logo
ثلاثة أسئلة محورية بعد تسريب بيانات أفغانية أشعل عملية إجلاء سرية غير مسبوقة

ثلاثة أسئلة محورية بعد تسريب بيانات أفغانية أشعل عملية إجلاء سرية غير مسبوقة

سيدر نيوز١٦-٠٧-٢٠٢٥
EPA
مرّت أكثر من ثلاث سنوات على تسريب أحد المسؤولين البريطانيين، عن طريق الخطأ، مجموعة بيانات تحتوي على أسماء وتفاصيل الاتصال لآلاف الأشخاص الذين كانوا يحاولون الفرار من انتقام محتمل لحركة طالبان.
وفي أبريل 2024، بدأت الحكومة البريطانية بنقل بعض هؤلاء الأشخاص إلى المملكة المتحدة، لكن هذه المعلومات لم تُكشف إلا الآن، بعد اتخاذ إجراءات استثنائية للتكتم على التسريب والاستجابة التي تلته.
ومع اتضاح الصورة الكاملة أخيراً أمام الرأي العام، لا تزال هناك تساؤلات جوهرية تفرض نفسها على أجهزة الأمن البريطانية.
ماذا يمكننا أن نفعل بشأن خطر التسريبات؟
لقد حدث ذلك من قبل، ولا شك أنه سيحدث مجدداً.
يكفي أن نتذكر ويكيليكس، وإدوارد سنودن، وجميع الهجمات السيبرانية وعمليات الفدية التي تتعرض لها الشركات بشكل شبه يومي.
تسريبات البيانات ليست بالأمر الجديد، لكن في بعض الأحيان — وربما يكون هذا أحد تلك الحالات — يمكن أن تكون خطيرة إلى حد تهديد الأرواح.
الكشف عن هذه المعلومات شكّل صدمة حقيقية لمئات، وربما آلاف الأفغان الذين يخشون انتقام طالبان.
أما أولئك الذين تم إجلاؤهم إلى بريطانيا سراً، فربما لن يكون بمقدورهم العودة إلى وطنهم أبداً طالما أن طالبان لا تزال في الحكم.
أما بالنسبة لنحو 600 من الجنود السابقين في الحكومة الأفغانية، وما يُقدّر بنحو 1,800 من أفراد أسرهم الذين لا يزالون داخل أفغانستان، فإن هذه الأخبار تعني أنهم سيبقون في حالة من القلق والترقب حتى تفي المملكة المتحدة بوعدها بإخراجهم بأمان.
ومن المهم الإشارة إلى أن ما حدث لم يكن نتيجة هجوم إلكتروني متعمد أو معقّد نفذته مجموعة قرصنة مدعومة من دولة.
بل نشأ كل ذلك عن خطأ غير مقصود ارتكبه فرد واحد فقط من موظفي وزارة الدفاع البريطانية.
ماذا يقول ذلك عن المسؤولية الأخلاقية لبريطانيا؟
شاركت القوات البريطانية في العمليات العسكرية بأفغانستان إلى جانب حلفائها من الولايات المتحدة وحلف الناتو على مدى ما يقرب من عشرين عاماً، من أكتوبر/تشرين الأول 2001 حتى أغسطس 2021.
وخلال تلك الفترة، اعتمدت بشكل كبير على حلفائها من الحكومة الأفغانية، مستفيدة من معرفتهم المحلية وخبراتهم الميدانية.
وكان التعاون مع القوات الخاصة البريطانية (SF) من أكثر الجوانب حساسية، حيث كانت طالبان تضمر عداءً خاصاً لأفراد تلك الوحدات.
وعندما سقطت كابول وبقية مناطق أفغانستان في قبضة طالبان خلال صيف 2021، أدركت بريطانيا أن عناصر القوات الخاصة الأفغانية السابقين وعائلاتهم يمثلون أولوية قصوى في جهود الإجلاء وتأمين الحماية.
لكن الآلاف من الأفغان الآخرين خاطروا كذلك بحياتهم للعمل إلى جانب البريطانيين على مدى عقدين من الزمن.
بعضهم فعل ذلك بدافع وطني، إيماناً بأنهم يسهمون في بناء مستقبل أفضل لأفغانستان.
وآخرون فعلوه لأسباب مادية، أو لأنهم وثقوا في بريطانيا لحماية حياتهم وبياناتهم الشخصية.
لكن تسريباً كهذا يهدد اليوم بنسف الثقة في أي وعود مستقبلية من مسؤول بريطاني يقول: 'ثق بنا، بياناتك في أمان'.
هل كان هناك تستر؟
عندما تم اكتشاف 'تسريب البيانات غير المصرح به' أخيراً، بعد مرور 18 شهراً كاملة على وقوعه، لجأت الحكومة البريطانية إلى استصدار ما يُعرف بـ'أمر منع فائق'، يمنع وسائل الإعلام من نشر أي تفاصيل متعلقة بالقضية.
هذا النوع من الأوامر القضائية شديد التقييد، إلى درجة أنه يمنع حتى الإشارة إلى وجود أمر المنع نفسه.
وقد رُفع هذا الإجراء مؤخراً فقط، بعد مراجعة مستقلة.
ورغم أن هناك حجة منطقية تقول إن هذا الإجراء كان ضرورياً لحماية أرواح المتضررين من التسريب، إلا أن تساؤلات بدأت تُطرح الآن حول ما إذا كان الهدف من الأمر، الذي تقدمت بطلبه الحكومة المحافظة السابقة، سياسياً أيضاً.
القاضي في المحكمة العليا، السيد القاضي تشامبرلين، الذي قرر رفع الأمر، قال إن 'الأثر الفعلي لهذا الإجراء كان تعطيل الآليات الطبيعية للمساءلة التي تقوم عليها الأنظمة الديمقراطية'.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أوكرانيا: لدينا أموال لثلاثة أنظمة باتريوت ونتطلع إلى تمويل 7 أخرى
أوكرانيا: لدينا أموال لثلاثة أنظمة باتريوت ونتطلع إلى تمويل 7 أخرى

صوت بيروت

timeمنذ 15 ساعات

  • صوت بيروت

أوكرانيا: لدينا أموال لثلاثة أنظمة باتريوت ونتطلع إلى تمويل 7 أخرى

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للصحفيين أمس الخميس إن أوكرانيا لديها أموال لثلاثة من أنظمة صواريخ باتريوت وتتطلع إلى تمويل سبعة أنظمة أخرى منها بمساعدة شركائها. وأضاف في تصريحات أصدرها مكتبه أن أوكرانيا بحاجة إلى تغطية فجوة تمويلية قدرها 40 مليار دولار في العام المقبل. إعطاء الأولوية لألمانيا ومنحت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ألمانيا الأولوية على سويسرا للحصول على الجيل التالي من أنظمة الدفاع الجوي 'باتريوت' ما يمهّد الطريق أمام برلين لإرسال نظامين من 'باتريوت' تمتلكهما إلى أوكرانيا، بحسب ما أفاد به ثلاثة مسؤولين أميركيين لصحيفة 'وول ستريت جورنال'. ويشكّل تعهّد الولايات المتحدة بتعويض ألمانيا سريعًا عن صواريخ 'باتريوت' التي سترسلها إلى أوكرانيا أولَ حالة يتدخل فيها البنتاغون لتسهيل تسليم السلاح، منذ إعلان ترامب مطلع الشهر الجاري عن دعمه لتزويد كييف بالمزيد من الأسلحة. ويتماشى تسريع إيصال صواريخ 'باتريوت' إلى أوكرانيا، عبر تزويد ألمانيا بأنظمة مباشرة من خط الإنتاج الأميركي، مع تعهّد ترامب بالضغط على حلفاء الناتو لدعم الولايات المتحدة في جهودها لتوفير مزيد من الأسلحة لأوكرانيا. ونقلت صحيفة 'وول ستريت جورنال' عن مسؤول أميركي كبير، أن إدارة ترامب ستعيد تنظيم جدول تسليم شحنات 'باتريوت' المستقبلية مع منح الأولوية للدول الحليفة التي توافق على إرسال صواريخ 'باتريوت' من ترساناتها إلى أوكرانيا. ورحجت الصحيفة إبرام واشنطن المزيد من الصفقات مع حلفائها لتوفير أسلحة إضافية خلال الأسبوع المقبل حيث من المقرر أن يجتمع وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث افتراضيًا مع قادة دفاع (الناتو) الاثنين المقبل لمناقشة المساعدات المقدمة لكييف. إعادة ترتيب أولويات وأعلنت الحكومة السويسرية أن الولايات المتحدة 'قررت إعادة ترتيب أولويات تسليم أنظمة الدفاع الجوي الأرضية باتريوت' في إطارجهود الولايات المتحدة لزيادة الدعم لأوكرانيا. وتمتلك أوكرانيا حاليًا عددا قليلا من أنظمة باتريوت، التي تبرعت بها الولايات المتحدة ودول أخرى، وتسعى جاهدةً للحصول على المزيد منها لصد الهجمات الروسية المتصاعدة. ووفقًا لمسؤول أمريكي رفيع المستوى، تسعى إدارة ترامب إلى التفاوض على صفقات فردية مع دول أعضاء في (الناتو) لشراء أسلحة لأوكرانيا. وستشرف 'البنتاغون' على هذه الجهود. وستتجاوز هذه الصفقات صواريخ الباتريوت، وستشمل أسلحة هجومية ودفاعية ستوفرها دول الناتو لكييف، ثم تعيد شراءها من الولايات المتحدة، بحسب 'وول ستريت جورنال'. وصرح مسؤول في الناتو بأن ألمانيا والنرويج والدنمارك وهولندا والسويد وبريطانيا وكندا وفنلندا قد التزمت بالفعل بدعم المبادرة، ويمكن لدول أوروبية أخرى الانضمام إلى جهود دعم كييف بمجرد الانتهاء من تفاصيل الخطة، وفقًا لما نقلته الصحيفة عن مسؤولين أوروبيين.

"Responsible Statecraft": قريباً.. الجيش الأميركي بطل العالم في التلوث
"Responsible Statecraft": قريباً.. الجيش الأميركي بطل العالم في التلوث

الميادين

timeمنذ يوم واحد

  • الميادين

"Responsible Statecraft": قريباً.. الجيش الأميركي بطل العالم في التلوث

مجلة "Responsible Statecraft" الأميركية تنشر تقريراً يتناول العلاقة المتصاعدة بين الإنفاق العسكري الأميركي (خصوصاً البنتاغون) ودول الناتو وأزمة المناخ العالمية، ويعرض مجموعة من النتائج والانتقادات في ضوء تقرير صادر عن معهد المناخ والمجتمع (CCI). ويقول تقرير المجلّة إنّ الإنفاق العسكري الأميركي والأوروبي يشهد تصاعداً كبيراً، ويُبرر أمنياً، لكن يتم تجاهل تكلفته المناخية الهائلة. أدناه نص التقرير منقولاً إلى العربية: وفقاً لتحليل جديد أجراه معهد المناخ والمجتمع (CCI)، فإن الزيادات الأخيرة في إنفاق البنتاغون وحدها ستُنتج 26 ميغاطناً إضافية من الغازات المُسببة لارتفاع درجة حرارة الكوكب، وهو ما يُعادل انبعاثات الكربون السنوية المُكافئة (CO2e) المُولّدة من 68 محطة طاقة تعمل بالغاز أو دولة كرواتيا بأكملها. مع ارتفاع ميزانية البنتاغون لعام 2026 إلى تريليون دولار (بزيادة قدرها 17% أو 150 مليار دولار عن عام 2023)، سيرتفع إجمالي انبعاثاته من غازات الاحتباس الحراري إلى 178 ميغاطناً مُكافئاً من ثاني أكسيد الكربون. هذا سيجعل الجيش الأميركي وأجهزته الصناعية في المرتبة 38 من حيث أكبر مُصدر للانبعاثات في العالم، لو كانت دولة مستقلة. كما سيُسفر عن أضرار اقتصادية تُقدر بنحو 47 مليار دولار عالمياً، بما في ذلك الآثار على الزراعة وصحة الإنسان والممتلكات نتيجةً للطقس القاسي، وفقاً لحاسبة التكلفة الاجتماعية للكربون الصادرة عن وكالة حماية البيئة. ومع ذلك، من شبه المؤكد أنّ التأثير المناخي الحقيقي للبنتاغون سيكون أسوأ بكثير مما توقعه مؤشر "CCI"، إذ لا يشمل الحساب الانبعاثات الناتجة من التمويل العسكري الأميركي التكميلي المنفصل، مثل نقل الأسلحة إلى "إسرائيل" وأوكرانيا في السنوات الأخيرة. كما أنه لا يشمل الانبعاثات الناجمة عن النزاعات المسلحة، والتي تكون كبيرة عند حدوثها. تغطي دراسة مؤشر "CCI" الإنفاق العسكري الأميركي فقط. كما يشهد الإنفاق العسكري في دول الناتو الأوروبية ارتفاعاً حاداً. في قمة لاهاي في حزيران/يونيو، تعهدت الدول الأعضاء الـ 32 في الناتو بزيادة إنفاقها العسكري والأمني من 2% إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2035. ونتيجة لذلك، قد يرتفع الإنفاق العسكري لحلف الناتو في أوروبا وكندا من نحو 500 مليون دولار اليوم إلى 1.1 تريليون دولار عام 2035، عندما تساوي ميزانيات الدفاع المجمعة للدول الحليفة الـ 31 الأخرى تقريباً ميزانية البنتاغون. كل دولار أو يورو من هذا الإنفاق العسكري استعداداً لحلف الناتو لخوض حروب افتراضية مع الصين أو روسيا أو أي طرف آخر له تكلفة مناخية وفرصة بديلة. في غضون ذلك، يرغب القادة العسكريون الأميركيون في إنفاق المزيد، وهو ما يُبرر إلى حد كبير تضخم التهديدات. على سبيل المثال، خلال اجتماع عُقد مؤخراً لقادة الصناعات العسكرية في فيسبادن في ألمانيا، أعاد الجنرال الأميركي ألكسوس ج. غرينكويش، القائد الأعلى المُعيّن حديثاً لحلف الناتو، التأكيد على الحجة الخاطئة لزيادة الإنفاق العسكري، ودعا الدول الأعضاء إلى الاستعداد لاحتمالية شنّ روسيا والصين حروباً في أوروبا والمحيط الهادئ في آنٍ واحد، مع احتمال أن يكون عام 2027 عاماً مُشتعلاً، وإن كان مُثيراً للتكهنات. اليوم 10:17 اليوم 09:24 جادل غرينكويش، الذي يرأس أيضاً القيادة الأميركية الأوروبية، بأن الوضع الراهن يعني ضيق الوقت المتاح للحلفاء للاستعداد. وقال: "سنحتاج إلى كل ما نستطيع من معدات وذخائر للتغلب على ذلك". وجاءت تصريحاته خلال ندوة "لاند يورو" التي استضافتها قيادة الجيش الأميركي في أوروبا وأفريقيا، والتي صُممت لتشجيع القادة العسكريين والصناعيين على إيجاد سبل لزيادة إنتاج الأسلحة بشكل كبير، ولا سيما في أوروبا. وكما هو الحال دائماً في مثل هذه الفعاليات، مثّل البرنامج الذي استمر يومين فرصة للشركات لعرض أنظمة أسلحة متنوعة في ما يُسمى "ركن المحاربين" في الندوة. في الندوة نفسها، صرّح قائد الجيش الأميركي في أوروبا وأفريقيا، الجنرال كريستوفر دوناهو، أن الجيش الأميركي وحلف الناتو أطلقا مبادرة عسكرية جديدة تُسمى "خط الردع الشرقي"، تهدف إلى تعزيز القدرات العسكرية البرية لحلف الناتو وتعزيز التوافق العسكري الصناعي عبر دول الحلف. وحذّر دوناهو من أنّ قوات الناتو قد تسيطر على منطقة كالينينغراد الروسية شديدة التحصين "في إطار زمني غير مسبوق" إذا لزم الأمر. وهنا يكمن تناقض آخر؛ فمن جهة، يدعي الناتو قلة موارده، ومن جهة أخرى، يتباهى بقدرته على وقف "مشكلة الكتلة والزخم" الروسية ومهاجمة الأراضي الروسية والاستيلاء عليها. تجدر الإشارة أيضاً إلى أنّ الولايات المتحدة تدير حالياً أكثر من 870 قاعدة ومنشأة عسكرية في الخارج، أي ما يزيد بمرتين ونصف مرة على بقية دول العالم مجتمعة، وأن أعضاء الناتو يُسهمون مجتمعين بنسبة 55% من الإنفاق العسكري العالمي. مع ذلك، كان الخلل الرئيسي في اجتماع فيسبادن هو عدم مراعاة العلاقة بين الإنفاق العسكري وانبعاثات غازات الدفيئة. لم يكن هناك "ركن أخضر" لتذكير جنرالات الناتو بأنّ أزمة المناخ تُشكل تهديداً وجودياً، أي أنها تُشكل خطراً على الوجود الأساسي للبشرية وكوكب الأرض. هذا النهج المُعقّد يأتي من أعلى الهرم. في آذار/مارس من هذا العام، كتب وزير دفاع ترامب، بيت هيغسيث، في حسابه في "X": "وزارة الدفاع لا تُقدم على أي حماقة تتعلق بتغير المناخ. نحن نُجري تدريبات ونخوض معارك". ستكون لهذه التدريبات والقتال عواقب مناخية كارثية، تشمل زيادة ندرة المياه، وارتفاع مستوى سطح البحر، والتصحر في المناطق المعرضة للخطر، وهذا بدوره سيؤدي حتماً إلى عدم الاستقرار السياسي والمزيد من الهجرة القسرية. لا يُمكن تجاهل مساهمة الناتو في أزمة المناخ. على الحلف ودوله الأعضاء أن يكونوا شفافين بشأن حجم انبعاثاتهم، وأن يلتزموا جدياً بخفض بصمتهم الكربونية. بدلاً من تصعيد التوترات مع الخصوم، ينبغي لكبار جنرالات الناتو دعوة القادة السياسيين إلى الاستثمار في حلول دبلوماسية وغير عسكرية للأزمات السياسية الحالية، ومن ثم، وكما يزعم مؤلفو تحليل مؤشر تغير المناخ، فإن هذه الزيادات في الإنفاق العسكري الأميركي يمكن إعادة توجيهها نحو تدابير المرونة المناخية غير العسكرية، مثل النقل العام، أو الطاقة المتجددة، أو الإسكان الاجتماعي الأخضر الجديد، وهو استثمار حقيقي في الأمن الإنساني. نقلته إلى العربية: بتول دياب.

سجناء إيرانيون يعيشون ظروفاً 'لا تطاق' بعد الغارات الإسرائيلية على سجن إيفين #عاجل
سجناء إيرانيون يعيشون ظروفاً 'لا تطاق' بعد الغارات الإسرائيلية على سجن إيفين #عاجل

سيدر نيوز

timeمنذ 2 أيام

  • سيدر نيوز

سجناء إيرانيون يعيشون ظروفاً 'لا تطاق' بعد الغارات الإسرائيلية على سجن إيفين #عاجل

EPA بعد شهر من الغارات الجوية الإسرائيلية المميتة على سجن إيراني سيء السمعة خلال التصعيد الأخير بين البلدين، يقول السجناء إنهم يُحتجزون في ظروفٍ لا إنسانية ولا تُطاق، بعد نقلهم إلى سجون أخرى. ورغم وعود السلطات، يقول بعض المنقولين من سجن إيفين في طهران إنهم لا يزالون يعانون من أوضاع صعبة كالزنازين المكتظة، ونقص الأَسِرّة وتكييف الهواء، وقلة عدد المراحيض والحمامات، وانتشار الحشرات. وتلقت بي بي سي شهادات من أفراد عائلات السجناء الذين نُقلوا من سجن إيفين، الذين وافقوا على التحدث بشرط عدم الكشف عن هويتهم، حرصاً على سلامتهم وسلامة السجناء. وكانت إسرائيل قد استهدفت سجن إيفين في 23 يونيو/حزيران، في هجوم أسفر عن مقتل 80 شخصاً على الأقل، بينهم خمسة سجناء و41 من موظفي السجن و13 مجنداً عسكرياً، وفقاً للسلطات الإيرانية. وكان السجن يضم آلاف الرجال والنساء، بينهم معارضون سياسيون بارزون، ومدافعون عن حقوق الإنسان، وصحفيون، ومواطنون مزدوجو الجنسية وأجانب، بالإضافة إلى أفراد من أقليات دينية وعرقية. ونُقل جميع السجناء لاحقاً إلى سجون أخرى عقب الهجوم. وأكدت مقاطع فيديو وصور أقمار صناعية جرى التحقق منها، تضرر العديد من المباني داخل مجمع السجن، من بينها العيادة الطبية، ومركز الزوار، ومكتب المدعي العام، ومبنى إداري. وبعد الهجوم، وصف الجيش الإسرائيلي السجن بأنه 'رمز لقمع الشعب الإيراني'. وقال إنه نفذ الغارات 'بطريقة دقيقة لتخفيف الأذى عن المدنيين' المسجونين هناك. ووصفت إيران الهجوم بأنه 'جريمة حرب'. ويقول الجيش الإسرائيلي إن سجن إيفين استُخدم في 'عمليات استخباراتية ضد إسرائيل، كالتجسس المضادّ'؛ لكنه لم يُدلِ بمزيد من المعلومات عندما طُلب منه تقديم أدلة على هذا الادعاء. وصرحت منظمة العفو الدولية، الثلاثاء – بعد تحقيق معمّق – بأن الهجوم الإسرائيلي شكّل 'انتهاكاً خطيراً للقانون الإنساني الدولي، ويجب التحقيق فيه جنائياً كجرائم حرب'. وأضافت: 'بموجب القانون الإنساني الدولي، يُفترض أن يكون السجن أو مكان الاحتجاز موقعاً مدنياً، ولا يوجد دليل موثوق في هذه الحالة على أن سجن إيفين كان هدفاً عسكرياً مشروعاً'. من خلال أفراد عائلته، قال سجين سياسي أُرسل إلى سجن طهران المركزي الكبير، المعروف أيضاً باسم سجن فَشافويه، إن زملاءه السجناء أخبروه بأن الظروف هناك لا إنسانية، حتى قبل نقل سجناء إيفين. وأضاف أن السجن يقع في منطقة نائية وخطيرة خارج العاصمة، لدرجة أن زوجته لم تتمكن من زيارته منذ انتقاله إليه. وفي مقارنة بسجن إيفين الذي يقع في منطقة سكنية يسهل الوصول إليها شمال طهران، يقع سجن فَشافويه على بُعد 32 كيلومتراً جنوب طهران، في صحراء لا يحيط بها سوى طريق، وفقاً لأفراد عائلته. روايات صادمة عن حياة نساء داخل سجن 'إيفين' سيء السمعة في إيران وأخبر السجين عائلته بأن العديد من السجناء ما زالوا ينامون على الأرض في فَشافويه في زنازين مكتظة دون تكييف، على الرغم من أن السلطات أكدت مراراً أنها ستُحسّن الوضع. ويُظهر مقطع فيديو من داخل السجن، تحققت منه بي بي سي، زنزانة مكتظة بالسجناء المستلقين على الأسرة وعلى الأرض. في وقتٍ ما، وصلت مجموعة تابعة للسلطات إلى السجن لتصوير فيديو يُظهر أن السجناء بخير؛ لكن سجناء آخرين بدأوا يهتفون 'الموت للديكتاتور'، وهو شعار احتجاجي شائع لدى المعارضة الإيرانية ضد المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، فمنعوهم من التصوير، وفقاً لعائلة السجين. وأفادت عائلات السجناء في فَشافويه أن السجناء السياسيين يقيمون الآن في نفس الزنزانة مع المتهمين أو المدانين بجرائم عنف. وتقول جماعات حقوق الإنسان إن هذا تكتيك تستخدمه إيران لتخويف السجناء السياسيين، وهو مخالف لقواعد الأمم المتحدة بشأن معاملة السجناء. وروت عائلة معتقل سياسي آخر نُقل إلى فَشافويه، وصفه لزنزانته بأنها لا تُطاق بسبب انعدام النظافة؛ حيث ينتشر البق والصراصير في كل مكان، مضيفاً أن السجن يفتقر إلى المرافق الأساسية حتى بالمقارنة بسجن إيفين. وسبق أن اتهمت هيومن رايتس ووتش السلطات الإيرانية باستخدام التهديد بالتعذيب والسجن لأجل غير مسمى، إلى جانب الاستجوابات المطولة وحرمان المعتقلين من الرعاية الطبية. وقد رفضت إيران هذه التقارير. وعلى الرغم من إدانة منظمات حقوق الإنسان لسجن إيفين منذ فترة طويلة بسبب مزاعم التعذيب والتهديدات، إلا أن الأوضاع في فَشافويه 'لم تحظ بتغطية إعلامية كافية'، وفقاً لما قاله السجناء لبي بي سي. وقال الصحفي الإيراني البارز مهدي محموديان، الذي نُقل أيضاً من إيفين إلى فشافويه، في رسالة نُشرت على صفحته على إنستغرام، إنه نظراً للطبيعة غير السياسية للسجناء المحتجزين هناك، فإنهم 'منسيون منذ زمن طويل' ويقضون 'سنوات من الإذلال والإهمال والقمع'؛ لأنهم 'لا صوت لهم'. أما فاريبا كمالابادي، وهي سجينة بهائية تبلغ من العمر 62 عاماً، نُقلت من سجن إيفين إلى سجن قرتشك جنوب العاصمة، فقالت إنها 'كانت تفضل الموت في الهجوم على نقلها إلى سجن كهذا'. ولطالما عانت الأقلية البهائية في إيران من تمييز واضطهاد ممنهجين، وحُرمت من الاعتراف الدستوري وحقوقها الأساسية كالتعليم والتوظيف العام والحرية الدينية؛ لأن الجمهورية الإسلامية لا تعترف بها كديانة. وقالت ابنتها، ألحان طايفي، المقيمة في المملكة المتحدة: 'تضطر فاريبا للعيش في قرتشك في زنزانة مكتظة، حيث يتناوب السجناء على تناول الطعام حول المائدة، ثم يعودون إلى أسرّتهم بعد ذلك بسبب ضيق المساحة'. وأضافت أن من بين نحو 60 سجيناً نُقلوا من إيفين مع والدتها، 'نساءٌ مُسنّات لا يتلقّين رعايةً طبيةً مناسبة، والذباب منتشرٌ في كل مكانٍ في الزنزانة'. وأوضحت أنه سُمح لصهر أمها وحفيديها، البالغين من العمر ست سنوات وتسع سنوات، بزيارتها في سجن إيفين، 'لكنهم لم يُمنحوا الإذن بذلك بعد، لأنهم لا يُعدّون من أقاربها المباشرين'. وقد تواصلت بي بي سي مع السفارة الإيرانية في لندن للتعليق على أوضاع السجناء الذين نُقلوا من إيفين. وفيات المدنيين في الشهر الذي تلا الغارات، تحقّقت بي بي سي من مقتل سبعة مدنيين على صلة بالهجوم على سجن إيفين، من بينهم طفلٌ في الخامسة من عمره، وطبيبٌ، ورسّام. وقال أفراد أسرة مهرانجيز إيمانبور، البالغة من العمر 61 عاماً، وهي رسّامة وأمٌّ لطفلين كانت تسكن بالقرب من مجمع السجن، لبي بي سي إنها 'عانت من مأساة' الهجوم. Family Handout فقد غادرت إيمانبور منزلها لاستخدام صراف آلي، وصادف أنها كانت تسير في شارع مجاور لمركز زوار السجن عندما قصفت إسرائيل المجمع، وفقاً لأحد أفراد عائلتها. وقُتلت متأثرةً بتأثير الانفجار. وروى أحد أقاربها لبي بي سي أن أطفالها مُدمرون نفسياً، مضيفاً 'عندما تنخرط دولتان في صراع، فإن الشعوب هي من تدفع الثمن. كلتا الدولتين مذنبتان، وكلتاهما مسؤولتان، وكلتاهما يجب محاسبتهما'.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store