
إبراهيم استادي: البطولات الجماعية تثري الدراما المحلية
تامر عبد الحميد (أبوظبي)
يطل الإماراتي إبراهيم استادي في رمضان، ممثلاً في مسلسل «شغاب» الذي يُعرض على «قناة الإمارات»، وإعلامياً في برنامج «السالف» الذي يُعد أول برنامج من إنتاجه الخاص، وتُعرض حلقاته على منصات التواصل الاجتماعي وموقع «يوتيوب».
أضخم الإنتاجات
أعرب إبراهيم استادي عن سعادته البالغة للمشاركة للمرة الثانية في أعمال درامية من إنتاج «أبوظبي للإعلام»، بعدما سبق وأن شارك في مسلسل «بو حظين» مع الممثل جابر نغموش الذي عُرض في رمضان 2023، وقال: أعود من جديد على قنوات تلفزيون أبوظبي هذا العام بمسلسل «شغاب» الذي يُعتبر من أضخم الإنتاجات الدرامية المحلية، حيث يسلّط العمل الضوء على تجارب إنسانية من مختلف المجتمعات في 3 حقب زمنية، والتي تشكل النسيج الإماراتي من مختلف إمارات ومدن وقرى الدولة، في قالبٍ غني يعكس التنوع في العادات والتقاليد والموروث الاجتماعي.
ملحمة درامية
أوضح استادي، أن أكثر ما يميز العمل أنه يجمع توليفة من نجوم الدراما في الإمارات سواء المخضرمين أو الشباب، الأمر الذي أسهم في إثراء الأحداث الدرامية بشخوص متنوعة ضمن مشاهد تفاعلية ومشوّقة، مشيداً بالتطور الذي تشهده الدراما المحلية من حيث تنوع القصص والمضمون ومشاركات متميزة من نجوم الدراما في بطولات جماعية بين الممثلين المخضرمين والشباب، والتي تثري الدراما المحلية وتثمر عن تنفيذ إنتاجات بأعلى المستويات الفنية، وهذا ما ظهر أمام الشاشة الصغيرة في «شغاب» الذي تكاتف في تنفيذه جيلين من الممثلين ونجحوا في صنع ملحمة درامية تراثية ستكون لها بصمة في تاريخ الدراما الإماراتية.
اعتزاز
لفت إبراهيم أنه يفخر بالوقوف للمرة الأولى أمام كاميرا المخرج المتميز مصطفى رشيد، ويشارك في قصة من تأليف الكاتب المبدع إسماعيل عبد الله، المعروف بكتاباته الدرامية التلفزيونية العميقة في المضمون والطرح، والتي تنال صدىً كبيراً وتلقى استحسان المتابعين في مواسم رمضان المختلفة، مشيداً بالدور الكبير والمهم الذي يعلبه الممثل والمنتج المنفذ حبيب غلوم، في حرصه التام على تقديم دراما محلية بأعلى المستويات الإنتاجية.
طريقة مبتكرة
حول برنامج «السالف» أوضح استادي أنه بعد حصوله على منحة الثقافة والإبداع من وزارة الثقافة في الإمارات، قرر السفر إلى جمهورية مصر العربية لتصوير أول برنامج من إنتاجه الخاص لمنصات التواصل الاجتماعي و«يوتيوب»، وقال: يتألف من 20 حلقة، تعرض كل حلقة قصة من العالم العربي والعالم، وتتناول موضوعات تاريخية ترتبط بواقعنا المعاصر، مع تقديمها بطريقة مبتكرة من حيث الأزياء والديكورات.
طرائف الخوالي
لفت إبراهيم إلى أنه تولى إعداد البرنامج وحضر له على مدى أكثر من 6 أشهر، ومدة كل حلقة تتراوح بين 5 و 7 دقائق، موضحاً أن فكرة البرنامج أتت امتداداً لتجربة مسابقة «طرائف الخوالي» التي قدمها العام الماضي، ولاقت استحسان المتابعين، والتي حمسته لإجراء مسابقة أخرى هذا العام ضمن برنامج تثقيفي تعليمي، تُبث حلقاته عبر منصة «يوتيوب»، فيما تُطرح الأسئلة الخاصة بالمسابقة في كل حلقة عبر منصة «انستجرام».
تحدٍ كبير
وصف إبراهيم استادي التجربة بأنها تحدٍ كبير، لكنها في الوقت نفسه خطوة مهمة نحو مشاريع أكبر في المستقبل، وقال: المختلف في «السالف» هذه المرة هو روح السرد، وجودة الصورة، ونوعية القصص التي تحمل إسقاطات على حياتنا الحالية بشكل غير مباشر، والهدف من كل حلقة هو نشر الوعي في الوطن العربي وإبراز الجوانب الإنسانية التي كانت موجودة في الماضي، والتي نريد أن نربطها بالحاضر، وتقديم التاريخ بشكل تعليمي وتثقيفي للجيل الجديد.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الإمارات اليوم
منذ ساعة واحدة
- الإمارات اليوم
32 طالبة يحملن «رسالة محبة» إلى أطفال غزة
نسجت طالبات فريق «الهلال الأحمر الطلابي» بمدرسة المواكب - الخوانيج خيوط العطاء والرحمة، خلال زيارة استثنائية إلى مدينة الإمارات الإنسانية في أبوظبي، حيث التقين بأطفال غزة الذين تستضيفهم الدولة، فكان اللقاء عنواناً للمحبة وتجسيداً حيّاً لقيم البذل والتسامح التي غرسها الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه. جاءت الزيارة ضمن مبادرات «عام المجتمع»، وتحت شعار «في عام المجتمع – مع ضيوف رئيس الدولة – نجتمع»، لتعبّر عن التلاحم المجتمعي وروح المسؤولية الإنسانية لدى أجيال المستقبل. وشارك في الزيارة 32 طالبة من الصف الخامس حتى الصف الـ12، حملن رسالة العطاء والمحبة إلى أطفال غزة الجرحى والمرضى الذين تستضيفهم الإمارات، ونجحن في إدخال البهجة إلى قلوبهم من خلال سلسلة ورش تعليمية وترفيهية متميزة. وركّزت الطالبات على تعزيز ثقافة العطاء والانتماء والرحمة، وإذكاء روح المشاركة الإنسانية، من خلال برامج حملت في طياتها رسائل نبيلة تجاوزت الحدود الجغرافية. وانطلقت حافلة من مدرسة المواكب - الخوانيج في دبي في يوم مشمس من أيام أبريل، تقل 32 زهرة من زهرات «الهلال الأحمر الطلابي»، تحمل كل منهن قلباً مملوءاً بالحب ورسالة من وطن الإنسانية إلى أطفال غزة، الذين تستضيفهم دولة الإمارات في «مدينة الإمارات الإنسانية» بأبوظبي. لم تكن الرحلة مجرد زيارة، بل لقاء أرواح، جمعت بين الطفولة المجروحة بألم الحرب والطفولة الواعية بأهمية العطاء، وكانت الفكرة أن يدخلن الفرح على قلوب الأطفال الذين لم يعرفوا من الحياة سوى رائحة البارود وأصوات القصف، لكن المفاجأة أن الفرح كان متبادلاً، والدفء توزّع بين الجميع. بدأ اللقاء خجولاً، وسرعان ما تحوّل إلى انسجام جميل، ثم جاء وقت الحماسة، حيث حملت الطالبات للأطفال مفردات من «الرمسة» الإماراتية، وحدثنهم عن «السنع» والعادات والتقاليد التي تُشبه كثيراً دفء بيوتهم الغزية، رغم بعدها. وانشغلت مجموعة من الفتيات بنقش الحناء على أيدي البنات الصغيرات، بينما جلس الأولاد يلونون رسومات الأمل، التي كانت كلها شموساً وبيوتاً وأعلاماً، وتوزّعت الحلوى، وتلألأت العيون، لكن الأجمل كان ما لا يُرى: المودة التي تجذرت بصمت. الهدية التي قدمتها الطالبات من نسخ القرآن الكريم، كانت رسالة حب من أرضٍ آمنت بأن الإنسان يستحق الحياة الكريمة، مهما اشتدت عليه المحن. أما الألوان التي وُزعت، فقد بدت كأنها توزع الأمل، ليعيد الأطفال تلوين ما مزّقته الحرب من طفولتهم. وقالت الطالبة هيا أهلي لـ«الإمارات اليوم»، وهي تمسح دمعة تأثّر رسمتها اللحظة: «إنها زيارة فارقة في حياتي، تعلّمتُ فيها أن العطاء لا يُقاس بحجم ما نُعطي، بل بصدق ما نشعر به تجاه الآخرين، فقد ذهبتُ لأُسعدهم، لكنهم من أسعدني، بحبهم للحياة وللعلم، رغم كل الحرمان». وأضافت: «حين احتضنت إحدى الصغيرات ولم تتركني، شعرت بأننا لا نمنحهم فقط وقتاً أو كلمات، بل نعطيهم شعوراً بالأمان والانتماء. هناك، في تلك المدينة، عرفتُ معنى الإنسانية في أبسط صورها، وفهمتُ كيف يمكن لحضورنا أن يمنح الطمأنينة والفرح لأطفال حُرموا منها كثيراً». وقالت سلامة العريدي، إحدى الطالبات المشاركات في الزيارة: «لمستُ حباً لا يُوصف في عيونهم للإمارات، شعرتُ بأننا حققنا إرث زايد الخير، وكتبنا سطراً ناصعاً جديداً في كتاب الإنسانية»، مضيفة: «شكراً يا إمارات، لأنك علمتِني كيف يكون الإنسان إنساناً». وأضافت في وصفها للتجربة: «كان اللقاء مع أطفال غزة مؤثراً بكل تفاصيله، فبراءتهم الممزوجة بالألم كانت كفيلة بأن توقظ فينا مشاعر لا توصف، ومع كل ابتسامة منهم شعرنا بأننا نقدم شيئاً أكبر من مجرد هدايا أو كلمات، كنا نقدم الأمل. هذه التجربة ستظل محفورة في ذاكرتي، لأنها علمتني أن العمل الإنساني لا يُقاس إلا بالأثر الذي يتركه في القلوب». وقالت الطالبة عفرا لوتاه: «في اللحظات التي قضيناها مع أطفال غزة، شعرت بأن المسافات تلاشت، وأن القلوب وحدها كانت تتحدث. كانوا ينظرون إلينا كأنهم يعرفوننا منذ زمن، كأننا أهلهم، لا مجرد زائرات. رأيت في عيونهم قصصاً لم تُكتب، لكننا كنا جزءاً من سطورها المضيئة». وأضافت: «أكثر ما أثّر فيّ إصرارهم العجيب، رغم الألم والتجربة القاسية، إذ كانوا يضحكون، ويتعلّمون، ويحلمون. لقد غادرنا المكان ونحن نحمل معهم رسالة: أن لا شيء يمكن أن يطفئ نور الطفولة، وأن العطاء الحقيقي هو الذي يربطنا بالإنسانية دون شروط». وأكدت الطالبة نورة علي أن الزيارة لم تكن مجرّد فعالية مدرسية، بل تجربة إنسانية غيّرت الكثير في نظرتها للحياة. وقالت: «لم أتخيل يوماً أن لقاءً قصيراً يمكن أن يترك كل هذا الأثر في داخلي. كان أطفال غزة ينثرون الفرح في المكان، وهذا ما جعلني أدرك أن القوة الحقيقية لا تأتي من الظروف، بل من القلب». وأضافت: «عندما كنا نوزّع الهدايا، لم يكن الأطفال ينظرون لما في أيدينا، بل كانوا يبحثون في عيوننا عن الدفء، وعن الاهتمام الصادق. شعرت حينها أن مجرد وجودنا، واستماعنا لهم، وابتسامتنا، كانت تساوي الكثير. لقد عدت من الزيارة بقلب أكبر، وروح أكثر امتلاءً بالامتنان». وقالت الطالبة مي المهيري: «كانت الزيارة درساً لا يُنسى في الحب والبذل دون مقابل. شعرت بأننا نمنح شيئاً من ذاتنا، لا مجرد وقت أو مجهود. عندما رأيت الفرح في عيون أطفال غزة، أدركت أن رسالتنا وصلت، وأن ما نحمله من محبة وسلام يمكن أن يُحدث فرقاً حقيقياً في حياة الآخرين». وأضافت: «لم تكن الكلمات كافية، ولم تكن الهدايا هي الجوهر، بل كان الحضور الصادق، والنية الخالصة. لقد تعلّمت في هذا اليوم أن الإنسان يستطيع أن يكون نوراً في حياة غيره، حتى لو كان عابراً. وأدركت أن الإمارات لا تُعلّم أبناءها العلم فقط، بل تُربّيهم على أن يكونوا جزءاً من عالم أكثر رحمة وإنسانية». وأكدت الطالبة مينا التلال، أن الزيارة تركت أثراً بالغاً في نفسها، قائلة: «رأيت في أعين أطفال غزة صبراً يفوق أعمارهم، وابتسامة تختصر كل معاني الشجاعة. لم أكن أتوقع أن لقاءً واحداً قد يزرع فينا كل هذا الإحساس بالمسؤولية تجاه الآخرين، ويجعلنا أكثر امتناناً لما نملك». وأضافت: «كان أجمل ما في الزيارة أنها جعلتنا نعيش المعنى الحقيقي للعطاء، بعيداً عن الشكل والمظاهر. لقد شعرت بأنني لست فقط طالبة، بل إنسانة قادرة على إحداث فرق. وكل لحظة أمضيناها هناك كانت تذكيراً بأن الخير لا حدود له حين ينبع من القلب». وقالت الدكتورة ريم عطية المشرفة على فريق «الهلال الطلابي»: «لم أرَ يوماً أن الطفولة قادرة على احتضان الألم بهذه القوة.. أطفال غزة يملكون طاقة حياة مدهشة، رغم كل ما مرّوا به، وكانت طالباتنا في قمة الوعي والإحساس، إذ لم تكن زيارتهن مجرد نشاط عابر، بل تجربة شكّلت وجدانهن من الداخل». وأضافت: «عدنَ من الزيارة كأنهن كبرن سنوات في الوعي والنضج، بعضهن بكين من شدة التأثر، وعبرن عن مشاعر لم أسمعها من قبل بهذا الصدق والعفوية، وكأنهن اكتشفن وجهاً جديداً للحياة، مملوءاً بالمعاني التي لا تُدرّس في الكتب». في مدينة الإمارات الإنسانية، لم تكن الأنشطة مجرد فعاليات.. كانت لغة محبة لا تحتاج إلى ترجمة، وهناك علمت الطالبات أن الطفولة لا تُشفى إلا بالحب، وأن أصغر الأيادي قد تصنع أعظم التغيير. وتُعد زيارة الطالبات بمثابة امتحان للحب الحقيقي، للإنسانية التي لا تُقاس بالمكان بل بالفعل، إذ زرعت الطالبات بذور المحبة في تربة جُرحت كثيراً، وعُدنَ محملات بقصص لن تُنسى، وبقلوب أكبر من أعمارهن، لتبقى هذه القصص نوراً لا يخبو.. لأن الطفولة حين تمسك بيد الطفولة، فإنها تصنع معجزة. ريم عطية: . الزيارة ليست نشاطاً عابراً، بل تجربة شكّلت وجدان الطالبات من الداخل.


البيان
منذ 3 ساعات
- البيان
كتّاب الإمارات.. صوت المجتمع وصنّاع الوعي والفكر
والانفتاح العالمي، والمتغيرات المتسارعة التي تطال بنية المجتمع ومفاهيم الهوية والانتماء، حيث أكدوا أن إيمانهم بقوة أقلامهم وتأثيرها الإيجابي على المجتمع راسخ لا يتزعزع. وأوضح أن كتّاب الإمارات، على مدى تاريخهم، لعبوا هذا الدور بكل تفانٍ وإخلاص، وأسهموا بشكل لافت في الوقوف إلى جانب كل المبادرات المجتمعية. وكان اهتمامهم ينصب على دعم أواصر المجتمع وتقويتها، واضعين حب الوطن نصب أعينهم، جاعلين منه هدفهم الأسمى، مؤمنين بأنه من دون تماسك المجتمع وقوته فإن كل جهد يبذلونه يذهب أدراج الرياح، وإن كل حرف يكتبونه لن يلقى صدى في المجتمع، الذي هو ساحتهم الكبرى. وشدد على أن أهم الرسائل التي يجب أن يحملها الكاتب والمثقف الإماراتي اليوم لتعزيز الهوية الوطنية والتماسك المجتمعي، في ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها العالم، هي التركيز على القيم الأساسية والكبرى التي آمن بها قادة الإمارات، والتي قام عليها اتحاد الإمارات قبل أكثر من خمسين عاماً، والتي استمدها المؤسسون الأوائل من إرث الآباء والأجداد. وبالتمسك بها نستطيع أن نواصل القيام بدورنا في تنمية مجتمعنا، ورفد ساحتنا الثقافية بكل ما هو مفيد ومنتج. وأتوجه بالتحية إلى كتّاب الإمارات من مختلف الأجيال، وأدعوهم إلى المزيد من البذل والعطاء، لأن حملة الأقلام هم صانعو الوعي والفكر، وهم حماة الأوطان في كل الأزمان». والكتابة في الصحف ومواقع التواصل. وبيّنت أن الكاتب أيضاً يدعم القطاع الثقافي بتقوية نفسه وأدواته الإبداعية بالقراءة والاطلاع والإنتاج بشكل متواصل، والاستفادة من جميع الفرص المتاحة له للمشاركة والتنافس في سبيل تقديم نفسه والأدب الإماراتي في جميع المحافل والجوائز المحلية والعربية، لأن ذلك يساهم بشكل كبير في تقديم صورة إيجابية عن التطور والفرص الثقافية المتاحة للمثقف والأديب. إضافة إلى تعزيز اللغة العربية والاعتزاز بها عبر إنتاج أدب وثقافة من خلال هذه اللغة وإعلاء شأنها في كل المنابر والمنصات، لأن اللغة هي الحامل الرئيس للذاكرة والوجدان. أما الدكتور والكاتب علي العامري، فرأى أن دعم الكاتب للقطاع الثقافي لا يكون فقط من خلال الكتابة الإبداعية، بل أيضاً بمشاركته الفاعلة في المبادرات الوطنية والمناسبات العامة، سواء عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو من خلال الصحف والمواقع الإخبارية المحلية. وأضاف أن على الكاتب واجباً مضاعفاً بأن يقرأ أكثر، ويبحث أكثر، ويكتب أكثر، لرفعة الوطن. وأشار إلى أهمية تبنّي الرسائل الوطنية السنوية، مثل «عام المجتمع»، وأي رسائل ومبادرات تحتضنها الدولة، مؤكداً أن من واجب الكاتب أن يُبرز الإنجازات الوطنية، ويعزز من روح التماسك الوطني والاعتزاز بالهوية. وقالت: «إن الكتابة اليوم ليست مجرّد كلمات أو حروف، بل وسيلة لصناعة التغيير، وبناء جسور التفاهم، وفي عامٍ خُصّص للمجتمع، تتسع مسؤولية الكاتب الإماراتي، فيتسلّح بقلمه ليعكس نبض الناس، ويقترب من واقعهم. ومن قصصهم، ومن قضاياهم، فالكتابة أصبحت مساحة للتقارب، فحين يكتب، لا يكتب عن الناس فقط، بل يكتب معهم، ومنهم، ولأجلهم». وأشارت إلى أن الكاتب الإماراتي أصبح يُسهم في تشكيل ثقافة تعكس جوهر الوطن، وتُحيي قيمه المتجذّرة في التلاحم، والتسامح، والانتماء. وأكدت الدكتورة والكاتبة عائشة الجناحي، أن الكاتب الإماراتي يلعب اليوم دوراً محورياً في ترسيخ الهوية الوطنية والحفاظ على الموروث الثقافي، وسط عالم سريع التحول. ولفتت إلى أن الأدب، بمختلف أجناسه، لم يعد وسيلة للتعبير فقط، بل غدا أداة حيوية لتوثيق التحولات المجتمعية، وتقديم رؤى نقدية وملهمة تسهم في بناء الوعي العام. وأضافت أنه في ظل إعلان عام 2025 «عام المجتمع»، تتعاظم مسؤولية الكتّاب في مدّ جسور الحوار. وإبراز القيم الإماراتية الأصيلة، وتسليط الضوء على قضايا المجتمع وتطلعاته، بما يعزز التماسك الاجتماعي، ويحفز على المشاركة الفاعلة في مسيرة التنمية. كما أن القلم الواعي قادر على أن يكون صوتاً للناس، ومنبراً لطموحاتهم، وشريكاً في صناعة التغيير الإيجابي، مشيرة إلى أن من أبرز الرسائل التي ينبغي أن يحملها الكاتب اليوم هي ترسيخ الهوية الوطنية عبر استحضار التاريخ، والاحتفاء بالقيم المؤسسية للدولة.


البيان
منذ 4 ساعات
- البيان
الهوية في زمن التحولات
في أحيان كثيرة يبدو الجمع بين المتناقضات الثقافية من أكثر الأمور صعوبة في التحقق على أرض الواقع، كأن تتعايش مع موجات الحداثة في المعيشة والأفكار، وتحافظ في الوقت نفسه على تراثك وأصالتك، ودون أن تتخلى عن قيمك ولغتك العربية، فكيف يمكن أن نكرس ونحافظ على الهوية الإماراتية في زمن تحولات الحداثة؟ ففي زمن متسارع لا يعرف التوقف اقتنع أغلب الناس بأن التأقلم مع متطلبات الحداثة هو الحل الوحيد والمقبول، بدءاً باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي إلى الاستغناء عن القيم، ما يجعل للمثقف دوراً مركزياً لا غنى عنه، لا لكي يتحول إلى صوت للماضي والذكريات فقط، ولكن ليصبح منارة تشير إلى الطريق الصحيح والمنقذ وسط الضباب واختلاط الخيارات. يؤمن الكتّاب والمثقفون الإماراتيون بأن الهوية ليست شأناً توارثوه عن أسلافهم وآبائهم فقط، بل هي تاريخ ومكون وجودي وقيمة تروى وتكتب، وتعاد صياغتها لتبقى حية في وجدان وعقول الأجيال، ليس ذلك من باب الوصاية عليهم، فالمثقف معني بالحرية وحق الاختيار، لا بالوصاية، لكنه، وهذا دوره، يجب أن يكون حافظاً للذاكرة، ومنبهاً للوجدان الجمعي، وبذلك يصلح أن يكون المتحدث الرسمي عبر القصيدة والقصة والرواية والأسطورة بلسان الحاضر والمستقبل. إن اللغة العربية، وحتى لهجتنا المحلية، التي نسمعها ونراها تئن وتعاني تحت وطأة إهمال أبنائنا وشبابنا، هي قلب هذه الهوية، وهي ما يتوجب على المثقف قبل غيره أن يعليها ويتحدث ويكتب بها، لا لأنه ملزم بها فقط، بل لأن ارتباطه بها ارتباط وعي وانتماء ومحبة، لذلك يراها جديرة بأن تكون لغة الحاضر والمستقبل كما كانت لغة التاريخ. إننا أبناء أرضٍ عرفت معاني وتجليات الصحراء كما عرفت قيمة البحر، فهما رمزان لا تعارض بينهما، لأنهما متكاملان: الصبر والبناء، لذلك نحن لا نختبئ في التراث، ولا نخاف من الحداثة، بل نقارب بينهما بذكاء وتوازن، ونحولهما من متناقضات إلى ملامح هوية مرنة تنمو وتستمر دون أن تتجمد أو تنكسر! نحن هنا في الإمارات التي لا تنسى جذورها، ولا تخشى من الغد، والمثقف عنصر أساسي في قلب ذلك كله.