
اصطدام بـ"غواصة مجهولة" في أعماق المحيط
تلك المغامرة الكبرى مع المجهول جرت للغواصة السوفيتية النووية "كي -10" في يناير عام 1983. حينها اصطدمت هذه الغواصة فجأة بجسم مجهول تحت الماء، فيما كانت تبحر في مهمة سرية في المحيط الهادئ.
بطبيعة الحال كانت الغواصات الأمريكية والسوفيتية في القرن الماضي تخوضان منافسة حامية في تتبع بعضهما، وكانت الغواصات الأمريكية تقوم بدوريات قرب المياه الروسية، وبالمثل كانت الغواصات السوفيتية تبحر في المياه المقابلة للولايات المتحدة.
على الرغم من اتساع المحيطات، إلا أن الغواصات السوفيتية والأمريكية كانت تحتك ببعضها بالصدفة وفي بعض الأحيان نتيجة عمليات اعتراض مقصودة وخاصة في فترات اشتداد التوتر خلال حقبة الحرب الباردة.
مع ذلك، واجه قادة الغواصات السوفيتية أجساما بحرية غريبة ومجهولة لا يمكن تحديد هويتها إلا من خلال الافتراضات. هذا ما جرى تحديدا للغواصة النووية السوفيتية وكاسحة الجليد "كي – 10" في تلك الرحلة التي عادت منها بأضرار، مواصفاتها زادت من تعقيد اللغز.
كانت هذه الغواصة النووية السوفيتية بقيادة الكابتن المتمرس فاليري ميدفيديف في رحلة بحرية طويلة في بحر الصين الجنوبي. سارت الأمور على ما يرام في البداية حتى يوم 22 يناير 1983، حين وصلت إلى منطقة أتصال محددة.
بسبب سرية المهمة القصوى وصلت الغواصة إلى نقطتها المحددة قبل ساعات قليلة من المقرر، وأبحرت بالقرب من المكان. كانت الغواصة تتحرك على عمق 50 مترا وعلى بعد 4 كيلو مترات ونصف من القاع.
رصدت أجهزة الغواصة الصوتية ظلا صوتيا مجهولا فقرر قائد الغواصة الدوران للتأكد من عدم وجود غواصات أمريكية بالجوار. لم يتم رصد أي شيء، وفجأة وقع حادث غريب. تعرضت الغواصة لهزة قوية مفاجئة، وبدا كما لو أنها اصطدمت بجسم ضخم وتعلقت به للحظة ثم انفصلت عنه.
دوت أجراس الإنذار على الفور وجرى إغلاق جميع مقصورات الغواصة السوفيتية. على الرغم من أن الغواصة استمرت في الحركة بسرعتها السابقة تقريبا، لكن ظهرت آثار أضرار في المقصورة الأولى يمكن أن تتسبب في إغراقها بالماء. فُقد الاتصال في البداية بالمقصورة الأولى ولاحقا تبين أن عملية الإغلاق تمت بنجاح ما يعني أن افراد الطاقم هناك كانوا على قيد الحياة. لتجنب وقوع كارثة بدأت الغواصة في الارتفاع إلى السطح.
بعد الطفو على السطح والاقتراب من مكان الحادث، لاحظ قائد الغواصة وميضا يتراجع بسرعة ما يشير إلى وجود غواصة أخرى كانت تتعقبهم، وهي الآن تعود لتختبئ فيما يعرف بمنطقة الظل الصوتي غير مدركة بأنها اُكتشفت.
الغواصة السوفيتية بعثت على الفور رسالة إلى الأسطول تبلغه فيها بالاصطدام. لضمان سلامة الغواصة، أمرت بالبقاء على السطح والإبحار سريعا إلى القاعدة البحرية الفيتنامية "كام رانه". في تلك الرحلة رافقتها للحماية السفينة السوفيتية المضادة للغواصات "بتروبافلوفسك".
أثناء عمليات الفحص، تبين أن الغواصة كانت محظوظة جدا لنجاتها من الحادث. تضرر قوس الغواصة الأمامي بشكل خطير، إلا أن المقصورة الأمامية بقيت سليمة بأعجوبة.
عثر على شظايا معدنية مجهولة على قطع الهيكل المتضررة، ما يشير إلى تورط غواصة غير معروفة بالفعل.
قُطع قسم من مقدمة الغواصة المصنوع من الفولاذ عالي الجودة بسمك 3 سنتمترات بالكامل بطول 32 مترا. كما تعرضت أنابيب الطوربيد المزودة برؤوس نووية لأضرار كبيرة وتمزقت أغطيتها بشكل تام.
في البداية دارت شبهات بتورط الغواصات الأمريكية والبريطانية في الحادث، لكن لم يكن هناك أي أدلة ملموسة. لم تصدر أي دولة بيانات رسمية عن حوادث في تلك المنطقة.
في وقت لاحق أعلنت البحرية الصينية أنها فقدت إحدى غواصاتها في 21 يناير من نفس العام. غواصة قيل إنها عدلت لاختبار طراز جديد من الصواريخ. لسوء الحظ قتل حينها الطاقم الصيني بأكمله إضافة إلى الفريق المشرف على الاختبار.
على الرغم من أن الغواصة النووية السوفيتية ربما اصطدمت بالغواصة الصينية إلا أن الاصطدام الذي حصل لم يكن عرضيا، وكان نتيجة مراقبة وتتبع دقيق من الغواصة المجهولة.
على أي حال، بغض النظر عن هوية ذلك الجسم المائي الغامض، أظهر البحارة السوفييت مهارة عالية ورباطة جأش استثنائية في واحد من أصعب وأخطر المواقف. لم يتم وقتها في ذلك الاصطدام المفاجئ إنقاذ الغواصة فقط بل والمئات من أفراد الطاقم.
المصدر: RT
أحاط الغموض لسنوات طويلة جوانب من حادثة قصف طائرة حربية عراقية فرقاطة أمريكية في الخليج في 17 مايو 1987، ما أدى إلى تدمير قسم منها ومقتل 37 بحارا وإصابة 21 آخرين.
اختبرت الصين في أبريل 2025 للمرة الأولى نوعا جديدا من الذخيرة عبارة عن قنبلة هيدروجينية غير نووية تعتمد في عملها على مركب "هيدريد المغنيسيوم".
بدء في بناء قاعدة الفضاء السوفيتية "بايكونور" في فبراير 1955، وبدأ نشاطها بسرعة قياسية حيث أطلق أول صاروخ من هناك في 15 مايو 1957، فلماذا اختيرت هذه المنطقة لهذه المهمة الحساسة؟
أسهم بنشاط في تحويل بلاده من دولة اقطاعية إلى دولة حديثة وحقق حلمه وأصبح في نفس الوقت الشخصية الأولى المتنفذة، إلا أن سياساته أثارت حفيظة الكثيرين فانتهت حياته بحد السيف.
تمكن طيار ياباني واحد من تنفيذ هجوم انتحاري فريد استهدف حاملة الطائرات الأمريكية " إنتربرايز"، صباح يوم 14 مايو 1945 بالقرب من جزر "ريوكيو" اليابانية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


روسيا اليوم
منذ 15 دقائق
- روسيا اليوم
لماذا تحتاج روسيا إلى منصة "القطب الشمالي" العائمة؟
فما الذي تقوم به هذه السفينة البحثية المدهشة التي انطلقت في رحلتها العلمية خريف عام 2024؟ يذكر أن تاريخ استكشاف منطقة القطب الشمالي من قبل روسيا يعود إلى القرن العشرين. وفي ذلك الوقت، بدأ العلماء الروس عملهم مباشرة على الجليد، حيث أنشؤوا قواعد مؤقتة، ودرسوا الطبيعة القاسية للمنطقة. لكن اليوم، تغير المناخ لدرجة جعلت الأساليب التقليدية غير فعالة، مما استدعى إنشاء مشروع جديد تماما، وهو منصة مستقلة قادرة على مواجهة عوامل الطقس القاسية. وانطلقت بعثة "القطب الشمالي-42" العلمية من مورمانسك في 15 سبتمبر 2024، ومن المقرر أن تستمر حتى مايو 2026. ووفقا للخطة، من المفترض أن تنتهي البعثة بالقرب من مضيق فرام، لكن حركة الجليد في المحيط قد تكون غير متوقعة. وتسير المنصة نحو موقعها الرئيسي بقوتها الذاتية. ويختار العلماء قطعة من الجليد، ثم تدخل المنصة بمساعدة كاسحة الجليد، نقطة مطلوبة وتظل عالقة في الجليد حتى نهاية البعثة. وتتيح هذه التقنية إجراء أرصاد فريدة في ظل ظروف الحركة المستمرة للجليد. ومثل هذه البعثات ليست مهمة للعلم فحسب، بل ولمستقبل البشرية جمعاء. فاستقرار مناخ المنطقة القطبية الشمالية هو ما يحدد استقرار النظام البيئي العالمي لكوكبنا. يذكر أن منصة "القطب الشمالي" هي منصة جليدية ذاتية الحركة تعمل كقاعدة علمية عائمة للباحثين في منطقة القطب الشمالي. تاريخ التطوير: مواعيد المهمة: المهام والوظائف: تحتوي المنصة على 17 مختبرا علميا، حيث يدرس الباحثون: إحدى المهام الرئيسية: هي توفير تنبؤات ملاحية لحالة طريق البحر الشمالي، حيث أن قابلية الملاحة في الممرات البحرية بالقطب الشمالي تعتمد بشكل حاسم على الأحوال الجوية. وحسب بيانات أبريل 2025، تتموضع منصة "القطب الشمالي" حاليا في القطاع الشرقي من منطقة القطب الشمالي ضمن بعثة "القطب الشمالي-42". تفاصيل البعثة: المصدر: أشادت مجلة The National Interest بالسفن الحربية الكاسحة للجليد التي تطورها روسيا في إطار المشروع "23550"، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة ليس لديها مثل هذه السفن. ذكرت وسائل إعلام أن هيئة الإنقاذ البحري الروسية ستحصل على سفن قطر وإنقاذ جديدة كاسحة للجليد.


روسيا اليوم
منذ 11 ساعات
- روسيا اليوم
رصد أقوى توهج للشمس في عام 2025
ووفقا له، هناك توهج ثان من الفئة X على الشمس الآن تبلغ درجته X2.7. وهذا هو أكبر توهج يسجل هذا العام. ويشير بوغاتشيوف إلى أن الشمس شهدت يوم أمس أول توهج من الدرجة X منذ شهر ونصف. ولكن لم يحدث التوهج الحالي الجديد في نفس المنطقة النشطة، بل على الجانب الآخر من الشمس. وقد يشير هذا إلى زيادة في النشاط الشمسي. ويقول: "يبعد موقع التوهج حوالي 70 درجة عن خط الشمس والأرض. ويعتبر موقعا آمنا إلى حد ما، ولكن في حالة حدوث انبعاث كتلة كبيرة، فقد تؤثر على الأرض— يوم الجمعة تقريبا. وقد سجل أعلى مستوى للإشعاع في حوالي الساعة 11:20 بتوقيت موسكو". وكما هو معروف تسبب التوهجات الشمسية عواصف مغناطيسية على الأرض. وتقيّم شدتها على مقياس مكون من خمسة مستويات، أضعفها G1 وأشدها G5. المصدر:نوفوستي أعلن معهد الجيوفيزياء التطبيقية في موسكو عن رصد توهج شمسي قوي، حصل اليوم الاثنين. أعلن مركز "فوبوس" الروسي للأرصاد الجوية أن الأرض بدأت اليوم الأربعاء تتأثر بعاصفة مغناطيسية ناجمة عن التوهجات الشمسية. تنتج العواصف المغناطيسية عن الانبعاثات الكتلية الإكليلية أو التوهجات الشمسية. والشمس الآن في الدورة الخامسة والعشرين التي بدأت في ديسمبر 2019. على الرغم من أن الشمس هي المصدر الأساسي للحياة على كوكب الأرض، فإنها قد تصبح أيضا السبب في تدميرنا في يوم من الأيام. أعلن سيرغي بوغاتشيوف، مدير مختبر علم الفلك الشمسي في معهد العلوم الفلكية الروسي، أن التوهج الأخير كان قريبا من المستوى الأعلى، ولكن موقعه لن يسمح بوصول المادة الشمسية إلى الأرض.


روسيا اليوم
منذ 18 ساعات
- روسيا اليوم
حرب النجوم الحقيقية.. رصد مجرتين متشابكتين في "مبارزة كونية" حيرت العلماء
لكن هذه المبارزة الكونية تخفي مفاجأة صادمة، حيث تمتلك إحدى المجرتين سلاحا سريا فتاكا، يتمثل في "حزمة إشعاعية قاتلة" تنبعث من نواتها النشطة، المعروفة باسم "الكوازار" (النجم الزائف أو شبه النجم)، وهي المنطقة الغازية الساخنة المحيطة مباشرة بثقب أسود هائل. 📡🔭Together with @ESO 's VLT, we observed a battle between a pair of galaxies. ⚔️This stellar battle is 11 billion years away, so we see it as it was when the Universe was only 18% of its current age.🔗 are baffled after spotting two galaxies entangled in a 'cosmic joust' ويشرح الدكتور سيرغي بالاشيف، الباحث الرئيسي من معهد إيوف في سانت بطرسبرغ، روسيا، أن هذه الملاحظة تمثل المرة الأولى التي يتمكن فيها العلماء من رصد التأثير المباشر لإشعاع الكوازار على البنية الداخلية لمجرة عادية. فبينما تتقارب المجرتان في رقصة كونية عنيفة، تقوم المجرة المهاجمة بتسليط حزمة إشعاعية قوية تنبعث من ثقب أسود فائق الكتلة تقدر كتلته بنحو 100 مليون كتلة شمسية، تخترق هذه الحزمة قلب المجرة المنافسة، وتحدث دمارا هائلا في بنيتها الغازية. وتظهر التفاصيل التي كشفت عنها الأرصاد الفلكية الدقيقة أن الإشعاع الشديد الصادر عن الكوازار يحول سحب الغاز والغبار في المجرة المستهدفة إلى كتل صغيرة وكثيفة، ما يعطل بشكل جذري قدرة هذه المجرة على تكوين نجوم جديدة. ويوضح الدكتور باسكيه نوردام من معهد الفيزياء الفلكية في باريس أن الإشعاع فوق البنفسجي الشديد الصادر عن الكوازار قادر على تدمير الغاز الجزيئي في المجرة الأخرى، تاركا فقط كتلا غازية صغيرة جدا، وغير قادرة على دعم عملية تكوين النجوم. والأمر اللافت في هذه الظاهرة هو أن تأثير الإشعاع يتركز في المنطقة التي تخترقها الحزمة الإشعاعية فقط، بينما تبقى باقي أجزاء المجرة المستهدفة سليمة إلى حد كبير. وهذا المشهد الكوني الفريد يقدم للعلماء فرصة غير مسبوقة لدراسة التفاعلات العنيفة بين المجرات والكوازارات، خاصة وأن مثل هذه الأحداث كانت أكثر شيوعا في الكون المبكر. ولرصد هذه الظاهرة النادرة، اعتمد العلماء على أقوى التلسكوبات المتاحة حاليا، بما في ذلك التلسكوب الكبير جدا (VLT) التابع للمرصد الأوروبي الجنوبي ومصفوفة مرصد أتاكاما المليمتري الكبير (ALMA). وقد تطلب الأمر دقة غير مسبوقة، نظرا لأن الضوء الصادر عن هذه المجرات استغرق 11 مليار سنة ليصل إلى الأرض، ما يعني أن العلماء يدرسون حدثا وقع عندما كان عمر الكون 18% فقط من عمره الحالي. ويأمل العلماء أن تتيح التلسكوبات الأكثر قوة التي سيتم تشغيلها في المستقبل، مثل التلسكوب الكبير جدا المزود بجهاز ELT، فرصا أفضل لدراسة هذه الظواهر الكونية العنيفة. فمن خلال فهم أفضل لهذه التفاعلات المجرية، يمكن للباحثين سد فجوات مهمة في معرفتنا حول كيفية تطور المجرات والكوازارات في الكون المبكر، وكيفية تأثيرها المتبادل على بعضها البعض عبر مليارات السنين. المصدر: ديلي ميل أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" أن تلسكوب هابل الفضائي تمكن مؤخرا من التقاط صور لثلاث مجرات تشكل ظاهرة تعرف باسم حلقة أينشتاين. كشف تلسكوب هابل الفضائي عن صورة جديدة مذهلة لسحابة ماجلان الكبرى، تظهر فيها السحب الغازية كدوامات ملونة تشبه حلوى القطن الكونية معلقة في فراغ الفضاء.