
د. ناديا نصير : الحسين بن عبدالله... وطنٌ يمشي بثقة بين شبابه
أخبارنا :
في غمرة الاحتفالات الوطنية التي تفيض بالحب والولاء، يحتفل الأردنيون بعيد ميلاد سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، ولي العهد الأمين، الذي باتت ابتسامته عنوانًا للثقة، وحضوره مظلة أمانٍ للشباب، وصوته ترجمانًا لطموحات جيلٍ كاملٍ ينظر إليه باعتزاز، ويُعلّق عليه الآمال.
هذا اليوم ليس مجرد ذكرى ميلاد؛ بل هو تذكير حيّ ومتجدد بأننا نمتلك قيادة تُشبهنا، تفهم أحلامنا، وتتحرك بخطى مدروسة نحو المستقبل، دون أن تنفصل عن الجذور الأصيلة التي صنعت هوية هذا الوطن الشامخ.
سموّ الأمير... رجل المهمات الشبابية منذ أن تولى سمو الأمير الحسين ولاية العهد، أثبت، لا بالأقوال بل بالأفعال، أنه الأقرب إلى نبض الشباب. لم يكن حضوره في المؤتمرات المحلية والدولية بروتوكوليًا فقط، بل كان دائمًا منصتًا، متحدثًا، مشاركًا. سعى لتأسيس خطاب شاب نابض، يتحدث بلغة العصر، دون أن يتخلى عن الموروث والقيم الوطنية.
وقد عبّر مرارًا عن إيمانه بقدرة الشباب على إحداث التغيير، فقال ذات يوم :»أحمل على عاتقي مسؤولية أن أكون صوت الشباب، وأؤمن بأن طموحاتهم هي نبراس طريقنا إلى التقدم.»
مبادرات ملكية بروح شبابية حيث تجلّت روح المبادرة في سمو ولي العهد عبر إطلاقه العديد من المشاريع التنموية والتعليمية، التي هدفت إلى تعزيز المهارات، وفتح آفاق الابتكار، وتوفير فرص عمل كريمة للشباب الأردني. ومن أبرز هذه المبادرات:
مؤسسة ولي العهد: منصة حاضنة للأفكار الريادية، تهدف إلى تمكين الشباب في قطاعات التكنولوجيا، والصحة، والعمل التطوعي.
برنامج «مساري»: الذي يساعد طلبة المدارس على بناء المسار المهني المستقبلي منذ مرحلة مبكرة.
دعم التعليم المهني والتقني: لتوجيه الشباب نحو تخصصات يحتاجها سوق العمل، بعيدًا عن التخصصات المشبعة.
الترويج للابتكار والتكنولوجيا: من خلال دعم المسابقات الهندسية والتكنولوجية مثل «هاكاثون الأردن»، والتي عكست اهتمام سموه بجيل المبرمجين والمهندسين الشباب.
تمثيل الأردن دوليًا بوجه شبابي
سمو الأمير الحسين لم يكن ممثلاً شرفيًا فقط في المحافل الدولية، بل كان صوتًا ناضجًا، صريحًا، يعكس صورة الأردن الحديثة، الشابة، التي تتمسك بثوابتها، وتنفتح على العالم. فقد ألقى كلمات مؤثرة في الأمم المتحدة والمنتديات العالمية، ونجح في بناء صورة دبلوماسية وازنة للأردن، محمّلة بالرسائل السياسية والإنسانية.
قربه من الشباب... إنساني قبل أن يكون رسمي ان ما يميز سمو ولي العهد هو حضوره المتواضع والإنساني في تفاصيل الحياة اليومية للشباب الأردني. نراه يزور بيوت الشهداء، يتفقد مشاريع الشباب الريادية، يشارك في جلسات العصف الذهني، ويتواجد في الميدان عند الأزمات، كما فعل خلال جائحة كورونا والظروف الجوية الصعبة.
هذا الحضور الإنساني يعكس عمق انتمائه، وصدق نواياه، وقدرته على أن يكون نموذجًا يحتذى، لا قائدًا بعيدًا.
الأمان النفسي الجمعي بظل قائد يُشبهنا فحين يشعر الإنسان أن من يقود مسيرته يشبهه، يتكلم بلغته، ويسير إلى جانبه لا أمامه، يتكوّن لديه ما نُسميه في علم النفس بـ»الأمان النفسي الجمعي» وهو ذلك الشعور العميق الذي ينبع من الثقة والانتماء، ويمنح الفرد راحة داخلية وطمأنينة في محيطه الاجتماعي والسياسي.
وجود سمو ولي العهد بين الناس، لا كرمز سلطوي، بل كأخ أكبر، ورفيق حلم، يقلل من مشاعر الاغتراب، ويعزز الصحة النفسية للشباب، الذين لطالما احتاجوا إلى قائد لا يُنظّر من بعيد، بل يُشارك من القلب.
وحين يشعر الشباب أن صوتهم مسموع، وأن طموحاتهم ليست محض خيال، تبدأ أحلامهم بالتحول إلى مشاريع حياة.
القائد الذي يكسر الجمود بين الدولة والمواطن ففي كثير من المجتمعات، تكون العلاقة بين الدولة والشباب متأرجحة، يغلب عليها التردد والتباعد، لكن في الأردن، نشهد حالة نادرة من الانسجام يقودها سمو ولي العهد الحسين. استطاع أن يكسر الجمود النمطي بين المواطن والمؤسسة، لا عبر الخطابات فقط، بل بالممارسة والوجود الفعلي. فحين يجلس شاب أردني مع ولي العهد في ورشة، أو يتلقى منه دعمًا لمشروعه، أو يلتقط صورة عفوية معه في إحدى الفعاليات، يشعر أنه مرئي، وأن صوته لا يضيع في الفراغ، بل يجد من يلتقطه ويُترجمه إلى فعل.
هذا النوع من العلاقة يُعيد تعريف مفهوم الدولة في الوجدان الشعبي، ويخلق بيئة آمنة نفسيًا واجتماعيًا، تمنح الأفراد دافعًا للعطاء والانتماء الفعّال.
من الحسين الأول إلى الحسين الثاني... سلالة المجد المتجددة
في عيد ميلاده، لا يمكننا النظر إلى سمو ولي العهد بمعزل عن السياق التاريخي العريق الذي يحمل اسمه. فالحسين، الاسم الذي ارتبط في قلوب الأردنيين بالحكمة والقيادة منذ أيام المغفور له الملك الحسين بن طلال، يتجدد اليوم بروح شابة، تؤمن بالحوار، وتستثمر في التعليم، وتبني بسواعد الجيل الجديد.
إنها ليست مجرد وراثة اسم، بل وراثة رؤية، وصياغة مستقبل يُكرّم التاريخ ولا يقيّده. ولهذا يشعر الأردنيون، حين يلتفون حول سمو الأمير الحسين، أنهم يلتفون حول رواية وطن، لا تزال تُكتب بأيدٍ مؤمنة، وقلوب نابضة، وأحلام لا تعرف حدودًا.
رسالة أمل
في عيد ميلاده، لا نهنئ سمو ولي العهد بقدر ما نهنئ أنفسنا بأن بيننا قائدًا يكتب مستقبله بجسارة، ويصنع تاريخه بنُبل. شابٌ لم يكن يومًا حبيس المكاتب أو الأسوار العالية، بل خرج إلى الشارع، إلى الجامعات، إلى الورش والمبادرات، ليُشارك الأردنيين أحلامهم وهمومهم، ويصغي إلى نبضهم بصدق نادرٍ في عالم السياسة والقيادة.
هو ليس ولي عهد فقط، بل وليّ حلم، وليّ صوتٍ صادق يعكس وجوهنا كما هي، بلا تزييف ولا رتوش. فيه ملامح الجندية من والده، وحنكة التاريخ من جدّه، ودفء الإنسان من وطنٍ علّم أبناءه أن الكرامة لا تُمنح، بل تُصنع.
حين ننظر إلى الأمير الحسين، لا نرى فقط شابًا يَكبر، بل نرى وطنًا يشتدّ عوده، ومشروع دولة يسير على قدمين واثقتين. في حضوره، يطمئن الجيل الجديد أن لهم مكانًا في الصورة، أن الوطن ليس حكرًا على جيلٍ بعينه، بل فسحةُ أملٍ تتسع للجميع.
نعم، عيدك ليس مجرد ميلاد يا سمو الأمير، بل تجديد عهدٍ بيننا وبين المستقبل. عهدٌ أن الأردن سيبقى ما دام فيه من يحمله في قلبه، كما تحمله أنت. ــ الدستور

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


جفرا نيوز
منذ 2 ساعات
- جفرا نيوز
الأمير الحسين في عيده الواحد و الثلاثين
جفرا نيوز - كريستين حنا نصر صاحب السمو الملكي ولي عهد المملكة الاردنية الهاشمية رعاه الله، الأمير الحسين بن عبد الله الثاني ، والذي نحتفل في هذه الايام الغالية بذكرى عيد ميلاد سموه الواحد والثلاثون، حيث كانت البشارة بميلاد سموه بتاريخ التاسع عشر من محرم سنة 1415هجرية، والموافق 28 حزيران عام 1994م، يعتبر سموه من أبرز وأهم الشخصيات الشبابية المُلهمة في الوطن العربي وعلى المستوى الدولي أيضاً، لكون سموه الوريث المستقبلي للعرش الهاشمي في الأردن، كما يعد سموه من الجيل الشبابي القيادي، فهو يجمع بين التقاليد والأعراف الهاشمية الأصيلة المتوارثة والعريقة من حكم بني هاشم الأخيار، والأردن اليوم هو مثال حي وشامخ على هذا العرف الهاشمي التاريخي الانساني الحضاري، خاصة بعد حُكم هاشمي لما يزيد عن قرن مزدهر مستمر وبكل عطاء في الأردن، وطننا العزيز هذا البلد العريق الذي يمضي بثبات بمسيرة المئوية الثانية للدولة، وعلى نهج متواصل تحرص فيه القيادة الهاشمية على مواكبة التقدم التكنولوجي في عصرنا الحديث. ويولي سموه رعاه الله أهمية بالغة بقطاع الشباب في الأردن، وهذا مرتبط أساساً بعناية العائلة الهاشمية في تربية وتحضير ولي العهد منذ الصغر، ليتولى وبكل اقتدار وكفاءة الحكم والعرش، وهذه خاصية مميزة لدى العائلة الهاشمية في الأردن، حيث يكون ولي العهد على جاهزية عالية عندما يحين الوقت لتسلمه سلطاته الدستورية، وولي العهد الهاشمي الأردني صاحب السمو الملكي الامير الحسين صدرت الإرادة الملكية السامية بتاريخ 2 تموز عام 2009م، باختيار سموه ولياً للعهد، كما عُين سموه نائباً لجلالة الملك عدة مرات، وشارك نيابة عن جلالة الملك حفظه الله في العديد من المؤتمرات والاجتماعات الدولية، فسموه سياسي وأمير وقائد هاشمي فذ، يسعى وبشكل دؤوب لتحقيق التوازن بين المسؤوليات المحلية الوطنية على كافة الأصعدة الدولية، وبشكل يشمل كافة القضايا والاهتمامات الشعبية الاردنية، بما في ذلك المتصلة بالعلاقات الاردنية الخارجية العالمية، حيث يعتمد سموه الدبلوماسية الحكيمة الوازنة التي يثق بها العالم، فقد قام سموه بجولات وزيارات عديدة نيابة عن صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني رعاه الله، والقى فيها سموه الكثير من الخطابات المهمة في المحافل الدولية، ومنها خطابات سموه في الأمم المتحدة ومن ذلك بتاريخ 23 أيار عام 2015م في مجلس الأمن الدولي ، حيث ركز سموه في هذا الخطاب التاريخي على تنبيه العالم لمخاطر واثار التطرف والارهاب على منظومة الامن والسلام في العالم وانعكاس ذلك على الشباب الذين هم ابرز ضحاياه، وبتاريخ 22 ايلول 2017م ، القى سموه نيابة عن جلالة الملك خطاباً في الدورة الثانية والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة ، جاء فيها حول الشباب وتركيز الاردن وقيادته على دعم هذه الفئة :" ...ونعي تماماً بأنه حتى نتمكن من تخفيض نسبة البطالة وتوفير فرص العمل للشباب ولأجيال المستقبل، علينا أن نحسّن البيئة الاستثمارية بشكل جذري، وأن نعزز النزاهة والمساءلة، وأن نطور نظام التعليم، وأن ندعم الرياديين الشباب.."، الى جانب ذلك كانت وما تزال الاجتماعات والأنشطة الوطنية المحلية بما في ذلك حرص سموه على الزيارات الميدانية العسكرية واللقاء برفاق السلاح، اضافة لاطلاق العديد من المبادرات الشبابية التي تُعنى بمتطلبات وطموحات الشباب، وقد حقق سموه فيها النجاح المتميز فكان لها الاثر الطيب في خلق علاقة قوية بين سموه والشباب الاردني، وهو أمر وثق الصلة الاجتماعية بينهم وبين ولي العهد الذي سيكون مستقبلاً ملكاً لعرش المملكة الاردنية الهاشمية، هذا الامير الشاب الذي عاصر الأجيال الشابة التي ستكبر معه ويقود مسيرتها التنموية، فيكون هؤلاء الشباب هم رجال المستقبل ، الذين سيكون على عاتقهم الاستمرار ببناء الاردن وحماية نهضته. ان هذه العلاقة الوطيدة بين الامير الشاب المحبوب مع الشباب، تجسدت في يوم ذكرى عيد ميلاد سموه لهذا العام، عندما أعلن سموه أمس وعبر صفحته على الانستغرام، إطلاق رابط التسجيل بالدورة الثالثة من جائزة الحسين بن عبدالله الثاني للعمل التطوعي، وهي مبادرة شبابية أُعلن عنها عام 2021م بمناسبة اليوم العالمي التطوعي، بهدف تحفيز الافراد والمؤسسات على هذا النوع من العمل الانساني، لما له من دور كبير في تعزيز التنمية المستدامة، وهذه الرؤية المتميزة لسموه نجحت في جعل انشطة وفكر سموه محطة اهتمام دولي ، لما لسموه من دور في التنمية الاقتصادية والاجتماعية المتعلقة بمستقبل الاردن، الى جانب التفات سموه نحو مواجهة التحديات والازمات السياسية والاقتصادية الاقليمية، ومشاركته مع جلالة الملك في الزيارات الملكية المكوكية لمختلف انحاء العالم، والتي جرى خلالها اللقاء بقيادات وزعامات دولية عالمية، لمناقشة ما يجري من صراعات وتحديات وبشكل خاص ما يتصل بالتطورات العديدة المتلاحقة في إقليمنا وتحديداً ما يتعلق منها بالمجال السياسي. والعائلة الملكية الهاشمية الاردنية حريصة على توفير أفضل فرص التعليم في الاردن لأفرادها من اصحاب السمو الامراء والأميرات، وبالطبع الى جانب الدراسة في الصروح العلمية خارج الاردن، وذلك لغايات ضمان أعلى مستويات التأهيل والتعليم والتدريب، وفيما يخص ولي العهد الشاب المحبوب فهذا الحرص مهم، ليصبح سموه قائداً مؤهلاً لخدمة أبناء شعبه ووطنه المملكة الاردنية الهاشمية عند استلامه الحكم ومسؤوليات العرش مستقبلاً، حيث درس صاحب السمو الملكي الامير الحسين في مدرسة الشويفات الدولية، ثم في أكاديمية عمّان الدولية، ثم أنهى سموه تعليمه الثانوي في مدرسة "كينغز أكاديمي" في الأردن في عام 2012م، وحصل على تعليمه الجامعي في التاريخ الدولي من جامعة جورج تاون في الولايات المتحدة الأمريكية التي تخرج منها عام 2016م، ولاحقاً تخرج سموه عام 2017 من الأكاديمية العسكرية الملكية ساندهيرست، ويحمل سموه اليوم رتبة رائد في القوات المسلحة الاردنية ( الجيش العربي). واليوم وبالتزامن مع ذكرى عيد ميلاد سموه الواحد والثلاثين نلاحظ أن المنطقة العربية مرت بعدة مراحل وتطورات سياسية ، منها ما يُسمى قبل عقود بالربيع العربي والذي أدى الى نشوب حروب وصراعات متعددة، والآن يمر العالم بتطورات متسارعة، منها الصراعات المشتعلة في بعض مناطق الوطن العربي، وكذلك الأزمات خارجه، اضافة الى التطورات الاقتصادية السلبية التي جاءت انعكاساً للصراعات في الشرق العربي، ومسؤوليات ومهام جلالة الملك حفظه الله وولي عهده تأتي في مراحل صعبة تشهد الكثير من التحديات، والحرص من جلالته وسمو ولي عهده الأمين يتجه وبكل وضوح وجدية نحو ضمان أمن وسيادة الوطن، الى جانب الاهتمام بتحقيق مطالب وطموحات الشعب ، ومتابعة مسار الاصلاحات والتطورات التنموية في الدولة وفي مختلف المجالات الداخلية الاقتصادية والاجتماعية والنهضة الشاملة، وأيضاً على مستوى العلاقات الدولية العالمية وما يعتريها من تبدلات وتغيرات ، وبصورة من شأنها أن تزيد من الاعباء والمسؤولية وتضع جهداً كبيراً على عاتق أي حاكم أو ملك أو ولي عهد لأي دولة، وبشكل خاص القيادة الهاشمية الحكيمة ممثلة بجلالة الملك وولي عهده حفظهما الله. نسأل الله تعالى لجلالته وولي عهده بأن يمده الله تعالى بالقوة والعافية، وبالمزيد من الحكمة الثاقبة، وكلنا فخر واعتزاز بالدور الوطني والقومي والانساني العالمي لقيادتنا التي يقع على عاتقها الاعباء الشاقة في عالم متوتر تعصف به الازمات والصراعات المستمرة، وحفظ الله قيادتنا ووطننا .


أخبارنا
منذ 3 ساعات
- أخبارنا
د. فوزي علي السمهوري يكتب : السنة الهجرية ١٤٤٧ ... فلتكن إنتصارا لفلسطين؟
أخبارنا : د فوزي علي السمهوري يشكل العالم الإسلامي قوة كبيرة من حيث الجغرافيا والديمغرافيا والثروات والإقتصاد ولكن للأسف هذة القوة غير مفعلة بسبب التشرذم والخلافات البينية داخليا وخارجيا التي زرعتها القوى الإستعمارية بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية ولم تزل قائمة . وما تمر به العديد من الدول الإسلامية من نزاعات مسلحة وحروب فيما بينها المؤشر والدليل على إستمرار المخطط الإستعماري بإدامة التقسيم والفرقة والعمل على منع إقامة اي شكل من أشكال الوحدة بل والتوافق الإقليمي الجمعي تحقيقا لمصالحها وامنها وسيادتها وتنميتها من خلال تبني إستراتيجية مشتركة لفرض مصالحها يؤهلها لأن تشكل قطبا فاعلا مستقلا على الساحة العالمية مما يستدعي من قادة الدول الإسلامية تقييم طبيعة المرحلة القادمة الهادفة إلى إعادة تقاسم النفوذ فيما بين القطبين الامريكي والروسي الصيني بتكرار لسيناريو إتفاقيات سايكس بيكو وسان ريمو ويالطا دون أي إعتبار لأمن ومصالح وسيادة اي دولة إسلامية كانت عربية او غير عربية مما يعني ضرورة الإتفاق على قواسم واهداف مشتركة ومراعاة سيادة الدولة القطرية في سياق إستراتيجية شاملة بإمكانيات وقدرات ذاتية " دون الإعتماد على اي قوى خارجية " على كافة الأصعدة السياسية والإقتصادية والتكنولوجية والعسكرية . السنة الهجرية : حتى لا تكن حلول سنة هجرية وما يرافقها من إحياء شكلي روتيني لهذه المناسبة العظيمة التي كانت إيذانا ببدأ مرحلة بناء الدولة الإسلامية وبلوغها موقع العظمة بقيمها وعدالتها وتسامحها والمساواة بين مواطنيها دونما اي تمييز فليكن عام ١٤٤٧ الهجري نقطة إنطلاق نحو مغادرة مربع الضعف والتشرذم والتبعية إلى مربع القوة والوحدة والسيادة والحرية والإستقلال الفعلي فقد ثبت بأن لا مكان لضعيف على الساحة العالمية وستبقى جغرافيته ووحدة اراضيه مهددة ومستباحة وثرواته مهدورة ومسلوبة . كما سقطت مزاعم القوى الإستعمارية بحرصها على إعمال مبادئ واهداف وميثاق الأمم المتحدة وسمو القانون الدولي وكفالة حقوق الإنسان بإعلاء قيم الحرية والديمقراطية وحق الشعوب بالحرية والإستقلال وتقرير المصير وما الإنحياز الأمريكي للكيان الإستعماري الإسرائيلي الإرهابي ودعمه بكل وسائل وادوات القوة بما يمكنه من إدامة إحتلاله الإستعماري لأراض الدولة الفلسطينية المحتلة والمعترف بها دوليا وللجولان ولاراض لبنانية بتحد صارخ لقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة وإنتهاك صارخ لإلتزاماته كدولة عضو بالأمم المتحدة وتمكينه الإفلات من المساءلة والعقاب وتبرير مختلف اشكال جرائمه المعاقب عليها دوليا من جرائم حرب وإبادة وتطهير عرقي وجرائم ضد الإنسانية تحت عنوان ممارسة حقه بالدفاع عن النفس خلافا لنص المادة ٥١ من ميثاق الأمم المتحدة وإستخدام تعسفي للفيتو رفضا لوقف العدوان البربري الإسرائيلي على قطاع غزة والضفة الغربية ورفضا للإعتراف بدولة فلسطين كدولة عاملة بكامل الحقوق والواجبات بالرغم من إستيفاءها متطلبات قبول دولة عضوا بالامم المتحدة المنصوص عليها بالمادة الرابعة من الميثاق إلا نموذجا لهذا المخطط الإسروامريكي الإستعماري العدواني بتغييب ممنهج لمصالح الدول الإسلامية وضرب عرض الحائط بكل قرارات القمم العربية والإسلامية والعربية الإسلامية وبالشرعة الدولية وبميثاق الأمم المتحدة . حرية فلسطين القاسم المشترك : الهجرة النبوية اسست لبناء دولة إسلامية عظيمة لم يشهد خلالها مواطنيها من معتنقي ديانات أخرى كالمسيحية واليهودية اي إضطهاد او تمييز قائم على الأصل والعرق واللغة والدين خلافا لما يتعرض له المسلمين والمسيحيين على يد سلطات الإحتلال الإستعماري الإحلالي الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة إثر عدوان ٥ حزيران ١٩٦٧ وداخل فلسطين المحتلة منذ عام ١٩٤٨ من قمع وقتل خارج القانون وإعتقالات تعسفية ومصادرة للأراضي والممتلكات وتمييز عنصري بالقوانين والممارسات وبالتعبئة العدوانية الإجرامية وبث العدوانية والكراهية بعقول اطفالهم عبر المناهج المدرسية والوسائل الإعلامية ومن خلال احزابهم السياسية وليدة العصابات الصهيونية اليهودية الإجرامية التي إرتكبت افظع اشكال جرائم الإبادة والتطهير العرقي بحق الشعب الفلسطيني قبل عام ١٩٤٨ تستهدف الإنسان الفلسطيني بوجوده وحقه بالحياة الآمنة كما تستهدف وطنه من خلال العمل على طرده من وطنه بابشع صور التطهير العرقي وذلك بإنتهاج وتنفيذ كل الوسائل والآليات التي يعد إرتكابها وفقا للإتفاقية الدولية لمنع جرائم الإبادة والتطهير العرقي ونظام المحكمة الجنائية الدولية بانها جرائم حرب وجرائم إبادة وتطهير عرقي وضد الإنسانية . هكذا كان حال الشعب الفلسطيني مع إحتفال العالم الإسلامي برأس السنة الهجرية ١٤٤٧ دون ان يهب العالم الإسلامي بما يملك من ادوات قوة لنجدة الشعب الفلسطيني وحمايته من بطش سلطات الإحتلال الإسرائيلي الإستعماري عبر إتخاذ إجراءات عملية عقابية بحق هذا الكيان العدواني الإسرائيلي المصطنع وصولا لعزله الشامل دوليا وكذلك بحق الولايات المتحدة الأمريكية الراعية لهذا الكيان الوظيفي بعد إستعصاء إمكانية إستجابة إسرائيل او امريكا للقرارات والدعوات لتنفيذ القرارات الدولية ومحكمة العدل الدولية ولنداءات الشجب والقلق والإستنكار مما يوجب على الدول الإسلامية من منطلق الإنتصار لمبادئ الأمم المتحدة ولحق شعب فلسطين بالحرية والإستقلال وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس اسوة بباقي شعوب العالم الذي لم يبقى سواه في العالم يئن من وطاة جرائم إحتلال إستعماري إرهابي لم يسجل التاريخ الحديث مثيلا لها بدمويتها ووحشيتها الإنتقال إلى مرحلة ممارسة الضغوط على الكيان الإسرائيلي من خلال الضغط على امريكا التي تقف حائلا أمام حرية وإستقلال دولة فلسطين حتى إنصياعه لوقف عدوانه وجرائمه وإنهاء إحتلاله لأراض الدولة الفلسطينية المحتلة والمعترف بها دوليا بموجب قرار الجمعية العامة رقم ١٩ / ٦٧ / ٢٠١٢ وذلك عبر العمل على : ▪︎ قطع كافة اشكال العلاقات السياسية والدبلوماسية والإقتصادية والإعلامية مع الكيان الإسرائيلي ▪︎ والتقدم للجمعية العامة بمشروع قرار لتجميد عضوية إسرائيل بالأمم المتحدة . ▪︎ تخفيض مستوى العلاقات الدبلوماسية والإقتصادية مع امريكا . ▪︎ وتجميد كافة العقود التجارية والعسكرية وغيرها مع الولايات المتحدة الأمريكية والتعامل معها بلغة المصالح المشتركة . فهل هذا الحال يستقيم ويتفق مع تعاليم الدين الإسلامي بإنتصار المسلم لاخيه المسلم ؟ إننا ندعوا دول العالم الإسلامي بمناسبة حلول عام هجري جديد كما دعونا بحلول العام الميلادي ٢٠٢٥ جميع الدول التي تدين بالمسيحية كما ندعوا جميع دول العالم التي تؤمن بالإنسانية والحرية والعدالة وبإنقاذ الإنسانية من ويلات الحروب ان تهب موحدين للإنتصار لحقوق الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب إبادة وتطهير عرقي دون اي افق بوقفها بحكم الإنحياز الامريكي وتقاعس المجتمع الدولي عن الإضطلاع بواجباته ومسؤولياته باعمال ميثاق الأمم المتحدة بإلزام إسرائيل تنفيذ جميع القرارات الدولية وبتمكين الشعب الفلسطيني من الحرية والإستقلال وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس كحق اساس مكفول دوليا وفق ميثاق الأمم المتحدة وإلإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهود والمواثيق والإتفاقيات الدولية وإنتصارا للإنسان لاخيه الإنسان ... فلنعمل جميعا عربا ومسلمين واحرار العالم دولا وشعوبا لأن يكون عام ١٤٤٧ عام الإنتصار العملي" بعيدا عن البيانات التقليدية الممجوجة" بدعم وتبني نضال الشعب الفلسطيني بكافة الوسائل المكفولة دوليا بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني حتى الحرية والإستقلال .... حرية فلسطين حماية للأمن والسلم الدوليين... ؟


أخبارنا
منذ 3 ساعات
- أخبارنا
قتلى بينهم أطفال بقصف إسرائيلي مكثف على شمال قطاع غزة
أخبارنا : يواصل الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية في قطاع غزة، موجها تركيزه اليوم الأحد على شمال القطاع بقصف مدفعي وجوي أدى إلى سقوط قتلى بينهم أطفال. ومنذ ساعات الفجر اشتد القصف الإسرائيلي على مناطق جباليا البلد والنزلة شمال القطاع، الذي تسبب بمقتل 6 أشخاص بينهم 3 أطفال. وأشار مراسلنا إلى قصف مدفعي إسرائيلي على جباليا البلد والمناطق الشرقية بين الحين والآخر مع تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع والكواد كابتر. ودمر القصف الإسرائيلي عدة منازل لعدد من المواطنين على مفترق الحلبي بجباليا، وتم إلقاء عدد من القنابل من قبل طائرات "كواد كابتر" آخر شارع البنا بجباليا النزلة، ما أدى إلى إصابة عدد من المواطنين. واستهدف الجيش الإسرائيلي مبنى لجنة زكاة جباليا مقابل مدرسة "أربكان". ويستهدف قصف مدفعي وإطلاق نار مكثف من قبل القوات الإسرائيلية منازل المواطنين في حي التفاح وشرق جباليا منذ الليلة الماضية. وفي مدينة غزة، قال مراسلنا إنه تم انتشال شهيد من منتظري المساعدات من منطقة السودانية شمال غربي المدينة. وأصيب عدد من المواطنين في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في محيط مسجد الجولاني بحي التفاح شرق المدينة. وجنوب القطاع تم انتشال جثمان امرآة من منطقة كراج رفح جنوب مدينة خان يونس. وفي وقت سابق من اليوم، أصدر الجيش الإسرائيلي تحذيرا إلى سكان عدة مناطق في غزة، دعاهم إلى إخلائها والتوجه جنوبا إلى منطقة المواصي. وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان: "تحذير الى كل المتواجدين في منطقة مدينة غزة وجباليا وفي أحياء الزيتون الشرقي، البلدة القديمة، التركمان، اجديدة، التفاح، الدرج، الصبرة، جباليا البلد، جباليا النزله، معسكر جباليا، الروضة، النهضة، الزهور، النور، السلام وتل الزعتر، من أجل أمنكم، اخلوا فورا جنوبا إلى منطقة المواصي". من جهتها قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئيين الفلسطينيين "الأونروا" إن نظام توزيع المساعدات الإسرائيلي الأمريكي الجديد في غزة بات ساحة للقتل. وأشارت إلى أن "التقارير أكدت سقوط أكثر من 400 جائع منذ بدء تشغيل الآلية الأمريكية الإسرائيلية قبل شهر واحد فقط". وأضافت "يجب العودة إلى نظام توزيع المساعدات عبر الأمم المتحدة ووضع حد لهذا الوضع المشين". وتابعت: "نحتاج إلى وقف إطلاق نار فوري في غزة ورفع الحصار لاستعادة تدفق منتظم للإمدادات المنقذة للحياة". المصدر: RT