لحوم البشر" بأنها نظام مجتمعي يسمح لاقتصاد قائم على الربح بالافتراس واستهلاك دعائمه غير الاقتصادية الأساسية، مثل الأسر والمجتمعات والنظم البيئية، وقدرات الدولة والسلطات العامة. يميل هذا النظام بطبيعته إلى التهام الأسس الاجتماعية والسياسية والبيئية لوجوده، ويؤدي إلى الأزمات من خلال القيام بذلك. يتم تقويض الديمقراطية وتآكل السلطة العامة من خلال التفاعل المعقد بين التناقضات الأساسية المتأصلة في الرأسمالية، وخاصة في شكلها المالي، وبين الإجراءات المتعمدة للكيانات الخاصة والحكومات. تعتمد الرأسمالية بشكل أساسي على سلطات ومؤسسات عامة قوية لتؤدي وظائفها. ويشمل ذلك الأطر القانونية التي تصون حقوق الملكية الخاصة، وتنفذ العقود، وتحل النزاعات. كما تعمل السلطات العامة على قمع الاحتجاجات، والحفاظ على النظام، وإدارة المعارضة، ودعم الأنظمة النقدية، وإدارة الأزمات. وعلى المستوى الجيوسياسي، تعتمد الرأسمالية على القانون الدولي والترتيبات العابرة للحدود الوطنية التي توسطت فيها القوى المهيمنة عالميا لتسهيل حركة رأس المال والتجارة عبر الحدود. تتميز المجتمعات الرأسمالية بانقسام هيكلي بين المجالين: الاقتصادي والسياسي. تُخصخص السلطة الاقتصادية وتُنقل إلى حد كبير إلى رأس المال، في حين تقع مهمة إدارة الأنظمة غير الاقتصادية على عاتق السلطة العامة، التي تستخدم وسائل سياسية مثل القانون وعنف الدولة. إن هذا الفصل يحد بطبيعته من نطاق صنع القرار الديمقراطي، حيث يتم حصر جوانب واسعة من الحياة الاجتماعية في "السوق" (أي الشركات الكبرى)، مما يجعلها خارج نطاق السيطرة العامة. وعلى الرغم من اعتماد رأس المال على السلطة العامة، فإنه يميل بطبيعته إلى تقويضها واستغلالها، مدفوعا بتعطشه للربح. وتُغرى شرائح من الطبقة الرأسمالية دوريا بالتمرد على السلطة العامة، وتشويه سمعتها، والتخطيط لإضعافها. ويتجلى هذا في الجهود المبذولة للتهرب من الضرائب، وإضعاف اللوائح، وخصخصة السلع العامة مثل التعليم والصحة، ونقل الإنتاج خارج الدولة. وهذا يؤدي إلى تناقض سياسي يهدد فيه رأس المال بتدمير الظروف السياسية الضرورية لبقائه على المدى الطويل. يخلق النظام الرأسمالي المالي الحالي "حوكمة بلا حكومة"، حين حلت البنوك المركزية والمؤسسات المالية العالمية والشركات العملاقة، بشكل متزايد، محل الحكومات المنتخبة باعتبارها حكاما للاقتصاد العالمي. وهذه الكيانات، وليس الدول، هي التي تملي الآن العديد من القواعد التي تحكم العلاقات بين العمل ورأس المال، والمواطنين والدول، والمدينين والدائنين. في النهاية، تصبح هذه الكيانات غير خاضعة للمساءلة العامة، وتعمل نيابة عن المستثمرين والدائنين. في هذا السياق، تصبح الديون أداة أساسية يستخدمها رأس المال لاستغلال العمالة، وتأديب الدول، ونقل الثروة من المحيط إلى المركز، واستخراج القيمة من المجتمع والطبيعة. تضغط المؤسسات المالية العالمية على الدول لخفض الإنفاق الاجتماعي وفرض التقشف، مما يؤثر بشكل مباشر على الخدمات العامة والبنية التحتية. وتصبح الدول أقل استجابة لاحتياجات المواطنين، في حين تعمل المؤسسات المالية باستقلال سياسي، وتكون غير خاضعة للمساءلة أمام الجمهور. وتُنشئ هياكل الحوكمة العابرة للحدود الوطنية (مثل الاتحاد الأوروبي، ومنظمة التجارة العالمية، واتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية…) قواعد قابلة للتنفيذ قسرا، وتُضفي طابعا دستوريا على مفاهيم نيوليبرالية مثل التجارة الحرة والملكية الفكرية، مستبقة بذلك التشريعات الديمقراطية المتعلقة بالعمل والبيئة. يتمثل التأثير العام في تفريغ السلطة العامة على جميع المستويات. وتُضيق الأجندات السياسية بفعل المطالب الخارجية (الأسواق) والاستمالة الداخلية (استحواذ الشركات، والخصخصة)، وبذلك تسود العقلانية السياسية النيوليبرالية، وهي طريقة محددة في التفكير والحوكمة، حيث يتم إعادة تشكيل الدولة والمجتمع بأكمله وفقا لمنطق السوق والمنافسة الاقتصادية. أصبحت الأمور التي كانت في السابق ضمن نطاق السلطة الديمقراطية محظورة الآن، وتم تفويضها إلى الأسواق لصالح التمويل ورأس المال المؤسسي. وقد يقوم ممكِنوا رأس المال حتى بإلغاء الانتخابات أو منع الترشيحات التي تتحدى النظام النيوليبرالي السائد. تأثير صناعة الأسلحة على السياسة تعمل صناعة الأسلحة في الولايات المتحدة بشكل نشط على تحويل الربح إلى قوة سياسية، والقوة السياسية إلى ربح. ويؤثر هذا بشكل مباشر على الإنفاق العسكري والسياسة الخارجية، وغالبا بشكل مستقل عن الاحتياجات الفعلية للأمن القومي وأولويات المواطنين. تستخدم الصناعة مجموعة واسعة من الأدوات للتأثير على الكونغرس والسلطة التنفيذية، بما في ذلك ملايين الدولارات من التبرعات للحملات الانتخابية، وتوظيف عدد كبير من جماعات الضغط (950 في 2024)، وتمويل مراكز الفكر، ووضع موظفين حاليين أو سابقين في اللجان الحكومية التي تصنع السياسات. ويوجد "باب دوار" بين الشركات والحكومة، حيث ينتقل المسؤولون السابقون في البنتاغون إلى شركات رأس المال الاستثماري التي تستثمر في الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا العسكرية، مما يسمح لهم بالاستفادة بشكل كبير، واستخدام علاقاتهم للترويج لأنظمة الأسلحة الجديدة. اكتسبت شركات التكنولوجيا العسكرية الجديدة مثل "سبيس إكس" و"بالانتير" و"أندوريل" نفوذا هائلا داخل الإدارات، مع وجود شخصيات رئيسية مدمجة في الإدارة. وهذا الوصول المباشر يُمكنها من الضغط من أجل زيادة ميزانيات البنتاغون بشكل كبير، حتى لأنظمة مشكوك في قيمتها أو غير واقعية، مثل نظام الدفاع الصاروخي "القبة الذهبية". تضمن هذه الديناميكية أن الأرباح تقود السياسة، حيث تعمل الصناعة بنشاط على زيادة الإنفاق العسكري ومبيعات الأسلحة (مثل تلك التي تُباع إلى أوكرانيا وإسرائيل)، مما يعزز إيراداتها بشكل أكبر. يمكن أن يتخطى تأثير قطاع الأسلحة، وخاصة شركات التكنولوجيا العسكرية في وادي السيليكون، التدقيق العام والمداولات الديمقراطية، مما يؤدي إلى إنفاق مُهدر، واتخاذ قرارات غير رشيدة. إن المعركة الزائفة بين مجموعتين من القوى السياسية المتنافسة (الشعبويين والمحافظين) تصرف الانتباه عن ديناميكيات القوة الحقيقية (رأس المال)، الذي يستغل خيوطا مهمة من الصراع، ويوجهها إلى مشاريع تعود بالنفع في نهاية المطاف على رأس المال. في جوهرها، فإن الإبادة الجماعية في غزة، التي أُتيحت بفضل الدعم العسكري المستمر، توضح بجلاء كيف تؤدي التناقضات البنيوية للرأسمالية المالية إلى تفريغ الحكم الديمقراطي، وتجاهل منهجي للقانون الدولي، وقمع الأصوات المعارضة، وكل ذلك لخدمة الدافع الذي لا يشبع للربح والتراكم من قبل قلة قوية. ويؤدي هذا إلى حالة يتم فيها استنزاف الحرية الجماعية في تحديد كيفية عيش المجتمع، واستبدالها بقرارات يتخذها المستثمرون من وراء ظهر الجمهور.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store