logo
صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة

صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة

يمنات الأخباري٣٠-٠٤-٢٠٢٥

القاهرة – باريس
صدرت عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة ثلاثة كتب جديدة للكاتب والمخرج اليمني المقيم في فرنسا حميد عقبي، تنوّعت بين الشعر والمسرح، وجاءت لتؤكد استمراره في التجريب الإبداعي والانفتاح على أشكال فنية متعددة.
الكتاب الأول يحمل عنوان «ألف ليلة وليلتين – نص مفتوح»، وهو الديوان الشعري السادس لعقبي، وقد قدّم له الناقد العراقي د. سعد التميمي، الذي وصفه بقوله:
«يأتي ديوان ألف ليلة وليلتين بوصفه تجربة نصية ذات خصوصية تتماهى بين الشعر والسرد، وتعيد تشكيل المونولوج الداخلي في بنية أكثر تعقيدًا وحيوية. إنه ليس مجرد نص سردي أو قصيدة نثرية طويلة، بل فضاء أدبي متعدد الطبقات، تتداخل فيه الأصوات والذكريات والهواجس الفلسفية، متجسدًا في لغة تفيض بالحلم والاغتراب والتأمل العميق في مفاهيم الوجود والفقد والموت».
وأضاف التميمي أن النص ينطلق من تجربة ذاتية تتجاوز البوح التقليدي، ليتحول إلى تأملات فلسفية تتنقل بين العوالم الواقعية والمتخيلة، مشكّلًا تيار وعي ينهدم ويُعاد بناؤه عبر تدفقات حرة للأفكار والمشاعر. كما يتجاوز السرد طابعه الداخلي، ليتحول إلى حوار بين شخصيات واقعية وأسطورية، مما يخلق تشابكًا ثريًا بين الذاتي والجمعي، وبين الواقعي والمتخيل.
أما الكتاب الثاني فهو نص مسرحي بعنوان «فتافيت زرقاء»، وقد صدر مع ترجمته إلى اللغة الإنجليزية التي أنجزها المترجم اليمني محمد المخلافي، وراجعها الأستاذ والمترجم الكبير البروفيسور عبدالرحمن الدربجي. وقد كتب التقديم للنص العربي الكاتب والمخرج المسرحي د. علي الشوابكة، مؤكدًا على الأبعاد الرمزية والدرامية التي ينطوي عليها النص.
أما الكتاب الثالث، فهو نص مسرحي بعنوان «أنشودة الحياة»، صدر بالعربية مع ترجمته إلى الفرنسية، وقد أنجز الترجمة علاء السعيدي، المترجم والباحث التونسي. يستند هذا النص إلى قصيدة طويلة للشاعر السوري صبري يوسف، وقد اشتغل عليها عقبي دراميًا ليخلق تجربة تتقاطع فيها تقنيات المسرح مع الشعر. وتُعد هذه التجربة امتدادًا لمشروعه المسرحي الشعري الذي سبق أن قدّم فيه نصوصًا مثل «بعض اللحظات»، الذي تفاعل فيه مع شعر الشاعرة اللبنانية دورين سعد ـ الصادر عن المجلة العربية للترجمة في لندن، ونص «يا إلهي»، المستلهم من مقتطفات شعرية للشاعر اليمني الكبير عبدالعزيز المقالح، وقد نُشر في كتابه السابق «ثلاثة نصوص مسرحية من زمن الحرب اليمنية» الصادر عن أطياف للترجمة ولنشر بالمغرب العربي.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بين هوية الغربة واسرار الفنتازيا في الجني وران لـ'حميد عقبي'
بين هوية الغربة واسرار الفنتازيا في الجني وران لـ'حميد عقبي'

يمنات الأخباري

timeمنذ 3 أيام

  • يمنات الأخباري

بين هوية الغربة واسرار الفنتازيا في الجني وران لـ'حميد عقبي'

يمنات تبدأ رواية 'الجني وردان' للكاتب اليمني حميد عقبي من عنوانها الذي يحمل دلالات عميقة تتجاوز الإشارة إلى شخصية خيالية. يعبر العنوان عن التوتر بين العالمين المادي والماورائي، ويجسد الصراع الداخلي للأفراد في مواجهة قوى غير مرئية. يمثل الجني 'وردان' الخيال والغرابة، بينما يرمز 'يحيى' إلى الإنسان العادي الساعي لفهم ذاته ومكانه في عالم معقد. تقع الرواية في ثلاثة فصول، حيث يفتتح الكاتب الفصل الأول بصورة شعرية ساحرة تصف 'يحيى' وهو يتأمل بوابة القيصرية في مدينة الأحساء، المليئة بالحركة والأضواء. تعكس هذه اللحظة التوتر الجميل بين الواقع والخيال، حيث تمثل البوابة مدخلًا إلى عالم غني بالتفاصيل الحياتية، مما يظهر روح البحث عن الهوية والانتماء. يتقدم 'يحيى' نحو البوابة، مما يمنحه حرية الحركة. يتأمل جمالها وكأن ضوءها الساحر يشجعه على المضي قدمًا. تبرز أوراق مكرمشة تتدحرج أمامه، داعية إياه ليتبعها إلى زقاق ضيق، مما يخلق شعورًا بالقلق والرعب. تتسارع الأحداث عندما يشعر 'يحيى' بقشعريرة تدفعه، وفي تلك اللحظة يرن هاتفه ويتحدث مع حبيبته التي تعبر عن قلقها من حياته المزدحمة. تجسد هذه المحادثة الفجوة بين عالمين: عالمه المليء بالصراعات وعالمها الساعي للهدوء. في مشهد لاحق، يستقل 'يحيى' تاكسي ويتحدث مع سائق إثيوبي يشارك ذكرياته عن اليمن، معبرًا عن الحنين إلى الوطن. يثري هذا الحوار موضوعات الهوية والانتماء، ويظهر وعيًا بالتاريخ المشترك بين اليمن وإثيوبيا. عند وصوله إلى المقهى، يلتقي بشابين مبدعين يتحدثون عن مشروعهم السينمائي، مما يطرح مواضيع الإبداع والسرقة الأدبية. تتقاطع أفكارهم مع رؤى 'يحيى'، مما يعكس صراع الأجيال والرؤى الفنية ويطرح تساؤلات حول حقوق المؤلف. تشكل هذه الأحداث لوحة معقدة من التجارب الإنسانية، حيث تتجلى الصراعات النفسية والاجتماعية. يعكس عقبي من خلال 'يحيى' التحولات الثقافية في المجتمع السعودي، مما يمنح القارئ رؤية معمقة حول التحديات التي تواجه الأفراد. رحلة يحيى بين صراع الهوية وغموض الأحساء في الفصل الثاني، على شاطئ العقير الفارغ، حيث ينسكب ضوء القمر على البحر، تتراقص الأمواج مع ضوء القمر كأنها تحكي قصة قديمة. تداعب الأمواج القنينة الزجاجية الفارغة، في مشهد يجسد براءة الطبيعة ومرحها. يبدو أن القنينة تمثل شيئًا من الماضي، وكأنها تحاول العودة إلى عمق البحر، بعيدًا عن عالم البشر. تدخل المجموعة إلى صالة البيت، حيث يسود الضوء الثابت. 'يحيى'، المحاط بأصدقائه، يتأملهم مبتسمًا وهو يستمع إلى نقاشاتهم حول اللوحات المعلقة. هنا، يظهر تأثير الفن في حياتهم، كأنه جسر يربط بين العوالم المختلفة. لكن 'مواهب'، الشخصية التي تحمل هموم الجميع، تتدخل بلطف. تأخذ السيجارة من 'يحيى'، وتحثه على التفكير في صحته وصحة من حوله. تعبر عن قلقها بعبارات تحمل وزنًا فلسفيًا، مما يعكس عمق شخصيتها. 'يحيى'، بتقبل، يعترف بأن الدخان يضر الجميع، كأنما يشير إلى مسؤوليتهم المشتركة عن العالم الذي يعيشون فيه. تبدأ 'مواهب' في استكشاف عالم 'يحيى' الغامض، فتسأله عن قصة 'عرس الجن'. يجيب 'يحيى' بحماس، مستعيدًا ذكريات طفولته، حيث اختلطت الحقيقة بالخيال. تتداخل الأصوات كأنها تعيد إحياء تلك اللحظات السحرية، ما يجعل المجموعة تتخيل الأحداث وكأنها تعيشها. تظهر شخصية 'وردان'، الجني الطيب، كرمز للحوار بين العوالم. يروي 'يحيى' تفاصيل علاقته بالجنية التي تشبه والدته، مما يعكس مفهوم الألفة بين الأنس والجن. يعكس هذا الحوار أيضًا رغبة البشر في فهم المجهول، في محاولة للتواصل مع ما هو غير مرئي. تدخل شخصية 'حسان'، المخرج، لتطرح أسئلة تعكس قلق المجتمع من الخيال. يتحدث عن أهمية تقديم الجن بصورة إيجابية، وهو ما يعكس الصراع بين الواقع والخيال. هنا، يظهر النقد الاجتماعي من خلال تسليط الضوء على الصور النمطية التي تحيط بالجن. مواهب تعبر عن أملها في إمكانية الحوار بين الثقافات المختلفة في عالم مليء بالصراعات. يحمل حديثها طابعًا فلسفيًا، مما يضفي عمقًا على النص ويعكس تطلعات الإنسان نحو السلام والتفاهم. ومع ذلك، تظل هناك لمحات من الغموض، حيث يفاجئهم القط المفترس الذي يقف عند باب الخروج. تحمل هذه اللحظة دلالة على الخطر الكامن في كل شيء، حتى في الأوقات التي تبدو فيها الأمور طبيعية. يُشير وجود القط إلى التوتر بين العوالم، حيث يمكن أن يختبئ الخطر في تفاصيل الحياة اليومية. في مشهد آخر، يكتشف 'يحيى' مائدة طعام فاخرة، مما يجسد التناقض بين الراحة الداخلية والقلق الخارجي. لكن الأحداث تتصاعد عندما يبدأ الماء في التدفق دون سبب واضح، مما يثير الرعب في قلبه. يرمز هذا التصوير إلى عدم الاستقرار الذي يعيشه، ويعكس الصراع الداخلي الذي تواجهه الشخصيات. وهكذا، يبقى 'يحيى' محاصرًا بين عالمين، حيث تتداخل فيهما الحقيقة والخيال. يقدم الفصل الثاني لمحات من التعقيد البشري، ويبرز أهمية التواصل والتفاهم في عالم مليء بالغرابة. يبدأ الفصل الثالث والأخير بوقوف 'يحيى' في وسط الصالة، متأملاً لوحاته التي تحمل دلالات عميقة. يلاحظ بقعة حمراء تتسلل برفق إلى أسفل اللوحة، مما يثير تساؤلاته حول معاني التغير والتحول. تمثل هذه البقعة بداية شيء جديد، وكأن الألوان الأخرى تستجيب لها، مما يعكس صراعًا فنيًا بين الداخل والخارج، وبين الإبداع والواقع. يسود السكون المكان، ثم يتخلله صوت الأطفال من الطابق العلوي، مما يضيف بعدًا إنسانيًا إلى مشهد التأمل. لكن المكالمة من زوجته تخرجه من هذا العالم الفني، وتعيده إلى واقع الحياة اليومية المليء بالتوترات. تعكس نبرة الغضب في صوتها قلقها من المنزل الذي يحيط به الجن والعفاريت، مما يجعل 'يحيى' يشعر بالعزلة. بعد المكالمة، تأتي رسالة من 'حسان' والمجموعة، وهي بمثابة دعوة للخروج إلى ساحل العقير. هنا، ينتقل 'يحيى' من عالم اللوحات إلى عالم الطبيعة، حيث يعكس المشهد الخارجي جمال الغروب وسكون البحر. يمثل هذا الانتقال تحولًا من القلق إلى الهدوء، ومن العزلة إلى الجماعة، حيث يجتمع الأصدقاء في حلقة من الفرح. عندما يبدأون بالرقص والغناء، يتجلى الفرح كوسيلة للتواصل بين الشخصيات. تعكس الأغنية مشاعرهم، وتربط بينهم بشكل عميق، كأنها تفتح قنوات للحوار بين عالمهم الداخلي والعالم الخارجي. لكن الشخصية غير المرئية تظل تراقب، مما يضيف عنصر الغموض والقلق. يعكس هذا التباين بين الفرح والخوف صراعًا دائمًا بين الأنس والجن، وبين المألوف والغريب. تظهر القنينة الزجاجية التي تطفو على الموج كرمز للغموض، وتجذب انتباه الشخصيات، لكنها تظل دون اهتمام. تعكس هذه اللحظة كيف يغفل البشر عن المخاطر المحيطة بهم، رغم محاولاتهم للعيش في اللحظة. ثم تنتقل الأحداث إلى حديقة بيت 'يحيى'، حيث تبدأ العناصر الغريبة في الظهور، مما يعكس تداخل العوالم. يتوقف الماء الذي يتدفق من الحنفية فجأة، كأنه تمهيد لشيء غير متوقع. يخلق هذا الريب توترًا في المشهد، ويشير إلى أن الأمور ليست كما تبدو. تبدأ المجموعة بالتحضير لتصوير فيلم 'وردان'، مما يمثل خطوة نحو التعبير عن الفكرة الأساسية للحوار بين الأنس والجن. هنا، يظهر 'حسان' كقائد، مما يعكس أهمية القيادة في أي مشروع جماعي. تتطور العلاقة بين 'ملاك' و'داعم'، ويبدو أن الأغنية تعبر عن مشاعرهم الخفية. يعكس هذا الحوار الصامت بين عيونهما الرغبات المتدفقة، مما يجسد أملًا في التواصل الإنساني الصادق. يظل القمر شاهدًا على هذا التفاعل الإنساني، مضيفًا لمسة من السحر على ما يحدث. تعكس هذه اللحظات التوازن بين الفرح والخوف، بين الأنس والجن، مما يجعل القارئ يتساءل عن طبيعة العالم الذي تعيش فيه الشخصيات، وما إذا كان يمكن حقًا التوصل إلى تفاهم بين هذين العالمين. لكن العلاقة تواجه عقبات معقدة، حيث تتحدث 'ملاك' عن المصاعب القانونية التي تمنع زواجهما، مما يعكس واقعًا اجتماعيًا معقدًا. تعبر عن قناعتها بأن الحب قادر على تجاوز هذه الحواجز، مضيفة بعدًا اجتماعيًا للنص، فالحب هنا يمثل الأمل في التغيير. سرعان ما يتبدل المشهد عندما تظهر شخصية الجني 'أبو شيداك'، مما يدخل عنصر الرعب والفوضى إلى القصة. يتحول الحديث من الرومانسية إلى كابوس، ويظهر الصراع الداخلي للشخصيات في مواجهة المخاوف. هذا الانتقال يُظهر كيف تتداخل الأحلام مع الكوابيس. تزداد الفوضى عندما يحاول 'أبو شيداك' السيطرة على الوضع، مما يرمز إلى التحديات الكبرى التي تواجهها الشخصيات. رغم الذعر، تتحد الشخصيات في مواجهة الخطر، مما يُظهر قوة الصداقة والتعاون. تتوالى الأحداث، وتنقل الشخصيات من مكان إلى آخر، في رحلة تعكس التغيرات الجذرية في حياتهم. تصل الرحلة إلى نقطة مثيرة عندما يجد الأبطال أنفسهم في قارب وسط البحر، بعد أن هربوا من الفوضى. هذه النقطة تمثل تحولًا جديدًا، حيث يتجاوزون الصراعات ليواجهوا المجهول. في وسط هذه الأحداث، يصبح البحر رمزًا للأمل والنجاة. وفي النهاية، يُشير الكاتب، بطل الرواية اليمني عقبي، إلى أنهم ليسوا بعيدين عن شاطئ مدينة المكلا في اليمن. هذه الإشارة تعزز الانتماء وتربط الأحداث بمكان معروف، مما يضيف عمقًا للأحداث ويعكس أهمية الهوية. رغم كل ما مروا به، يبقى الأمل في النجاة موجودًا، حيث يتجاوزون الفوضى إلى بر الأمان، في تجربة غنية تجمع بين الحب والرعب، وتترك أثرًا عميقًا في نفوس القارئ. تتألف الرواية من 85 صفحة متوسطة الطول، وتنتمي إلى أدبيات النوفيلا ما بين الأقصوصة والرواية. صدرت عن دار الدراويش للنشر والترجمة – بلوفديف – بلغاريا في مطلع هذا العام 2025. وتُعد الرواية السابعة عشرة لحميد عقبي، إلى جانب العديد من الأعمال الأدبية في السينما والمسرح والنقد الأدبي والشعر. فهو متعدد المواهب وخياله واسع، مما جعل أعماله مميزة. يتناول عقبي في 'الجني وردان' مواضيع معقدة تتعلق بالهوية والانتماء، مستفيدًا من تجربته الشخصية ككاتب يعيش في الغربة منذ عام 2001 في فرنسا. تتنقل الأحداث بين الواقع والخيال، مما يمكّن القارئ من الاندماج في عالم مليء بالتوترات النفسية والاجتماعية. يتجلى ذلك أيضًا في شخصياته، التي تحمل في طياتها مشاعر القلق والحنين، مما يعكس تجربته الذاتية كعربي يعيش في مجتمع أجنبي.

صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة
صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة

يمنات الأخباري

time٣٠-٠٤-٢٠٢٥

  • يمنات الأخباري

صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة

القاهرة – باريس صدرت عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة ثلاثة كتب جديدة للكاتب والمخرج اليمني المقيم في فرنسا حميد عقبي، تنوّعت بين الشعر والمسرح، وجاءت لتؤكد استمراره في التجريب الإبداعي والانفتاح على أشكال فنية متعددة. الكتاب الأول يحمل عنوان «ألف ليلة وليلتين – نص مفتوح»، وهو الديوان الشعري السادس لعقبي، وقد قدّم له الناقد العراقي د. سعد التميمي، الذي وصفه بقوله: «يأتي ديوان ألف ليلة وليلتين بوصفه تجربة نصية ذات خصوصية تتماهى بين الشعر والسرد، وتعيد تشكيل المونولوج الداخلي في بنية أكثر تعقيدًا وحيوية. إنه ليس مجرد نص سردي أو قصيدة نثرية طويلة، بل فضاء أدبي متعدد الطبقات، تتداخل فيه الأصوات والذكريات والهواجس الفلسفية، متجسدًا في لغة تفيض بالحلم والاغتراب والتأمل العميق في مفاهيم الوجود والفقد والموت». وأضاف التميمي أن النص ينطلق من تجربة ذاتية تتجاوز البوح التقليدي، ليتحول إلى تأملات فلسفية تتنقل بين العوالم الواقعية والمتخيلة، مشكّلًا تيار وعي ينهدم ويُعاد بناؤه عبر تدفقات حرة للأفكار والمشاعر. كما يتجاوز السرد طابعه الداخلي، ليتحول إلى حوار بين شخصيات واقعية وأسطورية، مما يخلق تشابكًا ثريًا بين الذاتي والجمعي، وبين الواقعي والمتخيل. أما الكتاب الثاني فهو نص مسرحي بعنوان «فتافيت زرقاء»، وقد صدر مع ترجمته إلى اللغة الإنجليزية التي أنجزها المترجم اليمني محمد المخلافي، وراجعها الأستاذ والمترجم الكبير البروفيسور عبدالرحمن الدربجي. وقد كتب التقديم للنص العربي الكاتب والمخرج المسرحي د. علي الشوابكة، مؤكدًا على الأبعاد الرمزية والدرامية التي ينطوي عليها النص. أما الكتاب الثالث، فهو نص مسرحي بعنوان «أنشودة الحياة»، صدر بالعربية مع ترجمته إلى الفرنسية، وقد أنجز الترجمة علاء السعيدي، المترجم والباحث التونسي. يستند هذا النص إلى قصيدة طويلة للشاعر السوري صبري يوسف، وقد اشتغل عليها عقبي دراميًا ليخلق تجربة تتقاطع فيها تقنيات المسرح مع الشعر. وتُعد هذه التجربة امتدادًا لمشروعه المسرحي الشعري الذي سبق أن قدّم فيه نصوصًا مثل «بعض اللحظات»، الذي تفاعل فيه مع شعر الشاعرة اللبنانية دورين سعد ـ الصادر عن المجلة العربية للترجمة في لندن، ونص «يا إلهي»، المستلهم من مقتطفات شعرية للشاعر اليمني الكبير عبدالعزيز المقالح، وقد نُشر في كتابه السابق «ثلاثة نصوص مسرحية من زمن الحرب اليمنية» الصادر عن أطياف للترجمة ولنشر بالمغرب العربي.

الشعر في مواجهة الأسئلة الكبرى .. قراءات حميد عقبي بعين سينمائية لنصوص الشاعر اللبناني الألماني سرجون كرم
الشعر في مواجهة الأسئلة الكبرى .. قراءات حميد عقبي بعين سينمائية لنصوص الشاعر اللبناني الألماني سرجون كرم

يمنات الأخباري

time١٨-٠٢-٢٠٢٥

  • يمنات الأخباري

الشعر في مواجهة الأسئلة الكبرى .. قراءات حميد عقبي بعين سينمائية لنصوص الشاعر اللبناني الألماني سرجون كرم

صدر عن دار أطياف للنشر والترجمة في المغرب العربي كتاب بعنوان 'الشعر في مواجهة الأسئلة الكبرى: قراءات في نصوص الشاعر سرجون كرم'، قدّمها الشاعر اليمني والمخرج المسرحي والسينمائي حميد عقبي، المقيم في فرنسا. يتضمن الكتاب خمس قراءات من ديوان 'سندس وسكين في حديقة الخليفة' للشاعر اللبناني الألماني د. سرجون كرم، حيث تمثل قصيدة 'كيف سيكون الشِعْرُ حين تنتهي الحرب' أسئلة متمردة بصيغة تساؤلية عالمية، بينما تتناول قصيدة 'جرمانيا' تفكيك الواقع وإعادة خلقه برؤية ذاتية وروحانية. وفي قصيدة 'الحب بلغة جندي عائد من الحرب' يتم استكشاف الحب والحرب في جدلية الوجود الإنساني، في حين تعكس قصيدة 'لا تموتي قبل أن تنتهي الحرب' العلاقة بين الحبيبة والحرب والأرض. وأخيرًا، تقدم قصيدة 'بيروت' تأملات حول الجذور والغربة وقداسة السلام. في مقدمة الكتاب، يكتب الشاعر والناشر د. أحمد الفلاحي إن هذا الكتاب النقدي يمثل رحلة معمقة في عوالم الشاعر اللبناني الألماني د. سرجون كرم، حيث تتداخل الأسئلة الكبرى حول الحرب والغربة والإبداع مع تأملات فلسفية غنية ومركبة. يقدم المؤلف للقارئ دراسة تنبش في أعماق النصوص الشعرية لكرم، كاشفة عن أبعادها الفكرية والفنية. تكمن فرادة تجربة كرم الشعرية في قدرته على المزج بين البنية المسرحية والبصرية للسرد الشعري وبين التأمل الفلسفي الذي يخترق الأسئلة الوجودية الأكثر تعقيدًا، ففي قصيدته الشهيرة 'كيف سيكون الله والشعر حين تنتهي الحرب' نرى كيف يحوّل كرم قلقه الوجودي إلى مشهد شعري يمزج المقدس باليومي، ويمرّر من خلاله نقدًا ثقافيًا عابرًا للحدود. يتناول هذا الكتاب أيضًا نص 'جرمانيا' بوصفه شهادة شعرية على صراع الهوية في المهجر، حيث تتحول تفاصيل الحياة اليومية إلى فضاء فلسفي يكشف عن قلق الشاعر تجاه الذات والعالم، وهنا تتحوّل الغربة إلى تجربة داخلية مزدوجة تتمثل في مواجهة مع الذات ومع الآخر. تتبنى هذه الدراسة منهجًا نقديًا تركيبيًا يجمع بين التحليل البنيوي والتأويلي، مستحضرة السياق الثقافي والفني الذي تتموضع فيه تجربة كرم. لكنها ليست مجرد تحليل للنصوص بل هي حوار مع الرؤى الفلسفية التي تنبض بين سطورها، فنحن أمام كتاب يقرأ النص الشعري قراءة متجاوزة تتعامل معه بوصفه كيانًا حيًا يطرح الأسئلة أكثر مما يجيب عنها، مما يجعلها دعوة للقارئ للانخراط في رحلة تأملية تتلاقى فيها الأسئلة الكبرى حول الله والشعر والحرب مع مساحات الذات والهوية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store