
فاصل فني وسط التوترات... ازدحام غنائي استثنائي صيفا
اللافت في اليوم ذاته طرح المطربة أصالة أيضاً ألبومها "ضريبة البعد"، كذلك أفرجت كارمن سليمان عن أغنيتها "حب إيه يا حسرة" أول أعمال ألبومها "أصح غلطة"، لكن المفاجأة الكبرى كانت أن النجمتين تمكنتا من المنافسة بقوة، فالأخيرة تصدرت تريند يوتيوب في السعودية، بينما أصالة صعدت سريعاً أيضاً لقوائم الأكثر استماعاً، وإن كان النصيب الأكبر من التداول لألبوم عمرو دياب، فيما الموسم بصورة عامة يعج بألبومات تطرح تباعاً التي قد تتجاوز الـ20 ألبوماً.
ما حدث هو أنه للمرة الأولى منذ وقت طويل تتحول منصات "السوشيال ميديا" في العالم العربي إلى ساحة للنقاش في عالم الترفيه بهذا الزخم بعد أشهر طويلة من سيطرة أنباء التوترات الإقليمية على الحديث اليومي لرواد "إكس" و"فيسبوك" وحتى "إنستغرام" و"ثريد". فحتى وإن كانت الحال موقتة، لكنها كشفت عن تشوق الجماهير للتنفس قليلاً بعيداً من قتامة ما يجري، لكن السؤال ما مدى تأثير هذه الأحداث في وتيرة طرح كل هذا الكم من الأعمال الغنائية هذا الموسم؟ وهل هذا الزخم يعزز المنافسة ويعلي من الجودة أم يربك المشهد؟
أحمد سعد يفاجئ جمهوره بتعاونات فنية غير تقليدية في ألبومه المرتقب (صفحة الفنان على إنستغرام)
بالطبع يعتبر الصيف هو الموسم الأكثر تفضيلاً بالنسبة إلى منتجي الأفلام، وأيضاً بالنسبة إلى شركات الإنتاج الغنائي، إذ يجدها صناع الموسيقى فرصة لتحقيق الرواج، ويجدها المطربون فرصة أيضاً لمزيد من الحضور في الحفلات التي تشعل المسارح، سواء في المنتجعات الصيفية أو في المهرجانات الفنية البارزة في العالم العربي. ولهذا، كان واضحاً أن كل شركة إنتاج تحاول التخلص من مؤجلاتها وتنافس نفسها بطرح أكثر من ألبوم في أوقات متقاربة، ودفعة واحدة، فهل هم بذلك يضربون معايير فن التسويق في مقتل أم يثقون بالمنتج الذي لديهم، أم هو قرار اضطراري خوفاً من اشتعال الساحة السياسية مجدداً؟
اللافت أن المشهد الغنائي هذا الصيف متنوع للغاية، ليس فقط بسبب تنوع الإيقاعات والألوان الموسيقية واللهجات، ونوعيات الغناء ما بين شعبي وكلاسيكي وراب، إنما أجيال المطربين. فكما هناك نجوم يحسبون على الجيل الأحدث، هناك أيضاً المطربون المخضرمون الذين لديهم قاعدة جماهيرية عريضة، بينهم إيهاب توفيق ولطيفة ووائل كفوري ومحمد فؤاد ونوال الزغبي، التي عادت بقوة للمنافسة من خلال أغنيات ألبومها "يا مشاعر" الذي تشرف عليه شركة وتري في لبنان. فهل بالفعل أثرت الأحداث التي ألمت بالمنطقة في شكل المنافسة الحامية الوطيس؟
هدوء نسبي
يقول ممثلو شركة وتري تعليقاً على جدل زحام الموسم، في تصريحات خاصة لـ"اندبندنت عربية"، "حال الازدحام في طرح الأعمال نتيجة طبيعية للمرحلة الصعبة التي تشهدها منطقتنا العربية، فكثير من صناع الموسيقى وشركات الإنتاج كانوا يمرون بظروف نفسية صعبة بسبب الأوضاع العامة والحروب في المنطقة، مما جعلهم يتريثون فترة قبل العودة بقوة عند أول فرصة للهدوء النسبي، لذلك شهدنا تقارب مواعيد طرح الأعمال، إذ سارع الجميع إلى استغلال هذا الهدوء واستعادة الحركة الفنية".
وهو الرأي نفسه الذي شدد عليه ممثل إحدى شركات الإنتاج الموسيقي التي تعمل في السوق المصرية وطرحت هذا الصيف ألبومات عدة لنجوم بارزين، إذ قال المصدر، الذي تحفظ على ذكر اسمه، إن المؤسسات العاملة في الإنتاج الموسيقي ترددت في قرارها خلال الفترة الأخيرة، بسبب تقلبات الأوضاع السياسية، ولهذا سارعوا إلى طرح أعمالهم فور إيقاف الضربات، لأنهم يشعرون أن هذا الهدوء موقت، وقد تشتعل المنطقة في أي وقت، لذا كان عليهم أن يقتنصوا الفرصة قبل أن ينشغل الجمهور بمتابعة الأحداث، مما يؤثر بطبيعة الحال في نسب استماع ومشاهدة الألبومات، وكذلك طلب المطربين في الحفلات، باعتبار هذه الأمور مصادر الدخل الرئيسة في هذا العصر.
كان النصيب الأكبر من التداول على وسائل التواصل لألبوم عمرو دياب (صفحة الفنان على إنستغرام)
لكن على النقيض فإن الملحن والمنتج مصطفى جاد، الذي يشرف على ألبوم كارمن سليمان ويضع له الرؤية الفنية، يشير إلى أنه لا يتخذ قراراته بناءً على ما يجري حوله من أحداث سياسية أو أي أحداث بصورة عامة، بخاصة أنه يرى أن الوضع طوال الوقت على الوتيرة نفسها في منطقتنا العربية، لذا هو لا ينتظر، بل يعمل بجد، لأن الجمهور في رأيه لا يتوقف عن الاستماع، كما لن يتوقف عن أداء مهامه اليومية. مضيفاً "في عز التوترات في المنطقة العربية قبل أعوام طويلة من هذا الوقت، كنت أصر على تقديم إنتاجات موسيقية متنوعة، وكانت تلاقي صدى كبيراً حينها"، مشدداً على أن المنتج الجيد يفرض نفسه والمستمع سيذهب للعمل المختلف الذي يقدم قيمة فنية عالية.
إلا أن الظروف اضطرت نانسي عجرم إلى تأجيل طرح ألبومها المنتظر، الذي كان مقرراً الشهر الماضي، بسبب ظروف الحرب الإيرانية - الإسرائيلية، فيما من المفترض أن تعلن موعده الجديد قريباً. كذلك، الفنان تامر حسني بصورة مفاجئة قرر تأجيل طرح ألبومه المنتظر لأيام عدة بسبب أزمة انقطاع الإنترنت في مصر، إذ أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه اتخاذ هذا القرار بالاتفاق مع شركة التوزيع، لأن انقطاع الإنترنت عن كثيرين سيؤثر سلباً في وصول محتوى العمل، ومن ثم نسبة تداوله، وهي خسائر لا يرغب فيها أحد.
منافسة قوية أم فوضى؟
اللافت أيضاً في هذا الموسم أن هناك عودة قوية لعالم الألبومات التي تتضمن ما يزيد على 10 أغنيات بالنسبة إلى معظم المغنين، وذلك بعد أعوام من عزوف نجوم الطرب عن إصدار الألبومات الكاملة والاكتفاء بالأغنية المنفردة أو "ميني ألبوم" على أقصى تقدير، وكذلك اهتمام قوي بتصوير الكليبات بصورة قصصية سينمائية بعدما تراجع الاهتمام بمجال الفيديو الكليب أيضاً. ولهذا أصبح محبو الغناء يصارعون الوقت للاستماع والمتابعة، فهناك ألبومات لأحمد سعد ويارا ومحمود العسيلي وحسام حبيب وناصيف زيتون وملحم زين ورامي صبري ورامي جمال وجوزيف عطية وغيرهم.
لكن المنافسة على ما يبدو ستزداد صعوبة مع طرح ألبومات منتظرة لنجوم كبار مثل محمد عبده الذي صرح أنه سيطرح ألبومه "أحد سأل عني" قريباً، الذي يأتي بعدما تكللت رحلته العلاجية من السرطان بالنجاح. فهل تكدس الألبومات لكبار النجوم في موسم واحد يعزز المنافسة أم يربك المشهد ويشتت المستمتع ويصيبه بحال من التشبع؟
عادت نوال الزغبي للمنافسة من خلال أغنيات ألبومها "يا مشاعر" (صفحة الفنانة على إنستغرام)
يرى المسؤولون بشركة وتري التي تتولى الإشراف على ألبومات وأعمال منفردة عدة لمشاهير الطرب في العالم العربي أن الأمر يحمل الوجهين، من جهة، تكدس الألبومات لكبار النجوم في موسم واحد يخلق حالاً من الحماسة والمنافسة، ويشعل الساحة الفنية بالتجديد والتنوع، مما يرضي ذوق الجمهور وينعش السوق، لكن من جهة أخرى هذا الزخم قد يربك المشهد ويشتت المستمع، خصوصاً في ظل الأوضاع العامة وتسارع الأحداث في المنطقة، مما يجعل من الصعب أن تأخذ كل الأعمال حقها من الانتشار والنجاح.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
كذلك، تعود ظاهرة الأغنيات بالمشاركات الفنية بقوة من خلال ثنائيات غنائية وأيضاً ثلاثيات، إذ ينتظر الجمهور ديو أحمد سعد وروبي، إضافة إلى تعاون سعد مع مروان موسى وعفروتو، وكذلك محمد منير وتامر حسني، كما طرح رامي جمال وحمزة نمرة أغنية معاً، إضافة إلى وجود قائمة طويلة من الأغنيات المنفردة التي قلب بعضها طاولة المنافسة، وبينهم فضل شاكر وسيرين عبدالنور وإيهاب توفيق وعبدالمجيد عبدالله، إذ إن هناك حالاً من الزخم والثراء لم تشهدها الساحة منذ أعوام طويلة.
المنتج والملحن مصطفى جاد أشار إلى أنه كان ينتظر هذا الموسم القوي من أعوام، لافتاً إلى أن هذا يفيد الصناعة ويحسن من جودة الأعمال، فهذا الزخم في رأيه كان مطلوباً بشدة، ولهذا السبب فإن العازفين والشعراء والملحنين ومهندسي الصوت وغيرهم يخرجون أفضل ما لديهم في مثل هذه المواسم، وتابع "لا أتخذ قراراتي الفنية أيضاً بناءً على المنافسين. كان لي أكثر من تجربة في مواسم تتسم بالقوة، لكن كنت واثقاً بأنني أعمل على منتج سيجد مكانه في السوق فور طرحه، فقد نجحت أغنية (لينا رقصة) مع كارمن سليمان في وجود أعمال لنجوم مثل حسين الجسمي (لقيت الطيبة)، و(أماكن السهر) لعمرو دياب، وكان أيضاً موسم صيف، ولهذا أنا على عكس كثيرين أجد أن هذا الكم من الأعمال أمر إيجابي تماماً".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


عكاظ
منذ 36 دقائق
- عكاظ
دانا مارديني تعتزل التمثيل التلفزيوني: «سأستمر في السينما والمسرح»
أعلنت الفنانة السورية دانا مارديني اعتزالها التمثيل التلفزيوني من دون أي تبرير حول الدوافع التي حثتها على اتخاذ مثل هذا القرار. ووضحت دانا، من خلال منشور مطوّل عبر حسابيها على إنستغرام وفيسبوك، أن قرارها لا يشمل عملها في السينما والمسرح، مؤكدة أن قرارها لم يكن وليد اللحظة أو اتخذته بشكل مفاجئ إنما كانت تفكر باتخاذه منذ سنوات إلى أن حانت اللحظة لتعلن عنه. وحرصت الفنانة السورية على شرح قرارها برسالة، مؤكدة أن شغفها بالتمثيل سيستمر بالمسرح والسينما، وأنها فخورة بما قدمته من مسلسلات، متمنية ألا يحاول أحد الاتصال بأحد من أفراد عائلتها لمعرفة دوافعها لأن أهلها يحترمون قراراتها. وقالت دانا مارديني: «مرحباً بالجميع. أعلن اعتزالي كممثلة في مجال التلفزيون، لن أعمل بعد الآن في مجال التلفزيون، أياً كانت الشركة أو المحطة، سأتابع في مهنتي وشغفي خارج هذا السياق. يرجى عدم التواصل مع الأهل. أنا من عائلة تحترم قرار الآخر ولا تتدخل في شؤونه أياً كانت.. القرار ليس رد فعل ولا وليد اللحظة، منذ سنوات وأنا أريد اعتزال التلفزيون، فخورة بما قدمت، واكتفيت إلى هنا. المحبين الغوالي سأتابع في مهنتي وأتابع النشر عن كل جديد ابتداءً من المكان إلى جديدي في السينما والمسرح أو أي جديد بعد الاستقرار. لكم مني كل الحب». وتخرجت دانا مارديني من قسم التمثيل في المعهد العالي للفنون المسرحية في 2010، وشاركت في مسلسلات: الولادة من الخاصرة، أرواح عارية، الولادة من الخاصرة 2، ساعات الجمر، الولادة من الخاصرة 3: منبر الموتى، سنعود بعد قليل، قلم حمرة، حلاوة الروح، العراب - نادي الشرق، العراب - تحت الحزام، الندم، أهل الغرام 3، جيران 3 و4، تانغو، ع الحلوة والمرة، نور، الزند: ذئب العاصي. كما شاركت في السينما بفيلمي «دمشق مع حبي» و«رسائل الكرز»، وشاركت بمسرحيات: الألماني الطيب، لحظة، سيليكون، والوجه الآخر لحكاية السيدة روزالين. أخبار ذات صلة


المرصد
منذ 3 ساعات
- المرصد
"نص طربي يحتاج قانوني يعزفه لنا"..الدوسري يعلق على بيان نادي الهلال
"نص طربي يحتاج قانوني يعزفه لنا"..الدوسري يعلق على بيان نادي الهلال المرصد الرياضية: علق الناقد الرياضي دباس الدوسري على بيان نادي الهلال حول اعتذاره عن المشاركة في بطولة كأس السوبر السعودي. وكتب الدوسري عبر حسابه الرسمي على منصة إكس : عفوا ، هذا ليس بيانا صحفيا ، هذه قصيدة هذا نص طربي يحتاج (قانوني) يعزفه لنا. وتابع: يفترض نحن من يعتذر لك يا هلال، يفترض نبادر إلى تكريم الهلال ، وليس معاقبته. وأضاف: سامحنا يا هلال ، بيننا من لا يستحقك، وشكرا يا هلال لأنك بيننا.


الرجل
منذ 3 ساعات
- الرجل
الذكاء الاصطناعي يصنع نجمة.. ومتابعو ويمبلدون يصدّقون الكذبة
أثار حساب إنستغرام يحمل اسم "ميا زيلو" Mia Zelu حالة من الإعجاب والانبهار بين متابعي بطولة ويمبلدون للتنس هذا الصيف، بعد أن ظهرت صاحبة الحساب في صور أنيقة ومثالية من داخل المدرجات وخارجها. إلا أن المفاجأة الكبرى جاءت عندما كُشف أن "ميا" ليست سوى شخصية افتراضية تم توليدها بالكامل بواسطة الذكاء الاصطناعي. وبحسب ما نشره موقع Daily Mail، فإن ميا زيلو جمعت أكثر من 165 ألف متابع، وتلقت أكثر من 40 ألف إعجاب على صورها التي أظهرتها تستمتع بأجواء بطولة ويمبلدون. ولعل أكثر ما أربك المتابعين هو أن مظهرها، وتعابيرها، ولباسها الصيفي المنسق بدقة، جعلها تبدو كمؤثرة حقيقية تمامًا. ومن بين من وقعوا في هذا الفخ لاعب الكريكيت الهندي الشهير "ريشابه بانت" Rishabh Pant، الذي أُعجب بعدة منشورات لميا، قبل أن يكتشف أن الحساب غير حقيقي، فسارع إلى حذف كل تفاعلاته معه. وما زاد من مصداقية ميا لدى المتابعين هو أسلوبها في التعليق، إذ كانت تستخدم لغة المؤثرين الواقعيين، مثل: "ما هي مباراتكم المفضلة في ويمبلدون؟"، أو: "لا أزال تحت تأثير الحدث... لكن الحفلة قصة أخرى تمامًا". اقرأ أيضًا: الذكاء الاصطناعي ينتحل هويات مشاهير لسرقة الأموال في بريطانيا هل شخصية ميا زيلو حقيقية؟ رغم أن الوصف البياني لحساب "ميا زيلو" يوضح أنها "راوية قصص مدعومة بالذكاء الاصطناعي"، إلا أن كثيرين تجاهلوا ذلك وواصلوا التفاعل معها كأنها شخصية حقيقية، وأكد مبتكروها – الذين لم يكشفوا عن هوياتهم – أن "ميا" ليست وحيدة، بل لديها "شقيقة" افتراضية تُدعى "آنا"، ويتابعها أكثر من 266 ألف شخص على إنستغرام أيضًا. وقد تلقت "ميا" عبر حسابها العديد من الرسائل، بعضها يتضمن عروض زواج وتعليقات إعجاب، ما يعكس مدى تأثير الصورة المصممة رقميًا على وعي المستخدمين، خاصة في بيئة يغيب فيها التدقيق البصري والمعلوماتي. أثار هذا الكشف جدلًا واسعًا حول قدرة الذكاء الاصطناعي على إنتاج شخصيات افتراضية تبدو واقعية إلى درجة يصعب تمييزها عن البشر، خاصة على منصات مثل إنستغرام التي تُعتمد فيها الصور كلغة أساسية للتواصل. ويُعدّ هذا النموذج تذكيرًا حيًا بمدى قابلية الجمهور للانخداع بالمظاهر الرقمية، وضرورة تعزيز الوعي التقني لدى المستخدمين، خصوصًا في ظل تصاعد تأثير المؤثرين الرقميين سواء كانوا حقيقيين أم لا.