logo
الشرق: لبنان يودع اليوم زياد الرحباني العبقري المتمرّد

الشرق: لبنان يودع اليوم زياد الرحباني العبقري المتمرّد

وكالة نيوزمنذ 3 أيام
الشرق: لبنان يودع اليوم زياد الرحباني العبقري المتمرّد
وطنية – كتبت صحيفة 'الشرق': ودعت الساحة الفنية اللبنانية والعربية، السبت، الفنان اللبناني زياد الرحباني، عن عمر ناهز 69 عاما، بعد صراع طويل مع المرض داخل أحد مستشفيات العاصمة بيروت. وبرحيله، خسر لبنان والعالم العربي أحد أبرز أعمدة الفن النقدي الملتزم، ورائدا في المسرح والموسيقى، وكاتبا جسد هموم الناس وآمالهم بكلمة صادقة ولحن لا ينسى. زياد، نجل أيقونة الغناء العربي فيروز، والملحن الراحل عاصي الرحباني، نشأ في بيئة فنية استثنائية، لكنه اختار طريقه الخاص، مبتعدا عن الأطر التقليدية، ليرسم لنفسه مسارا نقديا وفكريا جريئا، يتقاطع فيه الفن مع السياسة، والموسيقى مع الموقف، والكلمة مع الضمير. فور إعلان الوفاة، سادت حالة من الصدمة في الأوساط الفنية والثقافية، وانهالت كلمات النعي من شخصيات سياسية وفنية، أبرزها ما كتبه الرئيس اللبناني جوزيف عون على منصة «إكس»، حيث قال: «زياد الرحباني لم يكن مجرد فنان، بل كان حالة فكرية وثقافية متكاملة، وأكثر.. كان ضميرا حيا، وصوتا متمردا على الظلم، ومرآة صادقة». أما رئيس الوزراء نواف سلام، فرثاه قائلا: «بغياب زياد الرحباني، يفقد لبنان فنانا مبدعا استثنائيا وصوتا حرا ظل وفيا لقيم العدالة والكرامة. زياد جسد التزاما عميقا بقضايا الإنسان والوطن، ومن على خشبة المسرح، وفي الموسيقى والكلمة، قال ما لم يجرؤ كثيرون على قوله، ولامس آمال اللبنانيين وآلامهم على مدى عقود».
كما كتب وزير الثقافة غسان سلامة: «كنا نخاف هذا اليوم لأننا كنا نعلم تفاقم حالته الصحية وتضاؤل رغبته في المعالجة. وتحولت الخطط لمداواته في لبنان أو في الخارج إلى مجرد أفكار بالية، لأن زياد لم يعد يجد القدرة على تصور العلاج والعمليات التي يقتضيها. رحم الله رحبانيا مبدعا سنبكيه بينما نردد أغنيات له لن تموت».
ولد زياد الرحباني عام 1956 في بيروت، في كنف عائلة عرفت بإرساء قواعد الأغنية اللبنانية الحديثة. إلا أن الشاب المتفجر بالأسئلة، سرعان ما شق لنفسه طريقا خاصا، منفصلا فنيا عن المدرسة الرحبانية التقليدية، ليؤسس نمطا جديدا في المسرح الغنائي والنقد السياسي، عكس تحولات المجتمع اللبناني وتناقضاته.
بدأ مشواره الفني في سن الـ17، حين قدم أولى مسرحياته «سهرية» عام 1973، وتبعها بمجموعة من الأعمال المسرحية التي حملت طابعا ساخرا ونقديا لاذعا، أبرزها: «بالنسبة لبكرا شو؟»، «نزل السرور»، «فيلم أميركي طويل»، «بخصوص الكرامة والشعب العنيد»، و«لولا فسحة الأمل».
تميزت هذه الأعمال بلغتها الشعبية القريبة من الناس، ومضامينها السياسية الساخرة التي واجه بها السلطة والطائفية والفساد.
إلى جانب المسرح، كان زياد ملحنا ومؤلفا موسيقيا لامعا. لحن عددا من أشهر أغاني والدته فيروز، مثل «سألوني الناس»، «كيفك إنت»، «صباح ومسا»، «عودك رنان»، و «البوسطة»، وهي أغان لا تزال تردد حتى اليوم في الذاكرة الجمعية للشارع العربي.
كما أصدر عدة ألبومات موسيقية، أبرزها «أنا مش كافر»، «إلى عاصي»، و «مونودوز». وتميزت موسيقاه بمزج فريد بين الجاز والموسيقى الشرقية، مما جعله أحد المجددين في المشهد الموسيقي العربي.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ثقافة : أشرف العشماوي: بدأت الكتابة عندما كنت وكيل نيابة ولم أخطط لأكون روائيًا
ثقافة : أشرف العشماوي: بدأت الكتابة عندما كنت وكيل نيابة ولم أخطط لأكون روائيًا

نافذة على العالم

timeمنذ 25 دقائق

  • نافذة على العالم

ثقافة : أشرف العشماوي: بدأت الكتابة عندما كنت وكيل نيابة ولم أخطط لأكون روائيًا

الأربعاء 30 يوليو 2025 11:50 مساءً نافذة على العالم - كشف الروائي أشرف العشماوي عن بداياته في عالم الكتابة، مؤكدًا أنه لم يكن يخطط لأن يصبح كاتبًا أو روائيًا في أي مرحلة من حياته، حيث بدأ مشواره الأدبي أثناء عمله في النيابة العامة، وكان في الأصل قارئًا شغوفًا بالكتب والقصص، يجد متعة كبيرة في القراءة دون أن تراوده فكرة النشر أو الكتابة. وقال العشماوي، خلال حواره مع الإعلامية الدكتورة منة فاروق، في برنامج «ستوديو إكسترا»، المذاع على قناة «إكسترا نيوز»، إنه اكتشف موهبته في الحكي والكتابة أثناء تلخيصه لملفات القضايا كوكيل نيابة، مضيفًا: «كنا نكتب ملخصات قانونية للملفات، لكني كنت أميل للسرد والتفاصيل، حتى لاحظ مديري الأمر وقال لي: إحنا بنلخص قضايا مش بنكتب حكايات». وأشار إلى أن تلك الملاحظة كانت بمثابة إشارة له بأن لديه طاقة تعبيرية مختلفة عن أقرانه، وأنه يمتلك موهبة سرد القصص بأسلوب مميز، موضحًا: «بدأت أنتبه إن في حاجة عندي ممكن أعمل بيها حاجة، ومع الوقت تطورت الموهبة وبقيت أكتب من غير ما أفكر في النشر». وختم العشماوي حديثه بالتأكيد على إيمانه بأن كل إنسان يمتلك موهبة منحها الله له، لكن الاكتشاف الحقيقي يكمن في التوقيت والظروف التي تتيح للمرء أن يراها بوضوح ويسعى لتطويرها.

ب 3 أغنيات.. حمزة نمرة يطلق الدفعة الثانية من أغنيات ألبومه الجديد «قرار شخصي» (فيديو)
ب 3 أغنيات.. حمزة نمرة يطلق الدفعة الثانية من أغنيات ألبومه الجديد «قرار شخصي» (فيديو)

مصرس

timeمنذ 42 دقائق

  • مصرس

ب 3 أغنيات.. حمزة نمرة يطلق الدفعة الثانية من أغنيات ألبومه الجديد «قرار شخصي» (فيديو)

أطلق الفنان حمزة نمرة الدفعة الثانية من ألبومه الجديد «قرار شخصي»، والتي تتضمن «شيل الشيلة» و«يا سهرانين» و«اتخمينا»، على يوتيوب ومختلف المنصات الموسيقية الرقمية. ويضم الألبوم الجديد ثلاثة عشر أغنية، قرر حمزة طرحها على أربعة مراحل متتالية بواقع ثلاث أغنيات أسبوعيا ختاما برباعية أغان في الدفعة الأخيرة، وتعقب الدفعة الثانية من الألبوم تصدره تريندات السوشيال ميديا على مدار أسبوع متواصل مع المفاظ على المراكز الأولى في معدلات الاستماع على مختلف المنصات الرقمية، لأغنيات «عزيز عيني» و«شمس وهوا» و«كله على الله» التي صدرت في نفس اليوم والتوقيت الأسبوع الماضي.وضمت الدفعة الثانية أغنية «اتخمينا» من كلمات فلبينو وألحان حمزة نمرة وتوزيع عمرو الخضري. بجانب أغنية «يا سهرانين» من كلمات محمد شافعي وألحان حمزة بمشاركة أندريه مينا وتوزيع خالد عصام، إضافة للأغنية الثالثة «شيل الشيلة» من كلمات محمود عبدالله وألحان محمدي وتوزيع أندريه مينا.وأطلق حمزة بذلك ست أغنيات من أصل ثلاثة عشر يضمها الألبوم ومن المقرر صدورها في تمام السابعة من مساء الأربعاء المقبل والذي يليه، في تجربة وعادة تسويقية برمجها حمزة نمرة مع جمهوره منذ الألبوم السابق «رايق»، الذي أصدره أيضا تدريجيا بواقع أغنيتين أسبوعيا، وتصدرت أغانيه تريندات السوشيال ميديا منذ صدورها، من بينها «رياح الحياة» و«لعله خير» و«ياسفينة».

لطفي لبيب.. أيقونة الفن الهادئ وصانع البصمات الخالدة
لطفي لبيب.. أيقونة الفن الهادئ وصانع البصمات الخالدة

مصرس

timeمنذ ساعة واحدة

  • مصرس

لطفي لبيب.. أيقونة الفن الهادئ وصانع البصمات الخالدة

رحل عن عالمنا صباح اليوم الفنان القدير لطفي لبيب (1947-2025)، تاركًا وراءه إرثًا فنيًا ثريًا يمتد لأكثر من أربعة عقود، أثبت خلالها أنه فنان من طراز فريد، يجيد التحليق بين المسرح والسينما والتلفزيون ببراعة نادرة. رحلة فنية بدأت متأخرة لكنها ترك بصمة عميقةتخرج لطفي لبيب في المعهد العالي للفنون المسرحية، لكن ظروف الحياة - من تجنيد طويل إلى سفر للخارج - أجلت انطلاقته الحقيقية حتى مطلع الثمانينيات، حينها بدأ مشواره مع مسرحيات مثل "الشحاتين" و"عريس لبنت السلطان"، ليعلن عن ميلاد فنان قادر على إبهار الجمهور حتى من خلال الأدوار الثانوية. سفير الشخصيات الإنسانية بامتيازتميز لطفي لبيب بقدرته الفذة على تجسيد أدوار الأب الحنون والشخصيات الكوميدية الذكية، حيث كان حضوره الدافئ يسرق الأضواء حتى في المشاهد القصيرة. من أبرز أعماله السينمائية: "السفارة في العمارة" مع عادل إمام، "طباخ الريس"، "ملك وكتابه"، "بوبوس" ، "مرعي البريمو" آخر أعماله 2023.وفي الدراما التلفزيونية، قدم أعمالًا لا تُنسى مثل: "الكبير أوي"، "الأب الروحي"، "العتبة الحمراء"، "الأشرار"، أما على خشبة المسرح - عشقه الأول - فأبدع في: "سي علي وتابعه قفه"، "سوق الحلاوة"، "الف من ليلة وليلة"، "سوق الحلاوة" فنان متعدد المواهب حظي بتقدير النقادنال الفنان الراحل العديد من الجوائز والتكريمات، وكان دائمًا نموذجًا للفنان المتجدد، الذي يجمع بين عمق الأداء وبساطة الشخصية. اليوم، برحيل لطفي لبيب، يفقد الفن المصري أحد أبرع ممثليه في تجسيد الشخصيات الإنسانية، تاركًا فراغًا يصعب ملؤه. رحم الله الفنان القدير وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان، لطفي لبيب لم يكن مجرد ممثل، كان قصيدة إنسانية نادرة ترويها عيناه الدافئتان هكذا سيذكره التاريخ.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store