
القمة العالمية للعدالة والحب والسلام تختتم في دبي بإعلان ميثاق
اختتمت، اليوم، في دبي «القمة العالمية للعدالة والحب والسلام»، أكبر مؤتمر للسلام في العالم، بإعلان ميثاق السلام بعنوان: «رسالة حب إلى الإنسانية»، وقعه 12 من حاملي جائزة نوبل، مؤكدين أن السلام الحقيقي لا يمكن أن يزدهر إلا عندما يُوجَّه بالعدل، والحوار المفتوح، والالتزام الراسخ بالعدالة، والحب، والحرية.
وافتتح ضيف الشرف، معالي الشيخ نهيان مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، اليوم الثاني من القمة في مركز دبي للمعارض - إكسبو سيتي بكلمة رئيسية قال فيها إن «حكمتنا هي التي ستفضي إلى إحلال السلام وتعزيزه بين الأمم، وهي التي ستُعزز الاحترام وحقوق الإنسان للجميع وستكون حكمتنا أيضًا هي التي تمكننا من حل النزاعات بالوسائل السلمية».
وأشار معاليه إلى حكمة قادة دولة الإمارات، مؤكداً أن هذه الحكمة جعلت من الإمارات دولة التقدم والازدهار والاستقرار.
وأضاف معالي نهيان بن مبارك «حكمتنا هي التي ستضمن رخاء اقتصاديًا يصل إلى الجميع في المستقبل، وتحسن ظروف المعيشة في جميع أنحاء العالم، وستجعل من تنوعنا الثقافي والاقتصادي والديني أساسًا للاحترام المتبادل، وتعزيز قدرتنا على إحداث تغيير كبير من خلال العمل المشترك».
وجدد الحائزون على جائزة نوبل دعوتهم لعالم يسوده السلام والعدالة من خلال ميثاق السلام «رسالة حب إلى الإنسانية» والذي سيقدم إلى الأمم المتحدة، بحسب ما ذكره الدكتور حذيفة خوركيوالا، رئيس حركة «أنا صانع السلام»، وهي الجهة المنظمة للقمة.
ونص الميثاق المشترك في مقدمته على أن السلام ليس مجرد غياب الصراع، بل هو حضور العدالة والحب والسلام، والالتزام بتعزيز المبادئ التي تغذي الوئام والتقدم والمساواة الإنسانية للجميع، والإيمان بأن السلام الحقيقي لا يمكن أن يزدهر إلا حين يوجه بالعدل والحوار المفتوح والالتزام الثابت بالعدالة والحب والحرية.
ومن بين الحائزين على جائزة نوبل الذين وقعوا على هذا العهد التاريخي للسلام عبد الستار بن موسى محام وناشط حقوقي، من تونس، «نوبل للسلام 2015»، وحسين عباسي تربوي، من تونس، «نوبل للسلام 2015»، وجوزيه راموس هورتا رئيس تيمور الشرقية، «نوبل للسلام 1996»، وكايلاش ساتيارثي ناشط اجتماعي، الهند، «نوبل للسلام 2014»، وليش فاونسا الرئيس الأسبق لبولاندا، ناشط نقابي، «نوبل للسلام 1983»، وليما غبوي من ليبيريا، «نوبل للسلام 2011»، ومحمد فاضل محفوظ رئيس نقابة المحامين التونسيين، تونس، «نوبل للسلام 2015»، والبروفيسور موهان موناسينغه من سريلانكا، «نوبل للسلام 2007»، ونادية مراد، ناشطة اجتماعية، من العراق، «نوبل للسلام 2018» وأوسكار أرياس سانشيز رئيس كوستاريكا الأسبق، «نوبل للسلام 1987»، ووداد بوشماوي من تونس، «نوبل للسلام 2015» والدكتورة شيرين عبادي ناشطة اجتماعية وقاضية ومحامية، من إيران، «نوبل للسلام 2003».
وأكد ميثاق السلام على أهمية التمسك بالقيم الأساسية للعدالة والمساواة، والإنصاف، والحوار المفتوح، وقوة المعرفة، وحق التعليم، والكرامة، والقيادة، والتعاطف، والعمل وضرورة تعزيز القيم الإنسانية السبع وهي: الامتنان، والتسامح، والحب، والتواضع، والعطاء، والصبر، والصدق، باعتبارها أساس السلام الداخلي.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الاتحاد
منذ 2 ساعات
- الاتحاد
زمرة بورتسودان.. العقوبات مرة أخرى!
زمرة بورتسودان.. العقوبات مرة أخرى! فرح العرب في العام 2019، عندما رُفعت العقوبات الدولية والتي استمرت لعقود عن السودان، وكان هذا في حد ذاته إنجازاً تاريخياً يضاف إلى سجل النمو الاقتصادي، أو التنمية الاقتصادية التي كان العالم ينتظر تحقيقها بعد تلك الخطوة التي كانت دافعة لتحقيق الاستقرار والسلام في السودان، الذي ذاق مرارة العزلة عن محيطه العربي والإسلامي والإقليمي والدولي. ماذا جنى السودان من الحرب الأهلية الدائرة الآن؟ كل الخسائر يتحملها الشعب السوداني الشقيق، من خلال عودة صوت العقوبات العالي إلى السطح من جديد، حيث أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، بأن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات على السودان بعد ثبوت استخدامه أسلحة كيماوية عام 2024. وستتضمن قيوداً على الصادرات الأميركية وخطوط الائتمان الحكومية، وستدخل حيز التنفيذ في 6 يونيو الجاري تقريباً بعد إخطار الكونجرس. وفي الوقت ذاته تدعو الولايات المتحدة زمرة بورتسودان إلى وقف استخدام الأسلحة الكيماوية والوفاء بالتزاماتها بموجب معاهدة الأسلحة الكيميائية التي تحظر استخدام مثل هذه الأسلحة. وبما أن أميركا قد بادرت في هذه الخطوة، فإن الدول الأخرى ستحذو حذوها في فرض العقوبات الدولية، التي قد لا تقف عند الأسلحة الكيميائية. وما إنْ خرج السودان من طوق العقوبات الذي لم يعط ثماره الاقتصادية، حتى انقلبت طاولة الحكم على رأس الشعب الذي يبحث عن الاستقرار السياسي والسلام كمن يبحث عن إبرة في كومة قش! قبل أشهر من هذا الانقلاب على حكم البشير كان الشعب يتجرع آثار تدهور الأوضاع الاقتصادية بسبب تضيق خناق العقوبات الدولية. و جاءت الحرب الأهلية لتزيد الطين بلة، ونستشهد بأحدث الإحصاءات الدالة على شدة المعناة اليومية، والتي لن تقف عند حدود ما سنورده من مؤشرات صادمة. ونتيجة لأخطاء زمرة بورتسودان، لجأ أكثر من 8 ملايين نسمة إلى دول الجوار، وأكثر من 18 مليون نسمة يواجهون الجوع الحاد، وأكثر من 50% من السكان بحاجة إلى مساعدات عاجلة، وكل ذلك يتعلق بالجانب الإنساني.أما بالنسبة لتكاليف الحرب من الناحية الاقتصادية، فحدث عنها ولا حرج، حيث أكثر من 4 مليارات دولار يجب توفيرها من أجل مساعدة المدنيين السودانيين الذين يعانون الحصار ومشاكله التي تمس البعد الإنساني للأزمة المستفحلة منذ العام 2023، ولا زال السودانيون يدفعون أثمان الحرب الباهظة على حساب لقمة عيشهم. أما الخسائر الاقتصادية المباشرة، فقد بلغت أكثر من 15 مليار دولار، إضافة إلى أكثر من 60 مليار دولار خسائر البنية التحتية، والأكثر تضرراً هو تعطل قرابة 70% من النشاط الاقتصادي. هذا وقد حذرت وكالات الأمم المتحدة من الحصاد الكارثي لهذه الحرب التي تطحن البلاد وتدفع الملايين إلى النزوح القسري في أسوأ أزمة إنسانية تشهدها، وفقاً لأرقام المنظمة الأممية راح ضحية المعارك الأخيرة الدائرة أكثر من 13 ألف قتيل. وخلفت هذه الحرب العبثية نتائج كارثية على الخدمات والوضع الاقتصادي للبلاد، وبحسب أرقام صادرة عن الحكومة السودانية، يقدّر حجم الدمار والتخريب الذي طال القطاع الصحي بنحو 11 مليار دولار، وتسببت العمليات العسكرية في تعطيل عمل المستشفيات التي تعرضت للتخريب ونهب الأجهزة والمعدات. لقد عادت بعض الأمراض التي انقرضت منذ عقود إلى واجهة المجتمع السوداني، وخاصة وباء الملاريا، حيث تم تسجيل 2323 حالة إصابة جديدة و51 حالة وفاة في البلاد خلال الأسابيع الثلاثة الماضية منها 90% في ولاية الخرطوم في 20 مايو 2025. ومع دخول الحرب في السودان عامها الثالث، ومع التراجع المستمر للخدمات العامة في البلاد، وتدهور الرعاية الصحية. ازدادت حالات الإصابة بالمرض، وبلغت 50 ألف حالة حتى يناير 2025. *كاتب إماراتي


سبوتنيك بالعربية
منذ 4 ساعات
- سبوتنيك بالعربية
ويتكوف يصف رد "حماس" على اقتراح وقف إطلاق النار في غزة بـ"غير المقبول على الإطلاق"
ويتكوف يصف رد "حماس" على اقتراح وقف إطلاق النار في غزة بـ"غير المقبول على الإطلاق" ويتكوف يصف رد "حماس" على اقتراح وقف إطلاق النار في غزة بـ"غير المقبول على الإطلاق" سبوتنيك عربي قال ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط، إن رد حركة "حماس" الفلسطينية على مقترحه بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل المحتجزين بين الحركة... 31.05.2025, سبوتنيك عربي 2025-05-31T20:15+0000 2025-05-31T20:15+0000 2025-05-31T20:15+0000 حركة حماس العالم أخبار العالم الآن الولايات المتحدة الأمريكية غزة أخبار فلسطين اليوم إسرائيل وقال في بيان له على منصة "إكس": "تلقيت رد "حماس" على اقتراح أمريكا، وهو غير مقبول بتاتًا، ولن يؤدي إلا إلى تراجعنا". ومضى: "على حماس قبول مقترح الإطار الذي طرحناه كأساس لمحادثات التقارب، والتي يُمكننا البدء بها فورا الأسبوع المقبل، وهذه هي الطريقة الوحيدة لإبرام اتفاق وقف إطلاق نار لمدة 60 يوما خلال الأيام القادمة، يعود بموجبه نصف المحتجزين الأحياء ونصف القتلى إلى عائلاتهم، ويمكننا من خلاله إجراء مفاوضات جوهرية في محادثات التقارب بحسن نية، سعيا للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار".من جانبه، نفى مسؤول في حركة "حماس" الفلسطينية رفض اقتراح المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، لوقف إطلاق النار في غزة، وتابع أن "موقف ويتكوف تجاه الحركة غير عادل، ويُظهر تحيزا كاملا لإسرائيل".وأعلنت حركة "حماس" الفلسطينية، اليوم السبت، تسليمها ردها على مقترح المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف إلى الوسطاء، بما يحقق وقفا دائما لإطلاق النار وانسحابا إسرائيليا شاملا من قطاع غزة.وقالت الحركة في بيان لها إن الرد يأتي انطلاقا من "المسؤولية العالية تجاه شعبنا ومعاناته، ويهدف إلى التوصل إلى اتفاق يشمل وقفا دائما لإطلاق النار، وانسحابا شاملا لقوات الاحتلال من قطاع غزة، إضافة إلى ضمان تدفّق المساعدات الإنسانية إلى سكان القطاع"، وفقا لوكالة "قدس برس".وأضاف البيان أن "الاتفاق المقترح يتضمن إطلاق سراح 10 من الأسرى الإسرائيليين الأحياء لدى المقاومة، وتسليم جثامين 18 آخرين، مقابل عدد من الأسرى الفلسطينيين يتم الاتفاق عليه".وكانت حركة "حماس" الفلسطينية أعلنت، يوم الخميس الماضي، أن قيادتها "استلمت المقترح الخاص بالمبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، والخاص بإنهاء العدوان الإسرائيلي على غزة".وأكدت الحركة أنها "تدرس المقترح بمسؤولية وبما يخدم مصالح شعبنا ويحقق إغاثته ووقف إطلاق نار دائم".وتتضمن "وثيقة ويتكوف"، التي تم الكشف عن ملامحها، في وقت سابق اليوم، اتفاقا محتملا لوقف إطلاق النار بين "حماس" وإسرائيل، تسعى واشنطن من خلاله إلى تهدئة الوضع في غزة، يستمر لمدة 60 يوما، بضمانة مباشرة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مع بدء مفاوضات تهدف إلى تثبيت وقف دائم لإطلاق النار.وتنص الوثيقة على أن تفرج "حماس" عن 10 رهائن أحياء وجثامين 18 آخرين خلال الأسبوع الأول من الاتفاق، مقابل تدفق فوري للمساعدات الإنسانية إلى غزة بإشراف الأمم المتحدة والهلال الأحمر.كما تلزم الوثيقة إسرائيل بتوثيق أنشطتها العسكرية فور بدء تنفيذ الاتفاق، في حين تتعهد "حماس" بتقديم معلومات عن جميع الأسرى المتبقين لديها بحلول اليوم العاشر.ويتولى ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الخاص للشرق الأوسط قيادة المفاوضات، على أن يُعلن ترامب شخصيا عن الاتفاق في مؤتمر صحفي، تأكيدا على التزام الأطراف ببنوده المقترحة.وتشارك كل من الولايات المتحدة ومصر وقطر في ضمان تنفيذ الاتفاق وأي تمديد محتمل له.وتسببت الحرب على غزة في مقتل نحو 54 ألف فلسطيني إضافة إلى أكثر من 122 ألف مصاب، حتى أواخر مايو/ أيار الجاري، حسب بيانات وزارة الصحة في غزة حتى 25 مايو/ أيار 2025. الولايات المتحدة الأمريكية غزة إسرائيل سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 2025 سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 الأخبار ar_EG سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 1920 1080 true 1920 1440 true 1920 1920 true سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 سبوتنيك عربي حركة حماس, العالم, أخبار العالم الآن, الولايات المتحدة الأمريكية, غزة, أخبار فلسطين اليوم, إسرائيل


البوابة
منذ 5 ساعات
- البوابة
اتجاهات التحول.. كيف ينعكس التوافق الأمريكي السوري على غزة؟
يهدف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المضي قدمًا في تحقيق مكاسب سريعة في السياسة الخارجية وتكون ذات فوائد ملموسة، حتى لو تطلب ذلك تجاوز التحالف مع إسرائيل لصالح الاستعانة بمصادر خارجية لسياسة الشرق الأوسط مثل تركيا والمملكة العربية السعودية. من ناحية أخرى تهدف إدارة ترامب إلى تنفيذ مخططها للتهجير وأن تتمكن من إخراج مئات الآلاف من الفلسطينيين من غزة وإحياء نسخة من خطة السلام من أجل الازدهار وفي رؤيتها للحل في غزة. ومع ذلك، فإن السماح لإسرائيل بالسعي لإعادة التدخل والانخراط الميداني في سوريا، يُخاطر بزعزعة استقرار الحكومة في دمشق والعودة إلى مسار الحرب الأهلية. وهذا تحديدًا هو نوع المبادرات الفوضوية والمعقدة والمطولة التي يرغب البيت الأبيض في تجنبها، وهو أيضًا مؤشر على الخلافات السياسية الناشئة بين الولايات المتحدة وإسرائيل. المشكلة في غزة وفق التصور الأمريكي، لم يُخفِ البيت الأبيض رغبته في رؤية إجلاء الفلسطينيين من غزة، بما سيسمح بإعادة إعمار القطاع قبل التحقق من عودة بعض اللاجئين. ويتماشى هذا مع خطط إدارة ترامب الأولى لاتباع نهج أكثر تكاملًا لعلاقة إسرائيل بالأراضي الفلسطينية، وهو نهج يلتزم بإطار قانوني واقتصادي موحد، ويجلب الأمن والاستقرار للمنطقة، إلى جانب احتمال حصول الرئيس على جائزة نوبل للسلام. وقد صاغ سياسيون من يمين الوسط في إسرائيل هذه الرؤية للسلام؛ حيث سعوا إلى معالجة الحقائق على الأرض مع مراعاة شكوك ومخاوف غالبية الجمهور الإسرائيلي. وبالتالي هناك تقارب بين المصالح الأمريكية والإسرائيلية في إيجاد حلٍّ لموقفٍ مُعقّد؛ حيث يختلف الرأيان الإسرائيلي والفلسطيني اختلافًا جذريًا حول مستقبل السلام والأمن. وبناءً على ذلك، تشير تقارير إلى أن الحكومة الإسرائيلية تسعى لإقناع دولٍ أفريقيةٍ مُختلفةٍ بقبول الفلسطينيين، بما في ذلك جنوب السودان والصومال لاستقبال الفلسطينيين. وقد قدّم المبعوث الأمريكي الخاص ويتكوف اقتراحًا أكثر جدية بشأن إندونيسيا في يناير الماضي. ومع ذلك، وفي ظل غياب عملية تفاوض متماسكة واستراتيجية إعلامية، رفضت جاكرتا هذا الاقتراح رفضًا قاطعًا. وانتشرت شائعات منتصف مارس عن تواصل البيت الأبيض مع سوريا عبر طرف ثالث، إلا أن الحكومة السورية نفت هذه التقارير. الحسابات الاستراتيجية لإسرائيل رغم هذا التقارب في المصالح، تنطلق إسرائيل من موقف مختلف تمامًا عن واشنطن. فمنذ انتهاء وقف إطلاق النار في ١٧ مارس ٢٠٢٥، حوّلت إسرائيل ٣٠٪ من غزة إلى منطقة عازلة، كما تعتزم وزارة الدفاع الإسرائيلية الاحتفاظ بها في ظل أي تسوية سلمية. فإلى جانب ممر نتساريم الذي يعزل مدينة غزة شمالًا، أقامت القوات الإسرائيلية الآن ممر موراج الذي يفصل رفح عن خان يونس جنوبًا. وتأتي هذه الخطوات بعدما دُمِّرَت الغالبية العظمى من القطاع، وحتى لو كانت تكلفة إعادة الإعمار في متناول تحالف من الشركاء، فلا أحد يرغب في إعادة الإعمار في ظل الظروف الحالية. ويتوقع وزير المالية بتسلئيل سموتريتش أنه في غضون ستة أشهر، سيُحشر سكان غزة في قطعة أرض صغيرة على طول الحدود والبحث عن مأوى لبدء حياة جديدة في أماكن أخرى. ولطالما تكهنت العديد من الدراسات والاتجاهات الفكرية داخل الولايات المتحدة الأمريكية بأن إسرائيل لا تملك خططًا لما بعد الحرب. وينتقدون إسرائيل لتفضيلها احتلالًا دائمًا يسمح بالعودة إلى بناء المستوطنات، أو حربًا لا نهاية لها لتأخير الانتخابات والتحقيقات الجنائية بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتياهو. ومع ذلك، فإن القول بأن إسرائيل تفتقر إلى استراتيجية، والتلميح إلى أن صانعي السياسات يُطلقون العنان لأسوأ دوافعهم للوحشية، هو قول خاطئ، ويتجاهل الكم الكبير من التخطيط الذي أظهرته الحكومة الإسرائيلية منذ ٨ أكتوبر ٢٠٢٣ في إدارة عملياتها العسكرية والسياسية. من غزة إلى سوريا وفق الرؤية الإسرائيلية فإنها تنظر إلى سوريا ضمن إطار استراتيجية تهيئة الأوضاع والبيئة اللازمة لتسوية الوضع في غزة، فقد أعلن الجيش الإسرائيلي أنه سيحتل جبل الشيخ والمنطقة الأمنية الموسعة حول القنيطرة إلى أجل غير مسمى، كما سمح نتنياهو بزيارات تاريخية لقادة دينيين دروز سوريين إلى إسرائيل، وبتقديم العلاج الطبي لهم في المستشفيات الإسرائيلية. كما سعى إلى التودد إلى الأكراد السوريين بعروض المساعدة في وقت يطالب فيه الأكراد باللامركزية والحكم الذاتي الإقليمي. وفي هذا الإطار، ثمة تقارب بين المصالح الأمريكية والإسرائيلية في سوريا في ظل مخاوفهما من أن النظام الجديد في دمشق قد يعمل على تهديد مصالحهما، وقد يتحول لاحقًا إلى دولة إرهابية. كما أن هناك تردد في الثقة بمجموعة من المقاتلين الإرهابيين السابقين، ورغبة في رؤية تقدم ملموس من أحمد الشرع على جبهات متعددة. وقد دفعت هذه المخاوف إسرائيل إلى سيطرتها على عدد كبير من نقاط الضغط التي يمكنها من خلالها ممارسة نفوذها على دمشق، ويُفترض أن يكون ذلك موجهًا نحو هدف استراتيجي، ومن المؤكد أن التقارب الأمريكي الأحادي الجانب سيقوض ذلك. ومع ذلك، يُشير إعلان الرئيس ترامب تخفيف العقوبات الأمريكية على سوريا، وقراره لقاء الشرع في السعودية، إلى استعداد الإدارة الأمريكية للمضي قدمًا في الخطوات التالية تجاه دمشق، سواءً بمشاركة إسرائيل أو بدونها. كما تشير بعض الاتجاهات إلى أن واشنطن شجّعت المحادثات الإسرائيلية التركية الأخيرة في أذربيجان كوسيلةٍ لتقريب وجهات النظر والمضي قدمًا في تنفيذ الرؤية الأمريكية؛ حيث يريد البيت الأبيض المضي قدمًا في تحقيق مكاسب سريعة في السياسة الخارجية ذات فوائد ملموسة، لا في مناورات استراتيجية غير مؤكدة النتائج، حتى لو تطلب ذلك تجاوز إسرائيل لصالح إسناد سياسة الشرق الأوسط إلى تركيا والسعودية. الصفقة الكبرى يبدو أن الحكومة الإسرائيلية تُبقي خيار إبرام صفقة مع الشرع مفتوحًا، وتشير جهود إسرائيل للترويج لأفعالها ونواياها في سوريا من خلال خطابات كبار المسئولين والتصريحات الصحفية إلى رغبة في توجيه رسالة إلى أطراف إقليمية أخرى مفادها أن هناك أوراقًا قد تكون إسرائيل مستعدة لاستغلالها. وتتضمن الصفقة انسحابًا عسكريًا إسرائيليًا من أجزاء من جنوب سوريا، وخفض مستوى التواصل المباشر مع الأقليات العرقية والدينية والوصول إلى تسوية مع تركيا، كما أن منح واشنطن الضوء الأخضر لاستعادة العلاقات الدبلوماسية الكاملة، كل ذلك مقابل استقبال سوريا لمئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين من غزة. ويمكن القول إن هذه ليست المرة الأولى التي تستقبل فيها سوريا أعدادًا كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين. تزعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ( الأونروا ) أنها تدعم ٤٣٨ ألف فلسطيني في سوريا اليوم. وتعيش الغالبية العظمى منهم في فقر، على الرغم من أن معظمهم، على الأقل قبل الحرب الأهلية السورية، كانوا يعيشون ظروفًا أفضل من نظرائهم في أجزاء أخرى كثيرة من المنطقة. ومع ذلك، يُنظر إلى احتمال التوصل إلى اتفاق إسرائيلي سوري بشأن غزة بقلق بالغ في المنطقة العربية. من ناحية أخرى، لا تزال سوريا ممزق بسبب الحرب، مع قلة أماكن إيواء اللاجئين، خاصةً مع توقف الحكومات الأوروبية عن قبول طلبات اللجوء للسوريين، وتزايد الضغوط على الكثير منهم للعودة إلى ديارهم. ومن ثم سيتعرض الشركاء الإقليميون الذين أعلنوا دعمهم المالي والدبلوماسي للحكومة الانتقالية في دمشق، لضغوط شعبية حادة للتنديد بهذه الخطوة بجانب الضغوط التي ستتعرض لها الحكومة السورية. وهو ما سيؤدي إلى تأجيج التوترات بين المجتمعات السورية التي تعاني أصلًا من شح الموارد. وهنا برزت التساؤلات حول ما إذا كانت إدارة ترامب تدرك أن نقل أجزاء كبيرة من السكان الفلسطينيين قد يُسبب حالة من عدم الاستقرار في أماكن أخرى، وأن واشنطن قد تضطر إلى التدخل لمنع أو تخفيف آثار الصراع الإقليمي. خاصة أن كبار المسئولين الأمريكيين يهدفون إلى تمكن الإسرائيليون والأتراك من تسوية خلافاتهم والتوصل إلى تسوية تُمكّن أمريكا من النأي بنفسها عن المشاكل المُحدقة في سوريا. ومع ذلك، قد لا يكون أي من هذين الطرفين مستعدًا للتعامل مع أسوأ سيناريو محتمل، والمتمثل في تجدد الحرب الأهلية السورية، كما أنه في حال ربط ترامب السياسة الأمريكية بالطموحات الإسرائيلية في الشرق الأوسط، فقد يُضحي بالاتجاهات العملية والبراجماتية التي يسعى لتنفيذها في سوريا.