
'شبح هافانا عام 1959 يلوح في الأفق'، هل يُشبه الشرع كاسترو؟
Reuters
تعرض جولة الصُحف الأحد، قضايا تقارب الولايات المتحدة مع الإدارة الانتقالية في سوريا، وسعي أوروبا لتشكيل محكمة بشأن الحرب الروسية على أوكرانيا، وكذلك مدى جدوى إجراء الأفراد العاديين أبحاثاً عن أمور علمية وطبية.
في صحيفة 'جيروزاليم بوست' كتب ستيفن فلاتو مقالاً بعنوان 'محادثات ترامب مع سوريا تعكس احتضان الولايات المتحدة لفيدل كاسترو عام 1959'.
يُقارن فلاتو بين التقارب الأمريكي مع رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع، بالتقارب مع الزعيم الكوبي فيدل كاسترو في نهاية خمسينيات القرن الماضي.
يتحدث الكاتب عن قبول الولايات المتحدة لـ'وجه جديد يَعِد بالاستقرار والإصلاح بعد سنوات من الفوضى وإراقة الدماء'، في سوريا، لكنه يستدرك بقوله 'التاريخ يُحذّرنا من هذه السذاجة المُتفائلة'.
ويتطرق الكاتب لخلفية الشرع وانتمائه السابق لجماعات إسلامية مسلحة مرتبطة بتنظيم القاعدة، وقتاله في العراق وسوريا.
يعود الكاتب إلى استقبال الولايات المتحدة فيدل كاسترو بتفاؤلٍ كبير، ويرى أنّه كان 'خطأ مكلفاً للغاية'.
ويدعو الكاتب إلى عدم نسيان 'الدروس القاسية' من تحوّل كوبا إلى 'خصمٍ في الحرب الباردة'، بينما تُعيد سوريا تشكيل نظامها السياسي.
ويستذكر الكاتب اعتبار الولايات المتحدة لكاسترو مُصلحاً يمتلك الكاريزما 'سيعيد الكرامة والعدالة للشعب الكوبي'.
ويشير إلى تحول كاسترو في غضون عام من توليه السلطة، و'تعزيز سلطته وإسكات المعارضة والتحالف مع الاتحاد السوفياتي'، و'الحكم الاستبدادي الذي حل محل الوعود بالحكم الديمقراطي'، وفق الكاتب.
يعود الكاتب للحالة السورية والأزمة التي مزّقت البلاد، لتُفرز قيادة جديدة يتزعمها أحمد الشرع الذي يُقدّم نظامه الجديد كقوة تحديثية، مُبتعداً عن 'وحشية حكم بشار الأسد'، وفق توصيف الكاتب.
ويعتقد فلاتو أن 'الحكومات الثورية لا تولد بقيم ديمقراطية، بل غالباً ما تكتسبها أو تتخلى عنها استجابةً للحوافز والضغوط'.
يتحدث فلاتو عن 'استجابة سعودية أمريكية لمغازلة الشرع للشرعية العالمية'، وتقديم رواية عن الإصلاح والاستقرار لجذب الدعم الغربي.
ويحذر فلاتو من تقديم الاعتراف أو المساعدة على عجل، خشية 'المخاطرة بإضفاء الشرعية على نظام قد يتحول إلى قمعي أو متطرف أو معادٍ للولايات المتحدة بمجرد وصوله إلى السلطة'.
ويشير فلاتو إلى 'المخاطر الجيوسياسية الكبيرة' المحيطة بإسرائيل، مضيفاً: 'إذا قرر الشرع، كما فعل كاسترو، التحالف مع خصوم الولايات المتحدة، فقد نواجه خصماً راسخاً آخر في ذلك الجوار الصعب'.
ويطالب فلاتو الولايات المتحدة بتجنب تكرار التاريخ، وضرورة ارتكاز سياسة واشنطن على الشك بدلاً من العاطفة.
'يجب أن يكون أي انخراط دبلوماسي مشروطاً، تدريجياً، ومرتبطاً بإجراءات قابلة للتحقق: تقاسم حقيقي للسلطة، وحماية حقوق الأقليات، ونزع سلاح الميليشيات، والابتعاد التام عن الجهات الأجنبية الخبيثة'، بحسب فلاتو.
'لا يمكننا أن نتحمل تكرار نفس الخطأ في سوريا… يجب أن ننظر إلى الماضي لنسترشد بالمستقبل، فشبح هافانا عام 1959 يلوح في الأفق. دعونا لا نرحب بذئب آخر في ثوب الإصلاح'، يختم الكاتب.
هل سيُحاكم بوتين؟
EPA
في 'الغارديان' البريطانية يعلق الكاتب سيمون تيسدال على التأييد الأوروبي لإنشاء محكمة خاصة لمحاكمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومسؤولين روس كبار آخرين بتهمة ارتكاب 'جريمة العدوان على أوكرانيا'.
ويتساءل الكاتب في العنوان: 'هل سنرى طغاة مثل بوتين في المحكمة يوماً ما؟ هذا مستبعد – وهذا خطأ الغرب أيضاً'.
يخلص الكاتب في مقاله إلى عدم وجود أمل يُذكر في إنشاء محكمة جديدة للجرائم ضد أوكرانيا، بسبب 'انتهاك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ودول أخرى القانون الدولي باستمرار'.
ويرى أنّ فكرة المحكمة مغرية وجذابة، لكن لا أساس لها من الصحة.
'يتهرب بوتين من محادثات السلام ويتهرب من مسؤولية الحرب التي بدأها، ويختبئ وراء تقليد عفا عليه الزمن يقضي بتمتع رؤساء الدول بالحصانة القانونية'، وفق تيسدال.
ويرى أنّ روسيا ستتجاهل المحكمة الجديدة، تماماً كما تتجاهل أوامر الاعتقال الصادرة بحق بوتين بتهمة ارتكاب جرائم حرب من قبل محكمة الجنايات الدولية.
يقول الكاتب إنّ 'هذه الحالة الخارجة عن القانون لا تُطاق. فلماذا يُتغاضى عنها؟'.
ويشير إلى عوامل تُساعد بوتين على 'التهرب من العدالة'، أحدها أن الرئيس الصيني شي جين بينغ، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ودول قوية كالولايات المتحدة، يرفضون أيضاً الاختصاص القضائي الدولي، خوفاً من أن يُقيّدهم أو يُوقعهم في شركه.
'نتنياهو هو أيضاً مُتهم آخر من المحكمة الدولية، لم يندم على اتهاماته، وهو مثل بوتين، لا يزال طليقاً'، وفق الكاتب.
ولا يستبعد أن تصبح محكمة أوكرانيا ستاراً للفشل الجماعي في وقف حربٍ غير شرعية.
ويؤكد تيسدال على أن القانون الدولي – بما يتضمنه من قواعد ومعاهدات واتفاقيات ومعايير أقرتها الأمم المتحدة – هو حجر الأساس للنظام العالمي لما بعد عام 1945، كما يكتسب أهمية متزايدة مع ازدياد الاضطرابات في العالم.
لكنه يقول أيضاً: 'يبدو أنّ مبادئه ومؤسساته في كل مكان، تُطعن وتُنتهك وتُقوّض من قِبل السياسيين والحكومات الذين من واجبهم دعمه'.
وبالرغم من نجاح محاكم في محاكمة جرائم الحرب، مثل محاكمات نورمبرغ لقادة النازيين، وفي يوغوسلافيا السابقة ورواندا، لكنها 'عملية معقدة ومكلفة وبطيئة في العادة'.
ويتحدث عن معاناة المحاكم من 'تصدع الدعم بين الدول المؤثرة التي تقودها شخصيات استبدادية ومعادية للديمقراطية'.
ويشير الكاتب إلى دعوة وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر إلى اتّخاذ إجراءات 'لمنع وقوع إبادة' في غزة، وحديثه عن تدهور القانون الإنساني الدولي في غزة.
ويرى أن مجلس الأمن الدولي الوصي على ميثاق الأمم المتحدة واتفاقيات جنيف التي تُنظّم 'قوانين الحرب'، يعاني من انقسام مزمن حول هذه القضية وغيرها من القضايا العالمية الرئيسية.
ويعتقد أن عدم فعاليته يُفاقم أزمة إنفاذ القانون الدولي.
'تُعدّ قضية الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية قضيةً رائدة، لكن قد يستغرق حلها سنوات، إن حُسمت أصلاً'، بحسب الكاتب.
ويستشهد الكاتب بتقرير لمنظمة العفو الدولية يتهم بعض الحكومات بأنها 'تُقوّض بنشاط' السعي لتحقيق العدالة الدولية.
ويتحدث تيسدال عن انتقادات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمحكمة الجنايات وفرض عقوبات على مسؤوليها.
'يتزايد تحدي القانون الدولي شراسةً مع تزايد المطالبات باحترامه. نادراً ما يلتزم الطغاة والأنظمة الاستبدادية بالقواعد. ومع ذلك، فإن الدول الديمقراطية مثل بريطانيا والولايات المتحدة، التي يُفترض أن تكون قدوة غالباً ما تفعل العكس'، يقول الكاتب.
ويضرب الكاتب مثالاً في جدال المملكة المتحدة في المحكمة بأن تزويد إسرائيل بمكونات للطائرات المقاتلة المستخدمة في غزة أمرٌ مقبول، لأنه كما تزعم، لا دليل على حدوث إبادة جماعية هناك.
'تتجاهل هذه المغالطة… التزام بريطانيا القانوني الواضح، بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية، بمنع الإبادة الجماعية، وليس الانتظار حتى وقوعها بالفعل'، بحسب الكاتب.
'ابحث بنفسك'
Reuters
وفي صحيفة 'تورونتو ستار' الكندية، يُناقش الكاتب جون سيملي جدوى دعوة الأفراد لإجراء بحوث في قضايا علمية.
ففي مقال 'عندما يعني (ابحث بنفسك) البحث في غوغل، فما الفائدة؟ إليك المعنى الحقيقي'، ينطلق سيملي في نقاشه من دعوة وزير الصحة الأمريكي روبرت كينيدي جونيور لإجراء البحث.
هذه العبارة كررها أحد أشد المتشائمين بشأن اللقاحات، وزير الصحة في عهد دونالد ترامب، روبرت كينيدي خلال مقابلة تلفزيونية أجراها مؤخراً وسط انتشار للحصبة، والشكوك المستمرة بشأن اللقاحات، وفق سيملي.
يقول كينيدي (وهو ليس طبيباً) لأحد الحضور: 'نحن نعيش في ديمقراطية، وجزء من مسؤولية الوالدين هو إجراء البحث بأنفسهم'.
يتحدث سيملي عن مدى صعوبة وصول شخص عادي، لا يملك وصولاً مؤسسياً إلى المجلات الطبية، إلى الدراسات العلمية الجادة، ناهيك عن فهمها، مضيفاً: 'لا أحد يتوقع منطقياً أن يتعمق الشخص العادي في هذا المجال'.
ويرى الكاتب أن عبارة 'ابحث بنفسك' تعني ببساطة، 'ابحث عنه في غوغل'.
'إذا بحثتَ عنه في غوغل، ستجد جميع أنواع النظريات العلمية الزائفة والمُخالفة للواقع'، يقول الكاتب.
ويرى أن بعض العقول لديها انجذاب لتلك النظريات الزائفة لمجرد استبعادها من الخطاب العلمي السائد.
ويعتقد الكاتب أن لدى كينيدي 'جهل متعمد' بكيفية تفاعل معظم الناس مع العلوم.
ويقول إن زعزعة الثقة العامة بالمؤسسات السياسية والمدنية، قد يكون الهدف النهائي لكينيدي والعديد من الأشخاص الآخرين الذين وُظفوا بدافع الولاء في الدائرة المقربة من ترامب.
ويشير إلى أن الولايات المتحدة شهدت في عهد روبرت كينيدي تفشٍ كبير لمرض الحصبة.
يضيف الكاتب: 'يبدو أنه يُبلي بلاءً حسناً. ليس في تحسين صحة أي شخص، بل في زرع انعدام الثقة الواسع النطاق بالمسؤولين والمؤسسات والديمقراطية نفسها'.
مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الجزائرية
منذ ساعة واحدة
- الشرق الجزائرية
بولر يتحدث عن إمكانية اتفاق بغزة وويتكوف يؤكد دعم إسرائيل
قال المبعوث الأميركي للرهائن آدم بولر 'إننا نقترب أكثر فأكثر من التوصل إلى اتفاق في غزة'، كما أكد البيت الأبيض ضرورة وقف إطلاق النار وإطلاق الأسرى، في الوقت الذي تستمر فيه المفاوضات غير المباشرة بين حركة حماس وإسرائيل في العاصمة القطرية الدوحة. ونقلت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية عن بولر قوله إنه 'إذا أرادت حماس الحضور وتقديم عرض مشروع وإذا كانت مستعدة للإفراج عن الرهائن فنحن دائما منفتحون على ذلك'. كما نقلت القناة 14 الإسرائيلية عن بولر تأكيده أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لم يغير موقفه 'فهو يدعم إسرائيل والشعب اليهودي'. وفي السياق، نقلت جيروزاليم بوست عن المبعوث الأميركي للمنطقة ستيف ويتكوف قوله 'نقف جنبا إلى جنب مع إسرائيل ومصممون على ضمان عودة كل رهينة إلى عائلته'. واعتبر ويتكوف أنه منذ 7تشرين الأول 2023 يخوض الحوثيون وحماس وحزب الله ما أسماها 'حربا جبانة وغير أخلاقية'. وأكد أن من واجبه إلى جانب آخرين في الإدارة تنفيذ رؤية ترامب واستعادة السلام. من جانبها، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت إن الرئيس ترامب يريد وقفا لإطلاق النار في غزة، وإفراجا عن جميع الأسرى. وأضافت ليفيت، في مؤتمر صحفي، أن الإدارة الأميركية تتواصل مع طرفي الصراع في غزة، وأن ترامب أوضح لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن عليها إطلاق سراح الأسرى. وكانت القناة 13 الإسرائيلية قالت الاثنين إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قرر إبقاء وفد بلاده المفاوض في العاصمة القطرية الدوحة، من أجل مواصلة المفاوضات بشأن إبرام صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس. ونقلت القناة، عن مصادر وصفتها بالمطّلعة على تفاصيل المفاوضات، أن حماس لا تزال متمسكة بمطلبها بإنهاء الحرب بشكل نهائي، في حين يرفض الوفد الإسرائيلي، وفق التفويض السياسي الممنوح له، تقديم أي التزام بذلك. وذكرت صحيفة واشنطن بوست، الاثنين، أن الضغوط الأميركية على إسرائيل أصبحت أكثر شدة، حيث حذر مسؤولون مقربون من الرئيس ترامب القيادة الإسرائيلية من أن الولايات المتحدة قد توقف دعمها لتل أبيب إذا لم تنهِ الحرب في قطاع غزة.


سيدر نيوز
منذ 2 أيام
- سيدر نيوز
'شبح هافانا عام 1959 يلوح في الأفق'، هل يُشبه الشرع كاسترو؟
Reuters تعرض جولة الصُحف الأحد، قضايا تقارب الولايات المتحدة مع الإدارة الانتقالية في سوريا، وسعي أوروبا لتشكيل محكمة بشأن الحرب الروسية على أوكرانيا، وكذلك مدى جدوى إجراء الأفراد العاديين أبحاثاً عن أمور علمية وطبية. في صحيفة 'جيروزاليم بوست' كتب ستيفن فلاتو مقالاً بعنوان 'محادثات ترامب مع سوريا تعكس احتضان الولايات المتحدة لفيدل كاسترو عام 1959'. يُقارن فلاتو بين التقارب الأمريكي مع رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع، بالتقارب مع الزعيم الكوبي فيدل كاسترو في نهاية خمسينيات القرن الماضي. يتحدث الكاتب عن قبول الولايات المتحدة لـ'وجه جديد يَعِد بالاستقرار والإصلاح بعد سنوات من الفوضى وإراقة الدماء'، في سوريا، لكنه يستدرك بقوله 'التاريخ يُحذّرنا من هذه السذاجة المُتفائلة'. ويتطرق الكاتب لخلفية الشرع وانتمائه السابق لجماعات إسلامية مسلحة مرتبطة بتنظيم القاعدة، وقتاله في العراق وسوريا. يعود الكاتب إلى استقبال الولايات المتحدة فيدل كاسترو بتفاؤلٍ كبير، ويرى أنّه كان 'خطأ مكلفاً للغاية'. ويدعو الكاتب إلى عدم نسيان 'الدروس القاسية' من تحوّل كوبا إلى 'خصمٍ في الحرب الباردة'، بينما تُعيد سوريا تشكيل نظامها السياسي. ويستذكر الكاتب اعتبار الولايات المتحدة لكاسترو مُصلحاً يمتلك الكاريزما 'سيعيد الكرامة والعدالة للشعب الكوبي'. ويشير إلى تحول كاسترو في غضون عام من توليه السلطة، و'تعزيز سلطته وإسكات المعارضة والتحالف مع الاتحاد السوفياتي'، و'الحكم الاستبدادي الذي حل محل الوعود بالحكم الديمقراطي'، وفق الكاتب. يعود الكاتب للحالة السورية والأزمة التي مزّقت البلاد، لتُفرز قيادة جديدة يتزعمها أحمد الشرع الذي يُقدّم نظامه الجديد كقوة تحديثية، مُبتعداً عن 'وحشية حكم بشار الأسد'، وفق توصيف الكاتب. ويعتقد فلاتو أن 'الحكومات الثورية لا تولد بقيم ديمقراطية، بل غالباً ما تكتسبها أو تتخلى عنها استجابةً للحوافز والضغوط'. يتحدث فلاتو عن 'استجابة سعودية أمريكية لمغازلة الشرع للشرعية العالمية'، وتقديم رواية عن الإصلاح والاستقرار لجذب الدعم الغربي. ويحذر فلاتو من تقديم الاعتراف أو المساعدة على عجل، خشية 'المخاطرة بإضفاء الشرعية على نظام قد يتحول إلى قمعي أو متطرف أو معادٍ للولايات المتحدة بمجرد وصوله إلى السلطة'. ويشير فلاتو إلى 'المخاطر الجيوسياسية الكبيرة' المحيطة بإسرائيل، مضيفاً: 'إذا قرر الشرع، كما فعل كاسترو، التحالف مع خصوم الولايات المتحدة، فقد نواجه خصماً راسخاً آخر في ذلك الجوار الصعب'. ويطالب فلاتو الولايات المتحدة بتجنب تكرار التاريخ، وضرورة ارتكاز سياسة واشنطن على الشك بدلاً من العاطفة. 'يجب أن يكون أي انخراط دبلوماسي مشروطاً، تدريجياً، ومرتبطاً بإجراءات قابلة للتحقق: تقاسم حقيقي للسلطة، وحماية حقوق الأقليات، ونزع سلاح الميليشيات، والابتعاد التام عن الجهات الأجنبية الخبيثة'، بحسب فلاتو. 'لا يمكننا أن نتحمل تكرار نفس الخطأ في سوريا… يجب أن ننظر إلى الماضي لنسترشد بالمستقبل، فشبح هافانا عام 1959 يلوح في الأفق. دعونا لا نرحب بذئب آخر في ثوب الإصلاح'، يختم الكاتب. هل سيُحاكم بوتين؟ EPA في 'الغارديان' البريطانية يعلق الكاتب سيمون تيسدال على التأييد الأوروبي لإنشاء محكمة خاصة لمحاكمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومسؤولين روس كبار آخرين بتهمة ارتكاب 'جريمة العدوان على أوكرانيا'. ويتساءل الكاتب في العنوان: 'هل سنرى طغاة مثل بوتين في المحكمة يوماً ما؟ هذا مستبعد – وهذا خطأ الغرب أيضاً'. يخلص الكاتب في مقاله إلى عدم وجود أمل يُذكر في إنشاء محكمة جديدة للجرائم ضد أوكرانيا، بسبب 'انتهاك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ودول أخرى القانون الدولي باستمرار'. ويرى أنّ فكرة المحكمة مغرية وجذابة، لكن لا أساس لها من الصحة. 'يتهرب بوتين من محادثات السلام ويتهرب من مسؤولية الحرب التي بدأها، ويختبئ وراء تقليد عفا عليه الزمن يقضي بتمتع رؤساء الدول بالحصانة القانونية'، وفق تيسدال. ويرى أنّ روسيا ستتجاهل المحكمة الجديدة، تماماً كما تتجاهل أوامر الاعتقال الصادرة بحق بوتين بتهمة ارتكاب جرائم حرب من قبل محكمة الجنايات الدولية. يقول الكاتب إنّ 'هذه الحالة الخارجة عن القانون لا تُطاق. فلماذا يُتغاضى عنها؟'. ويشير إلى عوامل تُساعد بوتين على 'التهرب من العدالة'، أحدها أن الرئيس الصيني شي جين بينغ، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ودول قوية كالولايات المتحدة، يرفضون أيضاً الاختصاص القضائي الدولي، خوفاً من أن يُقيّدهم أو يُوقعهم في شركه. 'نتنياهو هو أيضاً مُتهم آخر من المحكمة الدولية، لم يندم على اتهاماته، وهو مثل بوتين، لا يزال طليقاً'، وفق الكاتب. ولا يستبعد أن تصبح محكمة أوكرانيا ستاراً للفشل الجماعي في وقف حربٍ غير شرعية. ويؤكد تيسدال على أن القانون الدولي – بما يتضمنه من قواعد ومعاهدات واتفاقيات ومعايير أقرتها الأمم المتحدة – هو حجر الأساس للنظام العالمي لما بعد عام 1945، كما يكتسب أهمية متزايدة مع ازدياد الاضطرابات في العالم. لكنه يقول أيضاً: 'يبدو أنّ مبادئه ومؤسساته في كل مكان، تُطعن وتُنتهك وتُقوّض من قِبل السياسيين والحكومات الذين من واجبهم دعمه'. وبالرغم من نجاح محاكم في محاكمة جرائم الحرب، مثل محاكمات نورمبرغ لقادة النازيين، وفي يوغوسلافيا السابقة ورواندا، لكنها 'عملية معقدة ومكلفة وبطيئة في العادة'. ويتحدث عن معاناة المحاكم من 'تصدع الدعم بين الدول المؤثرة التي تقودها شخصيات استبدادية ومعادية للديمقراطية'. ويشير الكاتب إلى دعوة وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر إلى اتّخاذ إجراءات 'لمنع وقوع إبادة' في غزة، وحديثه عن تدهور القانون الإنساني الدولي في غزة. ويرى أن مجلس الأمن الدولي الوصي على ميثاق الأمم المتحدة واتفاقيات جنيف التي تُنظّم 'قوانين الحرب'، يعاني من انقسام مزمن حول هذه القضية وغيرها من القضايا العالمية الرئيسية. ويعتقد أن عدم فعاليته يُفاقم أزمة إنفاذ القانون الدولي. 'تُعدّ قضية الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية قضيةً رائدة، لكن قد يستغرق حلها سنوات، إن حُسمت أصلاً'، بحسب الكاتب. ويستشهد الكاتب بتقرير لمنظمة العفو الدولية يتهم بعض الحكومات بأنها 'تُقوّض بنشاط' السعي لتحقيق العدالة الدولية. ويتحدث تيسدال عن انتقادات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمحكمة الجنايات وفرض عقوبات على مسؤوليها. 'يتزايد تحدي القانون الدولي شراسةً مع تزايد المطالبات باحترامه. نادراً ما يلتزم الطغاة والأنظمة الاستبدادية بالقواعد. ومع ذلك، فإن الدول الديمقراطية مثل بريطانيا والولايات المتحدة، التي يُفترض أن تكون قدوة غالباً ما تفعل العكس'، يقول الكاتب. ويضرب الكاتب مثالاً في جدال المملكة المتحدة في المحكمة بأن تزويد إسرائيل بمكونات للطائرات المقاتلة المستخدمة في غزة أمرٌ مقبول، لأنه كما تزعم، لا دليل على حدوث إبادة جماعية هناك. 'تتجاهل هذه المغالطة… التزام بريطانيا القانوني الواضح، بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية، بمنع الإبادة الجماعية، وليس الانتظار حتى وقوعها بالفعل'، بحسب الكاتب. 'ابحث بنفسك' Reuters وفي صحيفة 'تورونتو ستار' الكندية، يُناقش الكاتب جون سيملي جدوى دعوة الأفراد لإجراء بحوث في قضايا علمية. ففي مقال 'عندما يعني (ابحث بنفسك) البحث في غوغل، فما الفائدة؟ إليك المعنى الحقيقي'، ينطلق سيملي في نقاشه من دعوة وزير الصحة الأمريكي روبرت كينيدي جونيور لإجراء البحث. هذه العبارة كررها أحد أشد المتشائمين بشأن اللقاحات، وزير الصحة في عهد دونالد ترامب، روبرت كينيدي خلال مقابلة تلفزيونية أجراها مؤخراً وسط انتشار للحصبة، والشكوك المستمرة بشأن اللقاحات، وفق سيملي. يقول كينيدي (وهو ليس طبيباً) لأحد الحضور: 'نحن نعيش في ديمقراطية، وجزء من مسؤولية الوالدين هو إجراء البحث بأنفسهم'. يتحدث سيملي عن مدى صعوبة وصول شخص عادي، لا يملك وصولاً مؤسسياً إلى المجلات الطبية، إلى الدراسات العلمية الجادة، ناهيك عن فهمها، مضيفاً: 'لا أحد يتوقع منطقياً أن يتعمق الشخص العادي في هذا المجال'. ويرى الكاتب أن عبارة 'ابحث بنفسك' تعني ببساطة، 'ابحث عنه في غوغل'. 'إذا بحثتَ عنه في غوغل، ستجد جميع أنواع النظريات العلمية الزائفة والمُخالفة للواقع'، يقول الكاتب. ويرى أن بعض العقول لديها انجذاب لتلك النظريات الزائفة لمجرد استبعادها من الخطاب العلمي السائد. ويعتقد الكاتب أن لدى كينيدي 'جهل متعمد' بكيفية تفاعل معظم الناس مع العلوم. ويقول إن زعزعة الثقة العامة بالمؤسسات السياسية والمدنية، قد يكون الهدف النهائي لكينيدي والعديد من الأشخاص الآخرين الذين وُظفوا بدافع الولاء في الدائرة المقربة من ترامب. ويشير إلى أن الولايات المتحدة شهدت في عهد روبرت كينيدي تفشٍ كبير لمرض الحصبة. يضيف الكاتب: 'يبدو أنه يُبلي بلاءً حسناً. ليس في تحسين صحة أي شخص، بل في زرع انعدام الثقة الواسع النطاق بالمسؤولين والمؤسسات والديمقراطية نفسها'. مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.


سيدر نيوز
١٣-٠٥-٢٠٢٥
- سيدر نيوز
الجيش الإسرائيلي يعلن قصف 'مركز قيادة لحماس داخل مستشفى' في غزة، وحماس تصف القصف بـ'الجريمة المركبة'
Reuters أعلن الجيش الإسرائيلي، فجر الثلاثاء، أنه قصف 'مركز قيادة وسيطرة' لحماس داخل مستشفى في غزة كانت الحركة تستخدمه للقيام بـ'أنشطة إرهابية'، على حدّ تعبيره. وقال الجيش في منشور عبر تطبيق تلغرام إنه 'قصف بدقة مركز قيادة وسيطرة يقع داخل مستشفى ناصر في خان يونس' جنوبي القطاع. وأضاف أن 'كبار مسؤولي حماس يواصلون استخدام المستشفى للقيام بأنشطة إرهابية، ويستغلّون السكان المدنيين داخل المستشفى وحوله بشكل سافر ووحشي'. بدورها، لم تُعلّق حركة حماس على أعلنه الجيش الإسرائيلي بشأن الحادث، واكتفت بإدانة ما وصفته بـ'الجريمة المركبة'، معتبرةً أنها تمثل 'انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية والإنسانية، وتعكس إفلاس الاحتلال أخلاقياً وإعلامياً، وافتقاده للمصداقية أمام العالم'. وأفاد مراسل بي بي سي لشؤون غزة بمقتل الصحفي حسن إصليح وإصابة عدد آخر من المرضى الذين كانوا يتلقون العلاج في الردهة. وكان إصليح يتلقّى العلاج في مستشفى ناصر، بعد إصابته في السابع من أبريل/نيسان الماضي إثر قصف خيمة للصحفيين كانت بجوار المستشفى. وكان الجيش الإسرائيلي قد أقر باستهدافه خيمة للصحفيين بمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة. وأسفر ذلك القصف عن مقتل صحفيٍ فلسطينيٍ ومواطنٍ حَرْقاً وإصابة 9 صحفيين. وخلّف مقتل حسن إصليح حالة من الصدمة والحزن لدى الصحفيين في غزة، واعتقاداً بينهم بأنه استُهدِفَ بشكل مباشر من قبل الجيش الإسرائيلي. وأدانت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة ما وصفته بالـ 'الجريمة النكراء التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي فجر الثلاثاء بحق المرضى والجرحى، وذلك باستهدافه المباشر لمبنى الجراحات بمجمع ناصر الطبي'. وقالت في بيان لها، إن 'القصف أدى الى استشهاد اثنين وإصابة آخرين من المرضى والجرحى أثناء تلقيهم العلاج بالإضافة إلى الطواقم الطبية العاملة'. 'الاستهداف المتكرر للمستشفيات وملاحقة الجرحى وقتلهم داخل غرف العلاج، يؤكد تعمُّد الاحتلال إلحاق الضرر الأكبر بمنظومة الخدمات الصحية، وتهديد فرص علاج الجرحى والمرضى حتى على أَسِرّة المستشفيات'، وفق الوزارة. واستأنف الجيش الإسرائيلي القصف الجوي والمدفعي على مناطق شمال ووسط وجنوب قطاع غزة، بعد انتهاء تسلُّمه الرهينة الإسرائيلي الأمريكي عيدان الكسندر. وقُتل في قطاع غزة ما لا يقلّ عن 52862 فلسطينياً منذ اندلاع الحرب معظمهم من المدنيين، بحسب أحدث حصيلة لوزارة الصحة في القطاع، بينهم 2749 منذ استئناف إسرائيل ضرباتها في 18 مارس/آذار بعد هدنة لم تَدُمْ لأكثر من شهرين. خطر مجاعة عامة EPA من ناحية أخرى، أفاد تقرير أممي جديد بأن جميع سكان غزة مُعرّضون لخطر المجاعة، بالتزامن مع بيان لحماس يؤكد اشتداد المجاعة 'بشكل كارثي'، بعد تسعة عشر شهراً من الحرب والنزوح الجماعي وحصار المساعدات الإنسانية الضرورية. ووفقاً لمقياس الجوع العالمي، الذي تستخدمه الأمم المتحدة والعديد من هيئات الإغاثة، يواجه نصف مليون فلسطيني في القطاع خطر المجاعة. وأفاد التقرير الصادر عن النظام المتكامل لتصنيف مراحل الأمن الغذائي (IPC)، المدعوم من الأمم المتحدة ومنظمات غير الحكومية، بأن 22 في المئة من سكان غزة، البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة، يواجهون 'كارثة إنسانية'، بينما سيواجه جميع السكان خطر أزمة غذائية 'أو أسوأ' بحلول سبتمبر/أيلول المقبل. وأضاف التقرير أن 'جميع السكان يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، حيث يواجه نصف مليون المجاعة، بمعدل واحد من كل خمسة'. ويعتمد نظام تصنيف الأمن الغذائي على خمسة مستويات. وقد أوضحت المقاييس أنه في الفترة من 1 أبريل/نيسان إلى 10 مايو/أيار، كان 244 ألف فلسطيني في غزة يعانون من أشد حالات الأمن الغذائي خطورة، بما يصل إلى المستوى الخامس، بمعنى أنهم يواجهون كارثة المجاعة. كما جرى تصنيف 925 ألفاً آخرين على أنهم في المستوى الرابع، أو يواجهون 'حالة طوارئ'. وحذّرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) من أن الزراعة في غزة 'على شفا الانهيار التام'، داعية إلى رفع الحصار 'فوراً'. وقالت المنظمة إن مساعداتٍ كأعلاف الحيوانات والمستلزمات البيطرية، ضرورية بشكل عاجل للحفاظ على إنتاج سلع ثمينة كالحليب والبيض، والتي غالباً ما تكون آخر ما تبقى من الغذاء. وأكدت بيث بيكدول، نائبة مدير منظمة الفاو استمرار تصاعد عدد من يواجهون المجاعة حالياً، مضيفة أن 'مستويات سوء التغذية مرتفعة'، وموضحة أن هذا المقياس مؤشر على اتجاه 'أي بلد في نهاية المطاف إلى حالة المجاعة'. من جهتها، حذّرت حماس من أن 'المجاعة في غزة تشتدّ بشكل كارثي وسط استمرار الحصار ومنع دخول الغذاء والدواء'. وشددت في بيان لها، الاثنين، على أن الجهات الوحيدة المخوّلة بإدارة وتوزيع المساعدات هي المؤسسات الأممية والحكومية المختصة، 'وليس الاحتلال أو وكلاؤه'. ودعا البيان الفلسطيني إلى كسر الحصار، وفتح المعابر أمام تدفق المساعدات، تحت إشراف الأمم المتحدة وبعيداً عن أي تدخلات من السلطات الإسرائيلية. وقد منعت إسرائيل دخول أي مساعدات إلى غزة منذ أوائل مارس/آذار، قائلة إنها تضغط على حماس لإطلاق سراح الرهائن المتبقين. وارتفعت حصيلة حرب غزة المستمرة إلى 52.862 قتيلاً فلسطينياً، و119.648 مصاباً، بحسب وزارة الصحة في القطاع، بعد مقتل نحو 1200 من الجانب الإسرائيلي في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.