القوة العالمية: صعود بطلات كوريا الجنوبية في الجولف
في حين حققت اليابانية ميو ياماشيتا أول لقب كبير لها بفوزها المثير بواقع 11 ضربة تحت المعدل، حصلت الكورية الجنوبية أ. ليم كيم على المركز الرابع، مما عزز الحضور العميق والثابت لبلادها في اللعبة.
ولكن الصورة الأوسع أكثر دلالة.
تأهلت اثنتا عشرة لاعبة من كوريا الجنوبية إلى نهائيات بطولة السيدات الكبرى لهذا العام، وهو إنجازٌ بارزٌ يعكس التأثير المتواصل للبلاد على رياضة الجولف الاحترافية. ووفقًا لأحدث تصنيفات رولكس العالمية لجولف السيدات، فإن 13 من أفضل 50 لاعبة من كوريا الجنوبية، متفوقةً بفارقٍ ضئيل على الولايات المتحدة، التي تضم 12 لاعبة.
بالنسبة لبلد يبلغ عدد سكانه 52 مليون نسمة، ويضم نحو 800 منشأة غولف، فإن نجاح كوريا الجنوبية على الساحة العالمية للغولف ليس محض صدفة. إنه ثمرة تنمية منهجية، واستثمار طويل الأجل، وعقلية وطنية فريدة.
تأثير سيري باك
بدأ زخمها الكبير عام ١٩٩٨، عندما انطلقت سيري باك بقوة في جولة رابطة لاعبات الجولف المحترفات (LPGA) وفازت بخمس بطولات كبرى خلال مسيرتها، لتصبح رمزًا ثقافيًا في كوريا الجنوبية. أشعل نجاحها الدولي حماسًا كبيرًا في وطنها، وعززته التغطية الإعلامية الواسعة والوعي الوطني بإمكانيات الجولف. وتبعها الرعاة وأولياء الأمور والمؤسسات، مستثمرين في تطوير الناشئين ودعم جيل جديد من لاعبي الجولف.
اللعبة الحضرية
على عكس العديد من الدول الغربية، لم يعتمد ازدهار رياضة الجولف في كوريا الجنوبية على العشب الأخضر فحسب. ظهرت "غولف زون" (GolfZon)، الشركة الرائدة في مجال صالات الجولف المغلقة، والتي سهّلت الوصول إلى اللعبة في المراكز الحضرية المكتظة بالسكان في كوريا. يوجد اليوم أكثر من 5000 موقع "غولف زون" في جميع أنحاء البلاد. توفر هذه البيئات المحاكية، التي غالبًا ما تُقام في نواصي شوارع المدن، نقطة دخول منخفضة التكلفة وسهلة للاعبين الشباب، الذين يطور العديد منهم مهارات تقنية متقدمة قبل أن يخطووا خطواتهم الأولى على ملعب حقيقي.
غالبًا ما يُركز التدريب على دقة ضرب الكرة باستخدام الشباك وأجهزة المحاكاة، مما يسمح للاعبين بصقل مهاراتهم دون ضغط مباشر على مسافة الكرة أو مسارها. هذا التركيز على العملية بدلًا من النتيجة، وهو أمر شائع في علم نفس الرياضات النخبوية اليوم، لطالما كان ركيزة أساسية في تدريب الجولف الكوري.
ولكن أين الرجال؟
إن الاختلال بين النساء والرجال الكوريين الجنوبيين في أعلى مستويات هذه الرياضة واضحٌ جليًا. فبينما لا يقلّ لاعبو الجولف شغفًا، يواجهون عقبةً حتمية: الخدمة العسكرية الإلزامية، التي تصل مدتها إلى 21 شهرًا، وغالبًا ما تتزامن مع سنوات نموّهم الأساسية. وقد أُشير إلى هذا الاضطراب كعاملٍ رئيسيّ يحدّ من قدرة الرجال الكوريين الجنوبيين على تكرار الهيمنة العالمية التي تشهدها رياضة الجولف النسائية.
ثقافة الالتزام
تطورت رياضة الجولف في كوريا الجنوبية لتصبح أكثر من مجرد رياضة؛ فهي رمز للانضباط والتفاني والمكانة المرموقة. ولا يعتمد نجاح رياضة الجولف النسائية في كوريا الجنوبية على الموهبة فحسب؛ بل يعتمد أيضًا على برامج تدريبية مُنظمة للناشئات، وجولة محلية تنافسية في رابطة لاعبات الجولف المحترفات الكوريات، وأنظمة دعم أسرية تُعطي الأولوية للجولف كمسار مهني مشروع منذ الصغر.
على الصعيد التجاري، لعبت الشركات الكورية دورًا محوريًا أيضًا. فمن المعدات إلى الملابس، يُعزز رعايتها المحلية لأسماء أبرز اللاعبين الكوريين رياضة الجولف كفخر وطني.
رغم أن سيطرة كوريا الجنوبية على كرة القدم النسائية قد تكون قد تراجعت قليلاً مع صعود نجم اللاعبات اليابانيات والصينيات والتايلانديات، إلا أن أساسها لا يزال لا يُضاهى. تدرس دول أخرى الآن "النموذج الكوري" وتدمج تنمية الشباب، وإتاحة فرص لعب الجولف على الشاشات، والمنافسة المحلية القوية للمساعدة في تكرار هذا النجاح.
في الوقت الحالي، لا يزال خط الأنابيب قويًا. ولا تزال صيغة كوريا الجنوبية تُلهم جيلًا كاملًا وتُسهم في إعادة تشكيل كرة القدم النسائية العالمية.
جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة
صحيفة الخليج
منذ 7 ساعات
- صحيفة الخليج
بطولة PIF لندن للغولف تعود إلى نادي سنتوريون
تعود بطولة PIF لندن للغولف إلى نادي سنتوريون في هيرتفوردشير خلال الفترة من 8 إلى 10 أغسطس، للعام الخامس على التوالي، مؤكدة مكانتها كإحدى المحطات الرئيسية في أجندة الجولة الأوروبية للسيدات (LET) حيث تعتبر امتدادًا لجهود والتزام غولف السعودية بتطوير ودعم الانتشار العالمي لرياضة الغولف وتمكين المرأة من خلال هذه الرياضة. وتم رفع إجمالي الجوائز المالية هذا العام إلى مليوني دولار أمريكي، ما يعزز من جاذبية البطولة لأفضل اللاعبات في العالم والمواهب الصاعدة، ويجعلها واحدة من أكثر البطولات ترقبًا ضمن أجندة الموسم الرياضي. وتتصدر النجمة الإنجليزية وسفيرة غولف السعودية تشارلي هول قائمة المشاركات، بعد أدائها اللافت الذي قادها للمركز الثاني في بطولة AIG المفتوحة للسيدات – آخر بطولات الموسم الكبرى. وتنضم إليها كل من بطلة البطولات الكبرى جورجيا هول، ومتصدرة ترتيب الجولة الأوروبية ميمي رودز، إلى جانب الموهبة البريطانية الصاعدة أنابيل فولر. أما على الصعيد الدولي، فتشارك نخبة من أبرز النجمات، من بينهن كارلوتا سيغاندا، الفائزة بثماني بطولات أوروبية ونجمة كأس سولهايم، وسيلين بوتييه، المتوجة بلقب بطولة إيفيان 2023، وباتي تافاتاناكيت، بطلة بطولة شيفرون السابقة، والتي تعود إلى الملاعب التي شهدت تألقها في بطولة أرامكو السعودية الدولية للسيدات 2024. وتُعد جميع هؤلاء النجمات سفيرات لغولف السعودية في أبرز المحافل العالمية. وتبلغ قيمة الجوائز الإجمالية للسلسلة نحو 13 مليون دولار أمريكي، ما يجعلها من بين أعلى الجوائز المالية خارج البطولات الكبرى مما يعكس التزام صندوق الاستثمارات العامة (PIF) بدعم الرياضة النسائية وتوفير مسارات مهنية مستدامة للاعبات الغولف.
الإمارات اليوم
منذ يوم واحد
- الإمارات اليوم
منتخب الريشة الطائرة يشارك في بطولة آسيا والمحيط الهادئ
يشارك المنتخب الوطني للريشة الطائرة للمرة الأولى في بطولة آسيا والمحيط الهادئ للريشة الطائرة، التي تنطلق، بعد غدٍ، في العاصمة الماليزية كوالالمبور، وتستمر حتى 10 من الشهر الجاري. وأطلق اتحاد اللعبة، أمس، معسكراً تحضيرياً للمنتخب الوطني في مقر أكاديمية الاتصالات في دبي، المركز الوطني المعتمد للعبة، استعداداً لهذه المشاركة. وتُعدّ بطولة آسيا والمحيط الهادئ محطة رئيسة تمهّد الطريق للمشاركة المنتظرة في أول نسخة من بطولة كأس العالم للريشة الهوائية، التي تقام في الشارقة خلال الفترة من 11 إلى 14 ديسمبر المقبل. وقال نائب رئيس اتحاد الإمارات للريشة الطائرة، سالم خميس المزروعي، إن المشاركة في هذا الحدث العالمي تُعدّ نقطة مفصلية للمنتخب الوطني قبل خوض منافسات بطولة كأس العالم التي تقام في الدولة.
البيان
منذ يوم واحد
- البيان
الروسي مشرفاً على حكام مونديال الطائرة
كلّف الاتحاد الدولي للكرة الطائرة حكمنا العالمي الأولمبي، حامد الروسي، بالسفر إلى إندونيسيا والصين، للإشراف على حكام ومراقبي بطولتي العالم تحت 21 سنة للفتيات والشباب، من 5 حتى 28 أغسطس الجاري، وذلك بعد عودته قبل أسابيع قليلة إلى الدولة عقب القيام بالمهمة نفسها ببطولة العالم للجامعات، خلال الفترة من 12 حتى 24 يوليو الماضي. ويأتي هذا التكليف من الاتحاد الدولي للطائرة، تقديراً وثقة بكفاءة حكمنا العالمي الأولمبي، وما يمتلكه من خبرات كبيرة على مدى 22 عاماً من العطاء، وتكللت بختام رائع بوجوده في نهائي دورة الألعاب الأولمبية بباريس 2024. يذكر أن الروسي بعد اعتزاله شغل مقعد عضوية لجنة الحكام وقواعد اللعبة بالاتحاد الدولي للطائرة، بالإضافة إلى العمل سكرتيراً للجنة الحكام بالاتحاد الآسيوي للطائرة، وقدم من خلال عمله في المنصبين، الدعم الكبير لحكام القارة الآسيوية وغرب آسيا من خلال وجود نخبة من الحكام المتميزين في بطولات الاتحاد الدولي بهذا العام
