logo
ثلوثية بامحسون تحتفي بمسيرة العالِم د. أحمد الضبيب

ثلوثية بامحسون تحتفي بمسيرة العالِم د. أحمد الضبيب

سعورسمنذ 3 أيام

بحضور علمي وثقافي لافت، اختتم منتدى ثلوثية بامحسون الثقافي موسمه السادس والثلاثين مساء أمس الأول، بتكريم معالي الأستاذ الدكتور أحمد بن محمد الضبيب، أحد أبرز الوجوه العلمية في المملكة والعالم العربي، في احتفالٍ جمع بين الوفاء الرمزي والاحتفاء الفكري، وحضره نخب من المفكرين واللغويين والأكاديميين داخل المملكة وخارجها، حضورياً وافتراضياً.
واستُهل الحفل بكلمة راعي المنتدى الشيخ عبدالله بن سالم باحمدان، الذي أشار إلى رمزية هذا الحفل الختامي، مؤكداً أن تكريم العلماء هو تكريم للقيم التي يمثلونها، وقال: "نتشرف في هذا الحفل بتكريم الدكتور أحمد الضبيب، القامة العلمية التي صنعت أثرها ووضعت بصمتها من خلال الإصرار وعمق الإنجاز، إذ لم يكن مجرد شاهد على التحولات، بل كان جزءًا من صناعتها."
واستعرض الشيخ باحمدان محطات بارزة في مسيرة المحتفى به، بدءاً من دراسته وتحقيقه للتراث، وصولاً إلى دوره الإداري المؤسس في جامعة الملك سعود، ومشاركته الفاعلة في الجوائز العلمية والمجالس الثقافية. وختم كلمته بالثناء على المنتدى الذي ظل وفياً لرسالته الثقافية على مدار العقود، والدعاء لقيادتنا الرشيدة التي تولي الثقافة والعلماء اهتمامًا ورعاية دائمة.
تلا ذلك كلمة مؤسس المنتدى الدكتور عمر بن عبدالله بامحسون، الذي أشار إلى أن تكريم الدكتور الضبيب يأتي ضمن تقليد أصيل تبناه المنتدى في كل موسم لتسليط الضوء على الرموز الوطنية، وقال:
"نكرم اليوم علماً من أعلام اللغة العربية، قاد جامعة، وأسهم في تأسيس الجوائز، وترأس مناصب علمية مرموقة، لكنه ظل حاملاً لهمّ المعرفة ومجتهداً في خدمة التراث واللغة.
كما استعرض سيرة الدكتور الضبيب، مشيراً إلى دوره في دعم الثقافة العربية، ومشاركاته العلمية في مجمع اللغة العربية بالقاهرة، فضلًا عن إنتاجه العلمي الواسع ومؤلفاته التي شكّلت مرجعًا للأجيال.
وفي مشهد مؤثر، ألقى الدكتور أحمد الضبيب كلمة عبّر فيها عن امتنانه لهذا التكريم، واعتبره "وسامًا يعتز به"، وقال بتواضع يليق بالكبار: "أرى جهدي الذي قمت به هو جهد المقل، وكلما تقدمتُ في البحث اكتشفتُ مدى جهلي، كما قال تعالى: "وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً".
وخصّ بالشكر القائمين على المنتدى، والباحثين الذين قدموا ورقتين علميتين عن جهوده، مؤكداً أن شهادتهم غالية وإن كانت تحمل "نظرة المحب"، على حد وصفه. وختم كلمته بإعلاء قيمة المعرفة، والدعوة إلى التواضع أمام سعتها وأسرارها.
أوراق علمية في التكريم : قراءة في السمت العلمي والبعد التربوي
أثرت الحفل ورقتان علميتان نادرتان من حيث التحليل والامتداد الزمني، والتي استهلها أستاذ اللسانيات الدكتور إبراهيم الشمسان واستعرض مسيرة الضبيب معلماً ولغوياً ومحققا عبر شهادة أكاديمية وتربوية عن معلمه الدكتور الضبيب، وصفه فيها بأنه "سادن العربية، وأستاذ المعاجم، ورائد التحقيق العلمي".
وقد استعرض الشمسان بأسلوب سردي جذاب، محطاتٍ من التكوين العلمي المبكر للمحتفى به، بدءاً من طريقته في تدريس الشعر الجاهلي، وتكليف طلابه بتحليل القصائد، ووصولاً إلى دوره البارز في دراسات اللهجات، والتحقيق، والمعاجم، والتراث، وبيّن من خلال أمثلة دقيقة كيف غرس الضبيب في طلابه منهجية البحث العلمي، والنقد، والتوثيق، واللغة الحية.
تلاه الدكتور يحيى أبو الخير في ورقة بعنوان "سَمْت علمي متفرد بين الدراسات والهوية" استعرض فيها إسهامات الضبيب في علم اللغة الاجتماعي، والهُوية اللغوية، وقضايا العولمة، والتعريب، وتحقيق النصوص.
كما سلّط الباحث الضوء على مؤلفات مركزية مثل اللغة العربية في عصر العولمة، والعرب والخيار اللغوي، ومعجم مطبوعات التراث، وبيّن كيف تبنّى الضبيب موقفًا منهجيًا صريحًا للدفاع عن الفصحى، وربطها بالسيادة الثقافية والتنمية المعرفية، كما عرض رؤاه في مواجهة التبعية اللغوية، ودعا إلى إعادة الاعتبار للسياسة اللغوية في التعليم والإدارة.
واختتم الدكتور أبو الخير ورقته بتحليل دقيق لجهود الضبيب في تحقيق التراث، خاصة في كتبه التي تناولت منهج الشيخ حمد الجاسر، مؤكدًا أن الدكتور الضبيب قدّم نموذجًا فريدًا للباحث العربي الموسوعي، الجامع بين العمق العلمي والانفتاح المعرفي.
منصة تتجدد ورسالة ثقافية مستمرة
بهذا الحفل، رسّخ منتدى ثلوثية بامحسون مكانته كأحد أهم المنابر الثقافية المستمرة في المملكة، بتكريمه المتواصل لأعلام الوطن ممن أسهموا في نهضته العلمية والفكرية. ويأتي تكريم الدكتور الضبيب امتدادًا لمسيرة من العرفان قادها المنتدى منذ أكثر من ثلاثين عامًا، جامعًا بين الوفاء والتجديد، بين العلم والتأريخ، بين الشخصية والرسالة.
جانب من التكريم لعدد من المثقفين
د. أحمد الضبيب يلقي كلمته خلال الاحتفاء
باحمدان وتكريم د. الضبيب بدرع تذكارية
جانب من الحضور

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ثلوثية بامحسون تحتفي بمسيرة العالِم د. أحمد الضبيب
ثلوثية بامحسون تحتفي بمسيرة العالِم د. أحمد الضبيب

سعورس

timeمنذ 3 أيام

  • سعورس

ثلوثية بامحسون تحتفي بمسيرة العالِم د. أحمد الضبيب

بحضور علمي وثقافي لافت، اختتم منتدى ثلوثية بامحسون الثقافي موسمه السادس والثلاثين مساء أمس الأول، بتكريم معالي الأستاذ الدكتور أحمد بن محمد الضبيب، أحد أبرز الوجوه العلمية في المملكة والعالم العربي، في احتفالٍ جمع بين الوفاء الرمزي والاحتفاء الفكري، وحضره نخب من المفكرين واللغويين والأكاديميين داخل المملكة وخارجها، حضورياً وافتراضياً. واستُهل الحفل بكلمة راعي المنتدى الشيخ عبدالله بن سالم باحمدان، الذي أشار إلى رمزية هذا الحفل الختامي، مؤكداً أن تكريم العلماء هو تكريم للقيم التي يمثلونها، وقال: "نتشرف في هذا الحفل بتكريم الدكتور أحمد الضبيب، القامة العلمية التي صنعت أثرها ووضعت بصمتها من خلال الإصرار وعمق الإنجاز، إذ لم يكن مجرد شاهد على التحولات، بل كان جزءًا من صناعتها." واستعرض الشيخ باحمدان محطات بارزة في مسيرة المحتفى به، بدءاً من دراسته وتحقيقه للتراث، وصولاً إلى دوره الإداري المؤسس في جامعة الملك سعود، ومشاركته الفاعلة في الجوائز العلمية والمجالس الثقافية. وختم كلمته بالثناء على المنتدى الذي ظل وفياً لرسالته الثقافية على مدار العقود، والدعاء لقيادتنا الرشيدة التي تولي الثقافة والعلماء اهتمامًا ورعاية دائمة. تلا ذلك كلمة مؤسس المنتدى الدكتور عمر بن عبدالله بامحسون، الذي أشار إلى أن تكريم الدكتور الضبيب يأتي ضمن تقليد أصيل تبناه المنتدى في كل موسم لتسليط الضوء على الرموز الوطنية، وقال: "نكرم اليوم علماً من أعلام اللغة العربية، قاد جامعة، وأسهم في تأسيس الجوائز، وترأس مناصب علمية مرموقة، لكنه ظل حاملاً لهمّ المعرفة ومجتهداً في خدمة التراث واللغة. كما استعرض سيرة الدكتور الضبيب، مشيراً إلى دوره في دعم الثقافة العربية، ومشاركاته العلمية في مجمع اللغة العربية بالقاهرة، فضلًا عن إنتاجه العلمي الواسع ومؤلفاته التي شكّلت مرجعًا للأجيال. وفي مشهد مؤثر، ألقى الدكتور أحمد الضبيب كلمة عبّر فيها عن امتنانه لهذا التكريم، واعتبره "وسامًا يعتز به"، وقال بتواضع يليق بالكبار: "أرى جهدي الذي قمت به هو جهد المقل، وكلما تقدمتُ في البحث اكتشفتُ مدى جهلي، كما قال تعالى: "وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً". وخصّ بالشكر القائمين على المنتدى، والباحثين الذين قدموا ورقتين علميتين عن جهوده، مؤكداً أن شهادتهم غالية وإن كانت تحمل "نظرة المحب"، على حد وصفه. وختم كلمته بإعلاء قيمة المعرفة، والدعوة إلى التواضع أمام سعتها وأسرارها. أوراق علمية في التكريم : قراءة في السمت العلمي والبعد التربوي أثرت الحفل ورقتان علميتان نادرتان من حيث التحليل والامتداد الزمني، والتي استهلها أستاذ اللسانيات الدكتور إبراهيم الشمسان واستعرض مسيرة الضبيب معلماً ولغوياً ومحققا عبر شهادة أكاديمية وتربوية عن معلمه الدكتور الضبيب، وصفه فيها بأنه "سادن العربية، وأستاذ المعاجم، ورائد التحقيق العلمي". وقد استعرض الشمسان بأسلوب سردي جذاب، محطاتٍ من التكوين العلمي المبكر للمحتفى به، بدءاً من طريقته في تدريس الشعر الجاهلي، وتكليف طلابه بتحليل القصائد، ووصولاً إلى دوره البارز في دراسات اللهجات، والتحقيق، والمعاجم، والتراث، وبيّن من خلال أمثلة دقيقة كيف غرس الضبيب في طلابه منهجية البحث العلمي، والنقد، والتوثيق، واللغة الحية. تلاه الدكتور يحيى أبو الخير في ورقة بعنوان "سَمْت علمي متفرد بين الدراسات والهوية" استعرض فيها إسهامات الضبيب في علم اللغة الاجتماعي، والهُوية اللغوية، وقضايا العولمة، والتعريب، وتحقيق النصوص. كما سلّط الباحث الضوء على مؤلفات مركزية مثل اللغة العربية في عصر العولمة، والعرب والخيار اللغوي، ومعجم مطبوعات التراث، وبيّن كيف تبنّى الضبيب موقفًا منهجيًا صريحًا للدفاع عن الفصحى، وربطها بالسيادة الثقافية والتنمية المعرفية، كما عرض رؤاه في مواجهة التبعية اللغوية، ودعا إلى إعادة الاعتبار للسياسة اللغوية في التعليم والإدارة. واختتم الدكتور أبو الخير ورقته بتحليل دقيق لجهود الضبيب في تحقيق التراث، خاصة في كتبه التي تناولت منهج الشيخ حمد الجاسر، مؤكدًا أن الدكتور الضبيب قدّم نموذجًا فريدًا للباحث العربي الموسوعي، الجامع بين العمق العلمي والانفتاح المعرفي. منصة تتجدد ورسالة ثقافية مستمرة بهذا الحفل، رسّخ منتدى ثلوثية بامحسون مكانته كأحد أهم المنابر الثقافية المستمرة في المملكة، بتكريمه المتواصل لأعلام الوطن ممن أسهموا في نهضته العلمية والفكرية. ويأتي تكريم الدكتور الضبيب امتدادًا لمسيرة من العرفان قادها المنتدى منذ أكثر من ثلاثين عامًا، جامعًا بين الوفاء والتجديد، بين العلم والتأريخ، بين الشخصية والرسالة. جانب من التكريم لعدد من المثقفين د. أحمد الضبيب يلقي كلمته خلال الاحتفاء باحمدان وتكريم د. الضبيب بدرع تذكارية جانب من الحضور

وليد الشعلان يصدور النسخة الإنجليزية من رواية «ليث الأول: ملك إنجلترا المجهول»
وليد الشعلان يصدور النسخة الإنجليزية من رواية «ليث الأول: ملك إنجلترا المجهول»

سعورس

time١٢-٠٥-٢٠٢٥

  • سعورس

وليد الشعلان يصدور النسخة الإنجليزية من رواية «ليث الأول: ملك إنجلترا المجهول»

وتهدف الرواية بحسب المؤلف، إلى التأكيد على مبدأ وحدة المصير وتداخل التاريخ الإنساني، والتعريف بإرث مدينة دومة الجندل التاريخية، بالإضافة إلى تثقيف القارئ العربي حول التاريخ البريطاني عبر أسلوب التثقيف بالترفيه أو ما يعرف بال «Edutainment». صدرت النسخة العربية من الرواية عام «2017» وحققت مبيعات لافتة وحظيت بردود فعل إيجابية من القراء والنقاد، كما تحظى بتقييم مرتفع جاوز «4 من 5» درجات على موقع «goodreads». وقد أمضى الكاتب ثلاث سنوات في البحث العلمي وكتابة نص الرواية، التي تمت ترجمتها إلى الإنجليزية في عام «2025». خط غلاف النسخة العربية الخطاط القدير فهد المجحدي، وصورها المصور الشهير حسين دغريري، في حين كانت رسومات الفحم من عمل الرسامة المبدعة روان الشعلان. هذا ويعرف الدكتور وليد الشعلان بأنه باحث وأكاديمي في مجال الأمن السيبراني، وحاصل على درجة البكالوريوس من جامعة الملك سعود في تخصص علوم الحاسب، والماجستير (مع مرتبة الشرف الأولى) والدكتوراه في أمن المعلومات من كلية هولوي الملكية، في جامعة لندن. قام الشعلان بتأليف كتابين علميين يُدرّسان في العديد من الجامعات، وعشرات الأبحاث المنشورة في مجلات ودوريات عالمية، كما قام أيضاً بتأليف «3» روايات، منها رواية «ليوناردو دافن شيء»، التي تصدرت قائمة الكتب الأكثر مبيعاً في المملكة في العام «2021». غلاف رواية «ليث الأول: ملك إنجلترا

الموسيقى "أكاديميا"... حلم سعودي لا يزال في المهد
الموسيقى "أكاديميا"... حلم سعودي لا يزال في المهد

Independent عربية

time٠٩-٠٥-٢٠٢٥

  • Independent عربية

الموسيقى "أكاديميا"... حلم سعودي لا يزال في المهد

هناك مقولة شهيرة لعازف الجيتار الأميركي الراحل جيمي هندركس "الموسيقى لا تكذب، فإن كان ثمة تغيير يمكن إحداثه في العالم فالطريقة الوحيدة هي الموسيقى"، وعلى رغم تنوع الفنون الموسيقية في السعودية، فإنها لا تزال تخطو نحو إيجاد مكانة فنية علمية، إذ تعول على الموسيقى كأداة ناقلة لعملية التحول والحداثة المجتمعية، لما تلعبه من دور بارز في الارتقاء بالذوق العام والحس الثقافي عبر تنشئة المواهب من أجيال المستقبل بطريقة علمية وأكاديمية. وركزت السعودية في رؤيتها لعام 2030 على خلق تنوع ينمي المشهد الثقافي ومنه إدخال مجال الفنون إلى القطاع الأكاديمي، وتسارعت الجهود لدعم هذا التوجه عبر تدشين أول كلية متخصصة بالفنون في جامعة الملك سعود تُعنى بدراسة الموسيقى أكاديمياً، وكذلك معهد البيت الموسيقي العالي للتدريب (ميوزك هوم) لتدريب العازفين علمياً وتطبيقياً. وأخيراً، شهدت جامعة الملك سعود حفل "كورال طويق" للموسيقى العربية، الذي أقيم بالشراكة بين معهد البيت الموسيقي العالي للتدريب (ميوزك هوم) وكلية الفنون بجامعة الملك سعود، والذي عده فنانون وأكاديميون خطوة مهمة نحو تأصيل الثقافة الفنية في السعودية، ودعم المواهب والأصوات المبدعة، وفق أهداف رؤية السعودية 2030 الساعية إلى تعزيز الفنون والموسيقى. وقدمت الفرقة الموسيقية الناشئة عدداً من الأغاني السعودية التي تمزج الطابع الحجازي والنجدي والجنوبي، كما قدمت أكثر من وصلة للمطربين السعوديين من بينهم محمد عبده وطلال المداح، وكذلك مقطوعات غنائية لعبدالحليم حافظ ومحمد عبدالوهاب وفيروز. تعليم الموسيقى في السعودية كان مقصوراً على الموسيقى العسكرية ممثلة في مدرسة موسيقى الجيش السعودي التي تأسست عام 1954، وكان عملها مقصوراً على تدريب الفرق الموسيقية العسكرية، إذ تأسست بعد جهود كبيرة من عميد الفن السعودي طارق عبدالحكيم، استطاع بعدها أن يدرب 14 فرقة لمسيرة عسكرية كاملة تم توزيعها على مدن ومناطق مختلفة في السعودية، كما أسهم في سبعينيات القرن الماضي في تأسيس الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، التي لا تزال موجودة إلى اليوم. وفي 2019 ولدت أول فرقة موسيقية سعودية كاملة لعزف أوركسترا خلال فعاليات سوق عكاظ، وبعدها بنحو ثلاثة أعوام أدرجت وزارة التعليم السعودية الموسيقى في المناهج الدراسية، قبل أن تعلن الحكومة عن تدشين أول كلية للفنون الموسيقية بجامعة الملك سعود. ويعد إطلاق كورال موسيقي عبر جهة أكاديمية منجزاً في عملية إطلاق العنان للمواهب السعودية للدراسة والتطوير وصقل وتنمية قدراتهم، وهو ما أكدته عميدة كلية الفنون بجامعة الملك سعود منى المالكي التي قالت إن "الفكرة الأساسية من كورال طويق هي الوصول إلى إطلاق برنامج موسيقي كامل في جامعة الملك سعود"، مشيرة إلى أن البداية ستكون بإطلاق دورات حرة، بعد ذلك الحصول على دبلوم عال، وفي 2027 يكون الإطلاق الأكاديمي لبرنامج الموسيقى الذي سيتم تدريسه على مدى أربعة أعوام". وحول الفرص المتاحة لوجود فرق موسيقية أهلية وأكاديمية وخاصة، قالت منى لـ"اندبندنت عربية"، إنه عندما يكون هناك حراك أكاديمي لتدريس الموسيقى بالتأكيد سيكون هناك فرق، مؤكدة أن بداية الانطلاق حالياً هي تدريس الموسيقى وإنشاء فرقة موسيقية خاصة بجامعة ملك سعود، مشيرة إلى الخطة التي وضعتها الكلية والتي تتضمن حالياً الشراكة بين معهد البيت الموسيقي العالي للتدريب وكلية الفنون في جامعة الملك سعود بهدف التدريب، وصولاً إلى تخريج أول فرقة موسيقية للجامعة. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وأكدت منى أن كلية الفنون تطبيقية أكثر منها نظرية، وهو ما يمنح الفرصة للمواهب لاكتساب التأهيل بالدراسة الأكاديمية، لافتة إلى أن هناك عملاً دؤوباً للاستفادة من المواهب الموسيقية سواء في تدريس الموسيقى أو الأداء أو الصوتيات عبر استقطاب الخبرات والكفاءات العملية، حتى لو لم يكونوا أكاديميين لتدريس وتعليم وتدريب الطلاب، مثلما يحدث في كل برامج كلية الفنون السينما والمسرح والفنون البصرية. من جهته، يرى الفنان والملحن خالد عبدالرحيم في تصريح خاص لـ"اندبندنت عربية" أن انطلاقة كورال طويق للموسيقى العربية محطة مهمة في مسار التطور الفني والموسيقي الذي تعيشه السعودية خلال الأعوام الأخيرة، مشيداً بدور الشراكة المثمرة بين كلية الفنون بجامعة الملك سعود ومعهد البيت الموسيقي العالي للتدريب في تدريب وتنمية مستوى الفنانين الشباب أعضاء الكورال، وتمكنهم من أداء باقة من أهم الأعمال الغنائية والموسيقية في التراث العربي بصورة مميزة. وأكد عبدالرحيم أن الكورال الذي أطلقته الجامعة يعد منصة واعدة لاكتشاف المواهب الشابة في مجال الموسيقى ورعايتهم، وتأهيلهم لأعلى المستويات الاحترافية، بما يفتح آفاقاً رحبة أمامهم في عالم الموسيقى، ويسهم في إثراء المجال الفني بجميع التخصصات الموسيقية من أداء وصوتيات وطرب. بدوره، قال مؤسس معهد البيت الموسيقي العالي أيمن تيسير، إن كورال طويق للموسيقى العربية يهدف إلى تقديم برنامج غنائي شامل يعرض الموروث الموسيقي الغنائي السعودي والعربي، من خلال عروض أدائية أمام الجمهور، مبيناً أن برامج الكورال المتنوعة تسهم في تعزيز ذائقة المجتمع الموسيقي، وإثراء المشهد الثقافي والفني في السعودية، مشيراً إلى أن الكورال تأسس عام 2024 ويضم مجموعة من المواهب السعودية والعربية يتجاوز عددهم 100 موهبة من الشباب والشابات يمتلكون مواهب غنائية مميزة. وذكر تيسير أن المعهد يقوم بتعليم الموسيقى ضمن برامج تنتهي بشهادات أكاديمية معتمدة وتتوافق مع أفضل المناهج التعليمية العالمية، وتدريب وتأهيل الفرق الموسيقية وإدارتها، وتقديم الاستشارات الموسيقية، إضافة إلى إقامة الفعاليات والعروض الموسيقية، وصناعة الهوية الصوتية، وإعداد الحقائب التدريبية، وكذلك تقديم الدورات الموسيقية الحرة. من جهته، صرح المدير التنفيذي لمعهد البيت الموسيقي العالي معتز الشبانة بأن المعهد هو الأول من نوعه لتعليم الموسيقى في السعودية، ويقدم حزمة من البرامج والدورات وورش العمل التدريبية في مجال الموسيقى ضمن أفضل المعايير المعتمدة عالمياً، ومنها برامج منتهية بشهادات معتمدة من وزارة الثقافة ومؤسسة التدريب التقني والمهني، كدبلوم الموسيقى الأول من نوعه في المملكة، لافتاً إلى أن المعهد يضم نخبة من الأساتذة المتخصصين في الموسيقى من مختلف دول العالم، يقدمون أفضل طرق التدريس الأكاديمي، موضحاً أن المعهد يبذل جهوداً مميزة برؤية رائدة في تعزيز الثقافة الموسيقية. وأكد أن المعهد يقدم مجموعة واسعة من الدورات والبرامج الموسيقية الأكاديمية التطويرية والتأهيلية للمواهب السعودية، مما يسهم في تطوير مجال تعليم الموسيقى، ونشر ثقافة التعليم الموسيقي محلياً، وكذلك تطوير التشريعات المتعلقة بتراخيص المراكز والمعاهد الموسيقية في السعودية، ونشر الوعي بأهميتها وتأثيرها الإيجابي على المجتمع. ونوه الشبانة بالمنجزات التي حققها المعهد في مجال تطوير الموسيقى وتعليمها، مثل تدريب وتأهيل الفرقة الوطنية السعودية والكورال الوطني لتمثيل السعودية في المحافل الوطنية والدولية، وتقديم مجموعة كبيرة من المواهب والفنانين والموسيقيين والفرق الموسيقية، والإسهام في إعداد مادة الموسيقى في المدارس والجامعات.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store