logo
"نووي قرب لبنان".. معلومات مثيرة عن "مفاعل سرّي للغاية"!

"نووي قرب لبنان".. معلومات مثيرة عن "مفاعل سرّي للغاية"!

ليبانون 24منذ 15 ساعات

خلال الحرب الإيرانية - الإسرائيلية الأخيرة، اتجهت الأنظار إلى مفاعل ديمونة الإسرائيلي وذلك بعدما أثيرت مخاوف من إمكانية استهدافه من قبل إيران.. فماذا تقول المعلومات عن هذا المفاعل وهل تم استهدافه سابقاً؟
يقول تقرير نشره موقع "التلفزيون العربي" إن إسرائيل تُعتبر الدولة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط ، رغم أنها لم تؤكد أو تنفي أبداً حيازتها سلاحاً نووياً، وتعتمد الغموض إزاء هذا الموضوع، كما أنها ترفض التوقيع على معاهدة حظر الانتشار النووي، والقبول بمراقبة دولية على مفاعلها في ديمونة.
وتقدر "مبادرة التهديد النووي"، وهي منظمة تتخذ من الولايات المتحدة الأميركية مقرًا لها، أن اسرائيل أنتجت ما يكفي من البلوتونيوم لتسليح ما بين 100 و200 رأس حربي نووي.
هل استُهدف مفاعل ديمونة ومتى؟
وظل مفاعل ديمونة في معزل عن أي تهديد منذ إنشائه رغم أن إسرائيل خاضت عدة حروب مع جوارها العربي، وخصوصاً حربي عام 1967 و1973 إضافة إلى حروبها مع حزب الله وحركة حماس في العقدين الأخيرين.
وكانت مرات نادرة التي أعلنت فيها إسرائيل اقتراب الصواريخ التي تُطلق عليها خلال حروبها من منطقة المفاعل، ومنها إعلان الجيش الإسرائيلي في 17 من هذا الشهر إطلاق صفارات الإنذار في مناطق جنوب إسرائيل، بما في ذلك ديمونة، وجاء ذلك بعد إطلاق إيران دفعات من الصواريخ على إسرائيل في خامس يوم على العدوان عليها.
كذلك، تعرّض محيط المفاعل إلى استهداف غير مسبوق في تموز عام 2014، حيث سقط صاروخان أُطلقا من قطاع غزة على بلدة ديمونة.
وآنذاك، تبنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس إطلاق الصواريخ، قائلة إنها من طراز ام 75 التي يصل مداها الى نحو 80 كيلومترًا.
يعتبر ديفيد بن غوريون رئيس الوزراء الأول لإسرائيل، عرّاب البرنامج النووي الإسرائيلي، بينما يُنظر إلى الرئيس الإسرائيلي الأسبق شمعون بيريز (1923- 2016) باعتباره مهندس مفاعل ديمونة، حيث كلفه بن غوريون في خمسينات القرن الماضي بالمسؤولية عن البرنامج النووي، وكان بيريز يشغل آنذاك منصب مدير عام وزارة الدفاع.
وتأسست هيئة الطاقة الذرية الإسرائيلية عام 1952، حيث عملت على استخراج اليورانيوم من صحراء النقب، وتطوير تقنيات لإنتاج الماء الثقيل الذي وفر لإسرائيل القدرة على إنتاج أحد العناصر المهمة في المجال النووي.
ووقّعت إسرائيل في أواخر أيلول عام 1957 اتفاقية مع باريس تقضي بإنشاء مفاعل نووي في "ديمونة"، بالاستعانة بالعلماء الفرنسيين.
وأحيطت العملية بسرية بالغة، وبدت ديمونة في نهاية الخمسينيات وكأنها مدينة فرنسية، إذ كان 2500 مواطن فرنسي يعيشون فيها، واُفتتحت لهم المدارس والثانويات الفرنسية ، وامتلأت شوارع المدينة بسيارات رينو.
إلى ذلك، ذكر تقرير كتب في كانون الثاني عام 1963 ورفعت عنه السرية عام 2017 أن مفاعل ديمونة "كان يعمل بأقصى طاقته"، وأكّد التقرير أن المفاعل يمكنه بذلك أن ينتج ما يكفي من البلوتونيوم لصنع سلاح نووي أو اثنين سنوياً.
ودفع هذا واشنطن لطلب زيارة بعثة تفتيش أميركية إلى المفاعل، وهو ما حدث عام 1963 بعد تنصيب ليفي أشكول رئيساً للوزراء في إسرائيل ، حيث قامت بعثات تفتيش أميركية بنحو ست زيارات سنوية لمفاعل ديمونة بين عامي 1964 و1969.
لكن السماح بالزيارات كان نوعًا من التحايل، فقد رفضت تل أبيب طلبات الوكالة الدولية للطاقة الذرية بزيارة مفتشين للمفاعل النووي في ديمونة، وسمحت بدلًا من ذلك بزيارة الأميركيين مع تقييد حركتهم ومنعهم حتى من استخدام معداتهم الخاصة أو جمع العينات.
كذلك، قامت بتضليلهم ببناء جدران زائفة حول المصاعد في مجمع ديمونة التي تنزل ستة مستويات إلى مصنع إعادة المعالجة تحت الأرض.
ورغم ذلك توصلت إسرائيل عام 1969 الى تفاهم مع الولايات المتحدة يمتنع بموجبه المسؤولون الإسرائيليون عن الإدلاء بأي تصريح علني حول قدرة بلادهم النووية، ويتعهّدون بعدم القيام بأي تجربة نووية، في مقابل تعهّد واشنطن بعدم ممارسة ضغوط على تل أبيب في هذا الشأن.
ولم يقم أي مسؤول إسرائيلي حتى الآن بخرق "قاعدة الصمت" هذه والاعتراف بوجود ترسانة نووية، بل واصلوا اعتماد سياسة تقوم على الغموض والالتباس إزاء الأمر.
وفي عام 2010 أعلن إيهود باراك عندما كان وزيرًا للدفاع أن إسرائيل ستستمر في سياسة "الالتباس" هذه، وقال لإذاعة الجيش الاسرائيلي: "إنها سياسة جيدة ولا داعي لتغييرها. ثمة توافق تام مع الولايات المتحدة بهذا الشأن".
أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فرد على سؤال حول ما إذا كانت تل أبيب تمتلك أسلحة نووية في مقابلة مع شبكة " سي إن إن" في أيار 2018، قائلًا: "لطالما قلنا إننا لن نكون أول من يقدّم النووي في الشرق الأوسط، لذلك نحن لسنا من قدمناه إلى المنطقة. هذه أفضل إجابة ستحصل عليها".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الوكالة الدولية للطاقة الذرية: إيران قادرة على استئناف تخصيب اليورانيوم خلال شهور #عاجل
الوكالة الدولية للطاقة الذرية: إيران قادرة على استئناف تخصيب اليورانيوم خلال شهور #عاجل

سيدر نيوز

timeمنذ 33 دقائق

  • سيدر نيوز

الوكالة الدولية للطاقة الذرية: إيران قادرة على استئناف تخصيب اليورانيوم خلال شهور #عاجل

قال رافائيل غروسي، رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إن إيران قادرة على استئناف تخصيب اليورانيوم 'في غضون شهور'، في تصريح يناقض تأكيد البيت الأبيض على أن البرنامج النووي الإيراني قد تراجع لسنوات. وفي مقابلة مع شبكة سي بي إس نيوز، أشار غروسي إلى أن المواقع النووية الإيرانية أصيبت بأضرار 'جسيمة' بعد ضربات قاذفات الشبح الأمريكية الأسبوع الماضي، لكن الضرر لم يكن كُلياً على حد قوله. وقد نفذت إسرائيل عملية عسكرية على المواقع النووية والعسكرية الإيرانية في 13 يونيو/حزيران، إذ قالت إسرائيل إن عمليتها تهدف إلى منع إيران من تطوير سلاح نووي، وهو أمر تنفيه طهران. وبعد 12 يوماً من التصعيد بين البلدين، دخلت الولايات المتحدة على الخط وقصفت ثلاث منشآت رئيسية تستخدمها إيران في برنامجها النووي. وقد رفضت إيران طلباً من الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتفتيش المواقع التي تعرضت للقصف. وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن حجم الأضرار التي لحقت بالمواقع النووية 'خطير'، لكن التفاصيل غير معروفة. وخلال تصريحات عديدة بعد الضربات الأمريكية، أصر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على أن البرنامج النووي الإيراني قد تراجع 'لعقود'، لكن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، يقول إن 'بعضه لا يزال قائماً'. Reuters وقال غروسي في المقابلة التي نشرت شبكة سي بي إس نيوز مقتطفات منها مساء السبت: 'يمكنهم في غضون شهور تشغيل بضع مجموعات من أجهزة الطرد المركزي لإنتاج اليورانيوم المخصب، أو أقل من ذلك'. وتدور تكهنات حول إن كانت إيران قد تمكنت من نقل بعض أو كل مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب، المقدر بـ 408.6 كيلوغرام (900 رطل) قبل الهجمات الأمريكية. وهذا اليورانيوم قد وصل إلى درجة تخصيب تقدر بنسبة 60 في المئة، أي أعلى من المستويات المخصصة للاستخدام المدني، لكنه لا يزال دون مستوى تصنيع سلاح نووي. وإذا خضعت هذه المادة إلى تحسين أكبر، فستكون كافية نظرياً لإنتاج أكثر من تسع قنابل نووية. وأكد غروسي لشبكة سي بي إس، إن هناك عدم يقين داخل الوكالة بشأن تلك المواد، وأوضح: 'لا نعرف أين يمكن أن تكون هذه المواد'. وأضاف غروسي أنه 'ربما يكون بعضها قد دُمّر جراء الهجوم، لكن ربما يكون قد نُقل بعضها الآخر. لذا، لا بد من توضيحٍ في مرحلة ما'. وصوّت البرلمان الإيراني على تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ورفضت طهران طلب غروسي زيارة المواقع المتضررة، خاصةً فوردو، منشأة تخصيب اليورانيوم الرئيسية. وقال غروسي إنه 'يجب أن نكون في وضع يسمح لنا بالتحقق من وجود اليورانيوم، لتأكيد ما هو موجود، ومكانه، وماذا حدث له'. وكان ترامب قد قال في مقابلة مع برنامج 'صنداي مورنينغ فيوتشرز' على قناة فوكس نيوز، إنه لا يعتقد أن مخزون اليورانيوم قد نُقل، موضحاً أنها عملية 'صعبة للغاية'. وشدد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، السبت، على دعم واشنطن 'لجهود التحقق والمراقبة الحاسمة التي تبذلها الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إيران'، مشيداً بـ'التفاني والاحترافية' لعمل غروسي ووكالته. ومن المقرر أن تبثّ شبكة سي بي إس المقابلة الكاملة مع غروسي الأحد، خلال برنامج 'فيس ذا نيشن'.

أين وصلنا... وإلى أين نتوجه الآن؟
أين وصلنا... وإلى أين نتوجه الآن؟

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ 40 دقائق

  • القناة الثالثة والعشرون

أين وصلنا... وإلى أين نتوجه الآن؟

يستحق الرئيس دونالد ترامب تداعيات تسرّعه بإعلان الانتصار العسكري على إيران وهرولته إلى إعلان وقف النار بين إيران وإسرائيل، قبل التحقق والاستنتاج القاطع بنتائج عملياته العسكرية على البرنامج النووي الإيراني ومنشآته المحصّنة. زج دونالد ترامب نفسه في الزاوية وعلى كتفيه عبء الإثبات، فيما كان يُفترض أن يبقى عبء إثبات مصير البرنامج النووي على إيران. أغلقت الجمهورية الإسلامية الباب كليّاً أمام الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي في وسعها وحدها قدرة تقويم مدى الضرر الذي لحق بالمنشآت الإيرانية النووية، ووضع الطرد المركزي، وأين يمكن أن تكون إيران خبّأت اليورانيوم العالي التخصيب بعدما كانت هرّبته من المنشآت قبل العمليات العسكرية الأميركية. هكذا قلبت طهران الطاولة، ودخل دونالد ترامب دوّامة الإثبات في معارك مع الإعلام وضد الديموقراطيين، فيما خرج مرشد الجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي بخطاب الانتصار والتعالي على دونالد ترامب بغطرسةٍ وثقة عالية واصفاً ما فعله بالفشل، معتبراً أن ترامب كان "يهوّل ويضخّم" نتائج هجماته، مشدداً على توجيه صفعة للرئيس الأميركي وللقواعد الأميركية، متوعداً بأن يندم ترامب على استخدامه مصطلح "الاستسلام" المهين للثورة الإيرانية. فماذا الآن؟ جزء من المشكلة يبقى في أن دونالد ترامب يشخصن السياسة، ويقلّص القضايا الاستراتيجية إلى التكتيك السياسي، ويتصرّف بعاطفية نرجسية أحياناً، وتعجبه "البهورة"، ويتلذّذ بإبراز نفسه دائماً منتصراً، ويتبنّى أسلوب الاستفزاز والهجوم عندما يجد نفسه في الزاوية. فدونالد ترامب لا يعترف بالأخطاء وإنما يتعالى عن الإقرار بها حتى عندما تكون نتائجها مكلفة. قد يقال حسناً فعل الرئيس الأميركي بإعلانه وقف النار بين إيران وإسرائيل بعدما ألحق الضرر- حتى وإن لم يكن دمّر- المنشآت النووية وقضى على البرنامج النووي، كما يزعم. قد يقال إن الرئيس ترامب جنّب المنطقة حرباً قابلة للتوسع والإطالة والمزيد من الخطورة، فلماذا لومه بدلاً من شكره؟ قد يقال إن مجرد وقف النار بين إيران وإسرائيل يستحق التقدير بدلاً من التشكيك. كل هذا قد يكون صحيحاً إذا دام وقف النار باستمرار توافق الطرفين الإيراني والإسرائيلي عليه، ولو وقّع الطرفان على هدنة وقف النار وخريطة طريق إلى وقف النزاع وليس التهدئة الموقتة. ثم هناك مشكلة عضوية في تكتيك الترقيع والترتيبات الانتقالية التي تعتمدها إدارة ترامب في أكثر من ملف. هناك مشكلة في استباق الإنجازات قبل إتمامها لمجرد تمكين الرئيس الأميركي من أن يزعم أن المبادرة في يده وأنه صاحب القفزات النوعية في السياسات الدولية. مبعوث الرئيس وصديقه ومستشاره المفضل، ستيف ويتكوف، مخيف. إنه رجل بارع وذكي يُحسن فن الصفقة ولعلّه في صميمه يكره الحروب ويريد إنهاءها كي يتمكن من تحويل بقع النزاع إلى فرص استثمار. فهو رجل مال. المشكلة أن ويتكوف لا يقرأ تاريخ النزاع ولا يعرف شخصية الذي يفاوضه. في هذه الحال لا يعرف تاريخ الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومدى تمسك حكام إيران بعقيدة النظام النووية والصاروخية والتوسعية عبر الوكلاء والأذرع. لا يعرف الصبر الفارسي وحنكة المماطلة وزئبقية الالتزامات الإيرانية أثناء الأخذ والعطاء في المفاوضات. لذلك أخطأ وسيخطئ. وللتأكيد، الحديث ليس فقط عن الجانب الإيراني من الحرب مع إسرائيل، وإنما هو عن المفاوضات الأميركية- الإيرانية قبل المواجهة العسكرية التي بادرت بها إسرائيل ضد إيران، في خضم المفاوضات. هذا يكشف أيضاً مدى ضعف تقدير السيد ويتكوف لشخصية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ولؤمه وغروره ودناءة تكتيكاته السياسية عند الحاجة. ثقة ويتكوف بنفسه وثقة ترامب به تجعلهما يرتكبان أخطاء الوعود بتفاؤل زائف، كما أخطاء إساءة قراءة رجال النظام في طهران. يصرّ هؤلاء الرجال، وراء الجدران في الغرف المغلقة وكذلك في العلن، على أن إيران لن تتخلى عن برنامجها النووي كما تتصوره مهما كان، ومهما حاول ويتكوف ترغيبها في ذلك بالمليارات أو بالكونسورتيوم. رغم ذلك يتحدث ترامب وويتكوف بلغة الصفقة الكبرى مع إيران. رجال طهران يصرّون على استبعاد مسألة الصواريخ الباليستية ومسألة الوكلاء والأذرع المكلفة ضرب الاستقرار في دول سيادية كلما احتاجت إيران لذلك. ورجال واشنطن يفترضون أنفسهم بارعين في فن الصفقات، وأن لا حاجة لطرح المسائل الثلاث معاً في المفاوضات، وبذلك يخضعون للإملاءات الإيرانية كما سبق أن خضع الرئيس الأسبق باراك أوباما وفريقه. يتحدّث الثنائي ترامب- ويتكوف عن العودة إلى المفاوضات مع رجال خامنئي فيما مرشد الجمهورية أوضح أن على الرئيس الأميركي التعبير عن الندم أولاً لاستخدامه مصطلح الاستسلام المهين لإيران، بل حذّر من مغبّة أن يتجرأ ترامب على مغامرة أخرى كالتي تمثلت بالضربات العسكرية للمنشآت الإيرانية. خامنئي لن ينسى كلام ترامب عن الاستسلام حتى بعدما أجبر الرئيس الأميركي على التراجع عن حتى التفكير في إسقاط النظام في طهران. خامنئي سجّل إنجازاً كبيراً عندما وضع في جيبه ضمانات أميركية باستمرار النظام في السلطة، عند إخراج مسرحية الانتقام الإيراني من الهجوم الأميركي تعهدت فيه طهران ضمان عدم إيذاء جندي أميركي واحد. الصفعة الأخرى تمثلت، كما تباهى خامنئي، بقيام الجمهورية الإسلامية الإيرانية باستهداف قواعد أميركية في قطر والعراق لأول مرة. منطقياً، ولمجرد الجدل، إن إيران في وضع أفضل مما كان، رغم الضرر الكبير الذي أصاب منشآتها النووية. هرّبت اليورانيوم العالي التخصيب بنسبة 60 في المئة- وبعضه 90 في المئة- إلى أماكن مجهولة داخل إيران، وطردت الوكالة الدولية للطاقة الذرية فلم تعد تحت سوط المراقبة. إيران تقول إنها في حاجة الى مجرد 5 أشهر لإعادة بناء برنامجها النووي. فلماذا تقبل العودة إلى المفاوضات؟ ثم أن النظام لا يخشى ضربة أميركية كبرى مجدداً لأنه مقتنع بأن دونالد ترامب لن يفعلها، أولاً لأن ذلك يكون بمثابة اعتراف بأنه لم يحقق ما زعم أنه حققه في الجولة الأولى، وثانياً لأنه يخشى التداعيات الداخلية والسياسية لتورطه في حرب مع إيران. ما قد يحدث هو استئناف المواجهة العسكرية الإسرائيلية- الإيرانية بعد أن يهدأ ترامب قليلاً. ذلك أن نتنياهو الآن في مأزق مزاج ترامب وهو في حاجة الى حساب دقيق لكل خطوة يتخذها. لكن إسرائيل لن تتراجع عن تحقيق أهدافها. وكذلك إيران. ولأن وقف النار هش، فيما نتائج الحرب الأميركية على المنشآت النووية الإيرانية قيد المزايدات، فإن إمكان استئناف المواجهة وارد. ذلك أن لا إيران ولا إسرائيل أنهتا ما في ذهنهما الواحدة نحو الأخرى، والمواجهة تناسب الإثنتين. مشكلة الرئيس الأميركي أن كلاً من إيران وإسرائيل تشعران أن دونالد ترامب ضللهما، وغشهما. إسرائيل بالذات تقع تحت ضغوط كبيرة من الرئيس الأميركي، لكنها في حاجة لاتخاذ خطوات استكمالية نحو البرنامج النووي الإيراني والصواريخ والأذرع الإيرانية. وبالمناسبة، إن الرئيس ترامب ومبعوثه ويتكوف يرتكبان خطأً آخر في خضمّ عدم الوضوح مما هو آتٍ مع إيران. يتحدثان بلغة الصفقة الجاهزة في شأن غزة فيما يتبيّن بعد التدقيق أن الشروط ما زالت نفسها، وليس حقاً ما يؤكد أن إنهاء حرب إسرائيل على غزة بات قريباً. وليته يتحقق لأن هذه الحرب أنهكت المدنيين وباتت إبادية لأهالي غزة بمنهجية قبيحة. واقعياً، من الأفضل لو يتوقف ترامب- ويتكوف عن رفع سقف التوقعات، وأن يعلنا عن إنجازاتهما بعد التحقق منها. وبالتالي، إن كلام ويتكوف عن اتفاقية "شاملة" مع إيران يدخل في خانة التمنيات التي تتناقض مع الأجواء الآتية من طهران. فإيران جاهزة للحديث من أجل المماطلة، وليس للتنازل من أجل الصفقة الكبرى. مجرد القراءة بين سطور التصريحات الإيرانية وكلام خامنئي تفيد بأن الأولوية القصوى هي لبقاء النظام بعقيدته النووية والصاروخية والتوسعية. وعدا ذلك مجرد كلام. راغدة درغام - النهار انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

غروسي: إيران قد تتمكن من تخصيب اليورانيوم مجددا في غضون أشهر
غروسي: إيران قد تتمكن من تخصيب اليورانيوم مجددا في غضون أشهر

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ 40 دقائق

  • القناة الثالثة والعشرون

غروسي: إيران قد تتمكن من تخصيب اليورانيوم مجددا في غضون أشهر

رجّح المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي أن تتمكن إيران من البدء بإنتاج يورانيوم مخصب "في غضون أشهر"، رغم الأضرار التي لحقت بمنشآتها النووية جراء الهجمات الأميركية والإسرائيلية، وفق ما صرّح به لشبكة "سي بي إس نيوز" السبت. وأطلقت إسرائيل في 13 يونيو سلسلة هجمات على مواقع عسكرية ونووية إيرانية بهدف منع طهران من تطوير سلاح نووي، رغم نفي إيران المتكرر لهذا الطموح. ولاحقا انضمت الولايات المتحدة إلى حملة القصف الإسرائيلية لتستهدف ثلاث منشآت رئيسية تابعة لبرنامج إيران النووي. وأعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الخميس أن الاضرار التي لحقت بمنشآت بلاده النووية بعد 12 يوما من الحرب مع إسرائيل "كبيرة"، في حين أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن البرنامج النووي الإيراني تراجع "عقودا". لكن غروسي أشار في مقابلة مع برنامج "واجه الأمة" على شبكة "سي بي إس نيوز" إلى أن "بعضه لا يزال قائما". وقال غروسي وفقا لنص المقابلة الذي نشر السبت "أقول إنه بإمكانهم، كما تعلمون، في غضون أشهر، تشغيل بضع مجموعات من أجهزة الطرد المركزي لإنتاج اليورانيوم المخصب، أو أقل من ذلك". ويبقى السؤال الرئيسي ما إذا كانت إيران قد تمكنت من نقل بعض أو كل مخزونها المقدر بـ408.6 كيلوغرام من اليورانيوم عالي التخصيب قبل الهجمات. وهذا اليورانيوم مخصّب بنسبة 60 بالمئة، أي أعلى من المستويات المخصصة للاستخدام المدني وأقل من المطلوب لصنع سلاح نووي، لكن هذه المواد في حال خضعت لمزيد من التخصيب ستكون كافية نظريا لإنتاج أكثر من تسع قنابل نووية. وأقرّ غروسي في المقابلة "لا نعرف أين يمكن أن تكون هذه المواد". وتابع "لذا، ربما يكون بعضها قد دُمر في الهجوم، لكن بعضها ربما يكون قد نقل. لا بد من توضيح في مرحلة ما". وصوّت مجلس الشورى الإيراني على مشروع قانون لتعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، كما رفضت طهران طلب غروسي زيارة المواقع المتضررة، وخاصة منشأة فوردو النووية الرئيسية. وحول ذلك، قال غروسي "يجب أن نكون في وضع يسمح لنا بالتحقق والتأكد مما هو موجود هناك، وأين هو وماذا حدث". وكان ترامب قد قال في مقابلة منفصلة مع شبكة "فوكس نيوز" إنه لا يعتقد أن المخزون قد نقل، مضيفا وفق مقتطفات من المقابلة "إنه أمر يصعب القيام به"، متابعا "لم يحركوا شيئا". وأكد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو السبت دعم واشنطن "لجهود التحقق والمراقبة الهامة التي تبذلها الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إيران"، مشيدا بغروسي ووكالته على "تفانيهما واحترافيتهما". انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store