
في مرمى الخطر ، عائلة الشيخ عمر في بروقين ، سجن بلا قضبان وليل لا ينام ، بقلم : آثار عبية
في مرمى الخطر ، عائلة الشيخ عمر في بروقين: سجن بلا قضبان وليل لا ينام ، بقلم : آثار عبية
في الزاوية الغربية لمحافظة سلفيت، وتحديدًا في بلدة بروقين، لا يعيش الناس فقط تحت الاحتلال، بل يواجه بعضهم كابوسًا يوميًا من الخوف والترويع، كما هو حال عائلة حمودة أسعد الشيخ عمر، التي تحولت حياتها إلى حالة حصار دائم داخل منزلها، وسط سكون الليل المرعب وجنون المستوطنين المتربصين.
بيت بلا أمان
يتكون بيت العائلة من طابق بسيط على أطراف البلدة، يقع مباشرة بمحاذاة طريق استيطاني شقه المستوطنون مؤخرًا بجرافاتهم، بغطاء من قوات الاحتلال. لم يعد هذا المنزل مكانًا للسكن والسكينة، بل بات سجنًا بلا قضبان، كما يصفه حمودة الشيخ عمر، رب الأسرة، الذي يعيش مع زوجته وطفليه في رعب دائم.
ويقول حمودة 'كل ليلة، أتحصن على النوافذ، أراقب الشارع، أخشى أن يتسلل أحدهم. حياتنا انقلبت رأسًا على عقب… نحن هدف مفتوح، لا جدران تحمينا ولا قانون يردعهم.'
الهجمات الليلية: حجارة وصراخ
تعرض البيت مرارًا للرشق بالحجارة الكبيرة من قبل المستوطنين. وفي آخر الاعتداءات، تناثرت الصخور في ساحة المنزل، كأنها رسائل رعب متعمدة، وسط صمت الجنود الذين وقفوا على مقربة، يشاهدون ولا يتدخلون.
ويتابع حمودة:
'المستوطنون صاروا يتجولون بحرية أمام بيتي، يتقدمون حتى سور الحديقة الخلفية، يتفحصون المكان وكأنهم يخططون لشيء أكبر. نحن لا نملك شيئًا نحتمي به سوى أبواب مغلقة وقلوب خائفة.'
أطفال لا ينامون
التهديد لا يقتصر على الحجارة، بل يمتد إلى النفس والعقل. طفلا العائلة، خصوصًا الصغير الذي لم يتجاوز الخامسة، يعاني من كوابيس واضطرابات نوم. تقول الأم، جيهان
'طفلي يصرخ في نومه، يختبئ خلفي عند أي صوت… لم يعد يثق بالليل. نعيش كل ليلة في حالة طوارئ وكأننا في منطقة قتال.'
العزلة المفروضة: موت اجتماعي بطيء
اختارت العائلة العزلة خوفًا من الخروج، فالسهرات توقفت، والزيارات انقطعت، والأقارب باتوا يتجنبون المرور، خشية الوقوع في كمين أو التعرض لهجوم.
جيهان تصف ذلك بمرارة:
'بيتنا بات مثل نقطة مراقبة مهجورة… لا نغادر، ولا يقترب منا أحد. نعيش في وحدة خانقة، ننتظر أي طارق على الباب بقلب مرتجف.'
حتى رب الأسرة، الذي كان يعمل خارج القرية، اضطر للتوقف عن العمل والتفرغ لحماية أسرته. اختار البقاء قرب بيته، لأن لا أحد سواه يمكنه أن يكون الدرع البشري الذي يحمي العائلة من خطر محتمل في أية لحظة.
نداء في وجه العزلة والتجاهل
عائلة الشيخ عمر لم تعد فقط ضحية لممارسات الاستيطان، بل أيضًا ضحية للصمت الرسمي والخذلان الدولي. هم لا يطلبون معجزات، بل سياجًا يحمي أطفالهم، جدارًا يقيهم من الحجارة، وأساسًا من الأمان يسمح لهم بالنوم لليلة واحدة دون رعب.
يختم حمودة بحزن وغضب:
'نناشد كل الضمائر الحية… لسنا أكثر من عائلة بسيطة تريد فقط أن تعيش. نريد أن نُحصّن بيتنا، نحمي أولادنا، نعود بشرًا كما كنا.'
في قرى سلفيت، وفي بقاع كثيرة من فلسطين، تتحول البيوت إلى خطوط تماس، وتصبح الأسرة الفلسطينية خط الدفاع الأول في معركة غير متكافئة، معركة البقاء.
بين الصمت، والحجارة، وصراخ الأطفال، تكتب عائلة الشيخ عمر سطور صمود يومية في دفتر الوطن.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فلسطين اليوم
منذ 4 ساعات
- فلسطين اليوم
قوات الاحتلال تقتحم عدة بلدات في طولكرم وتعتدي على المواطنين
اقتحمت قوات الاحتلال عدة بلدات في محافظة طولكرم، حيث نفّذت عمليات تفتيش وتضييق على حركة المواطنين. ووفقًا لمصادر محلية، دخلت قوات الاحتلال بلدتي عنبتا وبلعا من حاجز عناب العسكري، مما أدى إلى إعاقة حركة المركبات والمواطنين، قبل أن تتجه نحو منطقة الشعراوية شمال المحافظة. وفي بلدة دير الغصون، أطلقت قوات الاحتلال قنابل الصوت باتجاه الأهالي، واحتجزت الشاب قصي جبر عودة، حيث تعرض لتحقيق ميداني واعتداء بالضرب المبرح مما استدعى نقله إلى المستشفى بواسطة مركبة إسعاف. كما شهدت بلدة عتيل انتشارًا مكثفًا للقوات الإسرائيلية، حيث تمركزت في الشارع الرئيسي ونشرت فرق مشاة على جانبيه، وأوقفت المركبات ومنعت مرورها، وسط حالة من التوتر بين المواطنين. تحافظ القوات الإسرائيلية على سياسة الاقتحامات المستمرة في المناطق الفلسطينية، وسط إدانات متكررة من الجهات الحقوقية التي تطالب بوقف هذه الانتهاكات بحق المدنيين.


شبكة أنباء شفا
منذ 4 ساعات
- شبكة أنباء شفا
في مرمى الخطر ، عائلة الشيخ عمر في بروقين ، سجن بلا قضبان وليل لا ينام ، بقلم : آثار عبية
في مرمى الخطر ، عائلة الشيخ عمر في بروقين: سجن بلا قضبان وليل لا ينام ، بقلم : آثار عبية في الزاوية الغربية لمحافظة سلفيت، وتحديدًا في بلدة بروقين، لا يعيش الناس فقط تحت الاحتلال، بل يواجه بعضهم كابوسًا يوميًا من الخوف والترويع، كما هو حال عائلة حمودة أسعد الشيخ عمر، التي تحولت حياتها إلى حالة حصار دائم داخل منزلها، وسط سكون الليل المرعب وجنون المستوطنين المتربصين. بيت بلا أمان يتكون بيت العائلة من طابق بسيط على أطراف البلدة، يقع مباشرة بمحاذاة طريق استيطاني شقه المستوطنون مؤخرًا بجرافاتهم، بغطاء من قوات الاحتلال. لم يعد هذا المنزل مكانًا للسكن والسكينة، بل بات سجنًا بلا قضبان، كما يصفه حمودة الشيخ عمر، رب الأسرة، الذي يعيش مع زوجته وطفليه في رعب دائم. ويقول حمودة 'كل ليلة، أتحصن على النوافذ، أراقب الشارع، أخشى أن يتسلل أحدهم. حياتنا انقلبت رأسًا على عقب… نحن هدف مفتوح، لا جدران تحمينا ولا قانون يردعهم.' الهجمات الليلية: حجارة وصراخ تعرض البيت مرارًا للرشق بالحجارة الكبيرة من قبل المستوطنين. وفي آخر الاعتداءات، تناثرت الصخور في ساحة المنزل، كأنها رسائل رعب متعمدة، وسط صمت الجنود الذين وقفوا على مقربة، يشاهدون ولا يتدخلون. ويتابع حمودة: 'المستوطنون صاروا يتجولون بحرية أمام بيتي، يتقدمون حتى سور الحديقة الخلفية، يتفحصون المكان وكأنهم يخططون لشيء أكبر. نحن لا نملك شيئًا نحتمي به سوى أبواب مغلقة وقلوب خائفة.' أطفال لا ينامون التهديد لا يقتصر على الحجارة، بل يمتد إلى النفس والعقل. طفلا العائلة، خصوصًا الصغير الذي لم يتجاوز الخامسة، يعاني من كوابيس واضطرابات نوم. تقول الأم، جيهان 'طفلي يصرخ في نومه، يختبئ خلفي عند أي صوت… لم يعد يثق بالليل. نعيش كل ليلة في حالة طوارئ وكأننا في منطقة قتال.' العزلة المفروضة: موت اجتماعي بطيء اختارت العائلة العزلة خوفًا من الخروج، فالسهرات توقفت، والزيارات انقطعت، والأقارب باتوا يتجنبون المرور، خشية الوقوع في كمين أو التعرض لهجوم. جيهان تصف ذلك بمرارة: 'بيتنا بات مثل نقطة مراقبة مهجورة… لا نغادر، ولا يقترب منا أحد. نعيش في وحدة خانقة، ننتظر أي طارق على الباب بقلب مرتجف.' حتى رب الأسرة، الذي كان يعمل خارج القرية، اضطر للتوقف عن العمل والتفرغ لحماية أسرته. اختار البقاء قرب بيته، لأن لا أحد سواه يمكنه أن يكون الدرع البشري الذي يحمي العائلة من خطر محتمل في أية لحظة. نداء في وجه العزلة والتجاهل عائلة الشيخ عمر لم تعد فقط ضحية لممارسات الاستيطان، بل أيضًا ضحية للصمت الرسمي والخذلان الدولي. هم لا يطلبون معجزات، بل سياجًا يحمي أطفالهم، جدارًا يقيهم من الحجارة، وأساسًا من الأمان يسمح لهم بالنوم لليلة واحدة دون رعب. يختم حمودة بحزن وغضب: 'نناشد كل الضمائر الحية… لسنا أكثر من عائلة بسيطة تريد فقط أن تعيش. نريد أن نُحصّن بيتنا، نحمي أولادنا، نعود بشرًا كما كنا.' في قرى سلفيت، وفي بقاع كثيرة من فلسطين، تتحول البيوت إلى خطوط تماس، وتصبح الأسرة الفلسطينية خط الدفاع الأول في معركة غير متكافئة، معركة البقاء. بين الصمت، والحجارة، وصراخ الأطفال، تكتب عائلة الشيخ عمر سطور صمود يومية في دفتر الوطن.


شبكة أنباء شفا
منذ 4 ساعات
- شبكة أنباء شفا
جبهة التحرير العربية تنعى القائد الوطني وليد عساف
شفا – نعت جبهة التحرير العربية القائد الوطني الكبير وليد عساف ، وقالت 'الجبهة' في بيان لها ، بمزيد من الحزن والأسى ، وبقلوب محتسبة ومؤمنة بقضاء الله وقدره ، يتقدم الرفيق ركاد سالم ابو محمود الامين العام لجبهة التحرير العربية واعضاء اللجنة المركزية وكوادر وانصار الجبهة في الوطن والشتات من الرئيس محمود عباس ابو مازن رئيس حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح، ، واعضاء اللجنة المركزية، وكوادر وانصار الحركة في الوطن والشتات بالتعزية والمواساة بوفاة المناضل الوطني الكبير رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان السابق المرحوم وليد عساف (ابو علاء) والذي وافته المنية يوم الاحد الموافق 25/5/2025 بعد حياة حافلة بالنضال الوطني والدفاع عن الحقوق الوطنية الفلسطينية . وأضافت جبهة التحرير العربية في بيانها ، وأننا إذ نشاطر آل الفقيد ورفاق دربه وعموم شعبنا الفلسطيني الأحزان بهذا المصاب الجلل، لنسأل الله عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه ومحبيه جميل الصبر والسلوان ، انا لله وانا اليه راجعون. شاهد أيضاً في مرمى الخطر ، عائلة الشيخ عمر في بروقين: سجن بلا قضبان وليل لا ينام …