
مبادرة لزراعة ملايين الشعاب المرجانية في أبو ظبي
كشفت أبوظبي عن مبادرة لزراعة ملايين المستعمرات المرجانية بحلول عام 2030، وهو ما سيجعلها أكبر مشروع لإعادة تأهيل الشعاب المرجانية في العالم.
وبحسب وكالة أنباء الإمارات، تهدف المبادرة إلى زراعة 4 ملايين مستعمرة مرجانية تغطي أكثر من 900 هكتار، ويعتمد المشروع على النجاح الذي حققته استعادة مليون مستعمرة مرجانية منذ عام 2021، والتي حققت معدل بقاء بلغ 95%.
وقالت الدكتورة شيخة سالم الظاهري، الأمينة العامة لهيئة البيئة-أبوظبي لوكالة أنباء الإمارات: "بعد نجاحنا في زراعة مليون مستعمرة مرجانية، نقوم بتوسيع البرنامج لتعزيز التزامنا بالحفاظ على البيئة البحرية والنظم البيئية المرنة".
وبدأت مواقع المرجان المُستعادة تُبدي فعلا علامات التعافي. فقد ازدادت أعداد الأسماك وتنوع الأنواع بنسبة تزيد عن 50% في هذه المناطق.
وعلى غير العادة بالنسبة للشعاب المرجانية، استمرت تلك الموجودة في المشاتل والمواقع المُرممة في النمو حتى أثناء فصل الصيف. وهذا يُثبت قوتها وقدرتها على تحمّل الحرارة الشديدة والطقس القاسي.
وأكدت الدكتورة شيخة، أنه "على الرغم من الظروف البيئية القاسية في الخليج العربي، فإن الشعاب المرجانية قادرة على التكيف وتوفير الموائل لمجموعة متنوعة من الأنواع البحرية في المنطقة".
وأضافت أنها تميزت بمرونة عالية، ما يمكنها من التكيف والتحمل في أشد البحار حرارة، وهو ما يميزها عن أنواع أخرى من الشعاب المرجانية في العالم.
وكانت هيئة البيئة-أبوظبي، قد أطلقت في وقت سابق من هذا الشهر مبادرة "حديقة مرجان أبوظبي"، حيث سيتم تنفيذ المشروع على مدى السنوات الخمس المقبلة.
وتخطط الهيئة لإنشاء "حدائق" بتركيب 40 ألف شعاب مرجانية اصطناعية صديقة للبيئة بتصاميم وأحجام مختلفة. وتهدف إلى دعم نمو الكائنات البحرية على مساحة 1200 كيلومتر مربع من المناطق الساحلية وأعماق البحار.
وتم تصميم الشعاب المرجانية الاصطناعية لجذب الحياة البحرية بمعدلات أعلى بثلاث مرات من الشعاب المرجانية الطبيعية، مما قد يؤدي إلى إنتاج أكثر من 5 ملايين كيلوغرام من الأسماك سنويا.
وفي إطار حماية النظم البيئية البحرية، أطلقت الشارقة مشروعا تجريبيا في خورفكّان، باستخدام كهوف الشعاب المرجانية الاصطناعية لدعم موائل الأسماك.
كما بدأت دبي المرحلة الأولى من مشروع الشعاب المرجانية، والذي يهدف إلى نشر 20 ألف وحدة من الشعاب المرجانية على مساحة 600 كيلومتر مربع في غضون 3 سنوات.
وتقوم وزارة التغير المناخي والبيئة بتنسيق جهود استعادة الشعاب المرجانية في جميع أنحاء دولة الإمارات العربية المتحدة بما في ذلك مبادرة بحثية تركز على زراعة 24 نوعًا من الشعاب المرجانية المرنة
كما يتم إنجاز مشروع رسم خرائط وطنية شاملة للشعاب المرجانية يحدد 210 مواقع تدعم أكثر من 55 نوعا من الشعاب المرجانية الصلبة، وتشمل المبادرات الناجحة السابقة إنشاء حدائق مرجانية في رأس الخيمة وأم القيوين وعجمان.
وتُعد الشعاب المرجانية مهمة جدا للنظام البيئي والاقتصادي أيضا، فهي توفر الغذاء للأنواع البحرية، وتشكل حواجز طبيعية مقاومة لتآكل السواحل، وتحد من طاقة الأمواج وارتفاعها، وتوفر الموائل لعدة أنواع بحرية.
وتشهد الشعاب المرجانية تدهورا في كافة أنحاء العالم وكذلك بسبب مجموعة من العوامل المتصلة بالظواهر الناجمة عن التغير المناخي، والأنشطة البشرية مثل صيد الأسماك وأعمال التجريف والتلوث البحري.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 12 ساعات
- الجزيرة
مبادرة لزراعة ملايين الشعاب المرجانية في أبو ظبي
كشفت أبوظبي عن مبادرة لزراعة ملايين المستعمرات المرجانية بحلول عام 2030، وهو ما سيجعلها أكبر مشروع لإعادة تأهيل الشعاب المرجانية في العالم. وبحسب وكالة أنباء الإمارات، تهدف المبادرة إلى زراعة 4 ملايين مستعمرة مرجانية تغطي أكثر من 900 هكتار، ويعتمد المشروع على النجاح الذي حققته استعادة مليون مستعمرة مرجانية منذ عام 2021، والتي حققت معدل بقاء بلغ 95%. وقالت الدكتورة شيخة سالم الظاهري، الأمينة العامة لهيئة البيئة-أبوظبي لوكالة أنباء الإمارات: "بعد نجاحنا في زراعة مليون مستعمرة مرجانية، نقوم بتوسيع البرنامج لتعزيز التزامنا بالحفاظ على البيئة البحرية والنظم البيئية المرنة". وبدأت مواقع المرجان المُستعادة تُبدي فعلا علامات التعافي. فقد ازدادت أعداد الأسماك وتنوع الأنواع بنسبة تزيد عن 50% في هذه المناطق. وعلى غير العادة بالنسبة للشعاب المرجانية، استمرت تلك الموجودة في المشاتل والمواقع المُرممة في النمو حتى أثناء فصل الصيف. وهذا يُثبت قوتها وقدرتها على تحمّل الحرارة الشديدة والطقس القاسي. وأكدت الدكتورة شيخة، أنه "على الرغم من الظروف البيئية القاسية في الخليج العربي، فإن الشعاب المرجانية قادرة على التكيف وتوفير الموائل لمجموعة متنوعة من الأنواع البحرية في المنطقة". وأضافت أنها تميزت بمرونة عالية، ما يمكنها من التكيف والتحمل في أشد البحار حرارة، وهو ما يميزها عن أنواع أخرى من الشعاب المرجانية في العالم. وكانت هيئة البيئة-أبوظبي، قد أطلقت في وقت سابق من هذا الشهر مبادرة "حديقة مرجان أبوظبي"، حيث سيتم تنفيذ المشروع على مدى السنوات الخمس المقبلة. وتخطط الهيئة لإنشاء "حدائق" بتركيب 40 ألف شعاب مرجانية اصطناعية صديقة للبيئة بتصاميم وأحجام مختلفة. وتهدف إلى دعم نمو الكائنات البحرية على مساحة 1200 كيلومتر مربع من المناطق الساحلية وأعماق البحار. وتم تصميم الشعاب المرجانية الاصطناعية لجذب الحياة البحرية بمعدلات أعلى بثلاث مرات من الشعاب المرجانية الطبيعية، مما قد يؤدي إلى إنتاج أكثر من 5 ملايين كيلوغرام من الأسماك سنويا. وفي إطار حماية النظم البيئية البحرية، أطلقت الشارقة مشروعا تجريبيا في خورفكّان، باستخدام كهوف الشعاب المرجانية الاصطناعية لدعم موائل الأسماك. كما بدأت دبي المرحلة الأولى من مشروع الشعاب المرجانية، والذي يهدف إلى نشر 20 ألف وحدة من الشعاب المرجانية على مساحة 600 كيلومتر مربع في غضون 3 سنوات. وتقوم وزارة التغير المناخي والبيئة بتنسيق جهود استعادة الشعاب المرجانية في جميع أنحاء دولة الإمارات العربية المتحدة بما في ذلك مبادرة بحثية تركز على زراعة 24 نوعًا من الشعاب المرجانية المرنة كما يتم إنجاز مشروع رسم خرائط وطنية شاملة للشعاب المرجانية يحدد 210 مواقع تدعم أكثر من 55 نوعا من الشعاب المرجانية الصلبة، وتشمل المبادرات الناجحة السابقة إنشاء حدائق مرجانية في رأس الخيمة وأم القيوين وعجمان. وتُعد الشعاب المرجانية مهمة جدا للنظام البيئي والاقتصادي أيضا، فهي توفر الغذاء للأنواع البحرية، وتشكل حواجز طبيعية مقاومة لتآكل السواحل، وتحد من طاقة الأمواج وارتفاعها، وتوفر الموائل لعدة أنواع بحرية. وتشهد الشعاب المرجانية تدهورا في كافة أنحاء العالم وكذلك بسبب مجموعة من العوامل المتصلة بالظواهر الناجمة عن التغير المناخي، والأنشطة البشرية مثل صيد الأسماك وأعمال التجريف والتلوث البحري.


الجزيرة
٠٦-٠٥-٢٠٢٥
- الجزيرة
الإمارات العربية المتحدة تُدرج مادة الذكاء الاصطناعي في المنهج الدراسي
أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة أنها ستُدرج مادة الذكاء الاصطناعي في مناهج المدارس الحكومية هذا العام، في إطار سعيها لأن تصبح قوة إقليمية رائدة في تطوير الذكاء الاصطناعي، وفقا لتقرير نشره موقع بلومبيرغ. وأفادت وكالة أنباء الإمارات بأن مادة الذكاء الاصطناعي ستُطرح ابتداء من العام الدراسي 2025-2026 من مرحلة رياض الأطفال وحتى الصف الـ12 الثانوي، وأضافت أن البرنامج يتضمن الوعي الأخلاقي بالإضافة إلى مفاهيم أساسية وتطبيقات عملية. وتأمل الإمارات أن تمنح هذه الخطوة الطلاب المعرفة والمهارات اللازمة لفهم واستخدام الذكاء الاصطناعي في حياتهم اليومية، كجزء من تركيزها على تمكين الشباب من مواكبة التطورات العالمية وقيادة الابتكار، وهذه الخطوة تضع دولة الإمارات في مقدمة الدول التي تُدخل الذكاء الاصطناعي في المناهج الدراسية. ولتنفيذ هذا المشروع، أقامت الإمارات شراكة مع عدة جهات مثل "بريسايت" (Presight) و"إيه آي 71″ (AI71) وجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي وكليات التقنية العليا، وذلك لتسريع تبني التكنولوجيا في التعليم بما يدعم رؤية الدولة للاستثمار في الإنسان وبناء نظام تعليمي مُجهّز للمستقبل يُسهم في تحقيق التنمية الوطنية المستدامة. وفي السياق، قالت وزيرة التربية والتعليم سارة الأميري: "يُعد إدخال الذكاء الاصطناعي في جميع مراحل التعليم الحكومي خطوة إستراتيجية لتحديث أدوات التعليم وإعداد جيل من الشباب المُلمّين بأخلاقيات التكنولوجيا، والقادرين على ابتكار حلول ذكية تناسب التحديات المستقبلية"، وأضافت "يعكس دمج الذكاء الاصطناعي في الفصول الدراسية رؤية حكومة الإمارات العربية المتحدة المُتمحورة حول المستقبل، ويعزز ريادتها العالمية في التعليم القائم على الابتكار والتكنولوجيا، ويدعم هدفها في بناء مجتمع معرفي واقتصاد رقمي تنافسي تقوده كفاءات وطنية ماهرة". وسيغطي منهج الذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات العربية المتحدة 7 مجالات رئيسية، وهي المفاهيم الأساسية، والبيانات والخوارزميات، واستخدام البرمجيات، والوعي الأخلاقي، والتطبيقات الواقعية، والابتكار وتصميم المشاريع، والسياسات والارتباط المجتمعي. وتأمل الإمارات أن يُزوّد هذا المنهج الطلاب بالمعارف والمهارات المناسبة لكل مستوى أكاديمي، مما يضمن إلمام جميع خريجي المدارس الحكومية بأساسيات الذكاء الاصطناعي وقدرتهم على تطبيقها في الحياة اليومية. وينقسم منهج الذكاء الاصطناعي إلى 3 مراحل بحسب الفئة العمرية، إذ يبدأ من رياض الأطفال حيث ينخرط الأطفال في الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الرقمية من خلال الأنشطة البصرية والتفاعلية والقصص والألعاب. وفي المرحلة الابتدائية، يقارن الطلاب بين الآلات والبشر ويطورون مهارات التفكير الرقمي ويكتشفون تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وفي المرحلة الإعدادية يُصمم الطلاب أنظمة ذكاء اصطناعي ويُقيمونها ويتعلمون عن التحيز والخوارزميات ويركزون على الاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي. أما المرحلة الثانوية، فتُجهز الطلاب للتعليم العالي ومساراتهم المهنية من خلال تعليم هندسة الأوامر ومحاكاة سيناريوهات واقعية. ومن المخطط دمج منهج الذكاء الاصطناعي الجديد بسلاسة في الجداول الدراسية الحالية دون الحاجة إلى ساعات تدريس إضافية، وسيقوم بتدريسه معلمون مُختصون كجزء من مادة الحوسبة والتصميم الإبداعي والابتكار، كما ستوفر وزارة التربية والتعليم أدلة شاملة تتضمن أنشطة ونماذج وخطط دروس قابلة للتكيف مع بيئات الفصول الدراسية المختلفة.


الجزيرة
١٢-٠١-٢٠٢٥
- الجزيرة
ما الشاهقة المائية التي شوهدت في السعودية مؤخرا؟
في ظاهرة نادرة أشبه بمشاهد الأساطير، شهدت سواحل منطقة "رابغ" غرب السعودية ظهور شاهقة مائية، وهو حدث جوي استثنائي يسمى كذلك "التنين المائي". وكما يتم تصوير التنين في الأساطير الشعبية بالكائن الضخم ذي الجسم الثعباني والأجنحة الكبيرة التي تمكنه من الطيران، مع قدرته على نفث النار، فإن الشاهقة المائية تتصاعد رياحها الهائجة، في حين يلتف حولها الماء كما يلتف الدخان حول التنين وهو ينفث النيران، وتمتد الشاهقة من السحاب إلى سطح الماء كعنق طويل يتراقص بعنف وسط العاصفة. وعلى الرغم من أن هذه الظاهرة نادرة، حيث يتم رصدها في دول مثل الولايات المتحدة (خاصة ساحل فلوريدا) وأستراليا، فإن السعودية وغيرها من دول الخليج لم تكن معتادة على رؤيتها إلا في فترات متباعدة. ومع ذلك، يثير ظهورها في هذا التوقيت تساؤلات عن الأسباب التي أدت إلى حدوثها، وهل هي نتيجة التغيرات المناخية التي تركت بصماتها على طقس الخليج في السنوات الأخيرة. كيف تتشكل الشاهقة المائية؟ يقول أستاذ علوم البحار الفيزيائية بمعهد علوم البحار المصري، أحمد رضوان، إن "شرح الظاهرة وآليات حدوثها قد يفسر ظهورها الأخير في السعودية، وكذلك ظهورها قبل ذلك في شتاء 2022 على سواحل إمارة الفجيرة بدولة الإمارات". وتحدث هذه الظاهرة عندما تلتقي تيارات هوائية دافئة ورطبة من سطح البحر مع تيارات هوائية باردة وجافة من الطبقات العليا في الجو، مما يؤدي إلى تكون دوامة قوية تتجمع فيها المياه على شكل عمود دوار. ويوضح رضوان أنه "عادة ما تتهيأ هذه الظروف في المياه الدافئة (حوالي 26 درجة مئوية وما فوق)، ولذلك فهي دائمة الظهور في الدول التي تطل على المحيطات المفتوحة، حيث يكون هناك تباين كبير في درجات الحرارة بين الهواء والمياه، ومع ذلك، لم تكن تحدث في دول الخليج العربي، لأن المياه، رغم أنها دافئة نسبيا، فإن حرارتها لم تكن مرتفعة بما يكفي لتوفير الطاقة اللازمة لتشكيل دوامة هوائية قوية". والجديد الذي بدأ يطرأ على مناخ الخليج العربي هو ارتفاع درجات حرارة المياه، بسبب موجات الحرارة البحرية الناتجة عن التغير المناخي، مما ساعد على توفير البيئة المناسبة لظهور "التنين المائي"، كما يشير رضوان. وموجات الحرارة البحرية هي فترات طويلة من ارتفاع غير طبيعي في درجات حرارة سطح البحر مقارنة بالمعدل المعتاد لهذه المنطقة في الفترة الزمنية نفسها، وتمثل هذه الظاهرة تغيرات حرارية كبيرة تدوم لفترة من الزمن. ووفقا لدراسة نشرتها دورية "دييب سي ريسيرش بارت تو" حول "ديناميكيات موجات الحر البحرية في الخليج العربي"، تشهد مياه المنطقة زيادة ملحوظة في كل من تكرار وشدة موجات الحرارة البحرية، حيث ترتفع درجات حرارة سطح البحر في المنطقة بمعدل 0.36 درجة مئوية لكل عقد. وتشهد بعض المناطق زيادات تصل إلى 0.7 درجة مئوية لكل عقد، وهذه الزيادة تتجاوز المعدل العالمي الذي يتراوح بين 0.06 درجة مئوية و 0.08 درجة مئوية لكل عقد، مما يجعل الخليج العربي من أكثر المناطق تأثرا بموجات الحرارة البحرية. ظاهرة ليست مفاجئة ويقول رضوان "مع هذه الزيادات الواضحة، ستصبح مشاهد مثل الشاهقة المائية معتادة، مثلما أصبحت الأعاصير معتادة أيضا، للسبب نفسه وهو ارتفاع درجة حرارة المياه". وشهدت دول الخليج خلال الـ5 سنوات الماضية أعاصير غير معتادة، وهو ما توقعته دراسة أميركية نشرت قبل 10 سنوات في دورية "نيتشر كلايميت تشينج"، حيث توقعت أن تتشكل أعاصير استوائية للمرة الأولى في الخليج العربي جراء التغير المناخي وآثار ظاهرة الاحتباس الحراري. وقالت الدراسة إن المياه الضحلة والدافئة للخليج العربي، التي لم تسجل أي أعاصير من قبل، قد تولد العواصف في المستقبل كآثار جانبية لظاهرة الاحتباس الحراري. ويوضح رضوان أنه "وفقا لما ذهبت إليه هذه الدراسة، فليس من المفاجئ بالنسبة لنا ظهور الشاهقات المائية في الخليج، لأنها تتشكل للأسباب نفسها التي تؤدي إلى تكون الأعاصير، مع اختلافات في الحجم والمفعول". ويشرح "الشاهقة المائية تتشكل عندما تلتقي تيارات هوائية دافئة ورطبة من سطح البحر مع تيارات هوائية باردة وجافة من الطبقات العليا في الجو، أما الأعاصير الاستوائية، فتتكون عندما تلتقي تيارات هوائية دافئة ورطبة مع تيارات هوائية باردة، لكن على نطاق أكبر بكثير، وتكون الأعاصير الاستوائية عبارة عن دوامات هوائية عمودية تؤدي إلى تكوين مركز ضغط منخفض يجذب الهواء الدافئ والرطب، مما يخلق دوامة قوية". ويوضح أنه "في كل من الشاهقة المائية والأعاصير الاستوائية، يكون هناك تيار هوائي صاعد، حيث يرتفع في الأولى الهواء الرطب إلى السماء، مما يؤدي إلى تكاثف بخار الماء وتشكيل السحب، وفي النهاية يتكون العمود المائي، أما في الأعاصير الاستوائية، فيتصاعد الهواء الرطب من سطح البحر نتيجة لارتفاع درجة حرارة المياه، مما يساهم في تكوين السحب والعواصف الشديدة". ويضيف "الفرق الرئيسي بين الشاهقة المائية والأعاصير الاستوائية هو أن الشاهقة المائية، دوامة بحرية صغيرة الحجم نسبيا وتستمر لفترة قصيرة (من بضع دقائق إلى 10 دقائق)، وتكون الرياح أقل قوة من الأعاصير الاستوائية، ولكنها قد تسبب أضرارا إذا كانت قريبة من السواحل، أما الأعاصير الاستوائية، فهي دوامات بحرية كبيرة الحجم، تدوم لفترة أطول، ويمكن أن تؤدي إلى أضرار واسعة النطاق نتيجة الرياح الشديدة والأمطار الغزيرة". لا مجال للتوقع وكما أنه لا مجال لتحديد مكان وزمان وصول الأعاصير بدقة، فإن التحدي يكون أكبر مع الشاهقات المائية. ويقول رضوان "يمكن باستخدام نماذج الطقس العالمية وتكنولوجيا الأقمار الصناعية مراقبة الظروف الجوية التي قد تساهم في تشكيل الأعاصير، ويساعد ذلك على توقع حدوث إعصار استوائي قبل أيام أو أسابيع قليلة من وصوله إلى مرحلة تشكيله الكامل، ولكن تحديد مكان وزمان وصوله بدقة يظل تحديا". ويضيف "الوضع يكون أصعب مع الشاهقات المائية، فعلى الرغم من أنه يمكن تحديد الظروف التي تسبق تشكيلها، فإن التنبؤ بها يصعب أكثر بسبب قصر فترة حياتها (من بضع دقائق إلى 10 دقائق)". وعليه، فإن ظهور الشاهقات المائية أو ما يعرف بـ"التنين المائي" في السعودية، يعكس تزايد تأثيرات التغير المناخي على المنطقة، ومع ارتفاع حرارة مياه البحر نتيجة لموجات الحرارة البحرية، قد نشهد ظهور المزيد من هذه الظواهر، وهذا يفرض علينا ضرورة فهم هذه الظواهر وتحليلها بشكل دقيق لمواجهة تحديات التغير المناخي، ولحماية السواحل والنظم البيئية البحرية من تأثيراتها المتزايدة.