
أخبار العالم : التشتيت في العمل أو الدراسة.. هل نضع الحق على الهاتف الذكي؟
السبت 19 أبريل 2025 02:30 مساءً
نافذة على العالم - دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- حان وقت دفع ضرائبك، فتجلس أمام الكمبيوتر لدفعها، ثمّ تضطر إلى مراسلة شريكك للحصول على تفاصيل حول فائدة قرضك العقاري.
تتحوّل هذه الرسالة إلى تفقّد سريع لبريدك الإلكتروني، وتصفّح سريع لوسائل التواصل الاجتماعي، ثم التسوّق عبر الإنترنت من متجرك المفضل، ومن دون أن تدرك تكون مرّت ساعة من دون أن تنجز دفع ضرائبك!
لا تلقِ اللوم على التكنولوجيا والهواتف الذكية لأن الناس يتشتتون سواءً استخدمتها أم لا، بحسب دراسة جديدة نُشرت في مجلة Frontiers in Computer Science.
وقال الدكتور ماكسي هايتماير، المحاضر الأول بعلم النفس في جامعة الفنون بلندن، والباحث والزميل الزائر بكلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، ومؤلف الدراسة: "فيما يتفاعل المستخدمون بشكل أكبر مع الهاتف الذكي عندما يكون من السهل الوصول إليه، فإنّ مقدار الوقت الذي يقضونه في ممارسة أنشطة متصلة بالعمل وأمور أخرى، وتجزئة أيام عملهم لا يعتمد على إمكانية الوصول إلى الهاتف الذكي".
قد يهمك أيضاً
لإجراء بحثه، طلب هايتماير من مجموعة من 22 شخصًا المشاركة في جلستي عمل حاسوبيتين مدة كل منها 5 ساعات: واحدة منها مع هواتفهم الذكية، والأخرى وضعت خلالها هواتفهم بعيدًا عن متناول أيديهم.
وأظهر البحث أنّ الناس يميلون إلى استخدام هواتفهم أكثر عندما تكون في متناول أيديهم، لكن عند تعذّر الوصول إليها، يستخدمون أجهزة الكمبيوتر لتشتيت انتباههم عن عملهم.
قال الدكتور نوح كاستيلو، غير المشارك في الدراسة، وأستاذ سلوك المستهلك في جامعة ألبرتا، إنّ الدراسة صغيرة لذا يصعب استخلاص استنتاجات شاملة تنسحب على عامة السكان.
لكن هايتماير لفت إلى أنّ النتائج تشير إلى أنّ حظر الهواتف داخل الفصول الدراسية أو أماكن العمل قد لا يحل بالضرورة مشكلة التشتيت، وأن التركيز على عاداتك وسلوكياتك في محيط التكنولوجيات قد يكون أفضل خطوة أولى لحل مشكلة تشتيت الانتباه.
التشتّت يحدث
أوضح هايتماير أن معظم الأشخاص الذين تحدث إليهم يقولون إنهم لا يحبون طريقة استخدامهم لهواتفهم أو مقدار الوقت الذي يقضونه عليها، وهذا أمر منطقي، لافتًا إلى أن الهواتف الذكية مصممة لإبقائك مهتمًا، حتى عندما تريد القيام بأمر آخر.
وقال: "هناك صراع مفتوح لشد انتباهك يدور في جيبك. أعتقد أن هذه هي أفضل الأدوات التي اخترعناها. لكن هناك أيضًا برامج مجانية تستحوذ على انتباهنا".
واستدرك بأنّ الهواتف ليست دومًا المشكلة الوحيدة، لأنّ العالم مليء بالمشتتات، وكثيرًا ما نبحث عنها.
وأضاف، مستشهدًا بدراسة أجراها في العام ٢٠٢١: "هذه المشتتات، في ٨٩٪ من الأحيان، سببها البشر أنفسهم. ليست ناجمة عن اهتزاز الهاتف، أو إضاءته، أو إصداره صوتًا. بل هي تفكيرك، 'يا إلهي، لقد فاتني شيء ما'. ولذلك، يتحقق الناس منه".
قد يهمك أيضاً
وبرأي هايتماير، أنّ عدم تركيز انتباهك على شيء واحد طوال الوقت أمر منطقي للبقاء على قيد الحياة، لافتًا إلى أنّ مراقبة المجموعة والوعي بالديناميكيات الاجتماعية أمر مفيد وطبيعي للبشر منذ التطور.
وقال: "لسنا روبوتات، ولن نجلس أمام الكمبيوتر، على الأقل معظمنا، ونركز بشكل ضيق لساعات. يبدو أن هناك رغبة لدينا بالتشتيت".
قد يكون أخذ فترات راحة وتشتيت انتباهك مفيدًا ليوم عمل أكثر إنتاجية. لكن إذا لم تكن على دراية بكيفية جذب هاتفك الذكي انتباهك بمجرد التقاطه، فقد تجد نفسك تتصفحه في حين أنك كنت تفضل النهوض والمشي.
الهاتفك ليس بمتناول يدك
إذا كنت ترغب بقضاء وقت أقل على هاتفك، فإن إبعاده عن متناول اليد أفضل إجراء يمكن اتخاذه بحسب البحث الجديد، لأنه حين كان في متناول أيدي المشاركين أمضوا عليه ضعف الوقت تقريبا مقارنةً بوقت اضطرارهم للنهوض والإمساك به.
وعلق هايتماير: "إن وضعه بعيدًا يعني أنه يتعين عليك رفع مؤخرتك. إذا تمكنت من التمدد بطريقة ما، فسيظل في متناول اليد. وعندها سيظل الناس يستخدمون هواتفهم".
وأضاف أن الطريقة التي تتعلق بها في الهواتف تختلف عن الإدمان: عندما تكون مدمنًا على مادة ما أو على المقامرة، يميل المرء إلى الشعور بأنه كلما طالت مدة عدم احتفاظك بالشيء الذي تدمن عليه، زادت حاجتك إليه، لكن الأمر مختلف مع الهاتف. عندما يكون معك، تستخدمه أكثر؛ وكلما زاد استخدامك له، طالت مدة بقائك تتصفحه. فيما إذا كان بعيدًا عنك تنشغل بأمر آخر، مثل المشي في الخارج أو محادثة مع صديق وتنساه.
كيفية معالجة عادات استخدام الهاتف
قد يهمك أيضاً
قد يكون استخدام هاتفك بطريقة صحية أمرًا معقدًا.
ليس من المستغرب أن يجد الدكتور بول بافلو، عميد كلية ميامي هربرت للأعمال في جامعة ميامي، ببحثه للعام ٢٠٢١، أن الطلاب الذين لديهم وصول غير محدود للهواتف الذكية كان أداؤهم أسوأ مما كان عليه عندما مُنعت هواتفهم في الفصل الدراسي. لكن الطلاب المشاركين حققوا أداءً أفضل بكثير عندما طُلب منهم استخدام هواتفهم لمساعدتهم في التعلم.
وبرأي بافلو، غير المشارك في الدراسة الجديدة: "ستكون التكنولوجيا موجودة، وأعتقد أنه من الأفضل لنا الاستفادة منها قدر الإمكان".
ويتوافق هايتماير مع وجهة النظر هذه، إذ "لدينا هذه الرواية المتمحورة حول الأجهزة: نحن مدمنون على الهاتف، والهاتف هو المشكلة، وبالتالي يجب على شخص آخر الاهتمام به نيابةً عنا"، مضيفًا "من الأصعب بكثير، بالطبع، تقبّل فكرة أن عاداتي مع هذا (الجهاز) هي المشكلة".
وقال كاستيلو إن الحد من وقت استخدامك للشاشة يمكن أن يساعدك على قضاء وقت فراغك بالطريقة التي تريدها حقًا..

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


نافذة على العالم
٠٩-٠٥-٢٠٢٥
- نافذة على العالم
أخبار العالم : 4 خطوات تحمي بها نفسك من الهجمات الإلكترونية أثناء العمل من المنزل
الجمعة 9 مايو 2025 03:45 مساءً نافذة على العالم - (CNN)-- في حين أن العمل عن بُعد قد يوفر مرونة أكبر ويُجنّب الموظفين عناء التنقل لمسافات طويلة، إلا أنه قد ينطوي أيضًا على مخاطر ملحوظة: إذ يجعل الموظفين - وبالتالي شركاتهم - أكثر عرضة للهجمات الإلكترونية دون الحماية الإضافية التي توفرها شبكة المكتب. يقول الخبراء إنهم لاحظوا زيادة في هجمات "التصيد الاحتيالي" التي تستهدف الأشخاص الذين يعملون من المنزل، حيث قد يؤدي النقر على رابط في بريد إلكتروني أو رسالة إلى تثبيت برامج ضارة على جهازك. إليكم ما يمكن للموظفين وأصحاب العمل فعله لجعل بيئات العمل من المنزل أكثر أمانًا. تأكد من تحديث جهازك توفر العديد من الشركات لموظفيها أجهزة منفصلة للعمل، ولكن ليس جميعها. قد يكون أي شخص يستخدم الآن أجهزة كمبيوتر محمولة أو هواتف محمولة شخصية للعمل أكثر عرضة لمجرمي الإنترنت، خاصةً إذا كانت هذه الأجهزة تُستخدم من قِبل عدة أشخاص في المنزل أو لمزيج من المهام الشخصية والمهنية، وفقًا لتوم باترسون، كبير مسؤولي الثقة في شركة الأمن السيبراني " Unisys". وقال: "تحرص أي شركة على التأكد من أن جهاز الكمبيوتر الموجود على مكتبك مُرقّع ومُحدّث، ويحتوي على أنظمة التشغيل والمفاتيح الصحيحة وكل شيء". "لا أحد يفعل ذلك بجهاز الكمبيوتر المحمول القديم الذي وجدته في خزانتك والذي تقوم الآن بإعداده لإجراء مكالمات Zoom عليه". الخطوة الأولى هي التأكد - حتى لو كنت تستخدم جهازًا قديمًا أو لديك أجهزة عمل منفصلة - من تثبيت آخر تحديثات البرامج المتاحة، بحيث تكون أجهزتك مُجهزة بأحدث تصحيحات الأمان. غيّر كلمة مرور شبكة الإنترنت أو الواي فاي في حين أن الكثيرين قد يعرفون ضرورة تغيير كلمات مرور حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني وغيرها من الخدمات الإلكترونية بشكل دوري، إلا أن تغييرها مع شبكات الواي فاي المنزلية أمر نادر. قد يسبب تغيير كلمة مرور الواي فاي بعض الإزعاج المؤقت - استعد لسماع بعض الشكاوى، إذ يتعين على جميع أفراد المنزل إعادة إدخالها في جميع أجهزتهم - ولكنه قد يكون فعالاً في ضمان عدم تعرضك للاختراق. غالبًا ما تُباع كلمات مرور شبكات الواي فاي، مثل كلمات مرور الحسابات الإلكترونية، على الإنترنت المظلم. وعند الشك، يمكنك دائمًا اللجوء إلى الدعم الفني - إيقاف تشغيل الجهاز ثم إعادة تشغيله. وفقًا لباترسون، تُعد إعادة ضبط جهاز توجيه الواي فاي طريقة أسهل للتخلص من بعض أنواع البرامج الضارة الأساسية. وقال: "افصل الجهاز، واتركه مفصولًا لبضع دقائق، ثم دعه يُعاد تشغيله. هذا في الواقع يُزيل الكثير من البرامج الضارة المتراكمة". إذا كانت لديك الإمكانيات، فقد يكون شراء جهاز توجيه جديد وحتى كمبيوتر محمول جديد خصيصًا لأغراض العمل أمرًا يستحق العناء إذا كنت ستواصل العمل عن بُعد في المستقبل المنظور. أغلق حاسبك المحمول بعد الانتهاء من استخدامه معظم الناس لا يعتادون على إغلاق أجهزتهم في نهاية يوم العمل. لكنها طريقة بسيطة لتعزيز أمانك. يمكن أن يمنع إغلاق حاسوبك المحمول وإعادة تشغيله الفيروسات أو البرامج الضارة من التسلل إلى أجهزتك. يقول باترسون إن هذا يُحبط بعض أنواع البرامج الضارة التي تتواجد في ذاكرة الجهاز وتُمحى عند إغلاقه. كما أن الأمر بسيط، مثل إغلاق "خط مفتوح" مؤقتًا لهجمات جديدة - تخيل الأمر كإغلاق بابك عند مغادرة المنزل. يقول باترسون: "يترك معظم الناس الجهاز قيد التشغيل لأيام أو أسابيع أو أيًا كان، ولا يُطفئونه إلا عندما يصبح الجهاز بطيئًا للغاية. كل ما يحتاجونه هو إعادة ضبطه، ليعتادوا على إغلاقه حتى لا يصبح بوابةً للبرامج الضارة إلى شركتك". يوصي تود بفعل الشيء نفسه مع هاتفك الذكي في نهاية كل يوم عمل. قالت: "إنها تُشكّل الخطر الأكبر لأننا نضع كمًا هائلًا من المعلومات في هواتفنا. لذا، فإن تطبيقًا اجتماعيًا أو ترفيهيًا واحدًا لا يتمتع بحماية عالية لأنه لا يحتاج إليها، قد يُصبح وسيلةً للوصول إلى أشياء أخرى على هاتفك تحتاج إلى مزيد من الحماية". تسجيل الدخول عبر آلية التعرف على الوجه وببصمات الأصابع ليس على الموظفين فقط تطبيق ممارسات آمنة، بل على الشركات أيضًا إدراك المخاطر الجديدة التي يشكلها العمل عن بُعد وتطبيق إجراءات الحماية المناسبة. فمع عمل الجميع بعيدًا عن المكتب، قد يعني الوصول غير المصرح به إلى جهاز كمبيوتر محمول لأحد الموظفين الوصول إلى الشركة بأكملها. قال باترسون: "ما لا يمكن للشركات فعله هو الافتراض بأن الموظفين سيكونون حذرين بشأن أمنهم في المنزل كما كان مسؤول الأمن الرئيسي في المكتب". وأضاف: "القول القديم: 'بمجرد دخولك المبنى، فأنت آمن'... أصبح من الماضي، ولن يعود". توفر العديد من الشركات إمكانية الوصول إلى الشبكات الافتراضية الخاصة، أو شبكات VPN، التي تخفي اتصالك بالإنترنت لضمان تشفير وخصوصية أكبر. لكن باترسون يحذر من الاعتماد بشكل كبير على خدمات VPNإذا لم تكن مقدمة من شركتك تحديدًا. فقد تتمكن العديد من خدمات VPNالمجانية من الوصول إلى بياناتك على خوادمها قبل تشفيرها، مما يفتح ثغرة أمنية محتملة أخرى. قال باترسون إن على الشركات اعتماد المزيد من أساليب الأمن السيبراني القائمة على مبدأ "عدم الثقة"، أي افتراض عدم أمان أي جهاز على الشبكة. يمكن للشركات تزويد موظفيها بضوابط أمنية إضافية، مثل المصادقة متعددة العوامل - وهي عبارة عن رمز من جهاز خارجي بالإضافة إلى أسماء المستخدمين وكلمات المرور - أو حتى تسجيلات الدخول البيومترية، مثل التعرف على الوجه أو مسح بصمات الأصابع، والتي يستخدمها الناس بالفعل لتأمين هواتفهم الذكية. وقال باترسون: "أعتقد أن العامل المنزلي العادي معتاد على ذلك. يستخدمونه بالفعل للوصول إلى بعض تطبيقاتهم الأخرى. لكنهم لم يفعلوا ذلك للوصول إلى تطبيقات العمل، وهذا سيتغير هذا العام".


نافذة على العالم
١٩-٠٤-٢٠٢٥
- نافذة على العالم
أخبار العالم : التشتيت في العمل أو الدراسة.. هل نضع الحق على الهاتف الذكي؟
السبت 19 أبريل 2025 02:30 مساءً نافذة على العالم - دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- حان وقت دفع ضرائبك، فتجلس أمام الكمبيوتر لدفعها، ثمّ تضطر إلى مراسلة شريكك للحصول على تفاصيل حول فائدة قرضك العقاري. تتحوّل هذه الرسالة إلى تفقّد سريع لبريدك الإلكتروني، وتصفّح سريع لوسائل التواصل الاجتماعي، ثم التسوّق عبر الإنترنت من متجرك المفضل، ومن دون أن تدرك تكون مرّت ساعة من دون أن تنجز دفع ضرائبك! لا تلقِ اللوم على التكنولوجيا والهواتف الذكية لأن الناس يتشتتون سواءً استخدمتها أم لا، بحسب دراسة جديدة نُشرت في مجلة Frontiers in Computer Science. وقال الدكتور ماكسي هايتماير، المحاضر الأول بعلم النفس في جامعة الفنون بلندن، والباحث والزميل الزائر بكلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، ومؤلف الدراسة: "فيما يتفاعل المستخدمون بشكل أكبر مع الهاتف الذكي عندما يكون من السهل الوصول إليه، فإنّ مقدار الوقت الذي يقضونه في ممارسة أنشطة متصلة بالعمل وأمور أخرى، وتجزئة أيام عملهم لا يعتمد على إمكانية الوصول إلى الهاتف الذكي". قد يهمك أيضاً لإجراء بحثه، طلب هايتماير من مجموعة من 22 شخصًا المشاركة في جلستي عمل حاسوبيتين مدة كل منها 5 ساعات: واحدة منها مع هواتفهم الذكية، والأخرى وضعت خلالها هواتفهم بعيدًا عن متناول أيديهم. وأظهر البحث أنّ الناس يميلون إلى استخدام هواتفهم أكثر عندما تكون في متناول أيديهم، لكن عند تعذّر الوصول إليها، يستخدمون أجهزة الكمبيوتر لتشتيت انتباههم عن عملهم. قال الدكتور نوح كاستيلو، غير المشارك في الدراسة، وأستاذ سلوك المستهلك في جامعة ألبرتا، إنّ الدراسة صغيرة لذا يصعب استخلاص استنتاجات شاملة تنسحب على عامة السكان. لكن هايتماير لفت إلى أنّ النتائج تشير إلى أنّ حظر الهواتف داخل الفصول الدراسية أو أماكن العمل قد لا يحل بالضرورة مشكلة التشتيت، وأن التركيز على عاداتك وسلوكياتك في محيط التكنولوجيات قد يكون أفضل خطوة أولى لحل مشكلة تشتيت الانتباه. التشتّت يحدث أوضح هايتماير أن معظم الأشخاص الذين تحدث إليهم يقولون إنهم لا يحبون طريقة استخدامهم لهواتفهم أو مقدار الوقت الذي يقضونه عليها، وهذا أمر منطقي، لافتًا إلى أن الهواتف الذكية مصممة لإبقائك مهتمًا، حتى عندما تريد القيام بأمر آخر. وقال: "هناك صراع مفتوح لشد انتباهك يدور في جيبك. أعتقد أن هذه هي أفضل الأدوات التي اخترعناها. لكن هناك أيضًا برامج مجانية تستحوذ على انتباهنا". واستدرك بأنّ الهواتف ليست دومًا المشكلة الوحيدة، لأنّ العالم مليء بالمشتتات، وكثيرًا ما نبحث عنها. وأضاف، مستشهدًا بدراسة أجراها في العام ٢٠٢١: "هذه المشتتات، في ٨٩٪ من الأحيان، سببها البشر أنفسهم. ليست ناجمة عن اهتزاز الهاتف، أو إضاءته، أو إصداره صوتًا. بل هي تفكيرك، 'يا إلهي، لقد فاتني شيء ما'. ولذلك، يتحقق الناس منه". قد يهمك أيضاً وبرأي هايتماير، أنّ عدم تركيز انتباهك على شيء واحد طوال الوقت أمر منطقي للبقاء على قيد الحياة، لافتًا إلى أنّ مراقبة المجموعة والوعي بالديناميكيات الاجتماعية أمر مفيد وطبيعي للبشر منذ التطور. وقال: "لسنا روبوتات، ولن نجلس أمام الكمبيوتر، على الأقل معظمنا، ونركز بشكل ضيق لساعات. يبدو أن هناك رغبة لدينا بالتشتيت". قد يكون أخذ فترات راحة وتشتيت انتباهك مفيدًا ليوم عمل أكثر إنتاجية. لكن إذا لم تكن على دراية بكيفية جذب هاتفك الذكي انتباهك بمجرد التقاطه، فقد تجد نفسك تتصفحه في حين أنك كنت تفضل النهوض والمشي. الهاتفك ليس بمتناول يدك إذا كنت ترغب بقضاء وقت أقل على هاتفك، فإن إبعاده عن متناول اليد أفضل إجراء يمكن اتخاذه بحسب البحث الجديد، لأنه حين كان في متناول أيدي المشاركين أمضوا عليه ضعف الوقت تقريبا مقارنةً بوقت اضطرارهم للنهوض والإمساك به. وعلق هايتماير: "إن وضعه بعيدًا يعني أنه يتعين عليك رفع مؤخرتك. إذا تمكنت من التمدد بطريقة ما، فسيظل في متناول اليد. وعندها سيظل الناس يستخدمون هواتفهم". وأضاف أن الطريقة التي تتعلق بها في الهواتف تختلف عن الإدمان: عندما تكون مدمنًا على مادة ما أو على المقامرة، يميل المرء إلى الشعور بأنه كلما طالت مدة عدم احتفاظك بالشيء الذي تدمن عليه، زادت حاجتك إليه، لكن الأمر مختلف مع الهاتف. عندما يكون معك، تستخدمه أكثر؛ وكلما زاد استخدامك له، طالت مدة بقائك تتصفحه. فيما إذا كان بعيدًا عنك تنشغل بأمر آخر، مثل المشي في الخارج أو محادثة مع صديق وتنساه. كيفية معالجة عادات استخدام الهاتف قد يهمك أيضاً قد يكون استخدام هاتفك بطريقة صحية أمرًا معقدًا. ليس من المستغرب أن يجد الدكتور بول بافلو، عميد كلية ميامي هربرت للأعمال في جامعة ميامي، ببحثه للعام ٢٠٢١، أن الطلاب الذين لديهم وصول غير محدود للهواتف الذكية كان أداؤهم أسوأ مما كان عليه عندما مُنعت هواتفهم في الفصل الدراسي. لكن الطلاب المشاركين حققوا أداءً أفضل بكثير عندما طُلب منهم استخدام هواتفهم لمساعدتهم في التعلم. وبرأي بافلو، غير المشارك في الدراسة الجديدة: "ستكون التكنولوجيا موجودة، وأعتقد أنه من الأفضل لنا الاستفادة منها قدر الإمكان". ويتوافق هايتماير مع وجهة النظر هذه، إذ "لدينا هذه الرواية المتمحورة حول الأجهزة: نحن مدمنون على الهاتف، والهاتف هو المشكلة، وبالتالي يجب على شخص آخر الاهتمام به نيابةً عنا"، مضيفًا "من الأصعب بكثير، بالطبع، تقبّل فكرة أن عاداتي مع هذا (الجهاز) هي المشكلة". وقال كاستيلو إن الحد من وقت استخدامك للشاشة يمكن أن يساعدك على قضاء وقت فراغك بالطريقة التي تريدها حقًا..


نافذة على العالم
١٩-٠٤-٢٠٢٥
- نافذة على العالم
أخبار العالم : ما هو "الخلط المعرفي" وكيف يساعدك على النوم؟
السبت 19 أبريل 2025 02:30 مساءً نافذة على العالم - دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- كان الدكتور لوك بودوين يواجه صعوبة بالنوم في ليالي الآحاد عندما كان طالبًا بمرحلة البكالوريوس، قبل نحو 40 عامًا، وكان حريصًا على إيجاد حل. وروى كيف استلهم بودوين، الذي أصبح الآن عالمًا في مجال الإدراك المعرفي، من درس في علم النفس الإدراكي كان يحضره ونظرية أستاذه حول اكتشاف الحركة البصرية التي تشير إلى قدرة النظام البصري على إدراك ومعالجة الحركة بناءً على التغيرات في أنماط الضوء على شبكية العين. وبودوين، الذي يعمل أيضًا أستاذًا مساعدًا بمجال التعليم في جامعة سايمون فريزر بكولومبيا البريطانية، قال لـCNN: "فكرت أنه في حال تمكّنت من فهم 'نظام التحكم في بداية النوم' بالدماغ البشري، ربما أتمكن من ابتكار تقنية لخداع الدماغ لكي ينام". وتمّ تثبيت هذه التقنية التي أطلق عليها اسم "الخلط المعرفي" في العام 2009، عندما كان في الـ41 من عمره، ويعاني من صعوبة أخرى في النوم، سواء في بداية النوم، أو في النوم مجددًا بعد الاستيقاظ في منتصف الليل. قد يهمك أيضاً وشرح بودوين تقنية "الخلط المعرفي" التي تتضمّن عادةً استحضار كلمات عشوائية، وغير شخصية، وغير مشحونة عاطفيًا. ولكلّ حرف من الكلمة التي تختارها عشوائيًا، تفكر في أكبر عدد ممكن من الكلمات المتوافقة مع هذا الحرف لمدة تتراوح بين خمس إلى ثماني ثوانٍ قبل الانتقال إلى الحرف التالي. على سبيل المثال، إذا كانت الكلمة "بيانو"، قد تفكر في "كمثرى، مظلة، بول، بروفات.. عنصر، نية، غير ناضج، كوخ..."، وهكذا. ويملك بودوين شركة CogZest، مؤسّس مشارك لشركتي CogSci Apps Corp. وSomnolence+ Inc، التي تطوّر منتجات بناءً على أبحاثه. قد يهمك أيضاً رغم أنّ هذه التقنية قد لا تبدو مريحة، إلا أنّها "تساعد على إبعادك عن التفكير بمشاكلك وهمومك، وتساعدك على الدخول في حالة ذهنية أكثر استرخاءً"، وفق الدكتورة فريحة عباسي-فاينبرغ، طبيبة طب النوم واختصاصية الأعصاب لدى مجموعة أطباء ميلينيوم في فورت مايرز، بفلوريدا. وأضافت عباسي-فاينبرغ، التي غالبًا ما تقترح هذه التقنية على مرضاها الذين يعانون من مشاكل في النوم: "أقول لهم دومًا أنه 'لا يمكنك إجبار نفسك على النوم. عليك السماح لنفسك بالنوم'. وهذه واحدة من الطرق التي نستخدمها للمساعدة على ذلك". وأحيانًا يمكنك حتى تخيّل سيناريوهات أو حركات متوافقة، مثل أن تتخيّل نفسك تعزف على البيانو أو شخصًا يسقط بالمظلة، بحسب بودوين. العلم وراء "الخلط المعرفي" لِمَ نجح "الخلط المعرفي"؟ قليلة هي الأبحاث التي تناولت "الخلط المعرفي" حتى الآن، لكن ما الذي يجعل بعض الأطباء يدعمون هذا الحل الذاتي للنوم رغم قلة الأدلة الملموسة؟ اتضح أن النظرية الأساسية وراء "الخلط المعرفي"، رغم أنها نظرية افتراضية، "تتوافق مع المبادئ الراسخة في علوم الأعصاب الإدراكية وعلم نفس النوم"، بحسب ما قالت الدكتورة ليا كيلور، اختصاصية نفسية سريرية، وكاتبة، تأخذ من لويزيانا مقرًا لها. كما أوضحت لـCNN إنها مستندة إلى عدد كبير من الدراسات التي راجعها بودوين وباحثون آخرون بورقة منشورة بمجلة Sleep Medicine Reviews بأبريل/ نيسان 2020 . فبالإضافة إلى إبعاد الذهن عن القلق والمشاكل، قال بودوين إنّ "الخلط المعرفي يشبه في جوانب حاسمة بداية النوم الطبيعية". قد يهمك أيضاً أوضح كل من بودوين وكيلور أنه في مرحلة الانتقال الطبيعي إلى النوم، يميل الناس إلى تجربة "أحلام صغيرة"، وأفكار مجزّأة وغير خطية. قد يساعد الانخراط بشكل متعمّد في التفكير العشوائي، وغير المتّصل في محاكاة هذه الحالة الإدراكية المبدئية للنوم، الناس على النوم. وأعرب بودوين عن الاعتقاد بأنّ "هناك حلقة ارتجاع إيجابي في الدماغ: الأحلام الصغيرة ليست مجرد نتيجة للنوم، بل تنبّه الدماغ بأنّ الوقت بات مناسبًا وآمنًا للنوم". ونظرًا لأنّ أدمغتنا تميل إلى "الخلط" بين الأفكار العشوائية خلال الفترات الهادئة، كما قالت الدكتورة كامي مكمانوس، اختصاصية نفسية في طب النوم بقسم طب النوم في "بين ميديسن" بفيلادلفيا، لـCNN، فإنّ إعطاء الدماغ تشتيت مهدئ أو محايد قد يكون أكثر فائدة من السماح له بالتركيز على أمر ما بمفرده. نشر بودوين دراسته الثالثة حول "الخلط المعرفي" في العام 2016. كان حجم العيّنة صغيرًا، لكنّ نتائجها كانت مشجعة: تم تعيين 154 طالبًا جامعيًا، معظمهم من الإناث، عشوائيًا للخضوع إلى علاج قياسي يتم قبل النوم، أو لممارسة تمرين "الخلط المعرفي" الذي يُعرف رسميًا بمهمة التخيل المتنوع المتسلسل (SDIT)، أو لكليهما. في مجموعة الـSDIT، قدم تطبيق تسجيلات للكلمات واحدة تلو الأخرى بفواصل زمنية مدتها ثماني ثوانٍ، حيث كان المشاركون ينشئون ويحافظون على صورة للكلمة حتى يظهر التسجيل التالي ويحرك الصورة التالية، وهكذا. كان المشاركون في مجموعة الـSDIT أكثر احتمالًا لتحسين جودة نومهم، وصعوبة النوم، والإثارة قبل النوم، مثل النشاط البدني أو العقلي المرتفع أثناء محاولة النوم. استمرت هذه الفوائد طوال الفصل الدراسي. قد يهمك أيضاً يخطط بودوين وفريقه لإجراء أبحاث إضافية، هذه المرة مقارنةً بين "الخلط المعرفي" وتقنيات التصور العقلي والتقنيات المعرفية الأخرى. التخيّل الذاتي للنوم لممارسة "الخلط المعرفي"، لا يوجد عدد محدد من الكلمات أو مدة زمنية معيّنة مطلوبة. كما أنّ الكلمات التي تختارها لكل حرف لا يجب أن تكون مترابطة منطقيًا، بحسب كيلور، فمحاولة التحكم بالعشوائية ستقلّل من فعالية التقنية. عادةً ما يذكر الأشخاص أنهم ينامون في حوالي خمس إلى خمس عشرة دقيقة، بينما قد يستغرق آخرون وقتًا أطول، خصوصًا إذا كانوا يعانون من التوتر الشديد، أو يميلون إلى الإفراط في التفكير، بحسب كيلور. إذا وجدت نفسك مشغولًا بالتقنية لأكثر من 20 دقيقة، أو بدأت تشعر بالإحباط، من الأفضل التوقف والخروج من السرير، كما قالت مكمانوس. قد لا يكون جسمك جاهزًا، لذا من الأفضل القيام بنشاط مهدئ في مكان آخر لمدة 20 إلى 30 دقيقة قبل العودة إلى السرير والمحاولة مجددًا عوض محاولة الضغط على نفسك بشكل مفرط ما قد يؤدي إلى تفعيل المشاعر السلبية وجعل النوم أكثر صعوبة. جرب هذه التقنية لليالٍ عدة متتالية قبل أن تقرر ما إذا كان "الخلط المعرفي" ناجع معك، كما أوصى هؤلاء الخبراء. لكن تذكر أن هذه الطريقة ليست بديلاً عن عادات النوم السليمة أو علاجًا لحالة نوم معينة.