logo
القمَّة عادية والأجواء إستثنائية

القمَّة عادية والأجواء إستثنائية

المردةمنذ 6 ساعات

كتب فؤاد مطر في 'اللواء':
على رغم أن الحضور على مستوى القادة من ملوك وأمراء ورؤساء لم يكن على النحو المأمول من جانب أهل الحُكم العراقي الذي تفهَّم ظروف بعض مَن غابوا ولم يروا في بعضٍ آخر من الغيَّاب أسباباً موجبة تاركين للأمين العام المساعد للجامعة العربية حسام زكي إبداء تخريجة للأمر تمثلت بقوله «إن مستوى المشاركة في القمم العربية ومستوى حضور عدد القادة مهم، لكنه أمر سيادي لكل دولة من الدول الأعضاء في الجامعة»… إلا أن القمة العادية العربية الرابعة والثلاثين (السبت 17. 5. 2025) على رغم غرابة المشهد غير المكتمل على مستوى كبار أهل الحكم فيما بعض دول الأمة تعيش أشد الظروف قساوة وتعقيداً، إستطاعت تسجيل صفة التميُّز بحكمة رئيس الدولة والمناخ السياسي الذي بلوره رئيس الحكومة محمد شياع السوداني عربياً ودولياً والتوازن في الحذاقة الدبلوماسية لوزير الخارجية فؤاد حسين، أمكنها إبتكار نهج وأسلوب تعامل مع الأشقاء فضلاً عن النأي بمفردات التعابير عما لا يتعارض مع منطلقات القمتيْن السعودية ثم الخليجية اللتين كانتا بما حدث فيهما من إشارات قابلة لتنفيذ محتواها في حال رد الرئيس الأميركي دونالد ترمب على ما سمعه من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على صفاء النية بالمثل.
وفي هذا المنحى كانت قرارات القمة العربية في بغداد كما بيانها الختامي بمثابة المساندة لما هو مأمول من الرئاسة الأميركية. ومن الجائز الإستنتاج بأن قمة بغداد ستشكل دعامات للأخذ بالتوافق العربي مكتمل المقومات. وهذا يعني أن الحكومة العراقية وبتنشيط نوعي للنهج الدبلوماسي الذي جاء التعبير عنه خلال مرحلة التحضير لعقد القمة ستعمل بالتعاون مع البحرين والجامعة العربية ومن يبادر على بلورة رؤى من شأن تفعيلها إكمال توحيد الصف وترويض الحدة في مواقف البعض فضلاً عن إندفاعات بعض آخر.
وإذا جاز القول فإن التأزم الحاصل في العلاقة الأميركية – الإيرانية بات له الجانب العربي الذي في إستطاعته إستناداً إلى روحية البيان الختامي للقمة وللقرارات التي تم إتخاذها، ترويض هذا التأزم وبحيث يصبح التشاور مجدياً وبما يبعد إحتمالات المواجهة.
وقد تبدو عبارات بيان القمة وقراراتها في ما يخص القضية الفلسطينية بأنها لا تتسم بالحسم، ولكن تنشيط السعي السياسي بالعبارات التي صيغت بحذاقة والإصرار على النجدة الإنسانية لفلسطينيِّي غزة، التي تواصل إسرائيل نتنياهو التدمير والتجويع والتهجير بهم، من شأنه أن يمهد السبيل أمام إعتراف أكثر تقدماً بفلسطين كاملة العضوية خلال إنعقاد الجمعية العمومية للأمم المتحدة في دورتها السنوية في أيلول المقبل. وهذه المرة سيكون الرئيس ترمب هو من يلتقي وهو في نيويورك على هامش إنعقاد الجمعية العمومية بعض القادة العرب من الذين لم يشملهم بزيارته التاريخية إلى السعودية، ومثل هذا الاجتماع سيخفف بعض الشيء من التصنيف الأميركي للعرب بأن السعودية ودول الخليج درجة أولى وأن بقية الدول العربية درجة ثانية. ولعل مشاركة الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريش ضيفاً على قمة بغداد تزيده مساندة للعضوية الفلسطينية الأممية.
وتبقى الإشادة واجبة بما إتخذه العراق كهدية لبعض الأشقاء خلال إنعقاد القمة ويتمثل ذلك ﺒ «إنشاء صندوق عربي للتعافي والدعم الإنساني بميزانية مبدئية 40 مليون دولار مقدمة من العراق». ويستوجب تعبير «للتعافي والدعم الإنساني» التقدير للذي صاغ التسمية متحاشياً كلمة «المساعدة». والصندوق المشار إليه هو أحد ثماني عشرة مبادرة طرحها العراق على القمة العربية ثم قمة آلية التعاون الثلاثي بين العراق ومصر والأردن.
وحيث أن لبنان في مقدمة الذين من شأن المساندة العربية والدولية مداواة أوضاعه ونصرته بعد السودان وفلسطين «الغزاوية» فإن فرصة عدم مشاركة الرئيس جوزف عون في القمة كانت من الفرص الضائعة، التي عوَّضها نسبياً بزيارة مصر ولقائه الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي كانت تعابير وجهه كما لاحظناها مشاركاً في قمة بغداد تعكس عتبه كما أهل الحُكم العراقي على كثيرين من القادة الذين لم يشاركوا في القمة.
وكل قمة عادية أو إستثنائية أو تاريخية والأمة صامدة وصابرة ينصر قادتها بعضهم بعضاً هدياً بقول الرسول: «من نصَرَ أخاه نصرَه الله في الدنيا والآخرة».

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ورشة عمل في مخيم نهر البارد تدعو لتسريع الإعمار ومحاسبة المقصرين
ورشة عمل في مخيم نهر البارد تدعو لتسريع الإعمار ومحاسبة المقصرين

بوابة اللاجئين

timeمنذ ساعة واحدة

  • بوابة اللاجئين

ورشة عمل في مخيم نهر البارد تدعو لتسريع الإعمار ومحاسبة المقصرين

نظّمت دائرة اللاجئين و"أونروا" في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، يوم الأربعاء 21 أيار/مايو 2025، ورشة عمل سياسية وخدماتية بعنوان: "الأونروا من النكبة إلى مأساة أبناء مخيم نهر البارد"، لمناسبة مرور 18 عاماً على مأساة تدمير مخيم نهر البارد شمال لبنان. أقيمت الورشة في قاعة الشهيد القائد وليد الحاج داخل المخيم، بحضور واسع من ممثلي الفصائل الفلسطينية، واللجان الشعبية، والمؤسسات والاتحادات، وروابط القرى، إلى جانب شخصيات وطنية واجتماعية، وحراكات شعبية وشبابية، ولجان أهلية فاعلة. افتتحت الورشة بكلمة ترحيبية ألقاها خليل خضر، شدّد فيها على أهمية المناسبة وضرورة تحويلها إلى محطة نضالية متجددة للمطالبة بالحقوق، قبل أن يقف الحضور دقيقة صمت إجلالاً لأرواح شهداء المخيم وفلسطين ولبنان والأمة العربية وأحرار العالم. وألقى أركان بدر (أبو لؤي)، مسؤول دائرة اللاجئين و"أونروا" في الجبهة الديمقراطية في لبنان، الكلمة المركزية، وقدّم خلالها عرضاً تفصيلياً لمسار قضية نهر البارد منذ عام 2007، متوقفاً عند مؤتمر فيينا 2008، الذي أسّس لتقسيم المخيم إلى قسمين (قديم وجديد)، وإطلاق مشروع الإعمار في 2009. وذكّر بدر بوعود الحكومة اللبنانية آنذاك بأن "النزوح مؤقت، والعودة مؤكدة، والإعمار حتمي"، وبأن المخيم سيكون نموذجاً في التعامل اللبناني مع اللاجئين. ووجّه انتقادات حادة لإدارة "أونروا"، محمّلاً إياها مسؤولية التقاعس، وسوء تنفيذ مشروع الإعمار، والهدر والفساد، ما أدّى إلى استمرار المعاناة، في وقت لا تزال فيه ثمانية بلوكات سكنية تنتظر تمويلاً يقدر بحوالي 27 مليون دولار. وأكد بدر أن أبناء المخيم يدفعون ثمن جريمة لم يرتكبوها، داعياً إلى استراتيجية فلسطينية موحدة للضغط على "أونروا" والدول المانحة لتأمين التمويل وتسريع الإعمار. واستعرض مطالب سكان الجزء الجديد، مثل إعادة إعمار 72 وحدة سكنية، وتعويض العائلات التي قامت بالترميم، وتعويض أصحاب السيارات والمنازل، إضافة إلى ملف أرض ملعب الشهداء الخمسة وقضية عمال قسم الآثار والمعلمين الخمسة الموقوفين بتهمة "انتهاك الحيادية". أبو فراس ميعاري، ممثل اللجنة العليا لملف الإعمار، تحدّث في كلمته عن المماطلة المستمرة في استكمال البلوكات، بينما دعا ناصر سويدان من قيادة حركة فتح إلى تضافر الجهود. وشدد أبو لواء موعد، ممثل الجهاد الإسلامي، على ضرورة تحمّل الجهات مسؤولياتها، وطالب أبو صهيب الشريف من حركة حماس بإنصاف عمال الآثار وتوفير وظائف دائمة، محذراً من شطب المسافرين من سجلات "أونروا". جلال وهبة من حركة فتح الانتفاضة، دعا إلى الضغط السلمي على "أونروا"، فيما طالب أبو حسن البقاعي من جبهة النضال الشعبي بتركيب عدادات كهرباء. أما عبد الله شرقية من لجنة الأحياء الجديدة، فطالب بإيجاد حلول للأسر غير المشمولة ببرامج التعويض. وتحدّث باسم عمال قسم الآثار مصطفى بركة، مطالباً بتثبيت 18 عاملاً وتعويض كبار السن، فيما أكدت منى واكد مسؤولة اتحاد المرأة الفلسطينية على صمود النساء وضرورة تمكينهن. وقالت واكد في كلمتها: إن نساء البارد صامدات في وجه المعاناة والحرمان، ويتمسكن بحق العودة إلى فلسطين، رغم كل ما تعرضن له من تهجير وتشريد وفقدان للمنازل. وأضافت: إن المرأة الفلسطينية كانت ولا تزال في مقدمة الصفوف النضالية، مطالبة بتمكينها اقتصاديًا واجتماعيًا ضمن خطط الإغاثة والإعمار، وانتقدت طريقة تعاطي الجهات المعنية مع أبناء المخيم وإفساد شبابه. من جانبه، أشار عماد موسى، أمين سر اللجنة الشعبية، إلى معاناة العائلات التي لم تعمّر منازلها بعد، وطالب برفع قيمة بدل الإيجار، وحل مشاكل أصحاب البيوت في العقارات وملف أرض الملعب. الناشط فراس علوش، ممثل الحراكات الشبابية، شدد على أن هذه الحراكات ليست بديلاً عن الفصائل بل تتكامل معها، مطالباً ببناء مستشفى داخل المخيم. فيما قدّم الأستاذ المتقاعد حسن مواس دراسة شاملة عن أوضاع اللاجئين، واقترح حلولًا متعددة لمعالجة المشاكل القائمة. وشهدت الورشة أيضاً كلمات عدة أكدت على وحدة الصف وأهمية استمرار النضال من أجل استكمال الإعمار. فقد طالب الأستاذ أبو العبد عبد الرحمن، ممثل رابطة صفورية، بتوحيد الطاقات، فيما أكد الأستاذ نادر الحاج، ممثل رابطة السموعي، على الدور المرجعي للفصائل. ودعا الحاج عيسى السيد، مسؤول حركة فتح في نهر البارد، إلى تأمين التمويل المتبقي للإعمار، وفتح برنامج الشؤون في الأونروا واستقبال طلبات جديدة. الإعلامي والكاتب عثمان بدر شدد على ضرورة تحمّل "أونروا" والدولة اللبنانية ومنظمة التحرير لمسؤولياتهم تجاه المخيم. أما الناشط باسل وهبة، فطالب بتحسين خدمات الاستشفاء والتعليم في ظل معاناة المرضى وتراجع التحصيل الدراسي. ودعا الشاعر محمد موح إلى إنصاف سكان حي جنين عبر إيصال شبكات المياه والصرف الصحي إليهم. وفي ختام الورشة، دعا المشاركون إلى مواصلة الضغط على "أونروا" من أجل الوفاء بالتزاماتها، وتنظيم فعاليات شعبية وسلمية تعكس وحدة الصف الفلسطيني، وترفض سياسات الإهمال والتقصير، مشددين على أن مأساة نهر البارد لن تُنسى، بل ستظل حيّة في وجدان اللاجئين، حتى تتحقق مطالبهم ويُستكمل الإعمار، على طريق العودة إلى فلسطين تطبيقا للقرار الأممي 194، ورفضًا لكل مشاريع التهجير والتوطين. يذكر ان نكبة مخيم نهر البارد، التي حلّت عام 2007 إثر المعارك التي شنها الجيش اللبناني ضد مسلحي مجموعة "فتح الإسلام" الذين اتخذوا من المخيم مقرًا لهم آنذاك، لا تزال تلقي بظلالها الثقيلة على حياة السكان، في ظل عدم استكمال عملية إعادة الإعمار، واستمرار معاناة مئات العائلات التي تعيش في ظروف من الضياع، نتيجة عدم استكمال بناء منازلهم، فضلًا عن تقليصات "أونروا" في بدلات الإيجار والخدمات الأساسية الأخرى.

أميركا قبلت "بوينغ 747" هدية من قطر لاستخدامها كطائرة رئاسية
أميركا قبلت "بوينغ 747" هدية من قطر لاستخدامها كطائرة رئاسية

النهار

timeمنذ 2 ساعات

  • النهار

أميركا قبلت "بوينغ 747" هدية من قطر لاستخدامها كطائرة رئاسية

أعلن البنتاغون الأربعاء أنّ وزير الدفاع بيت هيغسيث قَبِل طائرة "بوينغ 747" أهدتها قطر إلى الرئيس دونالد ترامب لاستخدامها كطائرة رئاسية، رغم اتهامات المعارضة الديموقراطية للرئيس الجمهوري بأنّ القضية تنطوي على فساد. وهذه الطائرة التي يقدّر ثمنها بنحو 400 مليون دولار من المفترض أن يتمّ استخدامها مؤقتاً بديلاً عن طائرة الرئاسة الأميركية. وقال المتحدث باسم البنتاغون شون بارنيل في بيان إنَّ "وزير الدفاع قبل طائرة بوينغ 747 من قطر وفقاً للقواعد واللوائح الفدرالية". وأضاف أنّ "وزارة الدفاع ستضمن مراعاة التدابير الأمنية المناسبة والمتطلبات الوظيفية المهمّة للطائرة المستخدمة لنقل رئيس الولايات المتحدة". ويحظر دستور الولايات المتحدة على الأشخاص الذين يشغلون مناصب عامة قبول هدايا "من أيّ ملك أو أمير أو دولة أجنبية". لكنّ ترامب دافع بشدة عن قراره قبول هذه الطائرة هدية من قطر، قائلاً إنَّ رفض مثل هكذا هدية قيّمة سيكون قراراً "غبياً". وقال ترامب في البيت الأبيض الأسبوع الماضي "إنَّها لفتة طيّبة من قطر، وأنا ممتنّ للغاية لها". وأضاف: "لست من النوع الذي يرفض مثل هذا العرض. قد أكون غبيا وأقول: كلا، لا نريد أن تُمنح لنا طائرة باهظة الثمن". وردّاً على إعلان ترامب رغبته بقبول تلك الهدية، قال زعيم الأقلية الديموقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر: "هذا ليس مجرد فساد خالص، بل هو أيضاً تهديد خطر للأمن القومي". وطرح شومر الإثنين شومر اقتراح قانون لمنع ترامب من استخدام الهبة القطرية كطائرة رئاسية. ويمنع النصّ الذي اقترحه السناتور الديموقراطي وزارة الدفاع من استخدام أموال دافعي الضرائب الأميركيين لتحويل أيّ طائرة كانت في السابق مملوكة لحكومة أجنبية إلى طائرة رئاسية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store