
صورها تبعث تحية لـ «قاهرة التسعينيات».. راندا شعث: أسجل تجاربى مع ناس اطمأنت لى ومنحتنى حكاية
فأرواح البشر حسب قناعتها «تمنح الجمال الحقيقي» أتاح أسبوع القاهرة للصور الفوتوغرافية الفرصة أمام رواده لاكتشاف أماكن وفضاءات عرض جديدة، كما منح المساحات القديمة رئة حياة أظهرت حيوية المشهد الإبداعى فى مصر.
الأسبوع الذى اختتم أعماله أمس أقيم تحت عنوان «اكتشف المشهد» وبفضل هذا العنوان جرى اكتشاف مساحات عرض جديدة من أبرزها فيلا «فيضي» باشا التى تقع عند تقاطع شارعى الشيخ ريحان ومنصور بباب اللوق كانت ملكا لـ «محمد فيضى باشا» (1841 – 1911م) الذى شغل عِدة مَناصب حُكومية منها مدير مديرية البحيرة ومُدير الأوقَاف ورَئيس المَجلس الحَسبي.
> صغيرة من جميلات التسعينيات
ظلت الفيلا بطرازها المعمارى النادر تمثل كيانا غامضا لعدة سنوات واستعملتها الجامعة الأمريكية دار حضانة لأبناء العاملات فيها، ثم تحولت بعد انتقال الجامعة للقاهرة الجديدة إلى مخزن أثاث قبل أن يتم إغلاقها نهائيا. حتى قدمها أسبوع الصور تحت لافتة جديدة بعنوان «بيت باب اللوق» شهدت المعرض الجديد للمصورة الفوتوغرافية المعروفة راندا شعث تحت عنوان «قاهرة التسعينيات».
راندا شعث التى تقدم أعمالها للمرة الأولى ضمن عروض أسبوع الصورة أكدت لـ «الأهرام» سعادتها بعرض أعمالها داخل فضاء جديد ومختلف وقالت «العرض فى فيلا فيضى أعطى لصورى دلالات جديدة وزخما محملا بطاقة شعرية تماثل الغموض الذى أحاط بالبيت طوال ربع قرن». وتضيف «بقيت لسنوات أمر بجوار المبنى القريب من الجامعة الأمريكية حيث درست، أثارنى كثيرا تمثال الديك الذى يستقر فى أعلى المبنى».
> راندا شعث
توقفت شعث عن عرض أعمالها منذ آخر معارضها «لا يزول» الذى قدمته فى العام 2016 لكن ما جذبها إلى العودة من جديد شعورها بأنها تمتلك أرشيفا نادرا للقاهرة يمتد لما يقرب من 40 عاما شهدت المدينة خلالها تغييرات كثيرة وبالتالى « أصبحت الصور تمثل وثيقة كاشفة عن تحولات كثيرة».
اختارت شعث التركيز على مجموعة من أعمالها تخص سنوات التسعينيات التى عملت فيها ضمن فريق صحيفة «الأهرام ويكلي».وتقول «أتاح لى رئيس تحرير الاهرام ويكلى الصحفى الراحل حسنى جندى فرصة العمل بحرية وألهمنى بأفكار ساعدت فى ابتكار العديد من القصص الصحفية المتميزة».
الميزة الرئيسية فى صور راندا شعث أنها تتحرر دائما من النوستالجيا ومن نزعة الحنين للماضي، كما لا تركز على المكان وما يشهده من تغيرات مستمرة. تركز شعث على البشر العاديين وتمنحهم البطولة المطلقة فأرواح البشر حسب قناعتها «تمنح الجمال الحقيقي».
وتضيف « أسجل فى المعرض تجاربى مع الناس التى اطمأنت لى ومنحتنى حكاية أو لمعة عين وتبادلت قصصها معي، ولذلك لا تظهر صورى البؤس الذى يحيط بحياة الغالبية ممن اختارهم ولكنى أفضل أمام اللحظة التى تفيض عيونهم فيها بالأمل. وتعترف بأن الصور فى معرضها لا تخلو من «طاقة الإيجابية» وتزخر بأكثر من ابتسامة لأن أبطالها يتحايلون على سبل العيش ويمتلكون القدرة على المقاومة.
خلال فترة الكوفيد فى العام 2020 عادت إلى أرشيفها فاكتشفت أن لديها ما يقرب من 40 ألف صورة تحتاج إلى رقمنة ومن ثم قامت بنسخ مئات الصور تمهيدا لتجهيزها للنشر فى سلسلة من الكتب المصورة تضيف إلى ما أصدرته من كتب سابقة.
وتوضح أن فكرة عرض أعمالها فى أسبوع القاهرة للصور أغرتها كثيرا فقد قدم لها المنظمون مكانا غير بعيد عن منزلها وينسجم مع دوائر تحرك أبطالها الذين اختارتهم من جولاتها فى المنطقة ،كما أن فرصة العرض مع الفنانين الشباب مساحة مثالية للحوار والتواصل مع الأجيال الجديدة التى أظهرت ميلا للعمل بالأبيض والأسود.
تفضل شعث الأبيض والأسود كخيار وتشير إلى أنها لم تذهب إلى الصور الملونة إلا فى فترات متأخرة من العمل فقد اعتادت فى السابق على طباعة وتحميض صورها لكن ارتفاع تكلفة الطبع واختفاء أوراق الطباعة جعل التصوير الرقمى هو الخيار الأسهل.
تفيض صور راندا شعث التى تعظم من حضور البشر على حساسية فريدة تواجه التصورات الراسخة عن الفوتوغرافية بوصفها الدليل الأكثر قوة على الحضور الزائف أو تكريس رمزيات الغياب.
تؤكد الصور التى تحتفى بالبشر الذين يتقدمون فى حيواتهم بخطوات وئيدة أن بقاء الصور الفوتوغرافية فى الذاكرة فعل مشروط بمواجهة الطابع الرثائى لها ، فالصور هى أيضا (أثر)وهى ليست وسيلة للتعامل مع الماضى وإنما طريقة للعبور إلى المستقبل.
تذكر صور شعث بما قاله المنظر فالتر بينامين من أن الصور تجعل الأشياء أقرب مكانيا وإنسانيا وتبعث الحياة فى الماضي، فالكثير من الصور ترسم مشاهد لم يعد لها وجود (وقفة الشباب أمام تليفونات الشوارع) لذلك تقوم على قدر من الاستبصار وتكثيف هذا الشعور بالزوال.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الدستور
منذ 3 ساعات
- الدستور
27 مايو.. سامية محرز تناقش "إمبراطورية نادية" بمبنى قنصلية
يستضيف مركز قنصلية، ندوة لمناقشة رواية "إمبراطورية نادية" من تأليف سامية محرز، تناقشها نسمة يوسف إدريس، وذلك في الساعة السابعة مساء يوم الثلاثاء الموافق 27 مايو الجاري، بمقر مبنى قنصلية بوسط البلد الكائن بـ 5 شارع الفضل خلف حلواني العبد - شارع طلعت حرب - وسط البلد. وكانت قد صدرت رواية "إمبراطورية نادية" لمؤلفتها سامية محرز، ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب بدورته السادسة والخمسين تحت شعار: "اقرأ… في البدء كان الكلمة"، التي انتهت فعالياتها في 4 فبراير الماضي، بمركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية بالتجمع الخامس. ومن أجواء الرواية: تضطر الدكتورة نادية- الأستاذة الجامعية في الأدب- لطرد نرجس العاملة لديها منذ سنوات طويلة، بعد أن اكتشفت بالصدفة "عملتها السودا"! لتفتح حكاية نرجس الباب أمام سلسلة من المغامرات مع عاملات المنازل الذين مروا على بيت نادية، أو ربما.. "إمبراطوريتها سامية محرز جدير بالذكر أن سامية محرز تعد أستاذة جامعية وناقدة وباحثة أدبية، ورئيسة مركز دراسات الترجمة في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وحصلت على ليسانس في الأدب الإنجليزي والماجيستير في الأدب المقارن من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وعلى الدكتوراه من جامعة كاليفورنيا لوس أنجلوس (1985). وعملت سامية محرز كأستاذ مساعد في اللغة والأدب العربي بجامعة كورنيل من 1984-1990، وتدرِّس حاليا الأدب العربي الحديث، بالإضافة إلى محاضرات في دراسات الترجمة ونظرياتها في قسم الحضارات العربية والإسلامية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة. وسبق وصدر لها عدة مؤلفات ومن بينها؛ "الكتّاب المصريّون بين التاريخ والخيال القصصي: مقالات حول نجيب محفوظ وصنع الله إبراهيم وجمال الغيطاني" (منشورات الجامعة الأميركية في القاهرة، 1994 و2005)، "حروب الثقافة في مصر بين السياسة والممارسة" (منشورات روتلدج، 2008؛ ومنشورات الجامعة الأميركية في القاهرة، 2010)، "أطلس القاهرة الأدبي: مائة عام في شوارع القاهرة" (2010)، "حياة القاهرة الأدبية: مائة عام في قلب المدينة" (2011)، و"إبراهيم ناجي: زيارة حميمة تأخرت كثيرًا".


أخبار اليوم المصرية
منذ 5 ساعات
- أخبار اليوم المصرية
من الطب للصحافة.. ذكري ميلاده يوسف إدريس
حنان الصاوي في مثل هذا اليوم 19 مايو من عام 1927 تحل ذكرى ميلاد الكاتب الروائي يوسف إدريس ، هو كاتب قصصي ، مسرحي وروائي مصري ولد في البيروم التابعة لمركز فاقوس، محافظة الشرقية. كان والده متخصصًا في استصلاح الأراضي ولذا كان متأثرًا بكثرة تنقل والده وعاش بعيدًا عن المدينة ليعيش مع جدته في القرية. من شده حبه للكيمياء والعلوم أراد أن يكون طبيبًا، وفي سنوات دراسته بكلية الطب اشترك في مظاهرات كثيرة ضد المستعمرين البريطانيين ونظام الملك فاروق، وفي عام 1951 صار السكرتير التنفيذي للجنة الدفاع عند الطلبة، ثم سكرتيرًا للجنة الطلبة، وبهذه الصفة نشر مجلات ثورية وسجن وأبعد عن الدراسة عدة أشهر، و أثناء دراسته للطب حاول كتابة قصته القصيرة الأولى، التي لاقت شهرة كبيرة بين زملائه. اقرأ أيضا|«المشاكل نحن نخلقها حين نفتقر».. أشهر أقوال يوسف إدريس في ذكرى وفاته عمل كطبيب بالقصر العيني 1951، 1960 ، حاول ممارسة الطب النفسي عام 1956، ثم مفتش صحة ، ثم صحفي محرر بالجمهورية عام 1960، ثم كاتب بجريدة الأهرام عام 1973 حتى عام 1982. سافر عدة مرات إلى العالم العربي خلال أعوام "1953 و1980" وزار كلًا من فرنسا، إنجلترا، أمريكا واليابان وتايلندا وسنغافورة وبلاد جنوب شرق آسيا وكان عضوًا فى نادي القصة وجمعية الأدباء واتحاد الكتاب ونادي القلم الدولي. في عام 1961 انضم إلى المناضلين الجزائريين في الجبال وحارب معارك استقلالهم ستة أشهر وأصيب بجرح وأهداه الجزائريون وسامًا إعرابًا عن تقديرهم لجهوده في سبيلهم وعاد إلى مصر، وقد صار صحفيًا معترفًا به حيث نشر روايات قصصية، وقصصًا قصيرة، ومسرحيات. حصل على وسام الجزائر عام 1961 ، ووسام الجمهورية عامي 1963 ، 1967 كذلك حصل على وسام العلوم والفنون من الطبقة الاولى عام 1980 . من أشهر أعماله الأدبية قصة " البطل" ، " آخر الدنيا" ورواية " الحرام" و" العيب" ومسرحية " ملك القطن" ، " الجنس الثالث" . توفي في اليوم الأول من أغسطس من عام 1991 عن عمر ناهز 64 عاماً تاركًا إرثًا أدبيًا عظيمًا.


بوابة الأهرام
منذ 15 ساعات
- بوابة الأهرام
تحلم بملعب أوليمبى يليق بمصر.. صوفيا.. نجمة الجليد تألقت فى «هلسنكى»
تبدو رياضة شتوية بعيدة كل البعد عن أجواء مصر الحارة، لكن الشابة المصرية صوفيا عونى أثبتت أنه لا صعب على مواهب أرادت الإنجاز. فالرياضية ذات الـ 19 عاما حجزت لنفسها مكانا على منصات التتويج لرياضة «التزحلق على الجليد» بنيلها مركزا متقدما بعدة بطولات عالمية، آخرها فى «بطولة هلسنكى الدولية» لتصبح أول متزلجة مصرية تحقق هذا اللقب. ليجاور هذا الإنجاز انتخابها عضوا فى لجنة اللاعبين بـ «اللجنة الأوليمبية المصرية». عن إنجازاتها فى مجال رياضى يبدو بعيدا عن دائرة الضوء، تقول صوفيا لـ«الأهرام»: « بدأت علاقتى بالتزحلق على الجليد منذ سن الثالثة، وكنت وقتها أقيم بالولايات المتحدة، قبل أن تصبح إقامتى موزعة بين مصر وأمريكا. وانضممت لأول بطولة نظمها (الاتحاد المصرى للتزحلق على الجليد ) عام 2019 فى القاهرة». وتكمل صوفيا التى تدرس حاليا الشئون الدولية بتوضيح أن نشاطها حاليا موزع بين كونها لاعبة فى «منتخب مصر للتزحلق على الجليد» وتدريب اللاعبين: «ساهمت مع (الاتحاد المصري) فى المعسكرات والعروض. وقد نظمت عرضا ترويجيا لعشرين لاعبا بالتعاون مع الصديقة وبطلة الجمهورية بهيرة المنطارى فى 2024، باستخدام موسيقى مصاحبة من عدد من الأعمال المصرية الشهيرة مثل ( أم كلثوم) و(جراند أوتيل) ومقطوعات عمر خيرت». وفيما يخص المدربين، توضح صوفيا أن مصر تمتلك مدربين معتمدين درسوا فى الخارج، وعلى رأسهم المدرب المصرى زياد خضر، الذى تلقى تدريبه فى الولايات المتحدة قبل أن ينضم للاتحاد كمدرب عام 2020، كما يتم التعاون مع مدربين أجانب بدعم من الاتحاد الدولي. وعن الصفات التى يجب أن يتحلى بها لاعب التزحلق على الجليد، تلخصها بأنها: «التوازن، والثقة بالنفس، والقوة، والحس الموسيقى كأهم المقومات، مؤكدة أنه لا توجد سن محددة لبدء التعلم، لكن الأفضل دائما هو البدء من سن صغيرة». وحول فوزها بالمركز الخامس فى « بطولة هلسنكى الدولية»، تقول صوفيا: «استعددت بتمارين مكثفة. فبعد احتلالى المركز العاشر فى (بطولة أتلانتا الدولية) مارس الماضي، حلمت بأن أكون ضمن أول خمسة فى (هلسنكي)، وهو ما تحقق». أما عن إنجازها الآخر بترشيحها من قبل اتحاد التزحلق على الجليد لعضوية لجنة اللاعبين بـ «اللجنة الأوليمبية المصرية»، فتقول: «تعد المرة الأولى التى تشكل فيها لجنة للاعبين ما يشكل حدثا كبيرا وسبيلا لإحداث تطوير من نوع جديد، وهدفى أن استغل ذلك التغيير بالإجادة فى تمثيل الرياضيين، خاصة ممارسى الألعاب الشتوية التى تستحق كثيرا من الدعم والاهتمام». ورغم هذه الإنجازات، فإن صوفيا تأسف لكون الملاعب المختصة والموجودة فى مصر تعتبر صغيرة مقارنة بالمواصفات الأوليمبية، مما يعرقل تنظيم معسكرات وبطولات دولية واستقطاب الزائرين المهتمين بهذه الرياضة. وفى تعليقها على إنجاز صوفيا وأحوال رياضة « التزحلق على الجليد» فى مصر، تقول الدكتورة هبة جرجس، رئيسة «الاتحاد المصرى للتزحلق على الجليد»، لـ «الأهرام»: « الاتحاد بدأ كلجنة عام 2017 تحت مظلة (الاتحاد المصرى للرياضة للجميع) وذلك قبل أن يتحول إلى اتحاد رسمى عام 2022، وينضم إلى الاتحاد الدولى فى نفس العام.» وتضيف الدكتورة هبة التى تمثل أيضا «الاتحاد الدولى لتطوير الرياضة فى إفريقيا والشرق الأوسط»: « يرحب الاتحاد المصرى باللاعبين من جميع الأعمار، مع اهتمام أساسى بالمواهب الصغيرة وتأهيلها للمشاركة فى البطولات الدولية، خاصة وأننا نمثل أول رياضة أوليمبية شتوية فى مصر. وهى الرياضة التى باتت تحظى باهتمام متزايد، ولا ينقصها سوى توفير ملعب أوليمبى لتحقيق طفرة فى الأداء والمشاركات». د. هبة جرجس وتضيف الدكتورة هبة، وهى حاصلة على درجة الدكتوراة فى صناعة الدواء: الدولة تبذل جهدا كبيرا فى الدعم اللوجستى وتنظيم البطولات، لكن المجتمع عليه دور مهم أيضا، خاصة فى دعم اللاعبين نفسيا ومعنويا، خاصة أمام بعض الآراء التى تنعكس فى تعليقات (مواقع التواصل الاجتماعي) وتقلل من قيمة جهدهم وإنجازاتهم. هذا الدعم والتفهم ضروريان، فالطريق مازال طويلا رغم ما تحقق من إنجازات.